صرخة .. نصرة لنبينا كتبه : أحمد عشوش - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4564 - عددالزوار : 1382865 )           »          5 حاجات خلى بالك منها قبل شراء شفاط المطبخ.. احذر من مستوى الضوضاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          طريقة عمل كيك آيس كريم بخطوات بسيطة.. لو عندك حد عيد ميلاده قرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيف تجعل طفلك يتمتع بشخصية مستقلة؟.. 5 خطوات هتساعدك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          وصفات طبيعية لعلاج تقشر اليدين.. خليهم زى الحرير وأنعم كمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          جددى إطلالتك الكلاسيكية بـ 5 رسومات عيون مميزة ومناسبة للصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          إزاى تستغلى الصيف والحر وتخسرى وزنك الزائد؟.. 4 خطوات هتساعدك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          طريقة عمل تشيز كيك الزبادى بالفراولة بدون فرن.. حلوى خفيفة وسريعة التحضير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          5 أطعمة تحافظ على رشاقة جسمك وزيادة كولاجين بشرتك.. خليها فى روتينك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          طريقة عمل سلطة المانجو والأفوكادو مع صوص الليمون.. انتعاش فى لقمة صغيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم
التسجيل التعليمـــات التقويم

الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-06-2012, 07:34 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صرخة .. نصرة لنبينا كتبه : أحمد عشوش

  #2  
قديم 17-06-2012, 06:31 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صرخة .. نصرة لنبينا كتبه : أحمد عشوش

شيوخ السلفية والإخوان فى غيهم يعمهون..لم يبالوا بنبى يُهان ولا أمة مقهورة ترسف فى أغلال العبودية بل

هم من يجعلونها أكثر سجنا وقهرا..


شيوخ السلفية لا يبالون ولا يردون ولا نجد منهم صوتا إلإ عندما يتكلم أحد على مشائخ النفاق وعمائم العمالة ..


شيوخ السلفية لا يردون على عباد الصليب عندما يسبون نبينا ولكنهم يفلحون فى الرد على المجاهدين

بل ويطعنون فى جهادهم وقتالهم فى سبيل الله ..


شيوخ السلفية لا يفلحون إلا فى إسباغ الشرعية على الطواغيت وتحريم الخروج عليهم ونبذ من يحاول إزالتهم بأقذع الألفاظ والشتائم..


ألا خابوا وخسروا

يا مسلمون..

حتام تُقض المضاجع وتنهمر المدامع، وتهانون شر إهانة؛ فتحوقلون وتغمضون عيونكم وكأنها رمية من غير رامي؟!

وبعد هذا العار قولي لي يا أمتي؛ متى تنفضين غبار الذل متى تكسرين قيود الخنوع.. متى تنزعين أغلال العبودية..

أين النصرة يا مسلمون لنبيكم؟؟!!
  #3  
قديم 17-06-2012, 06:50 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صرخة .. نصرة لنبينا كتبه : أحمد عشوش

الصارم المسلول على شاتم الرب أو الدين أو الرسول






الكاتب : أبو محمد المقدسي






طباعة








مستفاد من كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية "الصارم المسلول على شاتم الرسول"
اعلم - جَنَّبنا الله وإياك سبل الغي والضلال - أنّ جريمة سبّ الربّ أو الدين أو الرسول صلى الله عليه وسلم جريمة عظيمة نكراء تشمئز منها قلوب الموحّدين الذين قدروا الله حق قدره.. ولقد رأيناها انتشرت في ظل دول الكفر هذه بسبب قوانينها التي تُعاقب من طعن في ملوكها وأُمرائها عقوبات بالغة وتتهاون بل تترك من يسب ملك الملوك وجبار السموات والأرض، وتطبيقات هذا موجودة واضحة في محاكمهم يعرفها قضاتهم، ومن أكبر الأدلة على ذلك أنّ سبّ ملوكهم لا تتولى المحاسبة عليه ابتداء جهة غير المخابرات أو أمن الدولة ونحوها، بخلاف جريمة سبّ الله العظيم ودينه القويم التي تفشَّت في دولهم وبين مخابراتهم وأمنهم وفي محاكمهم وبين قُضاتهم أنفسهم وقلَّما يُنفذ فيها عقوبة من عقوباتهم الهزيلة أصلاً.

هذا مع أنّ ساب الله أو الدين أو الرسول صلى الله عليه وسلم كافر مرتد تَبِينُ عنه زوجته إن كانت مسلمة ويحبط عمله كلّه إن مات على ذلك ولا يُدفن في مقابر المسلمين ومأواه جهنّم وبئس المصير؛ سواء قال ذلك مازحاً أو جاداً، سواء استحله وسواء فعله في حال الغضب أو الهدوء، ودمه وماله حلال سواء كان ممن ينتسب إلى الإسلام أو كان ذمياً أو معاهداً من اليهود أو النصارى أو غيرهم، وسواء كان رجلاً أو امرأة، والأدلة على ذلك كثيرة استوعب أكثرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه "الصارم المسلول على شاتم الرسول".

1) منها قوله تعالى: {إنّ الذين يُؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً}:

وساب الله أو دينه أو رسوله يدخل في هذا؛ والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري: (من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله. فقام محمد بن مسلمة فقال: أنا يا رسول الله، أتحب أن أقتله؟ قال: نعم)، وكعب هذا كان معصوم الدم بالعهد، فلما صدر منه هجاء وسبّ للنبي صلى الله عليه وسلم وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قد آذى الله ورسوله، وبالتالي عامله معاملة المحارب فأباح دمه مع أنه كان معصوماً.

وفي هذا أيضاً وعيد للنصارى ونحوهم من الكفار من أهل الملل الأخرى الذين قد يتجرؤن على سبّ ديننا أو ربنا أو رسولنا صلى الله عليه وسلم، لأنّ كعب بن الأشرف كان يهودياً معاهداً وقد قتله المسلمون اغتيالاً عندما سبّ الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن باب أولى أن يُقتل النصراني الساب لله أو الرسول صلى الله عليه وسلم أو الدين وهو غير معاهد ولا ذمي ولا يعطي الجزية ولا يعرف الصغار.

والله عز وجل في الآية السابقة قد لعن من فعل مثل هذا الفعل في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً.

وهذا كما ذكر شيخ الإسلام في الصارم المسلول؛ لا يكون إلا للكفار، لأنّ اللعنة الطرد من رحمة الله ومن طرده الله من رحمته في الدنيا والآخرة لا يكون إلا كافراً دون شك.

وكذلك توعّده (بالعذاب المهين) يدل على كفره لأنّ المؤمن العاصي قد يتوعده الله بالعذاب العظيم أو الأليم لكن (المهين) لم يرد في القرآن إلا في حق الكفار، وقد قال تعالى:{ومن يُهنِ اللهُ فما له من مكرم}، فهذا كلّه يدل على أنّ ساب الربّ أو الدين أو الرسول صلى الله عليه وسلم كافر مرتد.

2) ومن ذلك قوله تعالى: {لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون}:

ففي هذه الآية أنّ الله تعالى خوّف المؤمنين من رفع أصواتهم فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم لأنّ ذلك قد يُؤدي إلى حبوط العمل الذي لا يكون إلا بناقض من ناقض الإسلام، قال تعالى: {لئن أشركت ليحبطن عملك}، بخلاف حبوط العمل في عبادة بعينها لنقص شرط أو نحوه، فإذا كان من رفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم يُخشى عليه من الكفر المؤدي إلى حبوط العمل، فكيف بمن سبّ دينه أو من أرسله، لاشك أنّ فاعل هذا يحبط عمله ويكفر من باب أولى.

3) ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: {ولئن سألتهم ليقولن: إنّما كنا نخوض ونلعب قل: أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعفُ عن طائفة منكم نُعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين}:

فهذا نص قاطع بأن المستهزئ بالله أو بشيءٍ من دينه أو برسوله كافر مرتد بعد إيمانه، فسبّ الله أو الرسول صلى الله عليه وسلم والطعن في الدين من باب أولى، سواء كان جداَ أم عن هزل ولعب، إذ هذه الآيات نزلت في قومٍ كانوا قد خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد في غزوة تبوك فصدر منهم بعض الاستهزاء بصحابته القراء.. فلما نزلت فيهم هذه الآيات أخذوا يعتذرون من النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون: (إنما كنا نتحدث حديث الركب - أي المسافر - نقطع به الطريق) أي: إنما كنا نتمازح ونلعب لنقطع بذلك تعب السفر وطوله ولم نقصد بذلك أو نتعمد أو نعتقد الكفر، فلم يقل الله لهم: كذبتم بل تعمدتم أو اعتقدتم ولذلك كفرتم.. بل قال: {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } أي: بفعلكم هذا ولو لم يكن عن اعتقاد أو تعمد الخروج من الدين.

فكفّرهم سبحانه لما صدر منهم ذلك رغم أنهم كانوا يصلون ويصومون وقد خرجوا للجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فليحذر المسلم إن كان حريصاً على سلامة دينه من هذه المهالك وأصحابها.

ولا يجوز أن يقول؛ أنا ولله الحمد لا أسب أو أطعن أو أستهزئ بشيءٍ من دين الله ثم يُجالس ويُؤاكل ويُقاعد ويُلاعب ويُمازح ويُرافق من يفعل ذلك ويبش في وجهه أو يكرمه.. بل الواجب أن يزجره وأن ينهاه ويُظهر الغضب في وجهه، وإن كان مجلساً فليُفارقه إن لم يقدر على إنكار ما فيه من طعن أو سبّ في دين الله وإلا كان شريك أهله بالكفر عياذاً بالله، قال تعالى: {وقد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إنّ الله جامع المنافقين والكافرين في جهنّم جميعاً}.

وتأمل كيف هدد الله المنافقين الذين يسمعون مسبته ومسبة دينه ورسوله صلى الله عليه وسلم من الكفار ثم لا يُفارقونهم أو يُنكرون عليهم بل يُجالسوهم ويُؤاكلونهم ويُقاعدونهم، فالله يتوعدهم بأن يجمعهم كذلك في جهنّم جميعاً.

فليحذر المسلم على دينه من هذه الجريمة النكراء وأهلها الذين يسبون ويُبارزون ويُحاربون خالقهم ورازقهم ليل نهار، مع أنّ نعمه عليهم ظاهرة وباطنة لا تُعدّ ولا تُحصى وخيراته تتنزل عليهم ليل نهار، بينما في المقابل يهتفون ويُغنّون ويُصفّقون ويُتابعون جلاديهم من كفرة الحكام المحاربين لدين الله المعطّلين لشريعته المحكّمين والمشرّعين للقوانين الوضعية الكافرة، والذين يسومونهم سوء العذاب ولا يأتيهم منهم إلا كلّ ذل وهوان وأكل للأموال ونهبٍ للخيرات.. فسحقاً سحقاً لمن بدّل وغيّر.

إنّ الله أمرنا بتوحيده وتنزيهه وتعظيمه وعبادته وحده لا شريك له وأن نكفر ونبرأ من كلّ طاغوت ومعبود غيره، {فبدّل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم} فحاربوه سبحانه وسبوه وسبوا دينه ووالوا أعداءه الطواغيت وعظموهم ونزّهوهم وسبّحوهم بكرةً وعشياً.

فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور...

أبو محمد عاصم المقدسي

  #4  
قديم 17-06-2012, 07:23 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صرخة .. نصرة لنبينا كتبه : أحمد عشوش

قاتلوا أئمة الكفر؛ لعلهم ينتهون

للإمام أسامة بن لادن رحمه الله وتقبله في الشهداء ورفع الله منزلته في عليين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإلى الأمة الإسلامية عامة...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حديثي هذا إليكم لمواصلة الحث والتحريض لنصرة رسولنا صلى الله عليه وسلم ولمعاقبة أصحاب الجريمة النكراء التي ارتكبها بعض الصحفيين من الصليبيين أو من الزنادقة المرتدين بالإساءة إلى سيد الأوليين والآخرين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

لقد جاءت الآيات الكريمات والأحاديث النبوية الشريفة مبينة ما يجب لرسول الله صلى الله عليه وسلم من محبة وتكريم وإتباع وتعظيم فقد حرم الله تبارك وتعالى أذاه، فقال في القرآن العظيم: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}.

وقد ثبت في الصحيح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: (والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين).

وقد أجمعت الأمة على ردة وقتل من تعرض له بالشتم أو التنقص.

قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله: (إن سب الرسل صلى الله عليهم وسلم والطعن فيهم ينبوع جميع أنواع الكفر وجماع جميع الضلالات وكل كفر ففرع منه) اهـ

وقال القاضي عياض رحمه الله: (من شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء على طريق السب له والازدراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغض منه أو العيب له فهو ساب له والحكم فيه حكم السّاب له) اهـ

وقال الإمام أحمد رحمه الله: (من شتم النبي صلى الله عليه وسلم أو انتقصه مسلماً كان أو كافراً فعليه القتل) اهـ

فالزنادقة والملحدون الذين يطعنون في الدين ويغمزون ويسيئون إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد وضح حالهم وحكمهم الإمام ابن القيم رحمه الله، ووضح أن جريمة الزنديق أغلظ الجرائم وأن مفسدة بقائه بين أظهر المسلمين من أعظم المفاسد وأنه يُقتل ولا تُقبل توبته.

فكان مما قال: (فإن الزنديق هذا دأبه دائماً، فلو قُبلت توبته لكان تسليطاً له على بقاء نفسه بالزندقة والإلحاد وكلما قُدِرَ عليه أظهر الإسلام وعاد إلى ما كان عليه، ولا سيما وقد علم أنه آمِنٌ بإظهار الإسلام من القتل، فلا يَزَعُهُ خوفه من المجاهرة بالزندقة والطعن في الدين ومَسَبَّة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلا ينكف عدوانه عن الإسلام إلا بقتله، وأيضاً فإن مَنْ سَبَّ الله ورسوله فقد حارب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وسعَى في الأرض فساداً، فجزاؤه القتل حداً، والحدود لا تسقط بالتوبة بعد القدرة؛ اتفاقاً) اهـ

وأذكر نفسي وإياكم بأفعال الأطهار الأبرار الجنود الأول للإسلام الصحابة الكرام رضي الله عنهم لنتشبه بهم في نصرة الدين وإن التشبه بالكرام فلاح.

فقد روى أهل السنن وكذلك أهل السير حادثة شعر كعب بن الأشرف الذي نال به من رسولنا صلى الله عليه وسلم فلما بلغ ذلك لرسولنا صلى الله عليه وسلم قال: (من لي بكعب بن الأشرف فقد آذى الله ورسوله)، عند ذلك قام محمد بن مسلمة فقال: (أنا يا رسول الله، أتحب أن أقتله؟)، قال: (نعم).

الله أكبر... الله أكبر ما أسرع استجابتهم لنصرة الله ونصرة رسوله صلى عليه الله وسلم، الله أكبر ما أعظم إيمانهم ويقينهم وما أعلمهم وما أفقههم، فقد كان عالماً رضي الله عنه؛ أن دواء من يؤذي الله ورسوله القتل بدون مقدمات.

لا كما يفعل الدعاة المنهزمون اليوم الذين ما ذهبوا إلى الصليبيين مقاتلين وإنما ذهبوا محاورين، أمثال هؤلاء يميعون الدين فاحذروهم، نعم؛ إن منهجهم مخالف للمنهج القويم، فمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يحب قتل كعب بن الأشرف ويحب قتل كل من آذى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، نعم؛ إن قتل هؤلاء أمر يحبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد أمر الله تعالى به وحرض عليه رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ}، فبالقتال ينتهون عن الطعن في الدين.

قال ابن القيم رحمه الله عند هذه الآية: (كل من طعن في ديننا فهو إمام في الكفر) اهـ.

فكم من إمام للكفر اليوم في بلاد المسلمين؟! وكم من أتباع لكعب بن الأشرف في جزيرة العرب؟! كم منهم كُتّاب في الصحف وممثلين ومذيعين في وسائل الإعلام؟!

وهنا ينبغي التنبيه؛ أنه لا يجوز للمسلم أن يستمع إلى أي برنامج فيه حوار مع الزنادقة أو إلى أي تمثيل فيه استهزاء بالدين وبالمتدينين، فإن ذلك من أكبر الكبائر.

وكم من هؤلاء الزنادقة وزراء ومن دونهم؟!

وعلى رأسهم وزير العمل في بلاد الحرمين غازي القصيبي، ومن يريد فتوى رسمية بكفره وردته فقد أفتى بذلك المفتي العام السابق الشيخ عبد العزيز بن باز، كما أفتى بكفر وردة الزنديق شملان العيسى في الكويت.


ومن هؤلاء الزنادقة؛ أحمد البغدادي في الكويت أيضاً.


وتركي الحمد في بلاد الحرمين، وقد أفتى بردة الأخير الشيخ حمود العقلاء وغيرهم كثير.

وقد حوى كتاب "الحداثة في ميزان الإسلام" أسماء كثير منهم، وكذا حذر الشيخ سعيد الغامدي منهم في أشرطة مسجلة.

والآن لنعد لإكمال قصتنا...

فإن محمد بن مسلمة رضي الله عنه أخذ معه بعض الأصحاب رضي الله عنهم، فذهبوا وقتلوا عدو الله كعب بن الأشرف، فعند ذلك فزعت يهود ومن معها من المشركين، فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين أصبحوا فقالوا: (قد طُرق صاحبنا الليلة، وهو سيد من ساداتنا، قُتل غيلة بلا جرم ولا حدث علمناه!)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه لو قرّ كما قرَّ غيره ممن هو على مثل رأيه ما اغتيل، ولكنه نال منا الأذى وهجانا بالشعر، ولم يفعل هذا أحد منكم إلا كان للسيف).

نعم، هذا هو حكم رسولنا صلى الله عليه وسلم في كل من يهجوه وفي كل من يتنقص من الدين ويستهزئ به.

فيا شباب الإسلام...

اتبعوا أمر الله تعالى وأمر رسولنا صلى الله عليه وسلم بقتل هؤلاء واقتدوا بمحمد بن مسلمة وأصحابه رضي الله عنهم، فبطن الأرض خير والله من ظهرها والزنادقة بيننا يستهزئون بديننا ونبينا صلى الله عليه وسلم، فاتقوا الله في أنفسكم وارضوا ربكم، ولا تشاوروا أحداً في قتل هؤلاء الزنادقة، واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان.

هذا بشأن الزنادقة المرتدين.

وسنبدأ الحديث عن الطاعنين في الدين من الكفار الأصليين:

لقد انتفض أبناء الأمة الإسلامية من مشرق الأرض لأقصى المغرب مستنكرين تلك الجريمة الكبرى، فجزا الله كل منكر لتلك الأعمال الكفرية خير الجزاء، ونسأل الله أن يتقبل من قتل منهم في الشهداء ونعاهد الله أن نثأر لهم من الحكومات التي سفكت دماءهم.

فقد تعالت بعض الأصوات في أمتنا؛ مطالبة الظالمين الكافرين في الغرب بأن يعتذروا اعتذاراً واضحاً صريحاً، ليتم إنهاء الأزمة - كما قالوا - والحقيقة أن الأمر أعظم وأخطر بكثير من أن ينتهي بتأسف أو اعتذار - على افتراض أنهم سيعتذرون - بل لا بد من معاقبة المجرمين ومعاقبة كل من آواهم أو تضامن معهم.

إن التعامل مع هذه الجريمة منفردة مجتزأَة عن السياق العام؛ يضر بالتصور الصحيح لمعرفة حجم العداء الذي يكنه الغرب لنا وحقيقة الحرب الصليبية التي تشن ضد أمتنا.

وحيث إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، لذا لابد من وضع هذه الجريمة في السياق العدواني العام الذي يمارس على أمتنا خلال العقود والسنوات الأخيرة، وبذلك يسهل علينا معرفة حقيقة حجم هذا الحدث.

وإن المتأمل للأحداث التي جرت خلال العقود الماضية والسنوات القريبة يشاهد بوضوح؛ بشاعة صورة الغرب وعظم كرهه لأمتنا، وفي هذا السياق جاء الحدث وتتابعت تداعياته، وكان من أبرزها إصرار حكومة الدنمرك على عدم الاعتذار - فضلاً عن معاقبة المجرمين - وامتناعها عن اتخاذ إجراءات تمنع تكرار مثل هذه الجريمة، ثم تضامن أمريكا والإتحاد الأوربي معها.

هذه الأحداث مع ما سبقها منذ غزوة مانهاتن أكدت على حقائق سابقة - لكن هذه المرة بوضوح وجلاء شديدين - فرغم الضجيج الإعلامي والدعاية الهائلة عن حقوق الإنسان والعدل والحرية؛ تبين من الأحداث السابقة أن هذه المعاني الجميلة سطحية الجذور عند الغرب، بل هي لا جذور لها عندهم إذا تعلق الأمر بالمسلمين، وإنما هي كريشة في مهب الريح تبحث هي لنفسها عن مكان تلجأ إليه هروباً من الغرب حتى لا يقوم باسمها بشنق وسحق تلك المعاني.

ولقد أكدت هذه الأحداث مع ما سبقها أن الغرب عاجز عن الاعتراف بالآخرين وحقوقهم فضلاً عن احترام عقائدهم ومشاعرهم، وأن الغرب مازال يعيش عقدة التفوق العنصري، فهو ينظر إلى بقية الشعوب باستكبارٍ من علٍ وأنه فوق والآخرين دون، هذه النظرة الدونية للشعوب مسيطرة عليهم فظلال ورواسب القرون الماضية يوم أن كانت الشمس لا تغيب عما يسمى بمستعمراتهم حيث جيوشهم الجشعة المحتلة للبلدان والماصة لخيرات الشعوب والمستعبدة لهم، هذه الظلال والرواسب مازالت مسيطرة عليهم، فالناس في نظرهم بيض وهم السادة وملونون وهم العبيد.

لذلك شرع في إنشاء الهيئات والتشريعات التي تحافظ على عقيدته الاستعبادية هذه للناس، فأنشأ "هيئة الأمم المتحدة" لهذا الغرض، وما حق "الفيتو" إلا دليل صارخ على هذا الأمر، وما هو إلا تكريس للدفاع عن هذه العقيدة المستبدة الظالمة التي تعتبر الجهاد في سبيل الله أو الدفاع عن النفس والوطن إرهاباً.

فإن أمريكا وأوربا تعتبران الجماعات المجاهدة في فلسطين والشيشان والعراق وأفغانستان جماعات إرهابية، فكيف يمكن الحوار والتفاهم مع هؤلاء بغير السلاح، وإن حكام منطقتنا يعتبرون أمريكا وأوربا أصدقاء وحلفاء ويعتبرون الجماعات المجاهدة ضد الصليبيين في العراق وأفغانستان جماعات إرهابية أيضاً، فكيف يمكن التفاهم مع هؤلاء أيضاً بغير سلاح، هؤلاء وهؤلاء الذين ينكرون علينا حقنا في الدفاع عن ديننا وأنفسنا؛ حاصل كلامهم جميعا،ً أن نخضع ولا نجاهد ونرضى بالعبودية لهم وهذا محال بإذن الله.

وإن من أعظم القضايا التي تظهر هذه المعاني جلية واضحة قضية فلسطين، فأي ظلم واعتداء وحقد أوضح من أن يتخذ التحالف الصليبي الصهيوني قراراً بتسليم فلسطين للصهاينة لتكون دولة لهم بعد أن قاموا بالمجازر فيها حتى شردوا كثيراً من أهلها، وبالمقابل جاؤوا باليهود من بلاد شتى ليوطنوهم في فلسطين، ولم يتوقف هذا الظلم والعدوان خلال العقود التسعة الماضية إلى يومنا الحالي، وكل محاولة لاسترجاع حقوقنا والانتصاف من الظالم الإسرائيلي فإن قيادة التحالف الصليبي الصهيوني تحول دون ذلك باستخدام ما يسمى بحق "الفيتو"، ومما يظهر ذلك أيضا رفضهم لحركة حماس بعد أن فازت في الانتخابات، مع تأكيدنا على ما نبه عليه الشيخ أيمن الظواهري من حرمة الدخول في المجالس الشركية، إلا أن رفضهم لحماس؛ أكد أنها حرب صليبية صهيونية ضد المسلمين.

ثم إني أقول توضيحاً لسيطرتهم على مجلس الأمن؛ إن الصليبية العالمية مع البوذية الوثنية هم أصحاب المقاعد الخمسة الدائمة، وهم أصحاب ما يسمى بامتياز حق "الفيتو" في ما يسمى بمجلس الأمن، فأمريكا وبريطانيا يمثلون النصارى البروتستانت، وروسيا تمثل النصارى الأرثوذكس، وفرنسا تمثل النصارى الكاثوليك، والصين تمثل البوذيين والوثنيين في العالم.

وأما العالم الإسلامي المتمثل بسبع وخمسين دولة ويشكلون خمس أهل الأرض، وهم أكثر من ربع دول الأمم المتحدة، وإن ولاية واحدة من ولايات إحدى الدول الإسلامية عدد سكانها أكثر من عدد سكان فرنسا أو بريطانيا - كولاية البنجاب في باكستان - بل إن ولاية واحدةً من إحدى الدول الإسلامية مساحتها أكبر من مساحة بريطانيا ومقاربة لمساحة فرنسا - كولاية دارفور في السودان - ومع ذلك فلا مقعد لهم في مجلس الأمن.

وأنا هنا لا أطالب بذلك فذلك ظلم وإنما أصف واقع الحال، فتلك هيئة كفرية يكفر من رضي بقوانينها وهي أداة لتنفيذ القرارات الصليبية الصهيونية، ومنها قرارات الحروب ضدنا وتقسيم واحتلال أرضنا.

إنها حرب صليبية صهيونية ضد المسلمين.

وماذا يعني هدم وإسقاط الدولة العثمانية بقية دولة الخلافة - على عِلاتها - وتقسيمها إلى عشرات الدول والدويلات والاستيلاء عليها، ثم عادت بريطانيا وفصلت السودان عن مصر، ثم عطفت مرة أخرى على السودان تسعى لفصل جنوبه وكونت فيه جيشاً من أهل الجنوب ودعمتهم بالمال والسلاح والخبرة ووجهتهم بالمطالبة بالانفصال عن السودان، ثم تبنت أمريكا هذا الجيش بالدعم المادي والمعنوي وعبر أدواتها الدولية كالأمم المتحدة وضغطت على حكومة الخرطوم بالتوقيع على اتفاقية ظالمة تسمح للجنوب بالانفصال بعد ست سنوات من توقيع الاتفاق.

وليعلم البشير وبوش؛ أن هذا الاتفاق لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به، ولا يلزمنا بمثقال ذرة، وليس لأحد مهما كان أن يتنازل عن شبر من أرض الإسلام، وسوف يبقى الجنوب جزءًا لا يتجزأ من أرض الإسلام بإذن الله ولو استمرت الحروب لعقود قادمة.

ثم لم تكتف أمريكا بكل هذه الفتن والجرائم، بل توجهت لإثارة فتن أخرى، وكان من أكبرها فتنة غرب السودان مستغلة بعض الخلافات بين أبناء القبائل وأثارتها حرباً شعواء فيما بينهم تأكل الأخضر واليابس تمهيداً لإرسال قوات صليبية لاحتلال المنطقة وسرقة نفطها، تحت غطاء حفظ الأمن هناك.

إنها حرب صليبية صهيونية مستمرة ضد المسلمين.

وبهذا الخصوص...

فإني أعزم على المجاهدين وأنصارهم عموماً وفي السودان وما حولها، بما في ذلك جزيرة العرب خصوصاً، أن يعدوا كل ما يلزم لإدارة حرب طويلة المدى ضد اللصوص الصليبيين في غرب السودان، وهدفنا واضح وهو الدفاع عن الإسلام وأهله وأرضه لا دفاعاً عن حكومة الخرطوم - وإن تقاطعت المصالح - فخلافنا معها عظيم ويكفي أنها تقاعست عن تطبيق الشريعة وفرطت في الجنوب.

وإني أحث المجاهدين؛ أن يتعرفوا على أرض وقبائل ولاية "دار فور" وما حولها، وقد قيل؛ "قتل أرضاً عالمها وقتلت أرض جاهلها"، مع العلم أن المنطقة مقبلة على موسم تكثر فيه الأمطار غالباً مما يعيق الحركة ويقطع الطرق الترابية، وهذا من الأسباب الرئيسة التي أخرت الاحتلال إلى ما بعد ستة أشهر قادمة، فينبغي السرعة والاستفادة من عامل الوقت بأقصى ما يمكن، مع الاهتمام بشكل خاص بتوفير كميات هائلة من الألغام والقناصات والمدافع المضادة للدروع كالأربيجي.

ثم ماذا يعني منع السلاح عن العزّل في البوسنة وترك الجيش الصربي يجزر المسلمين جزراً ويسفك الدماء وينتهك الأعراض لبضع سنوات، تحت غطاء وستار الأمم المتحدة.

إنها حرب صليبية صهيونية ضد المسلمين.

ثم ماذا يعني ضغط الدول الصليبية على إندونيسيا إلى أن فصلوا عنها تيمور الشرقية خلال أربع وعشرين ساعة بتهديد من الأمم المتحدة أيضا.

إنها حرب صليبية صهيونية ضد المسلمين.

وفي المقابل يتم التعامي عن قرار الأمم المتحدة الصادر قبل أكثر من نصف قرن والذي يعطي كشمير المسلمة الحرية في اختيار ما تشاء والاستقلال عن الهند، ويتم التغاضي خلال هذه الفترة عن مذابح الهندوس الفظيعة لمسلمي الهند وكشمير، بل بلغ الأمر أن بوش زعيم هذه الحملة الصليبية أعلن قبل أيام؛ بأنه سيأمر برويز مشرف - عميله المرتد - أن يغلق معسكرات المجاهدين الكشميريين، وبذلك يثبت ويؤكد بأنها حرب صليبية صهيونية هندوسية ضد المسلمين.

وبخصوص باكستان...

فإن بعض المسلمين قد أحسنوا بمساعدة إخوانهم الذين تضرروا من الزلزال فجزاهم الله خير الجزاء ولكن ينبغي كذلك مساعدة أبناء القبائل المسلمة البشتونية الحرة التي دمر زلزال الجيش الباكستاني بيوتهم في منطقة وزيرستان إرضاءاً لأمريكا.

أسأل الله أن يتقبل قتلاهم في الشهداء ويشفي جرحاهم ويبارك لهم في أنفسهم وذراريهم وأهلهم وأموالهم، وأسأل الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم أن يعاقب بوش وبرويز وجنودهما بما يستحقون، وأن يسخر من أسد الإسلام من يقتل غلام بوش في باكستان، إنه ولي ذلك والقادر عليه، قال الله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ}.

ثم ماذا يعني السكوت عن فظائع الجرائم الروسية داخل الشيشان وسحل المسلمين وتمزيق أجسادهم بربطهم بين العربات المجنزرة، وما يدعى بالعالم المتحضر يبارك ذلك كله بل ويدعمون ذلك سراً؟

إنها حرب صليبية صهيونية.

وماذا يعني إذلال المسلمين في الصومال وقتل ثلاثة عشر ألف مسلم من إخواننا هناك، وظهور عظم حقدهم وحضارتهم وهم يشوون إخواننا على النار - ولا حول ولا قوة إلا بالله –

إنها حرب صليبية صهيونية.

وإني أذكر المسلمين؛ أن يتقوا الله في أنفسهم وأحثهم على أن يتداركوا إخوانهم في القرن الأفريقي من المجاعة التي حلت بهم، فهذا أقل ما يقدمونه لهم.

ثم ماذا يعني تدمير البنية التحتية للعراق، وما أدراك ما العراق وما حصل فيها من مآسي، وماذا يعني استخدام اليورانيوم المنضب وحصار العراق لبضع سنين حتى مات خلالها أكثر من مليون طفل، مما أذهل وأفجع كل من زار العراق حتى من الغربيين أنفسهم؟

إنها حرب صليبية حاقدة.

ثم ماذا يعني أن يعيد احتلال العراق بخدع وأكاذيب وفعل فيها الأعاجيب من قصف ودمار وقتل وتشريد وسجن وتعذيب، وأنشأ فيها القواعد العسكرية الضخمة لإحكام سيطرته على المنطقة بأسرها؟ فاوعوا ما يحاك لكم.

إنها حرب صليبية صهيونية ضد المسلمين.

ثم ماذا يعني مواصلة الغزو الثقافي الإعلامي الخبيث بإنشاء محطات متلفزة وأخرى إذاعية موجهة إضافة لصوت أمريكا ولندن وغيرها لمواصلة الغزو الفكري ضد أمتنا ومحاربة عقيدتها وتغيير قيمها ونشر الخنا والرذيلة؟ بل وصل بهم الأمر إلى التدخل في المناهج الدراسية وتغييرها، وخاصة الدينية.

إنها حرب صليبية صهيونية.

وماذا يمكن أن نفسر موقف فرنسا من الحجاب ومنعه في المدارس وقسوتها المفرطة في معاملة الجاليات المسلمة، ثم عزمها على إنشاء محطة تلفزة في المغرب العربي لتحارب الصحوة الإسلامية هناك؟

إنها حرب صليبية صهيونية.

وبعد أن كتب الزنديق سلمان رشدي كتابه الذي يعتدي فيه على المقدسات الإسلامية؛ قامت رئاسة الوزراء البريطانية باستقباله، متحدية مستهزئة لدين المسلمين ومشاعرهم، ثم استقبله الرئيس الأمريكي الأسبق في البيت الأبيض، مع ما سمعتم من الإهانة المتعمدة للمصحف الكريم في سجن غوانتنامو، فماذا يمكن أن نفسر تلك الأفعال إلا أنه تشجيع على الاستهزاء بالإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم وتحريض على كراهية أتباعه، وما الرسوم المسيئة التي ننكرها اليوم إلا ثمرة من ثمار هذا التوجه العدواني في الغرب على أعلى المستويات فضلاً عما دونها، وإن ما ينشره عن الرسوم الكرتونية إنما هو يعبر عن رأي الشعب العام وما يجوش في صدورهم.

إنها حرب صليبية صهيونية.

هذا غيض من فيض وقليل من كثير، وإن كل فعل من هذه الأفعال منفرداً على حده يشير إلى أنها حرب صليبية صهيونية على أمتنا فكيف باجتماعها واجتماع غيرها علينا.

وإن من الاستخفاف بالناس والازدراء بهم أن يهزأ بمقدساتهم ثم تظهر تضامنك مع المستهزئ، ثم بعد ذلك تدعوا للحوار والتهدئة!

وإن من الاستهزاء بالناس واحتقارهم أيضاً؛ أن تكون طائراتكم ودباباتكم تدمر البيوت فوق رؤوس أهلنا وأطفالنا في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وباكستان، ثم تبتسموا في وجوهنا وتقولون؛ نحن لا نعادي الإسلام وإنما نعادي الإرهابيين، وندعوا إلى التعايش السلمي والحوار بدلا من صراع الحضارات!

والواقع يكذبهم فساسة الغرب لا يرغبون في حوار إلا من أجل الحوار لاستغفالنا وتخديرنا لكسب الوقت، ولا يريدون هدنة إلا من طرفنا نحن فقط.

فقد علمتم ردنا مؤخراً على استطلاعات الرأي عندهم بعرض هدنة بيننا وبينهم بعد انسحاب جيوشهم وكف أذاهم عنا، فرفضوا كل ذلك وهم مصرون على استمرار حملاتهم الصليبية ضد أمتنا واحتلال بلادنا ونهب خيراتنا واستعبادنا، فلا تغرنكم أقوالهم أو أقوال المنافقين أو المرتدين من بني جلدتنا أو أقوال الفاسقين المخذلين المثبطين المرجفين الذين ارتفعت أصواتهم جميعاً في الفترة الآخيرة.

فبعد أن انتفضت الأمة مستنكرة هذه الإساءة وارتفعت الأصوات لمقاطعة بضائعهم وازداد العداء لهم، فعند ذلك أعلن زعيم الحملة الصليبية بوش على الملأ مطالبته لعملائه في المنطقة - وخاصة الحكام - أن يبذلوا جهودهم لتهدئة الشعوب والتصدي لردود الأفعال هذه، فما كان من حكام العرب ومن يدور في فلكهم من الإعلاميين وعلماء ودعاة السوء؛ إلا أن قاموا بالاستجابة وسارعوا إلى التهدئة.

فقام المعروف بـ "مفتي الأمريكان" وأعلن على الملأ؛ أن أسف الصحفي الدانمركي يعتبر اعتذاراً كافياً! رغم أن الكل يعلم أنهم مصرون على باطلهم ولم يعاقبوا هؤلاء المجرمين ولم يتخذوا أي اجراء لمنع تكراره.

وبعد هذه الفتوة الضالة المضلة؛ قام بعض دعاة السوء يروجون لحصر المقاطعة مع الدنمرك فقط، والكل يعلم أن جميع أوربا وأمريكا قد نشرت كثير من صحفهم هذه الإساءات وأنهم متضامنون مع الدنمرك.

ويبرر هؤلاء الدعاة؛ للحكام قعودهم وخذلانهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يلزمهم حتى الدعوة إلى مقاطعة بضائعهم بحجج واهية، كقولهم؛ إن هناك اتفاقات تجارية بينهم! وتناسى هؤلاء أن محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والجهاد في سبيل الله أعظم من محبة الأموال والتجارة، ومن لم يكن الأمر عنده كذلك فقد توعده الله تعالى وحرمه الهداية وحكم عليه بالفسق، قال الله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}.

ثم بعد ذلك ظهر كبير حكام العرب ليهديهم سبيل الرشاد - كما زعم - فقال في حفل "الجنادرية"؛ بأن الأمة تتعرض لهجوم يستهدف شريعتها ورموزها، في إشارة إلى حملة الرسوم المسيئة إلى رسولنا صلى الله عليه وسلم، فشنف الناس آذانهم ينصتون مستمعين إلى الواجب الذي سيذكرهم به، وكان بعضهم يتوقع منه؛ أن يعبئ الأمة لنصرة دينها ونبيها صلى الله عليه وسلم بكل ما نملك والوقوف لصد هذه الهجمة، لكن هؤلاء فاتهم أن هذا يتعارض مع أوامر أمريكا وتعليماتها، التي تنص على أن يقوم بنفس الدور الذي قام به قبل غزو العراق حين كذب على الناس - كما تذكرون – وقال؛ ليس هناك حرب! ليبث الخنوع والذل والهوان في الأمة، واليوم العراق يذوق ويلات ذلك الخذلان وويلات ذلك الخداع والكذب والحرب.

فسار على نفس المنهج في هذه المسألة فقال بالحرف: (إنه يجب على أبناء الأمة ومفكريها على وجه الخصوص؛ أن يبرزوا الوجه الحقيقي للأمة وجه التسامح والعدالة والوسطية)، ثم يعيد ويؤكد بشكل لا يقبل اللبس؛ أنه ضد كل عمل لصد هذا العدوان والانتقام من مرتكبي تلك الجريمة، عندما قال؛ بأنه يدين فكرة الصدام بين الحضارات ويدعو إلى أن تحل محلها فكرة التعايش السلمي البناء!

أقول؛ إن هذه مغالطات كبيرة وعظيمة، فالصدام قائم بين الحق والباطل إلى قيام الساعة، ومن ذلك الصدام القائم منذ تسعة عقود، ولكن من حضارتهم ضد حضارتنا.

وإلا فماذا يعني بقاء فلسطين طوال هذه المدة تحت الاحتلال البريطاني ثم الإسرائيلي؟ ثم يطالبنا هؤلاء الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم وملتهم وأمتهم؛ أن نتجنب الصدام مع الذين يصدموننا في الليل والنهار - عليهم من الله ما يستحقون –

فتبرأوا منهم واحذروهم واحذروا كل من يدور في فلكهم، واعلموا أنه لا سبيل لدفع الظلم إلا بالمقاتلة والمدافعة، قال الله تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}، وقال تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}، وقال تعالى: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ}.

فموقفنا نحن من هؤلاء المستهزئين بنبينا عليه الصلاة والسلام، الذين أساؤوا إليه في تلك الرسوم:

أننا نطالب حكومتهم بتسليمهم لنا لنحاكمهم بشرع الله تعالى، طالما أنهم يقولون؛ "إنها حرية تعبير، وأن الحكومة غير مسؤولة عنهم، وأنما المسؤولية تقع على الصحيفة نفسها"، وهذا طلبنا من باب المعاملة بالمثل.

ونقول لهم:

إن نسيتم ذكرناكم بأنكم عندما أعلنتم أن أسامة بن لادن هو المتهم بضرب المصالح الأمريكية، أصدرتم قراراً من مجلس الأمن - تمت الموافقة عليه بالإجماع - بوجوب تسليم أسامة، رغم أنه لم يكن هناك دليل على ذلك، وبالتالي سلمونا من ثبت ارتكابه لهذا العمل، أم أنه إذا كان المتهم مسلماً فلا اعتبار للأخلاق ولا اعتبار للعقليات، وأما إذا كان المتهم أمريكي أو أوربي تلتمسون له الأعذار وتبررون تصرفاته المشينة؛ بأنها "حرية تعبير" وما شابه ذلك، وأن لكم حق في أخذ مواطنين مسلمين لتحاكموهم في بلادكم ولا يكون لنا حق أن نأخذ مواطنيكم لنحاكمهم في بلادنا؟!

فإن أبيتم؛ فإنما تؤكدون أنكم جنس آخر فوق البشر وفوق المحاسبة، وأن من حقكم أن تستعبدوا الآخرين.

ونذكركم أيضاً؛ أنه بعد الغزوة المباركة لنيويورك أعلنت أمريكا أنها ستهاجم أفغانستان، وقال بوش في ذلك الحين؛ أريد أسامة حياً أو ميتاً! وبدأت الحملة العسكرية الظالمة، قبل أن يظهر أي دليل على قيامنا بذلك العمل، ولم نكن قد صرحنا بعد بذلك، فمن الذي أعطاكم الحق بالهجوم على دولة ذات سيادة بدون دليل، وحين اشتدت وطأة الحملة الإعلامية وقتها وبدأت البارجات بالتحرك؛ سارع وزير الخارجية الأفغاني متوكل بالإعلان عن استعداده لتسليم أسامة، فما كان الرد إلا أن قلتم؛ إنه حتى وإن سلمتمونا أسامة فإننا لابد أن نهجم على أفغانستان.

هذا يدل بجلاء فاضح؛ أن الهجوم لم يكن بسبب وجود القاعدة في أفغانستان فقط، وإنما هو هجوم صارخ على الإسلام وتدمير الدولة الإسلامية الناشئة، وتابعتم جميع قياداتها بالمطاردة والقتل والسجن؛ مما دل بشكل قاطع على أنها حرب صليبية صهيونية ضد المسلمين.

ولئن وجد بوش وقتها من الأسباب ما يبرر بها لشعبه المستغفل غزو أفغانستان المسلمة بحكم أن بلاده هي التي ضربت، وتعلمون - كما ذكرت سابقاً - أننا ما ضربناهم إلا دفاعا عن أنفسنا ونصرة لإخواننا في فلسطين ولبنان وغيرها، فما دخل شعوب أوربا في هذه الحرب لتسارع بالانضمام تحت لواء بوش، فلم تنكر عليه ولم تمنعه، بل ازداد في أفغانستان الجنود الأوربيون من حلف "النيتو"، فما شأن هؤلاء؟!

ثم لو افترضنا أن الذي كان وراء "غزوة منهاتن" فرد من ألمانيا أو فرنسا، فهل كنتم ستوافقون على محاكمته قبل ظهور الأدلة؟ وهل كنتم ستنضمون مع بوش وزمرته إن اتخذت موقفاً كموقفها في الحرب من أفغانستان بضرب ألمانيا أو فرنسا؟!

بالتأكيد؛ الجواب بالنفي، وهذا يؤكد ازدواجية المعايير، ويؤكد حقدكم على الإسلام، وأنها حرب صليبية ضد المسلمين، وهو المطلوب إثابته.

ثم إني أقول: إن الحرب مسؤولية تضامنية بين الشعوب والحكومات، والحرب مستمرة والشعوب تجدد الولاء لحكامها وساستها وترسل أبناءها إلى الجيوش لقتالنا وتواصل الدعم المادي والمعنوي، وبلادنا تحرق وبيوتنا تقصف وشعوبنا تقتل، ولا يبالي بنا أحد، ويكفيكم مثالاً على الانتهاكات الصارخة على ملتنا وعلى إخواننا وبلداننا؛ ما قامت به حليفتكم إسرائيل من اقتحام وهدم لسجن أريحا بتواطؤٍ مع أمريكا وبريطانيا.

وخلاصة القول:

فالحرب قائمة للنيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه وأمته، فيجب أن يكون استعداد المسلمين وجهادهم وأعمالهم على مستوى هذه الأحداث.

فما الواجب على أمتنا تجاه هذه الحملة الصليبية الجديدة الشرسة المتعددة المحاور؟

أقول: إن الواجب يكون بالاجتهاد لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ودينه وأمته بكل ما أوتينا من قوة وعلى جميع الأصعدة، فرغم كثرة الهجمات الصليبية والصهيونية على أمتنا، فهجمات عسكرية، وثانية اقتصادية، وثالثة ثقافية وأخلاقية، إلا أن أهمها وأخطرها على الإطلاق هجماتهم على نبينا وديننا ومنهج شريعتنا.

وإن قطب رحى هذه الحروب والهجمات قائمة في بغداد - دار الخلافة - وهم يقولون ويكررون؛ إن النجاح في بغداد نجاح لأمريكا وإن فشلهم في العراق فشل لأمريكا، لذا فإن كسر رحاهم هناك هو كسر لجميع حروبهم وهجماتهم المتنوعة ضد أمتنا بإذن الله، وبداية جزر لمدهم الصليبي الصهيوني علينا.

وإن أبناءكم وإخوانكم المجاهدين في العراق بفضل الله؛ قد لقنوا أمريكا وحلفاءها دروساً لن ينسوها، وهاهي السنة الرابعة قد أطلت منذ بداية الغزو الصليبي وإخوانكم هناك ثابتون مصابرون مرابطون وفي كل يوم ينكئون جراح العدو ويحصدون جنوده بين قتيل وجريح، وقد أربكوا خطواته وعوقوا مخططاته، وحالهم بفضل الله من حسن إلى أحسن، وخطواتهم نحوا توحيد الجهود تحت كلمة التوحيد مستمرة، فنرجوا الله تعالى أن يبارك فيهم وفيها، وقد رفعوا راية الإسلام عالياً فجزاهم الله خير الجزاء وأجزل لهم المثوبة والعطاء.

فيجب على الأمة بكل فئاتها وشرائحها - رجالها ونسائها شبانها وشيبها - أن يقدموا من أنفسهم وأموالهم وخبراتهم وجميع أنواع الدعم المادي والمعنوي ما يكفي لقيام الجهاد في ساحات الجهاد - وخاصة في العراق وفلسطين وأفغانستان والسودان وكشمير والشيشان –

وعلم الله؛ أن الجهاد اليوم فرض عين، وهو واجب على كل مسلم، والأمة آثمة إن لم تقدم ما تتم به الكفاية، والكفاية تتم باليسير من أبنائنا وأموالنا وخبراتنا إن اتقينا الله تعالى.

فيا أهل الإسلام...

لا يهولنكم العدو وكثرة عدده وعدده فإنما النصر من عند الله، والعدو بفضل الله في مأزق شديد، وإن منازلة أبنائكم المجاهدين للعدو الأمريكي في أفغانستان والعراق قد كسر هيبته وأضعف قوته واستنزف طاقته وأرغم أنفه، مما جعله يتلكأ ويتخبط في اتخاذ أي قرار ذي شأن في الاعتداء على الدول التي تتحرر من هيمنته وسلطانه، وأصبح كصاحب دبابة انتهت ذخيرتها لا تخيف إلا الحمقى بزمجرتها.

فيا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم...

اصبروا وصابروا ورابطوا، فالسعيد من وقف يذود عن راية التوحيد، والسعيد من ترس بنفسه ونحره يدافع عن دين الله تعالى، فاحرصوا أن يراكم الله تعالى حيث يحب، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ}.

فيا أيها المسلمون...

من عجز عن الجهاد بنفسه فلا يبخل على نفسه بالجهاد بماله وقلمه ولسانه.

وإن هذه الحرب لها ما بعدها، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا وحبيبنا وقدوتنا وأسوتنا يتعرض للأذى من الصليبيين والمرتدين، وأنتم ترون وتسمعون، وقد خذلته الدول والحكام أجمعون.

وإن المقاطعة ينبغي أن تشمل دول أمريكا وأوربا والدول المتضامنة معها الذين تضامنوا جميعا مع الدنمرك، وينبغي أن تتواصل، إلا أن ذلك وحده لا يكفي كما ذكرنا.

واعلموا؛ أن الدنيا دار اختبار وابتلاء، والله مختبركم بهذه الأحداث؛ أتواصلون الذود عن دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم، أم تقعدون؟ {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

فالناس تجاه هذا الحدث ثلاث طوائف:


فطائفة آوت المحدث المسيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتضامنت معهم، وهم أوربا وأمريكا ومن سار في ركابهم.


وطائفة أخرى قعدت مع القاعدين، فخذلت رسول الله صلى الله عليه وسلم والله مطلع علينا، فينبغي للمسلم أن ينظر من أي طائفة يكون.


وطائفة ثالثة قامت تناصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل بحسبه، وأفضلهم من ناصره بنفسه وماله وقلمه وسنانه ولسانه.

فيا عباد الله؛ أعدوا الجواب ليوم الحساب، فاليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل.

أما المجاهدون...

فإننا بعون الله نعاهده على نصرته ونصرة رسوله صلى الله عليه وسلم ودينه وأمته حتى يتم النصر أو نهلك دونه.

فالله... الله، في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يؤتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه من قبلكم، فإياكم... إياكم.

ولا يؤتى المجاهدون الذين ينصرون رسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه من قبلكم، فإياكم... إياكم.

وقبل الختام...

أحرض نفس وإخواني المجاهدين بهذه الأبيات للشيخ المجاهد أبي منصور الشامي، التي يقول فيها:
سواد الليل يجلوه الصباح
وذل الوجه يمحوه السلاحُومن يرتع بمرعى الظلم يوماً
تؤدبه الصوارم والرماحُوللمظلوم حق يقتضيه
وإن غارت بلبته الجراحُومهما حاول الطاغوت كيداً
لدين الله بادرهم كفاحورام الروم للإسلام كيداً
يظن الروم أنا نستباحيظنون الفوارس في سبات
وأن الأسد يفزعها نباحتركناكم على اليرموك صرعىتنازعكم نسور والسراحومعتصمٌ وهارونٌ غزاكم
وفي حطين حطمكم صلاحوفي الروس الجبابر خير وعظ
فإن الاتعاظ بهم يباحفمزقنا أواصرهم فصاروا
كأعشاب تذرّيها الرياحوقوضنا بأمريكا صروحاً
أأنكرتم وهل تخفى براحغزوناكم بأجنحة المنايا
ولم يخطر ببالكم الطلاحعلى صهواتها فرسان عز
ترى أن اعتناق الموت راحفعانقت الصروح عناق غيظٍ
فخرت إذ ألم بها الجلاحدككناها بفضل الله دكاً
ودب القتل فيكم والجراحومعقد حربكم أضحى ركاماً
كسرنا أنفكم وهوى الطماحفلو عاينت بوشاًحين ينمى
إليه الرعب والخزي الصراحلقد واجهت إعصاراً شديداً
فخابت إن تواجهه الرياحوأما الحية الرقطا فذاقت
بلندن بأسنا وعلا النواحونازلنا جموعكم كفاحاً
ببغداد فخانكم النجاححصدنا منكم الآلاف مهما
تسترتم فخزيكم بواحوإن تأتوا إلى السودان يوماً
فأسد الله ديدنها الكفاحسنحصدكم بألغام وقنص
وتعلو فوق هامكم الصفاحوعقبى الكفر خسر ثم نارٌ
وعاقبة المضحين الفلاح

اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، اللهم ألف بين قلوب المسلمين واجمع شملهم ووحد صفوفهم وارحم ضعفهم واجبر كسرهم، اللهم أبرم لأمتنا أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، اللهم اشرح صدور شبابنا وفتياتنا للالتزام بدينك، وارزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم ثبت أقدامنا يوم تزل الأقدام اللهم ثبتنا وثبت المجاهدين في كل مكان ولاسيما في فلسطين والعراق والسودان وبلاد الحرمين وكشمير والشيشان ونيجيريا وإندونيسيا وأفغانستان، اللهم سدد رميهم واربط على قلوبهم ومدهم بمدد من عندك وانصرهم على عدوك وعدوهم فإنه لا ناصر لنا ولهم إلا أنت يا قوي يا عزيز.

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين


3/1427 هـ
  #5  
قديم 17-06-2012, 10:59 PM
رياض123 رياض123 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: ........
الجنس :
المشاركات: 1,867
افتراضي رد: صرخة .. نصرة لنبينا كتبه : أحمد عشوش

سواد الليل يجلوه الصباح
وذل الوجه يمحوه السلاحُ ومن يرتع بمرعى الظلم يوماً
تؤدبه الصوارم والرماحُ وللمظلوم حق يقتضيه
وإن غارت بلبته الجراحُ ومهما حاول الطاغوت كيداً
لدين الله بادرهم كفاح ورام الروم للإسلام كيداً
يظن الروم أنا نستباح يظنون الفوارس في سبات
وأن الأسد يفزعها نباح تركناكم على اليرموك صرعى تنازعكم نسور والسراح ومعتصمٌ وهارونٌ غزاكم
وفي حطين حطمكم صلاح وفي الروس الجبابر خير وعظ
فإن الاتعاظ بهم يباح فمزقنا أواصرهم فصاروا
كأعشاب تذرّيها الرياح وقوضنا بأمريكا صروحاً
أأنكرتم وهل تخفى براح غزوناكم بأجنحة المنايا
ولم يخطر ببالكم الطلاح على صهواتها فرسان عز
ترى أن اعتناق الموت راح فعانقت الصروح عناق غيظٍ
فخرت إذ ألم بها الجلاح دككناها بفضل الله دكاً
ودب القتل فيكم والجراح ومعقد حربكم أضحى ركاماً
كسرنا أنفكم وهوى الطماح فلو عاينت بوشاًحين ينمى
إليه الرعب والخزي الصراح لقد واجهت إعصاراً شديداً
فخابت إن تواجهه الرياح وأما الحية الرقطا فذاقت
بلندن بأسنا وعلا النواح ونازلنا جموعكم كفاحاً
ببغداد فخانكم النجاح حصدنا منكم الآلاف مهما
تسترتم فخزيكم بواح وإن تأتوا إلى السودان يوماً
فأسد الله ديدنها الكفاح سنحصدكم بألغام وقنص
وتعلو فوق هامكم الصفاح وعقبى الكفر خسر ثم نارٌ
وعاقبة المضحين الفلاح


بارك الله فيك اختى الفاضله وجزاك كل خير
  #6  
قديم 17-06-2012, 11:51 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صرخة .. نصرة لنبينا كتبه : أحمد عشوش

اهلا بالاخ المحترم *رياض*
وفيك بارك الله وزادك يقينا وصبرا ولاحرمت الاجر باذن الله...
في حفظ الله
  #7  
قديم 18-06-2012, 05:09 AM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صرخة .. نصرة لنبينا كتبه : أحمد عشوش

اسمعوا
كلب يدافع عن النبي صلي الله عليه وسلم
http://media.masr.me/6g0RJBYskKI

ولكن عذرا يا رسول الله http://media.masr.me/5Miry0pAqW4
  #8  
قديم 18-06-2012, 05:10 AM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صرخة .. نصرة لنبينا كتبه : أحمد عشوش

مقطع مبكي ياامة محمد للشيخ خالدالراشد
إلا الحبيب يا عباد الصليب
http://media.masr.me/-28Mm...eature=related
  #9  
قديم 18-06-2012, 05:12 AM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صرخة .. نصرة لنبينا كتبه : أحمد عشوش


القول الجلي في حكم من سب النبي

ها هي ذا دول أوربا تتواطأ وتتعاضد إمعاناً في العداء لأمة الإسلام والكراهية لرسول الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم،

فتشن حرباً سافرة على الأمة الإسلامية، متمثلة في نشر رسوم كاريكاتورية وقحة ساخرة من نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله

وسلم على صفحات عدد من صحف دولها، ابتداءً بالدنمرك ثمَّ تلتها النرويج وثالثتهم فرنسا ورابعتهم ألمانيا وغيرهم من دول أوربا التي

انظمت إلى ركب العداء السافر والتهكم المكشوف بديننا وعقيدتنا ورسولنا صلى الله عليه وآله وسلم.

فكان لزاماً على من بصره الله بالدين وحمل ميراث النبوة عن سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم؛ أن يبين حكم الله عز وجل في هذا

الحدث، وأن يصدع بالحق كما هو الحق، وأن لا يخشى في الله لومة لائم، {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ

وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} [الأحزاب: 39].

بعيداً عن خطاب الخور، وحديث الملق، وبيان الهوان، الذي تمرغنا في حمأته ردحاً من الزمان، فما أقل ما قلنا كلمة الحق، وما أكثر ما

قصرنا في ذلك - إن لم يكن خوفاً فضعفاً - ونستغفر الله.

وأرى أن قد آن الأوان لنقولها ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، كفارةً عما سلف من تقصير وعما أسلفنا من ذنوب ليس لها إلا غفران الله

ورحمته، علَّ ذلك يخفف عنا شيئاً من الإثم العظيم المتراكم من جراء سكوتنا جميعاً عن أداء أمانة البلاغ والقيام بمهمة الصدع وإغفال

جهاد البيان.

قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو سمعه، فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن

يقول بحقٍ أو يذكر بعظيم) [خرجه أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري].

وعليه، فإن الواجب على المسلمين جميعاً؛ الانتصار للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ممن آذاه بقول أو فعل بكل ما يستطيعون، فو الله الذي

كرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأعلا مكانته وأجلَّ قدره؛ لبطن الأرض خير لنا من ظاهرها إنْ عجزنا عن أنْ ننصر نبينا ورسولنا

محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

نعم على المسلمين جميعاً إقامة حكم الله عز وجل فيمن سب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو سخر منه.

وحكم الله عز وجل فيمن شتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأي كلمة لا تليق بمقامه الكريم، حكمه عند المسلمين كافة معروف، لا

يخالف فيه عالمٌ أو جاهل، بل لا يخفى على أجهل العوام؛ أنه مرتد خارج من ملة الإسلام تجري عليه أحكام المرتدين المعروفة.


إلا أن شاتم الرسول صلوات الله عليه وسلامه عليه حكمٌ آخر سوى حكم الردة وآثارها، وهو أنه يجب شرعاً قتله على سبيل الحد والعقوبة

- مسلماً كان أو غير مسلم - فشاتم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يجب شرعاً قتله لجريمتين؛ جريمة الردة وجريمة الشتم لذاتها، فإن

ارتفعت جريمة الردة بالتوبة، لم ترتفع عقوبة الشتم، وهي القتل.

ولا يملك أحد من الناس كائناً من كان العفو عنها إلا رسول الله وحده صلى الله عليه وآله وسلم، وقد انتقل إلى الرفيق الأعلى ولا يعيش

معنا في هذه الحياة الدنيا، ولا ينوب عنه أحد في ذلك قط, ذلك أن الحق له صلى الله عليه وآله وسلم؛ فله أن يستوفي وله أن يتركه، وليس

لأمته ترك استيفاء حقه من بعده.

فسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشتمه بكل كلام قبيح يوجب الإهانة والنقص والاستخفاف، وكذا كل فعل يدل على السخرية

والاستهزاء والتحقير، كل ذلك ردة عن دين الإسلام ناقض من نواقض الإيمان، موجبٌ لكفر مرتكبه ظاهراً وباطناً -سواءً استحل ذلك أو لم

يستحله - فهو كافر مشرك مرتد، كاليهود والنصارى، حلال الدم و المال بلا خلافٍ من أحد من المسلمين.

قال القاضي عياض في كتابه "الشفا بتعريف حقوق المصطفى": (اعلم - وفقنا الله وإياك - أن جميع من سب النبي صلى الله عليه وآله

وسلم أو عابه أو ألحق به نقصاً في نفسه أو نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله، أو عرض به أو شبهه بشيء على طريق السب له، أو

الازدراء عليه أو التصغير من شأنه أو الغض منه أو العيب له، فهو ساب له، والحكم فيه حكم الساب، وكذلك من لعنه أو دعا عليه أو تمنى

مضرةً له، أو نسب إليه ما لا يليق على طريق الذم، أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهجرٍ، ومنكر من القول وزورٍ، أو غيره

بشيء مما جرى من البلاء والمحنة عليه، أو غمضه ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه، وهذا كله إجماع من الصحابة

وأئمة الفتوى، من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هلم جرا).

إلى أن قال: (ولا نعلم خلافاً في استباحة دمه - يعني ساب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - بين علماء الأمصار وسلف الأمة، وقد ذكر

غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره).

وهذا الحكم الفصل في الساخر بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ قد دل عليه كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم

وفعل الصحابة رضوان الله عليهم وإجماع المسلمين كافة.




* * *

1) قال الله تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ

وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة: 61]، إلى قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا

ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 63].

قال شيخ الإسلام بن تيمية: (إن إيذاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ محادة لله ولرسوله، لأن ذكر الإيذاء هو الذي اقتضى ذكر

المحادة، فيجب أن يكون داخلاًًً فيه، ودل على أن الإيذاء و المحادة كفر؛ لأنه أخبر أنَّ له نار جهنم خالداً فيها، ولم يقل هي جزاؤه، وبين

الكلامين فرق، بل المحادة هي المعاداة و المشاقة وذلك كفرٌ ومحاربةٌ، فهو أغلظ من مجرد الكفر، فيكون المؤذي لرسول الله صلى الله عليه

وآله وسلم كافراً عدواً لله ورسوله محارباً لله ورسوله).

2) قال الله تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِئُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ * وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ

لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ

طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ} [التوبة: 64 - 66].

فهذه الآية نصٌ في أنَّ الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفرٌ، وعلى أنَّ من تنقص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاداً أو هازلاً كفر.




* * *

وأما دليل السنة:

3) فعن عبد الله بن عمر ومحمد بن كعب القرطبي وزيد بن أسلم وقتادة - دخل حديث بعضهم في بعض - أنه قال رجلٌ في غزوة تبوك: (ما

رأينا مثل قرائنا هؤلاء، أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء)، يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه القراء،

فقال له عوف بن مالك: (كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، فذهب عوفٌ ابن مالك إلى رسول الله صلى الله

عليه وآله وسلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال: (يا

رسول الله إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب، نقطع به عناء الطريق).

قال ابن عمر: (كأني أنظر إليه متعلق بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنَّ الحجارة لتنكُب رجليه وهو يقول: "إنما كنا

نخوض ونلعب"، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ

إِيمَانِكُمْ}، ما يلتفت إليه وما يزيد عليه) [خرجه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما بإسناد حسن].

4) وعن ابن عباس رضي الله عنهما: (أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقع فيه، فينهاها فلا تنتهي

ويزجرها فلا تزدجر، فلما كان ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتشتمه، فأخذ المغول - وهو سيف قصير رقيق -

فوضعه في بطنها واتكأ عليها فقتلها، فلما أصبح ذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فجمع الناس فقال: "أنشد الله رجلاً فعل ما فعل

لي عليه حقٌ إلا قام"، فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتدلدل، حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: "يا رسول الله أنا

صاحبها، كانت تشتمك وتقع فيك، فأنهاها فلا تنتهي وأزجرها فلا تزدجر، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقة، فلما كانت

البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك، فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتكأت عليه حتى قتلتها"، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

"ألا اشهدوا أنَّ دمها هدر") [رواه أبو داود والنسائي والدار قطني والحاكم، وهو حديث صحيح].

قال الخطابي معلقاً على هذا الخبر: (وفيه بيان؛ أنَّ ساب النبي صلى الله عليه وآله وسلم مهدر الدم وذلك أنَّ السب منها لرسول الله صلى

الله عليه وآله وسلم ارتداد عن الدين، ولا أعلم أحداً من المسلمين اختلف في وجوب قتله).

5) وعن جابر بن عبد الله قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من لكعب بن الأشرف فإنَّه قد آذى الله ورسوله؟"، فقام محمد

بن مسلمة فقال: "أنا يا رسول الله، أتحب أن أقتله؟"، قال صلى الله عليه وآله وسلم: "نعم"، فقتله محمد بن مسلمة في نفر من أصحابه)،

في قصة طويلة [خرّجه البخاري ومسلم].

ومعلوم عند أهل السير أن إيذاء كعب بن الأشرف اليهودي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان بإنشاده الشعر يهجو فيه رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم.




* * *

وأما دليل الإجماع:

وقد حكي غير واحد من أهل العلم الإجماع على كفر من شتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ووجوب قتله، من لدن الصحابة رضوان الله

عليهم إلى يومنا هذا.

قال إسحاق بن راهويه: (قد أجمع المسلمون على أن من سب الله عز وجل أو سب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو دفع شيئاً مما

أنزل الله أو قتل نبياً من أنبياء الله؛ أنَّه كافر، وإن كان مقراً بكل ما أنزل الله).

وقال محمد بن سحنون: (أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المنتقص له؛ كافر، والوعيد جار عليه بعذاب الله،

وحكمه عند الأمة القتل، ومن شك في كفره وعذابه؛ كفر).

وقال ابن المنذر: (أجمع عوام أهل العلم على أنَّ من سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ القتل).

قال القاضي عياض: (ولا نعلم خلافاً على استباحة دمه - يعني ساب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - بين علماء الأمصار وسلف

الأمة، وقد ذكر غير واحد الإجماع على قتله وتفكيره).

وقال تقي الدين السبكي: (أمَّا ساب النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فالإجماع منعقدٌ على أنَّه كفر، والاستهزاء به كفر).

وقال شيخ الإسلام ابن تيميه: (إنَّ سب الله أو سب رسوله؛ كفر، ظاهراً وباطناً، وسواءٌ كان الساب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له،

أو كان ذاهلاً عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين؛ بأنَّ الإيمان قول وعمل).

وقال أيضاً: (وقد اتفقت نصوص العلماء من جميع الطوائف؛ على أن التنقص له صلى الله عليه وآله وسلم؛ كفرٌ، مُبيح للدم).




* * *

فإذا ما تقرر ما سلف تقريراً بيناً واضحاً، فيقال:

إن كان الساب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الساخر منه مسلماً؛ فقد ارتد عن الإسلام وكفر بشتمه سيد الأنام محمد صلى الله عليه

وآله وسلم، ووجب حينها قتله، وإنْ تاب، ومقتضى الحكم بكفره وردته؛ إباحة دمه وماله وفسخ عقد نكاحه وسقوط ولايته عن أبنائه

وعدم التوارث بينه وبين ورثته، وإن مات فلا يُغسل ولا يُكفن ولا يٌصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، وكل ما يتعلق بأحكام المرتدين

يجري عليه.


وإن كان ذمياً أو معاهداً؛ فقد نُقض عهده وأبيح ماله ودمه، ولا ذمام له ولا عهد ولا ميثاق.


وأما إن كان الساب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الساخر منه كافراً حربياً؛ – وهذا هو بيت القصيد والغاية التي نريد – فإنه

بصنيعة ذلك ازداد كفراً و بالغ في محاربة المسلمين، والانتصار ممن كان هذا حاله؛ مؤكد في الدين، والسعي في إهدار دمه وماله من

أوجب الأعمال وأفضلها عند رب العالمين، والمسارعة في ذلك؛ مسارعةٌ قي ابتغاء رضوان العليم الحكيم.

وهذا الشأن - ألا وهو جهاد وقتال الدول التي سخرت من نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم - من أوجب الواجبات وأجل القربات في هذا

الوقت, وهو من أبلغ الجهاد الذي كتبه الله على عباده المؤمنين وفرضه عليهم، فهو واجب حتى تكون كلمة الله هي العليا، وحتى يكون

الدين كله لله، وحتى يظهر دين الله على الدين كله، قال الله تعالى: {وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ

إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ * أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن

تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ * قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ

اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.

قال شيخ الإسلام ابن تيميه معلقاً على هؤلاء الآيات كلاماً ما ملخصه بتصرف: (فجعل سبحانه وتعالى همهم بإخراج الرسول صلى الله عليه

وآله وسلم من المحضِّضات المحرضات على قتالهم، وما ذاك إلا لما فيه من الأذى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومعلوم أنَّ سبه

وشتمه صلى الله عليه وآله وسلم؛ أغلظ من الهم بإخراجه، ومعلومٌ أنّ مجاهرتنا بالشتيمة والوقيعة في ربنا وديننا ونبينا وكتابنا؛ أشد

علينا - إنْ كنا مؤمنين حقاً - فيجب علينا حينها أن نبذل دماءنا وأموالنا رخيصة في سبيل الله تعالى، حتى تكون كلمة الله هي العليا، وأن لا

يجهر بشيء من أذى الله ورسوله ألبته.

ولهذا أمرنا الله عز وجل بقتال الناكثين الطاعنين في ديننا، وضمن لنا عز وجل إن فعلنا ذلك - أي قاتلناهم - أن يعذبهم بأيدينا ويخزهم

وينصرنا عليهم ويشفي صدور المؤمنين الذين تأذوا من تنقصهم وطعنهم في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن يذهب غيظ قلوب

المسلمين الحاصل من جراء السخرية برسولهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم).

فلنعلنها حرباً صريحة على أعداء الله من الصليبيين الذين سخروا من نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لا خفاء فيها ولا مواربة،

جهاداً وقتالاً في سبيل الله لا نخشى في ذلك لومة لائم، فهم قد أعلنوها على المسلمين حرباً سافرة غادرة بسُخريتهم بنبي الإسلام محمد بن

عبد الله عليه الصلاة والسلام؛ فأعلنوا بذلك عداءهم صريحاً واضحاً لا لبس فيه ولا مجاملة ولا مداراة.

فصارت بذلك دماؤهم وأموالهم حلالاً للمسلمين، يجب على كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يحاربهم وأن يقاتلهم حيثما وجدوا -

مدنيين كانوا أو عسكريين – فالكل في شرعة الله سواء، فالكل عدو والكل محارب مقاتل، قد استمرءوا الغدر والعدوان، فلا يجوز للمسلم أن

يستضعف أمامهم، أو يريهم جانب العفو واللين، قال تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ} [البقرة: 191].

وقد قلنا؛ يجب على كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يحاربهم ويقاتلهم حيثما وجدوا - مدنيين كانوا أو عسكريين - ونحن نقصد

إلى كل حرف من معنى هذه الجملة، أينما كان المسلم، ومن أي جنس كان من الأجناس والأمم، وجب عليه ما يجب على المسلمين جميعاً

من الجهاد والقتال.

حتى المسلمين في البلاد الأوربية - إن كانوا مسلمين حقاً - يجب عليهم ما يجب على المسلمين من غيرهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً،

فإن لم يستطيعوا؛ وجب عليم الهجرة من بلاد الأعداء, أو من البلاد التي لا يستطيعون فيها حرب العدو بما أمرهم الله به، قال تعالى: {إِنَّ

الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ

مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً * إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً} [النساء: 97 - 98].

فلم يستثنِ الله من وجوب الهجرة على كل مسلم في بلاد أعداء الله إلا الضعفاء ضعفاً حقيقياً، لا يعرفون ما يصنعون، ولا يملكون من أمر

أنفسهم شيئاً.

فهذا هو الواجب في شرعة الله عز وجل؛ جهاد وقتال أعداء الله الطاعنين في ديننا والساخرين من نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم،

قال تعالى: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ

حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29].

والأدلة على ذلك متواترة متضافرة، وهو شيءٌ معلوم من الدين بالضرورة، لا يشك فيه أحد من المسلمين.

ولنعلن أن نيلهم من رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم وسخريتهم بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وإنْ كان يقع في قلوبنا أشد الوقع،

ويؤلم أنفسنا أعظم الألم، إلا أنه دليلٌ على قرب النصر العاجل والظفر بإذن الله تعالى.

فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية من تجارب المسلمين في عصره فيمن سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: (ونظير هذا ما حدثناه

أعدادٌ من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة، عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر

المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، فقالوا؛ كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد

نيأس منه، حتى إذا تعرض أهله لسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والوقيعة في عرضه؛ تعجلنا فتحه وتيسر لنا ولم يكد يتأخر إلا

يوم أو يومين أو نحو ذلك، ثم يُفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة.

قالوا؛ حتى إنْ كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوه فيه، وهكذا حدثني بعض

أصحابنا الثقات أنَّ المسلمين من المغرب حالهم مع النصارى كذلك، ومن سنة الله أنْ يعذب أعداءه بعذاب من عنده، وتارة بأيدي عباده

المؤمنين).

فما تظاهر أحدٌ بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والسخرية به وبما جاء به؛ إلا أهلكه الله عز وجل، وقتله شر قتلة، تحقيقاً

لوعده سبحانه بكفايته لعبده صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ

مِنْ هَادٍ} [الزمر: 36]، وقال تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 95].

فلنكن على يقين من أنَّ الله وعده حقٌ وآتٍ، ومن أن نصر الله قريب، {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].
  #10  
قديم 20-06-2012, 08:48 PM
الصورة الرمزية غراس الجنه
غراس الجنه غراس الجنه غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: May 2010
مكان الإقامة: الدولة الإسلامية في العراق والشام
الجنس :
المشاركات: 4,283
الدولة : Egypt
افتراضي مؤسسة البيان ~||أيها الإخوان هلمّوا فلنهدم العلمانية فقد حكم الواقع||~ أحمد عشوش

بِسْمِ الله الرّحْمَنِ الرّحِيم


مُؤَسسّةٌ البَيَان الإعلاَمِيّة


الطّلِيعَـةُ السّلفيّةُ المُجَاهِــدَة

أَنْصَــارُ الشّرِيعَــة

تقدم



أَيّهَا الإِخوَان .. هَلُمّواْ فَلْنَهدِمَ العِلْمَانِيّة
فَقَدْ حَكَمَ الوَاقِع

بقلم الشيخ
أَحمَد عَشّوش

الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى وبعد ,
هذا ما حذرناكم منه , وقلنا لكم لا عمل سياسي في ظل نظام مستبد , يمثل أبشع صور الدولة البوليسية , فالعمل السياسي في ظل الدولة البوليسية أو العسكرية فاشل بجدارة , فكيف نطمئن لعدو محارب , يبذل ما في وسعه لهدم دين الإسلام عقيدة وشريعة , يمكر , ويتآمر, ويسدد الضربة تلو الضربة , حتى إذا واتته الفرصة انقض كالوحش الكاسر , لا يرقب في مؤمن إلّا ولا ذمة , يندفع هائجا ليستأصل شأفتنا ,ويطفئ جذوتنا , ويقتلع أصولنا , ويقضي على ديننا , يفترس جموعنا المسلمة وينكل بهم إذا قدر تنكيلا تتضاءل معه ممارسات طواغيت عبد الناصر ومبارك , من أمثال عبد الحكيم عامر , شمس بدران , حمزة البسيوني , صفوت الروبي , حسن الألفي , نبيل عباس صيام , حبيب العادلي , عمر الفرماوي ,حسن عبد الرحمن , وغيرهم الكثير .

أيها الإخوان , هذه مواجهة عقائدية, وفكرية , وعملية على الأرض , وهذا النجاح للدكتور محمد مرسي هو نجاح بطعم الهزيمة , لا أقول ذلك شماتة ولا تجريحا , ولكن نصحا وإشفاقا من فتنة عمياء لا تبقي ولا تذر , وكذلك لنتدارك الأمر , ما وسعنا ذلك , ولمعرفة السبب الذي أدى لحصول أحمد شفيق على نصف أصوات الناخبين . كيف حدث ذلك ؟!!! ومن هو المسئول عنه ؟!!!

الإخوان والسلفيون هم المسئول الأول عن ذلك , فهم من غيب الدين عقيدة وشريعة عن المعركة السياسية ,ظنا منهم أنهم بلغة المصالح المجردة , والمداهنة المفضوحة يمكنهم أن يحسموا المعركة السياسية ويكسبوا الأعداء ويجمعوا الفرقاء , فداهنوا النصارى بكل ما في قاموس المداهنة من كلمات وجمل وعبارات , ثم أشركوهم في أحزابهم ثم ولّوهم مناصب قيادية في هذه الأحزاب التي يسمونها إسلامية , ثم أعلنوا تنازلهم عن الجزية وكأنها ورث أبائهم لا أنها شريعة ربانية لا يملك بشر حق التنازل عنها ,

خدع السلفيون والإخوان أنفسهم ,فصفعهم النصارى بأحمد شفيق ,صفعة أربكت الحسابات وقلبت الموازين وأخذت الدولة إلى حضن الفلول ليتحكموا بمفاصل الدولة , وليستنسخوا نظام مبارك مرة أخرى , ولا عزاء للمغفلين ولا للمستغفلين ,
ولو أنهم حوّدوا الناس إلى الإسلام وعرفوهم بغض النصارى للشريعة وكراهيتهم للإسلاميين ,لانحاز المسلمون جميعا إلى الصف الإسلامي كما حدث في موضوع التعديلات الدستورية حيث كانت النتيجة فارقة , وكان هذا الفارق الكبير الذي اجتمعت عليه الجماهير هو دفاعا عن المادة الثانية والتي تصورت الجماهير أنها تعني الإسلام

إلا أن المؤسف والمخزي هو تنكّر الإخوان والسلفيين للدين في باقي المعارك السياسية فوصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن , وكذلك نافق الإخوان والسلفيون السلطة القضائية وأضفوا عليها الشرعية وسايروا العلمانيين في تصوير السلطة القضائية للعامة على أنها حاكمٌ لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ,

وقلنا لهم هذه صناعة آلهة جديدة , هذا شرك قبيح , هذا نصب لطاغية جديد , لن يلبث أن يحرقكم بناره , ويلقي بكم في جحيم قوانينه , فلم يسمعوا ,
بل أكدوا إلهية هذا الحكم الطاغي وزعموا أنها سلطة عادلة , فقلنا لهم سلطة باطلة تعادي الله , وتوالي الطغاة وتحكم بالجاهلية , فهل آن للإخوان أن يعترفوا بهذه الحقيقة الآن ؟

دعونا من الماضي ولتتعقلوا اللحظة الراهنة , قلنا لكم ولازلنا نكرر على مسامعكم , وهذا ما لجأتم إليه الآن , وأرجوا أن لا ترجعوا ,
الثورة هي الحل , الشارع هو الحل , الميادين هي الحل , الحشد هو الحل , استلام السلطة ومحاكمة رموز النظام هو الحل ,
الإنتخابات هي الحل الغلط الذي يمكن أن يلتف عليه المجلس العسكري بواسطة ترزية القوانين ,فإن كنتم صادقين , فهلموا بنا نسقط العلمانيين , ونسقط أركان نظام مبارك ,

ولتكن هذه هي دعوتنا :
1- حاكمية القرآن : إذ لا شرعية فوق شرعية القرآن .
2- رجوع الجيش لثكناته وتركه للعمل السياسي جملة .
3- حل جميع المؤسسات القضائية وإعادة هيكلتها بعد استبعاد رجال مبارك منها والعلمانيين , مع إعلان حاكمية الشريعة .
4- تقديم قيادات الأمن المركزي وأمن الدولة لمحاكمات ثورية عادلة تحكم وفق الشريعة الإسلامية مع إلقاء القبض عليهم لحين محاكمتهم .
5- محاكمة كل من شارك أو عمل على إعادة النظام السابق أو أحد رموزه .
6- الكتاب والسنة أصل الحكم في الدول فلا يسمح لأي دستور بتخطيه .
هذا هو المشروع الثوري الذي ينبغي أن نبثه بين شعبنا المسلم , وينبغي علينا أن نُعرّف شعبنا حدود الولاء والبراء في العمل السياسي , وتحت أي راية يصفون , ومع من يكون .

هذا إذا أردنا أن نهزم العلمانيين والفلول وأحمد شفيق وكل صاد عن دين الإسلام .

والله أكبر ولله الحمد , والخلافة قادمة .

كتبه
أحمد عشوش


إخوانكم في

مُؤَسسّةُ البَيَان الِإعلاَمِية





 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 158.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 152.61 كيلو بايت... تم توفير 5.79 كيلو بايت...بمعدل (3.65%)]