تحذير خطير : اياكم وتمرينات الطاقة - الصفحة 50 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سفينة الحياة.. والصبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 250 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 81 - عددالزوار : 23058 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13219 - عددالزوار : 350779 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 257 - عددالزوار : 47597 )           »          قيمة إسلامية حثَّ عليها القرآن الكريم والسُنَّة النبوية – الجودة الشاملة في مؤسساتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 160 )           »          التداوي من السحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 178 )           »          حكم المرابحة للآمر بالشراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 166 )           »          الوجيز في أحكام التداولات المالية المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 418 )           »          حكم الغرر في عقود التبرعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 174 )           »          الفرق بين الرجل والمرأة في التلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 130 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #491  
قديم 03-12-2014, 06:54 PM
الصورة الرمزية abdelmalik
abdelmalik abdelmalik غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 6,009
الدولة : Morocco
افتراضي رد: تحذير خطير : اياكم وتمرينات الطاقة



وبالنسبة لصور الالهة نفتيس في الرسوم المتحركة




















تابعوني

  #492  
قديم 03-12-2014, 07:44 PM
الصورة الرمزية abdelmalik
abdelmalik abdelmalik غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 6,009
الدولة : Morocco
افتراضي رد: تحذير خطير : اياكم وتمرينات الطاقة


بالنسبة للالهة ايزيس والشعرى المقدسين عند الماسون ومروجي الطاقة الغربيين
ساعود لموقع فرنسي سبق ان وضعته
في ردي القديم رقم (173) ،
اليكم رابطه :



http://bouledamour.e-monsite.com/pag...de-sirius.html

وهو يتناول الحديث عن نجم الشعرى (سايروس) وعلاقة ايزيس به،
وكونه اقدم نجم وهو مصدر الطاقة الشفائية، واليكم فقرات مهمة منه

L'initiation qui émane de l'Étoile de Sirius apporte une énergie de guérison très puissante


هنا يتم الحديث عن كون نجم الشعرى (سايروس) يحمل طاقة شفائية هائلة


L'initiation à Sirius permet l'intégration et l'alignement avec la Déesse Isis. L'union sacrée à la déesse permet la fusion pour entrer dans le Temple sacré

هنا يتم الحديث عن اهمية التوحد المقدس بين نجم الشعرى والالهة ايزيس لتحقيق
الانصهار من اجل الدخول في المعبد المقدس


Reiki Usui, l'Energie Céleste de l'Étoile Bleue, Le Kormanu, le Reiki Shamballa, Reiki Kundalini...


لاحظوا ورود اسم الريكي وهذا يفضح مصدر تلك الطاقة الكونية التي تستعمل
في العلاج بالريكي وغيره


تابعوني

  #493  
قديم 03-12-2014, 07:54 PM
الصورة الرمزية abdelmalik
abdelmalik abdelmalik غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 6,009
الدولة : Morocco
افتراضي رد: تحذير خطير : اياكم وتمرينات الطاقة


واليكم موقع فرنسي جديد بعنوان


(النجم سايروس وايزيس)


L'étoile Sirius et Isis



اليكم رابطه


http://oeil-horus.over-blog.com/arti...-79240724.html


ويتحدث عن اهمية نجم سايروس وعلاقة ايزيس به وغيرها من التفاصيل
التي ستتطلب
وقتا طويلا لكي اترجمها لكم




تابعوني

  #494  
قديم 03-12-2014, 08:04 PM
الصورة الرمزية abdelmalik
abdelmalik abdelmalik غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 6,009
الدولة : Morocco
افتراضي رد: تحذير خطير : اياكم وتمرينات الطاقة


سبق ان ذكرت في ردودي السابقة علاقة بعض الحضارات بنجم سايروس،
وارتباط بعض الشعوب به كشعب الدوغون على سبيل المثال لا الحصر،
تكلمت عن ذلك بتفصيل في ردي رقم (176)، اليكم موقعا فرنسيا
يؤكد لكم صحة المعلومات التي اوردتها، اليكم رابطه


http://oeil-horus.over-blog.com/arti...-79235499.html


الصورة التي جاءت في الموقع وهي لشعب الدوغون





تابعوني


  #495  
قديم 03-12-2014, 08:51 PM
الصورة الرمزية abdelmalik
abdelmalik abdelmalik غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 6,009
الدولة : Morocco
افتراضي رد: تحذير خطير : اياكم وتمرينات الطاقة


نسيت ان اذكر شيئا، بالعودة الى ردي رقم 490، عن القطة التي ترافق
(catwoman) المراة القطة التي انتجت حولها الكثير من الافلام والرسوم
المتحركة، وتلك المراة تسمى قطتها ب "ايزيس"، فهي ترمز للالهة ايزيس،
ووجدت صورة تبين العلاقة بين القطة وايزيس






تابعوني

  #496  
قديم 03-12-2014, 09:37 PM
الصورة الرمزية abdelmalik
abdelmalik abdelmalik غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 6,009
الدولة : Morocco
افتراضي رد: تحذير خطير : اياكم وتمرينات الطاقة


وحتى يزول استغرابكم عن علاقة القطة بايزيس في فيلم المراةالقطة (catwoman)
،
او على الاقل وان لم ترمز للالهة المصرية ايزيس، لكن اكيد ان
الاسم لم ياتي
اعتباطا وانما له علاقة بالفراعنة، كما ان القط يمثل رمزية مهمة
عند الماسون
المتاثرين اصلا بالحضارة الفرعونية والمعجبين اشد الاعجاببها،
وشكل القط
موجود في تماثيل الفراعنة وصورهم.
اليكم بعض الصور التيوجدتها في موقع انجليزي

تمثال للقطة الشبيهة بالقطة السوداء ايزيس المرافقة للمراة القطة







وصورة فرعونية لاحظوا فيها وجود جسم بشري له راس قطة سوداء






وايضا صورة وجدتها في موقع فرنسي وهي لالهة فرعونية على شكل قطة






تابعوني

  #497  
قديم 03-12-2014, 09:56 PM
الصورة الرمزية abdelmalik
abdelmalik abdelmalik غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 6,009
الدولة : Morocco
افتراضي رد: تحذير خطير : اياكم وتمرينات الطاقة


الان ساعود الى ما بداته في ردي رقم (487) عن الباحثة الفرنسية
والمدربة العالمية في الطاقة
سارة ديان، وستعرفون لماذا تحدثت في ردي
رقم (486) عن الاله
المصري اوزيريس لان الباحثة
ذكرت اسمه، فمن
البلدان التي جالتها مصر.
وبحثها قادها الى استنتاج
الطريقة المثالية للتامل
الذي تم التوصل اليه من خلال معرفة
الشفرة السرية لايزيس وزوجها اوزيريس
ولها فيه
سيديهات ومقاطع فيديو
، اليكم اسم بحثها كما في الصورة







  #498  
قديم 03-12-2014, 11:40 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: تحذير خطير : اياكم وتمرينات الطاقة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdelmalik مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا لك اختي على كلامك الطيب
جميل اختي، على سلامتك لاني اخيرا انهيتيها
ولو اردت اعطاءك عناوين اخرى لا مشكلة
اختي صراحة بحثت قبل قليل عن تلك المقالات، لكنني لم اجدها،
يا ليت لو نقلتيها هنا، ليس من اجلي لانني باحث ومهتم وربما
اكون اعرف تلك المعلومات، لكن من اجل الاعضاء ومن اجل
القارئ على العموم.

بارك الله فيك

واياكم ...اعتذر عن التأخير الذي كان خارج ارادتي >اكييد احب ان اطلع على المزيد من السلاسل
بعد قليل ساشارككم المقالات
__________________
  #499  
قديم 03-12-2014, 11:43 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: تحذير خطير : اياكم وتمرينات الطاقة

لتطبيقات المعاصرة للفلسفة الشرقية
د. هيفاء بنت ناصر الرشيد
إن استقراء التاريخ والإفادة من دروسه وعبره، من أعظم ما تنتفع به الأمة الإسلامية، فتتشكل لدى أفرادها نظرة استشرافية تتوقع معها تشابه النتائج عند تشابه المقدمات، فتتعامل مع الأحداث والظروف بحنكة تُحقق بها المكاسب وتتجنّب المكاره والأضرار، وكما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: «لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين».
ومن أهم المنعطفات الخطرة في تاريخ الأمة، تلك الحقبة التي ظهر فيها كثيرمن الفرق والمذاهب العقدية، حيث أسهمت عوامل عدة في تشكيل تلك المذاهب المنحرفة، من أبرزها: دخول الفلسفة إلى العالم الإسلامي وانبهار طائفة من المسلمين بها.
ففي منتصف القرن الثاني للهجرة - في عهد الخليفة العباسي المنصور - ازدهرت حركة الترجمة، ثم توسعت بشكل كبير في عهد المأمون، وتناولت أعمال الترجمة كثيراً من كتب الفلسفة التي تضمنت علوم المنطق والطبيعيات وما يُعرف بالمقادير، إلا أن أخطر تلك العلوم على الإطلاق كان ما يتعلق بالإلهيات والعلوم الميتافيزيقية، ومما زاد الطين بلة أن تلك الأعمال لم تُسند إلى أمناء المسلمين، وإنما إلى النصارى من أهل الذمة.
فانقسم الناس حيال تلك الفلسفات الدخيلة إلى ثلاثة أقسام:
- قسم تقبل الفلسفة كما هي وتشربها ودعا إلى مبادئها، وهؤلاء هم زنادقة الفلاسفة، وإن حاول بعضهم أن يكسو مخ الفلسفة بلحاء الشريعة.
- وقسم حاولوا تنقيح الفلسفة والجمع بينها وبين الشرع، فأضافوا إليها ما ظنوا أنه ينقيها مما فيها من الباطل، وهؤلاء هم المتكلمون الذين كان فعلهم سبباً في ظهور كثير من البدع الاعتقادية التي لا نزال نرى آثارها اليوم.
- وقسم رفض الفلسفة بالجملة، ولا سيما ما يتعلق بالغيبيات والإلهيات، فجاهدها بلسانه وقلمه، ومن أبرز هؤلاء الأئمة: ابن الجوزي وابن الصلاح وابن تيمية والذهبي وابن القيم - رحمهم الله -، حيث وضّحوا أوجه مخالفة مقالات الفلاسفة للشريعة بالتفصيل، وانحرافهم في عقيدة الإله ومفهوم العبادة وتصور العالم، مع خلل جلي في تناول النصوص الشرعية وتفسيرها.
ورغم وجود جهود مضادة للمد الفلسفي في العالم الإسلامي منذ ذلك الوقت، حيث أُحرقت كتب الفلسفة ومُنع تداولها وتدريسها، وأُبعد بعض رموزها، وأقيم الحد على من ارتد بسبب تأثره بها؛ إلا أن ذلك المد أحدث تأثيراً كبيراً في تشكيل المنظومة العقدية لكثير من الفرق واسعة الانتشار، وما زالت أمتنا اليوم تعاني تلك الآثار، فهل يُمكن تصور حال الأمة لو لم يقف أمام ذلك الزحف جهابذة علماء السلف؟
فإذا انتقلنا إلى العصر الحديث سنجد مقدمات وإرهاصات لزحف فلسفي من نوع جديد يتمثل في إحدى أشهر الفلسفات القديمة على الإطلاق، وهي الفلسفة الشرقية النابعة من الصين والهند، ومن الهندوسية والبوذية والطاوية تحديداً. ورغم أنه لا يمكن اعتبار تأثير تلك الفلسفة في الفرق المنتسبة إلى الإسلام جديداً بالكلية، حيث كان لها نصيب يسير من الترجمة في العهد العباسي جعلها من أبرز مصادر الفكر الصوفي المغالي الذي يعتمد في كثير من عقائده على الفيدانتا الهندوسية؛ إلا أن دخولها عبر تطبيقات معاصرة إلى من نشؤوا على التوحيد ومنهاج السلف، أمر جديد بلا شك.
فبعد أن انحسر تأثير الفلسفة الشرقية واقتصر على أتباعها في الأعم الأغلب لعدة قرون، ولم يظهر لها أثر يذكر في تشكيل الفكر أو نشأة المذاهب؛ بدأت تُبعث من جديد حينما تُرجمت النصوص الشرقية للغة الإنجليزية، وظهر اهتمام شعبي غير مسبوق بمحتواها من قبل من هم خارج الدوائر العلمية والبحثية الأكاديمية في الغرب.
ومع توالي هجرة كهّان الديانات الشرقية للدول الغربية ومشاركتهم في المناسبات الثقافية، إضافة إلى عدد من العوامل الأخرى الاجتماعية والجغرافية؛ تزايد الاهتمام بروحانيات الشرق لدى الغرب المادي.
ونظراً للطبيعة العلمانية السائدة في العالم الغربي، تم تحوير بعض المفاهيم الفلسفية وإلباسها لبوس الفكر المشترك والعلم التجريبي ليتم نشرها بين الناس بشكل أيسر وبأقل مقاومة ممكنة. فظهر أثرها جلياً في الفكر الثيوصوفي و«الفكر الجديد»، وأخيراً في حركة العصر الجديد التي أحدثت نقلة نوعية في أساليب نشر الفكر الباطني الشرقي.
ومصداقاً لحديث النبي #: «حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه»، انتقل الاهتمام بالفلسفات الشرقية إلى العالم الإسلامي، وبالأساليب ذاتها التي تستخدمها حركة العصر الجديد، فباتت تروج عبر ثلاثة منابر رئيسة:
الاستشفاء والطب البديل.
تطوير الذات والتنمية البشرية.
وفي الفتزة الأخيرة عبر الأطروحات «الروحانية» الصوفية.
لكن المستغرب فعلاً هو عدم التفات كثير من طلاب العلم الشرعي للتطبيقات المعاصرة للفلسفة الشرقية، وعزوف كثير منهم عن التحذير منها وإيضاح الخلل العقدي الكبير الذي تتضمنه، ولعله يمكن إرجاع ذلك لأحد أمرين:
أولهما: عدم الاطلاع الكافي على التطبيقات ذاتها لكونها في الأصل بعيدة عن التخصص.
والآخر: عدم الإلمام الكافي بالفلسفة الشرقية وتصورها بشكل دقيق، بحيث لا يتمكن من الربط بين الممارسة الحديثة والفلسفة الأم، بخلاف الفلسفة اليونانية التي تعتبر من المناهج المهمة في التخصص بكثير من الجامعات.
ولذلك كان لا بد من تقديم تصور مجمل للفلسفة الشرقية قبل الحديث عن تطبيقاتها المعاصرة.
ترتكز الفلسفة الشرقية على خمسة مبادئ رئيسة:
عقيدة وحدة الوجود، ومنها تتفرع بقية المبادئ.
الاعتقاد بالشرارة الإلهية، وهي «الحقيقة» الدفينة في الذات البشرية.
الإشراق والاستنارة، وهي إدراك «الحقيقة» ووحدة الوجود.
وحدة الأديان.
نسبية الحقائق والقيم.
وهما متقاربتان، ونتيجتان حتميتان للقول بوحدة الوجود.
كما أن للفلسفة الشرقية اصطلاحات خاصة يعبّر بها عن بعض العقائد الشائعة عند القوم؛ كالطاو والبراهمان والين يانغ والشاكرا والكارما والنيرفانا واليوغا وغيرها.
إن تسرب هذه المصطلحات المشبعة بالمفاهيم الفلسفية والخلفيات الثقافية، بل العقائد الشرقية، عبر تطبيقات متنوعة – رغم خطورته –؛ لا يمثل الإشكالية الكبرى لدى الشريحة المتبنية لها، بل إن الخلل الأكبر يكمن في اختلال مصادر التلقي ومصادر المعرفة الحسية عند أكثرهم، إذ لا يقتصر التلقي الغيبي على مصادر الوحي المنضبطة بمنهجية السلف في الفهم والتفسير، وإنما يعول فيه على المصادر «الداخلية» والكشوفات والإلهامات والحدوس.
أما المعرفة الحسية فلا يُعتمد فيها على المنهج العلمي التجريبي (Scientific method) ولا يلتفت فيها إلى الدراسات المحكمة والاختبارات المعملية المنضبطة، وإنما يُعتمد على التجارب الفردية والأحكام والروايات الشخصية التي تخضع لمتغيرات لا محدودة.
ولعل أبرز النماذج على هذا الخلط المعرفي يظهر في مصطلح «الطاقة» الذي شاع استخدامه في السنوات الأخيرة في سياق غير متخصص، كالطب البديل وتنمية الذات، وهو مصطلح فضفاض حمّال أوجه استُخدم في النسخ المُحدثة من الفلسفة الشرقية للتعبير عن الوجود الكلي، ومادة الكون، ومرر على كثير من الناس بصورة العلم الزائف الذي يستر الفلسفة الباطنية الملحدة، فـ «الطاقة» المعنية لا تثبت بالشرع ولا بالمنهج العلمي.
لكن نظراً لإشكالية هذا المصطلح يحصل الجدل في نسبته إلى جذوره العقدية.
فـ «الطاقة» لها معنى مخصوص في الفيزياء والعلوم التطبيقية، كالطاقة الحرارية أو النووية أو الكهربائية، ونحوها، وهي طاقات محسوسة قابلة للاختبار والقياس.
وهناك «الطاقة» بمعناها اللغوي التي تفسر بالقدرة والوسع كما في قوله تعالى: (ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به).
وهناك «طاقة» تُستخدم على سبيل المجاز في سياقات متعددة، كطاقة الحب وطاقة العبادة، لا تخلو في كثير من الأحيان من إشكالات علمية أو شرعية.
غير أن «الطاقة» المشار إليها في تطبيقات الفلسفة الشرقية ليست شيئاً مما سبق، وإن كانت تُخلط بها وتُمزج في كثير من الأحيان، وإنما هي طاقة روحانية ميتافيزيقية غير قابلة للاختبار والقياس، تُدرك بالتجربة الذاتية والتأملات الباطنية، فهي الوجود المطلق الذي يتجلى في الموجودات المحسوسة، والذي يُعبر عنه أحياناً بالوعي، وأحياناً بـ «الإله»، ولا «إله» في الفلسفات الباطنية إلا هو، إذ الإله المباين للمخلوقات المتصف بصفات الكمال والجلال عقيدة «بدائية» يترفع عنها فلاسفة الشرق!
وأما الإنسان فهو «إله» في الحقيقة، أو هو الوجود الكلي عند من لا يفضل استخدام اصطلاح «الألوهية»، يعتريه النقص وتعترضه الأسقام لابتعاده عن طبيعته الأصلية، وهو ما يعبر عنه باختلال «الطاقة»، ولأجل التغلب على ذلك لا بد من أن يعود إلى تلك الطبيعة بوسائل مختلفة.
فنجد تطبيقات الاستشفاء القائمة على فلسفة «الطاقة الكونية» والمستقاة من الديانات والفلسفات الشرقية، تعمل على «موازنة الطاقة» واستقطابها من الكون عبر طقوس لا علاقة لها بالعلوم التجريبية، وإنما هي أشبه ما تكون بالرياضات والأوراد الصوفية التي تهدف إلى تحقيق الإشراق والفناء. بل يُصرح كثير من الممارسين في الشرق والغرب بأن الهدف من تلك التطبيقات ليس مجرد تحسين الصحة والتخلص من أعراض المرض، وإنما تحقيق السمو الروحي والاتحاد بالمطلق. فهذا مبتكر نظام الماكروبيوتك[1] جورج أوساوا مثلاً يقول في كتابه (دعوة إلى الصحة والسعادة): «إن هدفي في إصدار هذا الكتيب أن أدلك على طريقة اغتذاء واختيار أطعمة ستقودك في آخر الأمر إلى الحقيقة والسعادة الأبدية»! ويقول: إن الماكروبيوتيك هو «إحدى الطرائق الثماني للوصول إلى... النيرفانا»! وإنه «المبدأ الأساسي لأهم الأديان الشرقية».
ومن التطبيقات المعاصرة للفلسفة الشرقية المتعلقة بالتداوي والاستشفاء: البرانيك هيلنغ (العلاج بالبرانا)، والريكي، والأيورفيدا، والتداوي بطاقة الأحجار والألوان والأهرام، والفونغ شوي (طاقة المكان)، والتشي كونغ وغيرها، علماً بأن هذه الممارسات في الجملة لا تخلو تماماً من بعض الحق النافع، إذ لولاه ما راجت بين الناس، لكنها في أساسها لا تستند إلى مصدر سليم من الشرع أو العلم التجريبي.
أما برامج تطوير وتنمية الذات فقد كانت البوابة الأولى التي ولجت عبرها الأفكار الشرقية قبل خمسة عشر عاماً تقريباً، لكن الآثار الفلسفية أصبحت أكثر وضوحاً مع مرور الزمن، ولا يزال أثرها يتفاوت بين دورة وأخرى، فمن مستقل ومستكثر.
يبدأ الانحراف في هذا المجال بالتركيز على الذات البشرية وتعظيمها، والاعتماد على قدرات النفس والتعويل عليها، لكنه يتطور ليصل إلى إخراجها عن حدودها البشرية ووصفها بالقدرات «غير المحدودة» وخوارق العادات، حيث تعتبر النفس وسيلة لتحصيل النجاح والتوفيق والرزق والشفاء، وتظهر المنازعة السافرة لأوصاف الإله وخصائص الربوبية. ويعتبر قانون الجذب، والحديث عن قوى العقل الباطن، أشهر مثالين لهذا الانحراف في مجال التنمية وتطوير الذات.
يقوم قانون الجذب الباطني - المتستر إسلامياً بأحاديث الظن والفأل - على نظرة الفلسفة الشرقية للكون والوجود، والتي تقرر أن الوجود المطلق هو الوعي أو الفكر، وأن العالم الخارجي لا وجود له إلا في الذهن، فهو مجرد انعكاس للفكر (أو التركيز)؛ ولذلك فإن التغير في «الفكر» يوجب التغير في المظاهر الخارجية والعالم المحيط بالإنسان، ومن ثم تتحقق له الرغبات في إرادته المجردة، وبها تتعلق الأرزاق والأقدار. فهو – في الواقع - ليس إلا صورة حديثة لمذهب القدرية المتقدمين، بل هو أشد جرأة وبشاعة من سابقه، وهو يخالف الشرع والعقل والحس، وللتفصيل في الرد عليه مقام آخر.
ويشبه قانون الجذب ما يتعلق بالعقل الباطن بمعناه الفلسفي لا النفسي، فـ «العقل الباطن» كما يُعرّفه جوزيف ميرفي – مثلاً - صاحب كتاب (قوة عقلك الباطن)، هو القوة المدبرة للكون، وبالغوص في أعماق الذات يمكن للإنسان التواصل مع هذه القوة غير المحدودة التي تمكنه من التحكم بالرزق والصحة والنجاح والاطلاع على العلوم والمعارف المطلقة. فالعقل الباطن بهذا المعنى الفلسفي نظير «الطاقة» و«الوعي» والوجود الكلي، وصورة من صور تأليه الذات المتفرعة عن الفلسفات الشرقية.
