استهلال القصيدة الأندلسية - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم الدعوة لمقاطعة عيد الاضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »          مافيا أمريكية لسرقة الأعضاء البشرية للعراقيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          حين تعوض السياسة فشل الحرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أسباب الانحراف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          الأخلاق بين فلاسفة اليونان والعصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          استقبال الأيامِ العشرِ من ذي الحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          معنى الصبر وحقيقته وفضائله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من الأضرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المداومة على العمل الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          طوبى لمن كان مفتاحا للخير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 27-11-2022, 08:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,945
الدولة : Egypt
افتراضي رد: استهلال القصيدة الأندلسية

إلى أن يقول:
ومَهما دَعَتَنْي كَي أَمِيلَ إليهما
أُجاوبُها بالقَولِ في مَعْرِضِ الزَّجْرِ

أيلهو أمرؤٌ مثلي صباهُ قد انْقَضَى
بخمسين عامًا قَدْ تولَّتْ مِنَ العُمْرِ


لقد نادى ابنُ زمرك نفسَه، أو قرنه موبِّخًا، وجرى على دربه البسطي، فكانت نفسه برغم وظائفه الدينية، ووصوله إلى سنِّ الرزانة، تتُوق إلى الهوى واللهو، وفي استهلاله باستفهام إنكاري - إلى كم - إيحاء بكثرة ميل النفس عامَّة، ونفسه خاصَّة، إلى الحب العفيف، البريء مما يدنِّس ويَشِين، وهو من معنى قوله تعالى: ï´؟ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ï´¾ [يوسف: 53]، وبين العذري وعذري جناس، وفي قوله:
(أيلهو أمرؤ مثلي) استفهام انكاري تعجُّبيٌّ مِن نفسه، التي أرادت شَيْنه، وإتيانه ما لا يليق بمثله.

وله - في مثل هذا الفن - في معنى الأبيات السابقة، قوله[47]: [من الطويل]:
إلى كَمْ إلهي بِالمَتَابِ أُعاهِدُ ♦♦♦ ونَفْسي عليه كُلَّ وَقْتٍ أُجَاهِدُ

إلى أن يقول:
وَشَابَ عِذاري واسْتحالَ سَوادُه
وبالموتِ لا شَكَّ المشيبُ يُعَاوِدُ

فهل توبةٌ تمحو من الذَّنْبِ مِا بِهِ
عَليَّ ولا أُخْفِي إلاهِيَ شَاهِدُ


استَهلَّ بعض الشعراء الأندلسيين العديدَ من قصائدهم، بصُوَر للشيب والشباب، مما يدل على خطورة هاتين المرحلتين - في نظر الشعراء خاصة - وأهمية البحث في أغوارهما، ونشْر خباياهما، خبايا النفس البشرية، ما يسوء منها، وما يسُرُّ.

وكأن الشعراء يريدون الإعلان عن أهمية هذين الطورين من الحياة، وخطورتهما؛ لإيجاد خطوط طيبة يسير عليها أصحابهما.
وليعلم الجميع أن التَّصَابي والمجُون لا ينفع، ولا يدوم طويلًا، بل سرعان ما ينقشع ويتبدد مع أول ريح من ريح الزمن، فيضر صاحبَه ومَن حوله إلا مَن رحم ربي، وحَفِظ.

وهكذا ندرك مما سبق، أن استهلال الشعراء الأندلسيين قصائدهم بالحديث عن الشيب والشباب، كان في مجال رثاء الشباب، وندب مَعاهده، ووصْف ذكرياته الجميلة، ومنهم مَن وبَّخ نفسَه المتصابية اللاهية، وإنْ كان هناك مَن دعا إلى التصابي والمجون، وحثَّ على اللهو والعبَث، غير مدرك لعواقب الأمور.


[1] انظر: العمدة لابن رشيق ( 390 - 456 ) حـ 1 / 194، تحقيق وتفصيل، وتعليق محمد محيي الدين عبد الحميد، ط 1 دار الطلائع - القاهرة سنة 2006 م.

[2] انظر: عِيار الشعر لابن طباطبا تحقيق د/ محمد زغلول سلام، منشأة المعارف بالإسكندرية د. ت... الصناعتين للعسكري صـ 489 تحقيق د/ مفيد قميحة دار الكتب العلمية بيروت لبنان ط 1 / 1409 هـ = 1989 م، حديث الشباب والشيب... د/ عبد الرحمن هيبة حـ 2 / 634.

[3] انظر: الشعر والشعراء صـ 48.

[4] انظر: ديوان الغزال، تحقيق د/ الداية صـ 39، 40، وتحقيق د/ البنداق صـ 176، 177، المطرب لابن دحية صـ 125، 126.

[5] انظر: ديوان ابن هانئ، خاصة صـ 28، صـ 256، وهما في بكاء الشباب، والتحسُّر عليه.

[6] انظر: ديوان ابن هانئ صـ 187.

[7] انظر: ديوان ابن دراج صـ 271، في مدح منذر بن يحيى بن منذر التجيبي.

[8] السَّجوم والسُّجوم: قطران الدمع وسيلانه وانصبابه قليلًا أو كثيرًا. اللسان: "س. ج. م".

[9] السعود: ثمانية نجوم، وهي من نجوم الصيف ومنازل القمر، تطلع في آخر الربيع وقد سكنَت رياح الشتاء... فأحسَن ما تكون الشمس والقمر في أيامه. اللسان: "س. ع. د".

[10] انظر: ديوان ابن شهيد صـ 165، 166، الذخيرة ق1 ح 1 / 173، 174، ومنها: "شفع الشباب فكنت إلف حِسانها".

[11] وَنَى: التَّواني والونى: ضعفُ البدَن. اللسان: "و. ن. ى"، " الظيَّان: "نبت باليمن يُدبَغ بورقة. وقيل: هو ياسمين البر. الظيان: شيء من العسل. اللسان: "ظ. ي. ن".

[12] انظر: "ديوان الإلبيري صـ 53، 54، نفح الطيب حـ 4 / 318 عدا البيت الثاني وفيه (تنبهه) بدلًا من (تنهنهه)، من قضايا الإنسان في الشعر الأندلسي د/ محمد عويس صـ 42. مكتبة الأنجلو المصرية ط 1 / 1986 م، وله في نفس الفن - الاستهلال بحديث الشيب، في ديوانه، في مواطن متعددة منها صـ 36، 37، 56.

[13] اللهى: جمع لهية وهي العطية، واللها: جمع اللهاة، وهي اللحمة المشرفة على الحلق. اللسان: "ل. هـ. ى".

[14] انظر: ديوان الإلبيري صـ 53، 54، 59: [من الطويل]:
كأني بنفسي وَهْيَ في السكراتِ *** تعالجُ أَنْ تَرْقَى إلى الّلَهواتِ

[15] انظر: ديوان ابن زيدون صـ 21، 22.

[16] انظر: ديوان ابن زيدون صـ 41، في الأدب الأندلسي، د/ جودت الركابي صـ 200.

[17] هو "الوزير الكاتب، أحمد بن أيوب. عَمِل كاتبًا لدى الناصر لدين الله، علي بن حمود. عرَض له داءُ النسمة "ضيق النفس"، وظلَّ مريضًا بها حتى توفي سنة 465 هـ = 1073 م بمالقة، فهو مَن سُخِّرَتْ له فنونُ البيانِ، تسخيرَ الجنِّ لسليمان، وتصرَّف في محاسن الكلام، تصرُّف الرياح بالغمام..."؛ انظر: الجذوة صـ 394 برقم 929، البغية صـ 520 برقم 1521، الذخيرة ق1 ح 2 صـ 132، المغرب حـ 1 / 446، 447، نفح الطيب حـ 3 / 547.

[18] الذخيرة ق 1 ح 2 / 137، 138.

[19] ديوان ابن حمديس صـ 339.

[20] انظر: ديوان ابن حمديس صـ 3، ولابن عبدون (ت 529 هـ) قصيدة في رثاء بني الأفطس استَهلَّها بالتحذير مِن الدهر، وعدم الاطمئنان إليه، انظر: بلاغة العرب في الأندلس صـ 170، 171.

[21] انظر: ديوان ابن خفاجة صـ 103.

[22] "العلْق": المال الكريم، أو النفيس من كل شيء. لسان العرب: "ع. ل. ق".

[23] المجاج: الريق، ومجاج النحل: عسلها. اللسان: "م. ج. ج"، والمراد بمجاج زجاجة: الخمر.

[24] انظر: ديوان ابن خفاجة صـ 103، 104.

[25] انظر: الإحاطة حـ 3 / 540، 541.

[26] في الشطر الثاني، اضطراب؛ وممكن أن يكون (كانت عيونا - محيت - فَهْيَ آثارُ).

[27] هو "الأمير المجاهد، أبو محمد عبد الله بن عياض "وكان من المسلمين غازيًا النصارى، وآلَ أمرُه إلى أن جاء سهمٌ مِن نصراني قتله - رحمة الله عليه - وقد ثار بعده صهرُه المشهور "بابن مرذنيش"؛ بايَعَه أهلُ بلنسية سنة 539 هـ، وهلك سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة". انظر: المغرب حـ 2 / 250، تاريخ ابن خلدون حـ 4 / 166.

[28] انظر: زاد المسافر صـ 137.

[29] انظر: ديوان المتنبي تحقيق د/ محمد خفاجي... صـ 390. شرح البرقوقي حـ 3 / 317: 319.

[30] انظر: أبو العباس، أحمد بن شكيل الصوفي الأندلسي - شاعر شريش صـ 56، 57.

[31] كان في زمن سهل بن مالك (559 - 639 هـ)، الذي قال فيه: يا ابن الفضل، لك على الوشاحين الفضل ". انظر: المغرب حـ 2 / 286، 287.

[32] انظر: أزهار الرياض حـ 2 / 211، ومثل هذا المعنى لابن الصبَّاغ في نفس المرجع حـ 2 / 232، 233، وموشَّحة له صـ 241.

[33] انظر: نفح الطيب حـ 2 / 280، 281.

[34] انظر: الإحاطة حـ 4 / 140، نفح الطيب حـ 5 / 440، 441، وفيه: "والشمطا"، طائل.

[35] انظر: أزهار الرياض حـ 2 / 317: 319، نفح الطيب حـ 5 / 366، 367.

[36] انظر: ديوان ملك غرناطة. يوسف الثالث صـ 62، 63، تجربة السجن في الشعر الأندلسي... صـ 86، 222، وله في مثل هذا المعنى - أيضًا - في ديوانه صـ 147: [ من الطويل ]
ولم يتركوا أوطانهم بمرادهم
ولكنْ لأحوالٍ أشابَت مَفارقي

أنام بها ليلَ التمام تقلُّبًا
وقد سكنت جهلًا نفوسُ الخلائق


[37] في تجربة السجن صـ 222، المعالي، وهذا يضيق به الوزن.

[38] انظر: تجربة السجن في الشعر الأندلسي صـ 86.

[39] انظر: الكتيبة الكامنة صـ 166: 168.

[40] انظر: الكتيبة الكامنة صـ 62، 63، وله فيه مقطوعة أخرى في نفس المجال.

[41] انظر: الصيب والجهام صـ 283، 284، نفح الطيب حـ 6 / 455.

[42] انظر: الصيب والجهام صـ 657، 662، في مثل هذا المعنى، والفن أيضًا، وهناك أبيات في وصف أثر الفراق، وندب الشباب لأبي الحسن علي بن محمد بن عبد الحق بن الصباغ العقيلي الغرناطي (706 - 758 هـ) في نفح الطيب حـ 6 / 258، 259.

[43] هذا الشطر به كسر في الوزن العروضي، ولعلها كما في نسخة: (وإنْ حيا الله حيَّاها مُزَيْنَتَه).

[44] انظر: نفح الطيب حـ 7 / 280، 281، وله من أخرى، مفتتحًا لها بالثناء على الشباب والنيل من المشيب، في نفح الطيب حـ 7 / 264، 265.

[45] البسطي آخر شعراء الأندلس، د/ محمد بن شريفة صـ 220، 221.

[46] هذا في المرجع، والأولى أن يكون إشهارها لئلا يكسر الوزن.

[47] البسطي آخر شعراء الأندلس صـ 220، 221.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.03 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]