|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() · محمود المسعدي أمام اسئلة الكتابة...والوجود الاربعاء, 02 نوفمبر 2011 محمد الغزي ومحمود المسعدي يُعَدّ ،مع أبي القاسم الشابي، من أهمّ رموز الأدب التونسي الحديث ،وأكثرها استقطاباً لاهتمام النقاد والباحثين .فهذا الكاتب الذي نشر أعماله منجّمة في بعض المجلات التونسية ما بين سنتي 1939 و 1947قد اختط لنفسه طريقة في الكتابة مخصوصة تعمّدت تقويض الحدود القائمة بين الأجناس والجمع بين أزمنة لغويّة كثيرة تنحدر من عصور أدبية شتى . لا شكّ في أنّ هذه الكتابة تحمل في طياتها ملامح اللحظة التاريخية التي صدرت عنها، وتومئ إلى أهم ّالأسئلة الكيانية التي أرّقت الكاتب لكنها استبطنت ،في الوقت ذاته ،إنجازات التراث العربي الجمالية وتشرّبت أسئلته الوجوديّة. لدى المسعدي قناعة ما فتئ يدافع عنها ويعدّد الحجج لتوكيدها، وهي أن للأدب «جوهراً» ثابتاً لا يتغير مهما تعددت أشكاله وتباينت مدارسه ...وهذا الجوهر هو الإفصاح عن «مأساة الإنسان» ومحنته أمام «الموت ، أمام الحياة ،أمام الغيب، أمام الآلهة ،أمام نفسه...». لهذا اختار أن يعقد علاقة صداقة مع كبار الأدباء والشعراء في كل العصور...بل حوّل الكتابة إلى ضرب من الحوار معهم ،يُصغي إليهم ،يجادلهم ،يسترفدهم....فهُمْ حوله ،قريبون منه،يلهمونه،يذكّرونه باستمرار بمحنة الإنسان في حفل الوجود... لكنّ هذا الحوار لا يتجلىّ في طبيعة الأسئلة التي نهض عليها أدب المسعدي فحسب وإنما يتجلى أيضاً في لغته وأساليبه وطرائق أدائه. فالكتابة ،لدى المسعدي ،احتفال كبير باللغة،بإمكاناتها التخييلية ،وطاقاتها الاستعارية...واللغة في مختلف أعماله الأدبية ليست دلالات فحسب وإنما هي أجراس وإيقاعات وأصوات..فالمسعدي لا يفصح عن تجربته بمعاني الكلمات فحسب وإنما بموسيقاها ، بظلالها الإيقاعية . فأعماله وريثة مقابسات التوحيدي وقصائد أبي نواس وطواسين الحلاج وروايات دستيوفسكي وخواطر نيتشة..اللغة فيها منبثقة من الأماكن الأكثر عمقاً في الكائن ... الأكثر ظلمة...الأكثر غموضاً...فهي ليست مجرد أداة للتعبير وإنما هي حضور وحياة وكينونة، تشدّ الانتباه إليها قبل أن تشدّه إلى شيء آخر خارج عنها. وتتجلىّ هذه الخصائص أقوى ما تتجلىّ في عمليه اللافتين «حدّث أبو هريرة قال» و «السد» ...أمّا عمله الأول فيصوّر مغامرة البطل» أبي هريرة» يخوض جملة من التجارب هي أقرب ما تكون إلى عدد من المقامات الصوفية يُرتقى معارجها تباعاً إلى أن يبلغ أقصاها وهو مقام الاتحاد والحلول.. اختار المسعدي الجزيرة العربية فضاء تتحرك فيه شخصياته....هذه الجزيرة حاضرة في عمله بصحرائها ومدنها ونمط حياتها . لكنّ هذا الفضاء لا يحيل،على رغم ذلك ، على المكان الواقعيّ بقدر ما يحيل على مكان متخيّل ،استمد ّالشاعر عناصره من قصائد الشعراء الجاهليين ومن كتب الأخبار والسير...ولا يختلف الزمان في غموضه عن المكان...فهو أقرب ما يكون إلى الزمان الأسطوري الذي لا يحدّ طرفاه...زمان هو، في الواقع، جماع كل الأزمنة... الرمزية والوجودية أمّا الأحداث فهي ذات طبيعة رمزيّة...فهذا العمل يصوّر أبا هريرة وهو ينتقل من حال إلى حال ومن تجربة إلى اخرى.(التجربة الحسية ، التجربة الروحية ،التجربة الجماعية...) لكي يختتم مسيرته الوجودية بالصعود على ظهر جبل والذوبان في المطلق... هذا النصّ لم يعقد مع المتقبل ميثاقاً سردياً مخصوصاً ، لهذا اختلف النقاد في تحديد طبيعته الأجناسية. فبعضهم عدّه بالأدب القصصي أوثق صلة وإن متح من السرد القديم الكثير من خصائصه، بينما عدّه البعض الآخر أقرب إلى الجنس الروائي وإن جاء في شكل جديد،أما الناقد محمد القاضي فقد ذهب إلى أنّ المسعدي قد اختار أن ينسج على منوال جنس أدبيّ قديم هو الخبر .والخبر وحدة سردية مستقلة.فهذه الأخبار أو الأحاديث التي يضمها كتاب «حدّث ابو هريرة قال...»هي ،في نظر الناقد ،أشبه ما تكون بما نجده في كتاب «الأغاني» حيث يكون أهم ّعناصر التوحيد بين الأخبار اتصالها بشخصيّة واحدة،وإن كنّا نلمح ،بصفة عامة، أنّ الأصفهاني يعمد ،في الكثير من الأحيان إلى مراعاة التطوّر الزمني ما أمكن... أمّا عمله الثاني «السدّ»، فإنه لا يختلف في مضامينه وأسئلته عن «حدّث أبو هريرة قال...» وإن جاء في شكل حوارية طويلة استعارت من المسرح بعض عناصره وجمالياته. صوّرت هذه الحواريّة إقدام البطل غيلان على بناء سدّ في أرض قفر ليخزّن ماءها ويروي عطشها ...وما أن ارتفع السدّ وكاد يكتمل حتى انهار، وانهار معه الحلم بالخصوبة والحياة. هذه النهاية دفعت طه حسين الذي افتتن بلغة الحوارية وأساليبها الرمزية إلى القول إنّ هذه النهاية أحالته على أسطورة سيزيف لألبير كامو مضيفاً : «إن المسعدي آمن بما آمن به الكاتب الفرنسي من أن الحياة ليست لها غاية معروفة يمكن الوصول إليها أو حكمة قريبة يمكن استكشافها...لكنّ المسعدي استدرك على كلام طه حسين قائلاً:هذا العمل إنما هو تجسيد لفهم خاصّ لماهية الإنسان وقدرة الإنسان وشرف الإنسان من حيث هو إنسان. نهض محمود المسعدي بأدوار سياسية قبل استقلال تونس وبعده. فقد انخرط في صفوف الحزب الدستوري منذ عام 1934 وفي صفوف الاتحاد التونسي للشغل عام 1948 وتولىّ بعد الاستقلال وزارتي التربية والثقافة كما شغل منصب رئيس مجلس النواب. ونس تكرّم الأديب محمود المسعدي باحتفال في ذكرى مئويته محمد بن رجب ندوة دولية حول "محمود المسعدي مبدعًا ومفكرًا، جماليات الكتابة وأسئلة الوجود "تنظمها وزارة الثقافة التونسية من 16 إلى 18 ديسمبر 2011 في تونس بالتعاون مع بيت الحكمة واتحاد الكتاب التونسيين في إطار الإحتفال بمئوية المسعدي. هذا الإحتفال سينطلق اليوم الجمعة 7 أكتوبر 2011 في مسقط رأس الأديب المبدع محمود المسعدي في مدينة تازركة من ولاية نابل
__________________
![]() قمة آلحزن ! عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص .. كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ ! عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب [ گبير لہ
|
#2
|
|||
|
|||
![]() محمد بن رجب من تونس: أدباء ومفكرون عايشوا الأديب التونسي محمود المسعدي سيقدمون شهاداتهم عن المحتفى به، المسعدي الأديب المبدع والمسعدي الإنسان. الإحتفال لن يقتصر على مسقط رأس الأديب محمود المسعدي، بل أعدت وزارة الثقافة برنامجًا دسمًا ينفذ في كل الجهات، ندوات ولقاءات وشهادات ومجالس علمية ومعارض وأشرطة وثائقية للتعريف بأدب المسعدي وإبداعاته ومساهماته وتأثيره في الأدب العربي.
"لا تسلني يا ولدي كيف أكتب نصوصي الأدبية.. إنها عبارة عن ومضات معبرة عن شحنات التفكير في هذه الحياة"... ذاك هو المسعدي الذي أدخلت مؤلفاته الحيرة في العقول، وأثارت أكثر من كاتب وناقد وأديب. المسعدي الذي كان له عميق التأثير على تكوين العديد من الأجيال التونسية، أعمال خالدة تركها الأديب الكبير، جعلت منه أحد أبرز الأدباء العرب، كـ"السدّ 1955"، و"حدث أبو هريرة قال 1973" و"مولد النسيان" و"تأصيلا لكيان" وأخيرا "من أيام عمران" دعمت شهرته، التي جعلت منه رائدًا في كتابة القصة والرواية في العالم العربي. "من 23 يناير 1911 وحتى 16 ديسمبر 2004" حياة مليئة بالإبداع، قصة ورواية ومسرح، ونضال نقابي وتربوي وثقافي. ذلك هو محمود المسعدي الأديب العربي، الذي تنقل بين جامعة السوربون وجامعة تونس ووزارتي التربية والثقافة والحزب الحر الدستوري التونسي والإتحاد الحاكم التونسي للشغل. لقد جمع بين الكلّ، وهو ما جعل منه مبدعًا تجاوز حدود الوطن إلى ما هو أرحب حتى أضحى مبدعا عربيا. شهادات المبدعين العرب أجمعت على إبداع محمود المسعدي، فقال طه حسين عن "السد": "لم تخلص للفلسفة وحدها، ولم تخلص للشعر وحده، وانما التقى فيها تفكير العقل وتدبره وتوثّب الخيال وتساميه، فارتفعت بذلك الى مرتبة من العلو قلّ أن يظفر بها شعر شاعر او فلسفة فيلسوف". وأضاف: "الأستاذ توفيق الحكيم قصصه أيسر وأقرب وأدنى الى السذاجة من قصص الأستاذ المسعدي في عمقه وارتفاعه وسموه". وقال الأديب محمود المسعدي: "الأدب مأساة أو لا يكون، مأساة الانسان يتردد بين الألوهية والحيوانية، تزف به في أودية الوجود عواصف آلام العجز والشعور بالعجز: العجز أمام القضاء، أمام الموت، أمام الحياة، أمام الغيب، أمام الآلهة، أمام نفسه .. ". أما الأستاذ والأديب الهادي العثماني فيرى أنه "لئن دأبت الأوساط الثقافية على الاحتفال بمئوية بعض الرموز الأدبية والثقافية في بلادنا، كمحطة للتذكر والتذكير بمن ترك بين الناس ما ينفع الناس، فإن أديبنا المسعدي لم ننسه لنتذكره، ولم يغيبه الموت عنا، ونصوصه لا تزال نابضة وهاجة تمنح القراء متعة مضامينها ورونق لغة نحتها المسعدي من معدنها الأصيل، وتتيح للتلاميذ والطلبة فرصة التعامل مع كتابة متفردة، وتغري النقاد بمكابدة شاقة للنبش في مناجم بكر. ولأن الأديب محمود المسعدي قد آمن بالإنسان كائنا فاعلا، وبالعمل قيمة أساسية وبالحرية قضية وجودية، فقد أخلص في ما كتب وخلص ما أبدعه إلى الرقي بالإنسان في منزلته البشرية إيمانا بقدرته كائنًا يروم الانعتاق متمردا في سعيه إلى تحقيق ما يريد، وأنه لذلك المخلوق الذي منحه الله نعمة العقل وسيلة للتدبر توقًا إلى السمو عن منزلته الدنيا إلى مراقي الفعل الخلاق، وتلك هي أسمى المنازل في هذا العالم الآيل إلى الفناء والاندثار، كل ما فيه إلى زوال، ويبقى ما سطّر الإنسان من صحائف المجد والخلود. يقول في رواية السد: "أنا الإنسان، ما دام الجد، مادام الجهد، مادام العمل....أنا الإنسان...". "لكن الأستاذ في اللغة والآداب العربية الهاشمي حسين يقدم الأديب محمود المسعدي بالقول: "نحتفل بمئويّة أديب عربيّ عايش آلام العصر الحديث في البلاد العربيّة، وعانق أحلامه بالتّحديث، ولامس آمال الغرب بإعادة بناء الحضارة من فكر إنسان ثاقب. فكان حاملاً همّين ثالثهما حبل خلاص: همّ وطن جريح سلبه الاستعمار الفرنسيّ قدراته، وهمّ بلاد عربيّة أفقدها الغرب الاستعماريّ مكانتها الحضاريّة، ولاحبل نجاة من دون معانقة الحلم الإنسانيّ بكونيّة لن تقف فيها الحدود فاصلة، بل تُبنى السّدود واصلة مؤصّلة، وينطلق خلالها أمثال مدين وأبي هريرة وغيلان-أبطال المسعدي- يجرّبون الوجود رحلة طلب للمعنى. ذاك هو التّجريب الذّهنيّ لمقولة "الإيمان بالإنسان" يعاضده تجريب فنيّ لأشكال من الكتابة تقيم الكيان الإنسانيّ وتعترف به قيمة ثابتة، وقمّة شامخة، فتغترف من نبع الحداثة جماليات المكتوب والمنظور على الرّكح، ومن روافد التّراث جماليات المشافهة في السّرد القصصيّ والنّفس الشّعريّ". الأديب الهادي العثماني تحدث عن إبداعات محمود المسعدي وإفاداته ومساهماته في سبيل بناء تونس مؤكدا أنه "رجل المسؤولية والعمل الميداني من خلال المناصب الإدارية والسياسية التي تقلدها، ولعل أبرزها تحمّله مهام وزارة التربية القومية غداة الاستقلال. يحسب له أنه أول من وضع برنامجا للتعليم في تونس إبان خروجها منهوكة من معركة التحرير، فكان أن هيأ لتلك الأجيال أسباب الأخذ بأدوات التعلم والثقافة، ما به نشأت عقول وتخرجت أجيال، لا تزال تفيد الوطن إلى اليوم، وقد اتضحت في ما بعد قيمة ذلك البرنامج مقارنة بما تلته من محاولات هشة للتجديد والعصرنة، أضرّت بواقع التعليم في تونس، وهمّشت الأجيال، وخاصة في السنوات الأخيرة. ولا أحد ينكر ما آل إليه ميدان التعليم أخيرًا من انهيار مستوى المتعلمين وتفريغهم من كل محتوى حقيقي للثقافة الصحيحة والتعلم المتين، وكان للرجل امتياز جمعه بين الثقافة الشرقية الأصيلة وانفتاحه على ثقافة غربية ذات آفاق أوسع، ما أتاح له أن يكون رائدًا من رواد الحركة التحررية التنويرية في تونس. كما تقلد مناصب ومسؤوليات عدة منذ سنة 1948 والى فترة قصيرة قبل وفاته. وأضاف العثماني أنه "رجل القلم، حيث انخرط في حركة الإبداع مفكرا وأديبا من خلال مؤلفاته العديدة. لقد تميّز الأديب محمود المسعدي في كتاباته بالتعبير في لغة رائعة تربو باللفظ إلى نبل الكلمة العربية في أصفى منابعها، يقدها من قاموس أصيل، يعود بها إلى أصالة كيانها وفترات عزتها وإلى جوهر صفائها ونقائها مع رموز أوائل كالجاحظ والمعري والتوحيدي، وتستثمر من القرآن تراكيبه وبناه في هيكلة الجملة وتشييدها عبر منافذ القول، ما به تفرّد بخصوصية، وسمت نصوصه بنكهة تمنحك نشوة خاصة، فأنت إزاءها حيال ضرب آخر من الكتابة بين الشعر والنثر، قد فتح له سبيلاً لا يقدر عليه غير من تشبع باللغة وأمسك بأسرارها ومفاتيحها. أما على مستوى المحتويات والموضوعات التي عالجها المسعدي في كتاباته، فإنها أطروحات فكرية ومواقف جادة من قضية الكائن البشري في الكون، وهو يجاهد لأن يكون بين ما يروم وما يستطيع، بين ما يطمح إليه وما هو كذلك، نضالاً خالصًا بين الممكن والمستحيل، فكانت موضوعات اهتمامه كلها سؤالاً حارقًا يمضي ضد الركون إلى الاطمئنان الغبي، يغريه التحدي، "يريد أن يكون إنسانا"، وهو الذي قال: إن كل كيان لجهد وكسب منحوت"، "وإنما هي آلام الإنسان يترامى صداها من قرن إلى قرن، ومن جيل إلى جيل، كما يتردد صدى الرعد بين الجبال، فلا يكون للرعد حياة أو ترنّ الصخور...". "بين تحديث القديم وتأصيل الحديث: الأستاذ الهاشمي حسين أشار إلى اختلاف الأجناس في كتابات المسعدي لتلتقي تجربتان "تجربة في الكتابة تحدّث القديم، وتجربة في الفكر تؤصّل الحديث. فما الّذي يميّز التّجربتين في كتابات المسعدي؟، وكيف تكاملتا في وسم خصوصيّة الكتابة بالإبداع والخلق؟، وهل يفيد مشروع قائم على المزاوجة الفنيّة والفكريّة في دعم تيّار التّحديث ضمن الكتابة العربيّة للقرن الواحد والعشرين؟". فيبرز التّجريب الفنّي في شفاهيّة المكتوب وكتابيّة المشافهة، وقد يكون الاقتصار على أثرين متلازمين في زمن الكتابة لدى المسعدي، مفيدا في بيان هذا النّزوع التّجريبيّ، إذ كتب "السدّ" نصّا مسرحيّا، و"حدّث أبو هريرة قال..." نصّا روائيّا عام 1939 في باريس وهو الطّالب. وليس هناك من رابط فنيّ في الاختيار الجماليّ غير الرّغبة في الإفادة من رافدين متباعدين، مسرح الغرب فنّا منظورا يُكتب ليمثّل، وخبر الشّرق فنّا مسموعا يلقى ليدوّن. وإذا ما انتبه المسعدي إلى ما في الخبر الشّفويّ من عناصر ركحيّة قادرة على تحقيق فرجة التّمثيل في لحظة التّمثّل لدى القارئ، فصوّر مشاهد أبي هريرة متحرّكا، وأكثر من الحوار نفسًا دراميّا داخليّا، فإنّه خلاف ذلك، قد اكسب نصّ السّدّ روحا سرديّة عطّلت نموّ الحوار وحشر شخصيّة الرّاوي على الرّكح حشرا، حتّى عدّ النّقّاد نصّه جنسا هجينا بين المسرح والرّواية. وتلك هي التّجربة المقصودة من قبل المسعدي أن يقرّب الفرجة الرّكحيّة عبر مداخل سرديّة شفاهيّة من القارئ العربيّ في سرديّة المحكيّ. وأن يكسب سرديّة الخبر ركحيّة ترفع الخبر العربيّ فنًّا قديما عن جمود محسّنات البديع في لغة شكليّة، إلى حيويّة العبارة المجارية في صوفيتها وبلاغتها وشعريتها لإيقاع حديث في الحياة مصدره آلام الإنسان وأحلامه، هواجسه وأوهامه، وإذا نطقت بذلك اللّغة الفصيحة، فقد حيت وأحيت قارئها، وخرجت من جمود الكتب إلى نبض الحياة الحيّة. هكذا أدرك المسعدي في تجربة إبداعيّة مشتركة أنّ تحديث الأدب العربي ينطلق من تطوير ذوق المتقبّل، القارئ العربيّ، ليصبح متفرّجا يتقن الفرجة عبر آليات سماع قديمة، قبل أن تتبلور لديه آليات الفرجة الحديثة. إنّ أفضل ما يتطوّر به الذّوق أن تستغلّ وسائط التّقبّل الشّفاهيّة في تأسيس ذوق فنيّ مشهديّ، يجعل العين تقرأ قبل الأذن أحيانا، وينقل حضارة العرب من حضارة كلمة إلى حضارة فعل. حداثة الأصيل وأصالة الحداثة يؤكد الأستاذ الهاشمي حسين على التجريب الذهني مبينًا أنّ "الفعل في الواقع ليس مجرّد خيار ثقافيّ، يوجّه الذّوق الفنيّ عند العرب، كما يأمل المسعدي ذلك، بل هو فلسفة تامّة في الحياة أنطق بها بطل السدّ غيلان الغليان والغلوّ، يردّ على ميمونة داعية الاستسلام والخنوع بقوله "لا يا ميمونة. بل الكفر بالنّواميس والعراقيل وإنكار العجز والإسلام ونفي العدم.. هو الإيمان بالفعل"(السدّ، ص49). وهذا الإيمان منطلق من الإقرار بقدرة هذا الإنسان على بناء الكون وتنظيمه وإكساب الحياة معناها من الفعل الخلاّق، يقول مختزلا هذا المشروع في السدّ معاتبًا ميمونة: "مالك والسدّ والفعل والخلق" "(السدّ، ص108)... وهذا الإنسان إمكانات لا تفنى، وقدرات لا تنتهي، وفعل يتولّد منه نور المعرفة ونار العزم، وتقوم بإرادته قيامة الكون. لذلك مجّده في لغة غنائيّة على لسان ميارى "وجاءنا الاحتقار والإهمال والزّهد وانتفى الحرص وحلّ بنا الكبر والطّهارة المحض... وطِلقنا وانكسرت عنّا الرّوابط وقامت لنا بدائع الدّنيا". (السدّ، ص131)... وثبّت ذلك في صياغة فخريّة يقول غيلان "في إقامة السدّ وخدمة ما أراد الإنسان من خلق". (السدّ، ص135). وطبيعيّ أن ينطلق أبو هريرة في تحقيق تلك الإرادة من مسلك آخر غير مسلك الفعل، إنّه مسلك التّجريب الحرّ، معبرًا به ، يدرك ذاته الإنسانيّة ويكتشف أنّ القوّة والضّعف فينا كامنين. ولكنّ الفضل في البعث والانبعاث. كان أبو هريرة في كلّ تجريبه مشروع إنسان ينحت كيانه، يقيمه ويهدمه، يرفعه وينزله، يؤمن به ويكفر حتّى ينتهي إلى الحيرة والتّردّد والجنون. لكنّه في كلّ مرحلة يجد جزءا من كيانه المفقود لأنّ كلّ ثمار تجريبه "إنّما هي آلام الإنسان يترامى صداها من قرن إلى قرن ومن جيل إلى جيل" (حدّث أبو هريرة قال... ص13). وأبو هريرة مبعوث من ماضي العروبة والإسلام بروحه الشّرقيّ في واقع التّغريب والحداثة بفكرها العلمانيّ. فليس غريبا أن يعيش أزمة وجود خانقة يتردّد فيها بين روح الشّرق وعقل الغرب. فينتهي مجنونا يؤمن بالجسد فيستنزفه، ويؤمن بالرّوح فيدمّرها. ثمّ يطلق حكمته في وجه ظلمة"الآن علمتُ وعلمتِ أنّ اللّذة لاتُغلب" (حدّث أبو هريرة قال... ص181) ويستخلص من ذلك نتيجة تجريبه الوجوديّ "إنّه لا يتناسى الجسدَ إنسان إلاّ أكلته الخيالات" (حدّث أبو هريرة قال... ص182). هذا الإنسان الّذي لم يعد مجهولا حسب اعتقاد ألكسيس كاريل، ولا هو أشكل على الإنسان بعبارة التّوحيدي، ولا هو من حارت البريّة فيه بحيرة المعرّي. إنّه مشروع كيان، كما أثمرت ذلك كتابة التّجريب في رواية المسعدي ومسرحيته المتلازمتين. مصبّ التّحديث إنسان يريد أن يكون...محمود المسعدي كان حداثيا تنويريا، وهو ما تفطن إليه الأستاذ الهاشمي حسين، فأبرز ذلك قائلا: "ينطلق بطلا المسعدي في هذين النّصين من الفضاء الثّقافيّ نفسه، فكلاهما قد خرج من عالم السّكون ومقبرة الأموات، وكلاهما قد ركب المغامرة، وقرّر الرّحيل بعثا للحياة من رحم الممات "وتوليدا للعشرة من معدن الوحشة" (حدّث أبو هريرة قال... ص11). ذاك التّوليد الّذي يقتضي أن يستمرّ الفعل مشروعا منفتحا على المستقبل، فلا السّدّ انتهى ولا أبو هريرة توّج مسيرته.. نهايات مفتوحة هي بدايات تنفتح بها آفاق جديدة لوجود أرحب يشهد أنّ "كلّ كيان لجهد وكسب منحوت"(حدّث أبو هريرة قال... ص12). لذلك سيؤمن بطلا المسعدي بالمستقبل ويتعلّقان بالمنشود تعلّقا يجعل الحياة قائمة على الحلم والاستمرار. يقول أبو هريرة لريحانة "آية جمالك ما لم تكوني ولن تكوني". (حدّث أبو هريرة قال... ص13)، وذاك ما جعل توفيق بكّار يفتتح دراسته القيّمة حول شخصيّة أبي هريرة ببعض قوله "أبو هريرة... دائم الحيرة لا يتعب من التّطواح كأنّما يقلقه في كلّ لحظة أن يخطئ الوجود فيفوته. يعيش في دوّامة السّؤال لايدع أمرًا إلاّ استفهم عنه، ولاتجربة إلاّ زجّ نفسه فيها، يشكّ ويفحص ويختبر، متطرّف في كلّ شيء"(حدّث أبو هريرة قال... ص12). ولأنّه على مثل هذه الأحوال الذّهنيّة فلن يستقرّ له قرار. ولن يقف في طريقه حاجز حتّى يدرك معنى لحياته. وإذا غاب المعنى افتقد الوجود قيمته فسعى بإنسنته العالية إلى إقامة صرح. لكنّ"الآلهة لا تقام إذا هوت" (حدّث أبو هريرة قال... ص12) بعبارة أبي هريرة نفسه. وذاك ما جعل راويا كأبي عبيدة يعلّق على أزمة الوجود عند أبي هريرة بقوله "فكأنّه مات في باطنه بعض ما يكون به الإنسان إنسانا أو عميت بصيرته" (حدّث أبو هريرة قال... ص163). أفلا يكون امتلاء الكيان مستحيلا وكلّ التّجريب إمكانا لايخرج عن أفق الذّات المبدعة للنّصّ؟". أدب طليعيّ أم سيرة ذاتيّة؟، أستاذ اللغة والآداب العربية الهاشمي حسين تحدث عن سيرة ذاتية، بل قل عن علاقة ذاتية للمسعدي بكتبه، فقال: "لقد صرّح المسعدي منذ أولّ جملة في مقدّمة كتاب "حدّث أبو هريرة قال.." بما يكشف علاقته الذّاتيّة بكتابه في قوله "هذا كتاب كتبته منذ أحقاب، حين كنت أروم أن أفتح لي مسلكا إلى كياني الإنسانيّ.. صدى منّي إليّ.." (حدث أبو هريرة قال .. ص11-12). وذكر في مقدّمة كتاب السدّ أنّه "كتاب الإيمان بالإنسان، لأنّه كتاب الفناء في الخلق في اللّه". وإذا جمعنا الموقفين وقفنا عند شخصيّة المسعدي مفكّرا ومبدعا يستقي من تكوينه المتأصّل في عروبته، والمنفتح على حضارة الغرب المحقّقة لمعاصرته ما يسبّب أزمة فكريّة لجيل ثان من أجيال التّلاقح مع الغرب، تجاوز صدمة الحداثة إلى مساءلتها، وتجريب نسب التّمازج بين ثمار الاصالة العربيّة وإزهار الحداثة الغربيّة. وهو تجريب ذهنيّ يحرص على تجاوز صدام الحضارات ليبني تواصلها وتحاورها في مجال أوسع. إنّه الإنسان كما آمن به الفكر الوجوديّ مشروع وجود يعلو على عسف مدنيّة "القاز والفولاذ والضّجر" بعبارة بدر شاكر السيّاب، ويقيم سدّ التّواصل بين الشّعوب. وتلك رسالة ثقافيّة حملها المسعدي في مجمل كتاباته على أنّها مشروع بديل، ينزع فتيل الحروب، ويقيم التّواصل على تفجير طاقات إنسان حرّ مسؤول، ومريد فاعل مبادر. تجريبه كتاب. وكتابته تجربة، أن تكون الحداثة فعلاً واعيا وأن تستمرّ الأصالة فكرا رائدا، يؤسّس لكونيّة أسمى من غول الرّأسماليّة المتوحّشة في العولمة الاقتصاديّة الجائرة". وأكد الأديب الهادي العثماني إبداع المسعدي، فأبرز متانة اللغة التي تميز بها فقال: "بتلك اللغة المتينة وهذه المضامين القلقة الحائرة اخترقت بها كتابات المسعدي مجالات مستكينة لقارئ مطمئن، فرّجت قناعاته، وزلزلت بعض اعتقاداته، ودعته إلى إعادة النظر في وضعه كإنسان، ودفعته إلى معاودة فهمه لوجوده والتثبت في صحة علاقته بنفسه وبالمجتمع وبالله وبالكون، وهذا هو المطلوب من الأدب أن يصل النص بين القارئ وذاته حتى يؤصّل علاقة منفصمة، ما أحوجه إلى إعادة إيثاقها، خارج سلطة الأخلاق والدين والسياسة والقيود الاجتماعية تستعبد الإنسان، تثبط عزائمه وتقيّد انعتاقه وتملي عليه، وإنما الإنسان كائن نبيل مدعوّ إلى التحرر والحرية والانعتاق. وهاهو غيلان يسعى إلى العمل متألها أحيانا، عازمًا، صابرًا مكافحًا عنودا متقاطعًا مع سيزيف بطل الميثولوجيا الإغريقية الذي قهر بصبره وعناده الآلهة، فكان أقوى من قدره، وهاهو أبو هريرة يستفز الإنسان، ويدعوه إلى السمو لتحقيق السلام والإخاء والخلق والبناء ويحرضه على الثورة والانعتاق. متانة اللغة وطرافة البناء الأديب الهادي العثماني أبرز في ختام حديثه عن المسعدي في مئويته، فأشار إلى أنّ إبداعات المسعدي تتمثل في "هي نصوص أدبية من طراز عال، جمعت بين متانة اللغة وطرافة البناء في مضامين فكرية تلامس حدود الفلسفة، لتوفر للقارئ متعة معايشتها رغم ما تتصف به من مشقة التعامل مع منعطفاتها الغامضة ودهاليز المتاهات التي تربك الراحل في دروبها. فليس من السهل على القارئ، أي قارئ، أن يتمكن من التعامل مع نصوص محمود المسعدي، ولكن المقبل عليها لابد له من أن يتسلح بكثير من الدراية باللغة وأصولها، وبالاطلاع الكافي على مختلف المشارب الأدبية، حتى يجد له مدخلا إلى قلاع نص حصينة، وليس مدركا ذلك إلا بشق الأنفس... نصوص تؤسس لقيام مدرسة أدبية فريدة وجديدة في تاريخ أدبنا المعاصر وتكرّس نظرية الإيمان بالإنسان منطلقا وغاية". من جانبه أكّد الأستاذ الهاشمي حسين التقابل والتكامل في آثار المسعدي، وبيّن أنه "قد لايكتمل الحديث حول تجريب المسعدي من دون الإشارة إلى أنّ نصوصه قد قرِئت غالبًا في مجالات أكاديميّة موجّهة ذات تخصّص ميكروسكوبيّ دقيق. وكان لما كتبه في "تأصيل لكيان" تأثير على فهم فكر المسعدي. لكنّ دراسات مقارنة تنطلق من وجوه التّقابل والتّكامل بين آثاره، ومن خطوط التّقاطع والتّفاعل في ما بينها، لم تظهر إلى الوجود بعد، بكثافة. وذاك ما ندعو إلى تجريبه في نقد كتابات أديب كلّ آثاره محاولات في التّحديث والتّأصيل لأنّه مؤمن باستمراريّة الفكر والفنّ بين الأجيال والشّعوب وبين الحضارات والأمم". ويضيف الأستاذ والأديب وعضو اتحاد الكتاب التونسيين عمر الكوز مبرزًا آثار المسعدي: "لقد ولج باب التركيبة الذهنية في طرح المفاهيم والاطر من حرية وتحرر وصولاً الى مفاهيم الخيال والرمز وحتى التجريد.. مقدار من الجنون لابد منه من أجل مقدار من الحرية.. هكذا يقول أديب تونس في تصوره الذهني للحرية المفقودة زمن الجنون والتغيرات الاجتماعية الكبرى التى عاصرها.... لقد واكبت كتابات المسعدي حركة التحرر الوطني التونسي، حين يعلن بقوله الصريح: "أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة". لذلك كانت بوابة ذهنية للكاتب نحو ولوج فضاءات انسانية أرحب من دون الوقوع في تهمة الالحاد او المروق... لقد استطاع محمود المسعدي من خلال شخصيات رواية السد أن يغلق كل منافذ التعري او تبني مبدأ عبثية المستقبل حين يقول متحديا:... الأرض طواعية للرجال الذين يملكون الأمل ويقدرون على تحدي المستقبل... لقد كان مدافعًا عن الحرية، حين تناول احدى شخصيات "صهباء" العمل المحاربة لما سمّي لاحقا بالرجعية على اختلاف مستوياتها الاجتماعية وعلاقتها بالواقع المعيش في زمن الحدث القصصي. فشخصية ميمونة، وان كانت تمثل الشك والحيرة و السؤال الباحث أبدا عن اجابات مفقودة، فانها تلتقي مع منحى ذهني دقيق، سعى اليه المسعدي في جلّ كتاباته. انه الشك والوسوسة، وكل ما يمكن أن يقود الباحث عن الحقيقة الى الطريق السد، والطريق الموصود أمام السؤال الوجودي الذي طالما بحث المسعدي في سبيل طرحه".
__________________
![]() قمة آلحزن ! عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص .. كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ ! عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب [ گبير لہ
|
#3
|
|||
|
|||
![]() محمود المسعدي كاتب ساخر وهو يسارى الانتماءفى الشباب تعرض للسجن والنفى بسبب كتاباتة لة العديد من المؤلفات اشهرها الطريق الىزمش وهو يشبة فى كتاباتة الاديب السورىمجمد الماغوت == محمود المسعدي (28 جانفي 1911- 16 ديسمبر 2005) مفكّر و كاتب تونسي، علامة بارزة ليس في الحياة الثقافية فقط بل في الحياة السياسية أيضا وفي حركة التحرّر الوطني التي كان أحد رموزها. عَرف شهرة كبيرة كرائد من روّاد القصّة والرواية في تونس وأحد أعلام الأدب العربي الكبار. حياته ولد محمود المسعدي بمدينة "تازركة" بولاية نابل في 28 جانفي 1911، تلقّى تعليمه الأوّل بكتّاب القرية حيث حفظ القرآن في سنّ مبكّرة. ثمّ زاول تعليمه الابتدائي بمدينة "قربة". نشاطه السياسيأتم المسعدي دراسته الثانوية في المعهد الصادقي عام 1933. والتحق في نفس السّنة بكلية الآداب بجامعة "السربون" العريقة ليدرس اللغة العربية وآدابها. تحصّل على الاجازة في اللغة والآداب العربية 1936 و شرع في إعداد رسالته الأولى " مدرسة أبي نواس الشعرية "، ورسالته الثانية حول " الإيقاع في السجع العربي "، إلا أن الحرب العالمية الثانية قد حالت دون إتمامهما. ونشرت الثانية، لاحقاً، بالعربية والفرنسية. درّس محمود المسعدي بالجامعة في تونس وباريس. بعد الاستقلال عام 1956، تولى المسعدي وزارة التربية القومية، يث أسس الجامعة التونسية. وقبلها، كان قد تمكن من إقرار مجانية التعليم لكل طفل تونسي. وفي 1976، تولّى المسعدي وزارة الشؤون الثقافية. قبل أن ينهي حياته السياسيّة كرئيس مجلس النواب. إلى جانب اهتمامه الشديد بالأدب و اللغة العربية، كان لمحمود المسعدي نشاط سياسي في صفوف "الحزب الحر الدستوري التونسي" منذ 1933 وفي النقابة. لغة المسعدياذ انتمى المسعدي الى جيل عاش آلام الإستعمار وحلم بإزاحته عن تونس وقد إنخرط مبكّرا في الحركة السياسية والنقابية فتولى مسؤولية شؤون التعليم في حركة الاستقلال الوطني التي التحق بها مناضلا ضد الاستعمار الفرنسي، كما لعب دورا قياديا في العمل النقابي للمعلمين. لم يكن محمود المسعدي من الكتّاب أو المثقفين الذين يفضّلون الوقوف على الربوة فعرف السجن والإبعاد الى الصحراء وهي العقوبة التي كانت السّلطات الإستعمارية الغاشمة تسلّطها على الوطنيين، ورغم تشبّعه بالثقافة الفرنسية ودراسته في السّربون لم يقف المسعدي الى جانب المستعمر ولا ثقافته بل عمل ما في وسعه على مقاومة الإستعمار. تقلّد المسعدي مناصب سياسية من أهمّها "رئيس الجامعة القومية لنقابات التعليم" و "أمين عام مساعد للاتحاد التونسي للشغل". يُعتبر محمود المسعديّ أحد أعمدة التنوير في الثقافة العربيّة عموما وفي الثقافة التونسيّة على وجه التخصيص. فتكرّست أعماله الأدبية وسيرته في الأذهان وأصبحت جزءا من الموروث الثقافي التونسي.ولعلّ أصالة هذا الأدب ووفاءه لجوهر الإنسان هي التي مكّنته من أن يفتكّ الإعجاب و أن يحضى بتلك المكانة في نفس المهتمّين بالأدب و الفكر العربي المعاصر. من أقوالهو قد تأسست بتونس ملامح مدرسة أدبية كاملة تستوحي عوالمها وأسسها ومرتكزاتها من عوالم محمود المسعدي الأدبية، رغم أن المسعدي بشهادة كبار النقاد والدارسين عصي عن التقليد. حمل المسعدي في فكره ووجدانه طموح جيل كامل من المثقفين الذين كانوا يناضلون من أجل بناء ثقافة تونسية أصيلة مواكبة لروح العصر ومتحررة من الجمود والتكلس.و لئن تكشف أعمال المسعدي عن تأثير القرآن على تكوينه الفكري والعقائدي وعلى أسلوبه كما تنم عن إحاطته بأعمال المفكرين المسلمين في مختلف العصور وبالأدب العربي القديم التي بدأ اهتمامه بها منذ مرحلة دراسته الثانوية، فإنّها أيضا تبيّن مدى اطلاعه على الآداب الفرنسية خاصة والغربية عامة. فلقد نهل المسعدي من معين المدرسة الغربية وتأثر إلى حد كبير بالفلسفة الوجودية التي من أعلامها "جون بول سارتر Jean-Paul Sartre" و"الباركامي Albert Camus ".ويقول النقاد أن المسعدي كان في سعي دائم نحو التوفيق بين الفلسفة الإسلامية والوجودية في أعماله. يقول عنه مختار الخلفاوي: "هذا الأديب الكبير، ولا مراء، مكنون غير مبذول، ومحجوب غير ميسور، تماما مثلما هو أدبه مكنون ومحجوب. أدبٌ عَصِيٌّ، الكلماتُ في الأصوات والأصواتُ حُجُبٌ تشِفُّ عن المعاني الغِزار، المباني تنطق عن المعاني والمعاني تُفْصِح عن المغاني. ومجتمعُ ذلك كلّه أدبٌ مسعديٌّ لَوّنَه صاحبُه بلوْنِه الخاصّ وطبعه بطابعه وختمَ عليه: طروسٌ لطبقاتٍ من النصوص في شتّى مناحي الكَلِم ترتدُّ جميعُها إلى نصّ أصليّ، نصٌّ فيه تجتمع الأسطورةُ والرمزُ، وتتضايف العبارة والإشارة، التصريحُ والتلميحُ، الإنشاء والإخبار، الفكرُ واللّغة، المبنى والمعنى والمغنى. نصٌّ جَمْعٌ، ولكنّه، أيضا، كان نصًّا لازمًا.... حداثيّ وكلاسيكيٌّ، عروبيّ وكونيٌّ، متفلسفٌ وسياسيٌّ، شاعرٌ ومنظِّرٌ، وجوديٌّ وإسلاميٌّ، مُلتزمٌ وعبثيٌّ، نقابيٌّ وصوفيٌّ، كارتيزيانيٌّ وإشراقيٌّ، يمينيّ ويساريّ، ليبراليٌّ وراديكاليّ هو محمود المسعديّ." "إنّه لا يصون الأدبَ من الزيف إلاّ القيّمون على تخليص ذَهَبِ معدنه من بهرج بريقه اللّمّاع بصرامة النقد ولطف الإحساس." أعماله"مقدار من الجنون لابد منه من أجل مقدار من الحرية." "الأرض طواعية للرجال الذين يملكون الأمل و يقدرون على تحدي المستقبل." "الحياة كونٌ و استحالة و مأساة، فاذا هي ارتدَّت ظاهرةً و قراراً و رضى، فهي الخسرانُ و لعنةٌ على الزائفين." "هاته الأرض نحن خلقناها. وهاته السَّماء نحن نصبناَ عمادها فأقمناها. فهل ملكتُم من خيراتها شيئاً؟ ــ لقد قالوا عنكم: ليس لهم الاَّ جَزلةٌ من رغيفٍ ولُعبةٌ تُلهيهم كالصِّبيان. وحجبُوا عنكم الشَّمس وفيها لكم نورٌ به تهتدُون، وأمسكُوا العيون وفيها لكم حياة، وذبحوا عنكُم البقرةَ الصَّفراء. وقالوا: ما يُولدُ منكم اليوم، غداً نأكلُ جهده ونمتصُّ دمَه. وما حرثتم اليوم، الى أفواهنا من الساَّعةِ سنابلُه. وقالوا: نساؤكم لنا اِمَاء وأرواحُكم مَرعى أيُّها الضُّعفاء. ثُمَّ ألقوا لكُم بعظام مُقشَّراتٍ هزال. فجثَوْتُم على الرُّكَبِ تُصلُّون. وقُلتُم: طاعةً و حمداً يا أولي الأمر فيناَ. فحشروكُم فألقوكم في الأصفاد. أفـأنتم راضون؟أما آن أن ترتفعُوا الى الشِدَّة والبَأس؟ ألا توقدونها حمراءَ ليس يردُّها جان و لا انس؟" "دعـوني. نُصلِّي أو لا نُصلِّي و نسعد أو نشقى هل تروْن فيه من خيرٍ أو شر ؟ شرُّ ما في الدنيا أنَّ الحياةَ عبثٌ. بل لا أدري. لعلَّه خيرُ ما فيها." كتب محمود المسعدي أهم مؤلفاته بين 1939 و1945 ورغم ذلك بقيت أعماله قبلة الباحثين والنقاد الى اليوم . ==ولعلّ أشهر ما جاد به قلمه و فكره: - "السّد" (1940)وطبع العمل كاملا عام 1955، الترجمة الألمانية نشرت في أكتوبر 2007. و تأتي بعد ذلك كتبه الأخرى: - "حدث أبو هريرة قال"(1939) وطبع العمل كاملا عام 1973، الترجمة الألمانية ستصدر في نوفمبر 2009. - " ومولد النسيان" التي نشرت للمرة الأولى عام 1945، وترجمت إلى الفرنسية (1993) والهولندية (1995). الترجمة الألمانية صدرت في مارس 2008. - "تأصيلا لكيان" الذي جمع فيه شتات كتاباته الأدبية والفكرية طوال حياته. - "من أيام عمران". هذا الأديب الكبير، ولا مراء، مكنون غير مبذول، ومحجوب غير ميسور، تماما مثلما هو أدبه مكنون ومحجوب. أدبٌ عَصِيٌّ، الكلماتُ في الأصوات والأصواتُ حُجُبٌ تشِفُّ عن المعاني الغِزار، المباني تنطق عن المعاني والمعاني تُفْصِح عن المغاني. ومجتمعُ ذلك كلّه أدبٌ مسعديٌّ لَوّنَه صاحبُه بلوْنِه الخاصّ وطبعه بطابعه وختمَ عليه: طروسٌ لطبقاتٍ من النصوص في شتّى مناحي الكَلِم ترتدُّ جميعُها إلى نصّ أصليّ، نصٌّ فيه تجتمع الأسطورةُ والرمزُ، وتتضايف العبارة والإشارة، التصريحُ والتلميحُ، الإنشاء والإخبار، الفكرُ واللّغة، المبنى والمعنى والمغنى. نصٌّ جَمْعٌ، ولكنّه، أيضا، كان نصًّا لازمًا.
__________________
![]() قمة آلحزن ! عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص .. كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ ! عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب [ گبير لہ
|
#4
|
|||
|
|||
![]() ابرز احداث حياة محمود المسعدي : - ولد محمود المسعدي عام (1911 – وتوفي في 16 ديسمبر 2005) كاتب ومفكر تونسي. ولد في قرية تازركة بولاية نابل بتونس. - كاتب ساخر وهو يساري الانتماءفي الشباب تعرض للسجن والنفي بسبب كتاباته له العديد من المؤلفات اشهرها الطريق إلىزمش وهو يشبه فى كتاباته الأديب السورى مجمد الماغوت. -انتمى المسعدي الى جيل عاش آلام الاستعمار وحلم بإزاحته عن تونس وقد أنخرط مبكّرا في الحركة السياسية والنقابية فتولى مسؤولية شؤون التعليم في حركة الاستقلال الوطني التي التحق بها مناضلا ضد الاستعمار الفرنسي، كما لعب دورا قياديا في العمل النقابي للمعلمين. - تولى مسؤولية شؤون التعليم في حركة الاستقلال الوطني التي التحق بها مناضلا ضد الاستعمار الفرنسي، كما لعب دورا قياديا في العمل النقابي للمعلمين. - هو من المقلّين وأغلب أعماله أنجزها في فترة سابقة لتاريخ الاستقلال. - إنّ البحث في حياة المسعدي يحتاج إلى متسع من القول وليته أضاف إلى ما كتب شيئا من أدب السيرة الذاتية ليفيد في هذا المجال ويكشف عن صفحات مجهولة. -كان في الأربعينات من مناضلي الاتحاد العام التونسي للشغل فكان النضال ضدّ رأس المال وضدّ الاستعمار البغيض، ولا عجب أن يكون إهداء "السدّ" إلى روح فرحات حشّاد شهيد النضال، رغبة من المؤلف في أن تستمرّ روح حشّاد في الإشعاع ومواصلة الرسالة على الدوام من خلال نضال رفاقه بعده ومن بينه محمود المسعدي - كان لدى المسعدي قناعة ما فتئ يدافع عنها ويعدّد الحجج لتوكيدها، وهي أن للأدب «جوهراً» ثابتاً لا يتغير مهما تعددت أشكاله وتباينت مدارسه ...وهذا الجوهر هو الإفصاح عن «مأساة الإنسان» ومحنته أمام «الموت ، أمام الحياة ،أمام الغيب، أمام الآلهة ،أمام نفسه...» واعتبر ان كل مبدع يعتبر عن هذه المأساة فلذلك اعتبر كل المدعين أصدقاؤه. - قال الأديب محمود المسعدي: "الأدب مأساة أو لا يكون، مأساة الانسان يتردد بين الألوهية والحيوانية، تزف به في أودية الوجود عواصف آلام العجز والشعور بالعجز: العجز أمام القضاء، أمام الموت، أمام الحياة، أمام الغيب، أمام الآلهة، أمام نفسه .. ". - عايش آلام العصر الحديث في البلاد العربيّة، وعانق أحلامه بالتّحديث، ولامس آمال الغرب بإعادة بناء الحضارة من فكر إنسان ثاقب. فكان حاملاً همّين ثالثهما حبل خلاص: همّ وطن جريح سلبه الاستعمار الفرنسيّ قدراته، وهمّ بلاد عربيّة أفقدها الغرب الاستعماريّ مكانتها الحضاريّة. -شخصية ميمونة التي ابدعها المسعدي كانت تمثل الشك والحيرة و السؤال الباحث أبدا عن اجابات مفقودة، فإنها تلتقي مع منحى ذهني دقيق، سعى إليه المسعدي في جلّ كتاباته. انه الشك والوسوسة، وكل ما يمكن أن يقود الباحث عن الحقيقة الى الطريق السد، والطريق الموصود أمام السؤال الوجودي الذي طالما بحث المسعدي في سبيل طرحه". - من اقواله: "الحياة كونٌ و استحالة و مأساة، فاذا هي ارتدَّت ظاهرةً و قراراً و رضى، فهي الخسرانُ و لعنةٌ على الزائفين. - من اقواله: "دعـوني. نُصلِّي أو لا نُصلِّي و نسعد أو نشقى هل تروْن فيه من خيرٍ أو شر ؟ شرُّ ما في الدنيا أنَّ الحياةَ عبثٌ. بل لا أدري. لعلَّه خيرُ ما فيها." - غيب الموت فجر يوم الخميس 15 ديسمبر 2004. لا شك أن حياة المسعدي كانت مأساة كما كان يراها رغم أننا لا نعرف شيء عن طفولته للأسف وكما هو الحال عن كل الأدباء العرب على ما يبدو لكن ربما أن هناك عاملان رئيسيان لا بد أنهما صنعا عبقرية المسعدي وهو موت أصدقاء له في النضال ضد الاستعمار ومنهم من أهدى له أول كتبه ، وثانيهما النضال ضد الاستعمار فكان الموت ابرز معالم حياته مما جعله يعتقد بعبثية الحياة وينظر إليها على أنها مأساة ليس أكثر وبعث فيه ذلك الخوف الوجودي من الموت. ويبدو أن انتفاء الاستعمار حقق لدى المسعدي نوع من التوازن مما دفعه للسكوت فكل أعماله كانت قبل فترة الاستقلال كما هو واضح وربما أن صمته جاء كنوع من التصوف والأيمان المطلق بعبثية الحياة فليس هناك ما يستطيع أن يقوله الإنسان ليخفف من حجم المأساة التي هي هذه الحياة التي نعيشها خاصة إذا ما كان الموت هو سيدها ونهايتها. ملاحظة: سننتظر هنا مزيد من المعلومات عن طفولته من إخواننا المهتمين بتاريخ الثقافة والأدب من تونس. سنعتبره إنسان مأزوم.
__________________
![]() قمة آلحزن ! عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص .. كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ ! عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب [ گبير لہ
|
#5
|
|||
|
|||
![]() والان مع سر الافضلية في رواية: 10 - كوابيس بيروت – غادة السمان – سوريا كوابيس بيروت كوابيس بيروت هو واحد من مجموعة الروايات الطويلة للكاتبة السورية غادة السمان، تم إصدار الطبعة الأولى منه في أكتوبر عام 1976 م. وهذه الرواية هي مجموعة مذكرات للكاتبة أثناء الحرب الأهلية في اللبنان تكتبها مباشرة من قلب الحدث. معلومات عن الكتاب بدأت غادة السمان في كتابة هذه المذكرات ليلة 13 نوفمبر عام 1975 وانتهت من كتابتها في 27 شباط عام 1976 ز نشرت هذه المذكرات لأول مرة في مسلسلة في إحدى المجلات اللبنانية مع أوائل عام 1976، ولكنها توقفت عن نشرها في آب 1976 اعتبارا من كابوس رقم 160. صدرت هذه المذكرات بعد ذلك لأول مرة على شكل رواية عن منشورات غادة السمان في أكتوبر عام 1976 م، ومنذ ذلك الحين صدرت منه عدة طبعات، آخر ما وجدته كان الطبعة السابعة في عام 1994 م. ترجمت هذه الرواية إلى لغات عدة منها البولينية، الروسية، الألمانية، الإيطالية، الفرنسية والإنجليزية. جولة في الكتاب التشكيل العام عرضت غادة السمان هذه المذكرات الدامية في شكل سلسلة من الكوابيس، فمثلا كانت تبدأ كل مقطع بعنوان " كابوس 1 " وهكذا دواليك، وكان آخرها كابوس 197، وآخرها سمي بـ " حلم 1 ". الإهداء يلفت النظر في البداية الإهداء الغير اعتيادي لهذه الرواية الغير اعتيادية، حيث اختارت الكاتبة السورية غادة السمان إهداءه إلى عمال المطبعة ،الذين يعملون بالخفاء وتحت القصف، دون أن يعرف عنهم أحد ودون أن تدون أسماءهم في الأعمال الأدبية. البداية تبدأ الرواية بالكاتبة وهي تحاول بمساعدة أخيها إخلاء منزلها من النساء والأطفال وأخذهم لمكان " آمن " نسبيا وبعيدا عن القصف، ولكنها ما أن تعود إلى شقتها بعد عملية الإخلاء الناجحة حتى تفاجأ بأن فندق الهوليدي إن، الذي يقف أمام بيتها مباشرة قد تعرض " للاحتال " من قبل المسلحين، وهذا تجد نفسها عالقة في شقتها في قلب الأحداث وفي قلب الطلقات النارية غير مجهزة بالموارد الغذ ائية مع احتمال انقطاع الماء والكهرباء عنها، وتتساءل والحال كذلك عن جدوى الأدب والشعر في هذه الحالة وتتمنى لو أنها تعلمت بعضا من فنون القتال للدفاع عن النفس في مواقف عصيبة كهذه ! الأحداث تدور الأحداث بعد ذلك عندما تجد الكاتبة نفسها حبيسة في منزلها مهددة بالخطر الكامن على مقربة منها بالإضافة إلى شح الموارد الغذائية وغيرها.. وتحتوي الرواية كذلك على عدد كبير من المشاهد الخيالية، كرحلة " السيد موت "، ومغامرتها في متجر بائع الحيوانات الأليفة، والجولة الليلة لدمى عرض المتاجر في شارع الحمراء بين ضواحي المدينة، وهذه القصص تحمل الكثير من الرموز الشيقة والمعاني العميقة. النهاية تنتهي الرواية بمجموعة من " مشاريع الكوابيس " بالإضافة إلى الحلم الوحيد فيها لتكتمل هذه اللوحنة الفنية الرائعة == كوابيس بيروت .. غادة السمان إنها الحرب .... إنها المأساة ... إنها تتاليلمجموعة من الكوابيس ليس إلاباختصار هذا هو كتاب " كوابيس بيروت " للمبدعة السورية " غادة السمان "بيروت تعيش تحت الحصارالداخلي , بيروت تعيش تحت وطأة الكذبة الطائفية الكبرى التي زرعها كذاب كبير و جعلمن أرض هذه المدينة الكبيرة حرباً كبيرةالكاتبة غادة السمان تنقلنا عبر كتابها هذا إلى صميم الوجع البيروتيأيام الحرب الأهلية حيث حياة الرعب واللاتنفس, فالخروج من البيت هو مخاطرة, والوقوف على شرفة أو النظر عبر النافذة هو أمر يجب أن يحسب حسابه ألف مرة . كتب مليء بالوجع اللبنانيالذي هو في كثير من وجوهه وجع عربي , فغادة السمان عبر الكوابيس التي تعيشها فيبيروت تنقل لنا واقعاً مريراً واقعاً يحمل في طياته مأساة هذه المدينة التي كانقدرها الدمار عبر حرب هي للأسف( حرب أخوة )بيروت التي كان كل ذنبها أنها مدينة الجمال ... مدينة الحياة الجميلة....كل ذنبها أنها كانت مفتاح الشرق, فمدت إليها أكثر من يدهدفها سرقة هذا المفتاح الذهبي و أكثر من سكين هدفها اغتيال الجمال . الكتاب طويل و لكن يغفرلطول الكتاب هذا الثراء الفاحش المتجلي في كل صفحة لا سيما في الصفحات الخمسوالعشرين الأخيرة حيث قدمت غادة السمان في "مشاريعها الكابوسية" بعض أجمل وأقوى ماكتب في اللغة العربية خلال السنوات الأخيرة.كتاب جميل لمبدعة كبيرة ....أنصحكم بقراءته . و سأستعرض لكم تباعاًمجموعة من هذه الكوابيس. أبو ميشال == نبذة النيل والفرات: إلى عمال المطبعة الذين كانوا يصفون حروف هذه الرواية حين كانت سماء بيروت تمطر صواريخ وقنابل، وإلى الكادحين المجهولين الذين يصنعون التاريخ، أهدت غادة السمات روايتها "كوابيس بيروت" التي بدأت في كتابتها في تشرين ثاني 1975، وأئمتها في 27 شباط 1976. رواية كوابيس بيروت الـ197 ترصد فيها الكاتبة مناخات بيروت عند تفجر أزمة الحرب اللبنانية، كما ترصد أوضاع المثقفين والسياسيين والناس العاديين حيث رائحة البارود والفساد تزكم الأنوف، إذ يمتزج العهر السياسي والمالي والاحتكاري مع العهر الجنسي في بوتقة مناخ فاسد إنسانياً. كما تتغلغل في ثنايا وزوايا الحياة اليومية لأفراد عاديين يعيشون حياتهم في زحمة الأحداث غير مكترثين لمصير وطن كامل. == الرواية تؤرخ لمرحلة عصبية كانت الحرب الأهلية فيها تمزق العلاقات البشرية التي لا جذور حقيقية لها. حيث تلتهم الحرائق كل شيء في هذه المدينة التي رقصت يوماً على إيقاع السقوط القذائف والصواريخ.
__________________
![]() قمة آلحزن ! عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص .. كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ ! عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب [ گبير لہ
|
#6
|
|||
|
|||
![]() غادة أحمد السمان الدراسة والاعمال(مواليد 1942) كاتبة وأديبة سورية. ولدت في دمشق لأسرة شامية عريقة، ولها صلة قربى بالشاعر السوري نزار قباني. والدها الدكتور أحمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي وكان رئيسا للجامعة السورية ووزيرا للتعليم في سوريا لفترة من الوقت. تأثرت كثيرا به بسبب وفاة والدتها وهي صغيرة. كان والدها محبا للعلم والأدب العالمي ومولعا بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادا متعددة ومتنوعة. سرعان ما اصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان "شديد المحافظة" إبان نشوئها فيه. أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت ان تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الاطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى افاق اجتماعية ونفسية وإنسانية. تخرجت من الجامعة السورية في دمشق عام 1963 حاصلة على شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي، حصلت على شهادة الماجستير في مسرح اللامعقول من الجامعة الأمريكية في بيروت، عملت غادة في الصحافة وبرز اسمها أكثر وصارت واحدة من أهم نجمات الصحافة هناك يوم كانت بيروت مركزا للأشعاع الثقافي. ظهر إثر ذلك في مجموعتها القصصية الثانية " لا بحر في بيروت" عام 1965. مؤلفاتهاثم سافرت غادة إلى أوروبا وتنقلت بين معظم العواصم الاوربية وعملت كمراسلة صحفية لكنها عمدت أيضا إلى اكتشاف العالم وصقل شخصيتها الأدبية بالتعرف على مناهل الأدب والثقافة هناك، وظهر أثر ذلك في مجموعتها الثالثة "ليل الغرباء" عام 1966 التي أظهرت نضجا كبيرا في مسيرتها الأدبية وجعلت كبار النقاد آنذاك مثل محمود أمين العالم يعترفون بها وبتميزها. ورغم أن توجها الفكري اقرب إلى اللبرالية الغربية، الا انها ربما كانت حينها تبدي ميلا إلى التوجهات اليسارية السائدة آنذاك في بعض المدن العربية وقد زارت عدن في اليمن الجنوبي في عهدها الماركسي وافردت لعدن شيئا من كتاباتها. كانت هزيمة حزيران 1967 بمثابة صدمة كبيرة لغادة السمان وجيلها، يومها كتبت مقالها الشهير "أحمل عاري إلى لندن"، كانت من القلائل الذين حذروا من استخدام مصطلح "النكسة" وأثره التخديري على الشعب العربي. لم تصدر غادة بعد الهزيمة شيئا لفترة من الوقت لكن عملها في الصحافة زادها قربا من الواقع الاجتماعي وكتبت في تلك الفترة مقالات صحفية كونت سمادا دسما لمواد أدبية ستكتبها لاحقا. في عام 1973 أصدرت مجموعتها الرابعة "رحيل المرافئ القديمة" والتي اعتبرها البعض الأهم بين كل مجاميعها حيث قدمت بقالب أدبي بارع المأزق الذي يعيشه المثقف العربي والهوة السحيقة بين فكره وسلوكه. في أواخر عام 1974 أصدرت روايتها "بيروت 75" والتي غاصت فيها بعيدا عن القناع الجميل لسويسرا الشرق إلى حيث القاع المشوه المحتقن، وقالت على لسان عرافة من شخصيات الرواية "أرى الدم.. أرى كثيرا من الدم" وما لبثت أن نشبت الحرب الاهلية بعد بضعة أشهر من صدور الرواية. مع روايتيها "كوابيس بيروت " 1977 و"ليلة المليار" 1986 تكرست غادة كواحدة من أهم الروائيين والرئيات العرب. ويعتبرها بعض النقاد الكاتبة العربية الأهم حتى من نجيب محفوظ. [عدل] مجموعة " الأعمال غير الكاملة " 1 - زمن الحب الآخر- 1978- عدد الطبعات 5. [عدل] المجموعات القصصية2- الجسد حقيبة سفر- 1979- عدد الطبعات 3. 3- السباحة في بحيرة الشيطان - 1979- عدد الطبعات 5. 4- ختم الذاكرة بالشمع الأحمر- 1979- عدد الطبعات 4. 5- اعتقال لحظة هاربة- 1979- عدد الطبعات 5. 6- مواطنة متلبسة بالقراءة - 1979- عدد الطبعات 3. 7- الرغيف ينبض كالقلب- 1979- عدد الطبعات 3. 8- ع غ تتفرس- 1980- عدد الطبعات3. 9- صفارة إنذار داخل رأسي- 1980- عدد الطبعات 2. 10- كتابات غير ملتزمة- 1980- عدد الطبعات 2. 11- الحب من الوريد إلى الوريد - 1981- عدد الطبعات 4. 12- القبيلة تستجوب القتيلة- 1981- عدد الطبعات 2. 13- البحر يحاكم سمكة - 1986- عدد الطبعات 1 14- تسكع داخل جرح- 1988- عدد الطبعات 1. 15 - محاكمة حب 1- عيناك قدري- 1962- عدد الطبعات 9. [عدل] الروايات الكاملة2- لا بحر في بيروت- 1963- عدد الطبعات 8. 3- ليل الغرباء- 1966- عدد الطبعات 8. 4- رحيل المرافئ القديمة- 1973- عدد الطبعات 6. 5 - زمن الحب الآخر 6- القمر المربع 1- بيروت 75-1975- عدد الطبعات 5. [عدل] المجموعات الشعرية2- كوابيس بيروت - 1976- عدد الطبعات 6. 3- ليلة المليار- 1986- عدد الطبعات 2. 4 - الرواية المستحيلة (فسيفساء دمشقية) 5 - سهرة تنكرية للموتى (موزاييك الجنون البيروتي) - 2003 - عدد الطبعات 2 1- حب- 1973 - عدد الطبعات9. [عدل] مجموعة أدب الرحلات2- أعلنت عليك الحب- 1976- عدد الطبعات 9. 3- اشهد عكس الريح- 1987- عدد الطبعات1. 4- عاشقة في محبرة - شعر- 1995. 5- رسائل الحنين إلى الياسمين 6- الأبدية لحظة حب 7- الرقص مع البوم 8- الحبيب الافتراضي و لا شيء يسقط كل شيء ! [عدل] أعمال أخرى 23- الأعماق المحتلة- 1987- عدد الطبعات:1. [عدل] الكتب التي صدرت عن حياة غادة السمان26- رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان- 1992.
__________________
![]() قمة آلحزن ! عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص .. كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ ! عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب [ گبير لہ
|
#7
|
|||
|
|||
![]() غادة احمد السمان غادة احمد السمان هي كاتبة وأديبة سورية ولدت في دمشق عام 1942 لأسرة شامية عريقة و محافظة, و لها صلة قربى بالشاعر السوري نزار قباني. والدها الدكتور احمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي و كان رئيسا للجامعة السورية و وزيرا للتعليم لفترة من الوقت.تأثرت كثيرا به بسبب وفاة والدتها و هي صغيرة.كان والدها محبا للعلم و الادب العالمي و مولعا بالتراث العربي في الوقت نفسه ، و هذا كله منح شخصية غادة الادبية و الانسانية ابعادا متعددة و متنوعة. سرعان ما اصطدمت غادة بقلمها و شخصها بالمجتمع الشامي الذي كان شديد المحافظة ابان نشوئها فيه اصدرت مجموعتها القصصية الاولى "عيناك قدري" في العام 1962 و اعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري و ليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت و استطاعت ان تقدم ادبا مختلفا و متميزا خرجت به من الاطار الضيق لمشاكل المرأة و الحركات النسوية إلى افاق اجتماعية و نفسية و انسانية تخرجت من الجامعة السورية عام 1963 حاصلة على شهادة الليسانس في الادب الإنجليزي، وما لبثت ان تركت دمشق - التي لم ترجع حتى الان اليها - إلى بيروت حيث حصلت على شهادة الماجستير في مسرح اللامعقول من الجامعة الأمريكية هناك. في بيروت عملت غادة في الصحافة و برز اسمها أكثر و صارت واحدة من أهم نجمات الصحافة هناك يوم كانت بيروت مركزا للأشعاع الثقافي.ظهر اثر ذلك في مجموعتها القصصية الثانية " لا بحر في بيروت" عام 1965. ثم سافرت غادة إلى أوروبا و تنقلت بين معظم العواصم الاوربيةوعملت كمراسلة صحفية لكنها عمدت ايضا إلى اكتشاف العالم و صقل شخصيتها الادبية بالتعرف على مناهل الادب و الثقافة هناك ، و ظهر اثر ذلك في مجموعتها الثالثة "ليل الغرباء" عام 1966 التي اظهرت نضجا كبيرا في مسيرتها الادبية و جعلت كبار النقاد آنذاك مثل محمود امين العالم يعترفون بها و بتميزها. كانت هزيمة حزيران 1967 بمثابة صدمة كبيرة لغادة السمان و جيلها ، يومها كتبت مقالها الشهير "احمل عاري إلى لندن" ، كانت من القلائل الذين حذروا من استخدام مصطلح "النكسة" و اثره التخديري على الشعب العربي. لم تصدر غادة بعد الهزيمة شيئا لفترة من الوقت لكن عملها في الصحافة زادها قربا من الواقع الاجتماعي و كتبت في تلك الفترة مقالات صحفية كونت سمادا دسما لمواد ادبية ستكتبها لاحقا. في عام 1973 اصدرت مجموعتها الرابعة "رحيل المرافئ القديمة" و التي اعتبرها البعض الاهم بين كل مجاميعها حيث قدمت بقالب ادبي بارع المأزق الذي يعيشه المثقف العربي و الهوة السحيقة بين فكره و سلوكه. في اواخر عام 1974 اصدرت روايتها "بيروت 75" و التي غاصت فيها بعيدا عن القناع الجميل لسويسرا الشرق إلى حيث القاع المشوه المحتقن ، و قالت على لسان عرافة من شخصيات الرواية "أرى الدم .. أرى كثيرا من الدم" و ما لبثت ان نشبت الحرب الاهلية بعد بضعة أشهر من صدور الرواية. مع روايتيها "كوابيس بيروت " 1977 و "ليلة المليار" 1986 تكرست غادة كواحدة من أهم الروائيين العرب بغض النظر عن جنسهم.و يعتبرها بعض النقاد الكاتبة الاهم حتى من نجيب محفوظ. رغم وجود الجنس في ادب غادة السمان الا انه يشهد لها انه دوما في خدمة السياق الروائي و البعد الدرامي للشخصيات و لم تنزلق ابدا إلى تقديم ادب اباحي كذلك الذي صارت بعض الكاتبات يكتبنه لاحقا من أجل الشهرة و الرواج.مثال على ذلك ، العجز الجنسي الذي يصيب بطل "ليلة المليار" المثقف هو رمز درامي كثيف لعجز المثقفين العرب عموما في مواجهة ازات الانظمة و انهيار الحلم العربي الجميل. تزوجت غادة في اواخر الستينات من الدكتور بشير الداعوق صاحب دار الطليعة و انجبت ابنها الوحيد حازم الذي اسمته تيمنا بأسم أحد ابطالها في مجموعة ليل الغرباء. كان زواجهما آنذاك بمثابة الصدمة او ما سمي بلقاء الثلج و النار ، لما كان يبدو من اختلاف في الطباع الشخصية ، كان بشير الداعوق سليل اسرة الداعوق البيروتية العريقة بعثي الانتماء و لا يخفي ذلك و ظل كذلك إلى وفاته في 2007 - اما انتماء غادة الوحيد فقد كان للحرية كما تقول دوما.لكن زواجهما استمر و قد برهنت غادة على ان المراة الكاتبة المبدعة يمكن ايضا ان تكون زوجة وفية تقف مع زوجها و هو يصارع السرطان حتى اللحظة الاخيرة من حياته .انشئت دار نشرها الخاص بها و اعادت نشر معظم كتبها و جمعت مقالاتها الصحفية في سلسة اطلقت عليها " الاعمال غير الكاملة"- في خمسة عشر كتابا حتى الان- و لديها تسعة كتب في النصوص الشعرية. يضم ارشيف غادة السمان غير المنشور و الذي اودعته في أحد المصارف السويسرية مجاميع كثيرة من الرسائل تعد غادة بنشرها "في الوقت المناسب" و لأن غادة كانت نجمة في سماء بيروت الثقافية في عقدالستينات فانه من المتوقع ان تؤرخ هذه الرسائل لتلك الحقبة..و من المتوقع ايضا ان تكشف عن علاقات عاطفية لم تكترث غادة لأخفائها انذاك..بالذات مع ناصر الدين النشاشيبي الصحفي الفلسطيني الذي كشف عن وجود رسائل عاطفية موجهة له من غادةفي اواسط الستينات.من الاسماء الاخرى المرشحة لنشر رسائلها الشاعر الفسطيني الراحل كمال ناصر. تجمع غادة في اسلوبها الادبي بين تيار الوعي في الكتابة و مقاطع الفيديو-تيب مع نبض شعري مميز خاص بها. صدرت عنها عدة كتب نقدية و بعدة لغات ، كما ترجمت بعض اعمالها إلى سبعة عشر لغة حية و بعضها انتشر على صعيد تجاري واسع. لا تزال غادة تنتج ، صدرت لها " الرواية المستحيلة: فسيفسا ءدمشقية" بمثابة سيرة ذاتية عام 1997 ، و سهرة تنكرية للموتى عام 2003 و التي عادت فيها للتنبوء بأن الاوضاع في لبنان معرضة للانفجار . عام 1993 احدثت غادة ضجة كبرى في الاوساط الادبية و السياسية عندما نشرت مجموعة رسائل عاطفية كتبها لها غسان كنفاني في الستينات من القرن العشرين ، حيث جمعتهما علاقة عاطفية لم تكن سرا آنذاك.و اتهمت بسبب ذلك ان نشرها هذا هو جزء من المؤامرة على القضية الفلسطينية التي كانت تواجه مأزق اوسلو وقت النشر. تعيش غادة السمان في باريس منذ اواسط الثمانينات. و لا تزال تكتب اسبوعيا في احدى المجلات العربية الصادرة في لندن.ترفض تماما اجراء اي حوار تلفزيوني بعدان تعهدت لنفسها بذلك في السبعينات عندما اجرت حوارا تلفزيونيا في القاهرة و اكتشفت ان المذيعة المحاورة لم تقرا ايا من اعمالها.ينبغي التفريق بين غادة السمان و بين شاعرة سورية تحمل نفس الاسم و حاولت استغلال ذلك للترويج لنفسها و صار شائعا ان يكتب اسم الثانية "غادا فؤاد السمان" للتمييز. مؤلفاتها مجموعة " الأعمال غير الكاملة " : 1 - زمن الحب الآخر- 1978- عدد الطبعات 5. 2- الجسد حقيبة سفر- 1979- عدد الطبعات 3. 3- السباحة في بحيرة الشيطان - 1979- عدد الطبعات 5. 4- ختم الذاكرة بالشمع الأحمر- 1979- عدد الطبعات 4. 5- اعتقال لحظة هاربة- 1979- عدد الطبعات 5. 6- مواطنة متلبسة بالقراءة - 1979- عدد الطبعات 3. 7- الرغيف ينبض كالقلب- 1979- عدد الطبعات 3. 8- ع غ تتفرس- 1980- عدد الطبعات3. 9- صفارة انذار داخل رأسي- 1980- عدد الطبعات 2. 10- كتابات غير ملتزمة- 1980- عدد الطبعات 2. 11- الحب من الوريد إلى الوريد - 1981- عدد الطبعات 4. 12- القبيلة تستجوب القتيلة- 1981- عدد الطبعات 2. 13- البحر يحاكم سمكة - 1986- عدد الطبعات 1 14- تسكع داخل جرح- 1988- عدد الطبعات 1. 15 - محاكمة حب المجموعات القصصية : 1- عيناك قدري- 1962- عدد الطبعات 9. 2- لا بحر في بيروت- 1963- عدد الطبعات 8. 3- ليل الغرباء- 1966- عدد الطبعات 8. 4- رحيل المرافئ القديمة- 1973- عدد الطبعات 6. 5 - زمن الحب الآخر 6- القمر المربع الروايات الكاملة : 1- بيروت 75-1975- عدد الطبعات 5. 2- كوابيس بيروت - 1976- عدد الطبعات 6. 3- ليلة المليار- 1986- عدد الطبعات 2. 4 - الرواية المستحيلة ( فسيفساء دمشقية ) 5 - سهرة تنكرية للموتى ( مازاييك الجنون البيروتي ) - 2003 - عدد الطبعات 2 المجموعات الشعرية : 1- حب- 1973 - عدد الطبعات9. 2- أعلنت عليك الحب- 1976- عدد الطبعات 9. 3- اشهد عكس الريح- 1987- عدد الطبعات1. 4- عاشقة في محبرة - شعر- 1995. 5- رسائل الحنين إلى الياسمين 6- الأبدية لحظة حب 7- الرقص مع البوم 8- الحبيب الافتراضي مجموعة أدب الرحلات : 1- الجسد حقيبة سفر 2- غربة تحت الصفر 3- شهوة الأجنحة 4- القلب نورس وحيد 5- رغشة الحرية أعمال أخرى : الأعماق المحتلة- 1987- عدد الطبعات 1. رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان- 1992. الكتب التي صدرت عن حياة غادة السمان: 1- غادة السمان بلا أجنحة- د. غالي شكري- دار الطليعة 1977. 2- غادة السمان الحب والحرب- د. الهام غالي- دار الطليعة 1980. 3- قضايا عربية في أدب غادة السمان- حنان عواد- دار الطليعة 1980. 4 - الفن الروائي عند غادة السمان- عبد العزيز شبيل- دار المعارف - تونس 1987. 5- تحرر المرأة عبر أعمال غادة وسيمون دي بوفوار- نجلاء الاختيار (بالفرنسية) الترجمة عن دار الطليعة 1990. 6- التمرد والالتزام عند غادة السمان (بالإيطالية) بأولادي كابوا- الترجمة عن دار الطليعة 1991 7- غادة السمان في أعمالها غير الكاملة- دراسة - عبد اللطيف الأرناؤوط- دمشق 1993. الموقع الفرعي في الحوار المتمدن: http://www.ahewar.org/m.asp?i=2517 == ولدت في دمشق عام 1942. تلقت علومها في دمشق، وتخرجت في جامعتها - قسم اللغة الإنكليزية حاملة الإجازة، وفي الجامعة الأمريكية ببيروت حاملة الماجستير. عملت محاضرة في كلية الآداب بجامعة دمشق، وصحفية، ومعدة برامج في الإذاعة. عضو جمعية القصة والرواية. مؤلفاتها وكلها صادرة عن منشورات غادة السمان. 1- عيناك قدري- 1962- عدد الطبعات 9. 2- لا بحر في بيروت- 1963- عدد الطبعات 8. 3- ليل الغرباء- 1966- عدد الطبعات 8. 4- رحيل المرافئ القديمة- 1973- عدد الطبعات 6. 5- حب- 1973 - عدد الطبعات9. 6- بيروت 75-1975- عدد الطبعات 5. 7- أعلنت عليك الحب- 1976- عدد الطبعات 9. 8- كوابيس بيروت - 1976- عدد الطبعات 6. 9- زمن الحب الآخر- 1978- عدد الطبعات 5. 10- الجسد حقيبة سفر- 1979- عدد الطبعات 3. 11- السباحة في بحيرة الشيطان - 1979- عدد الطبعات 5. 12- ختم الذاكرة بالشمع الأحمر- 1979- عدد الطبعات 4. 13- اعتقال لحظة هاربة- 1979- عدد الطبعات 5. 14- مواطنة متلبسة بالقراءة - 1979- عدد الطبعات 3. 15- الرغيف ينبض كالقلب- 1979- عدد الطبعات 3. 16- ع غ تتفرس- 1980- عدد الطبعات3. 17- صفارة إنذار داخل رأسي- 1980- عدد الطبعات 2. 18- كتابات غير ملتزمة- 1980- عدد الطبعات 2. 19- الحب من الوريد إلى الوريد - 1981- عدد الطبعات 4. 20- القبيلة تستجوب القتيلة- 1981- عدد الطبعات 2. 21- ليلة المليار- 1986- عدد الطبعات 2. 22- البحر يحاكم سمكة - 1986- عدد الطبعات 1. 23- الأعماق المحتلة- 1987- عدد الطبعات 1. 24- اشهد عكس الريح- 1987- عدد الطبعات1. 25- تسكع داخل جرح- 1988- عدد الطبعات 1. 26- رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان- 1992. 27- عاشقة في محبرة - شعر- 1995. الكتب التي صدرت عن غادة السمان: 1- غادة السمان بلا أجنحة- د. غالي شكري- دار الطليعة 1977. 2- غادة السمان الحب والحرب- د. الهام غالي- دار الطليعة 1980. 3- قضايا عربية في أدب غادة السمان- حنان عواد- دار الطليعة 1980. 4- الفن الروائي عند غادة السمان- عبد العزيز شبيل- دار المعارف - تونس 1987. 5- تحرر المرأة عبر أعمال غادة وسيمون دي بوفوار- نجلاء الاختيار (بالفرنسية) الترجمة عن دار الطليعة 1990. 6- التمرد والالتزام عند غادة السمان (بالإيطالية) بأولادي كابوا- الترجمة عن دار الطليعة 1991. 7- غادة السمان في أعمالها غير الكاملة- دراسة - عبد اللطيف الأرناؤوط- دمشق 1993. مقيمة في لبنان == ‘‘غادة السمان ظاهرة أدبية فذة، تخطت في شهرتها حدود العالم العربي إلى تخوم العالمية، لأنها في أدبها فضّت حجب "التابو" والمحرمات الموروثة من العصور الظلامية القديمة، والتي شكلت قيداً على حرية الإنسان وشلت حركيته الاجتماعية والفكرية والمسلكية. لقد بنت غادة السمان على أنقاض ما هدمت مفاهيم جديدة، وأرست منهجاً تقدمياً، تحررياً، إنسانياً، حضارياً، يعيد للإنسان إنسانيته المستلبة، ويكسبه حقيقة كينونته‘‘.
__________________
![]() قمة آلحزن ! عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص .. كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ ! عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب [ گبير لہ
|
#8
|
|||
|
|||
![]() غادة السمان يتيمة الام وهي صغيرة
__________________
![]() قمة آلحزن ! عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص .. كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ ! عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب [ گبير لہ
|
#9
|
|||
|
|||
![]() ابرز حدث في حياة كل واحد من الروائيين اصحاب افضل الروايات من 1- 10: 1- نجيب محفوظ................مأزوم. 2- جبرا إبراهيم جبرا...........مأزوم ويتيم الوطن. 3- شرفصنع الله إبراهيم......مأزوم. 4- يوسف القعيد...............مجهول الطفولة. 5- غسان كنفاني...............مأزوم ويتيم الوطن 6- إميل حبيبي.................مأزوم ويتيم الوطن. 7- حيدر حيدر................مأزوم. 8- إدوار الخراط............. يتيم سن الـ 17 9- محمود المسعدي...........مأزوم. 10 - غادة السمان.............يتيمة الام في الصغر. - عدد 2 ايتام فعليين 20% - عدد 3 ايتام الوطن 30%. - عدد 4 مأزوم 40%. - عدد 1 مجهول الطفولة 10% أي ان نسبة الايتام الفعليين وايتام الوطن ومن عاش حياة ازمة هي 90%.
__________________
![]() قمة آلحزن ! عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص .. كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ ! عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب [ گبير لہ
|
#10
|
|||
|
|||
![]() رواية 'المجوس' --------لإبراهيم الكوني: ملحمة الطوارق الكبرى مهدي نصير رواية 'المجوس' لإبراهيم الكوني والتي تقع في (693) صفحة روايةٌ ملحمية تؤرخ للصحراء الكبرى بقبائلها وعاداتها ودياناتها وعشقها وشِعرها ورجالها ونسائها وغنائها وحكمتها ومعاركها وتحدياتها، صاغها إبراهيم الكوني في إطارٍ روائيٍّ عالي المستوى وسطَّر من خلال شخصياتها المحورية تاريخ شخصية الصحراوي وتاريخ الطوارق كشعبٍ أصيل وكأمة ولغة وتاريخ وعراقة من خلال لغةٍ شعرية وصوفية أدخل فيها الكثير من مفردات حياتهم القاسية . يحتدم الصراع الوجودي الكبير بين الصحراويين وبيئتهم الجافة والقاسية والوحش الكبير الذي انتصب كبطلٍ رئيسيٍّ للرواية 'القِبلي' وهو الريح الرملية العاتية التي تُدمر كلَّ شيءٍ وأوله الماء والآبار التي عليها تقوم حياة الصحراء والصحراويين. يبرزُ القِبلي كمحرك أساسي للأحداث والتحديات والبطولات التي يحاول أهل الصحراء انجازها لوقف هذا الوحش عن ابتلاعهم وابتلاع مياههم ووجودهم ويقومون باختراع ادوات لمواجهته ووقف محاصرته لهم بأساليب مبتكرة من خلال إخفاء آبارهم وحمايتها ووضع خرائط لها واعتبار أي إهانة لهذه الآبار كفراً بشريعتهم ويعاقب عليها الله والصحراء. وقد قامت معاركهم على الحفاظ على هذا الكنز ومنع الأعداء من السيطرة عليه واسقطوا ذلك في أساطيرهم والعقوبات التي وقعت لمن خالفوا الناموس وأهانوا أو تهاونوا في حماية المياه . الشخصيات المحورية الأخرى في الرواية هي الشخصيات المحورية في مجتمع الطوارق الصحراويين : الدرويش: وهو من سلالة المرابطين وله احترام كبير في المجتمع الصحراوي وشكَّل في الرواية الشخصية الرؤيوية الطيبة والتي كانت ترى ما لا يراه الآخرون وهو الذي يتنبأ بالأحداث وهو الذي ينبه الصحراويين إلى الدراويش الدجالين الباحثين عن الثروة واللصوص والزناديق والقتلة، وهو الذي تأتيه الأسرار وعلى لسانه كانت الرواية تقول لغتها الصوفية العميقة والموحية. شخصية الدرويش شخصية ملتبسة في الرواية فهو يقوم في مشهد من الرواية بإخصاء نفسه وبِمدية العرافة ليتخلص من الأفعى التي أخرجت أجداده من الجنة، من 'واو'، وهو من القلائل الذين نجوا من الشتات بعد دمار القبيلة على يد المجوس وأبناء آوى والجن، ونجا معه زعيم القبيلة الحكيم الذي كان منفياً بعد سيطرة شيخ الطريقة القادرية الدجال على السلطة، ونجت المرأة التي أحبَّها الدرويش 'تفاوت' والعراف المجوسي 'ايدكران'، ربما يشير الى العناصر التي ما زالت فاعلة في المجتمع الصحراوي، ولكن إخصاء الدرويش نفسه وهروبه من 'تفاوت' المرأة الوحيدة الباقية بعد الشتات، لإعادة نسل القبيلة من الانقراض وتكليفه للزعيم بهذه المهمة يضع أمامنا سؤالاً كبيراً حول علاقة العرب المسلمين المستقبلية مع الطوارق والشعوب الأخرى التي انضوت تحت السيطرة العربية الإسلامية في مراحل مختلفة من التاريخ. العرافون والعرافات: وهي شخصيات فاعلة في مجتمع الطوارق وبعضها كان يقرأ آية الكرسي من القرآن الكريم وبعض التعاويذ المجوسية في المواقف الصعبة وفي الوقت نفسه مما يُدلل على تزامن الإسلام مع الديانات الأخرى وعدم فرضه السيطرة الدينية المطلقة على الصحراء وشعبها. كان هناك تعايشٌ شرس بين الدرويش والمسلمين والعرافين والعرافات مع فترات تصالح وقبول بالآخر من كلا الطرفين . الزعيم: وهو زعيم القبيلة الحكيم والمحافظ على ناموسها والذي يغرف من كتاب الصحراء المقدس 'آنهي 'وهو ناموس الأجداد والصحراء وحكمتهم المتوارثة والذي ضاع عبر التاريخ في إشارة أخرى الى البحث عن الهوية والشخصية الصحراوية التي ضاعت . السلطان والنبلاء والذهب والتجار وصراع المدن على الثروة والذهب والأسواق ومراكز التجارة والمؤامرات والقتل واغتصاب السلطة والتعاون مع الأعداء من أجل الذهب وبيع القيم والناموس والتاريخ، ويمثل ذلك بعمق مقطع ليلة الإفراج عن 'أمناي' وهو صنم وإله للزنوج الذين اشترطوا عودة إلههم لمنح تنبكتو الجديدة الذهب والتبر والقوافل. كل هذه شكَّلت شخصيات ومحاور للأحداث في هذه الرواية . اللثام والودّان والنقوش وآنهي والقِبلي والذهب والبئر والمرأة و' واو' المفقودة والغناء الأسطوري والحكمة المعكوسة في رسائل الأجداد والمبثوثة في الحجارة وأفواه الآبار والأفعوان الذي يبرز في مشاهد مُرعبة كتحدّ ٍ وجودي للصحراويين، هو الوحش الأسطوري الذي بُنيت على تحديه وقتله معظم أساطير حوض المتوسط . المرأة : كان لها وجود طاغ ٍ في الرواية (المرأة العاشقة، تينيري، تفاوت، والمرأة الأم، أم أوداد وأم الدرويش ومربيته، المرأة الخلاسية الشهوانية، نساء البكاي، وامرأة كبير التجار، والمرأة الشاعرة، تميما .. الخ). هناك جانب شخصي برز في نظرة الرواية الى المرأة باعتبارها اصل كل الشرور وأنها هي الأفعى التي أخرجت جَدَّ الصحراويين من الفردوس وبصور تدل على موقف دوني من المرأة. الرواية ذات لغة شعرية عالية وبعض مقاطعها ترتقي الى مستوى الملاحم الكبرى ففي بعض المقاطع ترى الصحراء بصهدها ورملها وعطشها وقسوتها وترى القِبليّ وحشاً يتحرك أمامك بكل تفاصيله . كذلك عالجت الرواية حياة الطوارق وهويتهم ولغتهم وأساطيرهم المؤسِّسة وقيمهم في محاولة لإعادة الروح إلى شخصيتهم التي اختفت في الظل طوال قرون طويلة، وهنا يبرز سؤالٌ حَضاريٌّ كبير أرادت الرواية طرحه بوضوح وهو هيمنة الحضارة العربية الإسلامية على شعوب كثيرة ومسح شخصيتها وإلقاؤها في الظل والهامش. هل كانت هذه الهيمنة بريئة؟ هل خدمت هذه الهيمنة امتزاج الشعوب الإسلامية في بوتقة واحدة؟ أم أنها غطَّت الجمر بقليلٍ من رمادِ معاركها وبقليلٍ من تنظيرٍ فقهيٍّ جامد؟ لعلَّ هذا السؤال يُعيدنا إلى أسئلةٍ فقهيةٍ جذرية كبيرة في التاريخ الإسلامي لم تتم الإجابة عليها واعتُبرت من التابوهات المحرمة وبقيت آثارها إلى اليوم 'الأمازيغ، الأكراد، الأقليات العرقية في العراق ومصر وسورية والجزائر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا..الخ' وهو ما فتحَ البابَ واسعاً أمامَ المستشرقين والمستعمرين الغربيين لفتح هذا الملف، هذا الجرح، لتفتيت الأمة العربية وتفتيت هذه الأمم الشقيقة والتي انضوت في لحظةٍ تاريخية تحت لواء العرب الفاتحين . برزت كذلك في الرواية روح محبة للعرب والثقافة الإسلامية ولما قدموه من إضافات حضارية وفكرية للمجتمع الصحراوي بدا ذلك من خلال التبجيل الذي كان يحظى به الدراويش وشيوخ الطريقة القادرية، والهجوم على المجوسية والوثنية الزنجية القادمة للصحراء من أدغال الجنوب. في هذه الرواية يُعالج إبراهيم الكوني قضايا فلسفية عميقة للحياة والتاريخ والسلطة والحكم والإنسان والأسطورة وأسرارها، واللغة وتاريخها السريّ الذي يختزن التاريخ العميق والسريّ للجماعات والشعوب، كل ذلك من خلال بناء ملحمي مثير ومشوّق وأصيل . ومن القضايا الفلسفية التي عالجتها الرواية بطريقة مُدهشة من خلال المصارعة والحرب التي دارت بين الزعيم المنفي من شيخ الطريقة القادرية وبين 'بوبو' أحد أتباع الطريق القادرية، وهو الصراع بين رؤيتين للسلطة والحكم أولاهما والتي مثَّلها الزعيم والتي ترى كلَّ الناس سواسية أمام الله والطبيعة والتاريخ والسلطة ومن حقِّهم أن يكونوا أحراراً في حياتهم وقراراتهم ومستقبلهم وعليهم تَحمُّل نتيجة هذه الحرية والرؤية الثانية التي مثَّلها 'بوبو' ممثل الشرع والطريقة القادرية والذي يرى الناس قطيعاً وغير مؤهلين لتلقي الحقيقة وتحمُّل مسؤولية قراراتهم كيلا يتوهوا فهم بائسون وبحاجة الى راع ٍ يقود خُطاهم بشكل مباشر ويومي . ينتهي الصراع بانتصار الزعيم وانتحار 'بوبو' وهذا موقف فلسفي يقف فيه إبراهيم الكوني مع الإنسان بما هو إنسان ضد النخبوية والكهنوتية والتسلط الذي وسمَ التاريخ العربي الإسلامي وفقاً للتبرير الفقهي الذي هزمته الرواية . كذلك من المقاطع العميقة في الرواية 'الرهان 'ورحلة صعود 'أوداد' الذي يُمثِّل الروح الصحراوية بجموحها وأصالتها الى قمة جبل 'ايدينان' للفوز بالأميرة تينيري والتحديات الكبرى التي واجهها في رحلته فكأنَّ إبراهيم الكوني يستعيد الرحلات الكبرى في التاريخ الإنساني لتجاوز الجدار وتجاوز البيئة وشروطها وقهرها وقسوتها، كانت المقاطع التي تصف رحلته ومشاقـّها في قمة الحرارة والصدق والعمق، والقارىء لهذه المقاطع يعيش مع 'أوداد' تلك اللحظات العنيفة في رحلته ويلتقط أنفاسه معه لحظةً بلحظة. برزت في الرواية روح صوفية مولعة بالأسرار ولغة صوفية مُنبثَّة في أنحاءِ الرواية (المحو، الحلول، الوجد، العروج نحو 'واو' الاستشهاد بمقولات الصوفيين الكبار كالنفَّري وفريد الدين العطار وابن عربي ..الخ) . يصعب في هذه العُجالة الحديث بتفاصيل عمل روائي شائك وثري وعميق ويقع في (693) صفحة، ويمكن القول باختصار شديد أنَّ هذا العمل عملٌ روائي فَذ ويستحق أن يُقرأ ويُسلط عليه الضوء وعلى مواضيعه ورؤاه وطروحاته وفنياته وتقنياته وبشكلٍ واسع . ملاحظة أخيرة لا بُدَّ منها وهي المتعلقة بعنوان الرواية 'المجوس': هل كانت المجوسية موجودة قبل الإسلام بهذه الكثافة والقوة في الصحراء الكبرى وقبائل وسط افريقيا؟؟ سؤال للمؤرخين والمهتمين بالتاريخ.
__________________
![]() قمة آلحزن ! عندمآ تجبرُ نفسّك على ڪره شخص .. كآنَ يعني لك آلعالم بِآگملہ ؤآلأصعب منـہ ! عِندمآـآ تتصنّع آلڪره .. و بِدآخلڪ حنيين وحب [ گبير لہ
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |