|
|||||||
| ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(11) صالح بن عبدالله الرشيد فائدة: قال في الإنصاف: ومنها إذا سبق ببعض تكبيرات الجنازة؛ فعلى المذهب يتابع الإمام في الذكر الذي هو فيه ثم يقرأ في أول تكبيرة يقضيها. فائدة: قال ابن القيم رحمه الله العجب ممن تعرض له حاجة فيصرف رغبته وهمته فيها إلى الله ليقضيها له، ولا يتصدى للسؤال لحيات قلبه من موت الجهل والإعراض وشفائه من داء الشهوات والشبهات، ولكن إذا مات القلب لم يشعر بما ينفعه. فائدة: حديث "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة" أخذ بظاهره أبو حنيفة فلم يوجب القراءة للفاتحة، والثلاثة على الوجوب؛ لأن حديث عبادة في الصحيح "لما ثقلت القراءة على النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرهم أن لا يقرؤوا خلف الإمام إلا بفاتحة الكتاب"، وأما حديث "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة " فهو ضعيف عند الحفاظ، كما بينه الدارقطني[1]. وهو محمول على قراءة السورة[2]. فائدة: سئل شيخ الإسلام عن رجل له دكان مستأجرة بخمسة وعشرين كل شهر وله فيها عدة وقماش فجاء إنسان فقال: أنا أستأجر هذه الدكان بخمسة وأربعين وأقعد بالعدة والقماش أبيع فيه وأشتري. فهل يجوز ذلك أم لا؟ فأجاب: هذا قد جمع بين بيع وإجارة معًا وذلك جائز في أظهر قولي العلماء. والله أعلم[3]. فائدة: قال ابن القيم رحمه الله بعدما تكلم على فضل سورة الفاتحة في رقية اللديغ: حقيق بسورة هذا بعض شأنها أن يستشفى بها من كل داء. اهـ[4]. فائدة: سئل سهل بن عبدالله عن الإيمان ما هو؟ فقال: قولٌ وعمل ونيةٌ وسنة؛ لأن الإيمان إذا كان قولاً بلا عمل فهو كفر، وإذا كان قولاً وعملاً بلا نيه فهو نفاق، وإذا كان قولاً وعملاً ونية بلا سنة فهو بدعة[5]. فائدة: الجَبْل: ورد في حديث أشج عبد القيس، والجَبْر لم يرد لأن الله قادر على أن يجعل العبد مريدًا فلا يكون الجبر إلا في حق المخلوق بل أنكر ذلك في حق الرب الأئمة كأحمد والأوزاعي والثوري وغيرهم. إلخ[6]. فائدة: ذكر الحافظ ابن حجر على حديث أبي لما قال - صلى الله عليه وسلم - إن الله أمرني أن أقرأ عليك ﴿ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [البينة: 1]، فبكى أبي عند ذلك. أنه إنما بكى من الفرح، أو خشية ألا يقوم بشكر هذه النعمة التي حصلت له. يؤخذ من هذا: أن العبد إذا حدث له نعمة أن يظهر من نفسه الشكر لله خشية السلب. فائدة: قال في الكشاف: ولا يسجد لشكه هل سها؟ لأن الأصل عدمه، أو شك في زيادةٍ بأن شك في التشهد هل زاد شيئًا أو لا. لم يسجد لأن الأصل عدم الزيادة؛ إلا إذا شك فيها وقت فعلها بأن شك في الأخيرة هل هي زائدة أو لا؟ أو وهو ساجد هل سجوده زائدٌ أو لا؟ سجد لذلك؛ جبرًا للنقص الحاصل فيه بالشك. اهـ[7]. المصدر: مجمع الفوائد. [1] فيض القدير (ج6 ص208). [2] حاشية فيض القدير (ج6 ص208). [3] مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج29/ ص237). [4] شرح السنة للبغوي ص222 ص5. [5] الفتاوى (ج7 ص171). [6] الفتاوى (ج8 ص463). [7] الكشاف (ص537 ج1).
__________________
|
|
#2
|
||||
|
||||
|
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(12) صالح بن عبدالله الرشيد فائدة: رؤيا: كان الشيخ عبدالله جالسًا وأنا حوله قريب فوخّر المهفة عن وجهه؛ وقال أبشر بسالم. وذلك ظهر الجمعة. وهذا فأل بالسلامة إن شاء الله تعالى. فائدة: ذكر ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية قصة مرض النبي - صلى الله عليه وسلم -: عن عروة أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده، فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه - صلى الله عليه وسلم - طفقت أنفث عليه بالمعوذات التي كان ينفث بها وأمسح بيد النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه. رواه مسلم والسياق للبخاري[1]. فائدة: ذكر في الحلية أن عمر بن الخطاب كان يقول: اللهم إني أعوذ بك أن تأخذني على غرة، أو تذرني في غفلة، أو تجعلني من الغافلين. فائدة: حديث عبدالله بن الزبير أنه كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة حين يسلم: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون" قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهلل بهن دبر كل صلاةٍ. رواه أحمد ومسلم. وفي المتفق عليه عن المغيرة "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد"[2]. فائدة: فصل: قال محمد بن الحسين: ينبغي لمن علمه الله القرآن وفضله على غيره أن يحرص كل الحرص على تلاوته وتفهمه والعمل به، فيتأدب بآدابه فيستعمل تقوى الله في السر والعلانية باستعمال الورع في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه ومعاملته وبيعه وشرائه، وأن يكون بصيرًا بزمانه وأهل زمانه فيحذرهم على دينه، وأن يكون مقبلاً على شأنه مهتمًا بإصلاح ما فسد من أمره، وأن يكون حافظًا للسانه؛ إن تكلم تكلم بعلم، وأن يكون قليل الضحك؛ إن سر بشيءٍ مما يوافق الحق تبسم، ويجتنب كثرة المزاح وأن يكون رفيقًا في أموره صبورًا على تعليم الخير - القرآن والسنة مؤدبان له - يحزن بعلم ويبكي بعلم ويتصدق بعلم ويصوم بعلم ويحج بعلم ويجاهد بعلم ويكتسب بعلم وينفق بعلم وينبسط في الأمور بعلم وينقبض عنها بعلم. اهـ[3]. المصدر: مجمع الفوائد. [1] صفحة 226 ج5. [2] موارد الظمآن (ج1 ص251). [3] موارد الظمآن (ص457ج1).
__________________
|
|
#3
|
||||
|
||||
|
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(21) صالح بن عبدالله الرشيد فائدة: قال محمد بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يقرأ القرآن. فائدة: قال في الحلية ترجمة شريح بن يونس: قال أحمد الضحاك الخشاب يقول - وكان من البكائين -: رأيت فيما يرى النائم شريح بن يونس فقلت: ما فعل بك ربك يا أبا الحارث؟ فقال: غفر لي، ومع ذلك جعل قصري إلى جنب قصر محمد بن بشير بن عطاء الكندي، فقلت: يا أبا الحارث، أنت عندنا أكبر من محمد بن بشير. فقال: لا تقل ذاك فإن الله تعالى جعل لمحمد بن بشير حظًّا في عمل كل مؤمن ومؤمنة، لأنه كان إذا دعا الله قال: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، والكائنين منهم[1]. فائدة: قال أحمد بن أبي الحواري: من أحب أن يعرف بشيءٍ من الخير أو يذكر به فقد أشرك في عبادته. قاعدة: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. قال في الدرر: رئي أن السلطان ظل الله في الأرض، ويقال ستون سنة من إمام جائر؛ أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان؛ ولهذا كان السلف - كالفضيل وأحمد بن حنبل وغيرهما - يقولون: لو كان لنا دعوة مستجابة لصرفتها للإمام. [2] فائدة: مر معروف الكرخي على سقاءٍ يسقي الماء وهو يقول: رحم الله من شرب. فشرب وكان صائمًا وقال: لعل الله أن يستجيب له. فائدة: قال في الكواشف الجلية عن معاني الواسطية صفحة 545 على قوله «ومن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بكل ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يكون بعد الموت » إلى ص561 بحث مفيد فليراجع. فائدة: نظم أسماء الفقهاء السبعة: إذا قيل من في الفقه سبعة أبحر ![]() روايتهم ليست عن العلم خارجة ![]() فقل هم عبيد الله عروة قاسم ![]() سعيد أبو بكر سليمان خارجة ![]() فائدة: قال مالك: إنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما سمع[3]. فائدة: قال شيخ الإسلام وابن القيم وغيرهما في تزيين الصوت في القرآن: هو التحسين والترنم بخشوعٍ وحضور قلب؛ لا صرف الهمة إلى ما حجب به أكثر الناس بالوسوسة في خروج مخارج الحروف وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وشغله بالوصل والفضل والإرجاع مما هو مفضٍ إلى تغير كتاب الله والتلاعب به مما هو حائلٌ للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، ومن تأمل هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك تبين له أن التنطع بالوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته ولا من هدي أصحابه - رضي الله عنهم -.[4] فائدة: قاعدة: فيما إذا رجع الأصل إلى صاحبه أن الزائد لا يرجع. زكاة وبيع مع صداق ولقطة ![]() وقرض وإفلاس ووهبة والدِ ![]() إذا رجعت أربابها بأصولها ![]() فزائده المفصول ليس بعائد ![]() وثامنها أخذ النخيل بشفعة ![]() فكن حافظًا ترقى أجل المقاصد ![]() فائدة: الزنديق: هو المنافق الذي أظهر نفاقه؛ فإذا لم يتكلم فهو منافقٌ فقط. المصدر: مجمع الفوائد [1] حلية الأولياء (ص116). [2] الدرر السنية (ج9/118). [3] مختصر سير أعلام النبلاء (ج2/ص728). [4] حاشية الروض المربع (ج2/ص209).
__________________
|
|
#4
|
||||
|
||||
|
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(31) صالح بن عبدالله الرشيد فائدة: عن عبدالصمد البغدادي سمعت الفضيل بن عياض، يقول: لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام، قيل له: وكيف ذلك يا أبا علي؟ قال: متى ما صيرتها في نفسي لم تجزني، ومتى صيرتها في الإمام فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد، قيل: وكيف ذلك يا أبا علي؟ فسر لنا هذا، قال: أما صلاح البلاد فإذا أمن الناس ظلم الإمام عمروا الخرابات ونزلوا الأرض، وأما العباد فينظر إلى قوم من أهل الجهل فيقول: قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم من تعلم القرآن وغيره فيجمعهم في دارٍ خمسين خمسين أقل أو أكثر، يقول للرجل: لك ما يصلحك، وعلم هؤلاء أمر دينهم. قال: فكان صلاح العباد والبلاد، فقبل ابن المبارك جبهته وقال: يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك. وعنه قال: سمعت الفضيل، يقول: إنما هما عالمان عالم دنيا وعالم آخرة، فعالم الدنيا علمه منشور، وعالم الآخرة علمه مستور، فاتبعوا عالم الآخرة واحذروا عالم الدنيا، لا يصدكم بسكره، ثم تلا هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [التوبة: 34]، تفسير الأحبار: العلماء، والرهبان: العباد، ثم قال الفضيل: إن كثيرًا من علمائكم زيه أشبه بزي كسرى وقيصر منه لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، إن محمدًا لم يضع لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة، لكن رفع له علم فشمر إليه[1]. ويقول: إن حامل القرآن حامل راية الإسلام؛ لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو ولا يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له إلى الخلق حاجة، وينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه. ص150. وكان يقول: ما من ليلة اختلط ظلامها وأرخى الليل سربال سترها إلا نادى الجليل جل جلا لله: من أعظم مني جودًا، والخلائق لي عاصون، وأنا لهم مراقب، أكلؤهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصونِ، وأتولى حفظهم كأنهم لم يذنبوا، أجود بالفضل على العاصي، وأتفضل على المسيء، من ذا الذي دعاني فلم أسمع إليه؟ أو من ذا الذي سألني فلم أعطه؟ أم من ذا الذي أناخ ببابي ونحيته، أنا الفضل ومني الفضل، أنا الجواد ومني الجود، أنا الكريم ومني الكرم، ومن كرمي أن أغفر للعاصي بعد المعاصي، ومن كرمي أن أعطي التائب كأنه لم يعصني، فأين عني تهرب الخلائق، وأين عن بابي يتنحى العاصون؟[2]. فائدة: قال في الإنصاف: "وعنه يسقط الاستقبال أيضا إذا تنفل في الحضر كالراكب السائر في مصره، وقد فعله أنس". قال في الحاشية عليه: قال: ابن حزم: وقد روينا عن وكيع عن سفيان عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي قال كانوا يصلون على رحالهم ودوابهم حيثما توجهت. قال: وهذا حكاية عن الصحابة والتابعين عمومًا في الحضر والسفر. قال النووي في شرح مسلم: وهو محكي عن أنس رضي الله عنه.[3] فائدة: كتب الأوزاعي إلى أخ له: أما بعد فإنه قد أحيط بك من كل جانب، واعلم أنه يسار بك في كل يوم وليلة، فاحذر الله والمقام بين يديه، وأن يكون آخر عهدك به والسلام. وقال إبراهيم بن أدهم: كنت في بعض السواحل وكانوا يستخدمونني ويبعثونني في حوائجهم، وربما يتبعني الصبيان حتى يضربوا ساقي بالحصى، إذ جاء قوم من أصحابي فأحدقوا بي وأكرموني، فلما رأى أولئك إكرامهم لي أكرموني، فلو رأيتموني والصبيان يرموني بالحصى وذلك أحلى في قلبي منهم حين أحدقوا بي[4]. فائدة: عن أبي الجلد، أن عيسى عليه السلام: أوصى الحواريين فقال: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم، وإن القاسي قلبه بعيد من الله ولكن لا يعلم، ولا تنظروا إلى ذنوب الناس كأنكم أرباب، ولكن انظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، والناس رجلان؛ مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله على العافية. [5] ص151. فائدة: عن أبي الجلد، أن داود عليه السلام: أمر مناديًا ينادي الصلاة جامعة، فخرج الناس وهم يرون أنه ستكون منه يومئذ موعظة وتأديب ودعاء، فلما وافى مكانه قال: اللهم اغفر لنا، وانصرف، فاستقبل أواخر الناس أوائلهم، فقالوا: مالكم؟ قالوا: إن النبي عليه السلام: إنما دعا بدعوة واحدة ثم انصرف، فقالوا: سبحان الله، كنا نرجو أن يكون هذا اليوم يوم عبادة ودعاء وموعظة وتأديب، فما دعا إلا بدعوة واحدة، فأوحى الله تعالى إليه أن أبلغ قومك: أني من أغفر له أصلح له أمر آخرته ودنياه[6]. فائدة: اعتم شهر بن حوشب وهو يريد سلطانًا يأتيه، ثم نقض عمامته وجعل يقول: السلطان بعد الشيب. السلطان بعد الشيب. فائدة: عن حسان، قال: إن القوم ليكونون في الصلاة الواحدة وإن بينهم كما بين السماء والأرض، وتفسير ذلك: أن الرجل يكون خاشعًا مقبلاً على صلاته، والآخر ساهيًا غافلاً. وعنه: كانوا يمسكون عن ذكر النساء وعن الخنا في المساجد. وعن حسان بن عطية: إذا حدث الرجل القوم فإن حديثه يقع من قلوبهم موقعه من قلبه. وعن الأوزاعي، عن حسان، أنه كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من شر الشيطان ومن شر ما تجري به الأقلام، وأعوذ بك أن تجعلني عبرة لغيري، وأعوذ بك أن تجعل غيري أسعد بما آتيتني مني، وأعوذ بك أن استعين بشيء من معصيتك عند ضر ينزل بي، وأعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك، وأعوذ بك أن أقول قولاً لا أبتغي به غير وجهك. اللهم اغفر لي فإنك بي عالم، ولا تعذبني فإنك علي قادر[7]. وعن الأوزاعي، عن حسان، قال: حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت حسن رخيم قال فيقول أربعة منهم: سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك، وتقول الأربعة الآخرون: سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك. فائدة: عن الأوزاعي، عن حسان، قال: بلغني أن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا بني آدم إنا قد أنصتنا لكم منذ خلقناكم، فأنصتوا لنا اليوم تقرأ عليكم أعمالكم، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد شرًا فلا يلومن إلا نفسه، إنما هي أعمالكم ترد عليكم. فائدة: كان القاسم بن مخيمرة إذا دعي إلى الولائم لا يأكل إلا من لونٍ واحد. وعن الأوزاعي، حدثنا القاسم - وتليت عنده هذه الآية: ﴿ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195]، فتأولها بعض من كان عنده على الرجل يحمل على القوم، فقال القاسم: لو حمل رجل على عشرين ألفًا لم يكن به بأس، إنما ذلك في ترك النفقة في سبيل الله. وعنه: لو حمل على عشرة آلاف لم نر بذلك بأسًا[8]. فائدة: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يكون في آخر الزمان قومٌ إخوان العلانية أعداء السريرة. فقيل: يا رسول الله كيف يكون ذلك؟ قال: ذلك لرغبة بعضهم إلى بعض ورهبة بعضهم عن بعض"[9]. عن عتبة بن ضمرة عن أبيه قال: لقيت عمتي في النوم، فقلت لها: كيف أنت يا عمة؟ قالت: أنا والله يا ابن أخي بخير وفيت عملي كله حتى أعطيت ثواب أخلاط أطعمته. ص153. أبو عمرو الأوزاعي. كان رحمه الله تعالى لا تأخذه في الله لومة لائم، كتب إلى أبي جعفر المنصور كتابًا في فك أسرى المسلمين.. فحصل مفاداتهم[10]. قال سليمان عليه السلام: من عمل سوءًا فبنفسه بدأ. وقال: كل عمى ولا عمى القلب. قال الأوزاعي رحمه الله: بلغني أنه ما وعظ رجلٌ قومًا لا يريد به وجه الله تعالى إلا زلت عنه القلوب كما زل الماء عن الصفا. وكان يقول: ليس ساعة من ساعات الدنيا إلا وهي معروضة على العبد يوم القيامة يومًا فيومًا وساعة فساعة، ولا تمر به ساعة لم يذكر الله تعالى فيها إلا تقطعت نفسه عليها حسرات، فكيف إذا مرت به ساعة مع ساعة ويوم مع يوم وليلة مع ليلة؟ ويقول: إن المؤمن يقول قليلاً ويعمل كثيرًا، وإن المنافق يقول كثيرًا ويعمل قليلاً. ويقال: خمس كان عليها أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - والتابعون بإحسان، لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المسجد، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل الله. وقال الأوزاعي: رأيت كأن ملكين عرجا بي وأوقفاني بين يدي رب العزة، فقال لي: أنت عبدي عبد الرحمن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ فقلت: بعزتك أي رب أنت أعلم، قال: فهبطا بي حتى رداني إلى مكاني. وفي رواية أن الأوزاعي قال: رأيت رب العزة في المنام فقال لي عبد الرحمن: أنت الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ قلت: بفضلك يا رب، فقلت: يا رب أمتني على الإسلام، فقال: وعلى السنة. وعن موسى بن أعين، قال: قال لي الأوزاعي: يا أبا سعيد كنا نمزح ونضحك، فأما إذا صرنا يقتدى بنا، ما أرى يسعنا التبسم. وقال: من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير، ومن علم أن منطقه من عمله قل كلامه، قال أبو حفص: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ما جاء الأوزاعي بشيء أعجب إلينا من هذا. وقال: لو قبلنا من الناس كلما يعطونا لهنّا عليهم. وكان رحمه الله لا يكلم أحدًا بعد صلاة الفجر حتى يذكر الله، فإن كلمه أحد أجابه[11]. فائدة: من شرح كتاب آداب المشي إلى الصلاة للعباد ص74 قال: قال رحمه الله "وسجود السهو يشرع للزيادة والنقص وشك في فرض ونفل إلا أن يكثر؛ فيصير كوسواس فيطرحه، وكذا مثله في الوضوء والغسل وإزالة النجاسة" قال الشارح: لا يلتفت إلى شيءٍ من ذلك. فائدة: حديث فتح النبي - صلى الله عليه وسلم - الباب لعائشة وهو في الصلاة رواه أبو داود والترمذي وقال حسن غريب، وحديث حمله - صلى الله عليه وسلم - أمامة بنت زينب وهو في الصلاة رواه البخاري ومسلم عن أبي قتادة[12]. فائدة: عن الأوزاعي: اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم. ولا يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم القول إلا بالعمل، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بالنية موافقة للسنة. وكان من مضى من سلفنا لا يفرقون بين الإيمان والعمل؛ العمل من الإيمان، والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم جامع كما يجمع هذه الأديان اسمها، ويصدقه العمل فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق ذلك بعمله فتلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدقه بعمله لم يقبل منه وكان في الآخرة من الخاسرين[13]. فائدة: قال حرملة سمعت الشافعي يقول: ما في أهل الأهواء قومٌ أشهد بالزور من الرافضة[14]. فائدة: قال في الإنصاف قوله "وهل يمسح وجهه بيديه في دعاء القنوت؟" على روايتين. إحداهما يمسح وهو المذهب فعله الإمام أحمد، قال المجد في شرحه: هذا أقوى الروايتين. وقال في الكافي: هذا أولى. قال: ويفرد المنفرد الضمير على الصحيح من المذهب. وعند الشيخ تقي الدين: لا يفرده بل يجمعه؛ لأنه يدعو لنفسه وللمسلمين. فائدة: قال أحمد في رواية حرب: ما يعجبني الكي - يعني في باب التداوي - وللحاقن ونحوه نظر موضع الحقنة، وللقابلة ونحوها نظر موضع الولادة[15]. فائدة: ذكر السامري أن أحمد رحمه الله: كره التفل في الرقية، وأنه لا بأس بالنفخ. وجزم بعض متأخري الأصحاب: أنه لا بأس بالنفخ والتفل؛ لأنه إذا قويت كيفية النفس - نفس القارئ - كانت الرقية أتم تأثيرًا وأقوى فعلاً، ولقصة اللديغ. [16] ص155. فائدة: عن الفضيل: لو قيل لك "يا مرائي" لغضبت وشق عليك وتشكو تقول: قال لي يا مرائي. وعسى قال حقا من حبك للدنيا، تزينت للدنيا وتصنعت للدنيا، ثم قال: اتق لا تكن مرائيًا وأنت لا تشعر، تصنعت وتهيأت حتى عرفك الناس فقالوا: هو رجل صالح فأكرموك وقضوا لك الحوائج ووسعوا لك في المجلس، وإنما عرفوك بالله. لولا ذلك لهنت عليهم كما هان عليهم الفاسق لم يكرموه ولم يقضوا له ولم يوسعوا له في المجلس[17]. فائدة: قال عبد الواحد بن زيد: أصابتني علة في ساقي فكنت أتحامل عليها للصلاة قال فقمت عليها من الليل فأجهدت وجعًا، فجلست ثم لففت إزاري في محرابي ووضعت رأسي عليه فنمت، فبينا أنا كذلك إذا أنا بجارية تفوق الدنيا حسنًا تخطر بين جوارٍ مزينات حتى وقفت عليّ وهن من خلفها، فقالت لبعضهن: ارفعنه ولا تهجنه، قال: فأقبلن نحوي فاحتملنني، عن الأرض وأنا أنظر إليهنّ في منامي، ثم قالت لغيرتهن من الجواري اللاتي معها افرشنه ومهدنه ووطئن له ووسدنه، قال: ففرشن تحتي سبع حشايا لم أر لهن في الدنيا مثلاً ووضعن تحت رأسي مرافق خضرًا حسانًا ثم قالت للاتي حملنني: اجعلنه على الفرش رويدًا لا تهجنه، قال: فجعلت على تلك الفراش وأنا أنظر إليها وما تأمر به من شأني، ثم قالت: احففنه بالريحان، قال فأتي بياسمين فحفت به الفرش ثم قامت إلي فوضعت يدها على موضع علتي التي كنت أجدها في ساقي فمسحت ذلك المكان بيدها، ثم قالت: قم شفاك الله إلى صلاتك غير مضرور قال فاستيقظت والله وكأني قد نشطت من عقال فما اشتكيت تلك العلة بعد ليلتي تلك، ولا ذهب حلاوة منطقها من قلبي: قم شفاك الله إلى صلاتك غير مضرور. [18] ص156. فائدة: قال صالح المري: يا عجبًا لقوم أمروا بالزاد، وأذنوا بالرحيل، وحبس أولهم على آخرهم، وهم يلعبون. وكان يتمثل بهذا البيت في قصصه: وغائب الموت لا ترجون رجعته ![]() إذا ذوو غيبة من سفرة رجعوا ![]() قال: ثم يبكي ويقول: هو والله السفر البعيد، فتزودوا لمراحله ﴿ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197]، واعلموا أنكم في مثل أمنيتهم فبادروا الموت واعملوا له قبل حلوله، ثم يبكي. وقال: أصاب أهلي ريح الفالج فقرأت عليها القرآن ففاقت، فحدثت به غالب القطان فقال: وما تعجب من ذلك؟ والله لو أنك حدثتني أن ميتًا قرئ عليه القرآن فحيي، ما كان ذلك عندي عجبًا. فائدة: عمران القصير. قالت ابنته رأيت أبي في منامي فقلت: يا أبت كيف حالك منذ فارقتنا؟ قال: خير حال يا بنية بوئنا المنازل ومهدت لنا المضاجع نغدى ونراح برزقنا من الجنة. قالت: فقلت فما الذي بلغكم هذا؟ قال: الضمير الصالح، وكثرة التلاوة لكتاب الله تعالى.[19] ص157. فائدة: قدم غيلان القدري في خلافة هشام بن عبد الملك فتكلم غيلان وكان رجلاً مفوهًا، فلما فرغ من كلامه قال لحسان: ما تقول فيما سمعت من كلامي؟ فقال له حسان: يا غيلان إن يكن لساني يكل عن جوابك، فإن قلبي ينكر ما تقول[20]. فائدة: عن ضمرة بن أبي حبيب عن أبيه قال: موطنان لا ينبغي لأحد أن يضحك فيهما: معاينة القرد، واطلاعك إلى القبر. المصدر: مجمع الفوائد. [1] حلية الأولياء (ج8/ص95). [2] حلية الأولياء (ج8/ص95). [3] الإنصاف (ج2/ص3). [4] حلية الأولياء. [5] حلية الأولياء (ج6/ص58). [6] حلية الأولياء (ج6/ص53). [7] حلية الأولياء (ج6/ص75). [8] حلية الأولياء (ج6/ص83). [9] حلية الأولياء (ج6/ص109). [10] حلية الأولياء (ج6/ص147). [11] حلية الأولياء (ج6/ص153). [12] شرح آداب المشي للعبّاد (ص75). [13] حلية الأولياء (ج6/ص154). [14] الآداب الشرعية (ج2/ص144). [15] الآداب الشرعية (ج2/ص443). [16] الآداب الشراعية (ج2/ص442). [17] حلية الأولياء (ج8/ص97). [18] حلية الأولياء (ج6/ص173). [19] حلية الأولياء (ج6/ص192). [20] حلية الأولياء (ج6/ص74).
__________________
|
|
#5
|
||||
|
||||
|
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(13) صالح بن عبدالله الرشيد فائدة: عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال زيد يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله - عز وجل - ملائكة في السماء أبصر بعمل بني آدم من بني آدم بنجوم السماء، فإذا نظروا إلى عبد يعمل بطاعة الله ذكروه بينهم فسموه، وقالوا: أفلح الليلة فلان، فاز الليلة فلان، وإذا رأوا رجلاً يعمل بمعصية الله تعالى، قالوا: خسر الليلة فلان، هلك الليلة فلان". هذا حديث غريب من حديث محمد تفرد به عنه منصور بن زاذان وهو تابعي من قرى واسط وعنه زيد العمي حدث به الأئمة الأعلام، عن أبي النضر، عن سلام[1]. فائدة: قال رحمه الله قال أبو قلابة: إذا أحدث الله تعالى لك علمًا فأحدِث له عبادة؛ شكرًا لله، ولا يكون همك ما تحدث به الناس. فائدة: قسم الأمير على قراءة البصرة مالاً، فبعث إلى مالك بن دينار فقبله، وأبى محمد بن واسع أن يقبله، ثم قال: يا مالك قبلت جوائز السلطان؟! فقال: يا أبا بكر سل جلسائي. فقالوا: اشترى بها رقابًا فأعتقها، فقال له محمد بن واسع: أنشدك الله أقلبك الساعة على ما كان عليه قبل؟ فقال: اللهم لا. قال: ترى أي شيءٍ دخل عليك؟ فقال مالك لجلسائه: إنما مالك حمار؛ إنما يعبدالله مثل محمد بن واسع[2]. فائدة: من فضائل لا إله إلا الله أنها أمانٌ من وحشة القبر، في المسند عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم" وفي حديث مرسل: "من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين، كل يومٍ مئة مرة كانت أمانًا من الفقر وأنسًا من وحشة القبر، واستجلب به الغنى، واستقرع به باب الجنة، وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم"[3]. فائدة: قال أبو قلابة لما سمع صوت قاصٍ قد ارتفع في المقبرة إن كانوا - يعني السلف - ليعظمون الموت بالسكينة[4]. [1] حلية الأولياء - (ج2/ص281). [2] حلية الأولياء (ج2/ص354). [3] موارد الظمآن (ج1/ص298). [4] حلية الأولياء (ج2/ص323).
__________________
|
|
#6
|
||||
|
||||
|
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(14) صالح بن عبدالله الرشيد فائدة: وقال رحمه الله: إذا بلغك عن أخيك شيءٌ تكرهه؛ فالتمس له العذر جهدك؛ فإن لم تجد؛ فقل في نفسك لعل لأخي عذرٌ لا أعلمه. فائدة: قال ابن القيم - رحمه الله - في المدارج (ج3): فصل: باب التحقيق. إلى أن قال: إذا عرف هذا فمصحوب العبد من الحق سبحانه هو معرفته ومحبته وإرادة وجهه الكريم وما يستعين به على الوصول إليه وما هو محتاج إليه في سلوكه. إلى أن قال: فصاحب مقام التحقيق لا يقف مع العوارض المحبوبة فإنها تقطعه عن محبوبه، ولا مع العوارض المكروهة أيضًا فإنها قواطع ويتغافل عنها ما أمكنه فإنها تمرّ بالمكاثرة والتغافل مرًّا سريعًا، لا يوسع دوائرها؛ فإنها كلما وسعها اتسعت ووجدت مجالاً فسيحًا فصالت به وجالت ولو ضيقها بالإعراض عنها والتغافل لاضمحلت وتلاشت. اهـ[1]. فائدة: قال عبدالرحمن بن مهدي كنت أستقرض للسائل درهمًا أو بعض درهم؛ فأنسى أرده عليه فأسهر لذلك. فائدة: قال الإمام ابن القيم رحمه الله: حكي عن جماعة كثيرة ممن أدركه الأجل وهو حريص طالب للقرآن أنه رئي بعد موته وأخبر أنه في تكميل مطلوبه وأنه يتعلم في البرزخ بعد موته[2]. فائدة: وقال - رحمه الله - في مختصر المدارج: فصل: فإن قيل ما تقولون في صلاة من عدم الخشوع فيها؛ هل يعتد بها أم لا؟ قيل: أما الاعتداد له بالثواب فلا؛ إلا بما عقل منها وخشع فيه لربه، قال ابن عباس: ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها. وساق - رحمه الله - الكلام إلى قوله: فإن أردتم وجوب الإعادة لتحصل هذه الثمرات والفوائد؛ فذاك إليه إن شاء أن يحصلها وإن شاء أن يفوتها على نفسه، وإن أردتم وجوبها أنا نلزمه بإعادتها ونعاقبه على تركها ونرتب عليه أحكام تارك الصلاة فلا. وهذا القول - الثاني - أرجح القولين. اهـ[3]. فائدة: قال رحمه الله: فصل: الأدب حفظ الحد بين الغلو والجفاء. قال بعض السلف: دين الله بين الغالي والجافي. ثم ذكر من الأمثلة الوضوء والصلاة، وأنه لا عبرة بالموسوس ولا بصلاة النقارين؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ليأمر بالتخفيف ويخالفه وصانه الله من ذلك فكان يؤمهم بالصافات، ويذهب الذاهب إلى البقيع فيقضي حاجته ويأتي أهله فيتوضأ ويدرك الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الركعة الأولى. فهذا هو التخفيف الذي أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم. فائدة: الإشارة بالأصبع تارةً تكون في الدعاء كما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يفعله في دعائه على المنبر، وتارةً في الثناء على الله كما في التشهد، وكما أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - بأصبعه بعرفة وقال: اللهم اشهد. وروي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: إذا دعا أحدكم فهكذا ورفع أصبعه المشيرة، وهكذا ورفع يديه جميعًا. وروي عن ابن عباس: قال الاستغفار أن يشير بأصبع واحدة. وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن الله يحب أن يدعى هكذا وأشارت بالسبابة. وروي عن ابن الزبير قال: إنكم تدعون أفضل الدعاء هكذا، وأشار بأصبعه[4]. فائدة: على قوله: ويقول بعد وتره ثلاثًا: سبحان الملك القدوس. زاد ابن القيم وغيره (رب الملائكة والروح) ويقول: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناءً عليك) [5]. فائدة: قال في فتح الباري للإمام ابن رجب: حديث ابن مسعود. قال في آخره: وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه، ثم يسلم، ثم يسجد سجدتين - يعني ويسلم. فائدة: قال رحمه الله: عن الثوري قال كانوا يقولون: إن كان أول ما شك فإنه يبني على اليقين، وإن ابتلي بالشك - يعني أنه يتحرى - وإن زاد به الشك ورأى أنه من الشيطان لم يلتفت إليه. فائدة: حكي عن الحسن بن علي أنه سجد من غير سهوٍ ظهر منه، وقال إني حدثت نفسي. وروي عن أحمد أنه سجد للسهو في صلاته؛ وقال: إني لحظت ذلك الكتاب. ثم ذكر اختلاف العلماء في وجوب سجود السهو فذهب كثير من العلماء إلى وجوبه. ثم قال: وقال الشافعي: هو سنة بكل حال. وحكي رواية عن أحمد[6]. المصدر: مجمع الفوائد [1] المدارج (ج3/ص389). [2] طريق الهجرتين (ص112). [3] مختصر المدارج (ص129). [4] فتح الباري شرح البخاري لابن رجب (ج6/ص302). [5] حاشية الزاد (ج2/ص199). [6] فتح الباري لابن رجب (ج6/ 516).
__________________
|
|
#7
|
||||
|
||||
|
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(15) صالح بن عبدالله الرشيد فائدة: ما يباح من الغيبة: وهو ستة أشياء: الأول: التظلم. الثاني: الاستعانة على تغيير المنكر. الثالث: الاستفتاء. الرابع: تحذير المسلمين من الشر مثل المجروحين من الرواة، والمشاورة بمصاهرة إنسان أو مشاركته أو إيداعه، أو غير ذلك على وجه طلب النصيحة. الخامس: أن يكون مجاهرًا بفسقه، أو بدعته فيجوز ذكره بذلك، ويحرم بغيره من العيوب. السادس: التعريف: إذا كان معروفًا بلقب مثل الأعمش، والأعرج، والأحول؛ لا على وجه التنقيص. فائدة: ذكر ابن القيم في مختصر المدارج: أنه اجتمع الثوري ويوسف بن إسباط ووهيب بن الورد فقال سفيان: كنت أكره موت الفجأة، أما اليوم فوددت أني ميت؛ ذكر أنه يتخوف الفتنة، فقال يوسف: إني لا أكره طول البقاء؛ ذكر أنه لعله يصادف يومًا يتوب فيه ويعمل صالحًا. فقيل لوهيب: ما تقول أنت؟ فقال: أنا لا أختار شيئًا أحبه إليه، أحبه إلي. فقبل الثوري بين عينيه وقال: روحانية ورب الكعبة. فائدة: قال الإمام أحمد: الصبر في القرآن في نحو تسعين موضعًا. وهو واجب بإجماع الأئمة وهو نصف الإيمان؛ فإن الإيمان نصفان؛ نصف صبر ونصف شكر. فائدة: حبس السلطان رجلاً فكتب إليه بعض إخوانه الصالحين لما علم: اشكر الله، ثم ضرب. فكتب إليه: اشكر الله. ثم قيد هو ومجوسي مبطون بقيدٍ واحد، فكان المجوسي يقوم بالليل لقضاء الحاجة مرات، وكلما ذهب. ذهب معه الرجل فيقف على رأسه حتى يقضي حاجته. فكتب إليه صاحبه: اشكر الله. فقال: على ماذا أشكر الله وأي بلاء فوق ما أنا فيه؟ فكتب إليه صاحبه: لو جعل الزنار الذي في وسطه. في وسطك كما جعل القيد في رجلك ما كنت تصنع؟؛ فاشكر الله على سلامة الدين. اهـ[1]. فائدة: ذكر ابن القيم تهوين البلاء بأمرين أحدهما: عدّ نعم الله عليه وأياديه عنده، فإذا عجز عن عدها هان عليه ما هو فيه من البلاء، ورآه بالنسبة إلى نعم الله عليه كقطرة من بحر. الثاني: تذكر سوالف النعم التي أنعم الله بها عليه[2]. فائدة: أسباب سعادة العبد ثلاثة: إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر، وإذا أذنب استغفر؛ فهذه عنوان سعادة العبد، وقد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - ما النجاة؟ كما ورد في الحديث، فقال: "كف عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك". فائدة: قال بعض السلف الزم الأدب ظاهرًا وباطنًا فما أساء أحدٌ الأدب في الظاهر إلى عوقب ظاهرًا وما أساء أحدٌ الأدب باطنًا إلا عوقب باطنًا. فائدة: قال عبدالله بن المبارك رحمه الله من تهاون بالأدب عوقب بحرمان السنن، ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض، ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة؛ فإن الله سبحانه هيأ الإنسان لقبول الكمال بما أعطاه من الأهلية والاستعداد، وأخبر عن قبول النفس للفجور والتقوى، ثم خص بالفلاح من زكاها فنماها وعلاها ورفعها بآدابه التي أدب بها رسله وأنبياءه وأولياءه، وحكم بالشقاء على من دساها وحقرها ودنسها[3]. فائدة: لبعضهم إن الله يحب البصر الناقد عند ورود الشبهات والعقل الراجح عند حلول الشهوات، عن ابن أبي مليكة: صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة فكان يصلي ركعتين فإذا نزل قام شطر الليل ويرتل القرآن حرفًا حرفًا ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب[4]. فائدة: قال ابن القيم رحمه الله في مختصر المدارج: اعلم أن القلب إذا خلا من الاهتمام بالدنيا والتعلق بما فيها من مالٍ أو رياسة أو صورة، وتعلق بالآخرة وبالاهتمام بها من تحصيل العدة والتأهب للقدوم على الله - عز وجل - فذلك أول فتوحه وتباشير فجره؛ فعند ذلك يتحرك قلبه لمعرفة ما يرضى به ربه منه فيفعله ويتقرب به إليه، وما يسخطه منه فيجتنبه وهذا عنوان صدق إرادته؛ فإن كل من أيقن بلقاء الله وأنه سائله عن كلمتين: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟ لابد أن ينتبه لمعرفة معبوده والطريق الموصلة إليه؛ فإذا تمكن في ذلك فتح له باب الأنس بالخلوة والوحدة والأماكن الخالية التي تهدأ فيها الأصوات والحركات فإنه حينئذ تجتمع عليه قوى قلبه وتسد عنه الأبواب التي تفرق همه وتشتت قلبه ثم يفتح له باب حلاوة العبادة بحيث لا يكاد يشبع منها؛ بحيث أنه إذا دخل في الصلاة ود أنه لا يخرج منها، ثم يفتح له باب حلاوة استماع كلام الله - عز وجل -، ثم يفتح له باب عظمة الله المتكلم به وشهود جلاله، ثم يفتح له باب الحياء من ربه؛ وهو أول شواهد المعرفة وهو نور يقع في القلب يريه ذلك النور أنه واقف بين يدي ربه - عز وجل - فيستحي منه في خلواته وجلواته، ويرزق عند ذلك دوام المراقبة للرقيب الأعظم ودوام التطلع إلى حضرة العلي الأعلى حتى كأنه يراه ويشاهده فوق سماواته مستويًا على عرشه ناظرًا إلى خلقه سامعًا لأصواتهم وشاهدًا لبواطنهم، ثم يفتح له باب الشعور بمشهد القيومية فيرى سائر التقلبات الكونية وتصاريف الوجود بيده سبحانه؛ فعند ذلك إذا وقع نظره على شيءٍ من المخلوقات دله على خالقه وبارئه بل يناديه كل شيءٍ من المخلوقات بلسان حاله أنا صنع الله الذي أتقن كل شيءٍ خلقه؛ فالسعيد كل السعيد والموفق كل الموفق من لم يلتفت عن ربه تبارك وتعالى يمينًا ولا شمالاً، ولا اتخذ سواه ربًا ولا وكيلاً ولا مدبرًا ولا ناصرًا ولا حبيبًا.. إلخ[5]. المصدر: مجمع الفوائد [1] من حاشية على مختصر المدارج (ص251). [2] مختصر المدارج (ص193). [3] مختصر المدارج(ص267). [4] مختصر المدارج (ص286). [5] مختصر المدارج (ص389).
__________________
|
|
#8
|
||||
|
||||
|
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(16) صالح بن عبدالله الرشيد فائدة: قال وهب كان لسليمان عليه السلام ألف بيت أعلاه قوارير وأسفله حديد، فركب الريح يومًا فمر بحراث يحرث فنظر إليه الحراث، فقال: لقد أوتي آل داود ملكًا عظيمًا، فحملت الريح كلامه فألقته في أذن سليمان عليه السلام، قال: فنزل حتى أتى الحراث، وقال: إني سمعت قولك وإنما مشيت إليك لئلا تمنى ما لا تقدر عليه، لتسبيحة واحدة يقبلها الله تعالى منك خير مما أوتي آل داود، فقال الحراث: أذهب الله همك كما أذهبت همي[1]. فائدة: قال وهب بن منبه: إن الله تعالى دارًا في السماء الرابعة يقال لها البيضاء فيها أرواح المؤمنين، فإذا مات الميت من أهل الدنيا تلقته الأرواح فيسألونه عن أخبار الدنيا كما يسأل الغائب أهله إذا قدم عليهم[2]. فائدة: سئل ابن خزيمة: من أين أوتيت العلم؟ فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ماء زمزم لما شرب له" وإني لما شربت سألت الله علما نافعا[3]. فائدة: قال أبو عيسى الترمذي لما صنفت هذا الكتاب وعرضته على علماء الحجاز والعراق وخراسان فرضوا به، ومن كان هذا الكتاب - يعني الجامع - في بيته فكأنما في بيته نبي يتكلم[4]. فائدة: الحبلي، الإمام الشهيد قاضي مدينة برقة، محمد بن الحبلي. أتاه أمير برقة، فقال: غدًا العيد، قال: حتى نرى الهلال، ولا أفطر الناس، وأتقلد إثمهم، فقال: بهذا جاء كتاب المنصور- وكان هذا من رأي العبيدية يفطرون بالحساب، ولا يعتبرون رؤية - فلم ير هلال، فأصبح الأمير بالطبول والبنود وأهبة العيد. فقال القاضي: لا أخرج ولا أصلي، فأمر الأمير، رجلاً فخطب. وكتب بما جرى إلى المنصور، فطلب القاضي إليه، فأحضر، فقال له: تنصل، وأعفو عنك، فامتنع، فأمر، فعلق في الشمس إلى أن مات، وكان يستغيث العطش، فلم يسق. ثم صلبوه على خشبة. فلعنة الله على الظالمين[5]. فائدة: قال الإمام الصبغي: رأيت في منامي كأني في دار فيها عمر، وقد اجتمع الناس عليه يسألونه المسائل، فأشار إلي: أن أجيبهم، فمازلت أسأل وأجيب وهو يقول لي: أصبت، امض، أصبت امض، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما النجاة من الدنيا أو المخرج منها؟ فقال لي بإصبعه: الدعاء، فأعدت عليه السؤال فجمع نفسه كأنه ساجد لخضوعه. ثم قال: الدعاء[6]. فائدة: قال إبراهيم الحربي: ليس كل غيبة جفوة ولا كل لقاءٍ مودة؛ وإنما هو تقارب القلوب. فائدة: يقول سليمان المسيطير يقول أبو عبد الرحمن فهد العبيد وبيده تمرة: والله ما نستحق هذه التمرة - يعني على الله -. فائدة: وكان يذكر عن الأوزاعي أنه قال: ثلاثة لا حساب عليهم في مطعمهم: المتسحر، والصائم حين يفطر، وطعام الضيف[7]. فائدة: في تحفة الأحوذي شرح الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم بينهن بسوء عدلن له بعبادة ثنتي عشرة سنة"[8]. المصدر: مجمع الفوائد [1] حلية الأولياء (ج4/ص59). [2] حلية الأولياء (ج4/ص60). [3] مختصر سير أعلام النبلاء (ج3/ص1160). [4] مختصر سير أعلام النبلاء (ج3/ص1081). [5] مختصر سير أعلام النبلاء (ج3/ص1238). [6] مختصر سير أعلام النبلاء (ج3/ص1250). [7] جامع العلوم والحكم لابن رجب (ص193). [8] (ص298/ج2) ذكره الألباني في السلسلة الضعيفة وقال: ضعيف جدًّا، وهو عن عمر بن أبي خثعم قال الذهبي في ترجمته: له حديثان منكران هذا أحدهما.
__________________
|
|
#9
|
||||
|
||||
|
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(17) صالح بن عبدالله الرشيد فائدة: أول من أحدث الشرفات والمحراب والمنارات الأربع عمر بن عبدالعزيز في إمارة الوليد بن عبدالملك لما حج قدم المدينة فقال لأبان: أين بنياننا من بنيانكم؟ فقال أبان: بنيناه بنيان المساجد، وبنيتموه بنيان الكنائس[1]. فائدة: قال ابن القيم رحمه الله في مختصر المدارج: الدرجة الأولى/ أن تؤثر الخلق على نفسك في ما لا يخرم عليك دينًا، ولا يقطع عليك طريقًا - يعني إلى الله - ولا يفسد عليك وقتًا مع الله. قوله "ولا يقطع عليك طريقًا" أي لا يقطع عليك طريق الطلب إلى الله تعالى مثل أن تؤثر جليسك على ذكر الله وتوجهك وجمعيتك على الله فتكون قد آثرت على الله بنصيبك من الله وهذا عين الغبن. قال وكل سبب يعود عليك بصلاح قلبك ووقتك وحالك مع الله فلا تؤثر به أحدًا؛ فإن آثرت به فإنما تؤثر الشيطان على الله وأنت لا تعلم[2]. فائدة: قال رحمه الله: قول صاحب المنازل: لا يلح في الدعاء فإن ذلك يقدح في رضاه. قال إذا كان الداعي يلح في الدعاء بأغراضه وحضوضه العاجلة؛ أما إذا ألح على الله بما فيه سؤال رضاه والقرب منه فإن ذلك لا يقدح في مقام الرضا. وفي الأثر: إن الله يحب الملحين في الدعاء. فائدة: قال الشافعي رحمه الله: رضا الناس غاية لا تدرك فعليك بما فيه صلاح نفسك فالزمه. فائدة: قال حرب الكرماني في باب: إلى أين يرفع يديه في التكبير، من فتح الباري لابن رجب: ربما رأيت أحمد يرفع يديه إلى فروع أذنيه، وربما رفعها إلى منكبيه، وربما رفعهما إلى صدره، ورأيت الأمر عنده واسعًا. فائدة: وقد روي عن ابن عمر وغيره: استحباب رفع رأسه ووجهه إلى السماء أيضا مع التكبيرة للإحرام. خرجه حرب بإسنادٍ صحيح عن ابن جريج قال سألت نافعًا فقلت: أكان ابن عمر إذا كبر بالصلاة يرفع رأسه ووجهه إلى السماء؟ فقال: نعم قليلاً. اهـ[3]. فائدة: قال ابن القيم رحمه الله في مختصر المدارج: حقيقة التوبة ثلاثة. الندم على ما سلف منه في الماضي، والإقلاع عنه في الحال، والعزم على أن لا يعاوده. وهذه شروط التوبة، يندم ويقلع ويعزم. قال: (وأما اتهام التوبة) فلأنها حق عليه ولا يتيقن أنه أدى هذا الحق على الوجه المطلوب؛ فيخاف أنه ما وفى التوبة حقها، وأنها لم تقبل منه وأنها توبة علّة كتوبة أرباب الحوائج والمحافظين على منازلهم بين الناس، أو أنه تاب محافظة على حاله فتاب للحال لا خوفًا من ذي الجلال، أو أنه تاب طلبًا للراحة، أو اتقاء ما يخافه على عرضه وماله ومنصبه، أو لضعف داعي المعصية في قلبه وخمود نار شهوته، ونحو ذلك من العلل التي تقدح في كون التوبة خوفًا من الله وتعظيمًا لحرماته وإجلالاً له وخوفًا من سقوط المنزلة عنده. ومن اتهام التوبة أيضًا: ضعف العزيمة والتفات القلب إلى الذنب الفينة بعد الفينة وتذكر حلاوة مواقعته فربما تنفس وربما هاج هائجه. ومن اتهام التوبة طمأنينته ووثوقه من نفسه بأنه قد تاب حتى كأنه أعطي منشورًا بالأمان[4]. فائدة: في صفة جلسة الاستراحة روايات ثلاث. أحدها: كالجلسة بين السجدتين. والثانية: على قدميه وإليتيه. والثالثة: على قدميه ولا يلصق إليتيه بالأرض[5]. فائدة: قال ابن القيم رحمه الله في مختصر المدارج: فاحذر كل الحذر أن تسأله شيئًا معينًا خيرته وعاقبته مغيبةٌ عنك؛ فإذا لم تجد من سؤاله بدًا فعلقه على شرط علمه تعالى فيه الخيرة، وقدم بين يدي سؤالك الاستخارة استخارة من لا علم له بمصالحه ولا قدرة له عليها ولا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا. فائدة: وقال رحمه الله: وبالجملة فمن قرئ عليه القرآن فليقدر نفسه كأنما يسمعها من الله يخاطبه به فإذا حصل له مع ذلك السماع - له وبه وفيه - ازدحمت معاني المسموع ولطائفه وعجائبه على قلبه وازدلفت إليه بأيها يبدأ فما شئت من علمٍ وحكمةٍ وتعرفٍ وبصيرة وهداية وعبرة، إلى غير ذلك، وأما الوقوف على الغاية في كل حين فهو التطلب والسفر إلى الغاية المقصودة بالمسموع الذي جعل وسيلةً إليها، وهو الحق سبحانه وتعالى؛ فإنه غاية كل مطلب وأن إلى ربك المنتهى، وليس وراء الله مرمى، ولا دونه مستقر، ولا تقر العين بغيره البتة، وكل مطلوب سواه فظل زائل وخيال مفارق مائل وإن تمتع به صاحبه فمتاع الغرور. اهـ [6]. المصدر: مجمع الفوائد [1] منسك إبراهيم الحربي (368). [2] (ص239). [3] من شرح البخاري لابن رجب (ج4/301). [4] مختصر المدارج (ص51). [5] الإنصاف (ج2/ ص72). [6] مختصر المدارج (120).
__________________
|
|
#10
|
||||
|
||||
|
بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(18) صالح بن عبدالله الرشيد فائدة: باب اسم الله الأعظم: 1- اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. 2- اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم.[1] 3- ï´؟ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ï´¾ [البقرة: 163]. 4- ï´؟ الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ï´¾ [آل عمران:1، 2]. 5- ï´؟ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ï´¾ [الأنبياء: 87]. دعوة ذي النون. فائدة: قال ابن عباس - رضي الله عنه - في قوله تعالى ï´؟ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ï´¾ [البقرة: 255]، قال علمه. وعنه أيضا قال سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى ï´؟ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ï´¾ [البقرة: 255]، قال ï´؟ كُرْسِيُّهُ ï´¾ موضع قدميه والعرش لا يقدر قدره إلا الله - عز وجل. وروى ابن جرير من طريق جويبر عن الحسن البصري أنه كان يقول الكرسي هو العرش والصحيح أن الكرسي غير العرش. اهـ من تفسير ابن كثير [2]. فائدة: قال في الإنصاف: لو أدرك ركعتين من الرباعية المعادة لم يسلم مع إمامه بل يقضي ما فاته. نص عليه وهذا الصحيح من المذهب. وقال الآمدي: له أن يسلم. وقال في كشاف القناع: والمسبوق في المعادة يتمها؛ فلو أدرك من رباعية ركعتين قضى ما فاته منها ركعتين ولم يسلم معه. نصا لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وما فاتكم فأتموا"، وقيل يسلم معه. إ هـ[3]. فائدة: قال في حاشية الروض ويحرم على الذكر استعمال منسوج بذهبٍ أو فضة. وقال الشيخ: لما ذكر علم الحرير، وفي العلم الذهب نزاع بين العلماء والأظهر جوازه أيضا؛ فإن في السنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن لبس الذهب إلا مقطعا. وحكى في موضعٍ أربعة أقوال؛ ثم قال الرابع وهو الأظهر: أنه يباح يسير الذهب في اللباس والسلاح؛ فيباح طراز الذهب إذا كان أربعة أصابع فما دون. وقال أبو بكر: يباح. واختاره المجد وهو رواية عن أحمد ولأنه يسير أشبه الحرير ويسير الفضة[4]. فائدة: قوله وسرائرهم مصونة - يعني مستورة - لم يكشفوها لمن انبسطوا له وإن كان البسط يقتضي الإلف واطلاع كل من المتباسطين على سر صاحبه؛ فإياك ثم إياك أن تطلع من باسطته على سرك مع الله ولكن اجذبه وشوقه للخير واحفظ وديعة الله عندك لا تعرضها للاسترجاع. إ هـ من مختصر المدارج[5]. فائدة: قال ابن كثير على قوله تعالى: ï´؟ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ï´¾ [البقرة: 222]، مفهومه حل قربانهن إذا انقطع الدم وقد قال به طائفة من السلف. قال مجاهد وعكرمة وطاووس: انقطاع الدم يحلها لزوجها لكن بأن تتوضأ[6]. فائدة: قال ابن القيم رحمه الله فصل: منزلة الغيرة. ثم قال بعد كلام سبق: وغيرة العبد لربه نوعان: غيرة من نفسه أن لا يجعل شيئًا من أعماله وأقواله وأحواله وأوقاته وأنفاسه لغير ربه. وغيرةٌ من غيره؛ وهي أن يغضب لمحارمه إذا انتهكت ولحقوقه إذا تهاون بها المتهاونون.. إلى أن قال: وأما تدارك قوته فيغار ببذلها في الطاعة قبل أن تتبدل بالضعف فهو يغار عليها أن تذهب في غير طاعة الله ويتدارك قوى العمل الذي لحقه الفتور بأن يكسوه قوة ونشاطا غيرة له عليه[7]. فائدة: ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية ترجمة أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه -، ثم قال: فصل: ومن مناقبه الكبار وحسناته العظيمة أنه جمع الناس على قراءة واحدة[8]. وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في المدارج: قرة عين المحب ونعيمه ولذته ونعيم روحه في طاعة محبوبه بخلاف المطيع كرهًا يرى أنه لولا ذلّ قهره وعقوبة سيده لما أطاعه بخلاف المحب.. الخ. فائدة: ابن خطل إنما أبيح قتله يوم الفتح؛ لأنها مباحة للنبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الساعة. فائدة: قال ابن القيم رحمه الله في المدارج: ومنها أن كل قدرٍ يكرهه العبد لا يلائمه؛ لا يخلو إما أن يكون عقوبة على ذنب فهو دواء لمرض لولا تدارك الحكيم إياه بالدواء لترامى به المرض إلى الهلاك أو يكون سببًا لنعمة لا تنال إلا بذلك المكروه؛ فالمكروه ينقطع ويتلاشى وما يترتب عليه من النعمة دائمٌ لا ينقطع فإذا شهد العبد هذين الأمرين انفتح له باب الرضا عن ربه في كل ما يقضيه له ويقدره[9]. المصدر: مجمع الفوائد. [1] مجموعة التوحيد (ج2/ص735). [2] ص 685. [3] (ص 602 ج1). [4] حاشية الروض (ص 518 ج1). [5] (ص 283). [6] (ص 591 ج1). [7] المدارج (ص 326). [8] (ج7 ص 216). [9] مختصر المدارج (ص 209).
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |