الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله - الصفحة 37 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5075 - عددالزوار : 2308784 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4659 - عددالزوار : 1590884 )           »          طريقة تفعيل Wi-Fi Calling على موبايلك المحمول.. خطوة بخطوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          سر التطبيقات المخفية.. كيف تكتشفها وتحمى خصوصيتك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          لماذا تشحن هاتفك طوال الليل؟ حقائق صادمة عن بطاريات الهواتف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل فى حد حظرك على iMessage ؟.. 5 طرق للتأكد من ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          Games للأطفال أقل من 5 سنوات.. جربها الآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كيف يمكنك تحميل وتنزيل فيديوهات تيك توك؟.. إعرف الخطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ثغرة أمنية فى منفذ شحن هواتف آيفون يعرض بيانات المستخدمين للاختراق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          احذر قبل أن تصدق.. حيل بسيطة لكشف الصور والفيديوهات المفبركة بالذكاء الاصطناعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #361  
قديم 11-11-2025, 04:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله

الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد السابع
صـــ151 الى صــ 160
(361)






جفاف وخراب بالعراق.
العام الهجري: 833الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1430تفاصيل الحدث:
كانت بعراقي العرب والعجم نهوب وغارات ومقاتل، بحيث أن شاه محمد بن قرا يوسف - متملك بغداد - من عجزه لا يتجاسر على أن يتجاوز سور بغداد، وخلا أحد جانبي بغداد من السكان، وزال عن بغداد اسم التمدن، ورحل عنها حتى الحيات، وجف أكثر النخل من أعمالها.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
انتصار (مراد الثاني) في فتح (سالونيك) عنوة وتدميرها.
العام الهجري: 834العام الميلادي: 1430تفاصيل الحدث:
أراد مراد الثاني أن يعيد الإمارات في الأناضول إلى سيادة الدولة العثمانية بعد أن أعادها تيمورلنك عند سيطرته على المنطقة ولذلك عقد هدنة مع ملك المجر لمدة خمس سنوات، كما صالح أمير القرامان. وبدأ يتجه لأوروبا مستأنفا حركة الجهاد ومؤدبا للأوربيين الذين أساءوا للعثمانيين أيام المحنة التى حلت بهم أيام السلطان بايزيد. وفتح المجر وأخذ الجزية من أمير الصرب مع تقديم فرقة من جنود الصرب لمساعدة السلطان في حروبه. واستعاد مدينة سالونيك والأفلاق وألبانيا. وعندما تجهز لحصار القسطنطينية نقض أمراء أوربا العهد معه فاتجه إليهم مرة أخرى، فأدب ملك المجر وأمير الأفلاق وأمير الصرب، واستعاد مدينة سلانيك عام 833هـ من البندقية، وكان إمبراطور القسطنطينية قد تنازل عنها لهم، وقد حاصرها السلطان خمسة عشر يوما. واعترف أمير الأفلاق بسيادة العثمانيين على بلاده عام 836هـ.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
زلزال هائل في جزيرة الأندلس.
العام الهجري: 834الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 1431تفاصيل الحدث:
في حادي عشر شعبان كانت زلزلة عظيمة شديدة، بعد صلاة الظهر، بجزيرة الأندلس، وبمرج غرناطة، سقطت بها أبنية كثيرة على سكانها فهلكوا، وخسف بثلاث بلاد كبيرة في مرج غرناطة - وهي بلد همدان وبلد أوطورة وبلد دارما - فابتلعت الأرض هذه البلاد بأناسها وبقرها وغنمها وسائر ما فيها، حتى صار من يمر من حولها يقول كان هنا بلد كذا وبلد كذا، وانخسف في كثير من البلاد عدة مواضع، وسقط نصف قلعة غرناطة، وتهدم كثير من الجامع الأعظم، وسقط أعلى منارته، ورؤى حائط الجامع يرتفع ثم يرجع، ومقدار ارتفاعه نحو عشرة أذرع، ارتفع كذلك مرتين، وخاف رجل عند حدوث الزلزلة، فأخذ ابنه وأراد أن يخرج من باب داره، فالتصق جانبا الباب، وانفرج الحائط فخرج من ذلك الفرج هو وابنه وامرأته، فعاد الحائط كما كان، وتراجع جانبا الباب إلى حالهما قبل الزلزلة، وأقامت الأرض بعد ذلك نحو خمسة وأربعين يوما تهتز، حتى خرج الناس إلى الصحراء ونزلوا في الخيم خوفا من المدينة أن تسقط مبانيها عليهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
ملك قشتالة يهاجم بني نصر.
العام الهجري: 834الشهر القمري: رمضانالعام الميلادي: 1431تفاصيل الحدث:
جمع ملك قشتالة الفنشي عساكره من الفرنج، وركب البحر إلى قرطبة يريد أخذ غرناطة من المسلمين، فاشتد البلاء عليهم لقلة المال بغرناطة، وفناء عسكرها في الفتنة التي حصلت في استعادة الملك، وموت من هلك في الزلزلة، وهم زيادة على ستة آلاف إنسان، ونزل الفرنج عليهم، فلقوهم في يوم الجمعة عاشر رمضان من هذه السنة، وقاتلوهم يومهم ومن الغد، قتل من المسلمين نحو الخمسة عشر ألف، وألجأهم العدو إلى دخول المدينة، وعسكر بإزائها على بريد منها، وهم نحو خمسمائة وثمانين ألف، وقد اشتد الطمع في أخذها، فبات المسلمون ليلة الأحد في بكاء وتضرع إلى الله، ففتح عليهم الله تعالى، وألهمهم رشدهم، وذلك أن الشيخ أبا زكريا يحيى بن عمر ابن يحيى بن عمر بن عثمان بن عبد الحق - شيخ الغزاة - خرج من مدينة غرناطة في جمع ألفين من الأجناد، وعشرين ألفا من المطوعة، وسار نصف الليل على جبل الفخار، حتى أبعد عن معسكر الفرنج إلى جهة بلادهم، ورفع أمارة في الجبال يعلم بها السلطان بغرناطة، فلما رأى تلك العلامات من الغد خرج يوم الأحد، بجميع من بقي عنده إلى الفرنج، فثاروا لحربهم، فولى السلطان بمن معه من المسلمين، كأنهم قد انهزموا، والفرنج، تتبعهم، حتى قاربوا المدينة، ثم رفعوا الأعلام الإسلامية، فلما رآها الشيخ أبو زكريا نزل بمن معه إلى معسكر الفرنج، وألقي فيه النار، ووضع السيف فيمن هنالك، فقتل وأسر وسبى، فلم يدع الفرنج إلا والصريخ قد جاءهم، والنار ترتفع من معسكرهم، فتركوا أهل أغرناظة ورجعوا إلى معسكرهم، فركب السلطان بمن معه أقفيتهم، يقتلون ويأسرون، فبلغت عدة من قتل من الفرنج ستة وثلاثون ألفا، ولحق باقيهم ببلادهم، بعد ما كادوا أن يملكوا غرناطة، وبلغت عدة من أسر المسلمون من الفرنج نحو اثني عشر ألفا، ويقول المكثر إنه قتل ومات وأسر من الفرنج في هذه الكائنة زيادة على ستين ألفا.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
معاهدة فخرية بين المسلمين والقشتاليين في الأندلس.
العام الهجري: 835الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1431تفاصيل الحدث:
بعد مؤامرة خلع أبي عبدالله محمد الملقب بالأيسر حاكم غرناطة والتي قام بها خصومه، وتولي أبي الحجاج يوسف بن المول الحكم والذي كان مائلا إلى ملك قشتالة ليساعده على انتزاع حكم غرناطة في مقابل تعهده بأن يحكم غرناطة باسم ملك قشتالة وتحت طاعته، تم بعد ذلك توقيع معاهدة بين "يوسف بن المول" و "خوان الثاني" ملك قشتالة، لتحقيق هذا الهدف في (7 من المحرم سنة 835 هـ = 16 من سبتمبر 1431م) متضمنة بنودا مهينة للطرف المسلم، نصت على إقرار من "يوسف" بأنه من أتباع ملك قشتالة وخدامه، وتعهد منه بدفع جزية سنوية قدرها عشرون ألف دينار ذهبي، وإطلاق سراح الأسرى النصارى، وأن يقدم يوسف ألفا وخمسمائة فارس إلى ملك قشتالة لمحاربة أعدائه سواء أكانوا من النصارى أو المسلمين. وفي مقابل هذه التنازلات يتعهد الطرف القشتالي بأن يكون الصلح مستمرا طوال حكم يوسف ومن يخلفه من أبنائه، وأن يعينه على محاربة أعدائه من المسلمين والنصارى، وطبقا لهذه المعاهدة وتنفيذا لبنودها تحركت القوات القشتالية لمعاونة يوسف في حربة مع السلطان الأيسر، ونشبت بينهما معركة شديدة، انتهت بهزيمة الأيسر، ودخول يوسف غرناطة بمؤازرة النصارى القشتاليين، وجلس على عرش السلطنة في جمادى الأولى من هذه السنة، وكان أول ما فعله يوسف أن جدد المعاهدة مع ملك قشتالة باعتباره سلطان غرناطة. وبهذه المعاهدة قطعت قشتالة خطوة كبيرة في سبيل تحقيق أمنيتها، وإزالة الوجود الإسلامي من إسبانيا، وهذا ما حدث بعد سنوات قليلة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
ملك الفرس وملك صقيلية يهاجمون جربة ويأخذونها من الحفصيين.
العام الهجري: 835الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1432تفاصيل الحدث:
نزل الطاغية النشو بن دون فرنادو بن أندريك بن جوان قتيل الفرس بن فدريك بن أندريك ملك الفرنج القطلان، وصاحب برشلونة، على جزيرة صقلية، في شهر رمضان، وسار ومعه صاحب صقلية في نحو مائتي قطعة بحرية حتى أرسى على جربة في سابع عشر ذي الحجة وملكها، وكان ملك المغرب أبو فارس عبد العزيز غائبا عن تونس في جهات تلمسان، فلما بلغه ترك معظم عسكره وسار على الصحراء حتى دنا من جربة، وكانت بينه وبين الفرنج وقعة كاد يؤخذ فيها، وقتل من الفريقين جماعات كثيرة، وهذا الطاغية النشو مات جده أندريك، وملك بعده ابنه جوبان بن أندريك بن جوبان، خرج فرناندو بن أرندريك من بلد أشبيلية يريد محاربة القطلان أهل برشلونة - وقد مات ملكهم مرتين، فغلبهم، وملك برشلونة وأعمالها، حتى مات، فملك بعده ابنه النشو هذا.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
الفرنج يتخطفون سفن المسلمين التجارية في طرابلس.
العام الهجري: 836الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1432تفاصيل الحدث:
طرق الفرنج ميناء طرابلس الشام، في يوم السبت عاشره، وأخذوا مركبا فيه عدد كثير من المسلمين، وبضائع لها قيمة جليلة، وبينا هم في ذلك إذ قدمت مركب من دمياط فأخذوها أيضا بما فيها وساروا، فلما ورد الخبر بذلك كتب بإيقاع الحوطة على أموال الفرنج الجنوية والقطلان دون البنادقة، فأحيط بأموالهم التي بالشام والإسكندرية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
السلطان الأشرف برسباي يجبر قرا يلك صاحب آمد على الصلح والدخول في الطاعة.
العام الهجري: 836الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 1433تفاصيل الحدث:
كان السلطان الأشرف برسباي قد تجهز للسفر إلى جهة آمد من هذه السنة وسبب ذلك أن قرا يلك ملك آمد أظهر أولا أنه يريد الطاعة لما كان ابنه هابيل في قبضة السلطان من أيام تملك الرها ثم لما مات هابيل بالطاعون لم يعد قرا يلك يلقي بالا للسلطان بل عدا على ملطية وغيرها من البلاد وأحرق وأفسد، وكان السلطان في السنوات الماضية يشيع أنه يريد السفر لقتاله لعل قرا يلك يرعب منه فيطلب الصلح ولكنه لا يفعل فعزم في هذه السنة على السفر فسافر إلى آمد ثم وصل كتاب السلطان من الرها، مؤرخ بثامن عشر ذي القعدة، يتضمن أنه رحل عن آمد بعد ما أقام على حصارها خمسة وثلاثين يوما، حتى طلب قرا يلك الصلح، فصولح، ورحل العسكر في ثالث عشر ذي القعدة، وكان من خبرهم أن سار السلطان بعساكره من الرها وعليهم الأسلحة وآلة الحرب، إلى أن نزل إلى آمد في يوم الخميس ثامن شوال، وقبل نزول السلطان عليها صف عساكره عدة صفوف، ووراءهم الثقل والخدم، حتى ملؤوا الفضاء طولا وعرضا، وقد هال أهل آمد ما رأوه من كثرة العساكر وتلك الهيئة المزعجة لكثرة ما اجتمع على السلطان من العساكر المصرية والنواب بالبلاد الشامية وأمراء التركمان والعربان، وكان قرايلك قبل أن يخرج من مدينة آمد، أمر أن يطلق الماء على أراضي آمد من خارج البلد من دجلة، ففعلوا ذلك فارتطمت خيول كثير من العسكر بالماء والطين، فلم يكترث أحد بذلك، ومشى العسكر صفا واحدا، ولم يكن لآمد المذكورة قلعة بل سور المدينة لاغير، إلا أنه في غاية الحسن من إحكام بنيانه، فلهذا يصعب حصارها ويبعد أخذها عنوة، فوقف العسكر حول آمد ساعة، ثم مال السلطان بفرسه إلى جهة بالقرب من مدينة آمد، ونزل به في مخيمه، وأمر الناس بالنزول في منازلهم، وأمرهم بعدم قتال أهل آمد، ونزل الجميع بالقرب من آمد، كالحلقة عليها، غير أنهم على بعد منها، بحيث إنه لا يلحقهم الرمي من السور، ونزل السلطان بمخيمه وقد ثبت عنده رحيل قرايلك من آمد، وأنه ترك أحد أولاده بها، فأقام بمخيمه إلى صبيحة يوم السبت عاشر شوال، فركب وزحف بعساكره على مدينة آمد بعد أن كلمهم السلطان في تسليمها قبل ذلك، وترددت الرسل بينه وبينهم، فأبى من بها من الإذعان لطاعة السلطان وتسليم المدينة إلا بإذن قرايلك، ولما زحف السلطان على المدينة اقتحمت عساكر السلطان خندق آمد، وقاتلوا من بها قتالا شديدا، حتى أشرف القوم على الظفر وأخذ المدينة، وردم غالب خندق مدينة آمد بالحجارة والأخشاب، وبينما الناس في أشد ما هم فيه من القتال، أخذ السلطان في مقت المماليك وتوبيخهم، وصار كلما جرح واحد من عساكره وأتي له به يزدريه ويهزأ به، وينسب القوم للتراخي في القتال، ثم لبس هو سلاحه بالكامل، وأراد أن يقتحم المدينة بنفسه حتى أعاقه عن ذلك أعيان أمرائه، وهو يتكلم بكلام معناه أن عساكره تتهاون في قتال أهل آمدة فلا زالت الأمراء به، حتى خلع عن رأسه خوذته ولبس تخفيفة على العادة، واستمر القرقل عليه، إلى أن ترضاه الأمراء، وخلع قرقله، وسئمت الناس من القتال، هذا مع ما بلغهم من غضب السلطان، بعد أن لم يبقوا ممكنا في القتال، وقد أثخنت جراحات الأمراء والمماليك من عظم القتال، كل ذلك والسلطان ساخط عليهم بغير حق، فعند ذلك فتر عزم القوم عن القتال من يومئذ، ولما انقضى القتال، وتوجه كل واحد إلى مخيمه، وهو غير راض في الباطن، وجد أهل آمد راحة كبيرة بعودة القوم عنهم، وأخذوا في تقوية أبراج المدينة وسورها، بعد أن كان أمرهم قد تلاشى، مما دهمهم من شدة قتال من لا قبل لهم بقتاله، ونزل السلطان بمخيمه، وندب الأمراء والعساكر للزحف، على هيئة ركوبهم يوم السبت، في يوم الثلاثاء، وهو أيضا في حال غضبه، وقد اجتهد مماليك السلطان وأمراؤه في القتال، وجرح الغالب منهم، فكان آخر كلام السلطان للأمراء: إن العساكر تركب صحبة الأمراء في يوم الثلاثاء، وتزحف على المدينة، ويكون الذي يركب مع الأمراء للزحف، المماليك القرانيص، وأنا ومماليكي الأجلاب نكون خلفهم، وقامت قيامة القوم، وتنكرت القلوب على السلطان في الباطن، وتطاولت أعناق أمرائه إلى الوثوب عليه، وبلغ السلطان عن الأمراء والمماليك نوع من الممالأة على الفتك به فاضطرب أمره وصار يحاور المدينة وهو في الحقيقة محصور من احتراسه من أمرائه ومماليكه، وأخذ في الندم على سفره، وفتر عزمه عن أخذ المدينة في الباطن، وضعف عن تدبير القتال، هذا والقتال مستمر في كل يوم، بل في كل ساعة، بين العسكر السلطاني وبين أهل آمد، وقتل خلائق من الطائفتين كثيرة، وصار السلطان يضايق أهل آمد بكل ما وصلت قدرته إليه، هذا وقد قوي أمرهم واشتد بأسهم لما بلغهم من اختلاف عساكر السلطان، وبينما السلطان فيما هو فيه، قدم عليه الأمير دولات شاه الكردي صاحب أكل من ديار بكر، فأكرمه السلطان وخلع عليه، ثم لما بلغ الأشرف أحمد ابن الملك العادل سليمان صاحب حصن كيفا، قدوم السلطان الملك الأشرف إلى آمد، خرج من الحصن في قليل من عسكره في أوائل في القعدة، يريد القدوم على السلطان، فاعترضه في مسيره جماعة من أعوان قرايلك على حين غفلة، وقاتلوه إلى أن قتل الملك الأشرف المذكور من سهم أصابه، وانهزم بقية من كان معه وانتهبوا، فقدم جماعة منهم على الملك الأشرف، وعرفوه بقتل الملك الأشرف صاحب الحصن، فعظم عليه ذلك إلى الغاية، ومن هذا اليوم أخذ السلطان في أسباب الرحيل عن آمد، غير أنه صار، يترقب حركة يرحل بها لتكون لرحيله مندوحة، ثم ندب السلطان جماعة كبيرة من التركمان والحربان من عسكره لتتبع قتلة الملك الأشرف صاحب الحصن، ولما ندب السلطان الجماعة المذكورة لتتبع قتلة الملك الأشرف وغيره، خرجوا إلى جهة من الجهات فوافوا جماعة كبيرة من أمراء قرايلك وقاتلوهم حتى هزموهم، وأسروا منهم جماعة كبيرة من أمراء قرايلك وفرسانه وأتوا بهم إلى السلطان، وهم نيف على عشرين نفسا، فأمر السلطان بقيدهم فقيدوا، توجهوا ثانيا فوافقوا جماعة أخر، فقاتلوهم أيضا وأسروا منهم نحو الثلاثين، ومن جملتهم قرا محمد أحد أعيان أمراء قرايلك، فأحضر السلطان قرا محمد وهدده بالتوسيط إن لم يسلم له آمد، فأخذوا قرا محمد المذكور ومروا إلى تحت سور المدينة، فكلمهم قرا محمد المذكور في تسليم المدينة، فلم يلتفتوا إليه، فأخذوه وعادوا، وأصبح السلطان فوسط منهم تحت سور آمد عشرين رجلا، من جملتهم قرا محمد المذكور، ثم بلغ السلطان أن قرايلك نزل من قلعة أرقنين بجماعة من عساكره، يريد أن يكبس على السلطان في الليل أو يتوجه بهم إلى حلب، فندب السلطان جماعة من الأمراء والمماليك في عمل اليزك بالنوبة، في كل ليلة لحفظ العساكر، ثم رسم السلطان للأمير جارقطلو نائب الشام بالتوجه لقرايلك بقلعة أرقنين، وندب معه جماعة من النواب والأمراء والعساكر المصرية، فخرجوا من الوطاق السلطاني في الليل بجموع كثيرة، وجددوا في السير حتى وافوا قرايلك وهو بمخيمه تحت قلعة أرقنين بين الظهر والعصر، وكان غالب العسكر قد تخلف فتقدم بعض العسكر السلطاني من التركمان والعربان، واقتتلوا مع القرايلكية قتالا جيدا إلى أن كانت الكسرة في العسكر السلطاني وقتل جماعة كثيرة من التركمان والعربان وأمراء دمشق وغيرهم، كل ذلك وسنجق السلطان إلى الآن لم يصل وأما جارقطلو، فإنه لما قوي الحر عليه نزل على نهر بالقرب من أرقنين ليروي خيوله منه، وصار الرائد يرد عليه بأن القوم قد التقوا مع عساكر قرايلك، وهم في قلة وقد عزموا على القتال،،فلم يلتفت إلى ذلك وسار على هينته، فتركه بعض عساكره وساروا حتى لحقوا بمن تقدمهم وقاتلوا القرايلكية، ثم تراجع القوم وكروا القرايلكية وهزموهم أقبح هزيمة، وتعلق قرايلك بقلعة أرقنين وتحصن بها، ونهبت عساكره وتمزقوا كل ممزق، هذا والسلطان مجتهد في عماره قلعة من الخشب تجاه أبراج ومكاحل النفط ترمي في كل يوم بالمدافع، والمناجنيق منصوبة، يرمى بها، وأيضا على الأبراج، وأهل آمد في أسوأ ما يكون من الحال، هذا مع عدم التفات السلطان لحصار آمد الالتفات الكلي، لشغل خاطره من جهة اختلاف عساكره، وهو بتلك البلاد بين يدي عدوه، وقد تورط في الإقامة على حصار آمد، والشروع ملزم، وطالت إقامته على آمد بعساكره نحو خمسة وثلاثين يوما، وقد ضاق الحال أيضا على أهل آمد، فعند ذلك ترددت الرسل بين السلطان وبين قرايلك في الصلح، وكان قرايلك هو البادىء في ذلك، حتى تم وانتظم الصلح بينهما على أن قرايلك يقبل الأرض للسلطان، ويخطب باسمه في بلاده ويضرب السكة على الدينار والدرهم باسمه، فأجاب إلى ذلك، فأرسل إليه السلطان القاضي شرف الدين الأشقر نائب كاتب السر، فتوجه إليه القاضي شرف الدين المذكور بالخلع والفرس الذي جهزه السلطان إليه بقماش ذهب، ونحو ثلاثين قطعة من القماش السكندري، ولما بلغ قرايلك مجيء القاضي شرف الدين، نزل من قلعة أرقنين بمخيمه، ولقي القاضي شرف الدين المذكور، وسلم عليه، ثم قام وقبل الأرض فألبسه القاضي شرف الدين الخلعة، ثم قدم له الفرس صحبة الأوجاقي، فقام إليه، فأمره القاضي شرف الدين بتقبيل حافر الفرس، فامتنع من ذلك قليلا، ثم أجاب بعد أن قال: والله إن هذه عادة تعيسة، أو معنى ذلك, ثم أخذ في الكلام مع القاضي شرف الدين، فأخذ القاضي شرف الدين يعظه ويحذره مخالفة السلطان وسوء عاقبة ذلك، وعاد القاضي شرف الدين إلى السلطان، وفي الحال أخذ السلطان في أسباب الرحيل، ورحل في ليلة الخميس ثالث عشر ذي القعدة في النصف الثاني من الليل من غير ترتيب ولا تطليب، ولا تعبية، ورحلت العساكر من آمد كالمنهزمين لا يلوي أحد على أحد، بل صار كل واحد يسير على رأيه، وعند رحيل القوم أطلق الغلمان النيران في الزروع المحصودة برسم عليق خيول الأجناد، فإنه كان كل جندي من الأجناد صار أمام خيمته جرن كبير مما يحصده غلامه ويأتيه به من زروع آمد، فلما انطلق النار في هذه الأجران، انطبق الوطاق بالدخان إلى الجو، حتى صار الرجل لا ينظر إلى الرجل الذي بجانبه، ورحل الناس على هذه الهيئة مسرعين، مخافة أن يسير السلطان ويتركهم غنيمة لأهل آمد.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
أصبهان بن قرا يوسف متملك بغداد يخليها من السكان ويبقيها للعساكر فقط.
العام الهجري: 837العام الميلادي: 1433تفاصيل الحدث:
إن أصبهان بن قرا يوسف لما أخذ بغداد من أخيه شاه محمد بن قرا يوسف أساء السيرة، بحيث أنه أخرج جميع من ببغداد من الناس بعيالاتهم وأخذ كل مالهم من جليل وحقير، فتشتتوا بنسائهم وأولادهم في نواحي الدنيا، وصارت بغداد وليس بها سوى ألف رجل من جند أصبهان، لا غير، وليس بها إلا ثلاثة أفران تخبز الخبز فقط، ولم يبق بها سكان ولا أسواق، وأنه أخرب الموصل حتى صارت يبابا، فإنه سلب نعم أهلها وأمر بهم فأخرجوا وتمزقوا في البلاد، واستولت عليها العربان، فصارت الموصل منازل العرب بعد التمدن الذي بلغ الغاية في الترف، وأنه أخذ أموال أهل المشهد، وأزال نعمهم، فتشتتوا بعيالهم، وصار من أهل هذه البلاد إلى الشام ومصر خلائق لا تعد ولا تحصى، وكان غرض أصبهان بذلك أن يخرب بغداد، حتى لا يبقى لأخيه إسكندر ولا غيره طمع فيها، فمد يده في ذلك، حتى صارت بغداد خرابا يبابا لا يأويها إلا البوم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
سيل عظيم بمكة يغرق أرض المسجد الحرام بالطين ويهدم الدور.
العام الهجري: 837الشهر القمري: جمادى الأولىالعام الميلادي: 1434تفاصيل الحدث:
في ليلة الجمعة سادس عشرين جمادى الأولى وقع بمكة المشرفة مطر غزير، سالت منه الأودية، وحصل منه أمر مهول على مكة، بحيث صار الماء في المسجد الحرام مرتفعا أربعة أذرع، فلما أصبح الناس يوم الجمعة ورأوا المسجد الحرام بحر ماء، أزالوا عتبة باب إبراهيم، حتى خرج الماء من المسفلة، وبقي بالمسجد طين في سائر أرضه قدر نصف ذراع في ارتفاعه فانتدب عدة من التجار لإزالته، وتهدم في الليلة المذكورة دور كثيرة، يقول المكثر زيادة على ألف دار، ومات تحت الردم اثنا عشر إنسانا، وغرق ثمانية أنفس، ودلف سقف الكعبة، فابتلت الكسوة التي بداخلها، وامتلأت القناديل التي بها ماء، وحدث عقيب ذلك السيل بمكة وأوديتها، وبأطرق من اليمن.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #362  
قديم 11-11-2025, 04:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله

الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد السابع
صـــ161 الى صــ 170
(362)





وفاة ملك الحفصيين أبو فارس عبدالعزيز وتولي حفيده المنتصر محمد.
العام الهجري: 837الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1434تفاصيل الحدث:
مات ملك المغرب أبو فارس عبد العزيز بن أبي العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الواحد بن عمر بن ونودين الهنتاتي الحفصي، عن ست وسبعين سنة، منها مدة ملكه إحدى وأربعين سنة وأربعة أشهر وأيام، في رابع عشر ذي الحجة، بعد ما خطب له بتلمسان وفاس وقام من بعده حفيده المنتصر أبو عبد الله محمد بن الأمير أبي عبد الله محمد بن السلطان أبي فارس.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
قتال بين الأعراب وبين الحفصيين.
العام الهجري: 838الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1434تفاصيل الحدث:
قوي عرب إفريقية وحصروا مدينة تونس، وذلك أن المنتصر أبا عبد الله محمد بن الأمير أبي عبد الله محمد بن السلطان أبي فارس عبد العزيز، لما قام في سلطنة أفريقية بعد موت جده عبد العزيز بن أبي العباس أحمد في سفره بنواحي تلمسان، قدم إلى مدينة تونس دار ملكه في يوم عاشوراء، وأقام بها أياما، ثم خرج إلى عمرة، ونزل بالدار التي بناها جده أبو فارس، وضيق على العرب ومنعهم من الدخول إلى بلاد إفريقية، وكان مريضا، فاشتد به المرض، وفر من عنده الأمير زكريا بن محمد بن السلطان أبي العباس وأمه ابنة السلطان أبي فارس عبد العزيز بن أبي العباس، ونزل عند العرب المخالفين على المنتصر، فسار عند ذلك المنتصر من عمرة عائدا إلى تونس، وقد تزايد مرضه، فتبعه زكريا ومعه العرب حتى نزلوا على مدينة تونس، وحصروها عدة أيام، فخرج عثمان أخو المنتصر من قسنطينة، وقدم تونس فسر به المنتصر هذا، والفقيه أبو القاسم البرزلي مفتي البلد وخطيبها يجول في الناس بالمدينة، ويحرضهم على قتال العرب، ويخرجهم فيقاتلون العرب، ويرجعون مدة أيام، إلى أن حمل العرب عليهم حملة منكرة، هزموهم، وقتل من الفريقين عدد كبير، كل ذلك والمنتصر ملقى على فراشه لا يقدر أن ينهض للحرب، من شدة المرض.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وقوع وباء عظيم ببلاد كرمان.
العام الهجري: 838الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1434تفاصيل الحدث:
وقع وباء عظيم ببلاد كرمان. وكان ابتداؤه في مدينة هراة من بلاد خراسان، في شهر ربيع الأول، وشنع واشتد، فمات فيه عالم عظيم، يقول المكثر ثمانمائة ألف.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
فتح عدة بلاد من بلاد الحطي ملك الحبشة.
العام الهجري: 838الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1435تفاصيل الحدث:
بعث الملك شهاب الدين أحمد بدلاي بن سعد الدين سلطان المسلمين بالحبشة، أخاه خير الدين لقتال أمحرة الكفرة، ففتح عدة بلاد من بلاد الحطي ملك الحبشة، وقتل أميرين من أمرائه، وغنم مالا عظيما، وأكثر من القتل في أمحرة النصارى، وخرب لهم ست كنائس.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
انتشار وباء عظيم ببلاد الحبشة.
العام الهجري: 838الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1435تفاصيل الحدث:
انتشر بعامة بلاد الحبشة وباء عظيم، فمات فيه من المسلمين ومن النصارى عالم لا يحصى، حتى لقد بالغ القائل بأنه لم يبق ببلاد الحبشة أحد. وهلك في هذا الوباء الحطي ملك الحبشة الكافر، وأقيم بدله صبي صغير.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة ملك الحفصيين المنتصر محمد وقيام أخيه عثمان.
العام الهجري: 839العام الميلادي: 1435تفاصيل الحدث:
مات ملك تونس وبلاد إفريقية من الغرب، السلطان المنتصر أبو عبد الله محمد بن أبي عبد الله محمد بن أبي فارس، في يوم الخميس حادي عشرين صفر بتونس، ولم يتهن في ملكه لطول مرضه وكثرة الفتن، وسفكت في أيامه - مع قصرها - دماء خلق كثير، وقام بمملكة تونس من بعده أخوه شقيقه عثمان، فقتل عدة من أقاربه وغيرهم، وكان من خبر المنتصر أنه ثقل في مرضه، حتى أقعد، وصار إذا سار يركب في عماريه على بغل، وتردد كثيرا إلى قصر بخارج تونس للتنزه به، إلى أن خرج يوما ومعه أخوه أبو عمرو عثمان صاحب قسنطينه، وقد قدم عليه وولاه الحكم بين الناس، ومعه أيضا القائد محمد الهلالي، وقد رفع منه حتى صار هو وأبو عمرو عثمان المذكور - مرجع أمور الدولة إليهما، وحجباه عن كل أحد، فلما صارا معه إلى القصر المذكور تركاه به، وقد أغلقا عليه، يوهما أنه نائم، ودخلا المدينة، وعبرا إلى القصبة واستولى أبو عمرو على تخت الملك، ودعا الناس إلى بيعته، والهلالي قائم بين يديه، فلما ثبتت دولته، قبض على الهلالي، وسجنه، وغيبه عن كل أحد، ثم التفت إلى أقاربه، فقتل عم أبيه الأمير الفقيه الحسين بن السلطان أبي العباس، وقتل معه ابنيه وقد فر بهما إلى العرب، فنزل عندهم، فاشتراه منهم بمال جم، وقتل ابني عم أبيه الأمير زكريا بلد العناب ابن أبي العباس، وقتل ابني الأمير أبي العباس أحمد صاحب بجاية، فنفرت عنه قلوب الناس، وخرج عليه الأمير أبو الحسن بن السلطان بن أبي فارس عبد العزيز، متولي بجاية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
العسكر المصري يقاتل دلغار نائب أبلستين الخارج عن الطاعة ومعه جانبك الصوفي الهارب من السلطان.
العام الهجري: 839الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1436تفاصيل الحدث:
إن العسكر المجرد من مصر وغيرها لما توجه إلى حلب، سار منها نائبها تغري برمش البهسني بعساكر حلب، وصحبته الأمير قاني باي الحمزاوي نائب حماة بعساكر حماة، ونزل على عينتاب، وقد نزل جانبك الصوفي، مرغش، فتوجهوا إليه من الدربند أمام العسكر المصري، ونزلوا على بزرجق يعني: سويقة باللغة العربية، ثم عدوا الجسر، وقصدوا ناصر الدين بك دلغادر نائب أبلستين من طريق دربند كينوك، فلم يقدروا على سلوكه لكثرة الثلوج فمضوا إلى دربند آخر من عمل بهسنا، وساروا منه بعد مشقة يريدون أبلستين وساروا حتى طرقها تغري برمش المذكور بمن معه في يوم الثلاثاء تاسع شهر رمضان، فلم يدرك ناصرالدين بن دلغادر بها، فأمر تغري برمش بنهب أبلستين وإحراقها فنهبت وأحرقت بأجمعها، ثم أمر العسكر بنهب جميع قراها وإحراقها فنهبوها وأخذوا منها شيئا كثيرا، ثم عاد نائب حلب بمن معه والأغنام تساق بين يديه بعد أن امتلأت أيدي العساكر من النهب، وترك أبلستين خرابا قاعا صفصفا، وعاد إلى حلب بعد غيبته عنها خمسين يوما، كل ذلك وأمراء مصر بحلب، ثم بلغ تغري برمش بعد قدومه إلى حلب أن ناصرالدين بن دلغادر نزل بالقرب من كينوك فجهز إليه أخاه حسنا حاجب حجاب حلب، وحسن هو الأسن، ومعه مائة وخمسون فارسا إلى عينتاب تقوية للأمير خجا سودون، وقد نزل بها بعد أن انفرد عن العسكر المصري من يوم خرج من الديار المصرية، فتوجه حسن المذكور بمن معه إلى خجا سودون وأقام عنده، فلما كان يوم رابع عشرين ذي الحجة من سنة تسع وثلاثين المذكورة، وصل إليهم الأمير جانبك الصوفي، ومعه الأمير، قرمش الأعور، والأمير كمشبغا المعروف بأمير عشرة أحد أمراء حلب، وكان توجه من حلب وانضم على جانبك الصوفي قبل تاريخه بمدة طويلة، ومعه أيضا أولاد ناصر الدين بك ابن دلغادر، الجميع ما عدا سليمان، فنزلوا على مرج دلوك، ثم ركبوا وساروا منه إلى قتال خجا سودون بعينتاب، فركب خجا سودون أيضا بمماليكه وبمن معه من التركمان والعربان وقاتلهم آخر النهار، وباتوا ليلتهم، وأصبحوا يوم الثلاثاء خامس عشرين ذي الحجة تقدم حسن حاجب الحجاب بمن معه من التركمان والعربان أمام خجا سودون، فتقدم إليهم جانبك الصوفي بمن معه، وهم نحو الألفي فارس، فقاتلته العساكر المذكورة وقد تفرقوا فرقتين: فرقة عليها خجا سودون وحسن حاجب الحجاب المقدم ذكره، وفرقة عليها الأمير تمرباي اليوسفي المؤيدي دوادار السلطان بحلب، وتركمان الطاعة في كل فرقة منهما، وتصادم الفريقان فكانت بينهم وقعة هائلة انكسر فيها جانبك الصوفي، وأمسك الأمير قرمش الأعور، والأمير كمشبغا أمير عشرة، وهما كانا جناحي مملكته، وثمانية عشر فارسا من أصحاب جانبك الصوفي، وانهزم جانبك في أناس وتبعهم العساكر فلم يقدروا عليهم فعادوا، فأخذ خجا سودون قرمش وكمشبغا بمن معهما، وقيد الجميع وسيرهم إلى حلب، وكتب بذلك إلى السلطان، فقدم الخبر على السلطان في صفر من سنة أربعين وثمانمائة، ومع المخبر رأس الأمير قرمش الأعور ورأس الأمير كمشبغا أمير عشرة، وأنه وسط من قبض معهما بحلب، فشهر الرأسان بالقاهرة، ثم ألقيا في سراب الأقذار بأمر السلطان ولم يدفنا.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
بعض مراكب الفرنج يحاولون سرقة مراكب للمسلمين في الإسكندرية.
العام الهجري: 840الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1436تفاصيل الحدث:
في حادى عشرين محرم طرق ميناء بوقير خارج مدينة الإسكندرية ثلاثه أغربة من الفرنج الكيتلان وأخذوا مركبين للمسلمين، فخرج إليهم أقباى اليشبكى الدوادار نائب الثغر، ورماهم حتى أخذ منهم أحد المركبين وأحرق الفرنج المركب الآخر، وساروا، وفي ثاني عشرينه غد هذه الوقعة طرق ميناء الإسكندرية مركب آخر للكيتلان، وكان بها مركب للجنوية، فتحاربا، وأعان المسلمون الجنوية حتى إنهزم الكيتلان.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
أبو الحسن عم ملك الحفصيين يحاصر قسنطينة ويحاربه الملك عثمان.
العام الهجري: 840الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1436تفاصيل الحدث:
في محرم خرج من مدينة بجاية بإفريقية أبو الحسن علي ابن السلطان أبى فارس عبد العزيز، حتى نزل على قسنطينة، وحصرها، ثم في شهر صفر سار أبو عمرو عثمان بن أبي عبد الله محمد ابن السلطان أبى فارس عبد العزيز من مدينة تونس يريد قسنطينه لقتال عمه أبي الحسن علي، وقد ذكرنا أخبار قتالهما في أحداث سنة 843هـ ففيها كانت الحروب.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة صاحب صنعاء المنصور نجاح وقيام ابنه الناصر محمد بعده ثم موته وتولية المهدي صلاح.
العام الهجري: 840الشهر القمري: صفرالعام الميلادي: 1436تفاصيل الحدث:
مات صاحب صنعاء اليمن الإمام المنصور نجاح الدين أبو الحسن على ابن الإمام صلاح الدين أبى عبد الله محمد بن على بن محمد بن على بن منصور بن حجاج بن يوسف، من ولد يحيى بن الناصر أحمد بن الهادى يحيى بن القاسم الرسى بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم، في سابع صفر، بعدما أقام في الإمامة بعد أبيه ستا وأربعين سنة وثلاثة أشهر، وأضاف إلى صنعاء وصعدة عدة من حصون الإسماعيلية أخذها منهم، بعد حروب وحصار، فقام من بعده ابنه الإمام الناصر صلاح الدين محمد بعهده إليه وبيعة الجماعة له، فمات بعد ثمانية وعشرين يوما في خامس عشرين شهر ربيع الأول، فأجمع الزيدية بعده على رجل منهم يقال له صلاح بن علي بن محمد بن أبي القاسم وبايعوه، ولقبوه بالمهدي وهو من بني عم الإمام المنصور، وقام بأمره ابن سنقر على أن يكون الحكم له، فعارضه الإمام، وصار يحكم بما يؤدى إليه اجتهاده، ولا يلتفت إلى ابن سنقر، فثار عليه بعد ستة أشهر رجل يقال له محمد بن إبراهيم الساودي، وأعانه قاسم ابن سنقر، وقبضا عليه وسجناه في قصر صنعاء، ووكل به محمد بن أسد الأسدي، وقام قاسم بالأمر، فدبرت زوجة الإمام المهدي في خلاصة، ودفعت إلى الأسدي الموكل به ثلاثة آلاف أوقية، فأفرج عنه، وخرج به من القصر، وسار إلى معقل يسمى ظفار، وفيه زوجة المهدي، ومضى الأسدي إلى معقل يسمى دمر، وهو من أعظم معاقل الإسماعيلية التى انتزعها الإمام المنصور علي بن صلاح، وأقام المهدي مع زوجته بظفار، ثم جمع الناس، وسار إلى صنعاء، فوقع بينه وبين ابن سنقر وقعة، انكسر فيها الإمام، وتحصن بقلعة يقال لها تلى، فلما بلغ ذلك زوجته، ملكت صعدة، وأطاعها من بها من الناس، فاضطرب أمر قاسم، وكان الناس مخالفين عليه، فأقام ولدا صغيرا وهو ابن بنت الإمام المنصور علي وأبوه من الأشراف الرسية، فازداد الناس نفورا عنه وإنكارا عليه، واستدعوا الإمام المهدي إلى صعدة، فقدمها وبايعه الأشراف بيعة ثانية، حتى تم أمره، وبعث إلى أهل الحصون يدعوهم إلى طاعته، فأجابوه، وانفرد قاسم بصنعاء وحدها على كره من أهلها، وبغض له.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #363  
قديم 11-11-2025, 04:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله

الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد السابع
صـــ171 الى صــ 180
(363)






قتال بين سلطان العثمانيين مراد وبين ابن دلغار نائب أبلستين.
العام الهجري: 840الشهر القمري: جمادى الآخرةالعام الميلادي: 1437تفاصيل الحدث:
جهز الأمير سليمان بن ناصر الدين محمد بن دلغادر إلى مراد بن محمد بن بايزيد بن عثمان، فلقيه على مدينة غاليبولي، وترامى عليه، وكان ابن قرمان المذكور قد قاتل حاكم مدينة أماية فقتله، فغضب مراد ابن عثمان وتحركت كوامن العداوة التى بين القرمانية والعثمانية، وعزم على المسير إلى أخذ ابن قرمان، وبرز من غاليبولي يريد مدينة بورصا فلما قدم عليه سليمان بن دلغادر جهز معه عسكرا، وأنعم عليه بالمال والسلاح، وندب معه حاكم مدينة توقات لمحاصرة مدينة قيصرية، وأخذها من ابن قرمان، وجهز أيضا الأمير عيسى أخا إبراهيم بن قرقمان على عسكر آخر، وبعثه إلى بلاد قرمان ليسير هو من وراء العسكرين، فأهم السلطان الأشرف برسباي هذا الخبر، وجهز إلى كل من عنتاب وملطية وكختا وكركر المال والسلاح، وكتب إلى تركمان الطاعة، بمعاونة إبراهيم بن قرقمان على عدوه.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
طاعون حاد في الشام.
العام الهجري: 841الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1437تفاصيل الحدث:
كثر الوباء بالطاعون بحلب وأعمالها، حتى تجاوزت عدة الأموات بمدينة حلب في اليوم مائة، وفي شهر ربيع الآخر شنع الوباء بحماة، حتى تجاوزت عدة الأموات عندهم في كل يوم ثلاثمائة إنسان، ولم يعهدوا مثل ذلك في هذه الأزمنة، وفي شهر جمادى الأولى فشا الموت في الناس بمدينة حماة وأعمالها، حتى تجاوز عدة من يموت في كل يوم مائة وخمسين إنسانا، وفي شهر جمادى الآخر وقع الوباء بدمشق، وفشا الموت بالطاعون الوحى، ثم كثر بدمشق، وشنع بحلب وأعمالها، فأظهر أهلها التوبة، وأغلقوا حانات الخمارين، ومنعوا البغايا الواقفات للبغاء، والشباب المرصدين لعمل الفاحشة، بضرائب تحمل لنائب حلب وغيره من أرباب الدولة فتناقص الموت وخف الوباء، حتى كاد يرتفع، ففرح أهل حلب بذلك، وجعلوا شكر هذه النعمة أن فتحوا الخمارات، وأوقفوا البغايا والأحداث للفساد بالضرائب المقررة عليهم، فأصبحوا وقد مات من الناس ثمانمائة إنسان، وإستمر الوباء الشنيع، والموت الذريع فيهم، رجب، وشعبان، وما بعده، ثم شنع الوباء بدمشق في شعبان ومات من الغرباء الذين قدموا من بغداد وتبريز والحلة والمشهد وتلك الديار فرارا من الجور والظلم الذى هنالك وسكنوا حلب وحماة ودمشق عالم عظيم، لا يحصرهم العاد لكثرتهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وقعة بين النصارى البرتغال وبين المسلمين في سبتة.
العام الهجري: 841الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1437تفاصيل الحدث:
وقدم الخبر بأن ملك البرتغال صاحب مدينة شلب من الأندلس سار يريد مدينة طنجة، فنزل على سبتة في المحرم، ومضى منها وهى بيده في البر والبحر، ومعه فيما يقال ثمانية عشر ألف رام، وستة آلاف فارس، حتى نزل على طنجة فحصرها مدة شهر إلى أن أتته جموع المسلمين من فاس ومكناسة وأصيلا في شهر ربيع الآخر، فكانت بينهم وبين البرتغال من النصارى حروب عظيمة، نصر الله فيها المسلمين، وقتل نحو الثلثين من النصارى، والتجأ باقيهم إلى محلتهم فضايقهم المسلمون حتى طلبوا الأمان على أن يسلموا المسلمين مدينة سبتة، ويفرجوا عن سبعمائة أسير من المسلمين، ويدفعوا ما بأيديهم من آلات الحرب للمسلمين فأمنوهم، وبعثوا برهائنهم على ذلك، فصار المسلمون يأخذون النصارى ويوصلونهم إلى أسطولهم بالبحر، فحسد أحمد اللحيانى القائم بتدبير مكناسة الأزرق وهو أبو زكريا حى بن زيان بن عمر الوطاسى القائم بتدبير مدينة فاس وقتل عدة من النصارى، ورحل، فحنق النصارى، من ذلك، وحطموا على المسلمين حطمة قتل فيها جماعة، وخلصوا إلى أسطولهم وبقى ابن ملكهم في يد المسلمين، فلما وصلوا إلى بلادهم، لم يرض أكابرهم بتسليم سبتة للمسلمين، وبعثوا في فداء ابن الملك بمال، فلم يقع بينهم وبين الرسول اتفاق، وسجنوه مع ابن الملك المرتهن عند صالح بن صالح بن حمو، بطنجة فيقول المكثر أن الذى قتل من النصارى في هذه الواقعة خمسة وعشرون ألفا، وغنم المسلمون منهم أموالا كثيرة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
فتنة بين العبيد وبين مماليك السلطان في مصر.
العام الهجري: 841الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1438تفاصيل الحدث:
جرت في ليلة الاثنين ويوم الاثنين خامس رجب شنائع وذلك أن مماليك السلطان سكان الطباق بالقلعة نشأوا على مقت السلطان لرعيته، مع ما عندهم من بغض الناس، فنزل كثير منهم في أول الليل، وأخذوا في نهب الناس، وخطف النساء والصبيان للفساد، واجتمع عدد كثير من العبيد السود، وقاتلوا المماليك فقتل من العبيد خمسة نفر، وجرح عدة من المماليك، وخطف من العمائم وأخذ من الأمتعة شىء كثير، فكان ذلك من أقبح ما سمع به، ثم أخذ المماليك في تتبع العبيد، فقتلوا منهم جماعة، ففر كثير منهم من القاهرة، وإختفى كثير منهم، فلما نودى بذلك سكن ذلك الشر، وأمن الناس على عبيدهم، بعد خوف شديد، ثم نودي بألا يحمل أحد من العبيد السلاح، ولا سيفا ولا عصى، ولا يمشي بعد المغرب، وأن المماليك لا تتعرض لأحد من العبيد، ثم رسم بمنع المماليك من النزول من طباقهم بالقلعة إلى القاهرة، وذلك أنهم صاروا ينزلون طوائف طوائف إلى المواضع التى يجتمع بها العامة للنزهة، ويتفننوا في العبث والفساد، من أخذ عمائم الرجال واغتصاب النساء والصبيان، وتناول معايش الباعة، وغير ذلك، فلم يتم منعهم، ونزلوا على عادتهم السيئة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
طاعون حاد في مصر.
العام الهجري: 841الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1438تفاصيل الحدث:
في هذا الشهر رجب وقع الوباء بالطاعون ببلاد الصعيد من أرض مصر، وفي شهر رمضان كانت عدة الأموات التى رفعت بها أوراق مباشرى ديوان المواريث بالقاهرة ثمانية عشر إنسانا، وتزايدت عدتهم في كل يوم حتى فشا في الناس الموت بالطاعون في القاهرة ومصر، لاسيما في الأطفال والإماء والعبيد، فإنهم أكثر من يموت موتا وحيا سريعا، ثم شنعت الأخبار بكثرة من يموت، وسرعة موتهم، وشناعة الموتان أيضا ببلاد الواحات من أرض مصر، ووقوعه قليلا بصعيد مصر، وقد شنع الموت بالدور السلطانية في أولاد السلطان الذكور والإناث، وفي حظاياه وجواريه، وجوارى نسائه، وفي الخدام الطواشية، وشنع الموت في مماليكه سكان الطباق، حتى لقد مات منهم في هذا الوباء نحو آلاف ومات من الخدام الخصيان مائة وستون طواشي، ومات من الجوارى بدار السلطان زيادة على مائة وستين جارية، سوى سبع عشرة حظية وسبعة عشر ولدا، ذكورا وإناثا، وشنع الموت أيضا في الناس بالقاهرة ومصر وما بينهما، وفي سكان قلعة الجبل، سوى من ذكرنا، وفي بلاد الواحات والفيوم، وبعض بلاد الصعيد، وبعض الحوف بالشرقية، ووقع الطاعون في الغنم والدواب، ووجد في النيل سمك كثير طاف قد مات من الطاعون، وأما الطاعون فإنه ابتدأ بالقاهرة من أول شهر رمضان، وكثر في شوال حتى تجاوز عدة من يصلى عليه في مصلى باب النصر كل يوم أربعمائة ميت، سوى بقية المصليات وعدتها بضع عشرة مصلى، ومع ذلك فلم تبلغ عدة من يرفع في أوراق ديوان المواريث قط أربعمائة، وسببه أن الناس أعدوا توابيت للسبيل، ومعظم من يموت إنما هم الأطفال والإماء والعبيد، فلا يحتاج أهلهم إلى إطلاقهم من الديوان، وفي شهر ذي الحجة والذى قبله فشا الموت بالطاعون في الإسكندرية، ودمياط، وفوه، ودمنهور، وما حول تلك الأعمال، فمات بها عالم كبير، وتجاوزت عدة من يموت بالإسكندرية في كل يوم مائة إنسان.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
هدم دير المغطس للنصارى في مصر.
العام الهجري: 841الشهر القمري: رمضانالعام الميلادي: 1438تفاصيل الحدث:
في هذا الشهر شعبان هدم للنصارى دير المغطس عند الملاحات، قريب من بحيرة البرلس وكانت نصارى الإقليم قبليا وبحريا تحج إلى هذا الدير كما يحجون إلى كنيسة القيامة بالقدس، وذلك في عيده من شهر بشنس، ويسمونه عيد الظهور.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة السلطان الأشرف برسباي وقيام ابنه العزيز يوسف.
العام الهجري: 841الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1438تفاصيل الحدث:
في يوم الثلاثاء رابعه عهد السلطان إلى ولده المقام الجمالى يوسف، ثم جلس الخليفة أمير المؤمنين المعتضد بالله أبو الفتح داود، وقضاة القضاة الأربع على مراتبهم، والأمير الكبير جقمق العلاى أتابك العساكر، ومن تأخر من أمراء الألوف والمباشرون، ماعدا كاتب السر فإنه شديد المرض، ثم قام القاضى زين الدين عبد الباسط وفتح باب الكلام في عهد السلطان من بعد وفاته لابنه المقام الجمالى بالسلطنة وقد حضر أيضا مع أبيه، فاستحسن الخليفة ذلك وأشار به، فتقدم القاضى شرف الدين الأشقر بالعهد إلى بين يدى السلطان، فأشهد السلطان على نفسه بأنه عهد إلى ولده الملك العزيز جمال الدين أبى المحاسن يوسف من بعد وفاته بالسلطة فأمضى الخليفة العهد، وشهد بذلك القضاة، ثم ظل المرض يتزايد بالسلطان إلى أن خارت قواه وأصبح يهذي أحيانا حتى لما كان شهر ذي الحجة مات عصر يوم السبت ثالث عشره، وفي الحال حضر الخليفة والقضاة الأربعة والأمير الكبير جقمق العلائي وسائر أمراء الدولة، وسلطنوا المقام الجمالي يوسف ولقبوه بالملك العزيز يوسف جمال الدين أبي المحاسن وعمره يومئذ أربع عشرة سنة وسبعة أشهر، ثم أخذ الأمراء في تجهيز السلطان، فجهز وغسل وكفن بحضرة الأمير إينال الأحمدي الفقيه الظاهري برقوق أحد أمراء العشرات بوصية السلطان له، وهو الذي أخرج عليه كلفة تجهيزه وخرجته من مال كان الأشرف دفعه إليه في حياته، وأوصاه أن يحضر غسله وتكفينه ودفنه، ولما انتهى أمر تجهيز الملك الأشرف حمل من الدور السلطانية إلى أن صلي عليه بباب القلعه من قلعة الجبل، وتقدم للصلاة عليه قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن حجر، ثم حمل من المصلى على أعناق الخاصكية والأمراء الأصاغر، إلى أن دفن بتربته التي أنشأها بالصحراء خارج القاهرة، وحضرت أنا الصلاة عليه ودفنه، وكانت جنازته مشهودة بخلاف جنائز الملوك، ولم يقع في يوم موته اضطراب ولا حركة ولا فتنة، ونزل إلى قبره قبيل المغرب، وكانت مدة سلطنته بمصر سبع عشرة سنة تنقص أربعة وتسعين يوما.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
حصار آقشهر وأرزكان وعودهما إلى الطاعة.
العام الهجري: 841الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1438تفاصيل الحدث:
قدم الخبر بأن اسكندر بن قرا يوسف نزل قريبا من مدينة تبريز فبرز إليه أخوه جهان شاه، المقيم بها من قبل القان معين الدين شاه رخ بن تيمور لنك ملك المشرق، فكانت بينهما وقعة إنهزم فيها إسكندر إلى قلعة يلنجا من عمل تبريز، فنازله جهان شاه، وحصره بها، وأن الأمير حمزة بن قرايلك متملك ماردين وأرزنكان أخرج أخاه ناصر الدين على باك من مدينة آمد، وملكها منه، فقلق السلطان من ذلك، وعزم على أن يسافر بنفسه إلى بلاد الشام، وكتب بتجهيز الإقامات بالشام ثم أبطل ذلك، ثم رسم بخروج تجريدة إلى بلاد الشام، وعين من الأمراء المقدمين ثمانية، وكتب لنائب الشام الأمير أينال الجكمى، أن يتوجه، ممن معه صحبة الأمراء إلى حلب، ويستدعوا حمزة باك ابن قرايلك صاحب ماردين وأرزنكان، فإن قدم إليهم خلع عليه بنيابة السلطة فيما يليه، وإلا مشوا بأجمعهم عليه وقاتلوه وأخذوه، ثم رحل الأمراء المجردون من أبلستين، ومعهم نواب الشام وعساكرها من غزة إلى الفرات، وجميع تركمان الطاعة، وتوجهوا في جمع كبير يريدون مدينة آقشهر، حتى نزلوا عليها وحصروها، وكان من خبرهم أن العسكر المجرد لما قصد مدينة آقشهر تلقاهم سلطان أحمد بن قليج أرسلان صاحب تلى صار وقد رغب في الطاعة السلطانية وسار معهم حتى نازلوا مدينة أقشهر في أول ذي الحجة، فهرب متملكها حسن الأيتاقى في ليلة الثلاثاء ثانيه إلى قلعة برداش، فملك العسكر المدينة وقلعتها، وقبضوا على عدة من أعيانها، وبعثوا بسلطان أحمد بن قليج أرسلان على عسكر، فملك قلعتي فارس وتمشلي، فأقروه على نيابة السلطة بهما، وساروا لمحاصرة حسن بقلعة برداش ففر منها إلى قلعة بزطلش، فنزل من العسكر عليها حتى أخذها في ثامن عشره الأمير قرقماس أمير سلاح، بعد أن قاتل أهلها بضعة عشر يوما، ثم هدمها حتى سوى بها الأرض، وقد فر منها حسن أيتاقي، ثم سار الأمير قرقماس، ممن معه مع بقية العساكر يريدون أرزنكان، فقدم عليهم الأمير مرزا بن الأمير يعقوب ابن الأمير قرايلك رسولا من أبيه يعقوب صاحب أرزنكان وكماخ وقد خرج عن أرزنكان ونزل كماخ، وقدم مع مرزا زوجة أبيه وعدة من القضاة والأعيان بأرزنكان، يسألون العفو عن الأمير يعقوب وإعفائه من قدومه إليهم وأن يجهز لنيابة السلطنة بأرزنكان الأمير جهان كير ابن الأمير ناصر الدين على باك بن قرايلك، فأجيبوا إلى ذلك كله، وخلع على الأمير مرزا، ودفع إليه خلعة لأبيه الأمير يعقوب، وأعيد وصحبته الأمير جهان كير، وقد خلع عليه بنيابة أرزنكان، وساروا وقد جهز إلى أرزنكان بالأمير سودون النوروزى دوادار نائب حلب، ومعه نائب دوركى ونائب بهنسنى، فتسلموا أرزنكان بلا مانع، وأقاموا بها، ثم توجه القاضي معين الدين عبد اللطيف ابن القاضي شمس الدين الأشقر كاتب السر بحلب، حتى حلف أهل أرزنكان بالإقامة على طاعة السلطان، ثم سارت العساكر من أقشهر في ثاني عشرينه حتى نزلت على أرزنكان، وعسكروا هناك، فخرج إليهم أهلها، وباعوا عليهم ما أرادوا منهم، وفتحت أبواب المدينة، والعساكر يدخل منها المدينة من أراد ذلك، من غير ضرر ولا نهب، واستمروا على ذلك إلى آخر الشهر.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
خلع السلطان العزيز يوسف وتسلطن الظاهر جقمق.
العام الهجري: 842الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1438تفاصيل الحدث:
بعد أن أصبح السلطان العزيز يوسف بن برسباي سلطانا أصبح الأمير الكبير جقمق هو نظام الملك فله الأمر والنهي وبيده كل شيء وليس للسلطان سوى الاسم، وكان في هذه السنة حصلت فتن بين المماليك الأشرفية التابعون للسلطان وبين الأمير جقمق ومن معه من الأمراء والمماليك الظاهرية والمؤيدية فعزز الأمير جقمق مركزه وعلا شأنه حتى لما كان يوم الأربعاء تاسع عشر ربيع الأول قام الأمير الكبير جقمق بخلع السلطان العزيز يوسف بعد أن دام في السلطنة مدة أربعة وتسعين يوما، وذلك باتفاق الأمراء وأعيان المملكة على سلطنته ولما تم أمره استدعي الخليفة المعتضد بالله داود والقضاة الأربعة والأمير قرقماس أمير سلاح وسائر الأمراء وجميع أعيان الدولة إلى الحراقة بباب السلسلة من الإسطبل السلطاني، وجلس كل واحد في مجلسه، فافتتح الأمير قرقماس بالكلام مع الخليفة والقضاة بأن قال السلطان صغير، والأحوال ضائعة لعدم اجتماع الكلمة في واحد بعينه ولابد من سلطان ينظر في مصالح المسلمين وينفرد بالكلمة، ولم يكن يصلح لهذا الأمر سوى الأمير الكبير جقمق هذا فقال جقمق هذا لا يتم إلا برضا الأمراء والجماعة فصاح الجميع نحن راضون بالأمير الكبير فعند ذلك مد الخليفة يده وبايعه بالسلطنة ثم بايعه القضاة والأمراء على العادة، ثم قام من فوره إلى مبيت الحراقة، ولبس الخلعة الخليفتية السوداء، وتقلد بالسيف، وخرج ركب فرسا أعد له بأبهة السلطنة وشعار الملك، فأصبح السلطان الجديد هو السلطان الملك الظاهر سيف الدين أبو سعيد جقمق العلائي الظاهري الشركسي، ويذكر في أصله أنه أخذ من بلاده صغيرا فاشتراه خواجا كزلك وجلبه إلى الديار المصرية فابتاعه منه الأتابك إينال اليوسفي، وقيل ولده أمير علي بن إينال وهو الأصح، ورباه عنده، فطلبه الملك الظاهر منه في سرحة سرياقوس، وأخذه وأعطاه لأخيه جاركس، وقد اختلفت الأقوال في أمر عتقه فمن الناس من قال إن أمير علي كان أعتقه قبل أن يطلبه الملك الظاهر منه، فلما طلبه الملك الظاهر سكت أمير علي عن عتقه لتنال جقمق السعادة بأن يكون من جملة مشتروات الملك الظاهر، وكان كذلك وهذا القول هو الأقوى والمتواتر بين الناس.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
فتنة الأمير الكبير قرقماس ومحاولته خلع السلطان الظاهر جقمق.
العام الهجري: 842الشهر القمري: ربيع الثانيالعام الميلادي: 1438تفاصيل الحدث:
بعد أن تسلطن الظاهر جقمق أصبح الأمير قرقماس هو أتابك العساكر وهو الأمير الكبير، ثم في ربيع الآخر ثارت عدة من المماليك القرانصة الذين قاموا مع السلطان العزيز يوسف بن برسباي قبل ذلك على الأشرفيه وطلبوا الآن من السلطان الزيادة في مرتباتهم، فنزل إليهم الأمير قرقماس ووعدهم بأن يكلم السلطان بذلك ولكنهم أبوا إلى أن يقاتلوا السلطان واستطاعوا أن يقنعوا الأمير قرقماس بأن يكون معهم ضد السلطان فلبسوا سلاحهم ولبس هو الآخر أيضا، وأتاه كثير من الأشرفية وساروا به حتى وقف بالرميلة تجاه باب السلسلة، وهم في إجتماعهم مختلفة آراؤهم، وعندما وقف تجاه باب السلسلة من القلعة سار بعض أتباعه ونادى في القاهرة على لسانه بمجيء المماليك إلى الأمير قرقماس، وأنه ينفق فيهم مائتي دينار لكل واحد، وبمجيء الزعر إليه وأنه يعطى كل واحد منهم عشرين دينارا، فعظم جمعه، بحيث توهم كثير من الناس أن الأمر له، وكان السلطان عند ذلك في نفر قليل، فبادر بنزوله من القصر إلى المقعد الذي بجانب باب السلسلة، ومعه المال، وبعث بجماعة للقتال، فوقعت الحرب بين الفريقين مرارا، والجراح فاشية فيهم، وقد قتل جماعة وتعين الغلب لقرقماس ومن معه، إلا أن عدة من الأمراء فروا عنه، وصعدوا من باب السلسلة إلى السلطان، فسر بهم، ثم أقبل أيضا من جهة الصليبة عدة أمراء، ووقفوا تجاه قرقماس، في هيئة أنهم جاءوا ليقاتلوا معه ثم ساقوا خيولهم بمن معهم، ودخلوا باب السلسلة، وصاروا مع السلطان، فإزداد بهم قوة، هذا وقد دقت الكوسات السلطانية حربيا بالطبلخاناه من القلعة، وقامت ثلاثة مشاعلية على سور القلعة تنادى من كان في طاعة السلطان فليحضر وله من النفقة كذا وكذا، ونثر مع ذلك السلطان من المقعد على العامة ذهبا كثيرا، وصار يقف على قدميه ويحرض أصحابه على القتال، فأقبلت الفرسان نحوه شيئا بعد شىء داخلة في طاعته، وتركت قرقماس، والحرب مع هذا كله قائمة بين الفريقين ضربا بالسيوف، وطعنا بالرماح إلا أن الرمي من القلعة على قرقماس ومن معه بالنشاب كثير جدا، مع رمى العامة لهم بالحجارة في المقاليع لبغضها في قرقماس وفي الأشرفية، فتناقص جمعهم، وتزايد جمع السلطان إلى قبيل العصر، فتوجه بعض الأشرفية وأخذوا في إحراق باب مدرسة السلطان حسن ليتمكنوا من الرمي على القلعة من أعلاها، فلم يثبت قرقماس، وفر وقد جرح، فثبتت الأشرفيه وقاتلت ساعة، حتى غلبت بالكثرة عليها، فإنهزمت بعدما قتل من الفرسان والرجالة، جماعة، وجرح الكثير، فمن جرح من السلطانية الأمير تغرى بردى المؤذى حاجب الحجاب من طعنة برمح في شدقه، والأمير أسنبغا الطيارى الحاجب في آخرين فكانت هذه الوقعة من الحروب القوية بحسب الوقت، إلا أن قرقماس جرى فيها على عادته في العجلة والتهور، ففاته الحزم، وأخطأه التدبير من وجوه عديدة، ليقضى الله أمرا كان مفعولا {وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له} وعندما انهزم القوم ندب السلطان الأمير أقبغا التمرازى أمير سلاح في جماعة لطلب المنهزمين، فتوجه نحو سرياقوس خشية أن يمضوا إلى الشام، فكانوا أعجز من ذلك، ولم يجد أحدا فعاد، ثم قبض على الأمير قرقماس، ثم سجن بالإسكندرية، ثم قتل بعد عدة أشهر.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #364  
قديم 11-11-2025, 04:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله

الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد السابع
صـــ181 الى صــ 190
(364)




وفاة ابن ناصر الدين الدمشقي.
العام الهجري: 842الشهر القمري: ربيع الثانيالعام الميلادي: 1438تفاصيل الحدث:
محدث الشام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبى بكر بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن مجاهد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن علي، المعروف بابن ناصر الدين القيسي الدمشقي الشافعي، توفي في ثامن عشرين شهر ربيع الآخر بدمشق، طلب الحديث، فصار حافظ بلاد الشام غير منازع، وصنف عدة مصنفات، منها تحفة الإخباري بترجمة صحيح البخاري وعقود الدرر في علوم الأثر والرد الوافر في الدفاع عن ابن تيمية وله التنقيح في حديث التسبيح وله برد الأكباد عند فقد الأولاد وله فضل عشر ذي الحجة ويوم عرفة وغيرها من المصنفات الدالة على غزير علمه في الحديث والفقه.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة ملك اليمن الظاهر عبدالله بن الأشرف وتولي ابنه الأشرف إسماعيل.
العام الهجري: 842الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1439تفاصيل الحدث:
مات ملك اليمن الملك الظاهر هزبر الدين عبد الله بن الأشرف إسماعيل بن على ابن داود بن يوسف بن عمر بن على بن رسول، يوم الخميس سلخ شهر رجب وله في الملك نحو إثنتي عشر سنة، وضعفت مملكة اليمن في أيامه لقلة مجابي أموالها، واستيلاء العربان على أعمالها، وأقيم بعده ابنه الأشرف إسماعيل، وله من العمر نحو العشرين سنة، فأكثر من سفك الدماء، وأخذ الأموال، وغير ذلك من أنواع الفساد.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
خروج الأمير تغري برمش نائب حلب والأمير إينال الجكمي نائب دمشق عن الطاعة وقتلهما.
العام الهجري: 842الشهر القمري: رمضانالعام الميلادي: 1439تفاصيل الحدث:
أول من بدأ بالعصيان على السلطان هو تغري برمش الذي استطاع أن يستحوذ على حلب وأعلن عصيانه، فقام السلطان بإنابة غيره على حلب وبعث بعض الأمراء لتولية الأمراء النواب الجدد، وكانت الأخبار ترد أن نائب دمشق الأمير إينال الجكمي أيضا يريد الخروج عن الطاعة لكن أمره لم يتحقق إلى أن كان يوم الاثنين تاسع رمضان، كان جميع أمراء دمشق وسائر المباشرين بين يدي الأمير إينال، وقد اطمأن كل أحد بأن ملك الأمراء مستمر على الطاعة، فما هو إلا أن استقر في مجلسه أشار بالقبض على أعيان أمراء دمشق، فأغلق الباب وقبض على جميع الأمراء والمباشرين، فلما سمع السلطان هذا الخبر، اضطرب وتشوش غاية التشويش، وجمع الأمراء واستشارهم في أمر إينال وتغري برمش فأشاروا الجميع بسفره، وانفض الموكب على أن السلطان يسافر لقتال المذكورين، ثم في يوم الأربعاء، ورد الخبر على السلطان أن الأمير قطج أتابك حلب وصل أيضا إلى حماة، وأن تغري برمش أخذ مدينة عينتاب وقلعتها، وأن عدة من قبض عليه الأمير إينال الجكمي من أمراء دمشق تسعة عشر أميرا، ثم ورد على السلطان كتاب الأمير فارس نائب قلعة دمشق، بأن الأمير إينال الجكمي أمر فنودي بدمشق بالأمان والاطمئنان والدعاء للسلطان الملك العزيز يوسف، ثم في يوم الأربعاء خامس عشرينه عين السلطان للسفر من أمراء الألوف اثنان ومن أمراء العشرات عشرة، ثم ورد الخبر على السلطان من الأمير طوغان العثماني نائب القدس بأن إينال الجكمي أطلق الأمراء الذين قبض عليهم قبل تاريخه، وحلفهم للملك العزيز يوسف، ولكن نفرت القلوب بذلك عن إينال الجكمي، وأول من نفر عنه تغري برمش نائب حلب، وقال في نفسه عن إينال المذكور هذا في الحقيقة ليس بخارج عن الطاعة، وإنما قصد بالإشاعة عنه أنه عاص حتى أقدم عليه ويقبض علي تقربا لخاطر السلطان ومن يومئذ أخذ أمر إينال الجكمي في الاضمحلال قليلا، واستخف كل أحد عقله وتعجب من سوء تدبيره، وكاد أخوه سودون العجمي أن يموت قهرا لما بلغه عن أخيه إينال ذلك، وهو يوم ذاك من جملة أمراء العشرات بالديار المصرية، ثم ورد الخبر بانكسار تغري برمش وهروبه من حلب إلى الرملة، ثم ورد الخبر على السلطان بأن إينال الجكمي برز بمخيمه من مدينة دمشق إلى ظاهرها، فلما كان يوم الخميس ثالث شوال المذكور، عزم هو على الخروج من المدينة بنفسه إلى مخيمه ليسير بمن معه إلى نحو الديار المصرية، فبينما هو في ذلك ركب عليه الأمير قاني باي الأبوبكري الناصري البهلوان أتابك دمشق، وكان ممن وافق الجكمي على العصيان وحسن له ذلك ثم تركه ومال إلى جهة السلطان، وركب معه الأمير برسباي الناصري حاجب الحجاب بدمشق وجميع أمراء دمشق وعساكرها، ولم يبق مع إينال من أعيان أمراء دمشق إلا جماعة يسيرة فلما بلغ إينال الجكمي ركوب هؤلاء عليه، مال عليهم وقاتلهم، فلم يثبتوا له وانهزموا أقبح هزيمة، ثم تراجعوا فحمل عليهم فانكسروا وتمزقوا شذر مذر، ثم إن العسكر المصري وصل إلى الشام وتصادم مع العسكر الشامي بقيادة إينال وحصلت بينهم وقائع كانت بدايتها بانهزام العسكر المصري ثم تخلى عن إينال أصحابه ومدوا أيديهم إلى النهب في أطلاب النواب لما انهزموا أمام العسكر الشامي، وبقي إينال في أناس قليلة، فحط بهم على العسكر المصري، فثبتوا له وقاتلوه ساعة وقد تفرقت عنه أصحابه بسبب النهب فلم يجد مساعدا، فانهزم بعد أن قتل من الفريقين جماعة كبيرة جدا، فلما أصبح العسكر يوم الخميس ثاني في ذي القعدة ورد الخبر عليهم من دمشق بالقبض على إينال الجكمي من قرية حرستا من عمل دمشق ثم في يوم الأحد ثاني عشر ذي القعدة، كتب بقتل إينال الجكمي بسجنه بقلعة دمشق، بعد تقريره على أمواله وذخائره، وبقتل جماعة من أصحابه ممن قبض عليه في الوقعة وكان قتله بقلعة دمشق في ليلة الاثنين عشرين ذي القعدة، ثم قدم الخبر على السلطان، بأن العساكر توجهت من دمشق، في حادي عشر ذي القعدة إلى حلب، لقتال تغري برمش هذا وأهل حلب يد واحدة على قتاله، ثم إن العسكر المصري بمن معه من العسكر الشامي، لما ساروا من دمشق إلى جهة حلب، وافاهم الأمير قاني باي محمزاوي وغيره وصاروا جمعا واحدا، فلقيهم تغري برمش المذكور بجموعه التي كانت معه قريبا من حماة، في يوم الجمعة سابع عشر ذي القعدة، وقد صف عساكره من التركمان وغيرهم، حتى ملؤوا الفضاء، فحال ما وقع بصر عسكره على العساكر السلطانية، أخذوا في الانهزام من غير مصاففة، بل بعض تناوش من صغائر الطائفتين، وولوا الأدبار ومدت العساكر السلطانية أيديها إلى عساكر تغري برمش، فغنموا منهم غنائم لا تحصى كثرة، ونهب جميع وطاق تغري برمش وماله، وانهزم هو في جماعة يسيرة من خواصه إلى جهة التركمان الصوجية، ثم قبضوا عليه بعد ذلك وكتب بقتل تغري برمش بعد عقوبته ليقر على أمواله، فعوقب، فأقر على شيء من ماله، نحو الخمسين ألف دينار؛ ثم أنزل ونودي عليه إلى تحت قلعة حلب، وضربت عنقه.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
القتال بين ملك الحفصيين أبو عمرو عثمان وبين عمه أبي الحسن.
العام الهجري: 843العام الميلادي: 1439تفاصيل الحدث:
جرت حروب بأفريقية من بلاد المغرب، وذلك أنه لما مات أبو فارس عبد العزيز، وقام من بعده حفيده المنتصر أبو عبد الله محمد بن أبى عبد الله ولى عمه أبا الحسن على بن أبي فارس بجاية وأعمالها، فلما مات المنتصر، وقام من بعده أخوه أبو عمرو عثمان بن أبي عبد الله، إمتنع عمه أبو الحسن من مبايعته، ورأى أنه أحق منه، ووافقه فقيه بجاية منصور بن على بن عثمان وله عصبة وقوة فاستبد بأمر بجاية وأعمالها، فسار أبو عمرو من تونس في جمع كبير لقتاله، فالتقيا قريبا من تبسة وتحاربا، فإنهزم أبو الحسن إلى بجاية، ورجع أبو عمرو إلى تونس، ثم خرج أبو الحسن من بجاية، وضم إليه عبد الله بن صخر من شيوخ إفريقية، ونزل بقسطنطينة وحصرها وقاتل أهلها مدة، فسار إليه أبو عمرو من تونس في جمع كبير، فلما قرب منه سار أبو الحسن عائدا إلى جهة بجاية، فتبعه أبو عمرو حتى لقيه وقاتله، فإنهزم منه بعد ما قتل أبو الحسن عدة من أصحابه، وعاد كل منهما إلى بلده، فلما كان في هذه السنة أعمل أبو عمرو الحيلة في قتل عبد الله بن صخر حتى قتله، وحملت رأسه إليه بتونس، ففت ذلك في عضد أبي الحسن، ثم جهز أبو عمرو العساكر من تونس في إثر ذلك، فنازلت بجاية عدة أيام، حتى خرج الفقيه منصور بن على إلى قائد العسكر، وعقد معه الصلح ودخل به إلى بجاية، وعبر الجامع وقد أجتمع به الأعيان، وجاء أبو الحسن ووافق على الصلح وأن تكون الخطبة لأبي عمرو، ويكون هو ببجاية في طاعته، وترجع العساكر عن بجاية إلى تونس، فلما تم عقد الصلح أقيمت الخطة باسم أبي عمرو، وعادت العساكر تريد تونس فبلغهم أن أبا عمرو خرج من تونس نحوهم لقتال أبي الحسن، فأقاموا حتى وافاهم، ووقف على ما كان من أمر الصلح، فرضي به، وأخذ في العود إلى جهة تونس، فورد عليه الخبر بأن أبا الحسن خاف على نفسه من أهل بجاية، فخرج ليلا حتى نزل جبل عجيسة فأقر عساكره حيث ورد عليه الخبر، وسار جريدة في ثقاته، ودخل مدينة بجاية، فسر أهلها بقدومه، وزينوا البلد، فرتب أحوالها وإستخلف بها أصحابه، وعاد إلى معسكره، واستدعي شيوخ عجيسة فأتاه طائفة منهم فأرادهم على تسليم أبى الحسن إليه، وبذل لهم المال، فأبوا أن يسلموه، فتركهم وعاد إلى تونس فكثر جمع إلى الحسن بالجبل، وأقام به مدة، ثم خاف من عجيسة أن تغدر به، ولم يأمنهم على نفسه، فسار ونزل جبل عياض قريبا من الصحراء.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وقوع الصلح بين ملك إشبيلية وبين ملك المسلمين بغرناطة.
العام الهجري: 843الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1439تفاصيل الحدث:
وقع الصلح بين الفنش ملك إشبيلية وقرطبة وغيرهما من ممالك الفرنج، وبين محمد بن الأحمر ملك المسلمين بغرناطة من بلاد الأندلس، بعدما امتدت الفتنة بين الفريقين عدة سنين.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
هدم قلعة الكهف الإسماعيلية في طرابلس.
العام الهجري: 843الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1440تفاصيل الحدث:
قدم عسكر من مدينة طرابلس فنازلوا قلعة الكهف ومدينتها وبها إسماعيل بن العجمي أمير الإسماعيلية مدة أيام، حتى أخذوها، وهدموا القلعة حتى سووا بها الأرض، وأنعم على إسماعيل المذكور بإمرة في طرابلس، فزالت قلعة الكهف، وكانت أحد الحصون الإسماعلية المنيعة وذلك بسعاية ناصر الدين محمد، وحجي، وفرج، أولاد عز الدين الداعي.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
قتال بين الفرنج وبين المسلمين في رودس.
العام الهجري: 844الشهر القمري: جمادى الأولىالعام الميلادي: 1440تفاصيل الحدث:
في يوم الثلاثاء حادي عشرين جمادى الأولى قدم الغزاة في البحر، وكان من خبرهم أنهم انحدروا في النيل من ساحل بولاق إلى دمياط، ثم ركبوا بحر الملح من دمياط وساروا في جزيرة قبرس فقام لهم متملكها بزوادتهم، ومروا إلي العلايا فأمدهم صاحبها بطائفة في غرابين، ومضوا إلي رودس، وقد استعد أهلها لقتالهم، فكانت بينهم محاربة طول يومهم، لم يكن فيها نصفه، وقتل من المسلمين اثنا عشر من المماليك، وجرح كثير، وقتل وجرح من الفرنج كثير فلما خلص المسلمون بعد جهد، مروا بقرية من قرى رودس، فقتلوا وأسروا ونهبوا ما فيها، وقدموا دمياط، ثم ركبوا النيل إلى القاهرة، وأسفر وجه الأمراء أنهم لم يكن لهم طاقة بأهل رودس.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
استغاثة إمارة غرناطة بالسلطان المملوكي جقمق.
العام الهجري: 844الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1440تفاصيل الحدث:
أرسلت إمارة غرناطة آخر إمارات الإسلام في الأندلس بسفارة استغاثة ونجدة بعثتها إلى السلطان المملوكي جقمق وذلك طلبا للعون والمساعدة، وكان المسلمون في غرناطة يعانون من ضراوة الهجوم الذي يشنه النصارى الأسبان على دولتهم، لكن هذه الاستغاثة لم تجد استجابة كافية من السلطان المملوكي.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
اشتداد البرد بالقاهرة حتى جمدت المياه.
العام الهجري: 844الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 1441تفاصيل الحدث:
اشتد البرد بالقاهرة، حتى جمدت المياه بعدة مواضع، وبيع الجليد بالأسواق في يوم الخميس الحادي عشر من شعبان، وجمدت بركة من مستنقع ماء النيل في بعض الضواحي بحيث صارت قطعة واحدة، ومشي فوقها الأوز، وأصبحت زروع كثيرة من الفول وقد اسودت وحفت، فحملت وأوقدت في الأفران، واسود ورق كثير من شجر الجميز وغيره.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة الخليفة العباسي المعتضد داود وتولية أخيه المستكفي سليمان.
العام الهجري: 845الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1441تفاصيل الحدث:
في يوم الأحد رابع شهر ربيع الأول كانت وفاة الخليفة العباسي المعتضد بالله داود بن المتوكل على الله أبي عبد الله محمد، بعد مرض تمادى به أياما؛ وحضر السلطان الملك الظاهر جقمق الصلاة عليه بمصلاة المؤمني، ودفن بالمشهد النفيسي، وكانت خلافته تسعة وعشرين سنة وأياما، ثم في يوم الخميس ثامن شهر ربيع الأول كانت مبايعة الخليفة أمير المؤمنين سليمان ابن الخليفة المتوكل على الله أبي عبد الله محمد بالخلافة، بعد وفاة أخيه المعتضد داود، بعهد منه إليه، ولقب بالمستكفي بالله أبي الربيع سليمان.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #365  
قديم 11-11-2025, 04:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله

الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد السابع
صـــ191 الى صــ 200
(365)





خلع أمير مكة بركات بن حسن وتولية أخيه علي بدله ثم توليه أخيه أبي القاسم.
العام الهجري: 845الشهر القمري: جمادى الأولىالعام الميلادي: 1441تفاصيل الحدث:
في يوم الاثنين سادس عشر جمادى الأولى خلع السلطان على الشريف علي بن حسن بن عجلان باستقراره في إمرة مكة، عوضا عن أخيه بركات بن حسن بحكم عزله، لعدم حضوره إلى الديار المصرية؛ وعين السلطان مع الشريف علي المذكور خمسين مملوكا من المماليك السلطانية، وعليهم الأمير يشبك الصوفي المؤيدي أحد أمراء العشرات ورأس نوبة، لمساعدة علي المذكور على قتال أخيه الشريف بركات؛ وسافر الشريف علي من القاهرة في يوم الخميس رابع عشرين جمادى الآخر، ثم في يوم الأحد ثاني عشر شهر ربيع الآخر سنة 846هـ قدم الأمير سودون المحمدي من مكة المشرفة إلى القاهرة، وهو مجرح في مواضع من بدنه، من قتال كان بين الشريف علي صاحب مكة وبين أخيه بركات، انتصر فيه الشريف علي، وانهزم بركات إلى القبر، ثم في يوم الاثنين ثالث شوال من سنة 846هـ خلع السلطان على الشريف أبي القاسم بن حسن بن عجلان، باستقراره أمير مكة، عوضا عن أخيه علي، بحكم القبض عليه وعلى أخيه إبراهيم بمكة المشرفة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة المؤرخ المقريزي.
العام الهجري: 845الشهر القمري: رمضانالعام الميلادي: 1442تفاصيل الحدث:
تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن تميم بن عبد الصمد البعلبكي الأصل, المصري المولد والوفاة المقريزي الحنفي ثم الشافعي، وكانت وفاته في يوم الخميس سادس عشر شهر رمضان، ودفن من الغد بمقابر الصوفية، خارج باب النصر، وقال ابن تغري بردي في كتابه النجوم الزاهرة قال وأملى علي نسبه الناصري محمد ابن أخيه بعد وفاته، إلى أن رفعه إلى علي بن أبي طالب من طريق الخلفاء الفاطميين، انتهى كلامه، وهذا يفسر سر الدفاع الشديد من المقريزي عن نسب الفاطميين ويصحح نسبهم, - وغيره من النسابين والمؤرخين يقدحون في نسبهم ويقولون هو منحول مكذوب وقد بينا ذلك في كلامنا على أول ملوك الفاطميين ومؤسسها عبيد الله الفاطمي،- ولي المقريزي بعض الوظائف مثل القضاء والحسبة، وهو مؤرخ مشهور له عدة مصنفات في التاريخ أشهرها السلوك في معرفة دول الملوك, وله كتاب الخطط المشهور واسمه المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار يذكر فيه ما بمصر من الآثار وله كتاب اتعاظ الحنفا في تاريخ الفاطميين الخلفا وله الدرر المضيئة في التاريخ وله إمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأحوال والحفدة والمتاع وغيرها من الكتب.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
القتال بين سلطان العثمانيين مراد الثاني وبين المجر وعقد المعاهدة ثم نقضها المجريون بأمر البابا.
العام الهجري: 846العام الميلادي: 1442تفاصيل الحدث:
قام أمير الصرب جورج برنكوفتش بمهاجمة السلطان مراد العثماني واستطاع أن يفتح جزء من بلاد الصرب وحاصر مدينة بلغراد ستة أشهر، وغادرها أميرها متوجها إلى بلاد المجر ثم غادرها وأرسل جيشه للهجوم على ترانسلفانيا من أملاك المجر وهي تقع اليوم في الجزء الغربي من رومانيا، غير أن جيشه هزم وقتل قائده مع عشرين ألفا من الجند، وانسحب العثمانيون إلى ما بعد نهر الدانوب، فأرسل السلطان العثماني جيشا آخر قوامه ثمانون ألفا غير أنه هزم وأسر قائده عام 845هـ وسار الجيش المجري بعد ذلك إلى بلاد الصرب فالتقى في هذا العام بالسلطان مراد الثاني نفسه، فنشبت بين الفريقين ثلاثة معارك هزم فيها السلطان كلها، واضطر إلى توقيع معاهدة تنازل فيها السلطان عن الأفلاق للمجر ورد الصرب بعض المواقع، وكانت مدة هذه الهدنة عشر سنين، ويذكر أنه اشترك مع الجيش المجري أعداد من الصليبيين من بولندا وفرنسا وألمانيا والبندقية وجونيه وأفلاق وصرب وغيرهم، ولكن البابا لما بلغه خبر هذه المعاهدة أرسل مندوبا من قبله وهو سيزاريني إلى ملك المجر وأمره أن يرفض هذه المعاهدة وينقضها.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
خروج العسكر المصري لغزو رودس وعودته دون الوصول لرودس.
العام الهجري: 846الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1442تفاصيل الحدث:
كان السلطان في اهتمام لغزو رودس، فعين عدة كبيرة من المماليك السلطانية والأمراء، ومقدم الجميع اثنان من مقدمي الألوف، وسافروا الجميع من ساحل بولاق، في محرم سنة ست وأربعين، ومعهم عدة كبيرة من المطوعة، بأبهج زي من العلا والسلاح؛ وكان لسفرهم بساحل بولاق يوم مشهود، إلا أنهم عادوا في أثناء السفر، ولم ينالوا من رودس غرضا، بعد أن أخربوا قشتيل.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
فتنة المماليك السلطانية الأجلاب على السلطان الظاهر جقمق.
العام الهجري: 846الشهر القمري: صفرالعام الميلادي: 1442تفاصيل الحدث:
لما كان يوم الاثنين سادس عشر صفر، وثب جماعة كبيرة من مماليك السلطان الأجلاب، من مشترواته الذين بالأطباق من القلعة، وطلعوا إلى أسطحة أطباقهم، ومنعوا الأمراء وغيرهم من الأعيان من طلوع الخدمة، وأفحشوا في ذلك إلى أن خرجوا عن الحد، ونزلوا إلى الرحبة عند باب النحاس، وكسروا باب الزردخاناه السلطانية، وضربوا جماعة من أهل الزردخاناه، وأخذوا منها سلاحا كثيرا، ووقع منهم أمور قبيحة في حق أستاذهم الملك الظاهر، ولهجوا بخلعه من الفلك، وهم السلطان لقتالهم، ثم فتر عزمه عن ذلك شفقة عليهم، لا خوفا منهم، ثم سكنت الفتنة بعد أمور وقعت بين السلطان وبينهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
(البابا أوجانيوس) الرابع يعلن قيام حرب صليبية جديدة ضد المسلمين، ولقي نداؤه ترحيبا في بولندة والمجر وألمانيا وفرنسا.
العام الهجري: 847العام الميلادي: 1443تفاصيل الحدث:
قام البابا أغانيوس الرابع بالدعوة لحرب صليبية ضد العثمانيين، وخاصة أن مراد هزم أكثر من مرة وخاصة أمام المجريين، ولاقت هذه الدعوة ترحيبا كبيرا في بولندا والمجر والنمسا وألمانيا وفرنسا، وتعاقدوا على جيش يقوده ملك المجر جان هونياد.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
تنازل السلطان العثماني مراد بن محمد بن بايزيد عن السلطة لولده محمد.
العام الهجري: 848العام الميلادي: 1444تفاصيل الحدث:
لما مر على مراد ما مر من حروب وهزم أكثر من مرة أمام المجر، وتوفي ولده الأكبر علاء الدين، شعر السلطان بالتعب فرأى أن يخلد إلى الراحة، فتنازل عن الحكم لابنه الثاني محمد، الذي لم يكن يبلغ من العمر سوى أربعة عشر عاما، وسافر هو إلى غربي الأناضول في ولاية آيدين، وهذا مما قوى عزيمة الصليبيين للقيام بحملة صليبية على العثمانيين.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
العسكر المصري والشامي يغزو رودس ويعود دون فتحها.
العام الهجري: 848الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1444تفاصيل الحدث:
في يوم السبت سادس عشر شهر ربيع الأول خرجت الغزاة من القاهرة، فنزلت في المراكب من ساحل بولاق؛ وقصدوا الإسكندرية ودمياط، ليركبوا من هناك البحر المالح، والجميع قصدهم غزو رودس، وكانوا جمعا موفورا، ما بين أمراء وخاصكية ومماليك سلطانية ومطوعة، وكان مقدم الجميع في هذه السنة الأمير إينال العلائي الدوادار الكبير، وكانت المماليك السلطانية في هذه الغزوة تزيد عدتهم على ألف مملوك، هذا خارج عمن سافر من المطوعة، وأضاف إليهم السلطان أيضا جماعة كبيرة من أمراء البلاد الشامية، ورسم لهم السلطان أن يتوجه الجميع إلى طرابلس، ليضاف إليهم العسكر الشامي، ويسير الجميع عسكرا واحدا، ففعلوا ذلك، وسافر الجميع من ثغر دمياط وثغر الإسكندرية، في يوم الخميس حادي عشر شهر ربيع الآخر؛ وساروا من ثغر الإسكندرية ودمياط إلى طرابلس، ثم من طرابلس إلى رودس، حتى نزلوا على برها بالقرب من مدينتها في الخيم، وقد استعد أهلها للقتال، فأخذوا في حصار المدينة، ونصبوا عليها المناجيق والمكاحل، وأرموا على أبراجها بالمكاحل والمدافع، واستمروا على قتال أهل رودس في كل يوم، هذا ومنهم فرقة كبيرة قد تفرقت في قرى رودس وبساتينها ينهبون ويسبون، واستمروا على ذلك أياما، ومدينة رودس لا تزداد إلا قوة، لشدة مقاتليها ولعظم عمارتها، وقد تأهبوا للقتال وحصنوا رودس بالآلات والسلاح والمقاتلة، وصار القتال مستمرا بينهم في كل يوم، وقتل من الطائفتين خلائق كثيرة، هجم عليهم الفرنج في عدة كبيرة من المراكب، فبرز إليهم يلخجا ومن معه، وقاتلوهم قتالا عظيما، حتى نصر الله المسلمين، وانهزم الفرنج وغنم المسلمون منهم، كل ذلك وقتال رودس مستمر في كل يوم، والعساكر في غاية ما يكون من الاجتهاد في قتال رودس، غير أن رودس لا يزداد أمرها إلا قوة، لعظم استعداد أهلها للقتال، ولما كان في بعض الأيام، وقع للمسلمين محنة عظيمة، قتل فيها جماعة كبيرة من أعيان الغزاة من الخاصكية وغيرهم حيث كانوا بائتين في كنيسة فطرقهم الفرنج وقتلوهم، ودام القتال بعد ذلك في كل يوم بين عساكر الإسلام وبين فرنج رودس أياما كثيرة، ومدينة رودس لا تزداد إلا قوة، فعند ذلك أجمع المسلمون على العود، وركبوا مراكبهم، وعادوا إلى أن وصلوا إلى ثغر الإسكندرية ودمياط، ثم قدموا إلى القاهرة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
الحرب بين العثمانيين وبين الصليبيين وموقعة فارنا.
العام الهجري: 848الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1444تفاصيل الحدث:
بعد أن أصبح سلطان العثمانيين محمد بن مراد وهو مايزال صغيرا غرا على القتال، جمع الصليبيون جموعهم وهاجموا بلاد البلغار، ساعدهم على ذلك صغر سن السلطان وبعد السلطان مراد عن البلاد، ولكن السلطان مراد لما سمع بهذا الهجوم على البلغار غادر مكانه واتجه إلى أوربا فقاد الجيش وسار نحو الأعداء فوجدهم يحاصرون مدينة فارنا البلغارية الواقعة على ساحل البحر الأسود، فنازلهم وقتل ملك المجر في ساحة المعركة، فاختل ترابط الجند، فهاجم السلطان معسكر الأعداء واحتله وقتل الكاردينال سيزاريني مندوب البابا، وتم النصر للمسلمين في الثامن والعشرين من شهر رجب من هذا العام، ثم رجع مرة أخرى إلى مغنيسيا في آيدين.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
تمرد قادة الجيوش العثمانيين على السلطان محمد بن مراد بسبب صغر سنه.
العام الهجري: 849العام الميلادي: 1445تفاصيل الحدث:
إن السلطان مراد ترك اعتزاله وعاد فقاتل الصليبيين في فارنا وهزمهم ثم عاد مرة أخرى إلى مكان إقامته تاركا الأمر لابنه محمد، لكن إقامته لم تطل أكثر من ثلاثة أشهر فاضطر للعودة إلى أدرنة قاعدة الملك حيث استصغر قادة الجيش العثماني من الانكشارية السلطان محمد بن مراد، فعصوا أمره ونهبوا المدينة، فوصل السلطان مراد فأدب القادة وأشغلهم بالقتال في بلاد اليونان وذلك أن إمبراطور القسطنطينية قسم أملاكه بين أولاده إذ أعطى ابنه حنا مدينة القسطنطينية وابنه قسطنطين بلاد المورة أي جنوب اليونان فسار السلطان لحرب اليونان مستعملا المدفع لأول مرة، ولكنه لم يتمكن من فتحها بسبب تمرد اسكندر بك أحد ابناء أمير ألبانيا الذين عاشوا رهينة عند السلطان عندما سلم أبوه البلاد للسلطان فأظهر اسكندر الإسلام فلما وجد الفرصة مواتية بانشغال السلطان بحربه فر إلى ألبانيا وطرد العثمانيين منها.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #366  
قديم 11-11-2025, 04:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله

الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد السابع
صـــ201 الى صــ 210
(366)






خلع محمد الأيسر ملك بني نصر في غرناطة وتولي محمد العاشر الأحنف مكانه.
العام الهجري: 849العام الميلادي: 1445تفاصيل الحدث:
كان محمد الأيسر هذا منفيا في المغرب ثم عاد بتقوية ملك قشتالة له فأزاح محمد التاسع الصغير وحل محله، لكن الفتن لم تنته وكان له عدة خصوم، فاستطاع الأمير محمد العاشر بن عثمان بن يوسف المعروف بالأحنف أن يتزعم خصوم محمد الثامن الأيسر ويستولي على قصر الحمراء والحصون المجاورة له ويقبض على الأيسر هذا وينهي ملكه ويزجه وآله في السجن، ويخلفه في ملك بني نصر.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة الشيخ عبدالله العبدوسي مفتي فاس.
العام الهجري: 849الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 1446تفاصيل الحدث:
توفي الشيخ أبو محمد عبدالله العبدوسي مفتي فاس وعالمها ومحدثها.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
خلع محمد العاشر الأحنف ملك بني نصر وتولي سعد بن علي الملك ثم عودة الأحنف مرة أخرى للملك.
العام الهجري: 850العام الميلادي: 1446تفاصيل الحدث:
لم تدم أيام الأحنف بالملك كثيرا فقد ثار عليه الأمير سعد بن علي بن أبي الحجاج يوسف الثاني فانتزع منه الملك وتلقب بالمستعين وعرف بابن الأحمر، لكنه لم يلبث كثيرا حتى عاد محمد العاشر الأحنف بعد أن لجأ إلى ملك قشتالة فزوده بقوة استرد بها الملك بالقوة وخلع المستعين.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
العثمانيون يقاتلون اسكندر بك المتحكم في ألبانيا.
العام الهجري: 851العام الميلادي: 1447تفاصيل الحدث:
إن اسكندر بك كان سببا في فشل القوات العثمانية في الحرب مع اليونان وذلك لهربه من الجيش العثماني وهروبه إلى ألبانيا وتحمه في البلاد هناك، مما اضطر الجيش العثماني إلى المسير إليه بقوة كبيرة وحصل بينهم عدة حروب في هذه السنة كانت نهايتها هزيمة اسكندر بك وأخذ بعض المواقع منه، لكن السلطان العثماني اضطر إلى تركه والتوجه إلى الجيش المجري الذي بدأ بالثوران للثأر من هزيمة وقعة فارنا.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
إعادة الشريف بركات بن حسن أميرا على مكة.
العام الهجري: 851الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 1447تفاصيل الحدث:
في يوم الخميس أول شعبان، قدم الشريف بركات بن حسن بن عجلان، ونزل الملك الظاهر جقمق إلى لقائه خارج القاهرة، وبالغ السلطان في إكرام بركات المذكور، وقام إليه ومشى له خطوات، وأجلسه بجانبه، ثم خلع عليه، وقيد له فرسا بسرج ذهب وكنبوش زركش، وركب مع السلطان، وسار إلى قريب قلعة الجبل، فرسم له السلطان بالعود إلى محل أنزله به، وهو مكان أخلاه له المقر الجمالي ناظر الخواص، ورتب له الرواتب الهائلة، وقام الجمالي المذكور بجميع ما يحتاج إليه بركات، من الكلف والخدم السلطانية وغيرها، وكان أيضا هو القائم بأمره، إلى أن أعاده إلى إمرة مكة، والسفير بينهما الخواجا، شرف الدين موسى التتائي الأنصاري التاجر.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة ابن قاضي شهبة.
العام الهجري: 851الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 1448تفاصيل الحدث:
تقي الدين أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر الدمشقي الشافعي، المعروف بابن قاضي شهبة نسبة إلى جده عمر الذي كان قاضيا بشهبة من قرى حوران، توفي في ذي القعدة بدمشق فجأة بعد أن انتهت إليه الرئاسة في فقه مذهبه وفروعه، وكان ولي قضاء دمشق وخطب في واقعة الجكمي للملك العزيز يوسف، فحقد عليه الملك الظاهر جقمق ذلك، وعزله، إلى أن مات، بعد أن تصدى للإفتاء والتدريس سنين كثيرة، وانتفع غالب طلبة دمشق، وصنف التصانيف المفيدة، من أشهرها تاريخه المشهور باسم الإعلام بتاريخ أهل الإسلام وله طبقات الشافعية وبه مناقب الشافعي وله الكواكب الدرية وهو في سيرة نور الدين الشهيد الزنكي، وله طبقات الحنفية وله طبقات النحاة واللغويين وله ذيل على تاريخ ابن كثير.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
العثمانيون ينتصرون على المجريين في موقعة قوص أوه (قوصوه) الثانية.
العام الهجري: 852الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 1448تفاصيل الحدث:
لما رأى النصارى أن السلطان العثماني مراد الثاني قد خلد إلى الراحة تاركا أعباء السلطنة لابنه محمد الذي كان مايزال فتيا سولت لهم أنفسهم نقض العهود التي كانوا قد أبرموها مع السلطان مراد بزعم أن هذه العهود لم تكن بإذن البابا الذي هو وكيل المسيح في الأرض، فنقض النصارى عهودهم، وحشدوا الجيوش لمحاربة المسلمين، وحاصروا مدينة "فارنا" البلغارية الواقعة على ساحل البحر الأسود، والتي كانت قد تحررت على أيدي المسلمين، ونقض العهود هو سمت ظاهر لأعداء هذا الدين، وعندما تحرك النصارى وزحفوا نحو الدولة العثمانية وسمع المسلمون في أدرنة بحركة الصليبيين وزحفهم انتابهم الفزع والرعب وبعث رجال الدولة إلى السلطان مراد يستعجلون قدومه لمواجهة هذا الخطر وخرج السلطان المجاهد من خلوته ليقود جيوش العثمانيين ضد الخطر الصليبي، واستطاع مراد أن يتفق مع الأسطول الجنوي لينقل أربعين ألفا من الجيش العثماني من آسيا إلى أوروبا تحت سمع الأسطول الصليبي وبصره في مقابل دينار لكل جندي، وأسرع السلطان مراد في السير فوصل وارنه في نفس اليوم الذي وصل فيه الصليبيون، وفي اليوم التالي نشبت المعركة بين الجيشين النصراني والإسلامي وكانت عنيفة حامية وقد وضع السلطان مراد المعاهدة التي نقضها أعداؤه على رأس رمح ليشهدهم ويشهد السماء والأرض على الغدر والعدوان وليزيد حماس جنده، واقتتل الفريقان، ودارت بينهما معركة رهيبة كاد يكون فيها النصر للنصارى نتيجة حميتهم الدينية وحماسهم الزائد إلا أن تلك الحماية والحماس الزائد اصطدم بالروح الجهادية لدى العثمانيين، والتقى الملك "لاديسلاس" ناقض العهود مع السلطان مراد الوفي بالعهود وجها لوجه واقتتلا، ودارت بينهما معركة رهيبة، تمكن السلطان المسلم من قتل الملك المجري النصراني، فقد عاجله بضربة قوية من رمحه أسقطته من على ظهر جواده فأسرع بعض المجاهدين وجزوا رأسه ورفعوه على رمح مهللين مكبرين وفرحين وصاح أحد المجاهدين في العدو "أيها الكفار هذا رأس ملككم" وكان لذلك المنظر أثر شديد على جموع النصارى، فاستحوذ عليهم الفزع والهلع، فحمل عليهم المسلمون حملة قوية، بددت شملهم وهزموهم شر هزيمة، وولى النصارى مدبرين يدفع بعضهم ولم يطارد السلطان مراد عدوه واكتفى بهذا الحد من النصر وإنه لنصر عظيم كانت هذه المعركة في سهول قوصوه في 852هـ واستمرت المعركة ثلاثة أيام وانتهت بفوز ساحق للعثمانيين، وقد أخرجت هذه المعركة بلاد المجر لعشر سنوات على الأقل من عداد الدول التي تستطيع النهوض بعمليات حربية هجومية ضد العثمانيين.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
انتصار السلطان العثماني مراد الثاني على جيوش أوروبا النصرانية في معركة كوسوفا.
العام الهجري: 852الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 1448تفاصيل الحدث:
بعد انتصار العثمانيين على الصليبين في "فارنا" كانت رغبة الثأر تأكل قلب "هونياد" قائد الجيش الصليبي المجري، وكان يريد الانتقام ومحو آثار هزيمته وهروبه من ساحة القتال، فقام بتجهيز الحملة الصليبية السادسة ضد العثمانيين، اشترك فيها مائة ألف جندي من المجر وألمانيا وبولونيا وصقلية ونابولي، وتألف الجيش من 38 كتيبة، معظمها لا تعرف لغة الأخرى. تقدم هذا الجيش الجرار حتى صحراء كوسوفا والتقى بالجيش العثماني الذي كان يقوده مراد الثاني، واستمر اللقاء ثلاثة أيام، بدءا من (18 من شعبان 852 هـ = 17 من أكتوبر 1448م) ، وفي اليوم الثالث نجح السلطان مراد في محاصرة العدو الذي أنهكه التعب وضربات القوات العثمانية المتتالية، وأغلق أمامه طريق العودة. عجز "هونياد" عن المقاومة، حتى إذا حل الظلام تمكن من الهرب، تاركا خلفه 17 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الأسرى، وأعاد هذا النصر ذكرى انتصار السلطان مراد الأول على "لازار" ملك الصرب في هذا المكان سنة (791 هـ = 1389م) أي قبل 59 عاما من النصر الثاني، كما قضى على آمال الأوربيين في إخراج العثمانيين من بلاد البلقان لعصور طويلة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة ابن حجر العسقلاني.
العام الهجري: 852الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1449تفاصيل الحدث:
حافظ المشرق والمغرب، أمير المؤمنين في الحديث، شهاب الدين أبو الفضل أحمد ابن الشيخ نور الدين علي بن محمد بن علي بن أحمد بن حجر، المصري المولد والمنشأ والدار والوفاة، العسقلاني الأصل، الشافعي، قاضي قضاة الديار المصرية وعالمها وحافظها وشاعرها، حيث توفي في ليلة السبت ثامن عشرين ذي الحجة؛ وصلي عليه بمصلاة المؤمني وحضر السلطان الصلاة عليه، ودفن بالقرافة، ومشى أعيان الدولة في جنازته من داره بالقاهرة من باب القنطرة إلى الرملة؛ وكانت جنازته مشهودة إلى الغاية، حتى قال بعض الأذكياء إنه حزر من مشى في جنازته نحو الخمسين ألف إنسان، وكان لموته يوم عظيم على المسلمين، ومات ولم يخلف بعد مثله شرقا ولا غربا، ولا نظر هو مثل نفسه في علم الحديث، ويكفيه شهرة أنه مؤلف كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري الذي لا يكاد يستغني عنه أحد، وله تغليق التعليق وله كتاب الإصابة في تمييز الصحابة وله كتاب تقريب التهذيب وتهذيب التهذيب وله لسان الميزان وله بلوغ المرام في أدلة الأحكام وله في التاريخ رفع الإصر عن قضاة مصر وكتاب الإعلام فيمن ولي مصر في الإسلام وله غيرها من الكتب مما لا ينحصر في هذا المقام، وكلها تدل على سعة علمه في الحديث والرجال والعلل والفقه والخلاف، مما أكسبه اسم الحافظ بحق، فرحمه الله تعالى وجزاه عن الإسلام خيرا.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
طاعون في مصر.
العام الهجري: 853الشهر القمري: صفرالعام الميلادي: 1449تفاصيل الحدث:
فشا أمر الطاعون بالقاهرة، وتزايد، ثم أهل صفر من سنة ثلاث وخمسين، يوم الأربعاء، فيه عظم الطاعون، ومات في هذا الشهر جماعة كبيرة من الأمراء، وأعيان الدولة، ثم في يوم الاثنين عشرين صفر، تناقص الطاعون، وفي أواخر شهر ربيع الأول قل الطاعون بالقاهرة، بعد أن مات بها خلائق كثيرة؛ فكان من جملة من مات للسلطان فقط أربعة أولاد من صلبه، حتى لم يبق له ولد ذكر غير المقام الفخري عثمان.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #367  
قديم 11-11-2025, 04:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله

الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد السابع
صـــ211 الى صــ 220
(367)







وفاة الخليفة العباسي المستكفي بالله سليمان وتولي أخيه القائم بأمر الله حمزة.
العام الهجري: 855الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1451تفاصيل الحدث:
توفي الخليفة العباسي المستكفي بالله أبو الربيع سليمان ابن الخليفة المتوكل على الله أبي عبد الله محمد بالقاهرة في يوم الجمعة ثاني المحرم، ونزل السلطان الملك الظاهر جقمق للصلاة عليه بمصلاة المؤمني، ومشى في جنازته إلى أن شهد دفنه، وربما أراد حمل نعشه في طريقه، ومات المستكفي وهو في عشر الستين، بعد أن أقام في الخلافة تسع سنين ونحو عشرة أشهر، وتولى الخلافة بعده أخوه أبو البقاء حمزة بغير عهد منه، ولقب بالقائم بأمر الله.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة السلطان العثماني مراد الثاني بن محمد جلبي وتولي ابنه محمد المعروف بالفاتح.
العام الهجري: 855الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1451تفاصيل الحدث:
كان السلطان مراد بن محمد بن بايزيد بن عثمان قد تنازل عن السلطة لولده محمد لكنه اضطر للعودة إلى الساحة السياسية بل إلى ساحة القتال أكثر من مرة ثم عاد مرة أخرى إلى أدرنة إلى أن توفي فيها في هذه السنة من الخامس من محرم، عن عمر يناهز الخمسين بعد أن قضى أياما كثيرة مجاهدا كأنه سياج الإسلام، وبوفاته أصبح ابنه محمد متوليا للسلطة تماما بكل زمامهاوكان عمره يومها يقارب الاثنين وعشرين سنة، ومحمد هذا هو المعروف بالفاتح لأنه هو الذي فتح القسطنطينية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة بدر الدين العيني.
العام الهجري: 855الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1452تفاصيل الحدث:
بدر الدين أبو الثناء وقيل أبو محمد محمود ابن القاضي شهاب الدين أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين بن يوسف بن محمود العينتابي الحنفي، قاضي قضاة الديار المصرية، وعالمها ومؤرخها، توفي في ليلة الثلاثاء رابع ذي الحجة، ودفن من الغد بمدرسته التي أنشأها تجاه داره بالقرب من جامع الأزهر، ومولده بعينتاب في سنة اثنتين وستين وسبعمائة؛ ونشأ بها، وتفقه بوالده بعد حفظه القرآن الكريم، ثم رحل إلى حلب ثم القاهرة، إلى أن تولى فيها النظر في الأحباس ثم القضاء، كان مقربا جدا من السلطان الأشرف برسباي، كان فقيها أصوليا، نحويا، لغويا، وأفتى ودرس سنين، وصنف التصانيف المفيدة النافعة، وكتب التاريخ، ومن أشهر مصنفاته عمدة القاري في شرح صحيح البخاري، أما في التاريخ فاشتهر بكتابه الكبير عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان، وله مصطلح الحديث ورجاله، وله شرح الهداية في الفقه الحنفي وله شرح الكنز في الفقه الحنفي أيضا وله شرح سنن أبي داود وله أكثر من كتاب في سير بعض السلاطين المماليك الشراكسة الذين عاصرهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
السلطان العثماني محمد الفاتح يستعد لحصار القسطنطينية.
العام الهجري: 856العام الميلادي: 1452تفاصيل الحدث:
منذ أن تولى محمد الفاتح السلطنة مشى على ما كان عليه أبوه من الجهاد والغزو، فأول ما بدأ به أن أرجع زوجة أبيه الأميرة الصربية النصرانية مارا إلى أبيها، ثم بنى قلعة على مضيق البوسفور على الشاطئ الأوربي مقابل القلعة التي بناها السلطان بايزيد على الشاطئ الآسيوي، كل ذلك ليحكم قبضته على المضيق ويمنع من وصول الإمدادات إلى القسطنطينية من مملكة طرابزون الواقعة على ساحل البحر الأسود شمال شرق الأناضول، ورأى قسطنطين أن محمد الفاتح عازم على دخول مدينته فعرض دفع الجزية فرفض السلطان محمد ذلك، فاستنجد الإمبراطور قسطنطين بالدول النصرانية فأرسل له البابا ثلاثين سفينة حربية لكنها هربت من القرن الذهبي، ثم طلب من الروس المساعدة لكنهم لم يكونوا وقتها أصحاب قوة، ثم إن الجنويين الذين كانوا في غلطة الواقعة في نقطة التقاء مضيق البوسفور مع القرن الذهبي، تظاهروا أنهم حياديون، ولكنهم أرسلوا بدعم بقيادة جوستينان بقوة بحرية كبيرة التي اصطدمت مع السفن البحرية العثمانية وتمكنت من هزمها والدخول إلى القرن الذهبي ورفعت السلاسل في وجه السفن العثمانية، كل هذه الأمور كانت إرهاصات لفتح القسطنطينية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة الملك الكامل ملك الحصن.
العام الهجري: 856الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1452تفاصيل الحدث:
توفي الملك الكامل خليل بن الملك الأشرف أحمد بن الملك العادل سليمان، صاحب حصن كيفا من ديار بكر، ملك الحصن بعد قتل أبيه الملك الأشرف في سنة ست وثلاثين وثمانمائة, وتوفي هو قتيلا بيد ولده في شهر ربيع الأول. وتولى ولده الملك من بعده، ولقب بالملك الناصر، ودام في مملكة الحصن إلى شهر رمضان من نفس السنة, فوثب عليه ابن عمه الملك حسن وقتله، وسلطن أخاه أحمد، ولقبه بلقب أبيه المقتول، الملك الكامل.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
خلع السلطان الظاهر جقمق نفسه من السلطنة وتسلطن ابنه المنصور عثمان ثم وفاة السلطان جقمق.
العام الهجري: 857الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1453تفاصيل الحدث:
بدأ المرض بالسلطان في آخر السنة الماضية ومازال يزداد به حتى قوي عليه جدا في أوخر شهر محرم من هذه السنة، ثم لما كان يوم الأربعاء العشرون من المحرم، تكلم السلطان مع بعض خواصه في خلع نفسه من السلطنة، وسلطنة ولده المقام الفخري عثمان في حياته، فروجع في ذلك فلم يقبل، ورسم بإحضار الخليفة والقضاة والأمراء من الغد بالدهيشة، فلما كان الغد، وهو يوم الخميس حادي عشرون محرم حضر الخليفة والقضاة وجميع الأمراء، وفي ظن الناس أنه يعهد لولده عثمان بالملك من بعده كما هي عادة الملوك، فلما حضر الخليفة والقضاة عنده بعد صلاة الصبح، خلع نفسه من السلطنة، وقال للخليفة والقضاة الأمر لكم، انظروا فيمن تسلطنوه، أو معنى ذلك، لعلمه أنهم لا يعدلون عن ولده عثمان، فإنه كان أهلا للسلطنة بلا مدافعة، فلما سمع الخليفة كلام السلطان، لم يعدل عن المقام الفخري عثمان، لما كان اشتمل عليه عثمان المذكور من العلم والفضل، وإدراكه سن الشبيبة، وبايعه بالسلطنة، وتسلطن في يوم الخميس ولقب بالملك المنصور، وعمره يومئذ نحو الثماني عشرة سنة تخمينا، واستمر الملك الظاهر مريضا ملازما للفراش، وابنه الملك المنصور يأخذ ويعطي في مملكته، ويعزل ويولي، والملك الظاهر في شغل بمرضه، وما به من الألم في زيادة، إلى أن مات في قاعة الدهيشة الجوانية بين المغرب والعشاء من ليلة الثلاثاء ثالث صفر وقرىء حوله القرآن العزيز، إلى أن أصبح، وجهز وغسل وكفن من غير عجلة ولا اضطراب، حتى انتهى أمره وحمل على نعشه، وأخرج به، وأمام نعشه ولده السلطان الملك المنصور عثمان ماشيا وجميع أعيان المملكة إلى أن صلي عليه بمصلاة باب القلعة من قلعة الجبل، وصلى عليه الخليفة القائم بأمر الله أبو البقاء حمزة، وخلفه السلطان المنصور عثمان والقضاة وجميع الأمراء والعساكر، ثم حمل بعد انقضاء الصلاة عليه وأنزل من القلعة، حتى دفن بتربة أخيه الأمير جاركس القاسمي المصارع، ولم يشهد ولده الملك المنصور دفنه، وكانت مدة سلطنته أربع عشرة سنة وعشرة شهور ويومين.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
خلع السلطان المنصور عثمان بن جقمق وتسلطن الأشرف إينال العلائي.
العام الهجري: 857الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 1453تفاصيل الحدث:
لما تسلطن المنصور عثمان أساء تدبير أمور الدولة فأخذ يعزل ويولي ويعطي ويمنع دون رشد ولا تدبير ولا توقير لكبير أو قديم، حتى أوغر صدور الأشرفية والمؤيدية عليه وانتظم الصلح بين الطائفتين سرا تحالفوا واتفقوا على الركوب في يوم بعينه، كل ذلك والمنصور ومماليك أبيه وحواشيه في غفلة عن ذلك، وأكبر همهم في تفرقة الإقطاعات والوظائف، وفي ظنهم أن دولتهم تدوم، وأن الملك قد صار بيدهم، هذا مع عدم التفاتهم لتقريب العقلاء، ومشاورة ذوي التدبير وأرباب التجارب ممن مارس تغيير الدول والحروب والوقائع، وقد صار الناس عند الأمير الكبير إينال، ولبسوا السلاح، وأجمعوا على قتالهم، وأهل شهر ربيع الأول يوم الاثنين، وفيه كان ابتداء الوقعة بين السلطان الملك المنصور عثمان وبين الأتابك إينال العلائي، وذلك أنه قدم الأمراء جميعا إلى الرميلة يريدون طلوع القلعة، فتكاثرت المماليك عليهم واحتاطوا بهم، وأخذوهم غصبا بأجمعهم، وعادوا بهم إلى بيت الأمير الكبير إينال العلائي، ولما اجتمع القوم في بيت الأمير الكبير، وعظم جمعهم، أتاهم الأمراء والخاصكية والأعيان من كل فج، حتى بقوا في جمع موفور، فأعلنوا عند ذلك بالخروج عن طاعة الملك المنصور، والدخول في طاعة الأمير الكبير إينال، والأمير الكبير يمتنع من ذلك بلسانه، فلم يلتفتوا لتمنعه، وأخفوا في لبس السلاح، فلبسوا في الحال عن آخرهم، وطلبوا الخليفة القائم بأمر الله حمزة، فحضر قبل تمام لبسهم السلاح، ولما حضر الخليفة أظهر الميل الكلي للأتابك إينال، وأظهر كوامن كانت عنده من الملك المنصور وحواشيه وقام مع الأمراء في خلع المنصور أتم قيام، ولما تكامل لبس المماليك والأمراء السلاح طلبوا من الأمير الكبير الركوب معهم والتوجه إلى بيت قوصون تجاه باب السلسلة، فامتنع تمنعا ليس بذاك، ثم أجابهم في الحال؛ وركب هو والأمراء وحولهم العساكر محدقة بهم إلى أن أوصلوهم إلى بيت قوصون المذكور، وأما الملك المنصور لما بلغه ما وقع من القوم في بيت الأمير الكبير تحقق من عنده من الأمراء والأعيان ركوب الأمير الكبير وخروجه عن الطاعة، فأمروا في الحال يشبك القرمي والي القاهرة أن ينادي بطلوع المماليك السلطانية لأخذ النفقة، وأن النفقة لكل واحد مائة دينار؛ فنزل يشبك من القلعة والمنادي بين يديه ينادي بذلك، إلى أن وصل إلى الرميلة تجاه باب السلسلة، فأخذته الدبابيس من المماليك، فتمزقوا، وذهب القرمي إلى حال سبيله، ثم أمر الملك المنصور لأمرائه وحواشيه بلبس السلاح، فلبسوا بأجمعهم، ولبس هو أيضا؛ كل ذلك وآراؤهم مفلوكة، وكلمتهم غير منضبطة، وابتدأ القوم في القتال من يوم الاثنين المذكور، واشتد الحرب، وجرح من الطائفتين جماعة، وصار أمر الأمير الكبير في نمو بمن يأتيه من المماليك السلطانية، ومضى نهار الاثنين بعد قتال كبير وقع فيه، وبات الفريقان في ليلة الثلاثاء على أهبة القتال، وأصبحا يوم الثلاثاء على ما هم عليه من القتال والرمي بالمدافع والنفوط والسهام من الجهتين، والجراحات فاشية في الفريقين، ولم يكن وقت الزوال حتى كثر عسكر الأمير الكبير إينال بمن يأتيه أرسالا من المماليك السلطانية، واستفحل أمره، ثم في هذا اليوم لهج الخليفة أمير المؤمنين القائم بأمر الله حمزة بخلع الملك المنصور عثمان من الملك غير مرة في الملأ، فقوي بذلك قلب أصحاب الأمير الكبير وجدوا في القتال، وتفرقوا على جهات القلعة، وجدوا في حصارها، وأصبحوا يوم الأربعاء ثالث شهر ربيع الأول والقتال عمال، وأصحاب الملك المنصور تنسل منه إلى الأمير الكبير واحدا بعد واحد، ثم رسم الأمير الكبير بطلب القاضي محب الدين بن الأشقر كاتب السر والقضاة الأربعة، فحضروا في الحال، وقد نزل الخليفة من القصر أيضا، وجلس عند الأمير الكبير هو والقضاة تكلموا مع الخليفة في خلع الملك المنصور عثمان بكلام طويل، ثم طلبوا بدر الدين ابن المصري الموقع فأملاه قاضي القضاة علم الدين صالح البلقيني الشافعي ألماظا كتبها تتضمن القدح في الملك المنصور وخلعه من السلطنة، وكان ذلك في أوائل نهار الجمعة، وخلع الملك المنصور في اليوم المذكور من الملك وحكم القضاة بذلك، وكانت مدة سلطنة الملك المنصور شهرا واحدا وثلاثة عشر يوما؛ ثم سأل قاضي القضاة من حضر المجلس عن سلطنة الأمير الكبير إينال عليهم، فصاحوا بأجمعهم: "نحن راضون بالأمير الكبير" ، وكرر القاضي عليهم القول غير مرة وهم يردون الجواب كمقالتهم أولا، وفرحوا بذلك، وسروا غاية السرور، وانفض المجلس على خلع الملك المنصور وسلطنة الأتابك إينال؛ هذا والقتال مستمر أشد ما يكون بين الطائفتين، وأصبح الناس في يوم الأحد سابع شهر ربيع الأول والقتال مستمر بين الفريقين، ثم استطاع الأمير إينال أن يملك القلعة ثم أخذ المنصور عثمان ورسم بتسفيره إلى الإسكندرية وسجن بها، ثم حضر الخليفة والقضاة الأربعة وسائر أمراء الدولة، وبويع الأمير الكبير إينال بالسلطنة، ولقب بالملك الأشرف، ولبس خلعة السلطنة، أما السلطان الجديد فهو الأشرف سيف الدين أبو النصر إينال بن عبد الله العلائي الظاهري ثم الناصري، أصله شركسي الجنس، أخذ من بلاده، فاشتراه خواجا علاء الدين علي، وقدم به إلى القاهرة، فاشتراه الملك الظاهر برقوق ودام إينال كتابيا بطبقة الزمام، إلى أن ملكه الملك الناصر فرج بن برقوق وأعتقه.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
فتح القسطنطينية على يد السلطان العثماني محمد بن مراد الذي لقب بالفاتح.
العام الهجري: 857الشهر القمري: جمادى الأولىالعام الميلادي: 1453تفاصيل الحدث:
عرض السلطان محمد الفاتح على إمبراطور القسطنطينية أن يسلمها كي لا تصاب بأذى ولا يحل بالأهالي النكبات، وتعهد السلطان بحماية العقائد وإقامة الشعائر، فرفض الإمبراطور ذلك، فقام السلطان بمحاصرة المدينة من الجانب الغربي من البر بجنود يزيد عددهم على مائتين وخمسين ألف مقاتل، ومن جهة البحر بمائة وثمانين سفينة بحرية، وأقام المدافع حول الموقع، وكان من أهمها وأشهرها المدفع العظيم الذي صممه له المجري أوربان خصيصا للسلطان، وهذا المدفع كان يحتاج إلى سبعمائة شخص لجره ويرمي كرة حجرية وزنها اثنا عشر رطلا لمسافة ألف وستمائة متر، كما قام السلطان بنقل سبعين سفينة حربية إلى القرن الذهبي على ألواح خشبية مسافة تقرب من عشرة كيلومترات، وبهذا أحكم الحصار على القسطنطينية التي كان موقعها يعطيها القوة فهي محاطة بالمياة البحرية في ثلاث جبهات، مضيق البسفور، وبحر مرمرة، والقرن الذهبي الذي كان محميا بسلسلة ضخمة جدا تتحكم في دخول السفن إليه، بالإضافة إلى ذلك فإن خطين من الأسوار كانت تحيط بها من الناحية البرية من شاطئ بحر مرمرة إلى القرن الذهبي، يتخللها نهر ليكوس، وكان بين السورين فضاء يبلغ عرضه 60 قدما ويرتفع السور الداخلي منها 40 قدما وعليه أبراج يصل ارتفاعها إلى 60 قدما، وأما السور الخارجي فيبلغ ارتفاعه قرابة خمس وعشرين قدما وعليه أبراج موزعة مليئة بالجند، وبدأ الحصار يوم الجمعة سادس عشرين شهر ربيع الأول ولكن كل المحاولات البحرية كانت تبوء بالفشل بسبب تلك السلاسل أما في البر فتمكنت المدافع العثمانية من فتح ثغرة في الأسوار البيزنطية عند وادي ليكوس في الجزء الغربي من الأسوار، فاندفع إليها الجنود العثمانيون بكل بسالة محاولين اقتحام المدينة من الثغرة، كما حاولوا اقتحام الأسوار الأخرى بالسلالم التي ألقوها عليها، ولكن المدافعين عن المدينة بقيادة جستنيان استماتوا في الدفاع عن الثغرة والأسوار، واشتد القتال بين الطرفين، وكانت الثغرة ضيقة وكثرة السهام والنبال والمقذوفات على الجنود المسلمين، ومع ضيق المكان وشدة مقاومة الأعداء وحلول الظلام أصدر الفاتح أوامره للمهاجمين بالانسحاب بعد أن أثاروا الرعب في قلوب أعدائهم متحينين فرصة أخرى للهجوم، ثم لما رأى السلطان الفاتح أن المحاولات البحرية لا تجدي أمر بنقلها برا إلى القرن الذهبي على الألواح الخشبية المدهونة بالزيت والدهون وهذا العمل كان من معجزات ذلك الزمان في سرعته وكيفيته، واستمر العثمانيون في دك نقاط دفاع المدينة وأسوارها بالمدافع، وحاولوا تسلق أسوارها، وفي الوقت نفسه انشغل المدافعون عن المدينة في بناء وترميم مايتهدم من أسوار مدينتهم ورد المحاولات المكثفة لتسلق الأسوار مع استمرار الحصار عليهم كما وضع العثمانيون مدافع خاصة على الهضاب المجاورة للبسفور والقرن الذهبي، مهمتها تدمير السفن البيزنطية والمتعاونة معها في القرن الذهبي والبسفور والمياه المجاورة مما عرقل حركة سفن الأعداء وأصابها بالشلل تماما وحاول العثمانيون بكل طريقة الدخول فحاولا بحفر الأنفاق تحت الأسوار لكنها كانت تبوء بالفشل وحاولوا بصنع أبراج خشبية أعلى من أسوار المدينة دون كلل ولا تعب وكانت المدفعية العثمانيةلا تنفك عن عملها في دك الأسوار والتحصينات، وتهدمت أجزاء كثيرة من السور والأبراج وامتلئت الخنادق بالأنقاض، وبقي الهجوم مكثفا وخصوصا القصف المدفعي على المدينة، حتى أن المدفع السلطاني الضخم انفجر من كثرة الاستخدام, وعند الساعة الواحدة صباحا من يوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى سنة 857هـ الموافق 29 مايو 1435م بدأ الهجوم العام على المدينة بعد أن شجع السلطان المجاهدين ووعدهم بالأعطيات، وانطلق المهاجمون وتسلقوا الأسوار وقاتلوا من عارضهم وقد واصل العثمانيون هجومهم في ناحية أخرى من المدينة حتى تمكنوا من اقتحام الأسوار والاستيلاء على بعض الأبراج والقضاء على المدافعين في باب أدرنة ورفعت الأعلام العثمانية عليها، وتدفق الجنود العثمانيون نحو المدينة من تلك المنطقة، ولما رأى قسطنطين الأعلام العثمانية ترفرف على الأبراج الشمالية للمدينة، أيقن بعدم جدوى الدفاع وخلع ملابسه حتى لايعرف، ونزل عن حصانه وقاتل حتى قتل في ساحة المعركة ثم دخل السلطان كنيسة آيا صوفيا، ومنع أعمال السلب والنهب التي كانت قائمة، ووصل إلى الكنيسة المذكورة فأمر المؤذن أن يؤذن للصلاة وحولها إلى مسجد وهو المسجد المشهور اليوم في اسطنبول اليوم، وسمح السلطان للنصارى بتأدية شعائرهم وأعطاهم نصف كنائسهم محولا النصف الآخر لمساجد، وأطلق على القسطنطينية اسم استنبول وهي تعني مدينة الإسلام، وبهذا يتحقق الحديث النبوي بأن القسطنطينية تفتح قبل مدينة روما وقد روى الإمام أحمد في مسنده حديث النبي صلى الله عليه وسلم لتفتحن القسطنطينية على يد رجل، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش، وبهذا الفتح استحق السلطان محمد بن مراد لقب الفاتح بحق، فجزاه الله خيرا وغفر له.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
(البلقان) تم فتحها كلها ما عدا بلدتي بلغراد وغوسة.
العام الهجري: 857الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1453تفاصيل الحدث:
بعد أن قام السلطان محمد الفاتح بفتح القسطنطينية، أراد التوجه إلى بلاد المورة فأرسل ملكها وفدا يعرض على السلطان دفع جزية سنوية مقدارها اثنا عشر ألف دوك ذهبي، كما صالح أمير الصرب مقابل جزية سنوية قدرها ثمانون ألف دوك ذهبي، ثم دخل السلطان إلى بلاد الصرب وحاصر بلغراد ودافع عنها المجريون ولم يتمكن العثمانيون من فتحها.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
خلع محمد العاشر ملك بني نصر وعودة المستعين سعد.
العام الهجري: 858العام الميلادي: 1454تفاصيل الحدث:
قام المستعين سعد بن علي بن يوسف الثاني بخلع الأمير محمد العاشر بن عثمان.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #368  
قديم 11-11-2025, 04:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله

الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد السابع
صـــ221 الى صــ 230
(368)


زوال دولة بني رسول في زبيد وعدن.
العام الهجري: 858العام الميلادي: 1454تفاصيل الحدث:
زالت دولة بني رسول في زبيد وعدن في عهد آخر ملوكها المؤيد الحسين واستيلاء أمراء بني طاهر بزعامة الملك الطاهر صلاح الدين عامر الأول بن طاهر، ويذكر أن دولة بني رسول تأسست عام 626 هـ بزعامة عمر بن علي بن رسول.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
فتنة المماليك الظاهرية ومحاولتهم خلع السلطان الأشرف إينال.
العام الهجري: 859الشهر القمري: جمادى الآخرةالعام الميلادي: 1455تفاصيل الحدث:
في يوم الاثنين سلخ جمادى الآخرة كانت وقعة المماليك الظاهرية الجقمقية مع الملك الأشرف إينال، وسبب هذه الفتنة ثورة المماليك الأجلاب أولا، وأفعالهم القبيحة بالناس، ثم عقب ذلك أن السلطان كان عين تجريدة إلى البحيرة، نحوا من خمسمائة مملوك، وعليهم من أمراء الألوف الأمير خشقدم المؤيدي أمير سلاح، والأمير قرقماس رأس نوبة النوب، وعدة من أمراء الطبلخانات والعشرات، ورسم لهم السلطان بالسفر في يوم الاثنين، هذا ولم يفرق السلطان على المماليك المكتوبة للسفر الجمال على العادة، فعظم ذلك عليهم، وامتنعوا إلى أن أخذوا الجمال، وسافر الأمير خشقدم في صبيحة يوم الاثنين المذكور، وتبعه الأمير قرقماس في عصر نهاره، وأقاما ببر منبابة تجاه بولاق، فلم يتبعهم أحد من المماليك المعينة معهم، بل وقف غالبهم بسوق الخيل تحت القلعة ينتظرون تفرقة الجمال عليهم، إلى أن انفض الموكب السلطاني ونزلت الأمراء إلى جهة بيوتهم، فلما صار الأمير يونس الدوادار بوسط الرميلة احتاطت به المماليك الأجلاب، وتحقق الغدر، فأمر مماليكه بإشهار سيوفهم ففعلت ذلك، ودافعت عنه، وجرح من المماليك الأجلاب جماعة، وقطع أصابع بعضهم، وشق بطن آخر على ما قيل، فعند ذلك انفرجت ليونس فرجة خرج منها غارة إلى جهة داره، ونزل بها، ورمى عنه قماش الموكب، ولبس قماش الركوب، وطلع من وقته إلى القلعة من أعلى الكبش، ولم يشق الرميلة، وأعلم السلطان بخبره، فقامت لذلك قيامة المماليك الأجلاب، وقالوا: نحن ضربناهم بالدبابيس فضربونا بالسيوف، وثاروا على أستاذهم ثورة واحدة، وساعدهم جماعة من المماليك القرانيص وغيرهم لما في نفوسهم من السلطان لعدم تفرقة الجمال وغيرها، ووقفوا بسوق الخيل وأفحشوا في الكلام في حق السلطان، وهددوه إن لم يسلم لهم الأمير يونس، ثم ساقوا غارة إلى بيت يونس الدوادار، فمنعوهم مماليكه من الدخول إلى دار يونس، فجاؤوا بنار ليحرقوا الباب، فمنعوهم من ذلك أيضا، فعادوا إلى سوق الخيل، فوافوا المنادي ينادي من قبل السلطان بالأمان، فمالوا على المنادي بالدبابيس، فسكت من وقته، وهرب إلى حال سبيله، هذا وقد طلعت جميع أمراء الألوف إلى عند السلطان، والسلطان على حالة السكوت، غير أنه طلب بعض مماليكه الأجلاب الأعيان، وكلمه بأنه يعطي من جرح من الأجلاب ما يكفيه، وأنه يعطي للذي قطعت أصابعه إقطاعا ومائة دينار، فلم يقع الصلح، وانفض الأمر على غير طائل لشدة حر النهار، ولما تفرقت المماليك نزلت الأمراء إلى دورهم، ما خلا الأمير يونس الدوادار، فإنه بات في القلعة، فلما تضحى النهار أرسل إليهم السلطان بأربعة أمراء، وهم: الأمير يونس العلائي أحد مقدمي الألوف، وسودون الإينالي المؤيدي قراقاش رأس نوبة ثان، ويلباي الإينالي، المؤيدي أحد أمراء الطبلخانات ورأس نوبة، وبردبك البجمقدار أحد الطبلخانات أيضا ورأس نوبة، فنزلوا إليهم من القلعة؛ فما كان إلا أن وقع بصر المماليك الأجلاب على هؤلاء الأمراء احتاطوا بهم، وأخذوهم بعد كلام كثير، ودخلوا بهم إلى بيت الأمير خشقدم أمير سلاح تجاه باب السلسلة، ورسموا عليهم بعضهم، كل ذلك والمماليك الظاهرية الجقمقية وقوف على بعد، لا يختلفون بهم، لينظروا ما يصير من أمرهم، فلما وقع ما ذكرناه تحققوا خروجهم على أستاذهم، وثار ما عندهم من الكمائن التي كانت كامنة في صدورهم من الملك الأشرف إينال لما فعل بابن أستاذهم الملك المنصور عثمان، وحبس خجداشيتهم، وتقريب أعدائهم الأشرفية مماليك الأشرف برسباي، فانتهزوا الفرصة، وانضافوا إلى المماليك الأجلاب، وعرفوهم أن الأمر لا يتم إلا بحضرة الخليفة ولبس السلاح، فساق قاني باي المشطوب أحد المماليك الظاهرية من وقته إلى بيت الخليفة القائم بأمر الله حمزة، وكان في الخليفة المذكور خفة وطيش، فمال إليهم، ظنا أنه يكون مع هؤلاء وينتصر أحدهم ويتسلطن، فيستفحل أمره ثانيا أعظم من الأول، ولما حضر الخليفة عندهم، تكامل لبسهم السلاح، وانضافت إليهم خلائق من المماليك السيفية، وأوباش الأشرفية، وغيرهم من الجياع الحرافيش، فلما رأت الأجلاب أمر الظاهرية، حسبوا العواقب، وخافوا زوال ملك أستاذهم، فتخلوا عن الظاهرية قليلا بقليل، وتوجه كل واحد إلى حال سبيله، فقامت الظاهرية بالأمر وحدهم؛ وما عسى يكون قيامهم من غير مساعدة، وقد تخلى عنهم جماعة من أعيانهم وخافوا عاقبة هذه الفتنة؟!، هذا وقد تعبأ السلطان لحربهم، ونزل من القلعة إلى باب السلسلة من الإسطبل السلطاني، وتناوش القوم بالسهام، وأرادوا المصاففة، فتكاثر عليهم السلطانية، وصدموهم صدمة واحدة بددوا شملهم، بل كانوا تشتتوا قبل الصدمة أيضا، وهجم السلطانية في الحال إلى بيت الأمير خشقدم أمير سلاح، وأخذوا الأمراء المرسم عليهم، وأخذوا فيمن أخذوا الخليفة معهم، وطلعوا بهم إلى السلطان، فلما رأى السلطان الخليفة وبخه بالكلام الخشن، وتفرقت من يوم ذاك أجلاب السلطان فرقتين: فرقة وهم الذين اشتراهم من كتابية الظاهر جقمق وابنه، وفرقة اشتراهم هو في أيام سلطنته، وقويت الفرقة الذين اشتراهم على الفرقة الظاهرية، ومنعوهم من الطلوع إلى القلعة، والسكنى بالأطباق، ولما انتهت الوقعة أمسك جماعة من المماليك الظاهرية وحبسهم بالبرج من قلعة الجبل، ونفى بعضهم واختفى بعضهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
خلع الخليفة العباسي القائم بأمر الله حمزة وتولية أخيه المستنجد بالله يوسف.
العام الهجري: 859الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1455تفاصيل الحدث:
وقف الخليفة في صف المماليك الظاهرية في فتنتهم ضد السلطان الأشرف إينال ظنا منه أنه يخلع ويزداد بذلك مرتبة فوق التي هو فيها بوقوفه مع هؤلاء المماليك، ولكن لما انكسر أمرهم ومسك السلطان الأشرف إينال الخليفة ووبخه على وقفته هذه أمر بحبسه بالبحرة من قلعة الجبل، وخلعه من الخلافة بأخيه يوسف في يوم الخميس ثالث شهر رجب ثم سفر الخليفة القائم بأمر الله المذكور في يوم الاثنين سابع رجب إلى سجن الإسكندرية فسجن بها مدة سنين، ثم أطلق من السجن، وسكن بالإسكندرية إلى أن مات بها في أواخر سنة اثنتين وستين وثمانمائة، فأصبح الخليفة هو أبو المحاسن يوسف بن المتوكل ولقب بالمستنجد بالله.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
فتنة المماليك الأجلاب بمصر.
العام الهجري: 860الشهر القمري: جمادى الآخرةالعام الميلادي: 1456تفاصيل الحدث:
في يوم الخميس خامس عشر جمادى الآخرة من هذه السنة أمسك السلطان الأشرف إينال الأمير زين الدين الأستادار، واستقر عوضه في الأستادارية سعد الدين فرج بن النحال الوزير، فلما سمعت المماليك الأجلاب بهذا العزل والولاية نزلوا من وقتهم غارة إلى بيت الأستادار لينهبوه، فمنعهم مماليك زين الدين، وقاتلوهم وأغلقوا الدروب، فلما عجزوا عن نهب بيت زين الدين نهبوا بيوت الناس من عند بيت زين الدين فأخذوا ما لا يدخل تحت حصر كثرة، واستمروا في النهب من باكر النهار إلى قريب العصر، وفعلوا بالمسلمين أفعالا لا تفعلها الكفرة ولا الخوارج مبالغة، وهذا أعظم مما كان وقع منهم من نهب جوار بيت الوزير فرج، فكانت هذه الحادثة من أقبح الحوادث الشنيعة، ومن ثم دخل في قلوب الناس من المماليك الأجلاب من الرجيف والرعب أمر لا مزيد عليه، لعلمهم أنه مهما فعلوا جاز لهم، وأن السلطان لا يقوم بناصر من قهر منهم، وفي يوم الأربعاء ثالث عشرين شهر رمضان نودي بالقاهرة من قبل السلطان بعدم تعرض المماليك الأجلاب إلى الناس والباعة والتجار، فكانت هذه المناداة كضرب رباب أو كطنين ذباب، واستمروا على ما هم عليه من أخذ أموال الناس والظلم والعنف حتى غلت الأسعار في سائر الأشياء من المأكول والملبوس والغلال والعلوفات، وصاروا يخرجون إلى ظواهر القاهرة، ويأخذون ما يريدون بأبخس الأثمان، إن أعطوا ثمنا، وإن شاؤوا أخذوه بلا ثمن، ثم شرعوا في نهب حواصل البطيخ الصيفي وغيره، ثم تزايد أمرهم، فغلت جميع الأسعار مع كثرتها عند أربابها، فضر ذلك بحال الناس قاطبة، رئيسها وخسيسها.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
(محمد الفاتح) يتابع معاركه فيحاصر مدينة (بلغراد) ولكنه يعود أدراجه بعد إصابته بجرح بليغ كاد يودي بحياته.
العام الهجري: 861العام الميلادي: 1456تفاصيل الحدث:
التقى السلطان العثماني محمد الفاتح مع هونياد زعيم الصرب في معركة انتهت بقتل هونياد واستيلاء العثمانيين نهائيا على بلاد الصرب وجعلها ولاية عثمانية، ولكن بقيت بلغراد التي حاصرها السلطان ومعه مائة وخمسون ألف مقاتل ومعه مائتا سفينة حربية، ولكنه فشل مع كثرة الغارات وذلك بسبب الجرح الذي أصاب السلطان محمد الفاتح، مما اضطره للعودة عن الحصار، ولكنه فتح في عوده دوقية أثينا التي كانت بيد عائلة من فلورنسة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
فتنة المماليك الأجلاب على السلطان بمصر.
العام الهجري: 861الشهر القمري: صفرالعام الميلادي: 1457تفاصيل الحدث:
في يوم الخميس ثالث صفر ثارت المماليك الأجلاب على السلطان، وأفحشوا في أمره إلى الغاية، وخبر ذلك أن السلطان لما كان في يوم الخميس المذكور وهو جالس بقاعة الدهيشة، وكانت الخدمة بطالة في هذا اليوم، وذلك قبل أن يصلي السلطان الصبح، وإذا بصياح المماليك، فأرسل السلطان يسأل عن الخبر، فقيل له إن المماليك أمسكوا نوكار الزردكاش وهددوه بالضرب، وطلبوا منه القرقلات التي وعدهم السلطان بها من الزردخاناه السلطانية، فحلف لهم أنه يدفع لهم ذلك في أول الشهر، فتركوه ومضوا، فلقوا الشيخ عليا الخراساني الطويل محتسب القاهرة، وهو داخل إلى السلطان، فاستقبلوه بالضرب المبرح المتلف، وأخذوا عمامته من على رأسه، فرمى بنفسه إلى باب الحريم السلطاني حتى نجا، ثم إن الصياح قوي ثانيا فعلم أن ذلك صياح الأجلاب، فأرسل إليهم الأمير يونس الدوادار، فسألهم يونس المذكور عن سبب هذه الحركة، فقالوا: نريد نقبض جوامكنا، كل واحد سبعة أشرفية ذهبا في كل شهر، وكانت جامكية الواحد منهم ألفين قبل تاريخه يأخذها ذهبا وفضة، بسعر الذهب تلك الأيام، فلما غلا سعر الذهب تحيلوا على زيادة جوامكهم بهذه المندوحة، ثم قالوا: ونريد أن تكون تفرقة الجامكية في ثلاثة أيام، أي على ثلاث نفقات كما كانت قديما، ونريد أيضا أن يكون عليقنا السلطاني الذي نأخذه من الشونة مغربلا، ويكون مرتبنا من اللحم سمينا, فعاد الأمير يونس إلى السلطان بهذا الجواب، ولم يتفوه به إلى السلطان، وتربص عن رد الجواب على السلطان حتى يفرغ السلطان من أكل السماط، فأبطأ الخبر لذلك عن الأجلاب، فندبوا مرجانا مقدم المماليك للدخول بتلك المقالة إلى السلطان، فدخل مرجان أيضا ولم يخبر السلطان بشيء حتى فرغ من أكل السماط، فعند ذلك عرفه الأمير يونس بما طلبوه، فقال السلطان: لا سبيل إلى ذلك، وأرسل إليهم مرجانا المقدم يعرفهم مقالة السلطان، فعاد مرجان ثانيا إلى السلطان بالكلام الأول، وصار يتردد مرجان بين السلطان والمماليك الأجلاب نحو سبعة مرار، وهم مصممون على مقالتهم، والسلطان ممتنع من ذلك، وامتنع الناس من الدخول والخروج إلى السلطان خوفا من المماليك لما فعلوه مع العجمي المحتسب، فلما طال الأمر على السلطان خرج هو إليهم بنفسه، ومعه جماعة من الأمراء والمباشرين، فلما علموا بمجيء السلطان أخذوا في الرجم، فلما رأى شدة الرجم، قصد العود إلى الدهيشة، ورسم لمن معه من الأمراء أن ينزلوا إلى دورهم، فامتنعوا إلا أن يوصلوه إلى باب الحريم، فعاد عليهم الأمر فنزلوا من وقتهم، وبقي السلطان في خواصه وجماعة المباشرين وولده الكبير المقام الشهابي أحمد، فلما سار السلطان إلى نحو باب الستارة، ووصل إلى باب الجامع أخذه الرجم المفرط من كل جهة، فأسرع في مشيته والرجم يأتيه من كل جانب، وسقط الخاصكي الذي كان حامل ترس السلطان من الرجم، فأخذ الترس خاصكي آخر فضرب الآخر فوقع وقام، وشج دوادار ابن السلطان في وجهه وجماعة كثيرة، وسقطت فردة نعل السلطان من رجله فلم يلتفت إليها لأنه محمول من تحت إبطيه مع سرعة مشيهم إلى أن وصل إلى باب الستارة، وجلس على الباب قليلا، فقصدوه أيضا بالرجم، فقام ودخل من باب الحريم وتوجه إلى الدهيشة، واستمر وقوف المماليك على ما هم عليه إلى أذان المغرب، وبات القوم وهم على وجل، والمماليك يكثرون من الوعيد في يوم السبت؛ فإنهم زعموا أن لا يتحركوا بحركة في يوم الجمعة مراعاة لصلاة الجمعة، وأصبح السلطان وصلى الجمعة مع الأمراء على العادة، فتكلم بعض الأمراء مع السلطان في أمرهم بما معناه أنه لابد لهم من شيء يطيب خواطرهم به؛ ووقع الاتفاق بينهم وبين السلطان على زيادة كسوتهم التي يأخذونها في السنة مرة واحدة، وكانت قبل ذلك ألفين، فجعلوها يوم ذاك ثلاثة آلاف درهم، وزادوهم أيضا في الأضحية، فجعلوا لكل واحد ثلاثة من الغنم الضأن، فزيدوا رأسا واحدا على ما كانوا يأخذونه قبل ذلك، ثم رسم لهم أن تكون تفرقة الجامكية على ثلاث نفقات في ثلاثة أيام من أيام المواكب، فرضوا بذلك وخمدت الفتنة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
العسكر المصري والشامي يسير لقتال ابن قرمان وأخذهم أربع قلاع.
العام الهجري: 861الشهر القمري: جمادى الآخرةالعام الميلادي: 1457تفاصيل الحدث:
في يوم السبت أول شهر ربيع الآخر نودي في المماليك السلطانية المعينين إلى تجريدة البلاد الشامية لقتال ابن قرمان، ثم في يوم الخميس خامس جمادى الأولى برز الأمراء والعساكر من القاهرة إلى الريدانية خارج القاهرة، وأقاموا بالريدانية إلى ليلة الاثنين تاسعه، فاستقلوا فيه بالمسير من الريدانية إلى جهة البلاد الشامية، ثم في يوم الخميس سادس عشرين جمادى الأولى المذكورة سافر الأمير نوكار الزردكاش، ومعه عدة من الرماة والنفطية وآلات الحصار وهو مريض، ورسم له أن يأخذ من قلعة دمشق ما يحتاج إليه أيضا من أنواع الآلات وغيرها للحصار، ويلحق العساكر المتوجهة لقتال ابن قرمان، وفي يوم الثلاثاء رابع عشر رجب المذكور ورد الخبر على السلطان بوصول العساكر المتوجهة لقتال ابن قرمان إلى حلب، وأنه اجتمع رأي الجميع على السير من حلب إلى جهة ابن قرمان في يوم السبت سادس عشرين جمادى الآخرة، ثم في يوم الاثنين رابع شعبان وصل الخبر من الأمير خشقدم أمير سلاح ومن رفقته النواب بالبلاد الشامية بأنهم وصلوا إلى بلاد ابن قرمان، وملكوا قلعة دوالي، ونهبوها وأخربوها، وأنهم جهزوا الأمير بردبك البجمقدار رأس نوبة ومعه عدة من المماليك السلطانية والأمراء بالبلاد الشامية إلى جهة من جهات بلاد ابن قرمان، فصدفوا في مسيرهم عسكرا من أصحاب ابن قرمان فواقعوهم وهزموهم، وأنه قتل من المماليك السلطانية أربعة في غير المصاف، بل من الذين صدفوهم في أثناء الطريق، ثم ورد الخبر بأن العساكر المتوجهة إلى بلاد ابن قرمان قصدت العود إلى جهة حلب بعد أن أخذوا أربع قلاع من بلاد ابن قرمان، وأخربوا غالب قرى ممالكه، وأحرقوا بلاط وسبوا ونهبوا وأمعنوا في ذلك، حتى إنهم أحرقوا عدة مدارس وجوامع، وذلك من أفعال أوباش العسكر، وأنهم لم يتعرضوا إلى مدينة قونية ولا مدينة قيصرية لنفود زادهم، ولضجر العسكر من طول مدتهم بتلك البلاد، مع غلو الأسعار في المأكول وغيره من سائر الأشياء، ولولا هذا لاستولوا على غالب بلاد ابن قرمان، وأن ابن قرمان لم يقاتل العسكر السلطاني، بل إنه انحاز إلى جهة منيعة من جهاته وتحصن بها هو وأعيان دولته، وترك ما سوى ذلك من المتاع والمواشي وغيرها مأكلة لمن يأكله، فحصل له بما أخذ له وهن عظيم في مملكته.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة الكمال ابن الهمام الحنفي.
العام الهجري: 861الشهر القمري: رمضانالعام الميلادي: 1457تفاصيل الحدث:
كمال الدين محمد ابن الشيخ همام الدين عبد الواحد ابن القاضي حميد الدين عبد الحميد ابن القاضي سعد الدين مسعود الحنفي السيرامي الأصل المصري المولد والدار والوفاة، المشهور بابن الهمام، توفي في يوم الجمعة سابع شهر رمضان، ودفن من يومه، وكانت جنازته مشهودة، مع بين علمي المنقول والمعقول، والدين والورع والعفة والوقار واشتغل على علماء عصره إلى أن برع، ولي مشيخة المدرسة الأشرفية سافر إلى مكة، وقد قصد المقام بها إلى أن يموت، فلما حصل له ضعف في بدنه عاد إلى مصر ولزم الفراش إلى أن مات كان إماما يرجع إليه في فقه الأحناف وله مصنفات أشهرها فتح القدير في الفقه الحنفي، وله التحرير في أصول فقه الأحناف، وغيرها من المصنفات.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
حرائق هائلة في ساحل بولاق وفي القاهرة.
العام الهجري: 862الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1458تفاصيل الحدث:
في يوم الجمعة سادس شهر رجب كان الحريق العظيم بساحل بولاق الذي لم يسمع بمثله في سالف الأعصار إلا قليلا، بحيث إنه أتى على غالب أملاك بولاق من ساحل النيل إلى خط البوصة التي هي محل دفن أموات أهل بولاق، وعجزت الأمراء والحكام عن إخماده، وكان أمر هذا الحريق أنه لما كان صبيحة يوم الجمعة سادس رجب هبت ريح عظيمة وعظمت حتى اقتلعت الأشجار وألقت بعض مبان، واستمرت في زيادة ونمو إلى وقت صلاة الجمعة؛ فلما كان وقت الزوال أو بعده بقليل احترق ربع الحاج عبيد البرددار بساحل البحر، وذهب الربع في الحريق عن آخره ومات فيه جماعة من الناس، كل ذلك في أقل من ساعة رمل، ثم انتقلت النار إلى ربع القاضي زين الدين أبي بكر بن مزهر وغيره، وهبت الرياح وانتشرت النيران على الأماكن يمينا وشمالا، هذا وحاجب الحجاب وغيره من الأمراء والأعيان وكل أحد من الناس في غاية الاجتهاد في تخميد النار بالطفي والهدم، وهي لا تزداد إلا قوة وانتشارا على الأماكن، إلى أن وصلت النار إلى ربع الصاحب جمال الدين ناظر الجيش والخاص، وإلى الحواصل التي تحته، وأحرقت أعلاه وأسفله، وذهب فيه من بضائع الناس المخزونة فيه ما لا ينحصر كثرة، وسارت النار إلى الدور والأماكن من كل جهة، هذا وقد حضر الحريق جميع أمراء الدولة بمماليكهم وحواشيهم، شيئا بعد شيء، والأمر لا يزداد إلا شدة، إلى أن صار الذي حضر من الناس لأجل طفي النار كالمتفرج من عظم النار والعجز عن إخمادها، وصارت النار إذا وقعت بمكان لاتزال به حتى يذهب جميعه، ويضمحل عن آخره، فعند ذلك فطن كل أحد أن النار تسير من دار إلى دار إلى أن تصل إلى القاهرة، لعظم ما شاهدوا من هولها، والريح يتداول هبوبها من أول النهار إلى نصف الليل؛ ولشدة هبوب الريح صارت رياحا لأنها بقيت تهب من سائر الجهات، فيئس كل من كان له دار تحت الريح، وتحقق زوالها، وشرع في نقل متاعه وأثاثه، واستمر الأمراء والأعيان يشاهدون الحريق، ويطفئون ما قدروا عليه من أطراف المواضع المنفردة؛ وأما الحريق العظيم فلا يستجرىء أحد أن يقربه لعظمه، بل يشاهدونه من بعد، واستمروا على ذلك إلى بعد أذان عشاء الآخرة، ثم ذهب كل واحد إلى داره والنار عمالة إلى نصف الليل، فأخذ أمر الريح في انحطاط، فعند ذلك اجتهد كل أحد في إخمادها، وأقاموا على ذلك أياما كثيرة، والنار موجودة في الأماكن والجدر والحيطان، والناس تأتي لبولاق أفواجا للفرجة على هذا الحريق العظيم، فكان عدة ما احترق فيه من الأرباع زيادة على ثلاثين ربعا، كل ربع يشتمل على مائة سكن وأكثر، وما به من الحوانيت والمخازن ما خلا الدور والأماكن والأفران والحوانيت وغير ذلك، وقد اختلف في سبب هذا الحريق على أقوال كثيرة، منهم من قال: إنها صاعقة نزلت من السماء ومنهم من قال: إن الأرض كأن النار تنبع منها، ثم بعد ذلك بأيام أشيع أن الذي كان يفعل ذلك ويلقي النار في الأماكن هم جماعة من القرمانية ممن أحرق العسكر المصري أمكنتهم لما توجهوا إلى تجريدة ابن قرمان، وشاع القول في أفواه الناس، ثم ظهر للناس بعد ذلك أن الذي صار يحرق من الأمكنة بالقاهرة وغيرها بعد حريق بولاق إنما هو من فعل المماليك الجلبان، لينهبوا ما في بيوت الناس عندما تحرق، فإنه تداول إحراق البيوت أشهرا والله أعلم، ثم تداول الحريق بعد ذلك بخط بولاق والقاهرة، وقوي عند الناس أن الذي يفعل ذلك إنما هو من تركمان ابن قرمان، ثم وقع الحريق أيضا في شعبان بأماكن كثيرة، وتداول الحريق بالقاهرة وظواهرها، وضر ذلك كثيرا بحال الناس، وقد قوي عندهم أن ذلك من فعل القرمانية والمماليك الأجلاب: يعنون بالقرمانية والأجلاب أن القرمانية إذا فعلوا ذلك مرة ويقع الحريق، فتنهب المماليك الأقمشة وغيرها لما يطلدون الدور المحروقة للطفي، فلما حسن ببال المماليك ذلك صاروا يفعلون ذلك.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
الجيش العثماني يفتح المورة وبلغراد وغيرها.
العام الهجري: 863العام الميلادي: 1458تفاصيل الحدث:
إن الجيش العثماني لم يستطع أن يفتح بلغراد بعد أن حاصرها ورجع الجيش بعد أن تعهد ملك الصرب بدفع جزية سنوية، ثم في هذه السنة استطاع الجيش العثماني بقيادة الصدر الأعظم محمود باشا بعد أن حاصر بلغراد وفتحها كما تمكن من فتح بلاد المورة من هذا العام، وفر ملكها إلى إيطاليا، كما فتح الجزر التي في بحر إيجة قرب مضيق الدردنيل، كما عقد صلحا مع اسكندر بك أمير ألبانيا، وكان قبل ذلك يرفض أن يعقد الصلح مع العثمانيين بعد أن هرب منهم، كما فتح ميناء اماستريس بعد أن توجه سرا إلى الأناضول، وهذا الميناء يتبع جنوة وأكثر سكانه من التجار، كما دخل ميناء سينوب واحتل مملكة طرابزون دون مقاومة وهي تابعة للقسطنطينية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #369  
قديم 11-11-2025, 04:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله

الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد السابع
صـــ231 الى صــ 240
(369)


تزايد فتنة المماليك الأجلاب بمصر.
العام الهجري: 863الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 1459تفاصيل الحدث:
تعرض جماعة من المماليك الأجلاب للأمير زين الدين الأستادار، فهرب منهم فضربوه، ولم ينتطح في ذلك عنزان، لقوة شوكة الأجلاب في هذه الأيام، حتى تجاوزت الحد، وبطل أمر حكام الديار المصرية قاطبة، وصار من كان له حق أو شبه حق لا يشتكي غريمه إلا عند الأجلاب، ففي الحال يخلص حقه من غريمه، إما على وجه الحق أو غيره، فخافهم كل أحد، لا سيما التجار والبيعة من كل صنف، وترك غالب الناس معايشهم، خوفا على رأس مالهم، فعز بسبب ذلك وجود أشياء كثيرة، ووقع الغلاء في جميع الأشياء، ثم في يوم الأحد سابع عشر شهر رجب تعرض بعض المماليك الأجلاب للقاضي محب الدين ابن الشحنة كاتب السر، وهو طالع إلى الخدمة السلطانية، وضربه من غير أمر يوجب ضربه أو الكلام معه، ثم في يوم الجمعة ثاني عشر شهر رمضان المذكور نهبت العبيد والمماليك الأجلاب النسوة اللاتي حضرن صلاة الجمعة بجامع عمرو بن العاص رضي الله عنه بمصر القديمة، وأفحشوا في ذلك إلى الغاية، وفي يوم الأحد حادي عشرينه أغلقت المماليك الأجلاب باب القلعة، ومنعوا الأمراء والمباشرين من النزول إلى دورهم بسبب تعويق عليق خيولهم، وفعلوا ذلك أيضا من الغد إلى أن رسم لهم عوضا عن كل عليقة مائتا درهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة جلال الدين المحلي صاحب التفسير.
العام الهجري: 864الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1459تفاصيل الحدث:
جلال الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم المحلي الشافعي المصري توفي بالقاهرة في يوم الأحد مستهل المحرم، وسنه نحو السبعين تخمينا، كان متبحرا في العلوم بارعا في الفقه والأصلين والعربية وعلمي المعاني والبيان، وأفتى ودرس عدة سنين، وله عدة مصنفات، ولم يكمل بعضها، ورشح لقضاء الديار المصرية غير مرة، وأشهر مصنفاته هو التفسير الذي لم يكمله وأكمله بعده جلال الدين السيوطي والمعروف اليوم بتفسير الجلالين نسبة إليهما، وله كنز الراغبين في فقه الشافعية وله البدر الطالع في شرح جمع الجوامع في أصول الفقه وغيرها من المصنفات.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
الأمير جاك يحضر إلى السلطان المملوكي ويطلب منه أن يوليه ملك قبرس بدل أخته.
العام الهجري: 864الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 1460تفاصيل الحدث:
حضر في هذه السنة جاك بن ملك قبرس بعد أن توفي والده ونصبوا في العرش أخته عوضا عنه قيل لأنه ولد زنا وقيل غير ذلك، ثم بقي في مصر على أمل أن يوليه السلطان ذلك وحضر كذلك جماعة من قبرس نيابة عن أخته وهي تطلب كذلك أن تبقى هي الملكة ثم وفي يوم الثلاثاء سادس شعبان وقع في مصر أمر شنيع بسبب هذا الأمر وهو أن السلطان جمع أعيان الفرنج القبارسة في الملأ بالحوش السلطاني، وأراد بقاء الملكة صاحبة قبرس على عادتها، وخلع على قصادها أعيان الفرنج، واستقر تغري بردي الطياري مسفرها، وعلى يده تقليدها وخلعتها، وكان الفرنجي جاك أخوها حاضر الموكب، وقد جلس تحت مقدمي الألوف، فعز عليه ولاية أخته وإبقاؤها على ملك الأفقسية من جزيرة قبرس مع وجوده، فقام على قدميه واستغاث وتكلم بكلام معناه أنه قد جاء إلى مصر، والتجأ إلى السلطان، ودخل تحت كنفه، وله عنده هذه المدة الطويلة، وأنه أحق بالملك من أخته، وبكى، فلم يسمع السلطان له، وصمم على ولاية أخته، وأمره بالنزول إلى حيث هو سكنه، فما هو إلا أن قام جاك المذكور وخرج من باب الحوش الأوسط، ثم خرج بعده أخصامه حواشي أخته، وعليهم الخلع السلطانية، فمدت الأجلاب أيديها إلى أخصام جاك من الفرنج، وتناولوهم بالضرب والإخراق، وتمزيق الخلع، واستغاثوا بكلمة واحدة، أنهم لا يريدون إلا تولية جاك هذا مكان والده، وعظمت الغوغاء، فلم يسع السلطان إلا أن أذعن في الحال بعزل الملكة وتولية جاك، فتولى جاك على رغم السلطان، بعد أن أمعن المماليك الأجلاب في سب الأمير بردبك الدوادار الثاني، وقالوا له أنت إفرنجي وتحامي للفرنج، فاستغاث بردبك المذكور، ورمى وظيفة الدوادارية، وطلب الإقالة من المشي في الخدمة السلطانية، فلم يسمع له السلطان، وفي الحال خلع على جاك، ورسم بخروج تجريدة من الأمراء إلى غزو قبرس، تتوجه مع جاك المذكور إلى قبرس، ثم في يوم الثلاثاء سابع عشر شوال سافر المجاهدون في بحر النيل إلى ثغر دمياط ومعهم جاك هذا ليساعدوه على تولي الملك مكان أخته، ثم في يوم الجمعة ثالث عشرين المحرم من السنة التالية حضر البعض من هناك وأخبر أنهم ساروا على ظهر البحر الملح يريدون السواحل الإسلامية، فهبت ريح عظيمة شتتت شملهم، وتوجهوا إلى عدة جهات بغير إرادة، وترك بجزيرة قبرس جماعة من المماليك السلطانية ومماليك الأمراء قوة لجاك صاحب قبرس.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
خبر العسكر الذي بقي بقبرس لتمليك جاك مملكة قبرس بدل أخته الملكة وقتالهم فرنج شرينة.
العام الهجري: 865الشهر القمري: ربيع الثانيالعام الميلادي: 1461تفاصيل الحدث:
وصل القاهرة كتاب جانبك الأبلق الظاهري من قبرس أنه هو ومن معه من المماليك السلطانية وغيرهم من الفرنج واقعوا أهل شرينة في عاشر شهر ربيع الآخر، وحصروا قلعتها، وقتلوا من الفرنج بشرينة ثمانية نفر، وأسروا مثلهم، ثم ذكر أيضا أنه واقع ثانيا أهل شرينة، وقتل صاحب الشرطة بقلعتها، وآخر من عظمائها أرمى نفسه إلى البحر فغرق، أنه قبض على خمسة منهم، وأن الملكة صاحبة شرينة أخت جاكم صاحب قبرس قد توجهت من شرينة إلى رودس تستنجد بهم، ثم ذكر أيضا أنه ظفر بعدة مراكب ممن كان قدم من الفرنج نجدة للملكة المذكورة، وأنه أسر منهم خلائق تزيد عدتهم على مائة نفر، وأنه أخذ بالحصار عدة أبراج من أبراج قلعة باف بعد أن قاسوا منه شدائد، وأنه يستحث السلطان في إرسال عسكر بسرعة قبل مجيء نجدة لهم من الفرنج أهل الماغوصة الجنوية، وإلى أهل شرينة من غير الجنوية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
خلع السلطان الأشرف إينال نفسه وسلطنة ابنه المؤيد أحمد.
العام الهجري: 865الشهر القمري: جمادى الأولىالعام الميلادي: 1461تفاصيل الحدث:
في يوم السبت ثالث جمادى الأولى مرض السلطان الملك الأشرف إينال مرض الموت، ولزم الفراش، ثم وفي يوم الأربعاء رابع عشره طلب السلطان إينال الخليفة والقضاة الأربعة إلى القلعة، وطلعت الأمراء والأعيان، واجتمعوا الجميع بالدهيشة، وكان الطلب لسلطنة ولده المقام الشهابي أحمد قبل موته، فلما تكامل الجمع خلع السلطان نفسه من السلطنة بالمعنى، لأنه ما كان إذ ذاك يستطيع الكلام، بل كلمهم بما معناه أن الأمر يكون من بعده لولده، فعلموا من ذلك أنه يريد خلع نفسه وسلطنة ولده، ففعلوا ذلك، وتوفي السلطان من الغد، وكانت مدة تملكه ثماني سنين وشهرين وستة أيام، فجهز من وقته، وغسل وكفن، وصلي عليه بباب القلة من قلعة الجبل، ودفن من يومه بتربته التي عمرها بالصحراء، وقد ناهز الثمانين من العمر، أما السلطان الجديد المؤيد أبو الفتح أحمد بن إينال تسلطن في يوم الأربعاء رابع عشر جمادى الأولى وانتدب كاتب السر لتحليف الأمراء، فحلف من حضر من الأمراء الأيمان المؤكدة، فلما انقضى التحليف وتمت البيعة قام كل أحد من الأمراء والخاصكية والأعيان وبادر إلى لبس الكلفتاة والتتري الأبيض، كما هي العادة، وأحضرت خلعة السلطنة الخليفتية السوداء، ولفت له عمامة سوداء حرير، وقام المقام الشهابي المذكور ولبس الخلعة والعمامة على الفور.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
خلع السلطان المؤيد أحمد بن إينال وتسلطن الظاهر خشقدم.
العام الهجري: 865الشهر القمري: رمضانالعام الميلادي: 1461تفاصيل الحدث:
لما كان آخر يوم الجمعة سابع عشر شهر رمضان رسم السلطان الملك المؤيد أحمد لنقيب الجيش الأمير ناصر الدين محمد بن أبي الفرج أن يدور على الأمراء مقدمي الألوف، ويعلمهم أن السلطان رسم بطلوعهم من الغد في يوم السبت إلى الحوش السلطاني من قلعة الجبل بغير قماش الموكب، ولم يعلمهم لأي معنى يكون طلوعهم واجتماعهم في هذا اليوم بالقلعة، وهو غير العادة، وأخذ الأمراء من هذا الأمر أمر مريج، وخلا كل واحد بمن يثق به، وعرفه الخبر، وهو لا يشك أن السلطان يريد القبض عليه من الغد، ووجد لذلك من كان عنده كمين من الملك المؤيد أو يريد إثارة فتنة فرصة، وحرض بعضهم بعضا، إلى أن ثارت المماليك الظاهرية في تلك الليلة، وداروا على رفقتهم وإخوانهم وعلى من له غرض في القيام على الملك المؤيد، وداموا على ذلك ليلتهم كلها، فلما كان صبح نهار السبت تفرقوا على أكابر الدولة والأمراء في بيت الأتابك خشقدم لعمل المصلحة، هذا وقد اجتمعت طوائف المماليك والجميع في بيت الأمير الكبير، ولم يطلع إلى القلعة في هذا اليوم أحد من الأمراء والأعيان إلا جماعة يسيرة جدا، فلما تكامل جمعهم في بيت الأمير الكبير وصاروا على كلمة واحدة، على خلع الملك المؤيد أحمد من السلطنة، وسلطنة غيره وتكلموا فيمن يولونه السلطنة أجمع رأي الجميع على سلطنة أحد من أعيان الأمراء، ثم تكلموا فيمن يكون هذا السلطان، ثم قال جانبك: الرأي عندي سلطنة الأمير الكبير خشقدم المؤيدي، فإنه من غير الجنس يعني كونه رومي الجنس وأيضا إنه رجل غريب ليس له شوكة، ومتى أردتم خلعه أمكنكم ذلك، وحصل لكم ما تقصدونه من غير تعب، فأعجب الجميع هذا الكلام، ونودي بالحال بسلطنته بشوارع القاهرة، ثم شرعوا بعد ذلك في قتال الملك المؤيد أحمد هذا، كل ذلك والملك المؤيد في القلعة في أناس قليلة من مماليكه ومماليك أبيه الأجلاب، ثم التحم القتال بين الطائفتين مناوشة لا مصاففة، غير أن كلا من الطائفتين مصر على قتال الطائفة الآخرى، والملك المؤيد في قلة عظيمة من المقاتلة ممن يعرف مواقع الحرب وليس معه إلا أجلاب، فلم ينقض النهار حتى آل أمر الملك إلى زوال، وهو مع ذلك ينتظر من يجيء إليه لمساعدته، حتى من ليس له غرض عند أحد بعينه جاء إلى الأمير الكبير مخافة على رزقه ونفسه، لما علم من قوة شوكة الأمير الكبير وما يؤول أمره إليه، هذا مع حضور الخليفة والقضاة الأربعة عند الأمير الكبير وجميع عيان الدولة من المباشرين وأرباب الوظائف وغيرهم، والملك المؤيد في أناس قليلة جدا، وظهر ذلك للملك المؤيد عيانا، فأراد أن يسلم نفسه، ثم أمسك عن ذلك من وقته، فلما رأى الملك المؤيد أن ذلك لا يفيده إلا شدة وقسوة أمر عساكره ومقاتلته بالكف عن القتال، وقام من وقته وطلع القلعة بخواصه، وأمر أصحابه بالانصراف إلى حيث شاؤوا، ثم دخل هو إلى والدته خوند زينب بنت البدري حسن بن خاص بك، وترك باب السلسلة لمن يأخذه بالتسليم، وتمزقت عساكره في الحال كأنها لم تكن، وزال ملكه في أقل ما يكون، وخمدت الفتنة كأنها لم تكن، ثم أرسل الأتابك خشقدم في الحال جماعة من أصحابه قبضوا على الملك المؤيد أحمد هذا من الدور السلطانية، فأمسك من غير ممانعة، وسلم نفسه، وأخرج من الدور إلى البحرة من الحوش السلطاني، وحبس هناك بعد أن قئد واحتفظ به، وكانت مدة تحكمه أربعة أشهر وستة أيام ثم رسم السلطان الملك الظاهر خشقدم بتوجهه وتوجه أخيه محمد إلى سجن الإسكندرية، أما السلطان الجديد فهو السلطان الملك الظاهر أبو سعيد سيف الدين خشقدم بن عبد الله الناصري المؤيدي، تسلطن في يوم الأحد تاسع عشر شهر رمضان فلما كان وقت الزوال طلب الخليفة المستنجد بالله يوسف والقضاة والأعيان، وقد حضر جميع الأمراء في الإسطبل السلطاني بباب السلسلة بالحراقة، وبويع بالسلطنة، وكان قد بويع بها من بكرة يوم السبت ثامن عشر شهر رمضان قبل قتال الملك المؤيد أحمد ولقب بالملك الظاهر، وكني بأبي سعيد ويذكر أن أصله رومي الجنس، جلبه خواجا ناصر الدين إلى الديار المصرية وسنه يوم ذلك دون البلوغ، فاشتراه الملك المؤيد شيخ، وجعله كتابيا سنين كثيرة، ثم أعتقه وجعله من جملة المماليك السلطانية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
خروج الأمير جانم نائب دمشق عن الطاعة.
العام الهجري: 866الشهر القمري: جمادى الأولىالعام الميلادي: 1462تفاصيل الحدث:
حاول الأمير جانم نائب دمشق قبل هذا أن يتسلطن ولكنه كان يخاف وكان قد أرسل ولده يحيى في السنة الماضية إلى مصر أيام السلطان المؤيد أحمد وكلم بعض الأمراء بذلك وبعضهم وعده أن يقف معه، حتى إن أمر سلطنة خشقدم السلطان الحالي كان على أساس أنه يكون مؤقتا لأن كثيرا من الأمراء كاتبوا الأمير جانم على أنهم يسلطنونه وأرسلوا له أن يحضر إلى مصر لذلك ولكن لما حصل أمر الأمراء في خلع المؤيد كان لابد من سلطنة من هو موجود وعدم الانتظار لذا فإن جانم هذا وفي هذا الشهر جمادى الأولى أرسل يدعو تركمان الطاعة إلى موافقته، كما وأنه دعي لجانم على منابر ديار بكر، ثم ورد الخبر بأن جانم نائب الشام كان عدى الفرات في جمع كثير من المماليك وتركمان حسن بك بن قرايلك، وسار بعساكره حتى وصل إلى تل باشر من أعمال حلب، وتجهز نائب حلب لقتاله، ففي الحال عين السلطان تجريدة إلى حلب لقتال جانم ثم رسم بإبطال التجريدة، وسبب ذلك ورود الخبر من نائب حلب بعود جانم على أقبح وجه، وأن جماعة كثيرة من مماليكه فارقوه، وقدموا إلى مدينة حلب، وأمر رجوع جانم أنه كان لما وصل إلى تل باشر وقع بينه وبين تركمان حسن بك الذين كانوا معه كلام طويل، فتركوه وعادوا، فتلاشى أمر جانم لذلك وعاد، ثم في يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر ربيع الآخر من سنة 867هـ ورد الخبر من جانبك التاجي نائب حلب أن جانم نائب الشام قتل بمدينة الرها، وقد اختلف في قتله على أقاويل.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
نهاية الدولة الكردية الأيوبية على حصن كيفا واستيلاء ابن قرايلك عليها.
العام الهجري: 866الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 1462تفاصيل الحدث:

أخذ حسن بك بن علي بك بن قرايلك مدينة حصن كيفا، ثم أخذ قلعتها في ذي القعدة بعد ما حاصرها سبعة أشهر، وانقطع من الحصن ملك الأكراد الأيوبية، بعدما ملكوها أكثر من مائتي سنة، وذلك بعد قتل صاحبها الملك خلف بيد بعض أقاربه، فاختلف الأكراد فيما بينهم، فوجد حسن بك بذلك فرصة في أخذها، فحاصرها حتى أخذها، وقوي أمر حسن بأخذها، فإنه أخذ بعد ذلك عدة قلاع وممن من أعمال ديار بكر من تعلقات الحصن وغيره.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانااستيلاء الإسبان الفرنج على جبل طارق.

العام الهجري: 867العام الميلادي: 1462تفاصيل الحدث:
استولى الأسبان الفرنج على جبل طارق الذي كان بيد بني الأحمر ملوك غرناطة، وكان هذا الاستيلاء سببا لانقطاع غرناطة عن بقية العالم الإسلامي وأصبحوا تحت تحكم الفرنج الذين قاموا بذلك لقطع إي إمدادات لبني الأحمر في حال الهجوم عليهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
(محمد الفاتح) يقوم بثورة عمرانية في القسطنطينية ويبني فيها جامع السلطان محمد الفاتح ويبني مساجد ومدارس ومستشفيات.
العام الهجري: 868العام الميلادي: 1463تفاصيل الحدث:
أنشأ محمد الفاتح بجانب مسجده الذي بناه بالقسطنطينية ثمان مدارس على كل جانب من جوانب المسجد أربعة مساجد يتوسطها صحن فسيح وفيها يقضي الطالب المرحلة الأخيرة من دراسته وألحقت بهذه المدارس مساكن للطلبة ينامون فيها ويأكلون فيها طعامهم ووضعت لهم منحة مالية شهرية، وكان الموسم الدراسي على طول السنة في هذه المدارس وأنشأ بجانبها مكتبة خاصة وكان يشترط في الرجل الذي يتولى أمانة هذه المكتبة أن يكون من أهل العلم والتقوى متبحرا في أسماء الكتب والمؤلفين وكان المشرف على المكتبة يعير الطلبة والمدرسين مايطلبونه من الكتب بطريقة منظمة دقيقة ويسجل أسماء الكتب المستعارة في دفتر خاص وهذا الأمين مسؤول عن الكتب التي في عهدته ومسؤول عن سلامة أوراقها وتخضع هذه المكتبة للتفتيش كل ثلاثة أشهر على الأقل وكانت مناهج هذه المدارس يتضمن نظام التخصص، فكان للعلوم النقلية والنظرية قسما خاصا وللعلوم التطبيقية قسما خاصا أيضا، وكان الوزراء والعلماء من أصحاب الثروات يتنافسون في انشاء المعاهد والمدارس والمساجد والأوقاف الخيرية، وكان الفاتح مهتما باللغة العربية، لأنها لغة القرآن الكريم كما أنها من اللغات العلمية المنتشرة في ذلك العهد، وليس أدل على اهتمام الفاتح باللغة العربية من أنه طلب إلى المدرسين بالمدارس الثماني أن يجمعوا بين الكتب الستة في علم اللغة كالصحاح والتكملة والقاموس وأمثالها، ودعم الفاتح حركة الترجمة والتأليف لنشر المعارف بين رعاياه بالإكثار من نشر المكاتب العامة وأنشأ له في قصره خزانة خاصة احتوت على غرائب الكتب والعلوم كان السلطان محمد الفاتح مغرما ببناء المساجد والمعاهد والقصور والمستشفيات والخانات والحمامات والأسواق الكبيرة والحدائق العامة وأدخل المياه إلى المدينة بواسطة قناطر خاصة وشجع الوزراء وكبار رجال الدولة والأغنياء والأعيان على تشييد المباني وإنشاء الدكاكين والحمامات وغيرها من المباني التي تعطي المدن بهاء ورونقا واهتم بالعاصمة (استنبول) اهتماما خاصا وكان حريصا على أن يجعلها (أجمل عواصم العالم) وحاضرة العلوم والفنون، وكثر العمران في عهد الفاتح وانتشر واهتم بدور الشفاء ووضع لها نظاما مثاليا في غاية الروعة والدقة والجمال، فقد كان يعهد بكل دار من هذه الدور إلى طبيب - ثم زيد إلى اثنين - من حذاق الأطباء من أي جنس كان، يعاونهما كحال وجراح وصيدلي وجماعة من الخدم والبوابين ويشترط في جميع المشتغلين بالمستشفى أن يكونوا من ذوي القناعة والشفقة والإنسانية، ويجب على الأطباء أن يعودوا المرضى مرتين في اليوم وأن لاتصرف الأدوية للمرضى إلا بعد التدقيق من إعدادها، وكان يشترط في طباخ المستشفى أن يكون عارفا بطهي الأطعمة والأصناف التي توافق المرضى منها وكان العلاج والأدوية في هذه المستشفيات بالمجان ويغشاها جميع الناس بدون تمييز بين أجناسهم وأديانهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #370  
قديم 11-11-2025, 04:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله

الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد السابع
صـــ241 الى صــ 250
(370)




البوسنة تصبح ولاية عثمانية.
العام الهجري: 868العام الميلادي: 1463تفاصيل الحدث:
امتنع أمير البوسنة من أداء الجزية المتعاهد عليها للدولة العثمانية، فسار إليه السلطان العثماني بجيشه وانتصر عليه، فضم بذلك بلاد البوسنة إلى الدولة العثمانية، وحاول ملك المجر مساعدة أهل البوسنة البوشناق ضد العثمانيين ولكنه انهزم هو الآخر، ويذكر أن كثيرا من البوشناق اعتنقوا الإسلام وانتشر في تلك البلاد الدين الإسلامي بسبب الدولة العثمانية ولله الحمد والمنة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
خلع الملك سعد ملك بني نصر وتولي ابنه الغالب علي.
العام الهجري: 868العام الميلادي: 1463تفاصيل الحدث:
قام أبو الحسن علي بن سعد بن علي بن أبي الحجاج يوسف الثاني بالخروج على أبيه وانتزاع الملك منه وتلقب بالغالب بالله.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
السلطان الظاهر خشقدم يمنع استعمال أهل الذمة في الدواوين ويلزم أهل الذمة بألبستهم المتميزة عن المسلمين.
العام الهجري: 868الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1463تفاصيل الحدث:
في يوم الاثنين ثاني عشر محرم نودي بشوارع القاهرة أن أحدا من الأعيان لا يستخدم ذميا في ديوانه من الكتبة وغيرهم فمنعت هذه المناداة أهل الذمة قاطبة من التصرف والمباشرة بقلم الديونة بوجه من الوجوه بأعمال مصر، وكتب بذلك إلى سائر الأقطار، ثم عقد السلطان بالصالحية ببين القصرين عقد مجلس بالقضاة الأربعة، وحضره الدوادار الكبير، وجماعة من الأعيان بسبب هذا المعنى، وقرئت العهود المكتتبة قديما على أهل الذمة، فوجدوا في بعضها أن أحدا من أهل الذمة لا يباشر بقلم الديونة عند أحد من الأعيان، ولا في عمل من الأعمال، وأشياء من هذه المقولة، إلى أن قال فيها: ولا يلف على رأسه أكثر من عشرة أذرع، وأن نساءهم يتميزن من نساء المسلمين بالأزرق والأصفر على رؤوسهن في مشيهن بالأسواق، وكذلك بشيء في الحمامات، فحكم قاضي القضاة علم الدين صالح البلقيني الشافعي بإلزام أهل الذمة بذلك جميعه، ما عدا الصرف والطب بشروطه، وصمم السلطان على هذا الأمر، وفرح المسلمون بذلك قاطبة، فأسلم بسبب ذلك جماعة من أهل الذمة من المباشرين، وعظم ذلك على أقباط مصر، ودام ذلك نحو السنة، وعاد كل شيء على حاله أولا، وبلغ السلطان ذلك فلم يتكلم بكلمة واحدة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
العسكر المصري يأخذ قلعة الماغوطة ويسيء السيرة فيها.
العام الهجري: 868الشهر القمري: جمادى الآخرةالعام الميلادي: 1464تفاصيل الحدث:
في يوم الجمعة ثالث عشرين جمادى الآخرة وصل قاصد صاحب قبرس جاك، وأخبر أنه أخذ مدينة الماغوصة وقلعتها من يد الفرنج، وأنه سلمها للأمير جانبك الأبلق المقيم بجزيرة قبرس بمن بقي معه من المماليك السلطانية، فأساء جانبك المذكور السيرة في أهل الماغوصة، ومد يده لأخذ الصبيان الحسان من آبائهم أعيان أهل الماغوصة فشق ذلك عليهم، وقالوا: نحن سلمناكم البلد بالأمان، وقد حلفتم لنا أنكم لا تفعلوا معنا بعد أخذكم المدينة إلا كل خير، وأنتم مسلمون، فما هذا الحال؟ فلم يلتفت جانبك الأبلق إلى كلامهم، واستمر على ما هو عليه، فأرسل أهل الماغوصة إلى جاك عرفوه الخبر، فأرسل جاك إلى جانبك ينهاه عن هذه الفعلة، فضرب جانبك القاصد المذكور، بعد أن أوسعه سبا، فأرسل إليه قاصدا آخر، فضربه جانبك بالنشاب، فركب جاك إليه من الأفقسية مدينة قبرس، وجاء إليه وكلمه، فلم يلتفت إليه، وخشن عليه الكلام، فكلمه جاك ثانيا، فضربه بشيء كان في يده، فسقط جاك مغشيا عليه، فلما رأت الفرنج ذلك مدت أيديها إلى جانبك ومن معه من المسلمين بالسيوف، فقتل جانبك وقتل معه خمسة وعشرون مملوكا من المماليك السلطانية؛ وهذا معنى ما حكاه يعقوب الفرنجي قاصد جاك الذي حضر إلى القاهرة رسولا من عند جاك والله أعلم، هذا مع اختلاف الروايات في قتل جانبك ورفقته، واستولى جاك على الماغوصة على أنه نائب بها عن السلطان، وعلى كل حال صارت الماغوصة بيد جاك صاحب قبرس، ثم عين السلطان سودون المنصوري الساقي لتوجه قبرس مع يعقوب المذكور.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
العثمانيون يقاتلون البنادقة.
العام الهجري: 869العام الميلادي: 1464تفاصيل الحدث:
اصطدم السلطان العثماني محمد الفاتح مع البنادقة الذين يملكون بعض المواقع في بلاد المورة، وجزرا كثيرة في حر إيجة وقد هاجم البنادقة بعض المراكز العثمانية ودخلوها فسار إليهم السلطان ففروا من مواقعهم ودخلها العثمانيون، وبعد هدنة سنة عاد البنادقة لغيهم ونقضوا العهد فأرادوا استعادة ما فقدوه، وبدؤوا يغيرون على الدولة العثمانية ولكنهم باؤوا بالفشل وفقدوا بعض مواقعهم المهمة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
نهاية دولة بني مرين بمقتل آخر ملوكها عبدالحق.
العام الهجري: 869العام الميلادي: 1464تفاصيل الحدث:
قتل الملك عبدالحق بن أبي سعيد عثمان ملك بني مرين في الثورة التي قامت على من اصطنعتهم من اليهود، وكان عبدالحق قد عين هارون اليهودي رئيسا لدولته كما عين عددا منهم في حكومته وكانوا قد أظهروا الإسلام، فقام أحدهم بالاعتداء على امرأة من الأشراف، وقامت ثورة في فاس فتك أهلها باليهود وكان عبدالحق غائبا عن فاس فلما عاد إليها قتل وبقتله انتهت دولة بني مرين بعد أن ملكوا قرنين من الزمن.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
تولية السلطان أبي عبدالله الحفيد سلطانا على المغرب.
العام الهجري: 869الشهر القمري: رمضانالعام الميلادي: 1465تفاصيل الحدث:
لما اضطربت أحوال الدولة المرينية بفاس اجتمع رؤساء فاس إلى الفقيه أبي فارس الورياكلي في شأن يهوديين كانا يحتكمان في المدينة ويعتسفان أهلها فأجمع رأيهم على مبايعة الشريف أبي عبدالله الحفيد وكان يومئذ على نقابة الأشراف بفاس فاستدعوه فحضر وبايعوه في العشر الأواخر من رمضان من هذه السنة، وتم أمره.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
العثمانيون يضمون ألبانيا إلى الدولة العثمانية.
العام الهجري: 870العام الميلادي: 1465تفاصيل الحدث:
بدأ البابا بالدعوة إلى حرب صليبية فشجع اسكندر بك ملك ألبانيا على نقض العهد الذي أبرمه مع العثمانين سابقا داعيا ملوك أوربا وأمراءها لمساندته، غير أن البابا توفي فجأة ولم تقم تلك الحرب المزعومة، ولكن اسكندر بك نقض عهده وحارب العثمانيين، فكانت الحرب بينهم سجالا إلى أن توفي اسكندر بك بعد حمى شديدة أصابته في مدينة السيو، واستطاع العثمانيون أن يضموا ألبانيا إليهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
الأشرف قايتباي يعيد النظام والقوة لدولة المماليك.
العام الهجري: 872العام الميلادي: 1467تفاصيل الحدث:
كانت مدة حكم الأشرف قايتباي حافلة بالحروب، وسيرته من أطول السير، وقد تعرضت البلاد في أيامه لأخطار خارجية، أشدها ابتداء العثمانيين أصحاب القسطنطينية محاولة احتلال حلب وما حولها، فأنفق أموالا عظيمة على الجيوش كانت من العجائب التي لم يسمع بمثلها في الإنفاق، وشغل بالعثمانيين، حتى إن صاحب الأندلس استغاث به لإعانته على دفع الفرنج عن غرناطة، فاكتفى بالالتجاء إلى تهديدهم بواسطة القسيسين الذين في القدس، سلما دون قتال، فضاعت غرناطة وذهبت الأندلس. كان الأشرف قايتباي متقشفا مع عظم إنفاقه على الجيوش كثير المطالعة، له اشتغال بالعلم، وفيه نزعة صوفية، كما كان شجاعا عارفا بأنواع الفروسية، مهيبا عاقلا حكيما، إذا غضب لم يلبث أن تزول حدته. ترك كثيرا من آثار العمران في مصر وأبرزها قلعة قايتباي بالإسكندرية والحجاز والشام والقدس، ولا يزال بعضها قائما إلى الآن.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
خروج الأمير شاه سوار نائب أبلستين عن الطاعة وقتاله.
العام الهجري: 872الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 1467تفاصيل الحدث:
في يوم الخميس ثاني عشر محرم ورد الخبر من نائب حلب يشبك البجاسي أن شاه سوار نائب أبلستين خرج عن طاعة السلطان، ويريد المشي على البلاد الحلبية، فرسم السلطان في الحال بخروج نائب طرابلس ونائب حماة إلى جهة البلاد الحلبية لمعاونة نائب حلب إن حصل أمر، ثم عين السلطان تجريدة من مصر إلى جهات البلاد الحلبية إن ألجأت الضرورة إلى سفرهم، ثم إن الأمير بردبك نائب الشام خرج من دمشق بعساكرها في آخر المحرم إلى جهة حلب لمعاونة نائب حلب على قتال شاه سوار، كما أن جميع نواب البلاد الشامية قد خرجوا من أعمالهم إلى البلاد الحلبية، لقتال شاه سوار بن دلغادر، بردبك المذكور كان تهاون في قتال شاه سوار المذكور، وخذل العسكر الشامي لما كان في قلبه من الملك الظاهر خشقدم رحمه الله، فكان ذلك سببا لكسر العسكر الشامي والحلبي وغيرهم ونهبهم، وقتل في هذه الواقعة نائب طرابلس قاني باي الحسني المؤيدي، ونائب حماة تنم خوبي الحسيني الأشرفي، وأتابك دمشق قراجا الخازندار الظاهري، وأتابك حلب قانصوه المحمدي الأشرفي، وغيرهم من أمراء البلاد الشامية، وغيرهم، ثم ورد الخبر من البلاد الحلبية من أمر شاه سوار، وقتل أكابر أمراء البلاد الشامية، ونهبه للبلاد الحلبية، وأخذه قلاع أعمالها، وأن نائب الشام بردبك في أسره، وأن يشبك البجاسي نائب حلب دخل إلى حلب على أقبح وجه، وورد الخبر بأن الأمير بردبك نائب الشام فارق شاه سوار، وقدم إلى مرعش طائعا، ثم سار إلى منزلة قارا في يوم الخميس سابع عشر ربيع الآخر، ثم استطاع الجيش بعد ذلك من أسر شاه سوار وأخذ إلى القاهرة وقتل فيها وعلق على باب زويلة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 0 والزوار 9)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 315.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 310.07 كيلو بايت... تم توفير 5.85 كيلو بايت...بمعدل (1.85%)]