|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#441
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (441) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 13 - واجعل -أيها الرسول- لهؤلاء المكذبين المعاندين مثلًا يكون لهم عبرة، وهو قصة أهل القرية حين جاءتهم رسلهم. 14 - حين أرسلنا إليهم أولًا رسولين ليدعواهم إلى توحيد الله وعبادته، فكذبوا هذين الرسولين، فقويناهما بإرسال رسول ثالث معهم، فقال الرسل الثلاثة لأهل القرية: إنا -نحن الثلاثة- إليكم مرسلون؛ لندعوكم إلى توحيد الله واتباع شرعه. 15 - قال أهل القرية للمرسلين: لستم إلا بشرًا مثلنا، فلا مزية لكم علينا، وما أنزل الرحمن عليكم من وحي، ولستم إلا تكذبون على الله في دعواكم هذه. 16 - قال الرسل الثلاثة ردًّا على تكذيب أهل القرية: ربنا يعلم إنا إليكم - يا أهل القرية - لمرسلون من عنده، وكفى بذلك حجة لنا. 17 - وليس علينا إلا تبليغ ما أمرنا بتبليغه إليكم بوضوح، ولا نملك هدايتكم. 18 - قال أهل القرية للرسل: إنا تشاءمنا بكم، وإن لم تنتهوا عن دعوتنا إلى التوحيد لنعاقبنكم بالرمي بالحجارة حتى الموت، ولينالنَّكم منا عذاب موجع. 19 - قال الرسل ردًّا عليهم: شؤمكم ملازم لكم بسبب كفركم بالله وترككم اتباع رسله، أتتشاءمون إن ذكرناكم بالله؟ بل أنتم قوم تسرفون في ارتكاب الكفر والمعاصي. 20 - وجاء من مكان بعيد من القرية رجل مسرع خوفًا على قومه من تكذيب الرسل وتهديدهم بالقتل والإيذاء، قال: يا قوم، اتبعوا ما جاء به هؤلاء المرسلون. 21 - اتبعوا - يا قوم - من لا يطلب منكم على إبلاغ ما جاء به ثوابًا منكم، وهم مهتدون فيما يبلغونه عن الله من وحيه، فمن كان كذلك فجدير بأن يتبع. 22 - هذا الرجل الناصح: وأي مانع يمنعني من عبادة الله الذي خلقني؟! وأي مانع يمنعكم من عبادة ربكم الذي خلقكم، وإليه وحده ترجعون بالبعث للجزاء؟! 23 - أأتخِذُ من دون الله الذي خلقني معبودات بغير حق؟! إن يردني الرحمن بسوء لا تغن عني شفاعة هذه المعبودات شيئًا فلا تملك لي نفعًا ولا ضرًّا، ولا تستطيع أن تنقذني من السوء الذي أراده الله بي إن مت على الكفر. 24 - إني إذا اتخذتهم معبودات من دون الله لفي خطأ واضح حيث عبدت من لا يستحق العبادة، وتركت عبادة من يستحقها. 25 - إني -يا قوم- آمنت بربي وربكم جميعًا فاسمعوني، فلا أبالي بما تهددونني به من القتل. فما كان من قومه إلا أن قتلوه، فأدخله الله الجنة. 26 - 27 - قيل تكريمًا له بعد استشهاده: ادخل الجنة، فلما دخلها وشاهد ما فيها من النعيم قال متمنيًا: يا ليت قومي الذين كذبوني وقتلوني يعلمون بما حصل لي من مغفرة الذنوب، وبما أكرمني به ربي؛ ليؤمنوا مثلما آمنت، وينالوا جزاءً مثل جزائي. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • أهمية القصص في الدعوة إلى الله. • الطيرة والتشاؤم من أعمال الكفر. • النصح لأهل الحق واجب. • حب الخير للناس صفة من صفات أهل الإيمان.
__________________
|
#442
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (442) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 28 - وما احتجنا في إهلاك قومه الذين كذبوه وقتلوه إلى جند من الملائكة ننزلهم من السماء، فأمرهم أيسر عندنا من ذلك، فقد قدرنا أن يكون هلاكهم بصيحة من السماء، وليس بإنزال ملائكة العذاب. 29 - فما كانت قصة إهلاك قومه إلا صيحة واحدة أرسلناها عليهم فإذا هم صَرْعَى لم تبق منهم باقية، مثلهم كنار كانت مشتعلة فانطفأت، فلم يبق لها أثر. 30 - يا ندامة العباد المكذبين وحسرتهم يوم القيامة حين يشاهدون العذاب؛ ذلك أنهم كانوا في الدنيا ما يأتيهم من رسول من عند الله إلا كانوا يسخرون منه ويستهزئون به، فكان عاقبتهم الندامة يوم القيامة على ما فرطوا في جنب الله. 31 - ألم ير هؤلاء المكذبون المستهزئون بالرسل عبرة فيمن سبقهم من الأمم؟ فقد ماتوا، ولن يرجعوا إلى الدنيا مرة أخرى، بل أفضوا إلى ما قدموا من أعمال، وسيجازيهم الله عليها. 32 - وليس جميع الأمم دون استثناء إلا مُحْضرين عندنا يوم القيامة بعد بعثهم لنجازيهم على أعمالهم. 33 - وعلامة للمكذبين بالبعث أن البعث حق هذه الأرض اليابسة المجدبة أنزلنا عليها المطر من السماء، فأنبتنا فيها من أصناف النبات وأخرجنا فيها من أصناف الحبوب ليأكلها الناس، فالذي أحيا هذه الأرض بإنزال المطر وإخراج النبات قادر على إحياء الموتى وبعثهم. 34 - وصيرنا في هذه الأرض التي أنزلنا عليها المطر بساتين من النخيل والعنب، وفجرنا فيها من عيون الماء ما يسقيها. 35 - ليأكل الناس من ثمار تلك البساتين ما أنعم الله به عليهم، ولم يكن لهم سعي فيه، أفلا يشكرون الله على نعمه هذه بعبادته والإيمان برسله؟! 36 - تقدس الله وتعالى الذي أنشأ الأصناف من النبات والأشجار، ومن أَنْفُس الناس حيث أنشأ الذكور والإناث، وما لا يعلم الناس من مخلوقات الله الأخرى في البر والبحر وغيرهما. 37 - ودلالة للناس على توحيد الله أنا نذهب الضياء بذهاب النهار ومجيء الليل حين ننزع النهار منه، ونأتي بالظلمة بعد ذهاب النهار، فإذا الناس داخلون في ظلام. 38 - وعلامة لهم على وحدانية الله هذه الشمس التي تجري لمستقر يعلم الله قَدْرَه لا تتجاوزه، ذلك التقدير تقدير العزيز الذي لا يغالبه أحد، العليم الذي لا يخفى عليه شيء من أمر مخلوقاته. 39 - وآية لهم دالة على توحيده سبحانه هذا القمر الذي قدرناه منازل كل ليلة؛ يبدأ صغيرًا ثم يكبر ثم يصغر حتى يصير مثل عِذْق النخلة المُتَعرِّج المُنْدَرِس في رقته وانحنائه وصفرته وقِدَمه. 40 - وآيات الشمس والقمر والليل والنهار مقدرة بتقدير الله، فلا تتجاوز ما قدر لها، فلا الشمس يمكن أن تلحق بالقمر لتغيير مساره أو إذهاب نوره، ولا الليل يمكنه أن يسبق النهار ويدخل عليه قبل انقضاء وقته، وكل هذه المخلوقات المسخرة وغيرها من الكواكب والمجرات لها مساراتها الخاصة بها بتقدير الله وحفظه. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • ما أهون الخلق على الله إذا عصوه، وما أكرمهم عليه إن أطاعوه. • من الأدلة على البعث إحياء الأرض الهامدة بالنبات الأخضر، وإخراج الحَبِّ منه. • من أدلة التوحيد: خلق المخلوقات في السماء والأرض وتسييرها بقدر.
__________________
|
#443
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (443) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 41 - وعلامة لهم على وحدانية الله كذلك وإنعامه على عباده أنا حملنا من نجا من الطوفان من ذرية آدم زمن نوح، في السفبنة المملوءة بمخلوقات الله، فقد حمل الله فيها من كل جنس زوجين. 42 - وعلامة لهم على توحيده وإنعامه على عباده أنا خلقنا لهم من مثل سفينة نوح مراكب. 43 - ولو أردنا إغراقهم أغرقناهم، فلا مغيث يغيثهم إن أردنا إغراقهم، ولا منقذ ينقذهم إذا غرقوا بأمرنا وقضائنا. 44 - إلا أن نرحمهم بإنجائهم من الغرق وإعادتهم ليتمتعوا إلى أجل محدد لا يتجاوزونه، لعلهم يعتبرون فيؤمنوا. 45 - وإذا قيل لهؤلاء المشركين المعرضين عن الإيمان: احذروا ما تقدمون عليه من أمر الآخرة وشدائدها، واحذروا الدنيا المُدْبِرَة رجاء أن يمن الله عليكم برحمته؛ لم يمتثلوا لذلك، بل أعرضوا عنه غير مبالين به. 46 - وكلما جاءت هؤلاء المشركين المعاندين آياتُ الله على توحيده واستحقاقه للإفراد بالعبادة، كانوا مُعرِضين عنها غير معتبرين بها. 47 - وإذا قيل لهؤلاء المعاندين: ساعدوا الفقراء والمساكين من الأموال التي رزقكم الله إياها، ردوا مستنكرين قائلين للذين آمنوا: أنطعم من لو يشاء الله إطعامه لأطعمه؟! فنحن لا نخالف مشيئته، ما أنتم -أيها المؤمنون- إلا في خطأ واضح وبُعْد عن الحق. 48 - ويقول الكفار المنكرون للبعث مكذبين به مستبعدين له: متى هذا البعث إن كنتم -أيها المؤمنون- صادقين في دعوى أنه واقع؟! 49 - ما ينتظر هؤلاء المكذبون بالبعث المستبعدون له إلا النفخة الأولى حين ينفخ في الصور، فتبغتهم هذه الصيحة وهم وفي مشاغلهم الدنيوية من بيع وشراء وسقي ورعي وغيرها من مشاغل الدنيا. 50 - فلا يستطيعون عندما تفْجَؤُهم هذه الصيحة أن يوصي بعضهم بعضًا، ولا يستطيعون الرجوع إلى منازلهم وأهليهم، بل يموتون وهم في مشاغلهم هذه. 51 - ونُفِخ في الصور النفخة الثانية للبعث، فإذا هم يخرجون جميعًا من قبورهم إلى ربهم يسرعون للحساب والجزاء. 52 - قال هؤلاء الكافرون المكذبون بالبعث نادمين: يا خسارتنا، مَن الذي بعثنا من قبورنا؟! فيجابون عن سؤالهم: هذا ما وعد الله به فإنه لا بد واقع، وصدق المرسلون فيما بلغوه عن ربهم من ذلك. 53 - ما كان أمر البعث من القبور إلا أثرًا عن نفخة ثانية في الصور، فإذا جميع المخلوقات مُحْضَرة عندنا يوم القيامة للحساب. 54 - يكون الحكم بالعدل في ذلك اليوم، فلا تظلمون -أيها العباد- شيئًا بزيادة سيئاتكم أو نقصان حسناتكم، وإنما توفون جزاء كنتم تعملون في الحياة الدنيا. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • من أساليب تربية الله لعباده أنه جعل بين أيديهم الآيات التي يستدلون بها على ما ينفعهم في دينهم ودنياهم. • الله تعالى مكَّن العباد، وأعطاهم من القوة ما يقدرون به على فعل الأمر واجتناب النهي، فإذا تركوا ما أمروا به، كان ذلك اختيارًا منهم. • في يوم القيامة يتجلى لأهل الإيمان من رحمة ربهم ما لا يخطر على بالهم.
__________________
|
#444
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (444) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 55 - إن أصحاب الجنة في يوم القيامة مشغولون عن التفكير في غيرهم؛ لما شاهدوه من النعيم المقيم، والفوز العظيم، فهم يتفكهون في ذلك مسرورين. 56 - هم وأزواجهم يتنعمون على الأَسِرَّة تحت ظلال الجنة الوارفة. 57 - لهم فى الجنة أنواع من الفواكه الطيبة من العنب والتين والرمان، ولهم كل ما يطلبون من الملاذ وأنواع النعيم، فما طلبوه من ذلك حاصل لهم. 58 - ولهم فوق هذا النعيم سلام حاصل لهم، قولًا من رب رحيم بهم، فإذا سلم عليهم حصلت لهم السلامة من كل الوجوه، وحصلت لهم التحية التى لا تحية أعلى منها. 59 - ويقال للشركين يوم القيامة: تميزوا عن المؤمنين، فلا يليق بهم أن يكونوا معكم؛ لتباين جزائكم مع جزائهم وصفاتكم مع صفاتهم. 60 - ألم أوصكم وآمركم على ألسنة رسلي وأقل لكم: يا بني آدم، لا تطيعوا الشيطان بارتكاب أنواع الكفر والمعاصي، إن الشيطان لكم عدو واضح العداوة، فكيف لعاقل أن يطيع عدوه الذي تظهر له عداوته؟! 61 - وأمرتكم -يا بني آدم- أن تعبدوني وحدي، ولا تشركوا بي شيئًا؛ فعبادتي وحدي وطاعتي طريق مستقيم يؤدي إلى رضاي ودخول الجنة، لكنكم لم تمتثلوا ما أوصيتكم وأمرتم به. 62 - ولقد أضل الشيطان منكم خلقًا كثيرًا، أفلم تكن لكم عقول تأمركم بطاعة ربكم وعبادته وحده سبحانه، وتحذركم من طاعة الشيطان الذي هو عدو واضح العداوة لكم؟! 63 - هذه هى جهنم التى توعدون بها في الدنيا على كفركم، وكانت غيبًا عنكم، وأما اليوم فها أنتم ترونها رأي العين. 64 - ادخلوها اليوم، وعانوا من حرها بسبب كفركم بالله في حياتكم الدنيا. 65 - اليوم نطبع على أفواههم فيصيرون خُرْسًا لا يتكلمون بإنكار ما كانوا عليه من الكفر والمعاصي، وتكلمنا أيديهم بما عملت به فى الدنيا، وتشهد أرجلهم بما كانوا يرتكبون من المعاصي ويمشون إليها. 66 - ولو نشاء إذهاب أبصارهم لأذهبناها فلم يبصروا، فتسابقوا إلى الصراط ليعبروا منه إلى الجنة، فبعيد أن يعبروا وقد ذهبت أبصارهم. 67 - ولو نشاء تغيير خلقهم وإقعادهم على أرجلهم لغيرنا خلفهم وأقعدناهم على أرجلهم، فلا يستطيعون أن يبرحوا مكانهم، ولا يستطيعون ذهابًا إلى أمام، ولا رجوعًا إلى وراء. 68 - ومن نمد في حياته من الناس بإطالة عمره نرجعه إلى مرحلة الضعف، أفلا يتفكرون بعقولهم، ويدركون أن هذه الدار ليست دار بقاء ولا خلود، وأن الدار الباقية هي دار الآخرة. 69 - وما علَّمنا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - الشعر، وما ينبغى له ذلك؛ لأنه ليس من طبعه، ولا تقتضيه جبلَّته، حتى يصح لكم ادعاء أنه شاعر، ليس الذى علمناه إلا ذكرًا وقرآنًا واضحًا لمن تأمله. 70 - لينذر من كان حي القلب مستنير البصيرة، فهو الذي ينتفع به، ويحق العذاب على الكافرين، لما قامت عليهم الحجة بإنزاله وبلوغ دعوته إليهم، فلم يبق لهم عذر يعتذرون به. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • أهل الجنة مسرورون بكل ما تهواه النفوس وتلذه العيون ويتمناه المتمنون. • ذو القلب هو الذي يزكو بالقرآن، ويزداد من العلم منه والعمل. • أعضاء الإنسان تشهد عليه يوم القيامة.
__________________
|
#445
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (445) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 71 - أَوَلم يروا أنا خلقنا لهم أنعامًا، فهم لأمر تلك الأنعام مالكون؛ يتصرفون فيها بما تقتضيه مصالحهم. 72 - وسخرناها لهم وجعلناها منقادة لهم، فعلى ظهور بعضها يركبون ويحملون أثقالهم، ومن لحوم بعضها يأكلون. 73 - ولهم فيها منافع غير ركوب ظهورها والأكل من لحومها؛ مثل أصوافها وأوبارها وأشعارها وأثمانها؛ فمنها يصنعون فرشًا ولباسًا، ولهم فيها مشارب حيث يشربون من ألبانها، أفلا يشكرون الله الذي منَّ عليهم بهذه النعم وغيرها؟! 74 - واتخذ المشركون من دون الله آلهة يعبدونها رجاء أن تنصرهم فتنقذهم من عذاب الله. 75 - تلك الآلهة التي اتخذوها لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا نصر من يعبدونهم من دون الله، وهم وأصنامهم جميعًا مُحْضَرون في العذاب يتبرأ كل منهم من الآخر. 76 - فلا يحزنك -أيها الرسول- قولهم: إنك لست مرسلًا، أو إنك شاعر، وغير ذلك من بُهْتانهم. إنا نعلم ما يخفون من ذلك وما يظهرون، لا يخفى علينا منه شيء، وسنجازيهم عليه. 77 - أَوَلم يفكر الإنسان الذي ينكر البعث بعد الموت أنا خلقناه من مني، ثم مر بأطوار حتى ولد وتربَّى، ثم صار كثير الخصام والجدال؛ ألم ير ذلك ليستدل به على إمكان وقوع البعث؟! 78 - غَفَل هذا الكافر وجَهِل حين استدل بالعظام البالية على استحالة البعث، فقال: من يعيدها؟ وغاب عنه خلقه هو من العدم. 79 - قل -يا محمد- مجيبًا إياه: يحيي هذه العظام البالية مَن خلقها أول مرة، فمن خلقها أول مرة لا يعجز عن إعادة الحياة إليها، وهو سبحانه بكل خلق عليم يخفى عليه منه شيء. 80 - الذي جعل لكم -أيها الناس- من الشجر الأخضر الرطب نارًا تستخرجونها منه فإذا أنتم توقدون منه نارًا، فمن جمع بين ضدين -بين رطوبة ماء الشجر الأخضر، والنار المشتعلة فيه- قادر لى إحياء الموتى. 81 - أوَليس الذي خلق السماوات والأرض على ما فيهما من عظم بقادر على إحياء الموتى بعد إماتتهم؟ بلى، إنه لقادر عليه، وهو الخلَّاق الذي خلق جميع المخلوقات، العليم بها، فلا يخفى عليه منها شيء. 82 - إنما أمر الله وشأنه سبحانه أنه إذا أراد إيجاد شيء أن يقول له: كن، فيكون ذلك الشيء الذي يريده، ومن ذلك ما يريده من الإحياء والإماتة والبعث وغيرها. 83 - فتنزه الله وتقدس عما ينسبه إليه المشركون من العجز، فهو الذي له ملك الأشياء كلها يتصرف فيها بما يشاء وبيده مفاتح كل شيء، وإليه وحده ترجعون في الآخرة، فيجازيكم على أعمالكم. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • من فضل الله ونعمته على الناس تذليل الأنعام لهم، وتسخيرها لمنافعهم المختلفة. • وفرة الأَدلة العقلية على يوم القيامة وإعراض المشركين عنها. • من صفات الله تعالى أن علمه تعالى محيط بجميع مخلوقاته في جميع أحوالها، في جميع الأوقات، ويعلم ما تنقص الأرض من أجساد الأموات وما يبقى، ويعلم الغيب والشهادة.
__________________
|
#446
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (446) ![]() ![]() مَكيّة ![]() سورة الصافات مكية [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ] تنزيه الله عما نسبه إليه المشركون، وإبطال مزاعمهم في الملائكة والجن. [التَّفْسِيرُ] 1 - أقسم بالملائكة التي تصُفُّ في عبادتها مُتَراصَّة. 2 - وأقسم بالملائكة التى تزجر السحاب، وتسوقه إلى حيث يشاء الله له أن ينزل. 3 - وأقسم بالملائكة الذين يتلون كلاَم الله. 4 - إن معبودكم بحق -أيها الناس- لواحد لا شريك له، وهو الله. 5 - رب السماوات، ورب الأرض، ورب ما بينهما، ورب الشمس فى مطالعها ومغاربها طول السنة. 6 - إنا جمَّلنا أقرب السماوات إلى الأرض بزينة جميلة هى الكواكب التى هي في النظر كالجواهر المتلألئة. 7 - وحفظنا السماء الدنيا بالنجوم من كل شيطان متمرد خارج عن الطاعة؛ فيُرْمَى بها. 8 - لا يستطيع هؤلاء الشياطين أن يسمعوا الملائكة فى السماء إذا تكلموا بما يوحيه إليهم ربهم من شرعه ولا من قدره، ويرمون بالشُّهُب من كل جانب. 9 - طردًا لهم وإبعادًا عن الاستماع إليهم، ولهم في الآخرة عذاب مؤلم دائم لا ينقطع. 10 - إلا من اختطف من الشياطين خَطْفة، وهي كلمة مما يتفاوض فيه الملائكة ويدور بينهم مما لم يصل علمه إلى أهل الأرض، فيتبعه شهاب مضيء يحرقه، وربما يلقي تلك الكلمة قبل أن يحرقه الشهاب إلى إخوانه فتصل إلى الكهان، فيكذبون معها مئة كذبة. 11 - فاسأل -يا محمد- الكفار المنكرين للبعث: أهم أشد خلقًا وأقوى أجسامًا وأعظم أعضاءً ممن خلقنا من السماوات والأرض والملائكة؟ إنا خلقناهم من طين لَزِج، فكيف ينكرون البعث، وهم مخلوقون من خلق ضعيف وهو الطين اللزِج؟ 12 - بل عجبتَ -يا محمد- من قدرة الله وتدبيره لشؤون خلقه، وعجبتَ من تكذيب المشركين بالبعث، وهؤلاء المشركون من شدة تكذيبهم بالبعث يسخرون مما تقول بشأنه. 13 - وإذا وُعظ هولاء بموعظة من المواعظ لم يتعظوا بها، ولم ينتفعوا؛ لما هم عليه من قساوة القلوب. 14 - وإذا شاهدوا آية من آيات النبي - صلى الله عليه وسلم - الدالة على صدقه بالغوا فى السخرية والتعجب منها. 15 - وقالوا ما هذا الذي جاء به محمد إلا سحر واضح. 16 - فإذا متنا وصرنا ترابًا وعظامًا بالية متفتته أإنا لمبعوثون أحياء بعد ذلك؟! إن هذا لمستبعد. 17 - أَوَيُبعث آباؤنا الأولون الذين ماتوا قبلنا؟! 18 - قل -يا محمد- مجيبًا إياهم: نعم تبعثون بعد أن صرتم ترابًا وعظامًا بالية، ويُبْعث آباؤكم الأولون، تُبْعثون جميعًا وأنتم صاغرون ذليلون. 19 - فإنما هي نفخة واحدة في الصور (النفخة الثانية) فإذا هم جميعًا ينظرون إلى أهوال يوم القيامة يترقبون ما يفعل الله بهم. 20 - وقال المشركون المكذبون بالبعث: يا هلاكنا هذا يوم الجزاء الذي يجازي فيه الله عباده على ما قدموا في حياتهم الدنيا من عمل. 21 - فيقال لهم: هذا يوم القضاء بين العباد الذي كنتم تنكرونه وتكذبون به في الدنيا. 22 - 23 - ويقال للملائكة في ذلك اليوم: اجمعوا المشركين الظالمين بشركهم هم وأشباههم في الشرك والمُشايعون لهم في التكذيب، وما كانوا يعبدونه من دون الله من الأصنام، فعرِّفوهم طريق النار ودلوهم عليها وسوقوهم إليها، فإنها مصيرهم. 24 - واحبسوهم قبل إدخالهم النار للحساب، فهم مسؤولون، ثم بعد ذلك سوقوهم إلى النار. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • تزيين السماء الدنيا بالكواكب لمنافع؛ منها: تحصيل الزينة، والحفظ من الشيطان المارد. • إثبات الصراط؛ وهو جسر ممدود على متن جهنم يعبره أهل الجنة، وتزل به أقدام أهل النار.
__________________
|
#447
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (447) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 25 - ويقال لهم توبيخًا لهم: ما بالكم لا ينصر بعضكم بعضًا كما كنتم في الدنيا تتناصرون، وتزعمون أن أصنامكم تنصركم؟! 26 - بل هم اليوم منقادون لأمر الله ذليلون، لا ينصر بعضهم بعضا لعجزهم وقلة حيلتهم. 27 - وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ويتخاصمون حين لا ينفع التلاوم والتخاصم. 28 - قال الأتباع للمتبوعين: إنكم -يا كبراءنا- كنتم تأتوننا من جهة الدين والحق فتزينون لنا الكفر والشرك بالله وارتكاب المعاصي، وتنفروننا من الحق الذي جاءت به الرسل من عند الله. 29 - قال المتبوعون للأتباع: ليس الأمر -كما زعمتم- بل كنتم على الكفر ولم تكونوا مؤمنين، بل كنتم منكرين. 30 - وما كان لنا عليكم أيها الأتباع من تسلط بقهر أو غلبة حتى نوقعكم في الكفر والشرك وارتكاب المعاصي، بل كنتم قومًا متجاوزين الحد في الكفر والضلال. 31 - فوجب علينا وعليكم وعيد الله في قوله: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص: 85]، ومن ثمَّ فإنا ذائقون -لا محالة- ما توعد به ربنا. 32 - فدعوناكم إلى الضلال والكفر، إنا كنا ضالين عن طريق الهدى. 33 - فإن الأتباع والمتبوعين في العذاب يوم القيامة مشتركون. 34 - إنا كما فعلنا بهؤلاء من إذاقتهم العذاب، نفعل بالمجرمين من غيرهم. 35 - إن هؤلاء المشركين كانوا إذا قيل لهم في الدنيا: لا إله إلا الله للعمل بمقتضاها وترك ما يخالفها، رفضوا الاستجابة لذلك والإذعان له تكبرًا عن الحق وترفعًا عليه. 36 - ويقولون محتجِّين لكفرهم: أنترك عبادة آلهتنا لقول شاعر مجنون؟! يعنون بقولهم هذا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم. 37 - لقد أعظموا الفِرْية، فما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجنونا ولا شاعرًا، بل جاء بالقرآن الداعي إلى توحيد الله واتباع رسوله، وصدق المرسلين فيما جاؤوا به من عند الله من التوحيد وإثبات المعاد، ولم يخالفهم في شيء. 38 - إنكم -أيها المشركون- لذائقو العذاب الموجع يوم القيامة بسبب كفركم وتكذيبكم للرسل. 39 - وما تجْزَون -أيها المشركون- إلا ما كنتم تعملون في الدنيا من الكفر بالله وارتكاب المعاصي. 40 - لكن عباد الله المؤمنين الذين أخلصهم الله لعبادته، واخلصوا له العبادة، هم بمنجاة من هذا العذاب. 41 - أولئك العباد المخلصون لهم رزق يرزقهم الله إياه، معلوم في طيبه وحسنه ودوامه. 42 - ومن هذا الرزق أنهم يرزقون فواكه من أطيب ما يأكلونه ويشتهونه، وهم فوق ذلك مكرمون برفع الدرجات وبالنظر إلى وجه الله الكريم. 43 - كل ذلك ينالونه فى جنات النعيم المقيم الثابت الذي لا ينقطع ولا يزول. 44 - يتكئون على أسِرَّة متقابلين ينظر بعضهم إلى بعض. 45 - يدار عليهم بكؤوس الخمر التي هي في صفائها كالماء الجاري. 46 - بيضاء اللون يلتذ بشربها من يشربها لذة كاملة. 47 - ليست كخمر الدنيا، فليس فيها ما يُذْهِب العقول من السكر، ولا ينتاب متعاطيها صُداع، يَسْلَم لشاربها جسمه وعقله. 48 - وعندهم في الجنة نساء عفيفات، لا تمتد أبصارهن إلى غير أزواجهن، حسان العيون. 49 - كأنهن في بياض ألوانهن المشوبة بصفرة بيضُ طائر مصون لم تمسه الأيدي. 50 - فأقبل بعض أهل الجنة على بعض يتساءلون عن ماضيهم وما حدث لهم في الدنيا. 51 - قال قائل من هؤلاء المؤمنين: إني كان لي في الدنيا صاحب مُنْكِر للبعث. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • سبب عذاب الكافرين: العمل المنكر؛ وهو الشرك والمعاصي. • من نعيم أهل الجنة أنهم نعموا باجتماع بعضهم مع بعض، ومقابلة بعضهم مع بعض، وهذا من كمال السرور.
__________________
|
#448
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (448) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 52 - يقول لي منكرًا وساخرًا: هل أنت -أيها الصديق- مِن المصدِّقين ببعث الأموات؟ 53 - أإذا متنا وصرنا ترابًا وعظامًا نخرة أإنا لمبعوثون ومجازون على أعمالنا التي عملناها في الدنيا؟ 54 - قال قرينه المؤمن لأصحابه من أهل الجنة: اطَّلعوا معي لنرى مصير ذلك القرين الذي كان ينكر البعث؟ 55 - فاطلع هو فرأى قرينه في وسط جهنم. 56 - قال: تالله لقد قاربت -أيها القرين- أن تهلكني بدخول النار بدعوتك لي إلى الكفر وإنكار البعث. 57 - ولولا إنعام الله علي بالهداية للإيمان والتوفيق له، لكنت من المحضرين إلى العذاب مثلك. ولما أنهى كلامه مع قرينه من أهل النار توجه إلى خطاب قرنائه من أهل الجنة فقال: 58 - فلسنا نحن -أصحاب الجنة- بميتين. 59 - غير موتتنا الأولى في الحياة الدنيا، بل نحن مخلدون في الجنة، ولسنا بمعذبين كما يعذب الكفار. 60 - إن هذا الذي جازانا به ربنا -من دخول الجنة والخلود فيها والسلامة من النار- لهو الظفر العظيم الذي لا ظفر يساويه. 61 - لمثل هذا الجزاء العظيم يجب أن يعمل العاملون، فإن هذا هو التجارة الرابحة. 62 - أذلك النعيم المذكور الذي أعده الله لعباده الذين أخلصهم لطاعته، خير وأفضل مقامًا وكرامة، أم شجرة الزقوم الملعونة في القرآن التي هي طعام الكفار الذي لا يسمن ولا يغنى من جوع؟! 63 - إنا صيَّرنا هذه الشجرة فتنة يفتتن بها الظالمون بالكفر والمعاصي، حيث قالوا: إن النار تأكل الشجر، فلا يمكن أن ينبت فيها. 64 - إن شجرة الزقوم شجرة خبيثة المَنْبَت، فهي شجرة تخرج في قعر الجحيم. 65 - ثمرها الخارج منها كريه المنظر كأنه رؤوس الشياطين، وقبح المنظر دليل على قبح المخبر، وهذا يعني أن ثمرها خبيث الطعم. 66 - فإن الكفار لآكلون من ثمرها المر القبيح، ومالئون منه بطونهم الخاوية. 67 - ثم إنهم بعد أكلهم منها لهم شراب خليط قبيح حار. 68 - ثم إن رجوعهم بعد ذلك لإلى عذاب الجحيم، فهم يتنقلون من عذاب إلى عذاب. 69 - إن هؤلاء الكفار وجدوا آباءهم ضالين طريق الهداية، فتأسوا بهم تقليدًا لا عن حجة. 70 - فهم يتبعون آثار آبائهم في الضلالة مسرعين. 71 - ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين، فليس قومك -أيها الرسول- أول من ضل من الأمم. 72 - ولقد أرسلنا فى تلك الأولى رسلًا يخوفونهم من عذاب الله، فكفروا. 73 - فانظر -أيها الرسول- كيف كانت نهاية الأقوام الذين أنذرتهم رسلهم فلم يستجيبوا لهم، إن نهايتهم كانت دخول النار خالدين فيها بسبب كفرهم وتكذيبهم لرسلهم. 74 - إلا من أخلصهم الله للإيمان به، فإنهم ناجون من العذاب الذي كان نهاية أولئك المكذبين الكافرين. 75 - ولقد دعانا نبينا نوح عليه السلام حين دعا على قومه الذين كذبوه، فلنعم المجيبون نحن، فقد سارعنا في إجابة دعائه عليهم. 76 - ولقد سلمناه وأهل بيته والمؤمنين معه من أذى قومه ومن الغرق بالطوفان العظيم المرسل على الكافرين من قومه. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • الظفر بنعيم الجنان هو الفوز الأعظم، ولمثل هذا العطاء والفضل ينبغي أن يعمل العاملون. • إن طعام أهل النار هو الزقُّوم ذو الثمر المر الكريه الطعم والرائحة، العسير البلع، المؤلم الأكل. • أجاب الله تعالى دعاء نوح عليه السلام بإهلاك قومه، والله نعم المقصود المجيب.
__________________
|
#449
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (449) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 77 - ونجينا أهله وأتباعه المؤمنين وحدهم، فقد أغرقنا غيرهم من قومه الكافرين. 78 - وأبقينا له في الأمم اللاحقة ثناءً حسنًا يثنون به عليه. 79 - أمان وسلام لنوح من أن يقال ليه سوء في الأمم اللاحقة، بل سيبقى له الثناء والذكر الحسن. 80 - إن مثل هذا الجزاء الذي جازينا به نوحًا عليه السلام نجزي المحسنين بعبادتهم وطاعتهم لله وحده. 81 - إن نوحًا من عبادنا المؤمنين العاملين بطاعة الله. 82 - ثم أغرقنا الباقبن بالطوفان الذي أرسلناه عليهم، فلم يبق منهم أحد. 83 - وإن إبراهيم من أهل دينه الذين وافقوه في الدعوة إلى توحيد الله. 84 - فاذكر حين جاء ربه بقلب سليم من الشرك ناصح في خلقه. 85 - حين قال لأبيه وقومه المشركين موبخًا لهم: ما الذي تعبدونه من دون الله؟! 86 - أآلهة مكذوبة تعبدونها من دون الله؟ 87 - فما ظنكم -يا قوم- برب العالمين إذا لقيتموه وأنتم تعبدون غيره؟! وماذا ترونه صانعًا بكم؟! 88 - فنظر إبراهيم نظرة في النجوم يدبر مكيدة للتخلص من الخروج مع قومه. 89 - فقال متعللًا عن الخروج مع قومه إلى عيدهم: إني مريض. 90 - فتركوه وراءهم وذهبوا. 91 - فمال إلى آلهتهم التي يعبدونها من دون الله، فقال ساخرًا من آلهتهم: ألا تاكلون من الطعام الذي يصنعه المشركون لكم؟! 92 - ما شأنكم لا تتكلمون، ولا تجيبون من يسألكم؟! أمثل هذا يُعْبد من دون الله؟! 93 - فمال عليهم إبراهيم يضربهم بيده اليمنى ليكسرهم. 94 - فأقبل إليه عبَّاد هذه الأصنام يسرعون. 95 - فقابلهم إبراهيم بثبات، وقال لهم موبخًا إياهم: أتعبدون من دون الله ألهة أنتم الذين تنحتونها بأيديكم؟! 96 - والله سبحانه خلقكم أنتم، وخلق عملكم، ومن عملكم هذه الأصنام، فهو المستحق لأن يعبد وحده، ولا يشرك به غيره. 97 - فلما عجزوا عن مقارعته بالحجة لجؤوا إلى القوة، فتشاوروا فيما بينهم فيما يفعلونه بإبراهيم، قالوا: ابنوا له بنيانًا، واملؤوه حطبًا وأضرموه، ثم ارموه فيه. 98 - فأراد قوم إبراهيم لإبراهيم سوءًا بأن يهلكوه فيستريحوا منه، فصيرناهم الخاسرين حين جعلنا النار عليه بردًا وسلامًا. 99 - وقال إبراهيم: إني مهاجر إلى ربي تاركًا بلد قومي لأتمكنٍ من عبادته، سيدلني ربي على ما فيه الخير لي في الدنيا والآخرة. 100 - يارب، ارزقني ولدًا صالحا يكون لي عونا وعوضًا عن قومي في الغربة. 101 - فاستجبنا له دعوته فأخبرناه بما يسره، حيث بشرناه بولد يكبر، ويصير حليمًا، وهذا الولد هو إسماعيل عليه السلام. 102 - فلما شب إسماعيل، وأدرك سعيُه سعي أبيه رأى أبوه إبراهيم رؤيا، ورؤيا الأنبياء وحي، قال إبراهيم مخبرًا ابنه عن فحوى هذه الرؤيا: يا بني، إني رأيت في النوم أني أذبحك، فانظر ما ترى في ذلك، فأجاب إسماعيل أباه قائلًا: يا أبي، افعل ما أمرك الله به من ذبحي، ستجدني من الصابرين الراضين بحكم الله. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • من مظاهر الإنعام على نوح: نجاة نوح ومن آمن معه، وجعل ذريته أصول البشر والأعراق والأجناس، وإبقاء الذكر الجميل والثناء الحسن. • أفعال الإنسان يخلقها الله ويفعلها العبد باختياره. • الذبيح بحسب دلالة هذه الآيات وترتيبها هو إسماعيل عليه السلام؛ لأنه لمُبَشَّر به أولًا، وأما إسحاق عليه السلام فبُشِّر به بعد إسماعيل عليه السلام. • قول إسماعيل: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} سبب لتوفيق الله له بالصبر؛ لأنه جعل الأمر لله.
__________________
|
#450
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (450) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 103 - فلما خضعا لله وانقادا له، وضع إبراهيم ابنه على جانب جبهته لينفذ ما أمر به من ذبحه. 104 - ونادينا إبراهيم وهو يَهُمُّ بتنفيذ أمر الله بذبح ابنه: أن يا إبراهيم. 105 - قد حققت الرؤيا التي رأيتها في منامك بعزمك على ذبح ابنك، إنا -كما جزيناك بتخليصك من هذه المحنة العظيمة- نجزي المحسنين فنخلصهم من المحن والشدائد. 106 - إن هذا لهو الاختبار الواضح، وقد نجح إبراهيم فيه. 107 - وفدينا إسماعيل بكبش عظيم بدلًا منه يذبح عنه. 108 - وأبقينا على إبراهيم ثناءً حسنًا في الأمم اللاحقة. 109 - تحية من الله له، ودعاءً بالسلامة من كل ضر وآفة. 110 - كما جازينا إبراهيم هذا الجزاء على طاعته نجازي المحسنين. 111 - إن إبراهيم من عبادنا المؤمنين الذين يفون بما تقتضيه العبودية لله. 112 - وبشرناه بولد آخر يصير نبيَّا وعبدًا صالحًا وهو إسحاق؛ جزاءً على طاعته لله في ذبح إسماعيل ولده الوحيد. 113 - وأنزلنا عليه وعلى ابنه إسحاق بركة منا، فأكثرنا لهما النعم، ومنها تكثير ولدهما، ومن ذريتهما محسن بطاعته لربه، ومنهم ظالم لنفسه بالكفر وارتكاب المعاصي واضح الظلم. 114 - ولقد مننا على موسى وأخيه هارون بالنبوة. 115 - وسلمناهما وقومهما بني إسرائيل من استعباد فرعون لهم ومن الغرق. 116 - ونصرناهم على فرعون وجنوده، فكانت الغلبة لهم على عدوهم. 117 - وأعطينا موسى وأخاه هارون التوراة كتابًا من عند الله واضحًا لا لبس فيه. 118 - وهدينا هما إلى الصراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، وهو طريق دين الإسلام الموصلة إلى مرضاة الخالق سبحانه. 119 - وأبقينا عليهما ثناءً حسنًا وذكرًا طيبًا في الأمم اللاحقة. 120 - تحية من الله طيبة لهما وثناءً عليهما ودعاءً بالسلامة من كل مكروه. 121 - إنا كما جازينا موسى وهارون هذا الجزاء الحسن نجزي المحسنين بطاعتهم لربهم. 122 - إن موسى وهارون من عبادنا المؤمنين بالله العاملين بما شرع لهم. 123 - وإن إلياس لمن المرسلين من ربه، أنعم الله عليه بالنبوة والرسالة. 124 - إذ قال لقومه الذين أرسل إليهم من بني إسرائيل: يا قوم، ألا تتقون الله؛ بامتثال أوامره، ومنها التوحيد، وباجتناب نواهيه، ومنها الشرك؟! 125 - أتعبدون من دون الله صنمكم بَعْلًا، وتتركون عبادة الله أحسن الخالقين؟! 126 - والله هو ربكم الذي خلقكم، وخلق آباءكم من قبل، فهو المستحق للعبادة، لا غيره من الأصنام التي لا تنفع ولا تضر. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • قوله: {فَلَمَّا أَسْلَمَا} دليل على أن إبراهيم وإسماعيل عليه السلام كانا في غاية التسليم لأمر الله تعالى. • من مقاصد الشرع تحرير العباد من عبودية البشر. • الثناء الحسن والذكر الطيب من النعيم المعجل في الدنيا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |