|
الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#21
|
||||
|
||||
![]() _ استخدام الديمقراطية كمصطلح . يقول البعض عندما تواجههم بحقيقة الديمقراطية وما يترتب عليها من مزالق ومخالفات شرعية: نحن إذ نستخدم كلمة الديمقراطية إنما نستخدمها كمصطلح فقط، وأحياناً نستخدمها ونريد منها المعاني التي لا تتغاير ولا تتعارض مع تعاليم الإسلام، كما وأننا لا نريد باستخدامها المعاني والمبادئ المغايرة للإسلام، والتي تشيرون إليها عند حديثكم عن الديمقراطية..! وهذا قول باطل مردود على أصحابه، وذلك من أوجه: منها، لا توجد ديمقراطية من دون هذه المبادئ والأسس التي تقدم ذكرها .. ومنها، أن هذا القول في الغالب يُراد منه تضليل الناس وتلبيس الحق عليهم، ليسهل على دعاة الديمقراطية تمرير باطلهم وأفكارهم الديمقراطية المغايرة لشرع الله، وهذا يدركه القارئ من خلال اطلاعه على الأوجه الأخرى التالية الذكر.. ومنها، أن الديمقراطية – كما تقدم – لا تنطوي إلا على الشر المحض، وهي قلباً وقالباً تخالف وتضاد شرع الله تعالى، فكيف يجوز استخدامها وحملها على معانٍ شرعية هي لا تحتملها أصلاً، لذا لم يبق سوى أن نقول: أن استخدامها من هذا الوجه هو من باب إلباس الحق بالباطل، وتحميل المعاني ما لا تحتمل، والنتيجة هي تشويه عقائد الناس وأفكارهم ..! ومنها، أن هذه الديمقراطية – كما زعموا – التي لا تخالف شرع الله، ولا تحلل الحرام، ولا تحرم الحلال، فهي بذلك لم يعد اسمها – في عرف المؤسسين لها والقائلين بها – ديمقراطية، وليبحثوا عما هم عليه عن اسم آخر غير الديمقراطية، ولا أظن اللغة العربية لغة القرآن الكريم قد خلت من المفاهيم والمصطلحات التي تغنينا عن استخدام كلمة الديمقراطية وهذا معنى ستأتي الإشارة إليه إن شاء الله تعالى . ومنها، بشيء من التأمل ندرك أن الممارس على أرض الواقع من قِبل الإسلاميين البرلمانيين، هو مخالف تماماً لما زعموا وقالوا، حيث أننا نجدهم يمارسون الديمقراطية بمعناها المغاير والمخالف لشرع الله تعالى، يمارسونها بمبادئها وأسسها الآنفة الذكر في أول بحثنا هذا، وبالتالي لا قيمة البتة لما زعموا وقالوا ما دام زعمهم يرده لسان الحال، وواقعهم العملي الممارس على أرض الواقع . ومنها – أي من الوجوه التي تمنع استخدام الديمقراطية كمصطلح – أن الديمقراطية لها مدلولها ومفهومها الخاص بها في أذهان الناس، وهو المفهوم الشائع الذي بيناه عند الحديث عن مبادئ وأسس الديمقراطية، وهم عندما يسمعون أحداً – أيّاً كانت هويته وكان اتجاهه – يتكلم عن الديمقراطية، ويدعوا إليها، أو يثني عليها خيراً سرعان ما تذهب أذهانهم إلى الديمقراطية السائدة وكما عرّفها لهم أربابها ومؤسسيها، ولا يخطر على بالهم مطلقاً المعاني الخيرة التي يقصدها المتكلم عندما يتحدث عن الديمقراطية، وبخاصة أن هذه الديمقراطية الخيرة التي لا تخالف شرع الله تعالى ليس لها مثال على أرض الواقع، وهي غير موجودة حتى في عالم الخيالات والنظريات ..! لذا فإن الذي يستخدم الديمقراطية عند حديثه عن معانٍ خيرة لا تخالف شرع الله تعالى، فإن حديثه مؤداه – وبخاصة إن كان من الخواص – إلى إضلال الناس وفتنتهم وصدهم عن الحق، مهما كان قصده سليماً وشريفاً .. وهذا من الأوجه التي تمنع من استخدام الديمقراطية كمصطلح . ومنها، أن الشارع قد نهى عن استخدام بعض الكلمات والمصطلحات حمّالة الأوجه، وإن كان ظاهرها لا يحتمل إلا المعنى الخيّر والصحيح، حتى لا يستغلها أصحاب الأهواء لمآربهم الباطنة الخبيثة، فيطلقونها على شيء ظاهره حق، ويريدون بها شيئاً آخر باطنها الإثم والعدوان . مثال ذلك كلمة راعنا حيث كان الصحابة – رضوان الله عليهم – يقولون للنبي -صلى الله عليه وسلم- :" راعنا " على قصد الطلب وسؤال المراعاة، أي التفت إلينا وتولنا، وكانت هذه الكلمة عند اليهود – لعنهم الله – مسبةً وطعناً، حيث تعني عندهم الشرير؛ فكلمة راعي تعني في العبرية لغة اليهود الشرير، وراعينو أي شريرنا، فاغتنموها فرصة للنيل من جناب الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وقالوا: كنا نسبه سراً فالآن نسبه جهراً، فكانوا يخاطبون بها النبي -صلى الله عليه وسلم- ويضحكون فيما بينهم، فنهى الله تعالى المؤمنين عن استخدام كلمة " راعنا " حتى لا يستغلها اليهود فيستخدمونها لمقصدهم الفاسد والباطل، وأمرهم أن يستبدلوها بكلمة " انظرنا " حيث لا يمكن استخدامها من قبل أصحاب النفوس المريضة مهما تكلفوا اللي باللسان إلا في الجانب الخيِّر، والمعنى الظاهر الصحيح، كما في قوله تعالى:{يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا} البقرة:104. وقال تعالى عن اليهود:{ومن الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مُسْمَعٍ وراعنا ليَّاً بألسنتهم وطعناً في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيراً لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً} النساء:46. وقال تعالى أيضاً عن اليهود حاكياً حالهم كيف يتلاعبون في الألفاظ والمصطلحات، وكيف يصرفونها عن ظاهرها إلى غير مقاصدها الصحيحة المرادة من الشارع، وكيف أنهم يبدلون الكلم عن مواضعه ومراده ابتغاء الفتنة، والطعن في الدين:{وادخلوا الباب سجداً وقولوا حِطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين . فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون} البقرة:58-59. فقوله تعالى:{وقولوا حطة}، أي قولوا احطط عنا خطايانا، واستغفروا الله، فقالوا بدلاً من ذلك:" حنطة في شعيرة "، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح:" قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة، فبدلوا فدخلوا يزحفون على أستهم، وقالوا: حبة في شعيرة ". وعن عبد الله بن مسعود:{وقولوا حطة} فقالوا: حنطة، حبة حمراء فيها شعيرة. ونحو ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- :" لا تقولوا الكرم، ولكن قولوا العنب "، وقال -صلى الله عليه وسلم- :" ولا يقولن أحدكم للعنب الكرم، فإن الكرم الرجل المسلم ". فعلل سبب المنع أن الكرم هو الرجل المسلم، خشية أن يأتي منافق مغرض فيشتم الكرم فيظن الناس أنه يشتم شجرة العنب، وهو في الحقيقة يريد شتم المسلمين، وشتم الإسلام بشتم رجاله . وقال -صلى الله عليه وسلم- :" لا يقل أحكم: أطعم ربك، ووضِّئ ربك، واسق ربك، ولا يقل أحد: ربي – أي لمولاه وسيده – وليقل سيدي ومولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي، وليقل فتاي وفتاتي، وغلامي ". وقال -صلى الله عليه وسلم- :" لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر، فإن الله هو الدهر"، أي أن الدهر مما قدره الله وأراده أن يكون، وبالتالي كان من شتمه كأنما شتم الله الذي قدره وأجراه .. وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- :" لا تقولوا للمنافق سيد ..". شاهدنا من هذه الأحاديث الثابتة الصحيحة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد نهى المسلمين عن استخدام كلمات وأسماء حمالة أوجه، قد تُستغل استغلالاً سيئاً من قبل أصحاب النفوس المريضة لمقاصدهم الباطلة، فيطلقونها على شيء ويريدون منها شيئاً آخر لا يرتضيه الشارع، ودرءاً لحصول ذلك استبدلها بكلمات وأسماء لا لبس فيها ولا غموض، لا يمكن استخدامها في المعاني الباطلة، أو استغلالها لمقاصدهم الفاسدة .. وإذا كان الأمر بهذه الأهمية وهذا الجد مع كلماتٍ كالكرم، وعبدي، وأمتي، وربي وغيرها .. فمن باب أولى أن يأتي النهي عن استخدام كلمات ومصطلحات ظاهرها وباطنها شر محض، تعتبر شارات وعناوين لمذاهب ومناهج كفرية باطلة ما أنزل الله بها من سلطان، ككلمة الديمقراطية، والاشتراكية، والقومية، والوطنية، والإنسانية وغيرها .. التي باتت تُلاك على ألسنة كثير من المثقفين المعاصرين بصيغة الاستشهاد والمدح، من دون أن يجدوا في أنفسهم مثقال ذرة من حرج، أو يتنبهوا إلى درجة مخالفتها لثوابت هذا الدين ! ولا يقال في مثل هذه المواضع لا مشحَّة في الاصطلاح، فمثل هذا الإطلاق له موضعه، ويكون عند استخدام المصطلحات الفقهية الشرعية التي لا تحتمل إلا الحق والصواب، أما الكلمات والمصطلحات حمالة الأوجه، أو التي لا تحتمل إلا وجهاً واحداً وهو الخطأ والباطل فالمشحة فيها واردة ومشروعة إن لم تكن واجبة . ومنها، أن المسلم متميز – بفكره وسلوكه وثقافته ولغته – عن كل ما يمت إلى الجاهلية بصلة، مستعلٍ عليها بإيمانه وإسلامه، فلا يجوز له وهو كذلك أن يلتجئ إلى رطانة العجم ومصطلحاتهم، ويستخدمها في مواضع الاستحسان والمدح وبخاصة إذا كانت هذه المصطلحات تعتبر شارات لمفاهيم وقيم تتعارض مع ما هو معلوم من ديننا بالضرورة كالديمقراطية وغيرها .. وكما أسلفنا من قبل فإن الديمقراطية كلمة يونانية لا أصل لها في اللغة العربية، وهي غريبة المنشأ والمعنى، تُعد من رطانة العجم التي نهينا عن التحدث بها لغير ضرورة ملزمة .. فقد صح عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال:" إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم"، وقال -رضي الله عنه- :" ما تكلم الرجل الفارسية إلا خبَّ – أي صار خداعاً – ولا خب إلا نقصت مروءته ". وعن محمد بن سعد بن أبي وقاص، أنه سمع قوماً يتكلمون بالفارسية فقال: ما بال المجوسية بعد الحنيفية [1]. فإذا كان مجرد التكلم بالفارسية – لغير ضرورة – هو من باب إحياء المجوسية بعد ظهور دين التوحيد، فكيف بالذي يستخدم لغة الأعاجم وشاراتهم في مسائل هامة لها مساس في العقيدة والتوحيد والأصول ..! ذكر ابن تيمية في " الاقتضاء " حديثاً عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" من يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالعجمية فإنه يورث النفاق ". قلت: ومع ذلك فإننا نجد كثيراً من أبناء المسلمين العرب _ وبخاصة منهم الذين يعيشون في بلاد الغرب - لا يحسنون التكلم بالعربية لكثرة تحدثهم باللغات الأعجمية الأخرى ..وهذا ينعكس على درجة فهمهم لكتاب الله تعالى ودينه، وبالتالي على درجة التزامهم بهذا الدين،فإقصاء المسلمين عن لغة هذا الدين هو إقصاء لهم عن اتباع هذا الدين. قال ابن تيمية في الاقتضاء: فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون، ولهذا كان كثير من الفقهاء أو أكثرهم يكرهون في الأدعية التي في الصلاة والذكر، أن يُدعى الله أو يذكر بغير العربية . وأما اعتياد الخطاب بغير اللغة العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله .. فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم . واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيراً قوياً بيناً، ويؤثر في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحـابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق ا-هـ . أقول: لأجل هذه الأوجه الآنفة الذكر – وواحد منها يكفي – لا يجوز للمسلم شرعاً أن يستخدم كلمة الديمقراطية في حديثه بصيغة المدح أو الاستشهاد بها على مقصد من مقاصد الدين .. وقول المرء أنه يستخدمها كمصطلح لتعارف الناس على استخدامه، لا يسوغ ولا يبرر له بحال استخدامها للمزالق والمحاذير المتقدمة الذكر، والله تعالى أعلم . [1] انظر هذه الآثار في كتاب " اقتضاء الصراط المستقيم " لابن تيمية .
__________________
![]() قال ابن عقيل رحمه الله: "إذا أردت أن تعلم محلَّ الإسلام من أهل الزمان ، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ، ولا ضجيجهم بلبيك على عرصات عرفات .ـ وإنما انظر على مواطأتهم أعداء الشريعه |
#22
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
نفهم من ذلك ان العيب ليس في الديمقراطيه بل في الذي يطبقها ويستخدمها لمصالحه الشخصيه
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
#23
|
||||
|
||||
![]() اخي الحبيب ابو هاله
بامكانك ان تطرح ما استشكل عليك من امر الديمقراطيه ونحن سنتحاور معكم باذن الله
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |