كرامة مصر الغاضبة « كلاما ملياناً» - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تعملها إزاي؟.. كيف تجهز iPhone الخاص بك لنظام التشغيل iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ما الذي يساهم فى إطالة عمر الكمبيوتر المحمول؟.. تقرير يجيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          هكذا يمكنك الوصول إلى قائمة "البلوك" على حسابك بفيس بوك.. خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          كيفية توفير مساحة تخزين الهاتف الذكي دون حذف الصور؟.. تفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كيفية قفل الخلايا فى Excel.. وما معناها فى خطوات؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          جوجل تستخدم الذكاء الاصطناعى لتحويل ملاحظاتك النصية إلى بودكاست: وإليك الطريقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تعرف على طرق استعادة جهات الاتصال المحذوفة على جهاز آيفون الخاص بك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          كيفية العثور على التكرارات فى Excel وإزالتها فى خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيفية إعادة ضبط وحدة جهاز ps5 فى 6 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          بضغطة واحدة.. Chrome يتيح الآن للمستخدمين "إلغاء الاشتراك" من تنبيهات المواقع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم
التسجيل التعليمـــات التقويم

الحدث واخبار المسلمين في العالم قسم يعرض آخر الاخبار المحلية والعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 03-02-2011, 10:44 PM
رياض123 رياض123 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: ........
الجنس :
المشاركات: 1,867
افتراضي رد: كرامة مصر الغاضبة « كلاما ملياناً»


« المندس» و « المندسون»!



د. أكرم حجازي


2/2/2011




لم تمض ساعة واحدة على خطاب الرئيس المصري حتى شرعت مجموعات من النظام بلباسها المدني التحرش بالمتظاهرين والمرابطين في ميدان التحرير. ومع ساعات النهار الأولى كان هؤلاء ينتشرون كالنار في الهشيم في المدن المصرية الكبرى، ويخترقون صفوف المتظاهرين على ظهر الجمال والحمير والخيول بصورة استفزازية، ويتحرشون بالمتظاهرين والمارة من الناس وهم مسلحون بالسكاكين والهراوات والأسلحة البيضاء وغيرها في ترويع فاضح للشعب المصري خلف، حتى اليوم، عشرات القتلى ومئات الجرحى في انتقام دنيء من ثورته ضد النظام. أما الملحمة الكبرى ضد هؤلاء القتلة فما زالت وقائعها تجري على مداخل بوابات ميدان التحرير، خاصة من جهة طلعت حرب والمتحف، مستخدمين قنابل المولوتوف الحارقة التي يلقونها من على أسطح العمارات المجاورة على نحو ربع مليون من المعتصمين من الشبان والنساء والأطفال والشيوخ الذين لا يمتلكون ما يدافعون به عن أنفسهم.

أحد شهود العيان قدر عدد المهاجمين لميدان التحرير بـ 1500 شخص، قال بأنهم منظمون تنظيما محكما، ويعرفون ما هي مهماتهم. بطبيعة الحال لا أحد من أجهزة الدولة تدخل ضد هؤلاء لا الجيش ولا الشرطة. أما لماذا؟ فلأنهم خليط من الشرطة والأمن وموظفيهم من البلطجية وميليشيات الحزب الحاكم. وقد تناقلت وسائل الإعلام كافة بطاقات هوية شخصية تؤكد عضوية هؤلاء في أجهزة أمن رسمية تقودها وزارة الداخلية.

وهكذا بات واضحا أن النظام يلعب اليوم بتواطؤ فاضح من القيادات العليا للجيش، وبالتحالف مع بلطجية شنودة وكنيسته والكيان الصهيوني وحتى الولايات المتحدة والغرب ورقة إحراق البلاد والعباد. ولقد بات واضحا أيضا أن النظام الذي تآمر على شعبه وابتزه أمنيا منذ اليوم الأول لم يعد يصبر على حاله البائسة حتى انقض على الناس بيده وبأدواته يفتك بهم بشكل مباشر وليس عبر استخدام البلطجية أو المجرمين فحسب.

زعمت وزارة الداخلية، زورا وبهتانا، أن البطاقات التي انتزعت من بعض المهاجمين مزورة. ولو صح هذا، جدلا، فلماذا لم تحرك الداخلية أو الجيش ساكنا لوقفهم إنْ كانوا من البلطجية أو المجرمين ممن لا شأن لهم بأجهزة الدولة؟ فمن يكونون إذن؟ ومن أين جاؤوا؟ وما هي هويتهم؟ ولماذا يستهدفون المتظاهرين ولا يستهدفون النظام؟ أليس من الفاضح والمخزي أن يتقمص النظام دور المجرمين بأفعالهم وأدواتهم ويهاجمون المدنيين العزل؟ وهل من توصيف لهذا الفعل إلا أن يكون أهله عصابات من القتلة والمنحطين الذين يسيطرون على الدولة والمجتمع؟

في خطابَيْ الرئيس المصري السابقيْن، وكذا في تصريحات وزرائه وأركانه، زعم أنه يؤيد الشباب المتظاهر النبيل في التعبير عن رأيه، لكنه لن يتسامح مع أولئك الذين أسماهم بـ « المندسين ». فإذا كانت وسائل الإعلام قد أجمعت على أن عدد المتظاهرين في أنحاء مصر بلغوا نحو ثمانية ملايين مصري طافوا الشوارع واعتصموا في الميادين دون أن يعتدوا على ملكية أو مؤسسة أو أي إنسان؛ فمن هم « المندسين » إذن الذين يتحدث عنهم الرئيس؟

• هل هم الذين أطلقوا سراح آلاف المجرمين من السجون ليعيثوا الفساد والإجرام في المجتمع؟ أم هم أولئك المعتصمون في ميدان التحرير، والذي يخضع كل من يدخل إليه لعشر حواجز تفتيش تمنع حتى دخول قلم رصاص إلى باحته؟

• هل هم المسلحون بالهراوات والعصي والمطارق وقنابل الملوتوف أمام الجيش والشرطة؟ أم هم المجردون من أي أداة صغيرة أو كبيرة؟

• هل هم أركان النظام الذين يخططون للمجرمين، ويراقبون ما تقترفه أيديهم من جرائم قتل وذبح وطعن بحق العزَُّل من الناس؟ أم هم أصحاب الحناجر والجوعى والأطفال الذين يفتك بهم البرد بانتظار من ينتصر لمطالبهم؟

• هل هم الذين عزلوا مصر عن العالم وكأن البلاد والعباد تعيش في العصور الحجرية؟ أم هم أولئك الذين يسعون للحريق وإخفاء معالم الجريمة عن أعين العالم؟

• هل هم أولئك الذين وظفتهم وزارة الداخلية وأجهزة الأمن من البلطجية والقتلة والمجرمين ليسوموا الناس سوء العذاب؟ أم هم بسطاء الناس وعامتهم وعلمائهم ومثقفيهم، الصادعون بحق الأمة والناطقون بلسانها؟

• من هم المندسون وأصحاب الفتنة يا حسني مبارك؟ الذين تخلوا عن مسؤولياتهم في حفظ الأرواح والممتلكات والمقدرات،أوشاعوا الفوضى، وسلطوا المجرمين على الناس، وقدموا الوعود، ثم كذبوا، وبعد دقائق أجرموا وفتكوا بأرواح الناس؟ أم هم الذين تظاهروا سلميا، وأعلنوا مطالبهم على الملأ؟

• هل هم بقية العصابة المجرمة من رجال الأعمال المتخمين بالمال الحرام الذين يمولون بثمن بخس حريق القاهرة الثاني؟ أم هم الذين لم يعد لديهم ما يُحصٍّلون به قوت يومهم؟

• هل هو أنت الذي لم تصبر مقدار ساعة من الزمن لتكتمل الفتنة حتى أنزلت حثالاتك إلى الشارع؟ أم هم الذين انخدعوا لساعات بخطابك وكادوا يبتلعون، على مضض، وعودك؟

لقد أثبت الرئيس، حتى لمن دافع عنه، أنه هو « المندس» الأكبر في الشعب المصري، كما أثبت النظام المصري بكل تركيبته السياسية والإعلامية والأمنية والعسكرية والأيديولوجية أنهم هم « المندسون» في صفوف الأمة. وهم المجرمون والمزورون واللصوص الذين لا يتقبلون إلا المعادلة إياها: « الأمن» للنظام، يفعل ما يشاء، وإلا فـ: « الحريق» للأمة حتى لو دافعت عن حقوقها ودينها. إذا لم يكن هذا الكلام يعجب أحدا من أبواق الأنظمة المتسلطة فلأنهم « مندسون» مثلهم، وإلا فالبديل أن يكون الشعب هو « المندس »! ولعله البديل الملائم لمبارك وعصابته، ومن هم على شاكلتهم.

لا شك أن ما يقوم به النظام هو الجريمة بعينها ولا شيء سواها. ومن الطبيعي في مثل هذه الظروف أن تشتد المعاناة والضغوط من مرض وجوع وعطش وتشريد ومطاردات إلى أن تشق الفتنة طريقها إلى الشارع متسببة بالانقسام والتخبط على غير هدى. هذا هو واقع الثورات الكبرى .. وأولى بالمصريين، قبل غيرهم، أن يدركوا، وهم يدركون حقا، أن ما يقومون به هو ملحمة الأمة برمتها للانعتاق من هيمنة الغرب والصهيونية والكنيسة.

لذا من الخطأ الفادح أن يتصور البعض إمكانية تحقيق المطالب دون أن يتحمل القليل من المعاناة والخسائر، وبالكاد مضى عشرة أيام على الثورة . . ومن الأفدح المفاضلة أو المفاصلة ما بين ضغط المعاناة، وهي واقعة دون مظاهرات، ولحظة التوق إلى انعتاق أمة .. أو ما بين الفتنة، وهي واقعة في الدين قبل التظاهر، والصبر .. أو ما بين الإحباط والأمل .. أو ما بين التخذيل والحاجة إلى النصرة .. ومن الخطأ القاتل أن يتراجع الشارع في أول اختبار مع النظام تحت ضغط البلطجية أو وقع مشاعر الغضب والحاجة أو حتى التوهم بدلا من الثبات والحزم. وإذا كان ما يجري في مصر يهم كل الأمة؛ وإذا كان المصريون موقنون بأنهم ليسوا وحدهم؛ وأن الأمة تفرح لفرحهم وتتألم لألمهم؛ وتتغنى بشجاعتهم وعزيمتهم، وتتأمل في ثورتهم الخير .. كل الخير، فمن المؤكد أن للتراجع تداعيات خطيرة على مستوى الأمة.

إذا مرت الفتنة، لا قدر الله، وخرج النظام من مأزقه فلن يسلم أحد من تصفية الحساب مع ماكينة القمع والقتل والخطف والحرب الشعواء على الشعب والإسلام والأمة إلى حين. أما إذا ثبت الشارع على مطالبه، بقطع النظر عن مواقف المعارضة، فقد تكون فرصة جديدة للتحرر من الطغاة والطغيان بأسرع ما يمكن. فحذار من لحظة ندم لا تنفع إذا وقع الشارع في فخ اختبارات « المندس » و « المندسين».



نشر بتاريخ 02-02-2011
  #12  
قديم 06-02-2011, 12:14 AM
رياض123 رياض123 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: ........
الجنس :
المشاركات: 1,867
افتراضي رد: كرامة مصر الغاضبة « كلاما ملياناً»


لماذا لم تسقط « جمعة الرحيل» الرئيس المصري؟



د. أكرم حجازي


5/2/2011









ثمانية ملايين مصري، من مختلف الفئات العمرية الواقعة ما بين 15 – 60 سنة، خرجوا إلى الشوارع في مظاهرات مليونية طافت أكبر المدن المصرية بحسب التقديرات الغربية. أمواج بشرية أغلبها من الذكور، وأعمارها تزيد عن 15 سنة. هؤلاء يشكلون صلب الكتلة الحيوية والفعالة للمجتمع المصري. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن كل متظاهر هو عضو في أسرة مكونة من خمسة أفراد، في المتوسط، فسيكون المحتجون ممثلين لقرابة أربعين مليونا من المصريين. وهو رقم تقريبي مبدئي لاعتبار ما يجري في مصر ثورة في الصميم تشمل كل المجتمع وليس فئة بعينها.

لا شك أن هذا الحشد الضخم يفسر إلى حد كبير سرعة وقائع الثورة المصرية واستحالة السيطرة عليها من قبل أية مؤسسة أمنية في النظام السياسي القائم. وهي من حيث الواقع أقرب إلى العصيان المدني من أي أمر آخر. ومع أن وقائع الثورة وحجمها قادر على سحق أي نظام سياسي، في بضعة ساعات، إلا أنها حتى الآن لم تجبر الرئيس المصري على الرحيل!!! فالنظام لا يحتاج إلى تعرية، والرئيس سقط شرعيا وقانونيا وأخلاقيا وواقعيا خاصة بعد أن كشف للبسطاء من العامة عن وجه فرعوني سافر، ومؤسسات النظام عاجزة بكل الوسائل عن مواجهة تحدي المتظاهرين، والعالم يُظهر عبر وسائل الإعلام أن مبارك لم يعد مقبولا وأنه لا بد من تحقيق انتقال سلمي للسلطة. إذن ما الذي يحول دون سقوطه؟ وما هو السر في بقائه حتى اللحظة؟

الدخول في التفاصيل للإجابة على السؤال لا تبدو مجدية إذا توفرت بعض الملامح الخفية التي تكشف عن الحقيقة. والمسألة هنا لا تتعلق البتة بنفسية الرئيس أو من خروج مهين له كما حصل للرئيس التونسي. فلو توقفنا، بقليل من التأمل، عند تصريحات الأمريكيين والرئيس مبارك ونائبه عمر سليمان حول التغيير ورغبة الرئيس في التقاعد لولا خشيته من وقوع الفوضى ربما استطعنا الإمساك بأول الخيط!

كل مراقب يدرك أن مصر تعج في هذه الساعات بالجواسيس والعملاء. وكل مراقب يعلم جيدا أن أجهزة الأمن الدولية، بعلمائها وخبرائها في علم النفس وسيكولوجيا الجماهير وغيرهم، تعمل بكامل طاقتها في العالم والمنطقة ليل نهار. ولا يعقل أن يفرط هؤلاء بأخطر نظام، وفي أخطر منطقة في العالم، ويستسلمون في بضعة أيام لشارع يحتله ملايين البشر.

لنتأمل واجهة المشهد: ملايين غاضبة تجوب الشوارع والميادين في المدن .. هدير من الحناجر لا يتوقف .. مواجهات شديدة العنف مع أجهزة النظام الأمنية وأخرى مع أدواته .. اختراقات مروعة في صفوف الجمهور من قبل البلطجية .. تحليق جوي لطائرات حربية على ارتفاعات منخفضة فوق الجمهور .. حرب نفسية عبر الخطابات الرسمية والتصريحات والإشاعات والمواقف المثيرة والباعثة على الفتن .. آليات دبلوماسية وأخرى أمنية تخرق المسيرات وتدهس كل من في طريقها .. تحدٍ وإصرار عجيبين من الشارع على الإطاحة بالرئيس ونظامه .. معارضة حزبية متأرجحة في مواقفها .. نخب فكرية وفنية داعمة للنظام .. مشايخ وعلماء حسموا أمرهم في الالتحام بالشعب وآخرين مذبذبين ومحرضين على تجنب الفتنة وتحريم الخروج على ولي الأمر ...

لكن خلفية المشهد، يمكن تلخيصها بالقول أن: القوى النوعية ذات التأثير المعنوي والشرعي في المجتمع ما زالت خارج الحدث. وهي قوى مسيئة له بصمتها أو رفضها أو محاربتها له أو تسلقها عليه أو انتهازيتها بانتظار من ستؤول إليه الغلبة. ومواقف هذه القوى تصب في المحصلة في صالح النظام إلى درجة خطيرة. أما القوى المادية، كالجيش وأجهزة الأمن والإعلام فما زالت تحت سيطرة النظام إما لكونها موالية له، وهو الأرجح، وإما لكونها متخوفة من بطشه وبطش القوى الدولية.

إذن ترتيب المشهد في مصر من قبل النظام السياسي والقوى العالمية اختلف إلى حد كبير عنه في تونس. وهذا الأمر يجعلنا نستحضر التصريحات التي أعقبت انتصار الثورة التونسية، والتي ركزت على أن الوضع في مصر يختلف عن تونس. فالمجتمعات العربية وإنْ تماثلت في همومها ومطالبها إلى حد التطابق، إلا أن الاختلاف واقع فعلا! لكن ليس فيها بل في بنية النظام، وفي أدوات القوة لديه الأمنية أو العسكرية، وفي مرجعياته الاقتصادية والمالية والثقافية والفكرية وحتى في موارده من فئات البلطجية والانتهازية، وكذلك فيما أعده من وسائل ضغط أو استثمره من تخريب اجتماعي وعقدي طوال ثلاثين عاما من الحكم ضربت صميم الشخصية المصرية.

