يوميات عمر وساره (يوميات سنه اولي زواج ) - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تعملها إزاي؟.. كيفية البحث عن الصور من خلال ميزة Ask Photos الجديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          كيفية إضافة علامة مائية فى صفحة وورد.. خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين iPhone 12 mini و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كل ما تريد معرفتة عن ميزات إنستجرام الجديدة لتحرير الصور وإنشاء الملصقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          لو الكمبيوتر بيهنج.. 7 نصائح للتخلص من المشكلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف Pixel 6a وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيفية الانضمام إلى اجتماع Microsoft Teams فى خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تعرف على تحديث جوجل لميزتها المدعومة بالذكاء الاصطناعى Circle to Search (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          تعرف على خاصية "Family Center".. ميزة يوتيوب الجديدة المخصصة للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          يوتيوب يتيح الآن للآباء مراقبة قنوات أبنائهم المراهقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 22-04-2010, 08:13 PM
منحة2010 منحة2010 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 97
الدولة : Egypt
افتراضي رد: يوميات عمر وساره (يوميات سنه اولي زواج )

الحلقة الثالثة عشرة



مر على زواجنا 6 اشهر تقريبا.. الحمد لله مروا على خير ... لكن لا اعرف ما هذا الاحساس الذى اشعر به .....احساس بالاعتياد والتعود والركود لا رغبة لدى كى افعل شىء جديد بمعنى اخر ما اشعر به هو الملل ...الملل من كل شىء فى حياتى الجديدة ....


هذا لا يعنى انى لم اعد احب سارة بل بالعكس اشعر انى احبها اكثر من زمان بعد ما عاشرتها وعرفت رقة طبعها واستحمالها لتقلبات طباعى وصبرها على ظروفنا المادية الصعبة ...ولكن احساسى من ناحيتها تبدل هذا التوهج الذى كنت أشعر به فى مشاعرى تجاها فتر !! كنت عندما أسمع صوتها فى التليفون يدق قلبى وتشعر كل خلية من خلاياى بالسعادة ...ولكن الان مكالماتنا التليفونية عندما نبتعد عن بعض سريعة قصيرة لابلاغ امر هام او طلب ضرورى ان اشتريه !!


لم اعد متلهف للقائها مثل زمان وكيف أتلهف وانا أراها طوال اليوم أمامى ؟؟!!!
أصبح حديثنا اليومى أقل من زمان عندما كنا نتحدث طوال الليل حتى نفاجىء بخيوط الفجر تداعب وجوهنا بدون ان نشعر ؟؟ والان ملل ملل ملل .....


ولكنى لا اتصور حياتى لحظة بدونها .. وأشعرانها صديقتى التى أعود سريعا لأقص عليها كل ما حدث فى يومى فهى تمتاز بصفة لا توجد عند 95 % من بنات حواء وهى فن الاستماع بدون لوم ولا تريقة ....حتى لو كانت متأكدة انى مخطىء فهى تلفت نظرى بهدوء بعد فترة من الحديث كى لا تشعرنى بخطأى مثل الطفل الصغير وتمسك اللى الخرزانة زى الاطفال !! ولا تقول الجملة الخالدة التى تقود اى رجل للجنون ( ماهو لو كنت سمعت كلامى ما كانش حصل كل ده !!!)


طيب لماذا أشعر بكل هذا الملل ؟ ؟ ولماذا فتر احساسى بها كحبيبة وفتاة أحلامى ؟ أعرف انى أظلمها معى عندما ترانى أقل تلهفا عليها وأرد عليها أحيانا فى اقتضاب ....أرى اللوم فى عينيها بدون أن تصرح بشىء ولا تلومنى فى شىء .ولكن أعمل ايه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟


مش عارفة عمر متغير من ناحيتى ليه ؟ انا بأحاول أرضيه بكل الطرق ولا أهمل فى منظرى أبدا ....وكل طلباته أوامر ...طيب حصل ايه هو صحيح مش بيتخانق معايا بس مش عمر بتاع زمان .......أشعر انه زهقان من كل حاجة فى الدنيا حتى منى ........طيب أعمل ايه ؟ وكل يوم أسأله السؤالين الخالدين ( فيه حاجة يا عمر ؟ ) ( وزعلان منى فى حاجة يا عمر ؟ ) والاجابة واحدة لاااااااااااااااااااااااااااأ !!


طيب أرجعه ازاى زى الاول وأرجع أحاديثنا الطويييييييييييييييلة تانى ازاى ؟ هو ده بقى الملل الزوجى اللى بيقولوا عليه ؟ وده الخرس الزوجى اللى بيصيب الازواج وأعراضه سرحان وبحلقة فى السقف ..والرد على أى سؤال باشارة مبهمة لا تعنى شىء والفرجة على ماتشات الكورة حنى لو كان فريق جزر القمر هو اللى بيلعب !!!!


مرة قرأت ان تحريك بحيرة الزواج من الركود مسئولية الزوجة ....يعنى جت على دى ومش حتكون مسئوليتها ؟ ماهى كل حاجة على دماغها لوحدها .......
طيب تعمل ايه الزوجة تعمل أراجوز علشان ترضى زوجها ؟ بجد حرام كل حاجة عليها ....يا اما يقولوا دى منكدة عليه عيشته ومزهقاه فى الدنيا .....خلاص هو حر بقى مش عاوز يتكلم هو حر ..... بس انا مش عاجبانى الحياة بالشكل ده .وانا كمان ح يتنقل لى احساس البرود ده ..ودى عيشة بقى ؟ طيب حاحاول أفكر فى طريقة ........وراك وراك يا عمر ح تروح منى فين ؟
-
-
-
- ايه يا سارة انتى مش رايحة الشغل النهاردة ولا ايه ؟
- تصنعت الاعياء وانا ارد عليه :لا تعبانة شوية واخدت النهاردة أجازة يا حبيبى ..

- الف سلامة عليكى تحبى نروح لدكتور ؟

- لا دكتور ايه ؟ ده الظاهر شوية برد ح انام شوية واخد كوباية ليمون وابقى كويسة ان شاء الله ....وانا قلت لماما تبعت لى الشغالة بتاعتها تساعدنى أصلى مش قادرة اعمل حاجة خالص .......


- ما تقلقنيش عليكى يا حبيبتى .تحبى أخد اجازة انا كمان؟


- لا يا حبيبى ....انا ح ابقى كويسة ما تتعبش نفسك مع الف سلامة ....كح كح كح


وتركنى وهو قلقان على بجد .....اه لو لم أكن أعلم انه يحبنى أكثر من اى انسان فى الكون كنت قتلت نفسى !! لكن هو الاعتياد على الشىء الذى يفقدك بهجته والسعادة به وهل معقول ان الانسان يظل يشعر بالساعة التى يرتديها كل ثانية وكل دقيقة ؟ كان سيصاب حتما بالجنون والانهيار العصبى ...انه لا يشعر بها الا عندما ينظر لها بعد فترة من تركه لها وانا سأجعل عمر يرانى من جديد ....

فى التاسعة صباحا جاءت الشغالة وكان ورانا انا وهى شغل كثير جدا .كنت أريد تغيير نظام البيت كله حتى يشعر عمر انه فى عالم جديد ولكن الموضوع ليس سهلا ولكن علشان عيون عمر كله يهون ....
غيرت مكان الصالون ونقلته مكان الانتريه ليكون بجوار البلكونة بجوار الهواء الطلق ..مش مهم الضيف يتهووا المهم احنا .... وغيرت مكان التليفزيون ووضعت اتنين من كراسى الانتريه متلاصقين بعد ان كانوا كل واحد فى اتجاه كى نجلس عليهم انا وعمر ....


طبعا السفرة لم أجروء على تحريكها لأنها تحتاج بلدوزر بشرى يحركها أكيد اللى بيعملوا الفرش دول من كوكب المريخ او فاكرين ان العريس هرقليز والعروسة زينة !!! لكنى غيرت الفضيات الموجودة فى النيش بأخرى لامعة واضفت لها تحف صغيرة كانت مركونة .....و أخرجت مفرش سفرة جديد لم أستخدمه من قبل وفرشته ووضعت فازة كبيرة بها ورود اكثر اشراقا ..... .


وحجرة نومنا غيرت ترتيب كل جزء بها .... السرير مكان الدولاب والتسريحة مكان الشوفنيرة وفرشت مفرش يوم الدخلة الذى لم أستخدمه الا لأيام معدودة وعلقت صورة زفافنا الكبيرة التى رفض عمر تعليقها فى الصالون .ووعدنى بتعليقها فى غرفتنا وطبعا نسى او كسل !! الحمد لله الشغالة موجودة تعيش حياتها هى وتعلقها على راحتها ....وأيضا مجموعة من صورنا ايام شهر العسل وضعتها فى برواز ووضعتها على الكومدينو ليراها قبل النوم .الله الله أعطت الغرفة شكل رائع .....أكيد ح يعجب عمر !!


وأخيرا حجرة عمر التى يعمل بها مشاريعه الهندسية .... لم أرد ان أغير من طابعها الرجالى .... فكان يحتفظ فيها بسريره القديم ايام العزوبية ودولابه الصغير قبل ان يتزوج والان يضع به اوراقه وكتبه .... وده طبعا لأننا لم نملك وقت الجهاز ان نشترى حجرة معيشة او حجرة اطفال جديدة فكان هذا هو الحل ....


.....طيب اعمل فيها ايه ؟ بعد ان قمنا بتنظيفها فكرت فى فكرة جديدة وهى ان أغير كل الصور العائلية التى يضعها فى براويز على مكتبه بصور أعز أصدقائه الشباب وأخرجت الالبوم سريعا وأخرجت صور أفضل 5 أصدقاء له ووضعتها بشكل بارز له وطبعا سيندهش من هذاويقول مراتى اتجننت !!!..... لأن الزوجة بعد زواجها بتحاول بشتى الطرق ان تبعد زوجها عن اصدقائه القدامى كى تظل وحدها معه ولا تعرف انها بهذا بتخنقه ليهرب منها ويذهب لهم اكثر من الاول !!!!


خلاص أخيييييييييرا انهينا المعركة الحربية وأصبحت الشقة مختلفة تماما وازدادت جمالا ...ومشيت الشغالة وهى أكيد بتدعى على وعلى جنانى الرسمى !!


وبعد ان انهيت كل شىء فى الشقة ارتديت ملابسى ونزلت بسرعة للكوافيرة اللى فى نفس الشارع والتى قلت زياراتى لها للاسف توفيرا للنفقات واصبحت اعمل شعرى فى البيت وخلاص !! وقبل ان أدخل لها اشتريت جريدتنا المفضلة انا وعمر والتى كنا نقرأها ايام الخطوبة ونتناقش فى كل مقالاتها ولغبائى لم أعد أشتريها بعد الزواج ....له حق يزهق منى طيب ح نجيب كلام نتكلمه منين ؟ لازم أحداث جديدة نتكلم فيها علشان أجذب انتباهه لى !!


وطلبت من الكوافيرة ان تقص شعرى قصة جديدة وهو ما كنت ارفضه دوما تمسكا منى بشعرى الطويل وتسريحتى التقليدية ....فقصت لى قصة جديدة جعلت خصلات شعرى متدرجة ومحيطة بوجهى فأظهرت استدراته وزادتنى جمالا واقترحت على تلوين بعض الخصلات به فخفت ورفضت... ثم بعد الحاح منها وافقت وتركتها تعمل وانا اقرأ فى الجريدة واذا بعمر يتصل بى على الموبيل ياخبر كده المفاجأة حتبوظ لو سمع دوشة الكوافيرة !!!!


فجريت على الحمام واغلقت بابه على باحكام ورديت عليه متصنعة الاعياء وطلبت منه ان يحضر أكل معاه لأنى مش قادرة اعمل حاجة خااااااااااااالص !!! والحمد لله لم يلاحظ شىء بل بالعكس ازداد قلقا على وندما انه سابنى وانا تعبانة !!!

ورجعت للكوافيرة وجدتها بتصرخ لأن الصبغة مازالت على شعرى.... .بس الحمد لله ربنا ستر ولم يطلع اللون بنفسجى !!! بل بالعكس فى صورته النهائية كانت النتيجة مبهرة لم أعرف نفسى بجد فى المراة .....الله يكون فى عونك يا عم عمر !!!

ورجعت البيت وانا أشعر انى امرأة جديدة وبيتى هو الاخر جديد وأشعر بانتعاش جميل .......وارتديت طقم كنت أرتديه ايام الخطوبة !! وتزينت و أدرت مسيقى ناعمة فى انحاء المنزل جلست فى انتظاره وكما توقعت جاء قبل ميعاده بنصف ساعة واول ما فتح الباب ورأى التغيير المدمر عاد خطوتين للخلف واتلخبط وكاد يرجع ويصرخ فى العمارة ( شقتى اتسرقت يا جدعااااااااان ) ثم دخل وظل صامتا للحظات وهو يقلب نظره بين الفرش وبينى وهو لا ينطق الا كلمة واحدة ايه ده ايه ده ؟!! )


- ثم اخيرا نظر الى باعجاب كبير جدا وقال ( يعنى مش تعبانة ولا حاجة .... طيب القمر دى مراتى ولا حد تانى يا مدام !! )
-........


- وأضاءت ملامح وجهه بالسعادة والحب وهو يهمس لى ( يا مجنونة كل ده عملتيه علشانى انا ؟ )


- طبعا انت حبيبى ونفسى أشوفك سعيد معايا ....ان شاالله اهد الدنيا علشان تكون راضى عنى


- ربنا يخليكى لى طووووووول العمر !!!
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 24-04-2010, 07:30 PM
الصورة الرمزية نهر الكوثر
نهر الكوثر نهر الكوثر غير متصل
مشرفةواحة الزهرات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
مكان الإقامة: عابرة سبيل بلا عنوان
الجنس :
المشاركات: 7,794
افتراضي رد: يوميات عمر وساره (يوميات سنه اولي زواج )

يوميات جميله استمتعت وانا اقراء
انتهت ام هناك تكمله
__________________
اللهم احفظ جميع المسلمين وامن ديارهم
ورد عنهم شر الاشرار وكيد الفجار
وملأ قلوبهم محبة لك وتعظيماً لكتابك
وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 14-11-2010, 06:08 PM
منحة2010 منحة2010 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 97
الدولة : Egypt
افتراضي رد: يوميات عمر وساره (يوميات سنه اولي زواج )

اسفة على التاخير بس اكيد انتو مسامحينى
يلا بينا نكمل الحكاية





الحلقة الرابعة عشرة




ياسلاااام ياسى عمر والله وبقيت زوج خلاص وبتخاف على كل مليم يحتاجه البيت !! فين ايام الفسح والانطلاق والمصاريف بدون حساب ؟ وكان دايما والدى يقول لى لما تتحمل المسئولية ح تتغير وتعقل !! ولم أكن أصدقه خلاص خلصت الايام دى وخصوصا مع الاسعار التى لا ترحم ...أصبحت لا أفكر الا فى ما يحتاجه المنزل والضروريات مثل الطبيب والميكانيكى والسباك وخلافه ممن يهجمون على جيوبى فيجعلونها بيضاء لامعة من غير سوء !!


بس برضه احساس غريب انى لما أشترى شىء جديد للمنزل انا وسارة بأشعر بالسعادة على عكس ما كنت متخيل !! كنت اتصوروانا عازب ان لو مر اسبوع لم أخرج فيه مع أصحابى فى فسحة محترمة ممكن يحصل لى حاجة فى عقلى !!

لكن دلوقتى بأجد لذة كبيرة أن أضيف شىء للبيت حتى لو كان بسيط جدا فأشعر بجد انى وقتها رجل البيت !! وخروجى مع أصحابى أصبح فى أبسط الاماكن التى لا تكلف الكثير وطبعا أسمع تريقة للصبح انى باوفر علشان أشترى الجرنان وبطيخة للمدام وانا راجع !!! امال اللى عندهم أطفال بيعملوا ايه ؟ ربنا يستر !!



يارب يا سميع يا مجيب حقق لى أملى ... ارزقنى كما رزقت زكريا .... هب لى ذرية صالحة ..اجعلنى أما !! ناجيت الله كثيرا بعد صلاة العشاء ان يحقق لى أملى ويهب لى جنينا أسعد به ويملأ على دنياى انا وزوجى ...


لا أعرف كيف اجتاحنى احساس الأمومة من أول ما تزوجت ... كنت وأنا بنت احساسى بالأطفال مختلف !! لم يكن عندى صبر طويل مع الاطفال ....أحب الطفل وهو يلعب ويضحك وأول ما يبكى تنقطع الصلة بينى وبينه وارميه لأمه فورا !!

ماذا حدث ؟ سبحان الله القدير أحن لشىء لم أره !! ونفسى تهفو لأن تجاور دقات قلبه جسدى وأضمه بين ضلوعى !! كيف حدث هذا الانقلاب ؟ يارب يارب هبه لى هبة مباركة من عندك ...قد لا أكون أهلا لهذه الهدية ولكنك أهلا لهذا العطاء يا سميع يا مجيب ....


أكاد أجن من شدة وطأة هذا الشعور والحنين القاتل لأن أكون أما والغريب أن عمر لا يساوره هذا الاحساس مثلى ؟!!! بل يحمل خوف من مصاريف الاطفال ومسئوليتهم الكبيرة ؟!! رغم انه حنون جدا على الأطفال يمكن أكثر منى !! كيف هذا ؟ يمكن انه يذكر ذلك كى لا يجرح مشاعرى او انه فعلا لا يشتاق مثلى هذا الاشتياق الجنونى ؟ لا أعرف ....يارب ..يارب


وما يجرحنى بشده ويزيد عندى الاحساس انى تأخرت فى الحمل هو سؤال الناس الدائم لى (هاااا ...مفيش حاجة حلوة جاية فى الطريق ؟) أول ما أسمع كلمة هاااا الكريهة أتجنن !! خلاص السؤال ده أصبحت أهرب منه من الجميع وكأن الموضوع بيدى وأنا التى لا أريد !! اه لو كل الناس تكون فى حالها.....


حتى مكالمات التليفون من خالاتى او أقارب عمر تكاد كلمة هاااا تحل محل ألو !! هو أنا باتدخل فى خصوصيات الناس بهذا الشكل ؟ يمكن لو لم تكن الاسئلة تحيطنى فى كل مكان لم يكن الاحساس عندى تضخم فى هذا الشكل ........وبعدين هو الحمل بيستخبى ازاى يعنى ؟! ماهو أكيد لما ح يحصل كل الناس ح تعرف ولا ح أخرج و أسيب بطنى فى البيت ؟ !!!!!


وحماتى ماشاء الله عليها لها دور كبيييييير جدا !!! تحيطنى بكمية من العبارات الجارحة التى لا تتوقف وكأننا متزوجين من عشرة سنين وليس 8 أشهر ؟ معقول العقل ده ؟ طول ما احنا بنزورها وخصوصا فى غياب عمر تحيطنى بعبارات من نوعية عينى عليك يا عمر بتموت فى الاطفال !!)...... ( دى فلانة ماشاء الله حملت من يوم الدخلة !!)...... ( ما بتفكريش تروحى لدكتور يا سارة ؟ ) ولم أكن أرد أو أحكى لعمر كى لا يغضبها منها ولكن من داخلى كانت تجرحنى فى انوثتى دون مراعاة لشعورى وكأنها تسعد بهذا ...


وكانت تعلم ميعادى الشهرى باليوم وفى اليوم المنتظر صباحا تتصل بى كل شهر وتسأل سؤالها المعهود ( جاءت ؟ ) وأنكسر وانا أرد بالايجاب ....فتنهى المكالمة بغضب وتكاد تغلق السماعة فى وجهى ...
وفى اخر هذه المكالمات القاسية أجهشت فى البكاء حتى استيقظ عمر وانتفض لما رانى منهارة بهذا الشكل وسألنى عما بى وهو يقرأ على رأسى ايات من القران كى أهدأ ... فلم أحتمل ان أخفى أكثر من ذلك وحكيت له عما حدث .... فسمعنى وهو يكاد يغلى من الغضب ولكنه كظم غيظه ورد على بحنان :
- حقك على يا حبيبتى نيابة عن ماما ...


- طيب ليه تقول لى الكلام ده .هى دى حاجة فى ايدى ؟ ولا أنا يعنى اللى مانعة الحمل ؟


- معلش يا سارة ما انتى عارفة ماما بتحبنى قد ايه ونفسها تشوف اولادى ...


- فصرخت فيه : يعنى انا اللى مش نفسى ؟ لا حول ولا قوة الا بالله ده انا مفيش واحدة قالت لى على نصيحة حريمى الا وعملتها ...ومفيش فاكهة او اكل قالوا عليه بيساعد على الحمل الا واكلته وطول الليل بادعى ربنا اعمل اي بس ؟



- ايه يا بنتى الجنان ده كله ؟ هو احنا بقى لنا مية سنة متجوزين ؟ ليه كل ده ؟


- ليييييييييه؟ ده الناس كلها متفرغة تسألنى انا حامل ولا لأ ؟ كأنه استجواب او اتهام بالتقصير مثلا !!



- يا بنتى دول ناس فاضية ما تسأليش فيهم هم الناس كده يسألوا البنت اول ما تدخل الجامعة ( مفيش عريس ولا ايه!! ) ولما تتخطب ( هااا الجواز امتى عاوزين نفرح بيكم !!) وأول ما يجوزوا ( مفيش بيبى فى السكة ؟!! ) ولما تجيبى البيبى ( يالا بقى همتك هاتى له أخ يلعب معاه !! ) ولما تجيبى الطفل التانى ويتأكدوا تماما انك غرقتى فى المشاكل يسيبوكى غرقانة وما يسألوش عنك تانى !! بالذمة تعملى اعتبار لناس حشرية كده ؟


- بس أنا خلاص تعبت بجد تعبت .... عمر انا عاوزة أروح لدكتور أرجوك يا عمر....



- فرد با ستعجاب : دكتور ايه يا بنتى لسه بدرى اوى على الكلام ده ...


- معلش ريحنى ياسيدى ان تعبانة بجد علشان أطمن بس مش أكثر ...



- ياسارة ما تستعجليش رزق الله ... الاطفال دول رزق زى الصحة والمال ...
أفرضى يا ستى مش مكتوب لنا نخلف ح نعمل ايه يعنى ؟


- فكدت أنفجر من بروده : طبعا ماهو الامومة غريزة لكن الأبوة بالممارسة يعنى عمرك ما حتحس باللى انا حاسة بيه ....


- يا بنتى احنا سعداء مع بعض والحمد لله مستعجلة ليه على المسئولية ؟



- ففاض بى الكيل وصرخت فيه : يووووووه يا عمر أرجوك حس بى وتعال نكشف عند الدكتور أنا وانت ....


- وكأنى طعنته فى رجولته فرد بغضب : وانا كمان !! ليه انا كويس ومعنديش مشكلة أروح ليه بقى ؟

- ياسلام يا باشمهندش سبت ايه للناس العادية ايه علاقة ده بالخلفة ؟

- فرد بعصبية : سارة انا مش عاوز وجع دماغ ده اخر كلام عندى عاوزة تروحى للدكتور انتى حرة لكن انا لأ لأ لأ ....
- .......................
__________________


رد مع اقتباس
  #24  
قديم 14-11-2010, 06:12 PM
منحة2010 منحة2010 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 97
الدولة : Egypt
افتراضي رد: يوميات عمر وساره (يوميات سنه اولي زواج )

الحلقة الخامسة عشرة



- ايه يا مدام سارة انتى بتدلعى علينا ولا ايه ؟


- ليه يا دكتورة ؟


- حمل ايه اللى اتأخر ؟ انتى متجوزة يدوب من كام شهر !! ليه الاستعجال ده يا بنتى؟



- فردت أمى نيابة عنى لما رأت احمرار وجهى ....... ماانتى عارفة زن الناس يا دكتورة خلوها تقلق !!


- بصى يا سارة التحاليل اللى قدامى بتقول انك سليمة مية فى المية ولكن القلق اللى انتى فيه ده ممكن يخلوكى فعلا تتأخرى فى الحمل ....أهدى واطمنى وسيبى كل حاجة بأمر الله


- فرددت بخجل :طيب يعنى يا دكتورة مفيش حاجة تعجل الحمل شوية ؟


- انا مش عاوزة ألخبط الهرمونات عندك وأتعبك بجد ... وبعدين زوجك ما عملش التحاليل ليه ؟


- .........


- رافض طبعا كالمعتاد مش كده ؟! كل الرجالة فى الموضوع ده زى بعض الوزير زى الغفير قليل اوى اللى بيرضى يكشف وبعد ما تكون مراته اتبهدلت !! ربنا يهدي!!


- طيب يا دكتورة أعمل ايه ؟ انا خلاص ح اتجنن !!


- هو انتى لو مفلسة وطلبتى من ناس فلوس صدقة وقالوا انهم ح يدوها لك واتأخروا عليكى .... ح تروحى تخبطى على بابهم كل يوم بالحاح ؟

- لا طبعا !!


- بس انتى بتطلبى من ربنا يا سارة مش من الناس .. ألزمى بابه ولن يردك أبدا ..


وخرجت من عند الدكتورة وأنا فى قمة الارتياح أرتحت جدا نفسيا ان ليس بى عيب يمنع الانجاب ..اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. يكفينى هذا الشعور كى أهدأ .... ولن يقلقنى أحد بعد الان ولو سألنى أحد سأجيبه ( لا تسألنى أنا اسأل الله !!)

لن أقلق أو اتوتر كى لا يؤثر على نفسيتى كما قالت الدكتورة ...طيب وموقف عمر المتخاذل معى ؟ ماذا أفعل معه ؟ أتشاجر ؟أخاصمه ؟ ؟ لا لا لن أفعل كل هذا كى لا أغضب الله وأنا فى أمس الحاجة لرضاه ..... ولا أريد أن أعصى الله بغضب عمر منى لأن ما عند الله لايؤخذ بمعصيته ........وأفقت من سرحانى على صوت أمى تقول لى :


- ما تزعليش يا سارة من عمر ....هم كل الرجالة بياخدوا المواضيع دى بحساسية ....

- ففاجأها ردى : لا ياماما أزعل ليه يعنى هو ده اللى ح يعجل اللى ربنا كاتبه ؟ ... وبعدين انا ماأقدرش أزعل منه أبدا


- فردت بغيظ : طيب يا ستى ربنا يخليه ليكى انا الحق على !!


وجاء عمر ليأخذنى من عند ماما وفى السيارة كان يتوقع منى البوز المتين وانى أتخانق أو حتى أبكى وقصصت عليه ما قالته الدكتورة بكل بساطة وبدون لوم . فصمت طويلا وخجل من نفسه وقال لى: انا اسف يا سارة ....
- .........
- انا مش عارف انا سبتك ليه تروحى للدكتورة مع ماما ؟ بجد انا غلطان حقك على
-
- انا فعلا زعلت منك لكن قدرت انك واخد الموضوع بحساسية فخلاص يا سيدى ولا يهمك


- ربنا يخليكى لى يا عمرى ويكملك بعقلك .. وأقول لك حاجة حتى لو خلفنا مش ح أحب ابننا أكتر منك !!


- .........



ومرت الأيام التالية وأنا هادئة تماما وأدعو الله ليلا ونهارا وبتضرع وتذلل ولكن باطمئنان ويقين داخلى انه لن يردنى أبدا ولن يتركنى خالية الوفاض ....ولكن أعصابى أبعدها تماما عن التوترواكثرت كثيرا من الصدقات خلاف صدقات حصالتنا الاسبوعية انا وعمر !!


وحماتى العزيزة واصلت بالطبع حملاتها الشرسة ضدى وأنا لا أرد ولا أعيرها اهتمام .....حتى فاض بى الكيل من أسئلتها النارية والمستفزة فرددت عليها ذات مرة بهدوء وأدب حتى أغلق هذا الباب نهائيا :


- واضح يا طنط ان الموضوع ده قالقك أوى وأنا عارفة ان ده من كتر حبك لى !! بس انا بصراحة مش باحب أتكلم في خصوصياتى ..... ده حتى ماما مش بتتكلم فيه خالص تتصورى يا طنط ؟
- .........
-
والغريب ان عمر كان جالس فى هذا الحوار ولم يغضب منى كما توقعت !! بل بالعكس ابتسم وغمز لى بعينه وتظاهر انه يقرأ الجريدة كى لا تقتله أمه !!


وأخيييييييييييرا جاء ميعادى الشهرى الذى انتظره على أحر من الجمر والحمد لله لم تتصل حماتى لتسألنى سؤالها الشهرى المعتاد !!


ومر اليوم بطيئا بطيئا دون حدوث شىء !! وكل دقيقة أترقب وادعو الا يحدث !!
ومر اليوم التالى وانا فى عملى ولا أركز اطلاقا الا فى ترقب ما سيحدث ؟ وهل ستتأخر شارة أنوثتى يوما اخر ؟ يارب يارب ..... ومر يومان اخران وانا أكاد أجن من التوتر الممزوج بفرح غامض ....هل يكون حدث ؟ ؟


ولاحظ عمر انى لم أنقطع عن الصلاة كالمعتاد فسألنى بترقب : ايه يا سارة فيه ايه ؟ بتصلى ليه ؟

ولم أرد ان أخبره الا لما أتأكد أولا فضحكت وقلت له : أصلى أشهرت اسلامى قريب !!


وطبعا لم ينخدع بهزارى ولكنه لم يرد أن يسأل هو الاخر كى لا يصاب باحباط !!


وعند مرور خمسة أيام لم أطق الانتظار وبدون أن أخبر أحد اشتريت اختبار حمل منزلى و قرأت تعليماته علامة حمراء واحدة لايوجد حمل وعلامتان اى يوجد حمل ..... وأجريته ومرت الثوانى بطييييييييييئة وانا أغمض عينى كى لا أرى !! وأخييرا امتد اللون الاحمر ببطء ليرسم علامتين ... علامتين ؟ يعنى انا انا ؟ حااااامل ؟
وخرجت من الحمام وهبطت بكامل هيئتى فى سجدة شكر طويلة وبللت دموعى الشاكرة وجهى ولهج صوتى بالدعاء وكل خلية منى ترتعد من فرط السعادة والشكر بهبة الله الغالية التى أودعها جسدى .... كيف أشكر هذه النعمة ؟ وكيف أصونها ؟ وكيف أخبر عمر وماذا تكون ردة فعله ؟ وكيف أخبر الجميع ؟ أشعر انى أريد أن أصرخ فى الشارع وأوقف المارة وأخبرهم انى حااااااااااااامل !!
__________________


رد مع اقتباس
  #25  
قديم 14-11-2010, 06:15 PM
منحة2010 منحة2010 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 97
الدولة : Egypt
63 63 رد: يوميات عمر وساره (يوميات سنه اولي زواج )

الحلقة السابعة عشرة






مر أكثر من شهرين على الحمل ...احساس لا يوصف لا يضاهيه احساس اخر .كنا ونحن صغار نفرح ببعض حبات الفول عندما نزرعها بأيدينا ونراقبها بالساعات وهى تكبر شيئا فشيئا ونغضب عندما يتخلص منها أحد الكبار كالمعتاد وكأنه قتل جزء منا ....الان هذا الاحساس اشعر به ولكن بداخل جسدى نبضا صغيرا ينمو خلية خلية بداخلى ...يتنفس من أنفاسى ويقاسمنى الطعام..... ويفرح معى ويحزن معى .....رغم انى لا أشعر بحركته بعد ولا بطنى انتفخت لكن أشعر به فى كل لحظة كيانا داخل كيانى ...



رغم ما أعانيه من تعب وارهاق كبير جدا من دوار مستمر ورغبة دائمة فى النوم الذى لا ينتهى ورؤية الطعام كالعدو اللدود وما يصاحب هذا من خناقات مع عمر وماما لى كى آكل رغما عن أنفى (لأنى بقيت اتنين دلوقتى مش واحد !!) لكن أشعر انى أصبحت انسانة مختلفة فى كل شىء ........مزاجى مختلف ...أتوتر بسهولة شديدة ..أقلق سريعا ...وللأسف أصبحت عصبية لدرجة لم أكن أتخيلها ....


لم أربط بين هذه التغيرات وبين الحمل الا عندما رأتنى صديقتى فى العمل أسبب مشكلة لا داعى لها من عصبيتى الزائدة ...فأخبرتنى أن كثير من النساء يؤثر عليهم الحمل مثلى ...وقرأت فى هذا الموضوع لأجد بعض حالات تتغير مزاجاتهم وشخصياتهم تماما فى فترة الحمل .ماشاء الله انا أولد من هنا وأروح السراية الصفرا عدل !!


سارة أصبحت عصبية جدا الأيام دى ...لا تطيق كلمة حتى ولو هزار وتقلب الموضوع خناقة وحدوتة . ...وأنا مقدر تغيرها من الحمل ولا أحاول أن أعقد الموضوع ...وأصدقائى يؤكدون لى أن هذا شىء عادى ويقصون لى حواديت على الجنان الأصلى اللى شافوه على يد زوجاتهم فى فترة الحمل !!......لكن بجد تعبت ووحشتنى سارة حبيبتى الوديعة التى تغفر لى كل أخطائى وأتمتع بأنوثتها ورقتها ...لكنى أعذرها فهذه ليست طباعها الأصلية ولابد أن أتحملها فهى تحمل ابنى الذى أتمناه من الله وربنا يهديها قبل ما أتجنن أنا !!!



أنا بجد زهقت من كتر النصايح اللى بأسمعها ليل ونهار من جميع البشر لازم تاكلى كذا ..ولازم تنامى بالطريقة دى.... ولازم تمشى كده ..ولازم ولازم ولازم ....وكأن الحامل دى انسانة فاقدة العقل ومستنية بنات الصين يقولوا لها تعمل ايه ....



وأكبر مشكلة بتواجهنى فى الحمل هى شغلى .....انا كنت قادرة أوفق بالعافية بين الشغل والبيت لكن دلوقتى بجد تعبت ..... صحتى ضعفت من الحمل وهى أصلا ضعيفة والمشوار المحترم الذى آخذه كل يوم يكاد يميتنى من كثرة المطبات التى أشعر أنها تسحب روحى معها ولكن ماذا أفعل ؟ أنا عمر لا نستطيع أن نستغنى عن عملى فى الوقت الحاضر من الناحية المادية ...وحتى لو استطعنا أنا لا أتخيل نفسى ربة منزل أصحى الظهر وأرغى فى التليفون فى آخر وصفات الطبيخ وأخبار العيال أشعر بالأختناق من مجرد الفكرة .....ولا أريد أن أفكر فيها .لكنى فى نفس الوقت خايفة على البيبى وحاسة بالذنب مما أعرضه له ...يارب ساعدنى !!



غريبة أول مرة أدخل البيت ولا تستقبلنى سارة كالمعتاد ....سارة ....سارة انتى فين يا حبيبتى ؟
جاءنى صوتها ضعيفا من حجرة النوم فطرت عليها وأنا أرتجف من الخوف فوجدتها مازالت بملابس الخروج ..شاحبة لون وجهها يحاكى وجوه الموتى ..وجريت عليها وأنا أصرخ :




- مالك يا سارة فيه ايه ؟



- فردت بضعف :الحمد لله أنا كويسة ما تقلقش يا عمر .



- كويسة ؟ ايه يا بنتى ده انتى بتموتى !! .ايه الى حصل ردى على بسرعة ؟ ولا أقول حأجيب ليكى مسكن وعصير تشربيه الأول وارفعى رجليكى على المخدات دى علشان تفوقى شوية ...



-أخذت الدواء و شربت العصير وشعرت أنى أفضل حالا مما كنت عليه فشكرت عمر وقلت له : أنا كويسة ما تقلقش




- الف سلامة عليكى يا حبيبتى ايه اللى حصل ؟




- مفيش حاجة وأنا راجعة من الشغل وراكبة المواصلات السواق عمل حادثة وخبط فى عربية كانت قدامه وعمل اهتزاز عنيف فى عربيتنا طبعا .. لدرجة اننا وقعنا من على الكراسى وبعدها حسيت انى دخت جدا وحسيت بمغص جامد جدا والم حاد فى ظهرى من الوقعة .....لكن الحمد لله انا كويسة دلوقتى والبركة فى ربنا وبعدين فيك ..



- سمعنى عمر وأنا أحكى الموضوع بمنتهى البساطة وهو يغلى من الغيظ فرد بعصبية : يعنى ايه كويسة كنتى ح تموتى انتى واللى فى بطنك وتقولى كويسة ؟




- ما تكبرش الموضوع يا عمر مفيش حاجة ؟



لا طبعا فيه لما تصرى على شغلك وانتى كل يوم بتركبى مية عربية وانتى حامل يبقى فيه الف مشكلة ....انا كام مرة قلت لك بلاش الشغل ده ؟ كويس كده لما يحصل لك اجهاض ؟



- فرددت باستفزاز : يعنى انت خايف على الى فى بطنى مش على انا ؟



- والله من حقى انى أخاف وأنا شايفك بتستهترى بيه كده ده ابنى برضه !!



- فجننت من رده وصرخت : باستهتر ؟ هو انا كنت رايحة السينما ولا النادى ؟ مش الشغل ؟ وبعدين مرتبى ده بأعمل بيه ايه ؟ باشترى بيه ماكياج وبرفانات ولا كله على البيت وبأساعدك فى مصاريفه ؟ وفى الاخر تقول لى بتستهترى ؟










فصرخ في بجنون : هو انتى كل ما تتكلمى تقولى لى انا بأصرف وبأساعدك؟ طيب ايه رأيك بقى ده اخر يوم ليكى فى الشغل قلتى ايه ؟



فرددت بعند هائل لا أعرف من أين أتانى : قلت لأ !!



فجن من ردى وأصبح انسان آخر : لأ !! يعنى مش بتسمعى كلامى ؟!! طيب يا سارة لما أشوف كلامى ح يتنفذ ولا لأ ؟ اختارى دلوقتى حالا ياسارة ياأنا يا الشغل !!


فتملكنى الشيطان تماما وأعمانى الغضب وأنا أنفجر فيه بطريقة لم يسمعها منى من قبل : الشغل يا عمر !! ايه رأيك بقى ؟ انا خلاص زهقت من أوامرك وتحكماتك فى كأنك اشتريتنى ......زهقت من حياتى كلها ومش قادرة أستحمل أكثر من كده .....ونفسى أسيب البيت ده اللى أنا حاسة انى جارية فيه مش انسانة بتحترم طموحها ومستقبلها وأرجع بيت أهلى اللى كنت ملكة فيه .....

فرد عمر بذهوووول : ايييييييييييييه بتبيعينى يا سارة ؟ وكمان عاوزة تسيبى البيت ؟ على العموم انتى حرة بس افتكرى انتى اللى بعتينى وانا مش ح اشتريكى ....


فلم أستطع الانتظار أكثر من هذا وأحسست ان كرامتى ذبحت فقمت ارتديت طرحتى وخطفت حقيبة يدى وجريت على باب الشقة وعمر ينظر لى بذهول ولكنه صامت لا ينادى على فألقيت عليه نظرة أخيرة وتركت بيتى وأغلقت وراءى الباب بعنف !!
__________________


رد مع اقتباس
  #26  
قديم 14-11-2010, 06:18 PM
منحة2010 منحة2010 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 97
الدولة : Egypt
63 63 رد: يوميات عمر وساره (يوميات سنه اولي زواج )

الحلقة ا لثامنة عشرة





لا أعرف حتى الآن كيف وصلت بيت والدى أكيد كان كل الشارع بيتفرج على !!وسواق التاكسى اللى ركبت معاه كان رجل عجوز وطيب أخذ يهدأ فى وهو يرانى أبكى بحرقة دون أن يعلم بما حدث.... ولكن واضح أن شكلى كان فى منتهى التعب والبهدلة .... .كده برضه يا عمر أهون عليك أسيب البيت وحتى لا يكلف نفسه أن يبقينى أو يتحايل على... .الله يسامحك !! واضح ان الحب اللى كان بيقول لى عليه كله كلام فى كلام .... خلاص أنا كمان لى أهل ياخدوا لى حقى علشان يعرف قيمتى !!

حتى الآن لا أستطيع تصديق ما حدث سارة تسيب البيت ؟ وليه ده كله ؟ انا مش شايف انى غلطت فى حاجة!! هى اللى قعدت تصرخ زى المجانين وتذلنى كل دقيقة انها بتساعدنى فى البيت دى حاجة خلاص تجنن مش قادر استحمل الذل ده بعد كده لا وكمان تبيعنى وتختار الشغل وتسيب البيت وفاكرانى حاجرى وراها لا خليها ولما تعرف قيمة بيتها وزوجها ح ترجع لوحدها وغصب عنها كمان !!


عندما وصلت لباب بيت والدى أحسست أنى أفقت من نوبة الجنون التى كانت تتملكنى وكأن انسانة أخرى هى التى كانت تتحدث وتصرخ . أحسست أنى هدأت وأفقت وترددت هل أضرب الجرس أم لا !! معقول طيب أرجع ؟ وحيبقى شكلى ايه امام عمر ؟ طيب ازاى ح أحكى لماما وبابا وأخواتى والدنيا كلها مشاكلى مع عمر بهذه البساطة ؟ بس هو باعنى وغروره منعه انه حتى ينده على !! وانهمرت دموعى ثانية عندما تذكرت هذا ورننت الجرس

....وصرخت أمى عندما رأتنى فى هذا الحال المرعب شاحبة منهكة عيناى مصبوغة بلون الدم ووجهى متورم من كثرة البكاء

- ايه يا سارة يا حبيبتى مالك ؟ فيه حاجة حصلت للبيبى ؟
- فقلت فى سرى هو كل الناس بتسأل على البيبى وانا اتحرق ؟ ولم أستطع الرد ودخلت البيت وارتميت على أقرب كرسى وجاء أبى واحتضننى وهو يقرأ على رأسى آيات من القرآن ويهدهدنى كالطفلة الصغيرة .....اه لو يعامل كل رجل زوجته كأنها ابنته لعاشت النساء فى الجنة !! وكأنه علم ما بى بدون أن يسأل فأمر أمى أن تأخذنى غرفتى القديمة لأستريح ....هكذا بدون أن يسألنى سؤال واحد بعكس أمى التى انهالت على أسئلة من ساعة ما دخلت الشقة .....
ودخلت غرفتى القديمة وأحسست بغربة أول ما دخلتها وللحظة شعرت ببرودة شملتنى واشتقت لدفء شقتى .......كيف أشعر هكذا وهذه هى غرفتى التى ضمتنى لأكثر من عشرين عاما سبحان الله !! وأفقت على صراخ أمى لى :
- ياسارة وقعتى قلبى قولى ايه اللى حصل ؟ انتى اتخانقتى انتى وعمر ؟
- ايوة يا ماما وسبت له البيت !!
- فدقت على صدرها بجزع وقالت لى : ليه كده يا بنتى ؟ !! هو فيه واحدة عاقلة تعمل كده ؟ طيب انا متجوزة أبوكى من 25 سنة عمرك شفتينى سبت له البيت ومشيت ؟ هو ده اللى انا عملتهولك ؟

- فوجئت بموقف أمى المهاجم وكنت أتخيل أنها ستصب جام غضبها على عمر واضطررت أن أحكى لها كل شىء وانتظرت رد فعلها فسكتت طويلا وردت على بهدوء :
- عاوزة رأيى انتوا الاتنين غلطانين وانتى غلطانة اكتر !!
- فرددت بغضب : ليه بقى يبقى انا عاملة حادثة وبأموت وييجى يزعق لى ويهددنى كمان !!
- اهدى يا سارة يا حبيبتى انا ح أقول لك انتى غلطانة ليه اولا علشان سيبتى بيتك وثانيا لأنك من أول الحمل وانتى عصبية جدا ومش بتطيقى كلمة واحدة فكبرتى الموضوع بدون داعى انا عارفة ان ده غصب عنك بس لازم تهدى شوية وكمان انك كل شوية تقولى له باساعدك باساعدك ودى حاجة تجرح كرامة أى راجل فعند معاكى هو كمان !!
- ياسلام يعنى طلعت انا اللى غلطانة وعمر باشا هو الغلبان المظلوم !!

- لا يا ستى هو كمان غلطان انه عند معاكى وانه سابك تنزلى وانتى زعلانة كده بس انا مش عاوزة أتدخل علشان ما أكبرش الموضوع اقعدى ارتاحى شوية وبعدين ارجعى بيتك علشان الموضوع ما يكبرش ....
- فنظرت لها بذهول : ايه أرجع بيتى كمان ؟!! انتى اللى بتقولى كده ياماما ؟!! يعنى عاوزانى أرجعله وكرامتى تتبهدل أكتر من كده ؟ طيب أروح فين يا ربى انتو كمان مش عاوزنى فى بيت أبويا ؟!!

- فنظرت الى أمى باشفاق وكأنها تنظر الى مجنونة وقالت لى بحنان : طيب يا حببيتى ارتاحى شوية وربنا يحلها من عنده ان شاء الله
- وارتميت فى حضنها وبكيت مرة أخرى ..........
البيت وحش أوى من غير سارة !! .....أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ليه كل ده ؟ طيب أتصل بيها ؟ لا مش ممكن دى جرحتنى وباعتنى فى لحظة !!وكل شوية تمن على انها بتساعدنى !! أنا مش عارف ايه اللى جرى بس ..... طيب أروح لها بيت والدها ؟ لا ده كده تبقى هى اللى غلطت فى وأهانتنى وكمان أروح أصالحها ؟ ده أنا ماأقدرش أبص فى عينيها تانى !! خلاص هى اللى سابت البيت يبقى هى اللى ترجع له لوحدها !!
استيقظت من نومى المتقطع لأشعر أنى لم أنم....... وانما كنت أحارب من أحلامى المزعجة التى رأيتها.... وأول ما استيقظت نظرت على الموبيل لأرى هل عمر اتصل بى أم لا ؟ وحزنت عندما لم يحاول الاتصال ولا أرسل حتى رسالة اعتذار!! ما أصعب أن يجرح الرجل كرامة حبيبته والاصعب انتظارها حتى يرد لها كرامتها !!

ماذا أفعل الآن ؟ ماذا لو لم يأتى عمر لصلحى ؟ هل سأعود وحدى ؟! لا يمكن ......أخيرا عرفت ماما لم تكن تترك البيت مهما زعلت مع والدى كى لا تضع نفسها فى موقفى المحرج !!
وخرجت الى الصالة لأجد جميع أفراد أسرتى ينظرون الى باشفاق وخجلت من موقفى وحاول أبى التسرية عنى ومداعبتى ولكنى سمعت صوت أمى عاليا تتحدث تلفونيا فى الصالون فدخلت عليها كالسهم وظننتها تتشاجر مع عمر وياليتها فعلت فقد وجدتها تتحدث مع حماتى !!
ياللكارثة انقلب الموضوع لحرائق بالطبع !! واضح ان حماتى تسدد كلمات نارية لأمى وانها كالمعتاد تلقى اللوم على !! كده يا عمر لحقت قلت لها ؟!!طيب ما انا كمان قلت لماما اشمعنى هو يعنى اللى حيطلع عاقل ؟ وأخيرا ألقت أمى السماعة بعنف وهى تغلى من الغضب وتقول :
انا غلطانة اللى كلمتها علشان تهدى الموضوع دى عاوزة تخرب البيت وخلاص .قال وبتقول عليكى انك متدلعة ومش مهتمة ببيتك ولا جوزك !! قال وانا اللى كنت بأقول لك اخزى الشيطان وارجعى بيتك طيب لو البيه ابنها ماجاش يصالحك ويبوس على راسك كمان عمره ما حيشوفك تانى وحيشوف شغله معايا انا !!
- هو عمر اللى اشتكى لها منى ولا انتى اللى قلتى لها ياماما ؟
- لا يا ستى انا اللى قلت لها .......هو ما قالش حاجة !!
- فرددت بندم وانا اغالب البكاء : ربنا يخليكى ياماما !!
__________________


رد مع اقتباس
  #27  
قديم 14-11-2010, 06:20 PM
منحة2010 منحة2010 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 97
الدولة : Egypt
63 63 رد: يوميات عمر وساره (يوميات سنه اولي زواج )

الحلقة ا لعشرون



وأخيرا دخلت بيتى وكأنى تركته من عشر سنين !! شعور رائع بالدفء غمرنى عندما أحاطتنى أركانه .....كم كنت غريبة خارجه!! لن أتركه ثانية ان شاء الله ...والتفت الى عمر وأنا أتوقع خناقة طويلة أو أوامر لا حصر لها لأنه لم ينطق بكلمة فى السيارة طوال الطريق وشكله ينذر بعاصفة لا حدود لها ....ونظرت له صامتة أنتظر ما سيقوله ...



..وانتظرت طويلا حتى رفع رأسه لى أخيرا وقال لى جملة واحدة بحزم رهيب: (أنا مش ح أسمح باللى حصل ده انه يتكرر تانى ! ولو مش عاوزة تسمعى كلامى بعد كده فى أى موضوع يبقى مفيش لازمة نكمل مع بعض !!)



ثم تركنى ودخل غرفته الصغيرة التى تحتوى على سريره القديم وهو شاب ولم يدخل غرفة نومنا !!وذهلت من عبارته لقاسية وارتجفت من القلق لم أتخيله غاضبا الى هذا الحد !! لقد اعتدت منه على الغضب ثم الصفاء السريع ثم يبادر هو لصلحى حتى لو كنت مخطئة !! لقد اعتدت على حنانه حتى تماديت فى عنادى والآن أدفع الثمن !!



لم أجرؤ ان أدخل وراءه وأناقشه وتركته ليهدأ ....... ودخلت غرفة نومى وحاولت النوم قليلا ولم أستطع فالغرفة بدونه كأنها غرفة فى الاسكيمو !! عرفت الآن لماذا جعل الله الهجر فى المضاجع وسيلة لتأديب الزوجة !!

ومرت أيام ونحن على هذا الحال لا يكلمنى الا كلمات معدودة ولا ينظر الى عينى وهو يحادثنى آه ما أقساه من عقاب !! وحاولت مرارا أن أفتح معه الموضوع لأشعره أنى أخطأت وانى كنت متوترة من الحمل وانى لن أفشى أسرارنا ثانية أبدا.. بلا جدوى !! كان لا يسمع ويجعلنى أصمت بحزم واضح !! حاولت اثناءه عن النوم فى غرفة أخرى بلا فائدة !! وكان يعود يجدنى متزينة ومتعطرة ولكن كأنى ألبس طاقية الاخفاء !! ماذا أفعل ياربى ؟



ومازاد المشكلة ان ماما زعلانة منى انى رجعت منزلى دون أن أجعلها ترد لى حقى وتقتل لى عمر وأمه !! وطبعا حماتى لا تتصل أبدا وشعرت انها هى الأخرى زعلانة من عمر ومنى طبعا !! يعنى احنا كده كلنا عاوزين مجلس الأمن يصالحنا مع بعض !!



لابد أن تعلم سارة انى لا أقبل ان تستهين بى ولابد أن تسمع كلامى !! الظاهر انى دلعتها كتير وهى اتعودت على كده !! لابد من وقفة حتى تستقيم الأمور !! بس كده انا حاسس انى بأقسو عليها جدا !! لا والله لا يمكن تكون قسوة فالرسول صلى الله عليه وسلم اعتزل زوجاته فى المسجد عندما أثقلوا عليه فى أمور الغيرة والاختلافات الصغيرة حتى عادوا الى سابق عهدهم ....بس هى صعبانة على جدا ووحشانى جدا جدا ....لا اجمد ياعمر باشا وكمل دور سى السيد واستحمل النوم على السرير السفارى الجبارذو المرتبة الفولاذية لحد ما ربنا يسهل !!!

طيب الشغل وأخدت أجازة منه ! وكلام وبأحاول أكلمه ! أعمل ايه تانى ؟! الظاهر انى غلطت لما صالحته خلاص هو حر انا عملت اللى على ....... عاوز يزعل براحته بقى !!

بس هو حبيبى برضه وبافتكر لما بأكون أنا زعلانة منه بيعمل ايه علشان يصالحنى ....يبقى انا ماأتعبش نفسى شوية علشان أصالح حبيب عمرى؟ امال أتعب نفسى علشان مين ؟ طيب أعمل ايه ؟ واخذت أفكر وانا ألعب على الكومبيوتر لقطع الوقت حتى يأتى عمر ....

ووقعت عينى على الطابعة وأنا ألعب... وفكرت أن أكتب له جواب اعتذار وأشرح فيه مشاعرى له ....ولكنى وجدت فكرة أفضل....

أخذت أكتب كلمة أنا آسفة بكل اللغات التى أعرفها : آسفة بالعربى وسورى بالانجليزى وباردون بالفرنساوى و ايوووة حقك علينا يا جدع بالاسكندرانى ومعلهش بالصعيدى !!


وأخذت أطبع من هذه العبارات الكثير وطبعا لم أنسى أن أكتب عبارات جميلة مثل (والله العظيم باحبك !) ( ما كنتش أعرف انك قاسى كده!! ) (طيب أهون عليك ؟)


وكتبت لوحتين كبيرتين علقت واحدة على باب حجرة نومه الصغيرة التى أكرهها وكتبت عليها ممنوع الدخول !!! والاخرى على باب غرفة نومنا معا وكتبت عليها الاتجاه اجبارى !

وأخذت أعلق كل هذه الأوراق فى كل مكان .....أكيد حيقول على مجنونة لما يشوف المهرجان ده كله........ بس يمكن الجنان يصلح الشرخ اللى حصل بيننا !!


وانتظرت عمر طويلا حتى جاء أخيرا وطبعا ذهل من دار النشر اللى أنا عاملاها فى البيت !! ونظر الى وابتسم ابتسامة عريضة لم أرها من أيام طويلة !! فجريت اليه وتعلقت برقبته كالطفلة الصغيرة وهمست فى أذنه ( مش ح اعمل كده تانى ...أنا ماأقدرش أعيش وانت زعلان منى كده !!) وطبعا ضمنى اليه وقد زال كل غضبه وجلسنا وقال أخيرا وهو يبتسم :

- انتى حتفضلى مجنونة كده على طول ؟ كل ده عملتيه علشان تصالحينى ؟ تعبتى نفسك يابنتى !!



- يعنى انت مش زعلان منى مش كده ؟


- أنا مقدرش أزعل منك خلاص ...بس لسه فيه نقطة صغيرة ....موضوع الشغل ده انا مش ح أرجع فى كلامى فيه .أنا لا يمكن أعرضك للخطر انتى وابنى تانى ...انتو الاتنين أغلى حاجة عندى اتفقنا ؟


- وهممت بالاعتراض ولكنى لم أستطع وقلت على مضض: حاضر بس أنا ما اتعودتش على قعدة البيت يا عمر بجد ح أموت من الملل وبعدين حنلاحق على مصاريفنا منين يا حبيبى ؟

- بصى أنا فكرت فى حل يريحنا كلنا .. بس ادعى ربنا انه يحصل ......فيه واحد عندنا فى الشركة كل شغله انه يرد على العملاء من خلال الايميلات وانه يجرى أبحاث على النت ليحصل على أفضل عروض للشركة من خلال مقارنة مواقع الشركات الثانية بشركتنا .....يعنى كل شغله على الانترنت وكتير ماكانش بييجى ويبعت التقارير دى من البيت .......لأنه بيؤدى المطلوب منه وخلاص لأن وجوده فى الشركة غير ضرورى.....فهو الأيام دى جاى له عقد عمل فى الخليج وبيفكر جديا انه يوافق عليه .....فلو ده حصل ح أحاول أقنع المدير انه يسلم الشغل ده ليكى تعمليه من البيت ......وح أقنعه انك ولا بيل جيتس فى زمانه ......هو صحيح راتبها أقل من مرتبك القديم ......بس ح تترحمى من بهدلة المواصلات ....قولتى ايه ؟ أقول له ولا انتى مش موافقة ؟

- فرددت بفرح كبير : مش موافقة ؟ دى وظيفة تجنن !! بس يارب صاحبك يسافر والمدير بتاعك يوافق....بس مين ح يعلمنى الحواديت دى كلها انا بأعرف أشتغل على الكومبيوتر والنت كويس بس ما أعرفش العملاء والمنافسين والأفلام دى ؟ مين اللى ح يعلمنى ؟

انا ياحبيبة قلبى ..........
__________________


رد مع اقتباس
  #28  
قديم 14-11-2010, 06:24 PM
منحة2010 منحة2010 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 97
الدولة : Egypt
63 63 رد: يوميات عمر وساره (يوميات سنه اولي زواج )

الحلقة الحادية والعشرون

بدت صالة منزلنا المتواضع مثل ساحة القتال .......ولكنه قتال من نوع خاص هذه المرة !! بدأ بنظرات نارية من حماتى لى .... وأعقبها مصمصة للشفتين مدعمة بأسلحة دمار شامل من كلمات موجهة لى تحرق الدم ...لأن عمر صالحنى ولم يستمع اليها !! وعلى الجانب الآخر من الجبهة كانت أمى تحمل الرايةوتوجه مدافعها الرشاشة الى عمر هذه المرة لأنه تجرأ وأغضب القطة الوديعة مغمضة العينين اللى هى أنا !!



وكدت أبكى فى لحظات كثيرة .......وكاد عمر ينفعل فى أوقات أكثر ولكننا أخذنا عهد على أنفسنا قبل أن نعزم الأسرتين على العشاء ...أننا نبتغى رضا الله من رضاهم وسنستحمل أى كلمة أو غضب من أحد الطرفين حتى نمتص شحنة الانفعال التى تسكن الصدور وتعود الأمور الى طبيعتها الأولى .....

وكنت عندما أرى الأمور ستشتعل بين ماما وحماتى أبادر عن الحديث عن البيبى وكيف أن الحمل متعب جدا وأنى أنام كثيرا جدا ولا أطيق الأكل .......ولكن للأسف كان هذا يأتى بنتيجة عكسية بالطبع مع حماتى لأنى باتدلع على ابنها ....فيغمزنى عمر عندما ينقلب وجه أمه من كلامى وكأنه يقول لى ( جيتى تكحليها عميتيها !!)




ياااااااساتر أخيرا عدت السهرة على خير.. دى ولا مفاوضات اسرائيل !! بس كنا يعنى حنعمل ايه ؟ حنسيبهم زعلانين مننا ؟ المهم انهم نزلوا هاديين وأفضل من الأول ...بعد ما فرغوا كل شحنة النكد والعتاب علينا أنا وسارة .....بس الحمد لله انهم كده راضيين عننا علشان ربنا يرضى عننا ..وأحلى حاجة عجبتنى موقف الرجال (والدى وحمايا ) من الحدوتة أخذوا ركن وقعدوا يلعبوا طاولة وكل واحد ساب مراته تفرغ قنابلها علينا حتى ترتاح !! واضح ان القنابل دى كانت بتنزل على دماغهم هم فحبوا يرتاحوا شوية من النكد !!




ياااااااااااه ده انا نمت كتير اوى .....السهرة امبارح امتصت كل طاقتى فى الاحتمال هم نزلوا من هنا ونمت فورا بدون مقدمات ..... واضح ان عمر نزل الشغل من غير ما يصحينى وتخلى عن فطاره المتين !!موضوع الحمل ده جه على حساب عمر وهو كمان حنين جدا وخايف على انى أتعب نفسى فى اى حاجة وانا طبعا ما صدقت !! سايقة الدلع على الآخر بأستغل الفرصة لآخر نقطة ....أف دى ريحتها مش حلوة شيلها بسرعة ..... لا مش قادرة أطبخ النهاردة هات أكل معاك ..... سوق بالراحة علشان البيبى .....مزاجى مش رايق عاوزة أخرج حالا ....نفسى فى أم الخلول دلوقتى !!



والغريبة انه مش متضايق ومحسسنى انى ح أخلف صلاح الدين الأيوبى ولا قطز !! وعاطفته ناحيتى أصبحت أعمق وأهدأ بيتكلم عنى وكأنى لست فرد واحد بل عائلته كلها .....اللهم اجمعنا سويا على حبك ولا تفرقنا أبدا .....



من ساعة ما سارة سابت الشغل والمصاريف بقت نار ولسه المدير لم يعطى رأى نهائى فى موضوع وظيفة الرد على العملاء من خلال النت ولسه متخوف من الفكرة .....يارب يوافق علشان يحل أزمتنا دى يارب ........وخلاص تعبت من فكرة الاقتراض من والدى ....أمتى بقى أقدر أعتمد على نفسى وما أحتاجش لحد تانى ؟ يارب افتح لنا أبواب رزقك الحلال وأغننا من حلالك .......



رأيت فكرة مشروع ممتاز على النت ....يطلبون تصميم هندسى لمدينة ألعاب ترفيهية تعليمية للأطفال .....وصاحب أفضل تصميم سيأخذ مكافأة سخية وأيضا سيعين المستشار الهندسى للشركة وهى شركة مقاولات متعددة الجنسيات وراتبها أضعاف ما يتقاضاه عمر

......عرضت عليه الفكرة فعجبته جدا وأمضى ساعات على موقع الشركة وهو متحمس جدا لاقترابه من حلمه بالخروج من دوامة عمله الروتينى الى دائرة الابداع التى يتمناها وكان مميز جدا بها فى كليته ولا تتيحها له شركته .....وكان يقضى الساعات يشرح لى أفكار المشروع وأحلامه لو أخذوه هو فى هذه الوظيفة الرائعة وكيف ستتحول حياتنا الى شىء آخر ....
.


وفجأة وجدته فقد حماسه وانكسر ... ولا يتحدث فى الموضوع ولا يدخل الى موقع الشركة وعندما سألته عما حدث ...أجابنى باحباط :



- خلاص يا سارة واضح ان الموضوع ده مش لينا .....



- ليه يابنى التشاؤم ده ؟ ايه اللى حصل ده انت كنت متحمس جدا ....



- لما حسبتها لقيت انهم عاوزين تأمين لدخول المشروع حوالى 5 آلاف جنية وكمان انا ح أحتاج معدات تصميم وأدوات ومراجع بمبلغ كبير حنجيب ده كله منين ؟



- ياسيدى ربنا يحلها من عنده بس بلاش الاحباط ده كله ......



- فرد بيأس واستسلام : وبعدين ياستى يعنى هم ح يسيبوا كل الناس اللى متقدمين وياخدونى انا ؟ يعنى أنا أزيد ايه عنهم ؟



- فرددت بحماس : انت تزيد عنهم انك عبقرى وحساس وبتشوف الاشياء بمنظور خاص بيك وانت بنفسك ياما قلت لى ان زمايلك ومديرك نفسك قالوا ان تصميماتك عبقرية بس محتاجة تمويل كبير .......وبعدين هو اى واحد من الناس الكبار ابتدأ حياته ازاى ؟ ماهو أكيد كان صغير زيك كده بس عنده ثقة فى موهبته فكبر بيها ...انت مش عارف قيمة نفسك يا باشمهندس ولا ايه ؟



- فانتقل الحماس اليه شيئا فشيئا ورد وقال : ياستى ربنا يكرمك بس انا حآجى ايه جنب كل الناس اللى حتقدم دى ؟ مش معقول ح ياخدونى انا !!



- أهى هى دى محبطات الأعمال اللى الرسول عليه الصلاة والسلام استعاذ منها .....ياسيدى اعمل اللى عليك واجتهد والتوفيق على الله وليس عليك ....وبعدين نسيت سلاح ساحر اسمه الدعاء ؟ يخليك تهزم اى حد قدامك وتنتصر عليه كمان .



- فانتقل اليه الحماس والثقة بنفسه وتلون صوته بالأمل ولمعت عيناه وهو يقول : يعنى انتى شايفة كده ؟



- فرددت بسعادة : طبعا انامؤمنة بموهبتك جدا ...يالا توكل على الله وابدأ وابذل كل جهدك ولن يضيعك الله أبدا وبكرة تقول سارة كان عندها حق...



- فاحتضننى بسعادة وهو يقول : ربنا يخليكى لى وتفضلى على طول جنبى كده ......ثم أبعدنى عنه عندما تذكر أمرا يؤرقه : طيب والفلوس حنجيبها منين وانتى عارفة والدى خلص كل مدخراته على جوازنا !!



فرددت بثقة فى الله : ما تخافش ربنا ح يحلها من عنده !!
-
-



وفى الصباح بعد ما ذهب عمر على عمله ذهبت فى مشوار سرى الى الجواهرجى وبعت كل شبكتى وذهبى قبل أن أتزوج ولم أترك الا دبلة زواجى لأن عليها اسم عمر ! يارب المبلغ ده يكفى المشروع أكيد عمر حيرفض فى البداية بس حاأحاول أقنعه بس يارب ما يعملهاش مشكلة !!



وفى طريق عودتى أخذت جزء بسيط من المبلغ واشتريت به لحم ودجاج وخضار وفاكهة يعوضنا عن حياة القحط التى نعيشها منذ تركت عملى ....سأعد لعمر وليمة اليوم !!



وعندما دخل عمر البيت وشم رائحة اللحم الشهى ظن انه أخطأ العنوان لأنه ترك البيت وليس به الا معلبات !! ثم عندما تأكد من العنوان صرخ مثل طرزان وقال: فى بيتنا لحمة يارجالة !! جبتى منين الممنوعات دى يا مدام ؟



فبلعت ريقى وانا اتمتم بالمعوذتين فى سرى وأخذته لغرفة النوم ليغير ملابسه أولا وهمست له : مش ح أقول لك الا لما تقول لى مبروك الأول ....



- فرد باستخفاف : مبروك يا ستى انتى حامل تانى ولا ايه ؟!!



- يا غلاستك ! لا ياسيدى ح أدخل مشروع كبير اوى مكسبه مضمون جدا



فرد بغضب : عاوزة تشتغلى تانى ياسارة ؟



- فرددت بدلال : لا ياسيدى انت اللى حتشتغل عندى !!



فعقد جبينه وتململ : سارة انا تعبان ومش رايق للحواديت دى قولى فيه ايه !



- فبلعت ريقى بصعوبة :طيب أنا ح أقول لك بس اهدأ كده وفكر الأول قبل ما ترد.....بص ياحبيبى انا بعت كل دهبى علشان أوفرلك الفلوس اللى انت محتاجها للمشروع بتاعك.......



- فصرخ بعنف وقد تطايرت كلمات الغضب منه : اييييييييييه ؟!! عملتى ايه ؟ ازاى تعملى كده قبل ما تستأذنينى ؟ انتى بتهرجى ؟



فوضعت يدى على فمه واستحلفته ان يتركنى أشرح له : هو انا عمرى عملت حاجة من غير ما أستأذنك يا عمر ؟ بس دى ما كنتش حتوافق أبدا ! بس كان لازم واحد فينا يتحرك قبل ما الفرصة تضيع مننا .......وانا ياسيدى مش لازمنى الذهب ده فى حاجة دلوقتى وبكرة لما ربنا يفرجها عليك تجيب لى الماظ بداله يا سيدى .......



- فرد بعصبية : برضه كان لازم تستأذنينى الأول.....



- حقك على .. أنا آسفة ...بس انا كمان عاوزة حياتنا تتغير وعاوزاك تكبر .......وياسيدى لو كنا جينا من برة مرة لقينا الشقة اتسرقت وفيها كل ذهبى كنا ح نعمل ايه يعنى ؟ مش ح نستعوض الله وخلاص ؟ اعتبره اتسرق ولا ضاع وخلاص.....



- فرد بعناد : بس انا كرامتى ما تسمحش انى آخد فلوس من واحدة ست !!



- فحككت رأسى علامة التفكير : ياااااااربى انا شفت الفيلم ده فين قبل كده ؟؟!! فى أى سينما ؟! ست مين يا بنى ؟ ده أنا مراتك والخير اللى حييجى لك ح ييجى لى أنا كمان وبعدين ماهى السيدة خديجة كانت بتساند الرسول عليه الصلاة والسلام بمالها....انت يعنى أحسن منه ؟!



- فهدأ ولان لمنطقى وقال بانكسار : لا طبعا ....بس دى تضحية كبيرة منك ياسارة وأخاف أخذلك .....



- ولا تضحية ولا حاجة هو احنا لما نبنى حياتنا نبقى بنضحى ؟ وبعدين أنا مؤمنة بموهبتك جدا جدا جدا وعندى يقين ان ربنا ح يكرمك بس انت يالا أبدأ وبلاش كسل.......



-فأشرق وجهه بالأمل والحب معا وهو يضمنى اليه ويقول : جميلك ده طوق فى رقبتى ..... ربنا يقدرنى ويوفقنى علشان خاطرك انتى يا حبيبتى .................
__________________


رد مع اقتباس
  #29  
قديم 14-11-2010, 06:28 PM
منحة2010 منحة2010 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 97
الدولة : Egypt
63 63 رد: يوميات عمر وساره (يوميات سنه اولي زواج )

الحلقة الثانية والعشرين

أخيرا استلمت عملى الجديد ....بعد طول الحاح من عمر على مديره وبعد ان وافق المدير مقابل تخفيض جزء من الراتب لأنى لن أحضروسأعمل من البيت .... لكن مش مهم ....عندما أحسب تكاليف المواصلات والشاى والقهوة الخ الخ التى كنت أصرفها فى عملى القديم أجد انى انا الكسبانة .......ولكن العمل ليس سهلا كما كنت أتخيل فهو يتطلب يقظة دائمة ولباقة كبيرة فى طريقة الكتابة والتعامل مع العملاء ....



وكنت أظن انى سأستيقظ كما يحلو لى وأعمل وقت ما أريد ...ولكنى أيميلى الذى صنعته خصيصا للعمل مفتوح دائما على ايميل مدير المشروع ليرسل لى الأوامر كل لحظة .....وكان فى البداية يكتب لى فى كلمات مختصرة ماذا أفعل ( أرسلى فاكس العمرانية ولا تنسى كذا وذكريهم بكذا وموعد كذا ) وبعد مرور شهر واحد فقط أصبح يخاطبنى بالكلمات فقط ( فاكس العمرانية ) ثم ينهى المحادثة !!خايفة بعد مرور شهر كمان يرسل لى رموز ( ظ ) يعنى عملاء السلام !! و (ق ) يعنى عملاء المريخ !!


لكنى سعيدة جدا بهذا العمل وقادرة على القيام بأعمال منزلى فى نفس الوقت فأكون بأسلق اللحمة وأنا بابعت الفاكسات وبأقشر البطاطس وأنا بأرسل بالعروض للعملاء !! وكمان خفف قليلا من ضغط المصروفات علينا .......وخصوصا أن عمر حالته النفسية والمزاجية صعبة جدا بسبب المشروع الذى يصممه !!



(أنا اللى جبت ده كله لنفسى !!) تدور هذه العبارة دائما فى بالى وأنا أعمل فى التصميم الخاص بالمسابقة ...لماذا أدخلت نفسى فى هذه المشكلة ؟ ماذا لو لم ينجح التصميم ؟ أكون ضيعت ذهب سارة وتحويشة العمربلا جدوى ؟

هذه الفكرة عندما أصل لها أكاد أصاب بالجنون وتجعلنى فى غاية العصبية والمسكينة سارة تقابل كل نوبات غضبى وعصبيتى الرهيبة بالهدوء والاحتمال ولا تكاد تمل من التشجيع ولا يتوقف أملها أبدا ......آه لو أرى الدنيا بنظرتها الطفولية المتفائلة سأفعل المستحيل ....ولكن علمى بظروف التعاملات التجارية تجعلنى أشك فى انهم سيختارونى أنا وسيأخذون أحد الأسماء اللامعة مسبقا .......



عندما أصل لهذه النقطة أكاد أبكى مثل الأطفال وأترك كل العمل وأنزوى وحدى .....ولكن ملاكى الحارس تأتينى لتمسح عنى كل الاكتئاب واليأس وتبث فى روح جديدة خلاقة تجعلنى أعمل من جديد ...علمت الآن لماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ من عجز الرجال !! وكنت أتعجب من علاقتها ببقية الدعاء ...ان هذا العجز أصعب من كل شىء ....يارب لا تخذلنى ولا تكلنى الى نفسى طرفة عين .....أنت وكيلى يارب وأعلم انك لن تضيعنى ......



(أنا اللى جبت ده كله لنفسى !!) أتذكر هذه العبارة كلما هم عمر بالقاء كوب شاى فى وجهى اذا دخلت عليه وهو يعمل ! أو وصوته يهدر كالرعد عندما يجد الملح ناقص فى الطعام بعض الشىء !!

فأغلى من داخلى ولكنى لا استطيع أن أظهر غضبى منه بل بالعكس أهدئه وأضحك معه بأن المرة القادمة ينبهنى قبل أن تنفجر القنابل فى صوته كى أغلق الشبابيك أولا !! فيهدأ ويعتذر عن توتره الرهيب ....ولكنى أخشى عليه من كل هذا ..... وأعلم ان الرجال لا يستطيعون التركيز فى أكثر من شىء عكس النساء .......ولكنى أحيانا أستسلم لليأس أنا الأخرى ولكنى لا أشعره به أبدا بل أشعره انه أفضل مهندس فى العالم وتصميمه ح يكسر الدنيا ......



والمشكلة انى أحمل كل هذا الجبل من المسئولية وحدى فلم نخبر أى من الأسرتين بهذا الموضوع كى لا يضغطون على أعصاب عمر ويتهمونه بتبديد مدخراتى !! وحتى أمى لاحظت انى لا أرتدى سوى دبلة زواجى فسألتنى عدة مرات عن ذهبى فكنت أرد بمزاح ( هو لسه فيه حد ياماما بيلبس دهب ؟! ده بقى مش ستايل خالص !!) وكانت تبتلع اجاباتى مضطرة وتنظر لى نظرة ذات مغزى وكأنها تعلم كل شىء ......يارب كن معنا نحن ضعاف وانت قوتنا ...نحن خائفون وانت ملاذنا ........نحن صغار وانت وكيلنا .......
-
-
-


- سارة .. سارة... سارة الحقى يا سارة تعالى بسرعة !!



- قمت من مكانى منتفضة على صوت عمر المدوى والذى يرقص من الفرح وأنا أتساءل : خير خير ....فيه ايه يا حبيبى؟



- كلمت سكرتير الشركة الجديدة لأطمئن على الأحوال فبشرنى انهم نظرا لضخامة المشروع سيأخذون أفضل ثلاثة تصاميم وليس تصميم واحد !!



- فرقصت من الفرحة وانا أصرخ : بجد ؟!! الحمد لله .....الحمد لله كده فرصتك بقت كبيرة أوى ياعمر ....يالا شد حيلك وبلاش كسل



- فقال بصوت ينفجر حماسة : أيوة فعلا مفيش وقت خلاص .....والله ياسارة مش عارف من غيرك كنت ح أكمل ازاى .....لو كنت لوحدى كان زمانى يئست وسبت الموضوع كله .....ربنا يخليكى لى .....انتى استحملتينى كتير اوى



- فرددت بفخر : بس خليك فاكرها !! يابنى انت مستهين بناس ربنا وكيلهم ؟ ازاى يعنى ؟ وبعدين انت بجد عبقرى وبكرة تقول سارة قالت ........



- فهمس لى بنظرة ذات معنى : بجد ؟ يعنى انتى شايفة كده ؟



- ففهمت ماذا يقصد وقلت له بلهجة آمرة : يالا يا سيدى مفيش وقت للدلع عاوزاك تشتغل زى النار ...يالا انت لسه قاعد ؟ ايه الرجالة اللى ما بتسمعش الكلام دى ؟ ولا عاوزنى أزعق لك قدام ابنك ؟



- فوضع يدى على بطنى المنتفخة وكأنه يشرك ابننا فى الحديث معه : والله انتوا الاتنين وش الخير على وانا حأعمل المستحيل علشان أسعدكم ...
وتركنى وانصرف لعمله وتلمست بطنى كأنى ألمس صغيرى وأعتذر له أنى أنشغلت عنه.
...وأخذت أناجيه وأحكى له عن كل ما يشغلنى و كل ماأشعر به تجاهه كما أفعل دائما وكيف لا وهو يشاركنى نبضى ؟ ....ترى يا صغيرى ماذا سيكتب لنا الله ؟ هل سنحقق نجاحا كأسرة ونحقق احلامنا ؟ أم.....................؟
__________________


رد مع اقتباس
  #30  
قديم 14-11-2010, 06:30 PM
منحة2010 منحة2010 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 97
الدولة : Egypt
63 63 رد: يوميات عمر وساره (يوميات سنه اولي زواج )

الحلقة الأخيرة

استيقظت من نومى وأنا أعانى من الام متفرقة فى كل جسدى تقريبا لم أنم طوال الليل ..ظللت أتقلب ولم أستطع النوم الا لدقائق معدودة كما هو حالى من عدة أيام وأبكى فى كل حركة من ثقل جسدى حتى انى كل يوم اتمنى ان ألد فى نفس اليوم لأتخلص من هذا العذاب ...

.سبحان الله وكأن التعب يزداد فى الأيام الأخيرة كى تتغلب الأم على خوفها من الولادة وتتمناها أن تحدث .......آه أكاد أموت من الرعب عندما أتخيل هذه الساعات وأقرأ دوما سورة الزلزلة وبعض آيات الرعد وفاطر التى تساعد على تيسير الولادة كما قالوا لى ....

ولا ترحمنى أى واحدة من قريباتى عندما أخبرها بخوفى من الولادة بل تقص على قصص مرعبة عن أنها كادت تموت والأخرى التى تمزقت من الألم لساعات طويلة .....والثالثة التى كادت تقتل الطبيب والممرضات .....ايه يا جماعة الرعب ده ؟ طيب أعمل ايه يعنى أفضل حامل على طول ولا أعمل ايه ؟.......... ايه ده عمر بيصرخ كده ليه ؟



- سارة سارة سارة .........تعالى بسرعة !!



- هرولت اليه ولكن بسرعة السلحفاة طبعا وانا اهتف : مالك يا عمر خير ؟



- أنا مش مصدق نفسى يا سارة بجد مش مصدق .......



- ايه يا عمر فيه أيه أنا ولدت وأنا مش واخدة بالى ؟



- فأجاب وقلبه يكاد يتوقف من الفرحة : لا فاكرة الشركة اللى صممت لها المشروع ؟ ولم يختاروه ؟



- فرددت بتململ وأنا أخشى من فتح هذا الموضوع : مالها ؟ عاوزين ايه ؟



- اتصلوا بى وقالوا ان فيه مقابلة النهاردة الساعة 6 مساء لأصحاب التصميمات المتميزة اللى ما فازتش لأختيار مهندسين للتعيين فى الشركة بمرتب كبير .....



- فنسيت تعبى وارهاقى وهتفت : بجد ؟ الحمد لله ...ودى فيها مميزات أحسن من شركتك ؟



- انتى بتهرجى مفيش مقارنة طبعا دى ضعف الراتب وأكثر... وكمان بالدولار والأهم من كده ان نظام الترقية فيها زى كل الشركات متعددة الجنسيات بالمجهود مش بالأقدمية زى عندنا..... يعنى ممكن فى خلال شهور أكون مدير تنفيذى مثلا ...بجد مش مصدق نفسى ... أدعى لى يا وش الخير ....



- ربنا يكرمك ويوفقك .....ان الله لايضيع أجر من أحسن عملا .......ان شاء الله حيختاروك ده رزق يحيى مش وشى أنا ...يالا قوم صلى ركعتين قضاء حاجة لله قبل ما تروح واتكل على الله ......ربنا وكيلك ومش ح يضيعك أبدا .......



وانصرف ليصلى ويستعد للخروج وأنا أدعو الله له ..... وفجأة شعرت بضربة ألم حادة تشمل جسدى كله وتتركز فى منطقة الرحم وكاد توازنى أن يختل من شدة الألم المفاجىء واستمر دقائق مرت على كساعات ثم اختفى تدريجيا وأنا لا أكاد أستطيع التنفس من شدة الألم حتى بعد ذهابه ....

وحاولت تناسيه بأن ذهبت لأصلى خلف عمرجماعة كى ندعو الله سويا أن يكرمنا ويكتب لنا الخير ...وأطال عمر الدعاء بعد الركوع وأنا أؤمن على دعاؤه بكل ذرة فى كيانى .... ثم سجدنا .......وجاء الألم العاصف مرة أخرى وأنا ساجدة .........ياالله جسدى يتمزق ولا أقوى حتى على رفع رأسى وكتمت صرخة ألم كادت تفلت منى ودعوت الله وأنا أبكى وأشعر أنى ضئيلة ولا أقوى على شىء أمام جند صغير من جنود الجبار ألا وهو الألم .......



ولا أعرف كيف نطقت التشهد الأخيرولكن الألم بدأ فى الاختفاء عند نهاية الصلاة .......واستدار عمر الى وفزع من شحوب وجهى الرهيب والعرق المتناثر على وجهى وسألنى بجزع : مالك يا حبيبتى ؟ انتى تعبانة؟ بتولدى ولا ايه ؟



- ولم أشأ أن أخبره كى لا يضيع فرصة عمره ويبقى بجوارى : لا يا عمر ده السجود بس بيتعبنى اوى .......بعد كده ح أصلى وأنا قاعدة .....يالا قوم استعد واتكل على الله



- أرجوكى ياسارة لو تعبانة قولى وأنا أسيب مواعيد الدنيا علشانك



- فحاولت الابتسام وانا أرد عليه: يالا بلاش دلع لسه اسبوع كامل على ميعاد الولادة انا كويسة خالص وحأدخل أنام كمان .......



فصدقنى وانصرف وأنا أدعو له ....... وما كاد يغلق الباب وراءه حتى عاد الوحش ثانية و انهمرت دموعى وكدت أتخلى عن شجاعتى المؤقتة وأناديه كى لا يتركنى وحيدة وهذا الألم يفتت كل ذرة فى جسدى ..........وكتمت أنفاسى فى وسادة وصرخت بكل قوتى من شدة الألم .......

وانتظرت حتى اختفى وكلمت أمى وأنا أبكى وقبل أن أشرح لها أى شىء فهمت أنى ألد وأخبرتنى أنها ستأتى على الفور مع أبى وطلبت منى أن أبدل ملابسى وأحضر حقيبة المولود وأستعد للذهاب الى المستشفى أول ما يصلون .......



وجريت قبل أن يأتى الاعصار مرة أخرى وبدلت ملابسى وكنت جهزت حقيبة يحيى من قبل ولم أنس الآيس كاب واللوشن !!.........آه لا أستطيع حتى الابتسام ...أين أنت يا عمر كى أحتمى بك من الزلزال الذى يأتينى بلا رحمة ....



- اين انتى يا سارة ...ياليتك كنتى معى ......دقائق الانتظار قاتلة والجميع يبدو على وجوههم علامات القلق الشديد ولكن العدد ليس كبير ....يارب يارب يارب



وأخيييييرا وصلوا ماما وبابا وأنا تكاد روحى تخرج من حلقى من شدة الألم الذى يزداد عنفا كل مرة وتتقارب نوباته حتى تكاد تلتحم .........وما ان رآنى أبى فى هذه الحالة حتى أجهش فى البكاء وضمنى اليه وكأنه يهدهد طفلته الصغيرة التى ستصبح أما ........أما ماما فكانت متماسكة جدا وكأنها تحولت فجأة الى طبيبة نساء وهى تسألنى عن مدة الألم وتباعد نوباته وعندما أخبرتها .....قالت لى بهدوء ( لسه بدرى ....أقعدوا وأنا أعمل لكم شاى .....أصل البكرية بتطول شوية !!!)



فكدت أصرخ ولكن بابا سبقنى وصرخ فيها هو ( يالا على المستشفى بسرعة يمكن يدوها مسكن ولا يريحوها بأى شكل !! )

فردت أمى بسخرية ( مسكن ؟! ليه حتعمل اللوز ؟....أصل الولادة دى .....)



ولم يمهلها أبى عندما رأى نوبة الألم تجيئنى بلا رحمة حتى لم أستطع الوقوف على قدمى فحملنى كالطفلة الصغيرة وهرع خارج المنزل وأمى لا تكاد تلاحقه ...



- يارب ما هذا الاحساس ؟ الله يكون فى عونك يا سارة .......أنا أشعروكأن مستقبلى كله سيولد من هذا المكان كما ستلد هى ابننا ....آه ما أصعبه من شعور.....يالله يا مغيث .....



- يا الله يا مغيث ...يارب أغثنى من هذا العذاب .....علمت الآن لم تمنت السيدة مريم الموت قبلا عندما جاءتها آلام الولادة وهى خير نساء العالمين ......ماذا سأفعل أنا ؟ الا يوجد سبيل أن يخفت الألم قليلا ؟ قلبى يكاد يتوقف .......



- قلبى يكاد يتوقف من القلق عند كل سؤال يسأله لى المدير الأجنبى وأتمتم بآيات القرآن وكل الأدعية التى أعرفها .....يارب يارب



- يارب يارب .....أنا خلاص مش عاوزة أولد رجعت فى كلامى ....لأ حرام حأموت بجد مش قادرة ........طيب ح أولد أمتى ؟ ولا مجيب ....الدكتورة فحصتنى وقالت باقى حوالى ساعتين ........ايه ؟ ساعتين كاملتين فى هذا العذاب ؟ .......الدقيقة تسوى دهر كامل ....يارب مش قادرة خلاص .....



- يااااه مش قادر خلاص على هذا الانتظار المدمر للأعصاب ........المدير يتفحص السيرة الذاتية الخاصة بى بدقة بعد عشرات الأسئلة الدقيقة .....ثم ابتسم أخيرا وأخبرنى أن أكون مستعدا للعمل معهم الأسبوع المقبل ....يالله يكاد نبضى يتوقف من شدة الفرح .....اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك ....وطلبت سارة لأبشرها وأشركها سعادتى .........

فردت على والدتها وأخبرتنى بأن سارة بتولد فى المستشفى !! ياالله يعنى كانت تعبانة فعلا قبل ماأنزل وما رضيتش تقول لى علشان ما أضيعش مقابلة العمل !! وتحملت كل هذا العذاب وحدها من أجلى ؟ يارب كيف أكافىء هذا الملاك ؟



يااااااااااااااااه أخيرا وصلت المستشفى بعد ما كسرت عشر اشارات واتخانقت مع كل الدنيا علشان يفتحوا لى الطريق وأكاد أصرخ فى وسط الشارع : مراتى بتولد يااااااااااااعالم !!



ووصلت لها لأجدها تحولت الى كتلة ألم .....والعرق الغزير يغطى جبينها و المحاليل تخترق كل جسدها وأبيها يبكى ويتلو القرآن وأمها تروح وتذهب مع الطبيبة وتأتى لها بأغراضها ....فلم أتمالك نفسى لما رأيتها وقبلت يديها أمام الجميع وبكينا سويا .....وهمست فى أذنها بأنى عينت فى الشركة الجديدة فحمدت الله فى وهن .....

وجاءت الطبيبة تخبرنا أنها ستنقلها الى غرفة العمليات فاستأذنتها أن أكون معها ....فرفضت فى البداية ولما أصرت سارة وبكت وافقت .....



ودخلت معها وهى تصرخ من الألم العاصف وأنا أشد على يديها وأهمس فى أذنها بكلمات الصبر والتشجيع وأذكرها بكل لحظاتنا الجميلة التى تشاركناها .......وهى لا تكاد تعى ما أقول ولكنها تقبض على يدى بكل قوة وكأنها تخشى أن أتركها ثانية .. وتمر الدقائق طويلة وأنا وهى نكاد نصبح كيانا واحدا صهره الألم بين يدى الرحمن نسأله أن يرزقنا قطعة منا ....



ويمر الوقت ثقيلا حتى جاءت البشرى ... صوت بكاء ابننا يشق الكون وكأنه يعلن للعالم وجوده ....أخذته الطبيبة ولفته بعناية ووضعته فى أحضان سارة وأحضانى وأخذنا نتفحصه بحنان بالغ وقد زال كل ألم سارة عندما رأته .......اخذنا نتلمسه غير مصدقين أن رحمة الله وعطاءه تتجسد فى هذا الكائن مغمض العينين جميل الوجة كأنه أحد الملائكة ....وحملته بحرص وتلوت كلمات الآذان والقرآن فى أذنيه حتى استكان بين يدى وكأنه يعى نداء خالقه ....




وأخذته سارة وسالت دموعها وهى تتلمس قطعة منها نما بجوار قلبها وقالت بصوت واهن ولكن سعيد : حلو أوى مش كده ياعمر ؟



فرد الأب بداخلى لأول مرة : تبارك الله أحسن الخالقين .......أجمل كائن رأته عينى ..... ربنا يخليكوا لى انتى وهو يا أم يحيى يا أغلى انسانة لى فى الوجود..........


تمت بحمد الله
__________________


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 179.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 173.25 كيلو بايت... تم توفير 5.86 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]