وللأسف يرتبط كثير من الدورات المتعلقة بتطوير الذات بهذين المفهومين وكيفية استغلالهما لتحقيق الأهداف وتطوير القدرات.
أما المجال الأخير – والأخطر في رأيي –، فهو ما يتعلق بالطرح «الروحاني» المجرد، حيث تُعرض في تلك الدورات والبرامج روحانيات الشرق بشكل نظري مباشر دون اللجوء لسترها بممارسات أو تطبيقات عملية، ثم تُعطى صفة شرعية من خلال محاولات «الأسلمة» واستعارة المصطلحات. إلا أن نتيجة هذا الخلط بين الفلسفة الشرقية والإسلام أفرزت – كما هو متوقع – أطروحات صوفية النفس والمضمون.
وأدى هذا التشابه بين التصوف والروحانيات الشرقية المؤسلمة إلى ميل «الروحانيين الجدد» للتراث الصوفي الفلسفي والدعوة إلى تمجيد رموزه وإعادة إحياء تراثهم البائد في بيئات بعيدة عنه ونقية من لوثاته.
تتناول البرامج «الروحانية» قضايا الميتافيزيقيا والإلهيات من منظور غير شرعي، أو بتأويلات غير منضبطة ولا سائغة لنصوص الشريعة، فأصبحت المصطلحات والمفاهيم الشرقية تطرح كقراءات جديدة للدين، وتمثل خروجاً عن القراءات التقليدية التي «عفا عليها الدهر» في نظرهم. وبالطبع لا يتورع أصحاب هذا التوجه عن التنقص من منهج السلف، ووصف أتباعه بالمبرمجين الناهلين من «الأوراق الصفراء»، منفرين من هذا المنهج القويم، داعين إلى الانفلات في قراءة النص والاعتماد على المصادر الباطنية للمعرفة الغيبية والروحانيات.
وللأسف أصبحنا نسمع ونقرأ لمن يحمل سمت طلاب العلم الشرعي كلاماً لا يختلف كثيراً عن أطروحات ابن عربي والحلاج وجلال الدين الرومي، وملاحدة الباطنية، ويكثر فيه الاستشهاد بمقالاتهم المتوافقة مع الفلسفات الشرقية الوافدة واعتبارهم أئمة مبدعين قتلتهم العقول المنغلقة.
إن إبراز تلك النماذج المنحرفة من التراث الإسلامي إنما جاء في محاولة لتمرير الفلسفات الشرقية باعتبارها متوافقة مع الدين، فعقائد الحلول والاتحاد ووحدة الوجود المشتهرة في الشرق ظاهرة في مقالات غلاة الصوفية.
وفي تلك البرامج يتم تسويق الباطنية المحدثة ذات الأصول الشرقية الواضحة وتمجيد روادها أمثال أوشو وديباك شوبرا، وإكهارت تولي وغيرهم.
فكان مما ظهر دورات تتناول مفهوم «الإيجو» وترتكز على نفي الذات الفردية والغوص في الذات الكونية وفقاً للفلسفة البوذية، وأخرى تتناول أسرار «الكينونة» والأقدار والوجود، أو تدعو للتناغم مع الكون والاتحاد به. وأصبح مبدأ «هنا والآن» و«قوة الآن» يطرح في البيئات الإسلامية، وتتم مناقشة أساليب تقوية «الحدس» والإلهام وكيفية التواصل مع مصدر المعرفة المطلقة، وغيرها كثير من العقائد والمفاهيم المعروفة في الفيدانتا الهندوسية وبوذية زن.
ولا شك في أن الانحراف العقدي في الأطروحات الروحانية أظهر منه في تطبيقات الاستشفاء والتنمية، فتلك تخلط بين الدجل والخرافة والفلسفة، بينما هذه مسائل عقدية وفلسفية صرفة.. إلا أن تلك التطبيقات كانت بمنزلة القنطرة التي عبرها المغترون وتدرجوا من خلالها إلى الطرح الفلسفي حتى لم يستنكروه. بل قد ظهر من بني جلدتنا من يُصرح بالألوهية الكامنة في الذات البشرية ثم لا يستنكر قوله إلا نزر يسير من الأتباع، فللشيطان خطوات وأساليب خفية يضلل بها بني آدم ويأتيهم بما لا يستنكرون، حتى ينسلخ أحدهم من دينه وهو لا يشعر.
وفي الختام: أؤكد أن هذا الزحف الباطني الحديث بحاجة إلى وقفة جادة ومواجهة حازمة من قبل طلاب العلم الشرعي والعلماء، وبمؤازرة قوية من أصحاب الهمم من التخصصات التطبيقية؛ كالطب والفيزياء ونحوهما؛ لصد هؤلاء المتطفلين على الشريعة المقتاتين على العلم الحديث.
:: ملف خاص بعنوان " الوثنية الحديثة.. ومحاولات الأسلمة
:: مجلة البيان العدد 329 محرّم 1436هـ، أكتوبر - نوفمبر 2014م.
__________________
  #500  
قديم 03-12-2014, 11:46 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: تحذير خطير : اياكم وتمرينات الطاقة

فلسفة الطاقة وثنية قديمة في ثوب قشيب .
فيصل بن علي الكاملي

قال المجوس: «إن (يزدان) [إله النور] فكر في نفسه أنه لو كان لي منازع كيف يكون؟ وهذه الفكرة كانت رديئة غير مناسبة لطبيعة النور، فحدَث الظلامُ من هذه الفكرة وسُمي (أهرِمَن) وكان مطبوعاً على الشر والفتنة والفساد والفسق والضرر والإضرار. و«النور والظلمة أصلان متضادان وكذلك (يزدان) و(أهرِمَن) وهما مبدأ موجودات العالم، وحصلت التراكيبُ من امتزاجهما، وحدثت الصور من التراكيب المختلفة»[1].
وقال وثنيو الصين: إن الكون وما فيه من أحداث إنما هو ناتج عن تفاعل «طاقتين قطبيتين»[2]، إحداهما تدعى «يِن» (yin) وتمثل «العنصر المؤنث والسلبي والضعيف والهدام»، والأخرى تدعى «يانج» (yang) وتمثل «المذكر والإيجابي والفاعل والبناء»[3].
ونَجَم قوم في زماننا يدّعون العلاج بالطاقة يقولون بمثل قولهم: إن الكون طاقة، يحوي ذبذبات موجبةً طبعُها الإيجابية والفاعلية والبناء، وأخرى سالبة طبعها السلبية والهدم. فالأولى: تجذب السعادة والحب والغنى والفرح والتوفيق والصحة؛ والأخرى: تجذب الخوف والمشاكل والكوارث والمعاناة والمصائب والمرض[4].
فهؤلاء يُحْيون ثنوية المجوس وعبادات كهنة الشرق بعبارات موهمة مشتبهة، ظاهرها علم حديث وباطنها زندقة عتيقة؛ وإلا فما الفرق بين الذبذبات السالبة والموجبة ومبدأ الـ «ين/يانج»؟ بل ما الفرق بين هذا وبين إلهَي النورِ والظلمةِ عند المجوس؟ لكن هؤلاء المُحدثين يعظمون ما جاء به أكابرهم غاية التعظيم وإن كانوا من أهل الزندقة، ويطلقون عليهم ألقاب التشريف الباطنية، ويهوِّلون ما عندهم من الضلال في نفوس العوام، وربما زوّقوه ببعض المصطلحات العلمية؛ فإن جادلتهم فيما يعتقدون، وبينت لهم أنهم ليسوا أحسن حالاً من مشعوذي المجتمعات البدائية وكهنة بوذا، نُسبت إلى السطحية والتخلف وقلة العلم، وربما أُقصيت من أوساطهم، إذ هم على طريقة لا يدرك عمق معانيها إلا واحد بالألف كما زعم أحد أعلامهم![5]
وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – إلى نهج أسلافهم لما قال في كتابه «درء التعارض»: «هؤلاء عمدوا إلى ألفاظ مجملة مشتبهة تحتمل في لغات الأمم معاني متعددة، وصاروا يدخلون فيها من المعاني ما ليس هو المفهوم منها في لغات الأمم، ثم ركبوها وألفوها تأليفا طويلاً بنوا بعضه على بعض وعظموا قولهم وهوّلوه في نفوس من لم يفهمه»[6].
ثم قال: «فإذا دخل معهم الطالب وخاطبوه بما تنفر عنه فطرته فأخذ يعترض عليهم، قالوا له: أنت لا تفهم هذا، وهذا لا يصلح لك، فيبقى ما في النفوس من الأنفة والحمية يحملها على أن تسلم تلك الأمور قبل تحقيقها عنده وعلى ترك الاعتراض عليها خشية أن ينسبوه إلى نقص العلم والعقل».
وقد كنت نشرت مقالاً بعنوان «والكلمة صارت جسداً» بينت فيه ضلال القائلين بأن الكون طاقة أو وعي، وأثبتُّ من أقوال أحبارهم أن مذهبهم إنما هو اجترار لمذهب الفلاسفة الدهرية. لكنني رأيت أن أعيد ذكر بعض تلك الحقائق بأسلوب ميسر مجرد من اصطلاحات المتكلمين، فهولاء – كما قال شيخ الإسلام –: «إنما يُلبّسون على الناس بالتهويل والتطويل».
أولاً: أصل القول بأصلين متضادين في الكون (النور والظلمة أو الين واليانج أو الذبذبات الموجبة والسالبة) أن الإله الذي هو عند الدهرية «روحانيٌّ» لما أراد أن يخلق العالم «المادي» اتخذ وسيطاً صانعاً هو «العقل»؛ فصار الوجود الناتج عن صنعه عقلاً أو «وعياً». وهنا بدأت ثنائية «العقل» مقابل «المادة»، وهي أصل ضلال المروجين لقانون الجذب.
ثانياً: إذا كان الصانع عقلاً والمصنوع عقلاً فلا فرق إذن بين الخالق والمخلوق؛ وهذه وحدة الوجود. فهذا إمامهم ديباك شوبرا يستشهد لوحدة الوجود هذه بقول جلال الدين الرومي: «أنتَ لست قطرة في المحيط، بل أنت المحيطُ بأكمله في قطرة». ومن أشهر الأبالسة المروجين لهذه الفكرة في زماننا الباطني الماجن «عدنان أوكتار» المعروف بـ «هارون يحيى» الذي يُقلِّب عينيه في عيون الغواني ويتمايل معهن زاعماً أن جمالهن من جمال الخالق. ومثله قول سلفه «العفيف التلمساني» لما سئل عن الفرق بين الزوجة، والأجنبية، والأخت؟ فأجاب: «لا فرق بين ذلك عندنا، وإنما هؤلاء المحجوبون اعتقدوه حراماً، فقلنا: هو حرام عليهم عندهم، وأما عندنا فما ثم حرام».
ثالثاً: قد يعبرون عن هذا العقل بـ (الوعي) أو (الطاقة) أو (الكلي) أو نحوها؛ فلا يهولنّك كثرة ما يستعملون من ألفاظ فمرادهم واحد، وهو أن الكون مجرد ذرات لطيفة أو نحوها تشكل صوراً مختلفة؛ كالنقاط الصغيرة (بِكسِل) على شاشة التلفاز، أو كطفل يجلس على شاطئ البحر فيصنع قوالب لقلعة وإنسان وشجرة لكنها كلها في جوهرها حبات رمل. وكلُّ ما يرون أنه يُعينهم على التعبير عن هذه الفكرة فإنهم يستعينون به كحديث بعضهم عن فيزياء الكم أو الأثير أو نظرية النسبية.. إلخ.
رابعاً: إذا كان العقل الأول قد خلق الكون المادي؛ فإن عقول المخلوقين التي اكتسبت صفته قادرة على خلق ما حولها كذلك؛ فبمجرد توجيه العقل إلى أمر ما يحدث ذلك الأمر حقيقةً؛ فأنت – عند هؤلاء – خالق! تقول صاحبة كتاب «السر»: «إننا الخالقون لكوننا»[7]. ويقول شوبرا: «أنت تُظهر الأشياء ... في عملية خلقٍ مشتركة مع السرّ الذي نسميه (الله)»[8]. وقد يغلفون هذه المفاهيم بالحديث عن قوة التركيز أو إرسال النية، وإنما هو اعتقاد لديهم أن العقل وحده قادر على خلق مستقبل العبد حقيقة عن طريق تفاعله مع الكون العاقل.
خامساً: إذا كان الأمر كذلك فالإنسان «سيدٌ لقدره» يتحكم فيما يحدث أو لا يحدث له، كما صرحت بذلك الباطنية «آني بيزنت» في كتابها «محاضرات شعبية في الثيوصوفية»[9]. والمؤسلمون لهذه الزندقة يتحدثون عن أن الإنسان الإيجابي يجذب الأشياء الإيجابية إلى حياته، والسلبي خلافُه.
سادساً: بما أن الخالق والمخلوق واحدٌ فلا مكلِّف ولا مكلَّف، إذ لا فرق! فلا حساب إذن ولا آخرة، وإنما هي عملية «تدوير» لمادة الكون يسمونها تناسخ الأرواح. فكما أن طبق الطعام قد «يُدوّر» فيصبح غطاء لمرحاض، فكذلك الروح تتحول من جسد أميرةٍ بعد موتها لتحل في جسد ضفدع، أو ربما حمار؛ كل بحسب ما قدّم!
سابعاً: ممارسات اليوجا التي يشيعها أدعياء العلاج بالطاقة هي في حقيقتها عبادات وثنية يحاول «اليوجي» أو العابد من خلالها الرقيّ بعقله ليتحد في أعلى مقاماته التي تدعى «سَمادْهي» بالعقل الصانع الذي أوجده، وهذا عندهم غاية اتحاد المخلوق بالخالق وهو الفناء عند الصوفية، فيُحصل العابد بذلك الخلاص من عمليات «التدوير» المتكررة؛ وهذا النعيم يدعونه «موكشا» أو «نرڤانا». وإذا رجعت إلى دورة «قوة الوجود» للدحيم وجدت صاحبها يحوم حول هذه العلاقة بين الوعي البشري والوعي الكوني في تفسيرات غريبة تغلفها عبارات موهمة.
ثامناً: من شرك القائلين بالطاقة الكونية أو الوعي الكوني ما يلبس من أسورة يزعمون أنها تركز الطاقة وتبثها في الجسم وهي في حقيقتها تَعلُّق بغير الخالق سبحانه، فقد لبسها الأقدمون لدفع الضر (الواهنة)، ويلبسها المتأخرون لجلب النفع (الطاقة)، وقد قال عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم: «انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً؛ فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً».
أخيراً: هذه نقاط مختصرة قصدت منها بيان أن أدعياء الطاقة إنما يروجون لوثنية قديمة في ثوب قشيب، وإن ادعوا أنهم أهل العلم والتقدم، فإن ما يقولونه عند التحقيق هو عينُ ما يقوله المشعوذون العراة في أدغال إفريقيا.
:: ملف خاص بعنوان " الوثنية الحديثة.. ومحاولات الأسلمة
:: مجلة البيان العدد 329 محرّم 1436هـ، أكتوبر - نوفمبر 2014م.

[1] أبو الفتح محمد الشهرستاني. الملل والنحل (بيروت: دار الكتب العلمية، 1992م)، ج 2، ص 260-266.
[2] Stephen Schuhmacher & Gert Woerner, edit. The Encyclopedia of Eastern Philosophy and Religion (Boston Mass: Shambhala Publications, 1989), p. 428.
[3] William Reese. Dictionary of Philosophy and Religion (New Jersey: Humanities Press, 1996), p. 846.
[4] صلاح الراشد. قانون الجذب (الكويت: شركة فرانشايز الراشد، 2009)، ص 86.
[5] صلاح الراشد. قانون الجذب، ص 165.
[6] ابن تيمية. درء تعارض العقل والنقل (مكتبة الرشد، 1427 هـ)، ج 1، ص 247.
[7] روندا بيرن، كتاب السر، ص 27، 28.
[8] انظر على يوتيوب: (ديباك شوبرا/ كيف تُظهر الأشياء في حياتك؟).
[9] Annie Besant. Popular Lectures on Theosophy, 2nd Edition (India: The Theosophist Office, 1912), p. 100.
__________________
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 116.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 111.03 كيلو بايت... تم توفير 5.65 كيلو بايت...بمعدل (4.84%)]