مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام) - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         طريقة أهل الكفر والعناد في معارضة الأنبياء وأتباعهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 3078 )           »          ألم أكُ ناراً يصطَليها عدوّكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كتاب(وصية أبي يوسف لهارون الرشيد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          قصة الطفل العنيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          شرح أذكار بعد السلام من الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          عداوة الكفار للمؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          قبل أن تنتصر لنفسك من أخيك تذكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          من صور أكل الحرام ( المقامرة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أبشروا يا أهل الصبر والإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          لماذا لا يا أبي ؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 15-04-2019, 01:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,280
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

تعريف النية وأهميتها

اللجنة العلمية





النية في صوم رمضان
توطئة
إن المسائل والأحكام المتعلقة بنية الصائم قد اعتنى بها الفقهاء –رحمهم الله- بتوضيحها، والبحث فيها، وما ذاك إلا لأن الصوم عبادة، والعبادة لا تصح إلا بنية، لقوله "صلى الله عليه وسلم": "إنما الأعمال بالنيات"([1])، ولأن الإنسان قد يَضْرِب عن الطعام ويستمر إضرابه يومًا كاملاً؛ فلا يُقال عنه أنه صائم، لأنه لم يقصد التقرب إلى الله "سبحانه وتعالى" بهذا الامتناع، ومثله لو امتنع عن الطعام والشراب ليخفف وزنه، أو خوفًا من الطعام والشراب أن يضره في جسده؛ لذا كان لمبحث تعيين النية حيِّزًا واسعًا من كلام الفقهاء في كتبهم، حتى وصل الأمر إلى الإجماع على وجوب تعيينها، كما قال ابن قدامة في المغني: " لا يصح صومٌ إلا بنية إجماعًا، فرضًا كان أو تطوّعًا؛ لأنه عبادة محضة، فافتقر إلى النية كالصلاة"([2]). قال النووي: "لا يصحّ الصوم إلا بنية، ومحلها القلب، ولا يُشترط النطق بها بلاخلاف"([3]). وفي بداية المجتهد قوله: "أما كون النية شرطًا في صحة الصيام فإنه قول الجمهور"([4]).



وعند نظري في كلام الفقهاء عن النية لحظت أنهم يوردون الكلام في مسألتين قريبتين من بعضهما، وهما حكم تبييت النية لصوم رمصان، وحكم تبييتها لكل يوم من رمضان، فما هو الخلاف فيهما؟ وما الفرق بينهما؟.
والذي أحب أن أتوصل إليه وهو الذي يهمني من مبحث تعيين النية، والذي "تعم به البلوى"؛ هو هل يشترط تعيين النية لصيام كل يوم من أيام رمضان؟ أم يُكتفى بنية واحدة من بداية رمضان تغني عن تبييتها كل ليلة؟. وقد رأيت أن أفرد الحديث عن كل واحدة منهما على حِدة، ثم الخروج بخلاصة لهذا المبحث.



لكن قبل الشروع في المسألتين أذكر تعريفًا مختصرًا للنية:
فقولنا: نوى الشيء، أي قصده واعتقده، والنية هي الأمر والوجه الذي تنويه، وهي ما ينوي الإنسان بقلبه من خير أو شر([5]).
والنية عند الفقهاء: العزم على فعل الشيء تقربًا إلى الله([6]). قال ابن قدامة في المغني([7]): "ومعنى النية القصد: اعتقاد القلب فعل شيء وعزمه عليه من غير تردد، فمتى خطر بقلبه في الليل أن غدًا من رمضان، وأنه صائم فيه، فقد نوى".



([1]) أخرجه البخاري في كتاب بدء الوحي، باب كيف بدء الوحي إلى رسول الله r وقول الله: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا )، [النساء آية 163]، (1/3)، رقم (1)، ومسلم في كتاب الإمارة، باب قوله "صلى الله عليه وسلم": "إنما الأعمال بالنيات"، وأنه يدخل فيه الغزو وغيره من الأعمال (3/1515)، رقم (155).

([2]) المغني (3/7).

([3]) روضة الطالبين (2/350).

([4]) بداية المجتهد (1/213).
([5]) لسان العرب مادة (نوى) (15/347)، القاموس المحيط مادة (نوى) (1/1728)، المصباح المنير، مادة (نوى) (2/632)، كتاب العين (8/394).


([6]) انظر: الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي، لأبي منصور محمد بن أحمد بن الأزهر الأزهري، تحقيق: محمد جبر الألفي، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الطبعة الأولى، عام 1399هـ (1/41)، المطلع (1/69).

([7]) (3/24).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 15-04-2019, 01:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,280
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

تعيين النية في صوم رمضان

اللجنة العلمية

اختلف الفقهاء في حكم تعيين النية في الصوم على قولين:
القول الأول
ذهب الحنفية([1]) في حكم تعيين النية في الصوم إلى تقسيم ذلك إلى قسمين:
القسم الأول: لا يشترط فيه التعيين، وهو: أداء رمضان، والنذر المعين زمانه، وكذا النفل، فإنه يصح بمطلق نية الصوم، من غير تعيين؛ وذلك لأن رمضان وقته مُضيّق، لا يسع غيره من جنسه وهو الصوم، فلم يشرع فيه صوم آخر، فكان متعيناً للفرض، والمتعين لا يحتاج إلى تعيين، والنذر المعين معتبر بإيجاب الله تعالى، فيصاب كل منهما بمطلق النية، وبأصلها، وبنية نفل، لعدم المزاحم. وكل يوم معيّن للنفل ماعدا رمضان، والأيام المحرم صومها، وما يعيّنه المكلف بنفسه، فكل ذلك متعين، ولا يحتاج إلى التعيين.
والقسم الثاني: يشترط فيه التعيين، وهو: قضاء رمضان، وقضاء ما أفسده من النفل، وصوم الكفارات بأنواعها، والنذر المطلق عن التقييد بزمان، سواء أكان معلقًا بشرط، أم كان مطلقًا، لأنه ليس له وقت معين، فلم يتأدَ إلا بنية مخصوصة، قطعًا للمزاحمة.
فصوم رمضان عندهم يتأدّى بنيةٍ من بعد غروب الشمس إلى منتصف النهار، وقالوا بجواز صومه بنية من النهار. قال الكاساني: "وإن كان عينًا وهو صوم رمضان وصوم التطوع خارج رمضان والمنذور المعين يجوز". أي عقد النية بعد طلوع الفجر.
والقول بعدم اشتراط النية كما أنه قول الحنفية فهو رواية كذلك عن الإمام أحمد([2]).
واستدل القائلون بهذا القول بما يلي من الأدلة:


1)حديث الرُّبَيْع بنت مِعْوَذ([3]) رضي الله عنها قالت: أرسل رسول الله "صلى الله عليه وسلم" غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان أصبح صائمًا فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه..." ([4]).
2)حديث سلمة بن الأكوع([5])"رضي الله عنه" أن النبي "صلى الله عليه وسلم" بعث رجلاً ينادي في الناس يوم عاشوراء: "أن من أكل فليتم أو فليصم، ومن لم يأكل فلا يأكل"([6]).
3)قياس الفرض على النفل، فالنفل صح فيه أن الرسول "صلى الله عليه وسلم" كان ينويه من النهار، فكذلك الفرض يجوز أن ينويه من النهار([7]).


القول الثاني
وهو مذهب الجمهور من المالكية([8])، والشافعية([9])، والحنابلة([10])، أنه لابد من تعيين النية في صوم رمضان، وصوم الفرض والواجب، ولا يكفي تعيين مطلق الصوم، ولا تعيين صومٍ معين غير رمضان، وكمال النّيّة كما قال النّووي([11]): "أن ينوي صوم غد، عن أداء فرض رمضان هذه السّنة للّه تعالى". ومما استدلوا به ما يلي:
1)حديث حفصة رضي الله عنها قالت: قال النبي "صلى الله عليه وسلم": "من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له"([12])، وفي رواية: " من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له"([13]).
2)كذلك عللوا بأن الصوم عبادة مضافة إلى وقت، فيجب التعيين في نيتها، كالصلوات الخمس، ولأن التعيين مقصود في نفسه، فيجزئ التعيين عن نية الفريضة في الفرض، والوجوب في الواجب([14]).


المناقشات والردود:
أولاً: بعض ما ورد من ردود على أدلة القول الأول:
نُوقش الحديثان (حديث الرُّبَيع وسلمة رضي الله عنهما)([15]): بأنه لا يتم لهم الاستدلال به إلا على القول بأن صوم عاشوراء كان واجبًا، كما قال النووي: "وأجابوا عن استدلال أبي حنيفة بأن صوم عاشوراء كان تطوعًا متأكداً شديد التأكيد ولم يكن واجبًا. وهذا صحيح مذهب الشافعية"([16]). ومما يدل على عدم وجوبه حديث قوله "صلى الله عليه وسلم": "هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء فليصم، ومن شاء فليفطر"([17]). وإنما كان واجبًا ثم نسخ عندما فرض الله صوم رمضان؛ لقول عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أمر بصيام عاشوراء، فلما فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر"([18]).
وأما قياسهم الفرض على النفل نُوقش: بأنه قياس لا يصح؛ لأننا عهدنا من الشارع أنه يخفف في النوافل ما لا يخفف في الفرائض، والفرق بين التطوع والفرض من وجهين: أحدهما أن التطوع يمكن الإتيان به في بعض النهار بشرط عدم المفطرات في أوله بدليل قوله "صلى الله عليه وسلم" في حديث عاشوراء فليصم بقية يومه فإذا نوى صوم التطوع من النهار كان صائمًا بقية النهار دون أوله والفرض يكون واجبًا في جميع النهار ولا يكون صائمًا بغير النية. والثاني أن التطوع سومح في نيته من الليل تكثيرًا له أنه قد يبدوا له الصوم في النهار فاشتراط النية في الليل يمنع ذلك فسامح الشرع فيها كمسامحته في ترك القيام في صلاة التطوع وترك الاستقبال فيه في السفر تكثيرًا له بخلاف الفرض إذا ثبت هذا ففي أي جزء من الليل نوى أجزأه ([19]).
ثانيًا: بعض ماورد من ردود على أدلة القول الثاني:
1. أما استدلالهم بحديث حفصة رضي الله عنها فنوقش: بأن الحديث ضعيف([20]). إلا أنه يمكن الجواب على ذلك من وجهين:
الأول: أن جماعة من المحدثين حكموا بصحته([21]).
الثاني: على فرض التسليم بأن الحديث ضعيف، إلا أنه قد رُوي موقوفًا عن ثلاثة من الصحابة بأسانيد صحيحة؛ إذ جاء عن ابن عمر، وأخته حفصة، وعائشة بنت أبي بكر y ولا يُعرف لهم مخالف من الصحابة([22]).


سبب الخلاف في المسألة:
أورده ابن رشد في بداية المجتهد حيث قال: "وسبب اختلافهم هل الكافي في تعيين النية في هذه العبادة، هو تعيين جنس العبادة، أو تعيين شخصها، وذلك أن كلا الأمرين موجود في الشرع، مثال ذلك: أن النية في الوضوء يكفي منها اعتقاد الحدث، لأي شيءٍ كان من العبادة التي الوضوء شرط في صحتها، وليس يختص عبادة عبادة، بوضوء وضوء.
وأما الصلاة، فلا بد فيها من تعيين شخص العبادة، فلا بد من تعيين الصلاة، إن عصرًا فعصرًا، وإن ظهرًا فظهرًا. وهذا كله على المشهور عند العلماء، فتردد الصوم عند هؤلاء بين هذين الجنسين فمن ألحقه بالجنس الواحد قال: يكفي في ذلك اعتقاد الصوم فقط ومن ألحقه بالجنس الثاني، اشترط تعيين الصوم"([23]).


وتوضيح ذلك
أن سبب الخلاف هو في القدر الكافي في تعيين النية في العبادة، والمقصود بذلك أحد أمرين:
1.إما أن يكون المقصود أن النية في الصوم يُراد بها جنس العبادة (أي: شهر رمضان كاملاً، كتلة واحدة متكاملة لثلاثين يومًا).
2.وإما أن يُراد بالنية عين العبادة أو شخصها، (أي: كل يوم من أيام رمضان على حِدة منفصل) فيكون مثل الصلوات الخمس، لا بد فيها من تعيين النية لكل صلاة لتمييزها.
فمن قال بأن رمضان يعتبر كتلة واحدة؛ قال: يكفي فيه اعتقاد الصوم فقط، ونية واحدة من بداية الشهر تكفي للشهر كاملاً؛ ومن ألحقه بأن كل يوم لوحده، منفصل، لا علاقة له بما قبله ولا بما بعده؛ قال: باشتراط تعيين النية.





([1]) انظر: بدائع الصنائع (1/128)، وانظر قول الحنفية، في تبيين الحقائق (313)، شرح فتح القدير (2/309)، وحاشية الطحاوي على مراقي (1/426).

([2]) انظر: الفروع (3/30).

([3]) الرُّبيْع بنت مِعْوَذ بن عفراء الأنصارية، صحابية جليلة، روى عنها أهل المدينة، وكانت ربما غزت مع رسول الله "صلى الله عليه وسلم" فتداوي الجرحى وترد القتلى إلى المدينة، وكانت من المبايعات تحت الشجرة بيعة الرضوان، انظر ترجمتها في: أسد الغابة (1/1023)، تقريب التهذيب (1/747)، الإصابة (7/641).

([4]) أخرجه البخاري في كتاب الصوم باب صوم الصبيان (2/682)، رقم (1859)، ومسلم في كتاب الصيام، باب من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه (2/798)، رقم (136)، واللفظ لمسلم.

([5]) سلمة بن عمرو بن الأكوع، واسم الأكوع سنان بن عبد الله، أول مشاهده الحديبية وكان من الشجعان ويسبق الفرس عَدْوًا وبايع النبي "صلى الله عليه وسلم" عند الشجرة على الموت، وكان شجاعًا، راميًا، سخيًا، خيرًا، محسنًا، فاضلاً، روي أنه كلْم الذئب، قال سلمة "رضي الله عنه" عن نفسة: "رأيت الذئب قد أخذ ظبيا فطلبته حتى نزعته منه فقال ويحك مالي ولك عمدت إلى رزق رزقنيه الله ليس من مالك تنتزعه مني،"، توفي في المدينة 74هـ، وهو ابن ثمانين سنة. انظر ترجمته في: أسد الغابة (1/465)، الإصابة (3/151).

([6]) أخرجه البخاري في كتاب الصوم باب صيام يوم عاشوراء (2/704)، ومسلم في كتاب الصيام، باب من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه (2/798)، رقم (135)، واللفظ للبخاري.

([7]) وانظر قول الكاساني في هذا في بدائع الصنائع (1/129).

([8]) مواهب الجليل (1/232)، الفواكه الدواني (1/313)، بداية المجتهد (1/214).

([9]) المجموع (6/299)، روضة الطالبين (2/350)، مغني المحتاج (1/423).

([10]) المغني (3/7)، الفروع (3/30)، الروض المربع (1/419).

([11]) في روضة الطالبين (2/350).

([12]) أخرجه النسائي في كتاب الصيام، ذكر اختلاف الناقلين لخبر حفصة في ذلك (4/197)، رقم (2334)، والبيهقي في الكبرى، في كتاب الصيام، باب الدخول في الصوم بالنية (4/202)، رقم (7698)، وصححه الألباني في مختصر إرواء الغليل (1/176)، رقم (914).

([13]) أخرجها الترمذي في كتاب الصوم، باب ما جاء لا صيام لمن لم يعزم الصيام من الليل (3/107)، رقم (730)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (1/449)، رقم (1987).

([14]) بدائع الصنائع (1/128)، المغني (3/17)، الفقه الإسلامي (2/621).

([15]) المغني (3/17)، الفقه الإسلامي (2/621).

([16]) المجموع (6/301).

([17]) أخرجه البخاري في كتاب الصوم، باب صيام يوم عاشوراء (2/702)، رقم (1899)، ومسلم في كتاب الصيام، باب صوم يوم عاشـوراء (2/795)، (126)، من حديث معاوية بن أبي سفيان "رضي الله عنه".

([18]) أخرجه البخاري، كتاب الصوم، باب صيام يوم عاشوراء (2/704)، رقم (1897)، ومسلم في كتاب الصيام، باب صوم يوم عاشوراء (2/792)، رقم (115)، وانظر: ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه، لهبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم، تحقيق: حاتم صالح الضامن، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثالثة، عام1405هـ (1/20).

([19]) المغني (3/17)، الفقه الإسلامي (2/621).

([20]) بدائع الصنائع (1/129).

([21]) كالألباني في مختصر إرواء الغليل (1/176)، رقم (914)، وغيره، و قال ابن حجر في التلخيص الحبير (2/188): [اختلف الأئمة في رفعه ووقفه: فقال أبو داود لا يصح رفعه، وقال الترمذي الموقوف أصح، ونقل عن البخاري أنه قال: "هو خطأ وهو حديث فيه اضطراب، والصحيح عن ابن عمر موقوف"، وقال النسائي: "الصواب عندي موقوف ولم يصح رفعه"، وقال أحمد: "ماله عندي ذلك الإسناد"، وقال الحاكم:، "صحيح على شرط الشيخين وقال في المستدرك: "صحيح على شرط البخاري"، وقال البيهقي: "رواته ثقات إلا أنه روي موقوفا"، قال بن حزم: "الاختلاف فيه يزيد الخبر قوة"] ا.هـ، بتصرف يسير.

([22]) التلخيص الحبير (2/188)

([23]) بداية المجتهد (1/214).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 19-04-2019, 01:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,280
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

تعيين النية لكل يوم جديد من رمضان

اللجنة العلمية



هل يشترط للصائم أن ينوي الصيام قبل كل يوم جديد، أم تكفي نية واحدة وتُجزئ عن جميع أيام الشهر، على قولين:

القول الأول:
تجب نية مستقلة لكل يوم من أيام رمضان، وقال به الحنفية([1])، والشافعية([2])، وهو رواية عن الإمام أحمد والتي عليها المذهب عند أتباعه([3]). فيجب أن ينوي لكل يوم بيومه، فمثلاً في رمضان يحتاج إلى ثلاثين نية. وبناءً على ذلك لو أن رجلاً نام بعد العصر في رمضان، ولم يستيقظ من الغد إلا بعد طلوع الفجر، لم يصح صومه ذلك اليوم؛ لأنه لم ينو صومه من ليلته([4]).

وعللوا لذلك بما يلي:
1. ولأن هذه الأيام عبادات لا يفسد بعضها بفساد بعض، ويتخللها ما ينافيها فأشبهت القضاء"([5]).
2. أنه صوم واجب فوجب أن ينوي كل يوم من ليله([6]).






القول الثاني:
تجزئ نية واحدة عن جميع شهر رمضان، وهو قول المالكية([7])، ورواية عند الإمام أحمد([8])، وهذا فيما يُشترط فيه التتابع، فتكفي النية في أوله، ما لم يقطعه لعذر فيستأنف النية، وعلى هذا فإذا نوى الإنسان أول يوم من رمضان أنه صائم هذا الشهر كله، فإنه يجزئه عن الشهر كله، ما لم يحصل عذر ينقطع به التتابع، كما لو سافر في أثناء رمضان، فإنه إذا عاد للصوم يجب عليه أن يجدد النية([9]). واستدل هولاء الذين يرون الاجتزاء بنية واحدة عن جميع الشهر بعدة أمور منها:
1. ما ثبت في الحديث: "ولكل امرئ ما نوى"([10])، وهذا نوى صيام الشهر فله ما نوى.
2. أن صوم الشهر عبادة واحدة([11]).
3. قياسه على الحج، فالحج طوافه وسعيه والوقوف بعرفة ...، تجزئ فيه نية واحدة عن جميعه.
4.قال الشيخ ابن عثيمين: "وهذا هو الأصح، لأن المسلمين جميعاً لو سألتهم لقال كل واحد منهم أنا نويت الصوم أول الشهر إلى آخره، فإذا لم تتحقق النية حقيقة فهي محققة حكماً، لأن الأصل عدم القطع، ولهذا قلنا: إذا انقطع التتابع لسبب يبيحه، ثم عاد إلى الصوم فلا بد من تجديد النية، وهذا القول هو الذي تطمئن إليه النفس"([12]).



الخلاصة والترجيح:
في خاتمة بحث مسألتَي: حكم تبييت النية لصوم رمصان، وحكم تبييتها لكل يوم منه، اتضح الفرق بينهما؛ وهو أن المسألة الأولى إنما ترد في تعيين النية في بداية صوم رمضان في أول يوم فقط لجميع الشهر؛ هل يُشترط للمسلم أن يُعين النية، بأنه سيصوم شهر رمضان، لهذه السنة؟ وفي ذلك قولين: فالجمهور (المالكية، والشافعية، والحنابلة)، على اشتراط ذلك، وخالف الحنفية، بعدم اشتراطها لصيام رمضان، وأنه يُجزيء عقدها في النهار.
وأما المسألة الثانية؛ فمدار الخلاف فيها هو تعيينها لكل يوم من أيام شهر رمضان، وفيها كذلك قولين: فالحنفية، والشافعية، والرواية المشهورة عند الحنابلة على أنه يجب تعيين النية لكل يوم جديد من أيام الشهر الفضيل، بينما يرى المالكية، ورواية عن الإمام أحمد، الاكتفاء بنية واحدة لجميع الشهر، ومن المعلوم أن كل شخص يقوم في آخر الليل ويتسحر، فإنه قد أراد الصوم ولا شك في هذا،لأن كل عاقل يفعل الشيء باختياره لا يمكن أن يفعله إلا بإرادة، والذي يُفهم من كلام أهل العلم أن الإرادة هي النية، فالإنسان لا يأكل في آخر الليل إلا من أجل الصوم، ولو كان مراده مجرد الأكللم يكن من عادته أن يأكل في هذا الوقت.
فلزم القول بعدم وجوب تجديد النية لكل صيام يوم جديد من أيام رمضان، بل تكفي نية واحدة لصيام جميع أيام رمضان؛ إلا إذا انقطع صيامه؛ كمسافر، ومريض أفطر، وحائض، ونحوهم، فإنهم يعيدون تجديد النية.





([1]) حاشية ابن عابدين (2/380).

([2]) المجموع (6/307).

([3]) شرح منتهى الإرادات، المسمى دقائق أولي النهى لشرح المنتهى، لمنصور بن يونس بن إدريس البهوتي، الناشر: عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثانية عام 1996هـ، (1/480)، وقد اختارت هذا القول اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية، انظر: فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء (10/246).

([4]) انظر: الشرح الممتع (6/369).

([5]) المغني (3/24)

([6]) انظر: الشرح الممتع (6/369).

([7]) حاشية ابن عابدين (2/380).

([8]) الكافي (1/393).

([9]) انظر: الشرح الممتع (6/369).

([10]) انظر: الشرح الممتع (6/369-370).

([11]) المغني (3/24)

([12]) انظر: الشرح الممتع (6/370).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 19-04-2019, 01:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,280
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

نية الصوم

اللجنة العلمية

النية في نصوص الوحيين

أولاً: النية في القرآن الكريم:
القرآن يعبر عن النية بعبارات مختلفة مثل: إرادة الآخرة، أو إرادة وجه الله، أو ابتغاء وجهه، أو ابتغاء مرضاته، يقول تعالى:
(منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة).
(ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها).
(من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار، وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون).
فهؤلاء هم عبيدُ الدنيا، الذين جعلوا لها كلَّ إرادتهم وسعيهم:
(من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها
مذموما مدحورا، ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا).
قسمت الآيتان الناس إلى قسمين:
-مريد العاجلة، وهي الدنيا، ليس له هدفٌ سواها، ومصيره: جهنم،
-ومريد الآخرة، الذي جعلها هدفه وسعى لها سعيها، فمصيره ما ذكرت الآية.
الجزاء إذن مُرتَّب على "الإرادة" و"المراد"، فخبّرني: ما مرادك وقصدك؟ أخبرك: ما مصيرك وجزاؤك!
وهذا المعنى تكرَّر في القرآن:
(من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه، ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب).
(ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه).
(وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون).
(وسيجنبها الأتقى، الذي يؤتى ماله يتزكى، وما لأحد عنده من نعمة تجزى، إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى).
(وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله).
(ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله) .. الآية.
(لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما).
وأود أن أنبه هنا:
أنه لا تعارض بين إرادة الله تعالى وإرادة الآخرة، بل لا ثنائية، فلا معنى لتعليق من علَّق على قوله تعالى: (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة)!
فإرادة الآخرة تعني: إرادة مثوبته ورضوانه، ورجاء ما عنده سبحانه.
ولا يعاب المخلص بأنه يرجو الجنة ويخاف النار، فقد وصف القرآن الأنبياء والصالحين بالرجاء والخوف، والرغب والرهب، وليس بعد القرآن بيان.
والجنة ليست دار النعيم الحسي فحسب، بل هي دار الرضوان الأكبر، والتنعم بالنظر إلى وجه الله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة) فأما الكفار فإنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون، وهذا الحجاب هو أقسى العذاب.

ثانياً: النية في السنة:
أما السنة، فقد ورد فيها الكثير في فضل النية والإخلاص، أذكر منها بعض ما انتقيته مما ذكره الإمام المنذري في كتابه "الترغيب والترهيب"، وقد بدأها وبدأ كتابه كله بحديث الثلاثة أصحاب الغار، وهو حديث متفق عليه!
وثنَّى بحديث أبى أمامة: فيمن سأل عمَّن غزا يلتمس الأجرَ والذكرَ (أيْ: الأجر من الله والذكر عند الناس)! وأجاب النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات: (لا شيءَ له)! ثم قال: (إن اللهَ لا يقبلُ من العمل إلا ما كان خالصاً، وابتُغي به وجهُه) (رواه النسائي بإسناد جيد).
ثم ثلَّث بحديث عمر المشهور: (إنما الأعمال بالنية) وفي رواية: (بالنيات وإنما لكل
امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) (رواه البخاري ومسلم، وأبو داود والترمذي والنسائي).
وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم) قالت: قلت: يا رسول الله، كيف يُخسف بأولهم وآخرهم، وفيهم أسواقُهم ومن ليس منهم؟ قال: (يُخسف بأولهم وآخرهم، ثم يُبعثون على نياتهم) (رواه البخاري ومسلم وغيرهم).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: رجعنا من غزوة تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إنَّ أقواماً خلفنا بالمدينة، ما سلكنا شعباً ولا وادياً إلا وهم معنا، حبسهم العذر) (رواه البخاري، وأبو داود)، ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا، ولا أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم من واد، إلا وهم معكم) قالوا: يا رسول الله، وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال: (حبسهم المرض)!
وعن أبي كبشة الأنماريِّ رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(ثلاث أقسم عليهنَّ وأحدثكم حديثا فاحفظوه، قال: ما نَقص مالُ عبدٍ من صدقة ٬ ولا ظُلِم عبدٌ مظلمةً صبر عليها إلا زاده الله عزاً٬ ولا فَتح عبدٌ بابَ مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر)، (أو كلمة نحوها).
(وأحدثكم حديثاً فاحفظوه) قال: (إنما الدنيا لأربعة نفر: عبدٍ رزقه اللهُ مالاً وعلماً، فهو يتَّقي فيه ربّهُ ويصلُ فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً، فهذا بأفضل المنازل، وعبدٍ رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً، فهو صادق النية، يقول: لو أنَّ لي مالاً لعملتُ بعمل فلان، فهو بنيَّته، فأجرهما سواء، وعبدٍ رزقه الله مالاً، ولم يرزقه علماً، يخبطُ في ماله بغير علم، ولا يتَّقي فيه ربَّه، ولا يصلُ فيه رحمه، ولا يعلمُ لله فيه حقاً، فهذا بأخبث المنازل، وعبدٍ لم يرزقه الله مالاً ولا علماً، فهو يقول: لو أنَّ لي مالاً لعملتُ فيه بعمل فلان، فهو بنيَّته، فوزرهما سواء) (رواه أحمد والترمذي واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: "قال رجل: لأتصدقن [الليلة] بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون: تُصُدِّق الليلة على سارق، فقال: اللهم لك الحمد على سارق، لأتصدقنَّ بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون: تُصدق الليلة على زانية، فقال: اللهم لك الحمد على زانية! لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد غني، فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على غني، فقال: اللهم لك الحمد على سارقٍ وزانيةٍ وغنيٍّ، فأُتي (أي في المنام) فقيل له: أمَّا صدقتُك على سارقٍ: فلعله أن يستعفَّ عن سرقته، وأما الزَّانية، فلعلها أن تستعفَّ من زناها، وأما الغنيُّ فلعله أن يعتبر، فينفق مما أعطاه الله) (رواه البخاري واللفظ له ومسلم والنسائي)، وقالا فيه: (أما صدقتك فقد تُقُبِّلت) ثم ذكر الحديث.
دلت هذه الأحاديث الوفيرة وغيرها مع ما جاء في كتاب الله على قيمة النية وأهميتها في الدين، وأن روح العمل هي "النية"، ولكن ما هي النية التي رتَّبت عليها الأحاديث كلَّ هذه النصائح؟
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 19-04-2019, 01:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,280
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

نية الصوم

اللجنة العلمية



العلاقة بين النِّيَّة والإخلاص

حتى يكون خالصاً وصواباً:
لكل عمل صالح ركنان لا يقبل عند الله إلا بهما:
أولهما: الإخلاص وتصحيح النية.
وثانيهما: موافقة السنة ومنهاج الشرع.
وبالركن الأول تتحقق صحة الباطن، وبالثاني تتحقق صحة الظاهر، وقد جاء في الركن الأول قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات)، فهذا هو ميزان الباطن.
وجاء في الركن الثاني قوله صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) أي: مردودٌ على صاحبه، وهذا ميزانُ الظَّاهر.
وقد جمع اللهُ الرُّكنين في أكثر من آيةٍ في كتابه، فقال تعالى:
(ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى)،
(ومن أحسنُ دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن).
وإسلام الوجه لله: إخلاص القصد والعمل له ..
والإحسان فيه: أداؤه على الصورة المرضية شرعا، ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته.
وقد مر بنا قول الفضيل بن عياض: "إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصا وصوابا، والخالص: أن يكون لله! والصواب: أن يكون على السنة .. ثم قرأ الفضيل قوله تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحد).


ما هو الإخلاص؟
الإخلاص: عمل من أعمال القلوب، بل هو في مقدمة الأعمال القلبية، لأن قبول الأعمال لا يتم إلا به.
والمقصود بالإخلاص: إرادة وجه الله تعالى بالعمل، وتصفيته من كل شوب ذاتي أو دنيوي، فلا ينبعث للعمل إلا لله تعالى والدار الآخرة، ولا يمازج عمله ما يشوبه من الرغبات العاجلة للنفس، الظاهرة أو الخفية، من إرادة مغنم، أو شهوة، أو منصب، أو مال، أو شهرة، أو منزلة في قلوب الخلق، أو طلب مدحهم، أو الهرب من ذمهم، أو إرضاء لعامة، أو مجاملة لخاصة، أو شفاء لحقد كامن، أو استجابة لحسد خفي، أو لكبر مستكن، أو لغير ذلك من العلل والأهواء والشوائب، التي عقد متفرقاتها هو: إرادة ما سوى الله تعالى بالعمل، كائنا من كان، وكائنا ما كان.
أساس الإخلاص: تجريد النيّة:
وأساس إخلاص العمل: تجريد "النية" فيه لله تعالى.
والمراد بالنية: انبعاث إرادة الإنسان لتحقيق غرض مطلوب له.
فالغرض الباعث هو: المحرك للإرادة الإنسانية لتندفع للعمل!
والأغراض الباعثة كثيرة ومتنوعة، منها، المادي والمعنوي، ومنها: الفردي والاجتماعي، ومنها: الدنيوي والأخروي، ومنها التافه الحقير، والعظيم الخطير، منها ما يتعلق بشهوة البطن والجنس!
ومنها ما يتصل بلذة العقل والروح! منها ما هو محظور، ومنها ما هو مباح، ومنها ما هو مستحب، ومنها ما هو واجب!
وإنما يحدد هذه البواعث: عقائد الإنسان وقيمه التي يؤمن بها، ومعارفه وأفكاره
ومفاهيمه التي كونها بالدراسة أو بالتجربة، أو بتأثير البيئة، وبالتقليد للآخرين.
والمؤمن الحق هو الذي غلب باعث الدين في قلبه باعث الهوى، وانتصرت حوافز الآخرة على حوافز الدنيا، وآثر ما عند الله تعالى على ما عند الناس، فجعل نيته وقوله وعمله لله، وجعل صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين، وهذا هو الإخلاص.
يقول الإمام أبو حامد الغزالي في الإحياء:
"قد انكشف لأرباب القلوب ببصيرة الإيمان، وأنوار القرآن: أن لا وصول إلى السعادة، إلا بالعلم والعبادة، فالناس كلهم هلكى إلا العالِمون، والعالِمون كلهم هلكى إلا العامِلون! والعاملون هلكى إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم، فالعمل بغير نيةٍ عناء! والنية بغير إخلاصٍ رياء، وهو للنفاق كفاء، ومع العصيان سواء، والإخلاصُ من غير صدقٍ وتحقيقٍ هباءٌ، وقد قال الله تعالى في كل عمل كان بإرادة غير الله مشوباً مغموراً: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا).
الإسلام يرفض الثنائية المقيتة!
إن الإسلام لا يرضى للمسلم أن يعيش بوجهين: وجه لله، ووجه لشركائه، ولا أن تنقسم حياته إلى شطرين: شطر لله وشطر للطاغوت، الإسلام يرفض الثنائية المقيتة? والازدواجية البغيضة، التي نشهدها في حياة المسلمين اليوم، فنجد الرجل مسلما في المسجد أو في شهر رمضان، ثم هو في حياته، أو في معاملاته، أو في مواقفه إنسان آخر، إنَّ الإخلاص هو الذي يوحد حياة المسلم، ويجعلها كلها لله، كما يجعله كله لله، فصلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين!
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 21-04-2019, 05:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,280
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

نية الصوم

اللجنة العلمية


العلاقة بين النّيّة وبعض المفاهيم المقاربة لها

يختلط مفهوم النيّة بعدة مفاهيم أخرى، كحديث النّفس والخاطر، والهاجس، والهمّ، والعزم، وفيما يلي نتعرّف على هذه المفاهيم، لكي يتبيّن من سياق الكلام ما هو مقصودٌ بالنّية:

1 - حديث النفس: ومعنى حديث النفس ما يخطر في نفس الإنسان من غير عزم على الفعل، يعني ما يُحَدِّث به الإنسان نفسه من غير عزم على الفعل. الإنسان يحدِّث نفسه بأنّه يعمل أعمالاً، يحدِّث نفسه بأنه يتزوج إمرأة وينجب ويطلّق هذه المرأة ويتزوج أخرى وينجب وهكذا من غير عزم على الفعل فهذا حديث النفس وهو لا يضر الإنسان سواء كان سيئاً أو صالحاً. إذا حدَّث الإنسان نفسه بشئ سيئ فإنه لا يؤاخذ به؟ يعني والعياذ بالله لو أن الإنسان حدَّث نفسه أن يرتكب فاحشةً من فواحش الذنوب من غير عزم على الفعل لكنه حديث نفس كما يقولون أمنياتٌ تمر بالقلب فهذا لا يؤاخذ به الإنسان لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إنَّ الله تجاوز لأمتي عما حدَّثت به أنفسها، مالم تتكلم أو تعمل به) (صحيح الجامع: 1730)
الله عز وجل من رحمته بنا تجاوز لأمة محمد صلى الله عليه وسلم عن حديث النفس مالم تتكلم أو تعمل به. فمثلاً الإنسان وهو جالس أغضبته امرأتُه في أمر من الأمور فأخذ يحدث نفسه أنه سيطلقها يقول لنفسه هذه المرأة لاتصلح لي أنا لابد أن أطلقها أنا سأفارقها لايؤاخذ بذلك مادام أنه لم يتكلم به.
2 - الخاطر: ومعنى الخاطر أن يستمر الإنسان في حديث النفس مع قدرته على دفعه، يستمر الإنسان في حديث النفس لا يقطع يواصل حديث النفس سواء أكان سيئاً أو حسناً. يعني بعض الناس مثلاً يحدِّث نفسه بأنه ذهب إلى بلاد الكفر ودخل المعركة وقاتل الكافر الفلاني وجندل الكافر الفلاني ولم يبق كافر على وجه الأرض من المحاربين إلا وقتله. يحدِّث نفسه ويستمر فيه هذا الخاطر.
أو كان سيئاً والعياذ بالله يحدِّث نفسه أنه سيعتدي على أحد إخوانه المسلمين، ويستمر في حديث النفس، هذا لا يؤاخذ به (لكن قال أهل العلم إن كان الأمر سيئاً فإن الأليق بالمؤمن ألا يستمر فيه حتى لا يحبه)، نعم هُوَ لا يؤاخذ به لكن يُخشى إذا استمر في حديث نفسه في هذه الأمور أن يتعلق بها فيؤدي هذا إلى المحظور!
الأليق بالمسلم أن يقطعه وألا يستمر فيه لكنه على كل حال لا يؤاخذ به.
3 - الهاجس [الوسواس]: الهاجس هو ما يقع في قلب الإنسان من غير اختياره ويغلب عليه غلبةً بحيث إذا أراده لا يأتيه وإذا كرهه لا يندفع عنه، لا إرادة له فيه، وهذا هو الوسواس. ولا يؤاخذ به الإنسان بإجماع أهل العلم مهما كان شأنه، حتى لو كان يتعلق بالله سبحانه وتعالى، فقد جاء نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتكوا إليه أنهم يجدون الشيء يتعاظم عندهم أن يتكلموا به فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((أوجدتم ذلك)) قالوا نعم قال: (ذاك صريح الإيمان) (صحيح مسلم)، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة فقال ((تلك محض الإيمان)) (صححه الألباني في سنن أبي داود رقم 5112.) فالإنسان لا يؤاخذ بالوسواس وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم (أن الشيطان يأتي أحدكم فيقول له من خلق كذا وكذا حتى يقول من خلق ربك) يقول النبي صلى الله عليه وسلم (فإذا بلغ ذلك فليستعذ ولينته) (قال الألباني صحيح بشواهده في ظلال الجنة رقم 650).
الوسواس يقع في قلبِ الإنسان، ويقع في جميع الأمور، يقع في المعتقد، ويقع في الأعمال.
بعض الناس يقع له الوسواس في طلاق امرأته فدائماً يوسوس أنه طلق امرأته، بعض الناس يقع له الوسواس في الوضوء فدائماً يوسوس أنه ما غسل اليد ما تمضمض وهكذا، وقد يقع في الصلاة فيوسوس الإنسان أنه ما صلى أربعة في الرباعية أو نحو هذا، والوسواس إذا خطر للإنسان فهو علامة الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة) (صححه الألباني في سنن أبي داود برقم 5112).
معنى هذا أن الشيطان شَامَ قلب الإنسان فلم يجد طريقاً إليه إلا الوسواس وذلك لصلاحه: فأخذ يوسوس إليه وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ((تلك محض الإيمان)) يعني علامة على إيمان العبد [لكن ينبغي للمسلم إذا أصابه الوسواس أن ينتهي: يعني ألا يرتب على الوسواس شيئاً ولن يزول الوسواس عنك إلا بهذا] طالما أنك تطيع الشيطان في باب الوسواس فإنه يزيد عليك الوسواس. فإذا وسوس إليك أنك ما غسلت يدك فإذا أطعته وغسلت يدك سيزيد عليك مرة ثانية ومرة ثالثة. لكن إذا نهيت قلت أنا غسلت يدي. قال لا ما غسلت يدك، قلت أنا غسلت يدي قال وضوءك وصلاتك لا تصح المسألة خطيرة. قلت لا يهم يذهب عنك أما إذا استجبت وقلت المسألة خطيرة المسألة صلاة العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. لابد أن أتيقن وتعيد الوضوء فإنه يتمكن منك.
ولذلك الحكم الشرعي في الوسواس أن ينتهي عنه ولا يرتب عليه شئ فمثلاً:
إذا قرأت القرآن وأنت تقرأ عرض عليك الشيطان يوسوس لك في الآيات لا تغلق المصحف من أجل الوسواس بل استمر لأنك إن استمريت سيزول عنك هذا الباب. أما إذا أغلقت المصحف يشتد عليك وهكذا.
والذي يهمك أن هذا لايضرك في دينك وقد أجمع أهل العلم على أن الوسواس لا يؤاخذ به الإنسان.
4 - الهم: ومعناه ترجيح الفعل على الترك مع بقاء الاحتمال سواء كان هذا في شيء صالح أو في شئ سييء.
مثال ذلك: حدّثت نفسك أنك ستتصدق الليلة بخمسين ريالاً وكنت متردداً ثم رجحت أنك ستتصدق لكن بقي احتمال أنك يمكن ألا تتصدق لم تجزم. هذا همٌّ بشئ حسن، فكرت أن تكذب على زميلك ثم رجحت أنك ستكذب عليه لكن بقي أن هناك احتمال أنك لن تكذب فهذا هم وقد حكم به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يقول الله لملائكته: إذا همَّ عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة، وإذا عملها فاكتبوها عشر حسنات، وإذا هم بسيئة فلم يعملها فاكتبوها حسنة فإنما تركها من جرائي، وإذا عملها فاكتبوها سيئة واحدة) .
5 - العزم: وهو عقد القلب على العمل عقداً جازماً، وهذه هي النية!


وفَرَق بعض اللغويين بين النية والعزم بجعل النية: الإرادةَ المتعلقة بالفعل الحالي،
والعزمَ: الإرادة المتعلقة بالفعل الاستقبالي.
لكن يُردّ على هذا الفارق بتفسير النية بالعزم مطلقاً في كتب اللغة.


والنية في الشرع: عزم قلبيٌّ على عمل فرضي أو غيره.
أو عزم القلب على عمل فرضاً كان أو تطوعاً.
وهي أيضاً: الإرادة المتعلقة بالفعل في الحال أو في المستقبل.
وبناء عليه: إن كل فعل صدر من عاقل متيقظ مختار لا يخلو عن نية، سواء أكان من قبيل العبادات أم من قبيل العادات، وذلك الفعل هو متعلَّق الأحكام الشرعية التكليفية من الإيجاب والتحريم، والندب والكراهة والإباحة.

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي:
اعلم أن النية في اللغة نوع من القصد والإرادة، ... والنية في كلام العلماء تقع بمعنيين:
أحدهما: تمييز العبادات بعضها عن بعض، كتمييز صلاة الظهر من صلاة العصر مثلاً، وتمييز رمضان من صيام غيره، أو تمييز العبادات من العادات، كتمييز الغسل من الجنابة من غسل التبرد والتنظيف ونحو ذلك، وهذه النية هي التي توجد كثيراً في كلام الفقهاء في كتبهم.
والمعنى الثاني: بمعنى تمييز المقصود بالعمل، وهل هو لله وحده لا شريك له، أو لله وغيره. وهذه هي النية التي يتكلم فيها العارفون في كتبهم على الإخلاص وتوابعه، وهي التي توجد كثيراً في كلام السلف المتقدمين. وقد صنف أبو بكر بن أبي الدنيا مصنفاً سماه (كتاب الإخلاص والنية) وإنما أراد هذه النية!
النية والقصد:
أولا: القصد في اصطلاح الفقهاء هو:
العزم المتجه نحو إنشاء فعل.
"معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية" (3/ 96).
والنية هي كما يقول القرافي -رحمه الله-:
قصد الإنسان بقلبه ما يريده بفعله. "الذخيرة" (1/ 20).
وعرفها النووي بأنها: عزم القلب على عمل فرض أو غيره. "المجموع".
ومن تعريف القرافي يتبين أن النية والقصد متقاربان، ولهذا عرف النية بالقصد، لكن ذهب ابن القيم -رحمه الله- إلى أن بينهما فرقا، قال:
فالنية هي القصد بعينه ولكن بينها وبين القصد فرقان:
أحدهما: أن القصد معلق بفعل الفاعل نفسه وبفعل غيره. والنية لا تتعلق إلا بفعله نفسه، فلا يتصور أن ينوي الرجل فعل غيره، ويُتصور أن يقصده ويريده.
الثاني: أن القصد لا يكون إلا بفعلٍ مقدورٍ يقصده الفاعل. وأما النية فينوي الإنسان ما يقدر عليه وما يعجز عنه، ولهذا في حديث أبي كبشة الأنماري الذي رواه أحمد والترمذي وغيرهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: ... الخ) فالنية تتعلق بالمقدور عليه والمعجوز عنه، بخلاف القصد والإرادة فإنهما لا يتعلَّقان بالمعجوز عنه، لا من فعله ولا من فعل غيره.
"بدائع الفوائد" (3/ 190)، وانظر: "القواعد الكلية والضوابط الفقهية" للدكتور محمد عثمان شبير ص 93، 94.

يقول السيوطي -رحمه الله-:
اعلم أنه قد تواتر النقل عن الأئمة في تعظيم قدر حديث النية: قال أبو عبيدة: ليس في أخبار النبي صلى الله عليه وسلم شيء أجمع وأغنى وأكثر فائدة منه. واتفق الإمام الشافعي وأحمد بن حنبل وابن مهدي وابن المديني وأبو داود والدارقطني وغيرهم على أنه ثلث العلم، ومنهم من قال: ربعه، ووجه البيهقي كونه ثلث العلم بأن كسب العبد يقع بقلبه ولسانه وجوارحه، فالنية أحد أقسامها الثلاثة وأرجحها؛ لأنها قد تكون عبادة مستقلة، وغيرها يحتاج إليها .. إلى أن قال: وقال الشافعي: يدخل في سبعين بابا. "الأشباه والنظائر" ص 9.
وهذا يدل على أهمية معرفة المقاصد واعتبارها. والله أعلم.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 21-04-2019, 05:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,280
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

نية الصوم

اللجنة العلمية

أهمية النّية وضرورتها

النية في الصيام وفي كل عبادة فريضة لا بد منها، ولا يهمنا أن تكون ركنا عند بعض الفقهاء، أو شرطًا عند بعضهم، فهذا خلاف علمي أو نظري لا يترتب عليه عمل، ما دام الجميع متفقين على فرضيتها.
والمراد بالنية هنا: أن يقوم بالعبادة امتثالاً لأمر الله تعالى، وتقربًا إليه. فقد يمسك بعض الناس عن الطعام والشراب من الفجر إلى المغرب، ولما هو أكثر، ولكن بقصد الرياضة ونقص الوزن وما شابه ذلك.
وقد يمسك آخرون احتجاجًا علي أمر معين، وتهديدًا بالقتل البطيء للنفس كما يفعل ذلك كثيرًا المضربون عن الطعام في السجون والمعتقلات، وغيرها. وقد يمسك بعض الناس تشاغلاً أو استغراقًا في عمل يأخذ عليه فكره، وينسيه أكله وشربه.
وكل هؤلاء ليسوا صائمين الصيام الشرعي، لأنهم لم ينووا ولم يقصدوا بإمساكهم وجوعهم وحرمانهم وجه الله تعالى، وابتغاء مثوبته. ولا يقبل الله عبادة إلا بنية. قال عز وجل: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) (البينة: 5). وقال صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" (متفق عليه من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب).
وقال: (كل عمل ابن آدم له، قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به، يدع طعامه وشهوته من أجلي) (متفق عليه من حديث أبي هريرة). فمن ترك الطعام والشهوة من أجل شيء غير الله تعالى، فلم يصم الصِّيام الشرعي.
يوسف القرضاوي



وعند البخاري:
الرجل يقاتل حَميَّة، ويقاتل شجاعة، ويقاتل رياء فأي ذلك في سبيل الله؟ قال، صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ".
إن الأعرابي لا يعلم، جاء لمعلم الأمة، صلى الله عليه وسلم، يسأله، إن مقاصد الرجال كثيرة ومتعددة، فأيهم ينال شرف الجهاد في سبيل الله، وأيهم يُدخله مقصدُه في أهل الشهادة إن مات؟
فكان جوابه، صلى الله عليه وسلم، أنَّ من كانت نيته إعلاءَ كلمة الله فهو الذي في سبيل الله. فأي أمر فرَّق بين ما لهذا الأخير من ثواب الدنيا وحُسن المآل في الآخرة، وبين هؤلاء الذين ليس لهم إلا ما قصدوا إلى تحصيله من مغانم أو صيت وشهرة، أو رياء وسُمعة، مما لا ينفعهم في الآخرة؟
إنها النية، المقصد، والغرض، والغاية التي تَحرَّك كلٌ منهم بغرض تحقيقها وتوجه إليها، وكانت هي الطاقة الداخلية التي تدفع به إلى هدفه.
وشتان بين ما لهذا وبين ما لهؤلاء، وإن كنَّا نراهم في الميدان سواء كلهم يقاتل، كلهم شجاع، كلهم يضع سيفه في نحر العدو، الفعل واحد ولكن النوايا والمقاصد متباينة، فبأي معيار حدد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثواب كل منهم، وبأي مقياس حدد قيمة عمل كل منهم؟
إنها النية، ذلك الفعل القلبي، الذي لا يراه أحد، إلا الله سبحانه وتعالى، إنها النية، التي بمقتضاها يكون الجزاء، إما ثواب، وإما عقاب، إنها النية، التي نغفل عنها في تعبُّدِنا وسائر أعمالنا، فلعلنا نخسر كثيراً من ثواب أعمالنا، بسبب أننا لا نستحضر نيتنا حين الفعل فنؤدي بآلية، تفتقد إلى الخشوع، وتفتقر إلى الروح الإيمانية فنُلقي بأعمالنا إلى خواء، ونضيّعها ونحن لا نشعر.
(إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ) هكذا قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليعلمنا أن النية هي الحد الفاصل بين ما هو حق، وما هو باطل بين ما هو حلال وما هو حرام، بين العمل الخالص لوجه الله تعالى وبين العمل الذي يُقصد به غير الله.
ونذكر سبب ورود هذا الحديث، لعلَّ فيه العبرةَ والفهم لأهمية النية، إذ أراد رجلٌ الزواج بامرأةٍ تُدعى " أم قيس "، وكانت من المهاجرات إلى المدينة، ولم يكن الرجل يرغب في الهجرة، فاشترطت عليه، إن أراد زواجها، أن يهاجر معها، فهاجر، ونيته بالهجرة أن يتزوجها، أما هي ومن معها، فكانت نيتهم الهجرة إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، طاعة ومحبة له، ونصرة لدين الله، فصارت هي ومن معها بنيتهم الخالصة لله ممن ذكرهم الله سبحانه في قرآنه، وصار هو بنيته الدنيوية مهاجر أم قيس، وسبحان الله، وشتان بين ما لهم وله عند الله، والفرق صنعته النية.
فلكل عملٍ: ظاهرٌ يوافقُ شرعَ الله، عز وجل، وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، أو يخالفهما وبهذا يكون صلاح العمل أو فساده ظاهراً.
ولكل عملٍ: باطنٌ، قصدٌ، نيةٌ، وبحسبها يكون الجزاء من الله، عز وجل، ومُستقَر هذا الباطن هو القلب، تلك المضغة التي إذا صلُحت صلُح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد.
فالنية أخوة الإسلام هي روح العمل، وهي الموجِّهة له، وبإخلاصها لله تعالى يكون الفوز بالجنان، بإذن الله تعالى، وبصرفها إلى غير وجهه الكريم سبحانه، نكون قد أخذنا بأنفسنا إلى درك العذاب، والعياذ بالله.
فهذه دعوة إلى من تصله من أمة محمد، صلى الله عليه وسلم:
أن أصلح نيتك وأخلصها لله سبحانه، وألا تغفل عن النية في كل عملٍ من أعمالك، سواء كان عملاً تعبُّدياً خالصاً أو عملاً مباحاً، ترجو بفعله ثواب الله، كأن يكون وسيلة مباحة إلى طاعة أو قُربة.
وأُذكِّر بأنه بصلاح الباطن يصلح الظاهر وبصلاحهما يصلح العمل وبصلاحه يكون رضا الله، عز وجل!
[ناصر الحلواني]
 يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 21-04-2019, 05:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,280
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

نية الصوم

اللجنة العلمية

تأثير النّيّة في العمل (قاعدة الأعمال بمقاصدها)


ولأهمية النية في توجيه العمل وتكييفه وتحديد نوعه وقيمته، استنبط العلماء قاعدة
فقهية من أرسخ قواعد الفقه، التي عنيت بها كتب القواعد والأشباه والنظائر، وهي:
الأمور بمقاصدها، وفرعوا عليها فروعا كثيرة، منها: العبرة في العقود للمقاصد والمعاني? لا للألفاظ والمباني.
ومن فروعها ما عبر عنه الحديث: "إن الله عفا لأمتي عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".
كما استشهد الإمام البخاري رحمه الله بحديث: "إنما الأعمال بالنيات" على إبطال
"الحيل" التي ينسب إلى بعض الفقهاء الإفتاء بجوازها، ومعناها: أن العبرة بالصورة لا بالحقيقة، وبالشكل لا بالجوهر، وباللفظ لا بالمعنى.

تنوع جزاء العمل الواحد بتنوع نيته
ومن تأثير النية في الأعمال: أن العمل الواحد يتنوع حكمه الشرعي، وقيمته الأخلاقية، وجزاؤه الأخروي، تبعا لنية صاحبه.
ومن الأمثلة التي ذكرها الحديث لذلك، اقتناء الخيل، فهي لرجل أجر، ولآخر وزر، ولثالث ستر، أو كما سماها حديث آخر: "فرس للرحمن، وفرس للشيطان، وفرس للإنسان" وما ذلك إلا بسبب النية والقصد.
وروي عن ابن مسعود: "الخيل ثلاثة: فرس للرحمن، وفرس للشيطان، وفرس للإنسان?
فأما فرس الرحمن، فالذي يرتبط في سبيل الله عز وجل، فعلفه وبوله وروثه وذكر ما شاء الله (يعني في ميزان صاحبه حسنات كما صح في حديث آخر)، وأما فرس
الشيطان فالذي يقامر عليه ويراهن، وأما فرس الإنسان، فالفرس يرتبطها الإنسان، يلتمس بطنها (أي نتاجها) فهي ستر من فقر".
وقد جاء هذا التقسيم الثلاثي في الصحيحين من حديث أبي هريرة.
وقال الحافظ السيوطي: قال العلماء: النية تؤثر في الفعل، فيصير بها تارة حراما، وتارة
حلالا، وصورته واحدة، كالذبح مثلا، فإنه يُحلُّ الحيوان إذا ذُبح لأجل الله، ويحرمه إذا ذبح لغير الله، والصورة واحدة.

أما العبادات فتأثير النيات في صحتها وفسادها أظهر من أن يحتاج إلى ذكره، فإن القربات كلها مبناها على النيات، ولا يكون الفعل عبادة إلا بالنية والقصد، ولهذا لو وقع في الماء ولم ينو الغسل، أو دخل الحمام للتنظيف، أو سبح للتبرد، لم يكن غسله قربة
ولا عبادة بالاتفاق، فإنه لم ينو العبادة فلم تحصل له، وإنما لامرئ ما نوى.
ولو أمسك عن المفطرات عادة واشتغالا ولم ينو القربة، لم يكن صائما.
ولو دار حول البيت يلتمس شيئا سقط منه لم يكن طائفاً.
ولو أعطى الفقير هبة أو هدية ولم ينو الزكاة لم يحسب زكاة.
ولو جلس في المسجد ولم ينو الاعتكاف لم يحصل له.
وهذا كما أنه ثابت في الإجزاء والامتثال فهو ثابت في الثواب والعقاب، ولهذا لو جامع
أجنبية يظنها زوجته لم يأثم بذلك، وقد يثاب بنيته.
ولو جامع في ظلمة من يظنها أجنبية، فبانت زوجته أثم على ذلك بقصده ونيته للحرام.
ولو أكل طعاما حراما يظنه حلالا لم يأثم به، ولو أكله وهو حلال يظنه حراما وقد أقدم عليه أثم بنيته.
وكذلك لو قتل من يظنه مسلما معصوما فبان كافرا حربيا أثم بنيته، ولو رمى صيدا
فأصاب معصوما لم يأثم، ولو رمى معصوما فأخطأه وأصاب صيدا أثم، ولهذا كان القاتل والمقتول من المسلمين في النار لنية كل واحد منهما قتل صاحبه.
فالنية روح العمل ولبه وقوامه، وهو تابع لها يصح بصحتها ويفسد بفسادها، والنبي
صلى الله عليه وسلم قد قال كلمتين كفتا وشفتا وتحتهما كنوز العلم، وهما قوله: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".

النية لا تؤثر في الحرام:
وإذا كان هذا هو تأثير النية في كل تلك المجالات، فمن المتفق عليه أنها لا تؤثر في الحرام، فحسن النية، وشرف القصد، لا يحيل الحرام حلالا، ولا ينزع منه صفة الخبث
التي هي أساس تحريمه.
فمن أكل الربا، أو اغتصب مالا، أو اكتسبه بأي طريق محظور، بنية أن يبني به مسجدا أو ينشئ دارا لكفالة اليتامى، أو يؤسس مدرسة لتحفيظ القرآن، أو ليتصدق بهذا المال الحرام على الفقراء وأهل الحاجة، أو غير ذلك من وجوه الخير، فإن هذه النية الطيبة لا أثر لها، ولن تخفف عنه وزر الحرام، فقد أكدت الأحاديث الصحيحة: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا".
وفي حديث ابن مسعود: "إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ، ولكن يمحو السيئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث".
والحرام لا تطهره الصدقة ببعضه، بل لا بد من الخروج عنه كله، ثم إن المال الحرام ليس مملوكاً لحائزه حتى يجوز له التصدق منه، بل هو مملوكٌ لصاحبه الأصلي، فلا يقبل منه إلا أن يرده إليه أو إلى ورثته.
وبهذا يتبينُ لنا أنَّ الإسلام يرفض مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، ولا يقبل إلا الوسيلة النظيفة للغاية الشريفة، فلابد من شرف الغاية وطهارة الوسيلة معا.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 25-04-2019, 06:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,280
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

نية الصوم

اللجنة العلمية

حكم النِّيَّة في الصِّيام

هل النِّيّة من أركان الصيام؟
الشافعية قالوا: أركان الصيام ثلاثة: الإمساك عن المفطرات، والنية، والصائم، فمفهوم الصيام عندهم لا يتحقق إلا بهذه الثلاثة.
الحنابلة، والحنفية قالوا: للصيام ركن واحد، وهو الإمساك عن المفطِّرات،
أمّا النية والصائم فهما شرطان خارجان عن مفهوم الصيام، ولكن لا بد منهما!
أما المالكية فقد اختلفوا،
فقال بعضهم: إن للصيام ركنين: أحدهما: الإمساك، ثانيهما: النية، فمفهوم الصيام لا يتحقق إلا بهما،
ورجَّح بعضُهم أن النية شرطٌ لا ركن، فمفهوم الصيام يتحقق بالإمساك فقط.

للصيام ركنان تتركب منهما حقيقته:
1 - الامساك عن المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
لقول الله تعالى: (فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل).
والمراد بالخيط الابيض، والخيط الاسود بياض النهار وسواد الليل.
لما رواه البخاري ومسلم: أن عدي بن حاتم قال: لما نزلت (حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود) عمدت إلى عقال أسود، وإلى عقال أبيض، فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر في الليل، فلا يستبين لي، فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال: " إنما ذلك سواد الليل، وبياض النهار ".


2 - النية: لقول الله تعالى: " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ".
وقوله صلى الله عليه وسلم: " إنما الاعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ".

أما كون النية شرطا في صحة الصيام فإنه قول الجمهور؛ وشذ زُفر فقال: لا يحتاج رمضان إلى النية إلا أن يكون الذي يدركه صيام شهر رمضان مريضا أو مسافرا فيريد الصوم.
والسبب في اختلافهم الإحتمال المتطرق إلى الصوم هل هو عبادة معقولة المعنى أو غير معقولة المعنى؟ فمن رأى أنها غير معقولة المعنى أوجب النية، ومن رأى أنها معقولة المعنى قال: قد حصل المعنى إذا صام وإن لم ينو، لكن تخصيص زفر رمضان بذلك من بين أنواع الصوم فيه ضعف، وكأنه لما رآى أن أيام رمضان لا يجوز فيها الفطر، أي أن كل صوم يقع فيها ينقلب صوما شرعيا، وأن هذا شيء يخصُّ هذه الأيام.

يقول الشيخ وهبة الزحيلي:
حكم النية عند جمهور الفقهاء (غير الحنفية): الوجوب فيما توقفت صحتُه عليها، كالوضوء والغسل، (ماعدا غسل الميت) والتيمم، والصلاة بأنواعها، والزكاة والصيام والحج والعمرة إلى غير ذلك، والندب فيما لم تتوقف صحته عليها كرد المغصوب، والمباحات كالأكل والشرب والتُّروك!

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 25-04-2019, 06:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 142,280
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرحــبا بـالحبيب الـــوافد (احكام خاصة بالصيام)

نية الصوم

اللجنة العلمية


متى يجب إنشاء نيّة الصيام؟


ولابد أن تكون قبل الفجر، من كل ليلة من ليالي شهر رمضان.
لحديث حفصة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يجمع الصيام قبل الفجر، فلاصيام له. "رواه أحمد وأصحاب السنن، وصححه ابن خزيمة، وابن حبان.
وتصح في أي جزء من أجزاء الليل، ...
وقال كثير من الفقهاء: إن نية صيام التطوع تجزئ من النهار، إن لم يكن قد طعم.
قالت عائشة: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: " هل عندكم شئ؟ قلنا: لا. قال: " فإني صائم ". رواه مسلم، وأبو داود.
واشترط الاحناف أن تقع النية قبل الزوال وهذا هو المشهور من قولي الشافعي.
وظاهر قولي ابن مسعود، وأحمد: أنها تجزئ قبل الزوال، وبعده، على السواء.
(عن فقه السنة)


ومن اللازم هنا: تحديد الوقت الذي يجب فيه إنشاء نية الصيام. وجمهور الفقهاء على أن الواجب هو تبييت النية من الليل، أي إيقاعها في جزء من الليل قبل طلوع الفجر. واستدلوا بحديث ابن عمر عن حفصة مرفوعًا: "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له" رواه أحمد وأصحاب السنن. ومعنى يجمع: أي يعزم. يقال: (أجمعت) الأمر، إذا عزمت عليه.
والحديث مختلف في رفعه ووقفه وحسبنا أن البخاري وأبا داود والنسائي والترمذي وابن أبي حاتم صححوا وقفه (ذكر ذلك الحافظ في "التلخيص" المطبوع مع المجموع -304/ 6).، فلا يصلح إذن للاستدلال على ما اختلفوا فيه. ولهذا كان ثمت مجال للاختلاف في وقت النية متى هو؟ فمن أخذ بالحديث المذكور جعل وقتها قبل الفجر.
ومن لم يأخذ به أجازها قبله وبعده كما هو مذهب أبي حنيفة الذي يجيز صوم رمضان بنية من الليل، وإلى نصف النهار. ومنهم من قصر تبييت النية على الفرض، وأما النفل فأجازوه في النهار إلى ما قبل الزوال.
وحجتهم ما رواه مسلم عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل على بعض أزواجه، فيقول: "هل من غداء؟ " فإن قالوا: لا، قال: "فإني صائم" (رواه مسلم -باب جواز صوم النافلة بنية من النهار قبل الزوال).
وكذلك ما جاء في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم حين فرض صوم عاشوراء أمر رجلاً من أسلم يؤذن في الناس في النهار: "ألا كل من أكل فليمسك، ومن لم يأكل فليصم" (رواه البخاري -باب صيام يوم عاشوراء، ومسلم -باب من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه). بل ذهب بعضهم إلى جواز النية بعد الزوال.
وذهب الإمام مالك إلى أن نية الصيام في أول ليلة من رمضان كافية للشهر كله، ومغنية عن تجديد نية لكل ليلة، باعتبار صوم رمضان عملاً واحدًا، وعبادة واحدة، وإن كانت موزعة على الأيام، كالحج تكفيه نية في أوله، وإن كانت أفعاله موزعة على عدد من الأيام، وهو مذهب إسحاق ورواية عن أحمد.
والظاهر: أن صوم كل يوم عبادة مستقلة، مسقطة لفرض وقتها، بخلاف الحج فإنه كله عمل واحد، ولا يتم إلا بفعل ما اعتبره الشرع من المناسك، والإخلال بواحد من أركانه يستلزم عدم إجزائه. ومهما يكن من الاختلاف في أمر النية، فالمؤكد أنها في صيام رمضان مركوزة في ضمير كل مسلم حريص على صيام شهره، وأداء فرض ربه، ولا مشكلة في ذلك على الإطلاق.
وأما في صوم التطوع، فالأحاديث قاطعة بأن إنشاءها بالنهار جائز، كما عليه عمل الرسول الكريم وصحابته، ولكن يبدو أن الذي يثاب عليه هو الوقت الذي ابتدأ فيه النية، بكّر أو تأخر، إذ لا ثواب إلا بنية.



ويلاحظ أن المراد بالنية في الصيام هو العزم أو الإرادة الكلية وهو المعنى العام للنية، أي أن الصيام يصح بتبييت النية من الليل، دون اشتراط مقارنتها لبدء الصوم وهو طلوع الفجر، فلو نوى ثم أكل، وصام، صح صومه، أما غير الصيام من العبادات التي تتطلب لصحتها مقارنة النية ببدء الفعل فلابد فيها من القصد تحقيقاً: وهو الإرادة المتعلقة ببدء الفعل، فالنية المعتبرة فيه هي القصد تحقيقاً، أي النية المقترنة ببدء تنفيذ الفعل، وهو المراد بالنية عند عدّها لدى الشافعية من أركان العبادة، كالوضوء والغسل والتيمم والصلاة والزكاة والحج، ومثلها كنايات العقود والفسوخ، فلابد فيها من القصد تحقيقاً الذي هو النية المقارنة للفظ الكنائي أو الكتابة وإشارة الأخرس التي يفهمها الفطن، وكذا الاستثناء في الأقارير (الإقرارات) والطلاق، والتعليق في الطلاق بكلمة (إن شاء الله) فلابد فيها من النية بمعنى القصد تحقيقاً قبل الفراغ من المستثنى منه، أي اقتران النية بالكلام المتصل ببعضه.


النية في الفرض واجبة قبل الفجر ولا يجوز تقديمها قبل الليل رواه النسائي وابو داود والترمذي وابن ماجة وقوله صلى الله عليه وسلم " من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له"
يستثنى تبييت النية في بعض الحالات:
-المجنون اذا افاق
-الكافر اذا اسلم
-الصبي اذا احتلم.
-النائم اذا استيقظ
-ومن أتاه خبر رمضان.
حكم هذه الفئة الامساك دون القضاء
*نية خاصة لكل يوم من شهر رمضان.
اجمع العلماء على ان صوم رمضان كل يوم له نية مستقلة والانسان حين يقوم للسحور كل يوم فان نيته معه من الليل لانه عزم وفعل.

وسئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (ج 25 / ص 215):
ما يقول سيدنا فى صائم رمضان هل يفتقر كل يوم الى نية ام لا؟
فأجاب:
كل من علم أن غدا من رمضان وهو يريد صومه فقد نوى صومه سواء تلفظ بالنية او لم يتلفظ وهذا فعل عامة المسلمين كلهم ينوى الصيام

[استفتاء]:
ما رأيكم في رجل في آخر يوم من شعبان لم يعلم بطلوع هلال رمضان ولم يستيقظ إلا بعد طلوع الفجر من أول يوم من رمضان، فهل يستكمل صومه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له) هل يلزمه القضاء؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
[فتوى]:
إذا كان هذا الإنسان نائماً على أنه إن كان غداً من رمضان فهو صائم فهذه نية صحيحة ويصح بها الصوم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى).
فهذا الرجل يقول في نفسه: إن كان غداً من رمضان فأنا صائم، فإذا تبين أنه من رمضان فقد نوى نية صحيحة، وأما الحديث الذي أشار إليه: (من لم يبيت النية من الليل فلا صيام له) فهذا حديث تكلم العلماء فيه، وضعفه كثير من أهل العلم، ورجحوا أنه موقوف وإذا كان موقوفاً، فليس فيه دليل، ثم نقول كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن المراد بذلك من علم؛ لأن النية تتبع العلم، فمن لم يعلم فكيف ينوي؟ فيكون الإنسان الذي يعلم أن غداً من رمضان ليس له الحق أن يؤخر النية حتى يطلع الفجر؛ لأنه عالم بل لابد أن ينوي قبل أن يطلع الفجر، إذا كان عالماً وكلامنا في الشخص الذي لم يعلم.


فإذا ثبت دخول شهر رمضان فلا بد من تبييت نية الصيام كما ورد في الحديث عن حفصة رضي الله عنها أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: (من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له) رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة. وهو حديث صحيح كما قال الألباني في صحيح سنن أبي داود 2/ 465.
ومن المعلوم عند أهل العلم أن النية محلها القلب ولا علاقة للسان بها لذا فإن التلفظ بالنية بدعة مخالفة لهدي المصطفى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.


[استفتاء]
ـ[سؤالي: هو أني أعمل في دولة أجنبية أسبانيا وأعمل في أقصى وأصعب المهن وهو البناء وتصل الحرارة إلى درجات عالية وأنا أستهلك في اليوم 9 لترات من الماء وأظن أني لا أستطيع الصيام فهل يجوز لي الإفطار رغم أني إذا فقدت عملي ليس بالسهولة وجود عمل آخر، وأنا محتاج لأموال هذه الشهور لأتزوج بها أنتم تعلمون أن العالم في أزمة اقتصادية، ونحن في أسبانيا نعاني من العنصرية حيث لا يتم تشغيل المسلمين؟]ـ
[فَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا استهل رمضان وجب عليك تبييت نية الصيام كل ليلة من ليالي هذا الشهر، فإذا لحقتك مشقة شديدة أثناء الصيام بحيث تحققت أو غلب على ظنك العجز عن العمل فلك الفطر حينئذ ولا يجوز لك تبييت نية الإفطار


يقول الشيخ السعدي:
وَيَجِبُ تَبْيِيتُ اَلنِّيَّةِ لِصِيَامِ اَلْفَرْضِ.
وَأَمَّا اَلنَّفْلُ فَيَجُوزُ بِنَيَّةٍ من النهار.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 152.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 146.46 كيلو بايت... تم توفير 5.84 كيلو بايت...بمعدل (3.84%)]