|
|||||||
| الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
خواطرفي سبيل الله (71) محمد خير رمضان يوسف • يا بني، إذا أحببتَ صديقًا، ونصحتَهُ ولكنهُ لم ينتصح، فلا تقطعْ أملكَ منه، ولا تقاطعْهُ لأجلِ ذلك، بل اعرفْ سببَ إعراضهِ عن النصيحة، ابحثْ عن موضعِ الخلَلِ في نفسهِ لتعالجه، وبدونِ ذلك يُعرِضُ عن نصائحَ كثيرة. • لا يخلو المرءُ من أوقاتٍ يتذكَّرُ فيها ماضيه، وهذا التذكُّرُ نعمةٌ لمن هداهُ الله، ليستغفرَهُ تعالَى إذا كان ما تذكَّرَهُ ذنبًا، ويشكرَهُ إذا كان نعمة. فلا تدَعْ تذكُّرَكَ تخيُّلًا وحده، وهوًى ولذَّة، فالمسلمُ يستلهمُ العبرَ إذا فكَّرَ أو نظر. • يا ابنَ أخي، مصيبتُكَ ليستْ مصيبةً عند الآخرين، فلا تؤاخذْهم إذا هم ضحكوا وأنتَ حزين، وهناك من يمشي ومصيبتهُ تمشي معه، لا تغادرُ قلبه، وأنتَ لا تعرفُ ذلك. • قد يكونُ الكتابُ كجلسةٍ عابرةٍ مع شخصٍ رأيتَهُ مرةً واحدةً ومضَى، وقد يكونُ كجلساتٍ تتكرَّرُ مع صديقٍ لظروفِ العملِ وغيره، وقد يكونُ صديقًا دائمًا لا تملُّ منه، وتحتفظُ به لتلتقي به كلَّما احتجتَ إليه. • أصحابُ الابتكاراتِ يملكونَ قُوًى عقليةً أكبر، ولو أنها رُوعيتْ وربِّيت لأنقذتِ البلادَ من التبعياتِ العلميةِ والاقتصاديةِ وغيرها، بل صدَّرتْ إبداعاتها واستفادتْ من براءاتِ الاختراع، واكتسبتْ سمعةً طيبةً بين الأمم.
__________________
|
|
#2
|
||||
|
||||
|
خواطرفي سبيل الله (72) محمد خير رمضان يوسف • لاحظتُ في بحوثٍ أكتبها، أو تحقيقاتٍ أقومُ بها، أن بدايتَها قد تصعبُ عليّ، أو أنجزُ قليلًا وأمضي فيها ببطء. أو تعرضُ لي أمورٌ لا أعرفُ كيف أسلِّطُ الضوءَ عليها، فإذا تعبتُ وصبرتُ سهلَ الأمرُ من بعد. إن الله يمتحنُ عزيمةَ المرء، وينظرُ في أهليتهِ للأعمالِ الجليلة، فإذا رآهُ صابرًا، متوكلًا عليه، عازمًا على المضيِّ فيه ولو كان شاقًّا، ساعدَهُ ووفَّقَهُ فيه، وإذا رآه متردِّدًا، قد وضعَ القلمَ من أولِ امتحانٍ له، تركَهُ وهمَّتَهُ الضعيفة. كما يُمتحَنُ المسلمُ في إيمانه، ليُعلَمَ هل هو صادقٌ فيه، مستمسِكٌ به، أم يضعفُ ويتكاسلُ ويؤثِرُ الراحة؟ • ساحةُ الدعوةِ مفتوحة، كلٌّ على قدرِ ما يعلَم، ولا يَدخلُ الداعي فيما لا يعرفه، بل يحيلهُ إلى العلماء. ويُسلِمُ كثيرٌ من الناسِ على أيدي مسلمين عاديين، لا يُعرَفون بعلمٍ أو دعوة! رأى ألمانيٌّ مسلماً يُطيلُ السجود، فلما انتهى من صلاتهِ قال له: إنني أعاني من مرضٍ شديد، لا يذهبُ ألمهُ إلا إذا وضعتُ جبهتي على الأرض! فتبسَّمَ المسلمُ وقال له: تقصدُ إلّا إذا سجدت! فاستفسرَ الألمانيُّ عن ذلك، فما زالَ يشرحُ له معنى الصلاةِ والسجود، حتى هداهُ الله وأسلم! • أحِبُّوا الصالحين وانشروا أخبارهم، ولا تتعصَّبوا لبعضهم دون البعضِ الآخر، فإن التقليدَ يحجِّرُ الفكر، وإن التعصبَ يُعمي، فلا يرَى المتعصِّبُ الحقَّ إلا في أشخاصٍ يحبُّهم ويتعصَّبُ لهم. وهكذا الأمرُ مع أهلِ العلمِ والدعوة. • شأنُ المرءِ مع الموتِ غريب! إنه يرى الأمواتَ ويشيِّعُهم ثم ينسَى شأنَهم بعد ساعات! ويرى حوادثَ مرورٍ فظيعةً ويتألَّمُ لها، ثم يتجاوزها مهدِّئًا من سرعته، ثم لا يلبَثُ أن يسرعَ كعادته! طبيعتانِ في البشر: النسيان، والعجلة! • رحمَ الله الشيخ محمد هاشم المجذوب، كان من العلماءِ العاملين، المتمسكين بسنةِ سيدِ المرسلين صلى الله عليه وسلم، علّامة، فقيهًا شافعيًّا متمكنًا، داعيةً مشهورًا، ناصحًا صادقًا، أمينًا على دينِ الله، شديدًا على الأعداءِ لا يلين، بقيَ في سجونِ الطغاةِ أكثرَ من عشرينَ سنة. جزاهُ الله خيرًا عن الإسلامِ والمسلمين. توفي رحمه الله ليلةَ الأربعاء 17 رمضان 1437هـ.
__________________
|
|
#3
|
||||
|
||||
|
خواطرفي سبيل الله (73) محمد خير رمضان يوسف • القرآنُ الكريمُ هو إمامُ جميعِ المسلمين، ومن تمسَّكَ به عن علمٍ وتدبُّرٍ فقد أفلح، ولم يُصبْ من قال: "من لم يكنْ له شيخٌ فشيخهُ الشيطان"، فالشيطانُ شيخُ الكافرينَ والمشركين والفاجرين، أما المسلمون، فإنه {لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [سورة النحل: 99]، وكيف يكونُ شيخُ المسلمِ شيطانًا وإمامهُ القرآن؟ إنما الشيخُ يزيدُكَ علمًا وتوجيهًا، ويدلُّكَ على الخطأ في وقته، وشيخهُ في ذلك: القرآنُ الكريم. ومن له شيخٌ أفضلُ ممن لا شيخَ له؛ لأنه مع التعليم يربِّي، هذا إذا كان صالحًا. • كثيرًا ما يردُ في القرآنِ الكريمِ لفظُ (الآيات)، ويعني: الأدلةَ والحججَ والبيِّنات، والعلاماتِ والمعجزات، في معرضِ الردِّ على المشركين والمنافقين وأهلِ الزيغِ والفساد. فالدليلُ شيءٌ مهمٌّ في الإسلام؛ لإثباتِ حقيتهِ وعلوِّهِ وانتصارهِ على الباطل، فعليكَ بالدليلِ أخي المسلم، لا تتركه، حتى تتثبَّتَ في أمرك، وتعلَمَ أنكَ على حقٍّ أولًا، وتُثبتهُ لغيرِكَ بالحجَّةِ واليقين. • الرغبةُ في العلمِ لا تكفي؛ لأن هناك رغباتٍ كثيرةً في الحياة، قد يغلبُ بعضُها بعضًا، وقد تنحِّي إحداها الأخرى، ولكنها تُعضَدُ بالإيمان، والعزيمة، والصبر، فمن أخذَ بها فقد دخلَ الخطّ، وأمسكَ بالخيط. • فكرةُ الكتابِ قد تطولُ عند بعضهم سنوات، وتلحُّ على صاحبهِ حتى يكتب، وهي عند آخرين أقلُّ من هذه المدَّة، حتى تجتمعَ عناصرُ الفكرةِ في الذهن، وأهمُّ الفصولِ والأبواب. وقد تأتي فكرةُ الكتابِ والبدءُ بتأليفهِ في يومٍ واحد! وهو نادر، وقد حدثَ معي مثلُ هذا، ولا أذكرُ من بين ما ألَّفتُ سوى كتابٍ واحد! • إذا دخلَ الشبابُ صفًّا جعلوا منه قوةً وعزمًا وحيوية. وفي مشاريعِ الدعوةِ شبابٌ كثر؛ ولذلك فهي مستمرة، ولا تهرم، والدخولُ في الإسلامِ لم يتوقَّف. جزَى الله الشبابَ خيرًا إذا كان لهذا وأمثاله.
__________________
|
|
#4
|
||||
|
||||
|
خواطرفي سبيل الله (74) محمد خير رمضان يوسف • تتفتحُ القلوبُ لأزهارِ العيدِ فتبتسم، وتلهجُ الألسنةُ بالكلماتِ الطيبةِ وعباراتِ التهنئةِ وألفاظِ الترحابِ وكيفَ الحال، وتكبرُ العيونُ لترَى أشياءَ جديدةً ارتسمتْ على صفحةِ الحياة، وتختفي الأحقادُ والضغائنُ ليحلَّ محلَّها مراسمُ المحبةِ والوئام. فأهلًا بالعيد. وكلُّ عامٍ وأنتم بخير. • من رأيتَهُ يَصدُقُ ولا يحيدُ عنه فاعلمْ أنه صاحبُ أعمالٍ صالحة، فإن الصدقَ يَهدي إلى البِرّ، ومن رأيتَهُ يكذبُ فاحذره، فإنه صاحبُ أعمالٍ سيئة؛ لأن الكذبَ يَهدي إلى الفجور. • الوفيُّ يتألَّمُ في نفسه! لأنه يشعرُ بالتقصيرِ مع من أحسنَ إليه، ولا يعرفُ كيف يوفيهِ حقَّهُ من الوفاء، وقد مدَّ إليه يدَ العونِ في وقتِ العسرِ والحاجة، وردُّ المعروفِ في وقتِ الرخاءِ لا يساويهِ في وقتِ الشدَّة، ولكنهُ (وفاء) على كلِّ حال! ونعمَ الخُلق. • يا بني، لا تُثرْ أمورًا لا خيرَ فيها ولا نفعَ منها، لا تكنْ في جانبِ اللغوِ والهراء، فإنه مضيعةٌ للوقت، وكلامٌ في الهواء، لا تجني منه ثمرًا، ولا تفيدُ به أحدًا. ومن المؤسفِ أن يكونَ هذا منتشرًا بين الأصدقاء، وكثيرًا في النوادي والمجالس. • ملَكٌ يسوقُكَ إلى الحساب، وآخرُ يشهدُ عليك بما عملت، والمحاسِبُ هو الله، {وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} [سورة ق: 21]، فأين المفرُّ إنْ لم تُدرِكْكَ رحمةُ الله؟ ولا مكانَ للإقامةِ يومئذٍ سوى في جنانٍ أو نيران.
__________________
|
|
#5
|
||||
|
||||
|
خواطرفي سبيل الله (75) محمد خير رمضان يوسف كنتُ أعجبُ كيف يُقَلَّدُ الغربُ حتى في أمورٍ صغيرةٍ ليست في الحسبان، مثلِ تزيينِ الحدائقِ والمجسَّماتِ الجماليةِ والإعلاناتِ في الشوارعِ وفنونِ لوحاتها، وبعضِ الشؤونِ الإداريةِ والتعليمية، وما إلى ذلك، وهل حقًّا لا يوجدُ في بلادنا من يبدعُ حتى في مثلِ هذه الأمورِ الصغيرة؟ لقد أخذَ بي التفكيرُ إلى أن السببَ هو الجوُّ العامُّ الذي تفرضهُ الحكوماتُ على المواطنين، من التسلطِ والمراقبةِ وسوءِ التعاملِ وعدمِ تكافؤ الفرص، ومن الخللِ في استحقاقِ المناصب، وإهمالِ المواهب، وعدمِ تشجيع الإبداع، والتضييق على المفكرين والفنانين التشكيليين البارعين والإداريين المتفوقين، فيضطرون للانصياعِ للأوامر، ويعملون في حدودِ ما يُسمَحُ لهم وما يُكلَّفون به فقط، ولا يشجعونهم على ما وراءه، ولا يقبلونَهُ منهم أو لا يهتمون به، فيتحولون إلى (لوحات)، وإلى حالاتِ (عدمِ الرضا وعدمِ الثقةِ) بدلَ الإبداعِ والتفنن، فتكلُّ أذهانهم، وتبقَى إبداعاتهم محدودة، بحسبِ ما ضُيِّقَ عليهم. ××× ××× ××× الطفلُ كائنٌ لطيفٌ محبوب، ولكنهُ ضعيف، لا يقدرُ على الدفاعِ عن نفسه، ولا يعرفُ حججَ الكلامِ ليثبتَ رأيه، وقد أُوتيَ سلاحًا قويًّا يعوِّضهُ عن كلِّ ذلك، وهو البكاء، الذي ما إن يبكي حتى يهرعَ إليه أحدُ أفرادِ الأسرةِ ليسكت، فإذا لم يُسعَفْ ظلَّ يبكي حتى يُلبَّى طلبه! والبكاءُ مزعجٌ جدًّا، تتردَّدُ نبراتهُ الحادَّةُ في قناةِ الأذنِ حتى تصلَ إلى الدماغ! ولا تتحمَّلهُ سوى الأمّ، التي تتركهُ يبكي أحيانًا لقيامها بأعمالٍ أخرى، وتكونُ قد تخرَّجتْ على هذا الصوت، وصارَ عندها كالنشيدِ اليومي! وقلتُ إنه سلاحٌ (قويّ)، فإن الكبارَ لا يقدرون على مثله، وليجرِّبْ ذلك من يريد، ولْيَبكِ بأعلى صوتهِ مدَّةَ خمسِ دقائقَ أو أكثر، ولينظرْ في حالهِ كيف تصير، وقد بُحَّ صوته، وترهَّلَ لسانُ مزماره، وتعطَّلَ حَلقه، واحمرَّتْ عيناه، وبرزتْ أوداجه.. كما لن يجدَ حولَهُ أحدًا من الحضور!
__________________
|
|
#6
|
||||
|
||||
|
خواطرفي سبيل الله (76) محمد خير رمضان يوسف • هناك من لا يختمُ القرآنَ في السنةِ مرةً واحدة! وهناك من يختمهُ في أسبوعٍ أو أسبوعين أو أقل. فهل يستويان؟ وكلُّ حرفٍ يُقرَأُ من القرآنُ فلصاحبهِ عشرُ حسناتٍ به، فكم تكونُ له من الحسنات؟ وكم يكونُ الفرقُ بينه وبين الذي لا يقرأُ القرآنَ إلا نادرًا؟ اللهم اجعلنا ممن يتلون كتابكَ آناءَ الليلِ وأطرافَ النهار. • الطريقُ إلى السعادةِ يمرُّ بالإسلامِ وليسَ بالمالِ والمنصب، ومن ادَّعَى السعادةَ بغيرهِ فهي أيامٌ وساعاتٌ تأتي وتذهب، ويبقَى قلبُ المؤمنِ هو الناطقُ بالسعادة، لاطمئنانهِ بذكرِ ربِّه، وتوكلهِ عليه، وثقتهِ به، وبما أعدَّ له من الأجرِ العظيمِ في حياةٍ حقيقيةٍ تالية. • نبيٌّ دعا إلى الله (950) عامًا، يستغفرُ ربَّهُ ويدعوهُ أن يرحمَهُ قائلًا: {وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [سورة هود: 47]. فكيف بكَ أيها العبدُ الخطّاء، ألا تستغفرُ الله أكثر؟ • يا ابنَ أخي، تذرعُ الأسواقَ ذهابًا ومجيئًا بدونِ هدفٍ ولا عمل؟ ما أظنكَ إلا مأزورًا في هذا، فقد تبحثُ عن صيدٍ حرام، أو أصدقاءَ سوء، ولن تخلوَ من زِنا عَين. • الحيواناتُ نفسُها تحتاجُ إلى دربةٍ وخبرة، حتى وهي في الغابة! ولذلك ترى الصغارَ منها تقعُ في المصيدةِ أكثر، والكبارُ منها تكونُ حذرة، في سلوكها ومسيرها.
__________________
|
|
#7
|
||||
|
||||
|
خواطرفي سبيل الله (57) محمد خير رمضان يوسف قالَ أبو ذرٍّ رضيَ الله عنه لرسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: يا رسولَ اللهِ أوصِني. قال: "أوصيكَ بتقوَى الله، فإنَّه رأسُ الأمرِ كلِّه". قلتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني. قال: "عليكَ بتلاوةِ القرآنِ وذِكْرِ الله، فإنَّه نورٌ لكَ في الأرض، وذُخرٌ لكَ في السَّماء". قلتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني. قال: "إيَّاك وكثرةَ الضَّحك، فإنَّه يُميتُ القلب، ويذهَبُ بنورِ الوجه". قلتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني. قال: "عليكَ بالصَّمتِ إلَّا مِن خير، فإنَّه مَطردةٌ للشَّيطانِ عنك، وعونٌ لك على أمرِ دِينِك" قلتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني. قال: "عليكَ بالجهاد، فإنَّه رهبانيَّةُ أمَّتي". قلتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني. قال: "أحِبَّ المساكينَ وجالِسْهم". قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني. قال: "انظُرْ إلى مَن تحتكَ ولا تنظُرْ إلى مَن فوقك، فإنَّه أجدرُ ألَّا تَزدري نعمةَ اللهِ عندَك". قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني. قال: "قُلِ الحقَّ وإنْ كان مُرًّا". قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ زِدْني. قال: "لِيرُدَّك عن النَّاسِ ما تعرِفُ مِن نفسِك، ولا تَجِدْ عليهم فيما تأتي، وكفَى بك عيبًا أنْ تعرِفَ مِن النَّاسِ ما تجهَلُ مِن نفسِك، أو تجِدَ عليهم فيما تأتي". ثمَّ ضربَ بيدهِ على صدري فقال: "يا أبا ذرٍّ، لا عقلَ كالتَّدبير، ولا ورَعَ كالكفِّ، ولا حسَبَ كحُسنِ الخُلُق". رواه ابن حبان في صحيحه، وذكر الشيخ شعيب أن إسناده صحيح على شرط الشيخين.
__________________
|
|
#8
|
||||
|
||||
|
خواطرفي سبيل الله (62) محمد خير رمضان يوسف • يا بني، إياكَ والعينَ الخائنة، كمن يقولُ شيئًا ثم يَنظرُ بعينهِ إلى آخرَ ليُفهِمَهُ غيرَ ما قال، وإياكَ والعينَ الجارحة، كمن يَنظرُ إلى صاحبهِ نظرةَ تحقيرٍ واستصغار، وإياكَ وخِلسةَ النظر، كمن يَنظرُ من النافذةِ لتقعَ عينهُ على عورةِ جاره، وإياكَ والعينَ الزانية، التي تَنظرُ نظرةَ شهوةٍ وحرام. • يا بنتي، لا تعاندي زوجَكِ إذا كان على حق، واتركي العنادَ إذا كان في أمورٍ تافهةٍ وخلافاتٍ صغيرة، فإنه خُلقٌ مذمومٌ في العلاقاتِ الزوجيةِ خاصة، وعادةٌ سيئةٌ عند بعضِ الأزواجِ والزوجات، والإصرارُ عليه يؤدي إلى مشكلاتٍ محقَّقة، ويعقِّدُ التفاهم. • لماذا تُغري الزينة؟ هل لأنها على غير حقيقتها فتَخدَع؟ أم لأنها مبهرةٌ تخطفُ النظر؟ بل إنه الجمال، وقد فُطِرَ الإنسانُ على حبِّ الجمالِ والتعلقِ به، ولو لم تكنِ الزينةُ جميلةً لما أُحبَّت. والفارقُ هو الإغراء، فقد يغترُّ البعضُ بجمالٍ كاذبٍ أو ملغوم، وغيرهُ يَنظرُ إليه نظرَ الحقيقةِ والواقع، فيضعهُ في مكانهِ ولا يغترّ. • إذا تغيَّرَ الجوُّ على الصغارِ تغيَّرَ مزاجُهم، فتتغيَّرُ تصرفاتهم، وبعضُ الآباءِ تغلبهم عواطفهم، فيَصحبون معهم أولادَهم الصغارَ دون صحبةِ أمَّهاتهم، فإذا بكَوا لم يعرفوا كيف يُسكتونَهم، فإذا ضربوهم ازدادوا بكاء، وإذا طلبوا الذهابَ إلى الحمّامِ تضايقوا ولم يعرفوا كيف يُسعفونهم، فيخفِّفون سهرتهم أو يقطعونها، ويعودون غاضبين مقهورين! ليَعرفوا بذلك قدرَ أمَّهاتهم، وتعبهنَّ وصبرهنّ!
__________________
|
|
#9
|
||||
|
||||
|
خواطرفي سبيل الله (63) محمد خير رمضان يوسف • السعادةُ ليست في حياةِ السلمِ وحدَها، إنه يمكنُ أن تكونَ سعيدًا وأنتَ تخوضُ حربًا، عندما تقاتلُ حبًّا في الشهادة، وشوقًا إلى الجنة، وأملًا في أن تنالَ رضا ربِّك. • يقولون إن الدنيا حلوةٌ لمن كانت عندهُ فلوس، والحقُّ أن المنغِّصاتِ الماليةَ كثيرة، وليست هي التي تجلبُ السعادة، بل ما يصاحبها من عافيةٍ وتوفيق. • يا بني، تجاربُ المزارعين أفضلُ من شهاداتِ الأكاديميين والفنيين الزراعيين، وآراءُ هؤلاء ونظرياتُهم إذا تلاقحت مع تجاربِ أولئك أفادتِ الاثنين، فاجمعْ يا بنيَّ بين العلمِ والتجربة، لتكونَ عالمًا وخبيرًا عن جدارة. • العقوباتُ الإلهيةُ في الحياةِ الدنيا لا تكونُ في كلِّ مرة، ولو عوقبَ الإنسانُ بعد كلِّ ذنبٍ لما بقي أحدٌ على وجهِ الأرض، ولكنها تكونُ أحيانًا، ليعتبرَ الآخرون، إذا كانوا ذوي اعتبار. • صيحاتٌ لا مثيلَ لها: الصيحةُ في الجهاد، وصيحةُ المؤمنِ وهو يعذَّب، وصيحةُ الأمِّ عند الولادة، وصيحةُ المستغيثِ وهو يُشرِفُ على الهلاك، وأنينُ المريضِ وصياحهُ إذا غلبَهُ المرض.
__________________
|
|
#10
|
||||
|
||||
|
خواطرفي سبيل الله (64) محمد خير رمضان يوسف • كلما قرأتُ سيرةَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم شدَّ انتباهي تصرفاتهُ الحكيمةُ عليه الصلاةُ والسلام، العاليةُ الرفيعة، التي لا تجدُ فيها عوجًا ولا شذوذًا، يعالجُ الأمورَ بعدلٍ وحكمة، فهو قائدٌ بحقّ، رسولٌ قدوة، صلى الله عليه وسلم. • المطالعةُ في الكتابِ كجلسةٍ بين نهرين، تَنظرُ يَمنةً فترى صفحةَ علمٍ أو ماءً زلالًا، وتَنظرُ يَسرةً فترى كذلك، وكأنكَ في روضة، تتمتَّعُ وتشرب! • الصراعُ الداخلي في فكرِ الإنسان، هو السلمُ والحربُ اللذان يَحدثان في الخارج، فهما نابعان من فكره، فهو الذي يبني ويهدم، وهو الذي يَقتلُ ويُنتج، ويربي ويجرم، وينصرُ الخيرَ والشرّ..! • كنْ وردًا ولا تكنْ شوكًا، كنْ متقدِّمًا ولا تكنْ متأخرًا، كنْ شجاعًا ولا تكنْ منهزمًا، كنْ كريمًا ولا تكنْ بخيلًا، كنْ صادقًا ولا تكنْ كاذبًا، كنْ رحيمًا عطوفًا ولا تكنْ فظًّا غليظًا. • إهداءُ الكتبِ عادةٌ جميلةٌ مفيدة، ولكنْ كيف يُهدَى الكتابُ الإلكترونيُّ الذي لم يُطبَعْ ورقيًّا؟ لو أرسلَهُ مؤلِّفهُ بالبريد (الإيميل) فلا ميزةَ بينهُ وبين تحميلهِ من الشبكةِ العالمية، وقد يحصِّلهُ صاحبهُ قبلَ أن يبعثَهُ إليه، دون عناءٍ يُذكر. وأين يُكتبُ الإهداء؟ ربما في ملفٍّ خاصٍّ مرفقٍ بدلَ رسالة! وإذا جاءَهُ محبٌّ زائرًا كيف يُريهِ أو يُهديهِ كتبَهُ الجديدة؟ والعادةُ أنه يحتفظُ بمجموعةِ نسخٍ عنده، لشهورٍ أو سنوات، فكم نسخةً إلكترونيةً يحتفظُ بها؟! لقد صدرتْ لي مجموعةُ كتبٍ إلكترونيةٍ ولم تُطبعْ ورقيًّا، فما أهديتُها لأحد، وهي موجودةٌ في الشبكةِ العالمية، يستطيعُ تحميلَها من شاء، فهي هديةٌ للجميع.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |