|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (464) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 48 - وظهر لهم سيئات ما كسبوه من الشرك والمعاصي، وأحاط بهم العذاب الذي كانوا إذا خُوِّفوا منه في الدنيا يستهزئون به. 49 - فإذا أصاب الإنسان الكافر مرض أو فقر ونحوه دعانا لنكشف عنه ما أصابه من ذلك، ثم إذا أعطيناه نعمة من صحة أو مال قال الكافر: إنما أعطاني الله ذلك لعلمه بأني أستحقُّه، والصحيح أنه ابتلاء واستدراج، ولكنَّ معظم الكافرين لا يعلمون ذلك؛ فيغترون بما أنعم الله به عليهم. 50 - قد قال هذا القول الكفار من قلبهم، فما أغنى عنهم ما كانو يكسبون من الأموال والمنزلة شيئًا. 51 - فأصابهم جزاء سيئات ما كسبوا من الشرك والمعاصي، والذين ظلموا أنفسهم بالشرك والمعاصي من هؤلاء الحاضرين سيصيبهم جزاء سيئات ما كسبوا مثل الماضين، ولن يفوتوا الله ولن يغلبوه. 52 - أقال هؤلاء المشركون ما قالوا، ولم يعلموا أن الله يوسع الرزق على من يشاء ابتلاء له: أيشكر أم يكفر؟! ويضيِّقه على من يشاء اختبارًا له: أيصبر أم يتسخط على قدر الله؟! إن في ذلك المذكور من توسيع الرزق وتضييقه لدلالات على تدبير الله لقوم يؤمنون؛ لأنهم هم الذين ينتفعون بالدلالات، وأما الكفار فهم يمرون عليها وهم عنها معرضون. 53 - قل -أيها الرسول- لعبادي الذين تجاوزوا الحد على أنفسهم بالشرك بالله وارتكاب المعاصي: لا تَيْئَسُوا من رحمة الله، ومن مغفرته لذنوبكم، إن الله يغفر الذنوب كلها لمن تاب إليه، إنه هو الغفور لذنوب التائبين، الرحيم بهم. 54 - وارجعوا إلى ربكم بالتوبة والأعمال الصالحة، وانقادوا له، من قبل أن يأتيكم العذاب يوم القيامة ثم لا تجدون من أصنامكم أو أهليكم من ينصركم بإنقاذكم من العذاب. 55 - واتبعوا القرآن الذي هو أحسن ما أنزله ربكم على رسوله، عملوا بأوامره، واجتنبوا نواهيه، من قبل أن يأتيكم العذاب فجاة وأنتم لا تحسُّون به فتستعدُّوا له بالتوبة. 56 - افعلوا ذلك حذر أن تقول نفس من شدة الندم يوم القيامة: يا ندمها على تفريطها في جنب الله بما كانت عليه من الكفر والمعاصي، وعلى أنها كانت تسخر من أهل الإيمان والطاعة. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • النعمة على الكافر استدراج. • سعة رحمة الله بخلقه. • الندم النافع هو ما كان في الدنيا، وتبعته توبة نصوح.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (465) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 57 - أو تحتج بالقدر، فتقول: لو أن الله وفَّقني لكنت من المتقين له؛ أمتثل أوامره، وأجتنب نواهيه. 58 - أو تقول حين تشاهد العذاب مُتَمنِّية: لو أن لي رجعة إلى الدنيا فأتوب إلى الله، وأكون من المحسنين في أعمالهم. 59 - ليس الأمر كما زَعَمْتَ من تمني الهداية، فقد جاءتكَ آياتي فكذبتَ بها وتكبرتَ، وكنتَ من الكافرين بالله وبآياته ورسله. 60 - ويوم القيامة تشاهد الذين كذبوا على الله بنسبة الشريك والولد إليه وجوههم مسودة؛ علامة على شقائهم، أليس في جهنم مقرٌّ للمتكبرين على الإيمان بالله ورسله؟! بلى، إن فيها لمقرًّا لهم. 61 - ويُسلِّم الله الذين اتقوا ربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه من العذاب بإدخالهم مكان فوزهم وهو الجنة، يمسُّهم العذاب، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من الحظوظ الدنيوية. 62 - الله خالق كل شيء، فلا خالق غيره، وهو على كل شيء حفيظ، يدبر أمره، ويصرفه كيف يشاء. 63 - له وحده مفاتيح خزائن الخيرات في السماوات والأرض، يمنحها من يشاء، ويمنعها ممن يشاء، والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون؛ لحرمانهم من الإيمان في حياتهم الدنيا، ولدخولهم النار خالدين فيها في الآخرة. 64 - قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين الذين يراودونك أن تعبد أوثانهم: أتأمرونني -أيها الجاهلون بربكم- أن أعبد غير الله؟! لا يستحق العبادة إلا الله ? فلن أعبد غيره. 65 - ولقد أوحى الله إليك -أيها الرسول- وأوحى إلى الرسل من قبلك: لئن عبدت مع الله كيره ليبطلنَّ ثواب عملك الصالح، ولتكوننَّ من الخاسرين في الدنيا بخسران دينك، وفي الآخرة بالعذاب. 66 - بل اعبُدِ الله ولا تشرك به أحدًا، وكن من الشاكرين له على نعمه التي أنعم بها عليك. 67 - وما عظَّم المشركون الله حق تعظيمه حين أشركوا به غيره من مخلوقاته الضعيفة العاجزة، وغفلوا عن قدرة الله التي من مظاهرها أن الأرض بما فيها من جبال وأشجار وأنهار وبحار يوم القيامة في قبضته، وأن السماوات السبع كلها مطويات بيمينه، تَنَزَّه وتقدس وتعالى عما يقوله ويعتقده المشركون. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • الكِبْر خلق ذميم مشؤوم يمنع من الوصول إلى الحق. • سواد الوجوه يوم القيامة علامة شقاء أصحابها. • الشرك محبط لكل الأعمال الصالحة. • ثبوت القبضة واليمين لله سبحانه دون تشبيه ولا تمثيل.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (466) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 68 - يوم ينفخ المَلَك الموكل بالنفخ في القرن، يموا كل من في السماوات ومن في الأرض، ثم ينفخ فيه المَلَك مرة ثانية للبعث، فإذا جميع الأحياء قائمون ينظرون ما الله فاعل بهم. 69 - وأضاءت الأرض لما تجلَّى رب العزة للفصل بين العباد. ونُشِرت صحف أعمال الناس، وجيء بالأنبياء، وجيء بأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - لتشهد للأنبياء على أقوامهم، وحكم الله بين جميعهم بالعدل وهم لا يُظْلمون في ذلك اليوم، فلا يزاد إنسان سيئة، ولا ينقص حسنة. 70 - وأكمل الله جزاء كل نفس، خيرًا كان عملها أو شرًّا، والله أعلم بما يفعلون، لا يخفى عليه من أفعالهم خيرها وشرها شيء، وسيجازيهم في هذا اليوم على أعمالهم. 71 - وساق الملائكةُ الكافرين بالله إلى جهنم جماعات ذليلة، حتى إذا جاؤوا جهنم فتحت لهم خزنتها من الملائكة الموكلين بها أبوابها، واستقبلوهم بالتوبيخ قائلين لهم: ألم يأتكم رسل من جنسكم يقرؤون عليكم آيات ربكم المنزلة عليهم، ويخوفونكم لقاء يوم القيامة؛ لما فيه من عذاب شديد؟! قال الذين كفروا مُقِرِّين على أنفسهم: بلى، قد حصل كل ذلك، ولكن وجبت كلمة العذاب على الكافرين، ونحن كنا كافرين. 72 - قيل لهم إهانةً لهم وتيئيسًا من رحمة الله، ومن الخروج من النار: ادخلوا أبواب جهنم ماكثين فيها أبدًا، فساء وقبح مقر المتكبرين المتعالين على الحق. 73 - وساق الملائكةُ برِفْقٍ المؤمنين الذين اتقوا ربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه إلى الجنة جماعات مكرمة، حتى إذا جاؤوا الجنة فتحت لهم أبوابها، وقال لهم الملائكة الموكلون بها: سلام عليكم من كل ضرٍّ ومن كل ما تكرهونه، طابت قلوبكم وأعمالكم، فادخلوا الجنة ماكثين فيها أبدًا. 74 - وقال المؤمنون لما دخلوا الجنة: الحمد لله الذي صدقنا وعده الذي وعدناه على ألسنة رسله، فقد وعدنا بأن يدخلنا الجنة، وأورثنا أرض الجنة، ننزل منها المكان الذي نشاء أن ننزله، فنعم أجر العاملين الذين يعملون الأعمال الصالحة ابتغاء وجه ربهم. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • ثبوت النفختين. • بيان الإهانة التي يتلقاها الكفار، والإكرام الذي يُسْتَقبل به المؤمنون. • ثبوت خلود الكفار في الجحيم، وخلود المؤمنين في النعيم. • طيب العمل يورث طيب الجزاء.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (467) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 75 - ويكون الملائكة في هذا اليوم المشهود محيطين بالعرش، ينزهون الله عما لا يليق به مما يقوله الكفار، وقضى الله بين جميع الخلائق بالعدل، فأكرم من أكرم، وعذب من عذب، وقيل: الحمد لله رب المخلوقات على حكمه بما حكم به من رحمة لعباده المؤمنين، ومن عذاب لعباده الكافرين. سورة غافر مَكيَّة [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ] معالجة المجادلين في آيات الله بمحاورتهم ودعوتهم للرجوع إلى الحق. [التَّفْسِيرُ] 1 - {حم} تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة. 2 - تنزيل القرآن المنزل على رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - من الله العزيز الذي لا يغلبه أحد العليم بمصالح عباده. 3 - غافر ذنوب المذنبين، قابل توبة من تاب إليه من عباده، شديد العقاب لمن لم يتب من ذنوبه، ذي الإحسان والتفضل، لا معبود بحق غيره، إليه وحده مرجع العباد يوم القيامة، فيجازيهم بما يستحقون. 4 - ما يخاصم في آيات الله الدالة على توحيده وصدق رسله إلا الذين كفروا بالله لفساد عقولهم، فلا تحزن عليهم، ولا يغررك ما هم فيه من بسط الرزق والنعم، فإمهالهم استدراج لهم ومكر بهم. 5 - كذَّب قبل هؤلاء قوم نوح، وكذبت قبلهم الأحزاب بعد قوم نوح، فكذبت عاد، وثمود، وقوم لوط، وأصحاب مَدْين، وكذَّب فرعون، وهمَّت كل أمة من الأمم برسولها لتأخذه فتقتله، وجادلوا بما عندهم من الباطل ليزيلوا به الحق، فأخذت تلك الأمم كلها، فتأمل كيف كان عقابي لهم، فقد كان عقابًا شديدًا. 6 - وكما حكم الله بإهلاك تلك الأمم المكذبة، وجبت كلمة ربك -أيها الرسول- على الذين كفروا أنهم أصحاب النار. 7 - الملائكة الذين يحملون عرش ربك -أيها الرسول- والذين هم من حوله، ينزهون ربهم عما لا يليق به، ويؤمنون به، ويطلبون المغفرة للذين آمنوا بالله، قائلين في دعائهم: ربنا، وسع علمك ورحمتك كل شيء، فاغفر للذين تابوا من ذنوبهم، واتبعوا دينك، واحفظهم من النار أن تمسهم. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • الجمع بين الترغيب في رحمة الله، والترهيب من شدة عقابه: مسلك حسن. • الثناء على الله بتوحيده والتسبيح بحمده أدب من آداب الدعاء. • كرامة المؤمن عند الله؛ حيث سخر له الملائكة يستغفرون له.
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (468) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 9 - واحفظهم من سيئات أعمالهم فلا تعذبهم بها، ومن تحفظه يوم القيامة من العقاب على سيئات أعماله فقد رحمته، تلك الوقاية من العذاب، والرحمة بدخول الجنة؛ هي الفوز العظيم الذي لا يدانيه فوز. 10 - إن الذين كفروا بالله وبرسله ينادون يوم القيامة عندما يدخلون النار ويمقتون أنفسهم ويلعنونها: لَشدة بُغض الله لكم أعظم من شدة بغضكم لأنفسكم حين كنتم تُدعون في الدنيا إلى الإيمان بالله فتكفرون به، وتتخذون معه آلهة. 11 - والكفار مُقِرِّين بذنوبهم حين لا ينفع إقرارهم ولا توبتهم: ربنا، أمتَّنا مرتين حيث كنا عدمًا فأوجدتنا، ثم أمَتَّنا بعد ذلك الإيجاد، وأحييتنا مرتين بإيجادنا من العدم، وبإحيائنا للبعث، فاعترفنا بذنوبنا التي اكتسبناها، فهل من طريق نسلكه إلى خروج من النار فنعود إلى الحياة لنصلح أعمالنا، فترضى عنا؟! 12 - ذلكم العذاب الذي عذبتم به هو بسبب أنكم كنتم إذا دعي الله وحده ولم يشرَك به أحد كفرتم به وجعلتم له شركاء، وإذا عُبد مع الله شريك آمنتم، فالحكم لله وحده، العلي بذاته وقدره وقهره، الكبير الذي كل شيء دونه. 13 - الله هو الذي يريكم آياته في الآفاق والأنفس؛ لتدلُّكم على قدرته ووحدانيته، وينزل لكم من السماء ماء المطر ليكون سببًا لما ترزقون به من النبات والزروع وغيرهما , وما يتَّعظ بآيات الله إلا من يرجع إليه تائبًا مخلصًا. 14 - فادعوا الله -أيها المؤمنون- مخلصين له في الطاعة والدعاء، غير مشركين به، ولو كره الكافرون ذلك وأغضبهم. 15 - فهو أهل لأن يُخْلَص له الدعاء والطاعة، فهو رفيع الدرجات مباين لجميع خلقه، وهو رب العرش العظيم، ينزل الوحي على من يشاء من عباده ليَحْيَوا هم ويُحْيُوا غيرهم، وليخؤفوا الناس من يوم القيامة الذي يتلاقى فيه الأولون والآخرون. 16 - يوم هم ظاهرون قد اجتمعوا في صعيد واحد، لا يخفى على الله منهم شيء، لا من ذواتهم ولا أعمالهم ولا جزائهم، يسأل: لمن الملك اليوم؟! ليس الآن إلَّا جواب واحد؛ الملك لله الواحد في ذاته وصفاته وأفعاله، القهار الذي قهر كل شيء، وخضع له كل شيء. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • مَحَلُّ قبول التوبة الحياة الدنيا. • نفع الموعظة خاص بالمنيبين إلى ربهم. • استقامة المؤمن لا تؤثر فيها مواقف الكفار الرافضة لدينه. • خضوع الجبابرة والظلمة من الملوك لله يوم القيامة.
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (469) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 17 - اليوم تُجْزَى كل نفس بما كسبته من عمل، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر ظلم في هذا اليوم؛ لأن الحاكم هو الله العدل، إن الله سريع الحساب لعباده؛ لإحاطة علمه بهم. 18 - وخوِّفهم -أيها الرسول- يوم القيامة، هذهِ القيامة التي اقتربت، فهي آتية، وكل ما من شدة هولها مرتفعة وحتى تصل إلى حناحر أصحابها، الذين يكونون صامتين لا يتكلم أحد منهم إلا من أذن له الرحمن، وليس للظالمين لأنفسهم بالشرك والمعاصى من صديق ولا قريب، ولا شفيع يطاع إذا قُدِّرَ له أن يشفع. 19 - الله يعلم ما تختلسه أعين الناظرين خفية، ويعلم ما تكتمه الصدور يخفى عليه شيء من ذلك. 20 - والله يحكم بالعدل، فلا يظلم أحدًا بنقص من حسناته، ولا بزيادة في سيئاته، والذين يعبدهم المشركون من دون الله لا يحكمون بشيء؛ لأنهم لا يملكون شيئًا، إن الله هو السميع لأقوال عباده، البصير بنياتهم وأعمالهم، وسيجازيهم عليها. 21 - أَوَلم يسر هؤلاء المشركون في الأرض؛ فيتأمَّلوا كيف كانت نهاية الأمم المكذبة من قبلهم، فقد كانت نهاية سيئة، كانت تلك الأمم أشد من هؤلاء قوة، وأثَّروا في الأرض بالبناء ما لم يؤثِّر فيها هؤلاء، فأهلكهم الله بسبب ذنوبهم، وما كان لهم مانع يمنعهم من عقاب الله. 22 - ذلك العذاب الذي أصابهم إنما أصابهم لأنهم كانت تأتيهم رسلهم من الله بالأدلة الواضحة، والحجج الباهرة، فكفروا بالله وكذبوا رسله، ومع ما هم عليه من القوة فقد أخذهم الله فأهلكهم، إنه سبحانه قوي شديد العقاب لمن كفر به، وكذب رسله. ولما واجه - صلى الله عليه وسلم - تكذيب قومه له ذكر الله قصة موسى مع فرعون؛ تبشيرًا له بأن عاقبة أمره النصر، فقال: 23 - ولقد بعثنا موسى بآياتنا الواضحات، وببرهان قاطع. 24 - إلى فرعون ووزيره هامان وإلى قارون، فقالوا: موسى ساحر كذاب فيما يدَّعيه من أنه رسول. 25 - فلما جاءهم موسى بالبرهان الدال على صدقه قال فرعون: اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه، واستبقوا نساءهم إهانة لهم، وما مكْر الكافرين بالأمر بتقليل عدد المؤمنين إلا هالك ذاهب، لا أثر له. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • التذكير بيوم القيامة من أعظم الرواح عن المعاصي. • إحاطة علم الله بأعمال عباده؛ خَفِيَّة كانت أم ظاهرة. • الأمر بالسير في الأرض للاتعاظ بحال المشركين الذين أهلكوا.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (470) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 26 - وقال فرعون: اتركوني أقتل موسى عقابًا له، وليدع ربه أن يمنعه مني، فأنا لا أبالي أن يدعو ربه، إني أخاف أن يغيِّر دينكم الذي أنتم عليه، أو أن يظهر في الأرض الفساد بالقتل والتخريب. 27 - وقال موسى عليه السلام لمَّا علم بتهديد فرعون له: إني التجأت واعتصمت بربي وربكم من كل متكبر عن الحق والإيمان به، لا يؤمن بيوم القيامة، وما فيه من حساب وعقاب. 28 - وقال رجل مؤمن بالله من آل فرعون يكتم إيمانه عن قومه منكرًا عليهم عزمهم على قتل موسى: أتقتلون رجلًا دون جرم غير أنه قال: ربي الله، وقد جاءكم بالحجج والبراهين الدالة على صدقه في دعواه أنه مرسل من ربه؟! وإن قدر أنه كاذب فضرر كذبه عائد عليه، وإن يكن صادقًا يصبكم بعض الذي يعدكم به من العذاب عاجلًا، إن الله لا يوفق للحق من هو متجاوز لحدوده، مفتر عليه وعلى رسله. 29 - يا قوم، لكم الملك اليوم غالبين في أرض مصر، فمن ينصرنا من عذاب الله إن جاءنا بسبب قتل موسى؟! قال فرعون: الرأي رأيي والحكم حكمي، وقد رأيت أن أقتل موسى؛ دفعًا للشر والفساد، وما أرشدكم إلا الصواب والسداد. 30 - وقال الذي آمن ناصحًا قومه: إني أخاف عليكم -إن قتلتم موسى ظلمًا وعدوانًا- عذابًا مثل عذاب الأحزاب الذين تحزَّبوا على رسلهم من السابقين فأهلكهم الله. 31 - كعادة من كفر وكذَّب الرسل مثل قوم نوح وعاد وثمود والذين جاؤوا من بعدهم، فقد أهلكهم الله بكفرهم وتكذيبهم لرسله، وما الله يريد ظلمًا للعباد، وإنما يعذبهم بذنوبهم؛ جزاءً وفاقًا. 32 - ويا قوم، إني أخاف عليكم يوم القيامة، ذلك اليوم الذي ينادي فيه الناس بعضهم بعضًا بسبب قرابة أو جاه ظنًّا منهم أن هذا المسلك ينفعهم في هذا الموقف الرهيب. 33 - يوم تولون هاربين خوفًا من النار، ما لكم من مانع يمنعكم من عذاب الله، ومن يخذله الله ولا يوفقه للإيمان فما له من هادٍ يهديه؛ لأن هداية التوفيق بيد الله وحده. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • لجوء المؤمن إلى ربه ليحميه من كيد أعدائه. • جواز كتم الإيمان للمصلحة الراجحة أو لدرء المفسدة. • تقديم النصح للناس من صفات أهل الإيمان.
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (472) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 41 - ويا قوم، ما لي أدعوكم إلى النجاة من الخسران في الحياة الدنيا والآخرة بالإيمان بالله والعمل الصالح، وتدعونني إلى دخول النار بما تدعونني إليه من الكفر بالله وعصيانه؟! 42 - تدعونني إلى باطلكم رجاء أن أكفر بالله، وأعبد معه غيره مما لا علم لي بصحة عبادته مع الله، وأنا أدعوكم إلى الإيمان بالله العزيز الذي لا يغلبه أحد، الغفار عظيم المغفرة لعباده. 43 - حقًّا إن ما تدعونني إلى الإيمان به وإلى طاعته؛ ليس له دعوة يُدْعَى بها بحق في الدنيا ولا في الآخرة، ولا يستجيب لمن دعاه، وأن مرجعنا جميعًا إلى الله وحده، وأن المسرفين في الكفر والمعاصي هم أصحاب النار الذين يلازمون دخولها يوم القيامة. 44 - فرفضوا نصحه، فقال: ستذكرون ما قدمت لكم من نصح، وتتحسَّرون على عدم قبوله، وأفوِّض أموري كلها إلى الله وحده، إن الله لا يخفى عليه من أعمال عباده شيء. 45 - فحفظه الله من سوء مكرهم حين أرادوا قتله، وأحاط بآل فرعون عذاب الغرق، فقد أغرقه الله هو وجنوده كلهم في الدنيا. 46 - وبعد موتهم يعرضون على النار في قبورهم أول النهار وآخره، ويوم القيامة يقال: أدخلوا أتباع فرعون أشدَّ العذاب وأعظمه؟؛ لما كانوا عليه من الكفر والتكذيب والصد عن سبيل الله. 47 - واذكر -أيها الرسول- حين يتخاصم الأتباع والمتبوعون من أصحاب النار، فيقول الأتباع المستضعفون للمتبوعين المتكبرين: إنا كنا لكم أتباعًا في الضلال في الدنيا، فهل أنتم مغنون عنا جزءًا من عذاب الله بتحمُّله عنا؟! 48 - قال المتبوعون المستكبرون: إنا -سواء كنَّا أتباعًا أو متبوعين- في النار، ولا يتحمل أحد منا جزءًا من عذاب الآخر، إن الله قد حكم بين العباد، فأعطى كلًّا ما يستحقه من العذاب. 49 - وقال المعذبون في النار من الأتباع والمتبوعين للملائكة الموكلين بالنار لما يئسوا من الخروج من النار والعودة إلى الحياة الدنيا ليتوبوا: ادعوا ربكم يخفف عنا يومًا واحدًا من هذا العذاب الدائم. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • أهمية التوكل على الله. • نجاة الداعي إلى الحق من مكر أعدائه. • ثبوت عذاب البرزخ. • تعلُّق الكافرين بأي سبب يريحهم من النار ولو لمدة محدودة، وهذا لن يحصل أبدًا.
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (473) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 50 - قال خزنة جهنم ردًّا على الكفار: أَوَلم تكن تأتيكم رسلكم بالبراهين والأدلة الواضحة؟! قال الكفار: بلى، كانوا يأتوننا بالبراهين والأدلة الواضحة، قال الخزنة تَهَكُّمًا بهم: فادعوا أنتم، فنحن لا نشفع للكفار، وما دعاء الكافرين إلا فى بطلان وضياع؛ لعدم قَبوله منهم بسبب كفرهم. ولما ذكر الله قصة فرعون وما آل إليه أمره وأمْر أتباعه في الدنيا والآخرة، ذكر أمْر الرسل والمؤمنين، وما يصيرون إليه من نصر في الدنيا والآخرة فقال: 51 - إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا بالله وبرسله في الدنيا بإظهار حجتهم وتأييدهم على أعدائهم، وننصرهم يوم القيامة بإدخالهم الجنة، وبعقاب خصومهم في الدنيا بإدخالهم النار بعد أن يشهد الأنبياء والملائكة والمؤمنون على حصول التبليغ وتكذيب الأمم. 52 - يوم لا ينفع الظالمين أَنْفُسَهُمْ بالكفر والمعاصي اعتذارُهم عن ظلمهم، ولهم في ذلك اليوم الطرد من رحمة الله، ولهم سوء الدار فى الآخرة بما يلاقونه من العذاب الأليم. 53 - ولقد أعطينا موسى العلم الذي يهتدي به بنو إسرائيل إلى الحق، وجعلنا التوراة كتابًا متوارثًا في بني إسرائيل يرثونه جيلًا بعد جيل. 54 - هدايةً إلى طريق الحق، وتذكيرًا لأصحاب العقول السليمة. 55 - فاصبر -أيها الرسول- على ما تلاقيه من تكذيب قومك وإيذائهم، إن وعد الله لك بالنصر والتأييد حق لا مرية فيه، واطلب المغفرة لذنبك، وسبح بحمد ربك أول النهار وآخره. 56 - إن الذين يخاصمون في آيات الله سعيًا لإبطالها بغير حجة ولا برهان، لا يحملهم على ذلك إلا إرادة الاستعلاء والتكبر على الحق، ولن يصلوا إلى ما يريدونه من الاستعلاء عليه، فاعتصم -أيها الرسول- بالله، إنه هو السميع لأقوال عباده، البصير بأعمالهم، لا يفوته منها شيء، وسيجازيهم عليها. 57 - لخلق السماوات والأرض لضخامتهما واتساعهما أعظم من خلق الناس، فالذي خلقهما مع عظمهما قادر على بعث الموتى من قبورهم أحياء ليحاسبهم ويجازيهم، ولكن معظم الناس لا يعلمون، فلا يعتبرون به، ولا يجعلونه دليلًا على البعث مع وضوحه. 58 - ولا يستوي الذي لا يبصر والذي يبصر، ولا يستوي الذين آمنوا بالله وصدَّقوا رسله وأحسنوا أعمالهم، لا يستوون مع من يسيء عمله بالاعتقاد الفاسد والمعاصي، لا تتذكرون إلا قليلًا؛ إذ لو تذكرتم لعلمتم الفرق بين الفريقين لتسعوا إلى أن تكونوا من الذين آمنوا وعملوا الأعمال الصالحات رغبة في مرضاة الله. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • نصر الله لرسله وللمؤمنين سُنَّة إلهية ثابتة. • اعتذار الظالم يوم القيامة لا ينفعه. • أهمية الصبر في مواجهة الباطل. • دلالة خلق السماوات والأرض على البعث؛ لأن من خلق ما هو عظيم قادر على إعادة الحياة إلى ما دونه.
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() المختصر في تفسير القرآن الكريم لمجموعة من العلماء الحلقة (474) ![]() ![]() مَكيّة ![]() 59 - إن الساعة التي يبعث الله فيها الموتى للحساب والجزاء لآ تية لا محالة، لا شك فيها، ولكن معظم الناس لا يؤمنون بمجيئها، ولذلك لا يستعدُّون لها. 60 - وقال ربكم -أيها الناس-: وحِّدوني في العبادة والمسألة، أجب دعاءكم وأعفُ عنكم وأرحمكم، إن الذين يتعظمون عن إفرادي بالعبادة سيدخلون يوم القيامة جهنم صاغرين ذليلين. 61 - الله هو الذي صيَّر لكم الليل مظلمًا لتسكنوا فيه وتستريحوا، وصيَّر النهار مضيئًا منيرًا لتعملوا فيه، إن الله لذو فضل عظيم على الناس حين أسبغ عليهم من ظاهر نعمه وباطنها، ولكنَّ معظم الناس لا يشكرونه سبحانه على ما أنعم به عليهم منها. 62 - ذلكم الله الذي تفضل عليكم بنعمه هو خالق كل شيء، فلا خالق غيره، لا معبود بحق إلا هو، فكيف تنصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره ممن لا يملك نفعًا ولا ضرًّا. 63 - كما صرف هؤلاء عن الإيمان بالله وعبادته وحده يصرف عنه من يجحد بآيات الله الدالة على توحيده في كل زمان ومكان، فلا يهتدي إلى حق، ولا يُوَفَّق لرشد. 64 - الله الذي صيَّر لكم -أيها الناس- الأرض قارة مهيأة لاستقراركم عليها، وصيَّر السماء محكمة البناء فوقكم ممنوعة من السقوط، وصوَّركم في أرحام أمهاتكم فأحسن صوركم، ورزقكم من حلال الأطعمة ومستطابها، ذلكم الذي أنعم عليكم بهذه النعم هو الله ربكم، فتبارك الله رب المخلوقات كلها، فلا رب لها غيره سبحانه. 65 - هو الحي الذي لا يموت، لا معبود بحق غيره، فادعوه دعاء عبادة ومسالة؛ قاصدين وجهه وحده، ولا تشركوا معه غيره من مخلوقاته، الحمد لله رب المخلوقات. 66 - قل -أيها الرسول-: إني نهاني الله أن أعبد الذين تعبدونهم من دون الله من هذه الأصنام التي لا تنفع ولا تضر حين جاءتني البراهين والأدلة الواضحة على بطلان عبادتها، وأمرني الله أن أنقاد له وحده بالعبادة، فهو رب الخلائق كلها، لا رب لها غيره. [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ] • دخول الدعاء في مفهوم العبادة التي لا تصرف إلا إلى الله؛ لأن الدعاء هو عين العبادة. • نعم الله تقتضي من العباد الشكر. • ثبوت صفة الحياة لله. • أهمية الإخلاص في العمل.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |