قصة فتاة مع الادمان .

[achtar]

فتاة عناة الامرين في صغرها وكبرها . دخلت دوامة الحزن و الاسى فلم تجد سوى الادمان حلا للخروج من همها ومحو حزنها .
تسرد هذه الفتاة قصتها قائلة :
"انا فتاة لم اتجاوز بعد ربيعي 18 , عشت في اشبه ما يكون حلبة مصارعة حرة ., فمنذ نعومة اظافري و المشاكل تنهال علي كالسنداد .
اولا سرقت طفولتي و اتلفت جوهرتي , فقد تعرضت للاغتصاب من اقرب الناس الي , شخص طالما وثقت به لكنه خان ثقتي وثقة والدي به و فعل ما فعل و انا ابنة الخمس سنوات .
ثم تاتي مشاكل والدي في الدرجة الثانية فصراعاتهم اللامنتهية استطاعة ان تزرع بي العدوانية والنفور و جعلت الخوف رفيقي اينما ذهبت وحللت . و لازلت اتذكر ايضا معملة اصدقائي السيئة لي رغم انني لم اكنت اقل منهم في شيئ , الا انهم كانوا دائما يبعدوني عنهم . ومن ثم ياتي عامل الحب والهيام ففي مراهقتي التي لم تنتهي وقعت في حب احد اقرابائي و تمنيت لو يكون شريك حياتي وهذا ما كان سيحدث ففقد تقدم لخطبتي لكن الطامة ان والدي رفضا عريس الغفلة وفارس احلامي , حينها بدا الحزن يشق طريقه الى قلبي وجهز التشاؤم نفسه ليستقر في عقلي فلم ارى امامي سوى السواد والظلام لم ارى سوى احلامي تنهار وآمالي تتلاشى , فكرت مرار في الانتحارا لكنها كانت فكرة مع وقف التنفيذ , فبدات في التدبير والتخطيط لشيئ يخرجني من هذ الدوامة القاسية فلم اجد حلا سوى الادمان نعم فانا مدمنة في بادئ الامر تعاطيت لجرعات بسيطة من المخدر وانقطعت لكننني رجعت اليه لاني لم استطع الابتعاد عنه . وفي احد الايام قررت التعاطي الى اغلى واغنى مخدر وهذا ما فعلته فبعد ان ذقته طرت ولم اعد اعي مابي بعدها لم استطع الاستغناء عنه ولو لحظة . ثم انتقلت الى انواع اخرى ساعدتني على نسيان ما انا به من هم وفتحت امامي افقا جديدة للحياة , رغم ان هناك مشاكل اخرى اواجهها الا اني اتناساها بفقل جرعاتي , وبوقوف شخص اخر الى صفي استطيع الوقوف والثبات اكثر , ربما يستغرب البعض لما اقول . لكني استوقفكم واقول ما ذنبي اذا ادمنت.
لم ارتكب جريمة اعاقب عليها فالادمان حرتي الشخصية .
وانا اقولها وبملئ فاه انا مدمنة
ولا احد له الحق في انتقادي .
لا احد يمكنه صدي ومنعي .
نعم
لن اسمح لاحد من منعي .
فانا مدمنة.
.
.
.
.
.
.
. مدمنة على صلاتي التي خدرت شيطاني وتمنعني من الفاحشة .
انا مدمنة على ارتداء حجابي الذي يسترني ويستر عوراتي حجابي الذي يخدر الناظر الي فيجعله تلقائيا يغض بصره.
انا مدمنة على ذكر الله سبحانه وتعالى الذي يخدر شيطاني .
انا مدمنة على عبادة الله فبها انتقل من الهم والغم الى الفرح والسعادة . بها ادمر التشاؤم واحي التفاؤل.
هل من معترض على ادماني هذا ."
هكذا تكمل فتاتنا قصتها .
ملاحظة يمكن ان يعترض البعض على استعمالي لكلمة مخدر فالعبادة لا تخدر وانما توعي وتوقض لكن ارتايت ان استعمل هذا التعبير المجازي للسعادة التي يلقاها العابد الحق عندما يوفي فروضه وعبادته.