المهم في مشهد المماطلات والتسويف والخداع والترهيب وبث الفتن وغيرها أنه يحول، مؤقتا، دون سقوط سريع للنظام خاصة حين يضطر إلى مواجهة الملايين من الأمواج البشرية. وهذا هو المطلوب للتعامل مع الصدمة الأولى من الانفجار الاجتماعي. إذ أن الضغط البشري الهائل في مصر كان مفقودا لتونس لاسيما إذا علمنا أن القاهرة وحدها تساوي ضعف تونس سكانيا. مثل هذه الوضعية يمكن إرباكها، مؤقتا، وإشغالها بنفسها عبر الإشاعة أو الاستفزاز أو القوى الدخيلة كـ « لجنة الحكماء» وغيرها أكثر مما يمكن السيطرة عليها أمنيا.

الأكيد أن انسحاب مبارك لم يعد بيده مثلما أن المحافظة على النظام إلى حين، وليس مبارك، بات ضرورة ماسة للقوى الغربية المالكة الحقيقية له تاريخيا وموضوعيا. إذ أن انسحاب مبارك، المبكر، تحت الضغط الشعبي سيكون كارثة محققة للغرب وإسرائيل على حاضر المنطقة ومستقبلها.

فمن جهة سيؤدي السقوط المبكر للنظام إلى انفجارات اجتماعية فورية في المنطقة لا يمكن السيطرة عليها ولا بأي شكل من الأشكال بالنظر إلى قوة مصر ومكانتها. ومن جهة أخرى فإن سقف المطالب المحلية للمصريين لن يكون له حدود!!! ولن يستطيع الجيش ولا أية قوة السيطرة على حركة الشارع.

هكذا فإن خشيه الرئيس المصري من الفوضى المترتبة على رحيله مبررة، من أول وهلة، بالنظر إلى المطالب التي تستهدف ملاحقة كل النظام ومحاكمته. لكن بحدود. ذلك أن الوقوع في فوضى محلية احتمال يكاد يتلاشى مع وفرة المخارج الدستورية في النظام السياسي.

وعليه فإذا استبعدنا هذا الاحتمال فما من تفسير للفوضى المقصودة بلغة الرئيس إلا أن تكون لغة غربية قلبا وقالبا خاصة وأن التداعيات المدمرة التي يمكن أن تمس المنطقة وتوقعها بخطر شديد باتت أهم من أي تداعيات محلية. ولعل هذا ما يفسر التصريحات المتدافعة من قادة الغرب، وأهمها التصريحات الأمريكية التي تحدثت قبل ثلاثة أيام، بلسان روبرت جيبس، المتحدث باسم البيت الأبيض، عن وجوب « التغيير الآن» فإذا بها تصعد اللهجة على لسان الرئيس الأمريكي الذي صرح بالأمس (4/2/2011) أن: « الانتقال السلمي والسلس للسلطة في مصر بدأ الآن». والسؤال: هل يتكرر سيناريو تونس في مصر؟


نشر بتاريخ 05-02-2011
  #13  
قديم 06-02-2011, 12:21 AM
الصورة الرمزية شروق الاجزجي
شروق الاجزجي شروق الاجزجي غير متصل
مراقبة القسم العام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 3,912
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كرامة مصر الغاضبة « كلاما ملياناً»

استراتيجية ..الكرة والكفة!!


ربما يتمغض الكثيرون من بطء ردود الفعل لدى النظام المصري في التجاوب والتعامل مع الحركة الثورية للشعب ..
وربما يتهم البعض النظام بانه عجوز استييراتيجيا ..لذا هو المبرر الوحيد للخطوات بطيئة الحركة والغير متناسبة مع سرعة اتطور الحدث ميدانيا ..
لكن بالنظر المتعمق الى تلك الاستيراتيجية في اداء النظام سياسيا ..نرى بوضوح ان النظام يراهن على ...الوقت
لطالما كان النظام طيلة 30 عاما مسيطر على الوضع ويقع محل رفع "فاعل" والشعب المنصوب"هو مفعولا به" ..لكن الغريب والذي غير توازن كفة ميزان القوى في مصر هو ان الهبة اشعبية الاخيرة قلبت تلك الكفة وجعلت النظام مفعولا به ..والشعب هو الفاعل ..اي ان الشعب هو الذي يملك الكرة في ملعبه ..ومن هنا وبما ان النظام يلعب في الوقت بدل الضائع فان سبيله للفوز الوحيد هو المراهنة على الوقت الاضافي ..
25 يناير ..هي بداية الاحداث ..
28 يناير ..اول رد فعل رسمي بعد استنزاف الطاقات الامنية .. ومن يومها وجعبة الحاوي فتحت ..
فالنظام يخرج لنا من يوم لاخر وبالتصوير البطئ ورقة جديدة لاستمالة الشارع المصري ..
ولا يزال يراهن على الوقت ..
المظاهرات دخلت يومها الثاني عشر ..والنظام لا يزال يفرغ من جعبته الكثير من الاوراق ..التي يقول عنها البعض انها "محروقة "..
هذا في سبيل تدارك الازمة سياسيا ..
ولكن من ناحية الاخرى فان النظام على يقين بانه لن يفلح مالم يكسب شرائح عريضة من الشعب في صفه ..
ولذلك فانه اعلاميا عمد الى سياسة الكفة الراجحة ..
والتي تقضي بان النظام ربما اخطأ ولكنه احسن اكثر كثيرا مما اساء ..
وهذا التوجه هو التوجه الاعلامي المرئي بشكل اوسع لانه الاكثر تأثيرا .. حيث ان القنوات الاخبارية الرسمية تعمد الى التوجه في خطين في نفس الوقت وهما :
- كسب شريحة من الشعب ..باستمالتهم عاطفيا سواء في خطاب الرئيس او دعوى عدم اخلاقية وحضارة الرحيل الفوري للرئيس . ..و بدغدغة طموحاتهم في عيش افضل بسيول من اوعود عن الحياة الزاهرة القادمة من الحكومة الجديدة ..
- بث الفرقة الفكرية في العقل الواحد مما يضمن نسبة اكبر لاستمالته لصالح النظام ..حيث انه عمد الاعلام المصري الى بث نظرية المؤامرة الى العقل المصري فتارة يذكر اسرائيل واخرى حزب الله وثالثة قطر ..ويعمد كذلك الى المقولة المصرية ..الزن على الودان أمر من السحر ..اي انه تكرار الفكرة يولد اعتناقها ..لذا فججملة الموقع الاستيراتيجي لمصر جعلها مطمع لقوى كثيرة في المنطقة وخارجها ..هي الجملة الام لكل منابع الافكار الخاصة بالدسائس والمؤامرات ..
- السم في العسل ..ويظهر ذلك جليا في التصريحات الرسمية والاتجاه الملاحظ اعلاميا بمشروعية يوم 25 يناير والتشكيك في متظاهرو الايام التي تلي يوم 28 يناير ..بالنسبة لانتمائتهم ..وتوجهاتهم وجنسياتهم ايضا .. حيث ان النظام يعترف بمشروعية مطالب يوم 25 ولكنه في ذات الوقت يبدأ من هذه النقطة ليشد بها خطا نحو سياسته ويمسح بها الخط الذي رسمته حركة المتظاهرين الثورية .
- تثبيت مسلم والتعامل من منطلقه ..وهو ان هناك من الاحزاب من يصعد على حساب دم ضحايا الثورة ..وهناك من رفض التظاهرات من الاحزاب ولما وجد الثورة ناجحة قام بركوب الموجة وتسلق على دماء ضحايا الثورة ..والغريب ان الاعلام العام تعامل معه على انه امر مسلم به ..في حين ان لاي ثورة عدد من الصفوف فالصف الاول هو الذي تم اعتقاله يوم 25 وعلى مدار الايام ولكنها الصفوف الامامية في اي ثورة ...والصف الثاني هو الذي تم اغتياله يوم 28 .وعلى مدار الايام وكنها الصفوف الثانية في اي ثورة ..والصف الثالث وهم المتظاهرون والمعتصمون الذين يستكلمون الثورة للان في نفس الميدان ..
ومن المعروف ..ان الثورة هي هبة شعب ..واالمعارضة جزء من الشعب ..سواء شاركت فيه اولا ..
الا انها تظل جزء مشكل لمنظومة الثورة ولذلك فايا كان موعد استلامها الصف ..فهي امتداد للثورة .
وعودة الى ان النظام لا يزال يراهن على الوقت والملل ايضا ..فانه يحاول كسب اكبر وقت ممكن من الشعب لاستنزافهم عصبيا ..من خلال الاخلال الامني ..
فغياب الامن والعناصر الشرطية وفرار المساجين من السجون وانتشار البلطجية ..جعل طاقة الشعب في الصمود في لجان شعبية للتصدي لاعمال التخريب من بعض المخربين تقل تدريجيا لان الشعب المضطر للعمل صباحا والحراسة مساءا يفقد الطاقة الجسمانية شيئا فشيئا ..
ناهيك عن الناحية الاقتصادية والتي تعاني منها اغلب البيوت المصرية نتيجة وجود كثافة على استهلاك بعض السلع وبالتالي اختفائها ..وكذلك استمرار اغلاق محطات الوقود .. والاهم هو صعوبة قبض المرتبات في اغلب الوظائف نتيجة تعطلها ..

وبين هذا وذاك ...لا يزال النظام المصري يلعب على كسب الكرة في ملعبه .. باستهلاك مزيد من الوقت ..

فهل ينجح الحوار المصري المصري في تمرير الكرة للنظام ؟

- في حين ان نظام الجنرالات الثلاثة وهو الرئيس ونائبه ورئيس الحكومة ..يعتبر هو نظام الانقاذ الاخير للنظام ..والذي يأمل النظام من خلاله الخروج من الحكم بكرامة للدخول للتاريخ بكرامة ..!!

  #14  
قديم 11-02-2011, 08:53 PM
رياض123 رياض123 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: ........
الجنس :
المشاركات: 1,867
افتراضي رد: كرامة مصر الغاضبة « كلاما ملياناً»

شواهد وخفايا خطيرة

د. أكرم حجازي
11/2/2011

كل من استمع، من المراقبين والمصريين، لخطاب الرئيس المصري أصابته صدمة البكاء أو الضحك أو الإغماء. فالرئيس مبارك يعلم علم اليقين أن خطابه سيقابَل بعاصفة من الرفض كما الخطابات السابقة طالما أنه يخلو من تنحيه عن السلطة. وحتى لو تضمن خطابه قرارا بإلغاء قانون الطوارئ وحل مجلسي الشعب والشورى، أو تعديل المواد الدستورية مثار الجدل، فلن يكون أوفر حظا لدى العامة. فكيف يكون حاله وقد خلا من تحقيق أي مطلب إلا من تشكيل اللجان والابتزاز واللعب على العواطف التي استنزفتها سياساته ولم تترك لها أي أثر لدى المتظاهرين.
أما الحديث عن الحرج الذي سيأتي من الخارج فلا أثر يذكر له، لا في شخصية الرئيس ولا في حياته ولا في سياساته. فقد كان متساهلا بل متطوعا في تقديم ما لم يطلب منه من الغرب وإسرائيل والكنيسة الأرثوذكسية. وهو لم يخجل من كل جريمة ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني أو بحق شعبه الذي أهانه بين الأمم، أو بحق الأمة، أو بحق الدين، أو بحق الأفراد الذين قتلهم رجاله جهارا نهارا أو اغتصبوهم وفتكوا بكرامتهم وشرفهم، أو بحق السجناء الذين تلقوا من التعذيب ما لم يتلقه أحد من البشر. فعن أي حرج يتحدث فخامته؟
الطريف كان في خطاب نائب الرئيس عمر سليمان الذي بدا واضحا أنه لن يستطيع الإفلات من تبعيته المطلقة لرئيسه. وحتى منصبه كمدير للمخابرات يبدو أنه لم يجعل منه شخصية محترفة بقدر ما صنع منه خادما لأجندات سياسية وأمنية وقاتلا دمويا. وأعجب ما في الخطاب الذي دعا الناس إلى العودة إلى بيوتهم أن صاحبه سقط سقوطا ذريعا مع سقوط مبارك، وأثبت أنه عاجز حتى عن قراءة نص مكتوب قراءة صحيحة!!! مثل هذا الشخص الذي لم ينجح في حياته إلا أن يكون ملحقا بحقيبة، حتى وهو على رأس أكبر جهاز أمني، لا يمكن أن يكون مؤهلا لإدارة دولة أو قيادة أمة أو حتى النجاح في حوار مع قوى سياسية ضعيفة أصلا.
يقول الشاهد الأول أن التوريث سقط بلسان الرئيس في أول خطاب له لما عين عمر سليمان نائبا له، كما سقطت أية فرصة له بعد إعلانه أنه لن يرشح نفسه في الانتخابات القادمة. فعن أي مصر يتحدث الرئيس إذا كان هو وابنه ونائبه سقطوا من الحياة السياسية في البلاد إلى الأبد.
الشاهد الثاني يقول أن الشارع بيد الناس، والحوار مع القوى الحزبية فشل منذ اللحظة الأولى على وقع الحشود المليونية التي اندفعت إلى الشوارع والميادين العامة في اليوم الثاني قبل أن تفشل بفعل ردود الفعل الغاضبة حتى من داخل الإخوان المسلمين التي شاركت فيه، وتعرضت لنقد مرير من داخلها.
أما الشاهد الثالث والأهم في وقائع الثورة المصرية فهو سقوط الدستور نفسه وسقوط شرعية الرئيس والنظام وكل قراراته. ففي حالات الثورات الشعبية تسقط كل الشرعيات الأخرى سقوطا حرا. وبالتالي فإشغال الناس بالتعقيدات الدستورية لانتقال السلطة ليس لها أي معنى موضوعي ولا حتى فقهي.
المستجدات المذهلة تقول، وفق الشاهد الرابع، بأن الثورة المصرية تلقت إمدادت شعبية من القوى المدنية كالموظفين والعمال والفلاحين والحرفيين والمحامين والمفكرين والطلبة والتجار وعامة الناس. بل أن بنية النظام المدنية بدأت تتفكك تدريجيا، وبدا رموزها يغيرون من مواقعهم ولغتهم حتى في المؤسسات القومية التابعة للنظام. وهي إمدادات تعكس إلى حد كبير توجه الشعب المصري، اختيارا، نحو العصيان المدني دون أن ينتظر تلقيه دعوة من أحد.
الشهادة الخامسة تقول: مع أن خطابات مبارك، وعدم تنحيه عن السلطة حتى الآن، لم تخلف في نفوس العامة من المصريين وغير المصريين إلا الغضب والقهر والشعور بالإهانة والاستفزاز إلا أن الرئيس المصري تلقى طعونا وإهانات لم يسبق أن تلقاها رئيس دولة في التاريخ. وتبعا لذلك لا يمكن القبول بفكرة أن الرئيس يتشبث بالسلطة. فما من منطق يبرر له ذلك على الإطلاق. إذن لماذا لم يرحل حتى الآن؟
لعل الرجل معتقل!!! فإما أن خروجه ليس بيده، أو أن هناك ما يستدعي بقاءه إلى حين تصفية التركة. فالغرب أعد البلاد، على قدم وساق، لتكون مركز ثقله الأمني والاستراتيجي. ولا أحد يدري ماذا يخفي ظهر مصر وباطنها. ولا أحد يدري حجم النفوذ العسكري والأمني وبنيتهما التحتية الدولية المتمركزة في البلاد، والتي تحتاج إلى تأمين. فالثورة باغتت الجميع، ووقائعها بالغة السرعة، والوقت المتاح لا يكفي. فمن عليه أن يتحمل البقاء في مثل هذا الوضع غير الرئيس والنظام؟
لأن القوى الغربية لا تثق بهوية السلطة القادمة أو بما ستؤول إليه الأمور فمن الأضمن لها أن تخفي معالم حضورها في البلاد ولو إلى حين قبل أن تخسر كل شيء وينكشف المستور. فالملفات بدأت تتكشف على نحو مريع.
أما كشفته صحيفة الغارديان البريطانية عن ثروة مبارك وعائلته البالغة ما بين 40 – 70 مليار دولار فهو جزء هام من السبب الذي يبقي مبارك في السلطة. إذ لم يعد خافيا على أصحاب الشأن والمتابعين أن البلد تتعرض لنهب منظم وواسع النطاق منذ ثلاثة عقود. فالعائلة الحاكمة تنهب، وحيتان المال والأعمال، ينهبون. وثروات هؤلاء لا تعد ولا تحصى، وقد شرعوا بإفراغ الخزائن منذ اليوم الأول. وغدا الواحد منهم يسافر في اليوم أربع مرات محملا بحقائب المال والذهب. وموجودات الحضارة المصرية تتعرض، هي الأخرى، لاستنزاف مدمر للتاريخ، حتى أن بعض القطع صارت تباع في الأسواق الدولية.
أما داخل البلاد فثمة عمليات نهب فاضحة تاريخيا للأموال غير المنقولة. وعلينا ألا نفاجأ إذا كان النظام يقوم حاليا، أو أنه قام سابقا، بعملية نقل خفية للممتلكات والأموال إلى السفارة الإسرائيلية والسفارات الأجنبية ولصوص العالم من التجار واليهود. ولا شك أن مثل هذا الأمر سيجعل من مصر مخترقة في صميمها ومهددة على الدوام.
بطبيعة الحال فإن عملية التهب هذه تمثل فرصة لا بأس بها للولايات المتحدة والدول الغربية المهددة اقتصاديا بالانهيار. فنحن دول وأفراد لا نمتلك ثرواتنا المهربة والمودعة في البنوك الأوروبية، أو القدرة على التحكم بها وإدارتها. فالاستعمار لم يتخل حتى هذه اللحظة عن سياسة النهب للثروات والموارد. وتبعا لذلك لا أحد يستطيع الجزم أن مبارك وغيره من مافيا الدولة يمكنها أن تحظى ولو بالقليل من الفتات الذي قامت بتهريبه إلى الخارج. إذ أن مثل هؤلاء النهابون، إنْ كان لهم الحق فيما سرقوه، فليس لهم الحق في الانتفاع به. وسيتعرضون لابتزاز وتهديدات في الصميم. وسيكون عليهم الاختيار ما بين تسليمهم للسلطات الجديدة ومصادرة كل ما يمتلكون أو أن يقبلوا بحق الغرب في الحصول على نسب عالية جدا من السمسرة قد تتجاوز النصف مع فرض الرقابة على ما تبقى لديهم كي يمكن ابتزازهم على الدوام.

نشر بتاريخ 11-02-2011
المصدر موقع المراقب
  #15  
قديم 13-02-2011, 07:33 AM
رياض123 رياض123 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: ........
الجنس :
المشاركات: 1,867
افتراضي رد: كرامة مصر الغاضبة « كلاما ملياناً»

مختارنا الجديد لن يتحدث إليكم


د. أكرم حجازي

13/2/2011



وصل إلى السلطة من الباب العريض وخرج منها خلسة كاللص الطريد. ما من أحد أراده .. وما من أحد إلا أهانه .. مليار ونصف المليار مسلم فرحوا برحيله خاسئا وحسيرا وذليلا رغم أنفه. تلك هي نهاية الطغاة والجبابرة والأكاسرة ممن تسلطوا على كل سكنة من سكنات الأمة ..

ثلاثون عاما من القهر والظلم والاستبداد المتوحش له ولنظامه .. ثلاثون سنة من أوحش مسارات التاريخ ظلما وفداحة وجورا في حق الأمة والدين تجرعها الشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية على يد عصابة منحطة لم تعرف للأخلاق توصيفا ولا للرحمة حضورا ولا للعقل سبيلا عليها ولا للكرامة مذاقا ..

ثلاثون سنة من العمالة والخيانة والغطرسة والعجرفة وانتهاك كل حرمة وبيع الأمة وطحنها وردها إلى أراذل خلق البشر مكانةً .. ثلاثون سنة مثلت رمزا للاستبداد وموضوعا له في كل بلد عربي ومدينة وقرية وشارع وحي ومنزل ومكان ..

ثلاثون عاما من الخوف والقهر والكبت والبغي بلا رقيب أو حسيب زرعها طغاة لا دين لهم ولا خلاق إلا الوحشية بأبشع صورها، وكأنهم لا يتغذون أو تنمو لحومهم النتنة إلا على الدماء والرعب والنهب والسلب وشهوة السلطة والتسلط المنفلتة من أي عقال آدمي ..

ظن مبارك وعصابته ومن لف لفهم: ﴿ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ﴾. وسبحان الله! مليار ونصف المليار مسلم، صغارا وكبارا، نساء ورجالا، أصحاء ومعاقين، عقلاء ومجانين كرهوا مبارك وبغضوه وشمتوا به وجرّعوه مرارة الخزي والذل هو وزوجته وأبناءه وأحباءه ونظامه .. مرارة طعمها أشد علقما مما أذاقه للأمة في سنوات زهوه الطاووسي.

مرارة وخزي سيلاحق هؤلاء هم وأحفادهم وسلالتهم القذرة في الدنيا وعذاب أليم في الآخرة .. خزي ستمتلئ به بطون كل صحيفة وكتاب على مدار الزمن والتاريخ .. ولعنات ستصيب هذه العصابة جيلا بعد جيل .. لعنات ستحملها معها لتقف أمام الواحد القهار في يوم تشخص فيه الأبصار .. لا تنفعهم فيه ملياراتهم المنهوبة ولا جاههم ولا أبناءهم ولا حاشياتهم.

لا خوف بعد اليوم .. لا خوف .. هذه أول المشاعر المتفجرة من عميق المكبوت في النفس العربية بعد زوال حفنة من الطغاة وأرباب الطغيان .. نفس مكبوتة لم تجد من تفضي إليه بسرها إلا نفسها .. نفس لطالما تملقت الطغاة وجهدت في تجنب شرهم ومقتهم وظلمهم وبغيهم تجهر اليوم ملء الفم: لا خوف من طاغية ولا من أمريكا ولا من إسرائيل ولا من تهديداتهم ..

لا خوف بعد أن هدمت الأنفس جدران سجنها وكسرت أغلالها ..

لا خوف بعد أن انتصرت الأنفس على سجانيها وطحنت مرعبيها ومذليها ..

لا خوف بعد أن أثبتت الأمة هزيمة الولايات المتحدة ومرغت أنفها بالتراب في مواطن النزال، وألحقت بأدواتها المتوحشة عار الخزي والذل وأقعدتهم مقاعد العجز ..

لا خوف بعد أن انتزعت الأمة حريتها دون مساعدة من أحد أو منِّ أو فضل من هذا وذاك من جبابرة العصر وكَذَبَتهم ...

لا خوف وقد صار نزع الطغاة مدرسة لمن أراد أن يتعلم كيف تنتزع الشعوب المقهورة من كل حدب وصوب حقها بيدها دون عون إلا من خالقها وحده ..

لا خوف ...

كذب أوباما .. وكذب ساركوزي .. وكذبت الصين .. وكذب الروس .. وكذب البريطانيون .. وكذب حلفاؤهم وزبانيتهم وأدواتهم .. وكذب الطغاة والمنافقون من العرب والمسلمين .. وكذبت أنجيلا ميركيل لما قالت: « كلنا شهود على تحول تاريخي» .. كان عليها أن تقول: « كنا تاريخيا، وما زلنا، أعظم طغاة العصر بحق البشرية كلها».

اليوم يسقط مبارك ويهتز العالم وتستمر الدورة التاريخية .. ولن يوقفها أحد من خلق الله .. لن يوقفها أحد .. فقد سقط حجرين .. صنمين .. بلطجيين .. فاشيين .. مجرمين .. وغدا سيسقط غيرهم .. فما زالت الأمة في أول طريق .. ولا خوف، بإذن الله، على الثورتين المصرية والتونسية ..

بالأمس قالوا لنا:« مختارنا الجديد يتحدث إليكم» .. واليوم انتهى عصر المخاتير .. فالثورة مستمرة .. والطوفان قادم ليجرف، بعون الله، الظالمين بظلمهم وكل ظلم ينبت .. ويعيد تركيب الشخصية والعقل .. وينظف البيت العتيق من الدنس .. ويعيد الحق لأهله .. وينتصر للذين ظُلموا.

فهنيئا لتونس وأهلها ..

هنيئا لمصر وتضحياتها ..

هنيئا لأهل من نحسبهم عند الله من الشهداء ..

هنيئا للمرابطين الساهرين على ثغور الأمة ..

هنيئا للصابرين الذين صبروا ولاح أمامهم فجر العزة ..

هنيئا للمعتقلين والسجناء الذين طال عليهم الأمد وآن الأوان لكسر القيد عنهم ..

هنيئا لأهل العزم والمدد ..

هنيئا لقلوب سكنها الخوف والهلع وهي تتنفس رحمة الله في خلقه ..

هنيئا لكل من تجرع القهر والظلم والعدوان وقاوم الظلم وصبر صبْر الجبال ..

هنيئا لكل حر وشريف لم يفرط في حق أو مبدأ أو دين ..

هنيئا لكل الأيدي التي حافظت على طهارتها وهي تتذوق اليوم الطعم اللذيذ للكرامة والحرية ..

هنيئا وهنيئا ... وليكن نشيد هؤلاء الأبرار أمة الإسلام بشرى:

أمة الإسلام بشرى إننا نلمح فجرا في شباب قد أشادوا صحوة للدين كبرى

أمة الإسلام بشرى إننا نلمح فجرا في شباب قد أشادوا صحوة للدين كبرى

وبإذن الله تأتي وثبة تتلوه نصرا وثبة عظمى لجيل يملأ الأكوان ذكرا

يقرأ القرآن دوما خاشعا سرا وجهرا

يحمل الدين شعارا ما على بالدين قدرا

فحباه الله توفيقا و تسديدا و أجرا

أمة الإسلام بشرى إننا نلمح فجرا في شباب قد أشادوا صحوة للدين كبرى

رغم طوفان المآسي شق في الطوفان مجرى

أسرج العزم جوادا صائلا يمنى و يسرى

صائلا يسبوه لحم النصر في الأسماع سحرا

صائلا يسبوه لحن النصر في الأسماع سحرا

و العدى ترنوا إليه تغتلي حقدا و قهرا

أمة الإسلام بشرى إننا نلمح فجرا في شباب قد أشادوا صحوة للدين كبرى

أمة الإسلام بشرى إننا نلمح فجرا في شباب قد أشادوا صحوة للدين كبرى

أمة الإسلام سيري و اشمخي عزا و فخرا

واكسري قيد التراخي و الخنوع اليوم كسرا

وانشري الدين ضياء وانثري الأخلاق عطرا

وانشري الدين ضياء وانثري الأخلاق عطرا

فإذا أُعطيت نصرا فاسجدي لله شكرا

أمة الإسلام بشرى إننا نلمح فجرا في شباب قد أشادوا صحوة للدين كبرى

أمة الإسلام بشرى إننا نلمح فجرا في شباب قد أشادوا صحوة للدين كبرى

أما العملاء والخونة فتعسا لهم

وتعسا لكل المخذلين والمرجفين والجبناء والمتواطئين ..

تعسا لكل الانتهازيين والمتسلقين على أكتاف الأحرار وتضحياتهم ..

تعسا لكل الملتلونين المذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ..

تعسا لكل من تلوثت يده بدم طاهر ..

تعسا لكل من نبت لحمه من السحت ..

تعسا لكل من باع دينه بدنيا منحطة لا كرامة فيها إلا للئيم وآثم ..

تعسا لكل من برر للظلم والقهر وروج له طوعا أو جبنا ..

تعسا لك من تقاعس عن نصرة الحق وأهله ..

تعسا لكل من جادل بغير حق ..

تعسا لكل من حارب الله ورسوله والمؤمنين ..

تعسا لكل من والى الطواغيت والأمريكيين واليهود وشرب معهم كأس الخيانة وقهقه مل شدقيه ..

تعسا لكل القتلة والفجرة من بني جلدتنا قبل عدونا ..

تعسا لك من تفاخر بالظلم والكذب والفجور ونهل من معين القيم والأخلاق المنحطة لتشربها نفسه المريضة ويفرغها بأهله ..

تعسا وتعسا ...




نشر بتاريخ 13-02-2011

المصدر موقع المراقب للدراسات والابحاث
  #16  
قديم 13-02-2011, 08:22 AM
رياض123 رياض123 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: ........
الجنس :
المشاركات: 1,867
افتراضي رد: كرامة مصر الغاضبة « كلاما ملياناً»


أمة الإسلام سيري و اشمخي عزا و فخرا

واكسري قيد التراخي و الخنوع اليوم كسرا

وانشري الدين ضياء وانثري الأخلاق عطرا

فإذا أُعطيت نصرا فاسجدي لله شكرا

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 89.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 85.45 كيلو بايت... تم توفير 3.85 كيلو بايت...بمعدل (4.31%)]