|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا) ♦ الآية: ﴿ وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (58). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ ﴾ الآية؛ أَيْ: وما من أهل قريةٍ إلاَّ ستهلك؛ إمَّا بموتٍ، وإمَّا بعذابٍ يَستأصلهم، أمَّا الصَّالحة فبالموت، وأمَّا الطَّالحة فبالعذاب، ﴿كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا﴾: مكتوبًا في اللَّوح المحفوظ. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ ﴾: وَمَا مِنْ قَرْيَةٍ، ﴿ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ ﴾؛ أي: مُخرِّبوها ومهلكو أَهْلَهَا، ﴿ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذابًا شَدِيدًا﴾: بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ إِذَا كَفَرُوا وَعَصَوْا، وَقَالَ مُقَاتِلٌ وَغَيْرُهُ: مُهْلِكُوهَا فِي حَقِّ الْمُؤْمِنِينَ بِالْإِمَاتَةِ، وَمُعَذِّبُوهَا فِي حَقِّ الْكُفَّارِ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ. قَالَ عَبْدُاللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا وَالرِّبَا فِي قَرْيَةٍ، أَذِنَ الله في هلاكها، ﴿كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ﴾: فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، ﴿ مَسْطُورًا﴾: مَكْتُوبًا، قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ الله القلم، فقال له: اكتُب، قال: مَا أَكْتُبُ؟ قَالَ الْقَدَرُ، وَمَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الأبد». تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا) ♦ الآية: ﴿ أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (68). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: بيَّن أنَّه قادر أن يهلكهم فِي البرِّ فقال: ﴿ أَفَأَمِنْتُمْ ﴾؛ يريد: حيث أعرضتم حين سلمتم من هول البحر ﴿ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ ﴾ يُغيِّبكم ويذهبكم فِي ﴿ جَانِبِ البَرِّ ﴾ وهو الأرض ﴿ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ﴾ عذابًا يحصبهم؛ أَيْ: يرميهم بحجارةٍ ﴿ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا ﴾ مانعًا ولا ناصرًا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ أَفَأَمِنْتُمْ ﴾ بعد ذلك ﴿ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ ﴾ يغور بكم ﴿ جَانِبِ البَرِّ ﴾ ناحية البر وهي الأرض ﴿ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ﴾ أي: يمطر عليكم حجارة من السماء كما أمطر على قوم لوط، وقال أبو عبيدة والقتيبي: الحاصب الريح التي ترمي بالحصباء وهي الحصا الصغار ﴿ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا ﴾ قال قتادة: مانعًا. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) ♦ الآية: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (78). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ ﴾؛ أَيْ: أدمها ﴿ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ﴾ من وقت زوالها ﴿ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ﴾ إقباله بظلامه، فيدخل في هذا صلاة الظُّهر والعصر والعشاءين ﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ﴾؛ يعني: صلاة الفجر، سمَّاها قرآنًا؛ لأنَّ الصَّلاة لا تصحُّ إلَّا بقراءة القرآن ﴿ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ تشهده ملائكة اللَّيل، وملائكة النَّهار. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ﴾ اختلفوا في الدلوك؛ روي عن عبدالله بن مسعود أنه قال: الدلوك: هو الغروب، وهو قول إبراهيم النخعي، ومقاتل بن حيان، والضحاك، والسدي، وقال ابن عباس، وابن عمر، وجابر: هو زوال الشمس، وهو قول عطاء، وقتادة، ومجاهد، والحسن، وأكثر التابعين، ومعنى اللفظ يجمعهما؛ لأن أصل الدلوك الميل والشمس تميل إذا زالت وإذا غربت. والحمل على الزوال أولى القولين لكثرة القائلين به، ولأنا إذا حملناه عليه كانت الآية جامعة لمواقيت الصلاة كلها؛ "فدلوك الشمس": يتناول صلاة الظهر والعصر و﴿ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ﴾ يتناول المغرب والعشاء، و﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ﴾ هو صلاة الصبح. قوله عز وجل: ﴿ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ﴾؛ أي: ظهور ظلمته، وقال ابن عباس: بدُوُّ الليل، وقال قتادة: وقت صلاة المغرب، وقال مجاهد: غروب الشمس. ﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ﴾؛ يعني: صلاة الفجر، سمَّى صلاة الفجر قرآنًا؛ لأنها لا تجوز إلا بقرآن، وانتصاب القرآن من وجهين: أحدهما: أنه عطف على الصلاة؛ أي: وأقم قرآن الفجر، قاله الفراء وقال أهل البصرة: على الإغراء؛ أي: وعليك قرآن الفجر. ﴿ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾؛ أي: يشهده ملائكة الليل، وملائكة النهار. أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أنبأنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب عن الزهري، أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبدالرحمن أن أبا هريرة قال: سمِعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تَفْضُل صلاة الجميع على صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءًا، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر))، ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: ﴿ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) ♦ الآية: ï´؟ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (59). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ ï´¾: لمَّا سأل المشركون النبي صلى الله عليه وسلم أن يوسِّع لهم مكة، ويجعل الصَّفا ذهبًا، أتاه جبريل عليه السَّلام، فقال: إن شئتَ كان ما سألوا، ولكنَّهم إن لم يؤمنوا لم يُنظَروا، وإن شئتَ استأنيتَ بهم، فأنزَل الله تعالى هذه الآية، ومعناها: أنَّا لم نرسل بالآيات لئلا يُكذِّب بها هؤلاء، كما كذَّب الذين من قبلهم، فيستحقُّوا المعاجلة بالعقوبة، ï´؟وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةًï´¾: آيةً مُضيئةً بيِّنةً، ï´؟فَظَلَمُوا بِهَاï´¾: جحَدوا أنَّها من الله سبحانه، ï´؟وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِï´¾؛ أَي: العبر والدلالات، ï´؟ إلاَّ تخويفًاï´¾ للعباد لعلَّهم يخافون القادرَ على ما يشاء. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله: ï´؟ وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ï´¾؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا، وَأَنْ يُنَحِّيَ الْجِبَالَ عَنْهُمْ، فَيَزْرَعُوا فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أَسَتَأْنِيَ بِهِمْ فَعَلْتُ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أُوتِيهِمْ مَا سَأَلُوا فَعَلْتُ، فَإِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا أَهْلَكْتُهُمْ كَمَا أَهْلَكْتُ من كان قبلهم من الأمم، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا بَلْ تَسْتَأْنِي بِهِمْ»، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ï´؟ وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِï´¾ الَّتِي سَأَلَهَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ، ï´؟إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَï´¾، فَأَهْلَكْنَاهُمْ، فَإِنْ لَمْ يُؤَمِنْ قَوْمُكَ بَعْدَ إِرْسَالِ الآيات أهلكتُهم؛ لأن من سُنَّتِنا فِي الْأُمَمِ إِذَا سَأَلُوا الْآيَاتِ، ثم لم يؤمنوا بَعْدَ إِتْيَانِهَا - أَنْ نُهْلِكَهُمْ وَلَا نُمهِلَهم، وقد حكَمنا بإمهال هذه الأمة في العذاب، فَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: ï´؟بلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ ï´¾ [الْقَمَرِ: 46]، ثُمَّ قَالَ: ï´؟ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً ï´¾، مضيئة مبينة، ï´؟ فَظَلَمُوا بِها ï´¾؛ أَيْ: جَحَدُوا بِهَا أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، كَمَا قَالَ: ï´؟ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَï´¾ [الْأَعْرَافِ: 9]؛ أَيْ: يَجْحَدُونَ، وَقِيلَ: ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بِتَكْذِيبِهَا، فعَاجَلْنَاهُمْ بِالْعُقُوبَةِ، ï´؟ وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ ï´¾؛ أَيِ: الْعِبَرِ وَالدَّلَالَاتِ، ï´؟إِلَّا تَخْوِيفًاï´¾، لِلْعِبَادِ لِيُؤْمِنُوا قَالَ قَتَادَةُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُخَوِّفُ النَّاسَ بِمَا شَاءَ مِنْ آيَاتِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) ♦ الآية: ï´؟ وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (60). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ï´¾؛ أَيْ: فهم في قبضته وقدرته، يَمنعك منهم حتى تبلِّغ الرِّسالة، ويحول بينك وبينهم أن يَقتلوك، ï´؟وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَï´¾، يعني: ما أُري ليلة أُسريَ به، وكانت رؤيا يقظة، ï´؟وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِï´¾، وهي شجرة الزَّقوم، ï´؟ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ï´¾ فكانت الفتنة في الرُّؤيا أنَّ بعضهم ارتدَّ حين أعلَمهم بقصَّة الإسراء، وازداد الكفَّار تكذيبًا، وكانت الفتنة في الزَّقوم أنَّهم قالوا: إنَّ محمدًا يزعُم أنَّ فِي النار شجرًا والنَّار تأكل الشَّجر، وقالوا: لا نعلم الزَّقوم إلاَّ التَّمر والزُّبد، فأنزل الله تعالى في ذلك: ï´؟إنَّا جَعَلْنَاها فِتْنَةً للظَّالِمينَ ï´¾ الآيات، ï´؟ ونُخَوِّفُهُمْ ï´¾ بالزَّقوم، فما يزدادون إلاَّ كبرًا وعتوًّا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ï´؟ وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ ï´¾؛ أَيْ: هُمْ فِي قَبْضَتِهِ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى الْخُرُوجِ عَنْ مَشِيئَتِهِ، فَهُوَ حَافِظُكَ وَمَانِعُكَ مِنْهُمْ، فَلَا تَهَبْهُمْ وَامْضِ لما أمرك الله بِهِ مِنْ تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ، كَمَا قَالَ: ï´؟وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِï´¾ [الْمَائِدَةِ: 67]، ï´؟ وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ï´¾، فَالْأَكْثَرُونَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مَا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ مِنَ الْعَجَائِبِ وَالْآيَاتِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالْحَسَنِ وَمَسْرُوق، وَقَتَادَةَ وَمُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ وَابْنِ جُرَيْجٍ وَالْأَكْثَرِينَ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: رَأَيْتُ بِعَيْنِي رُؤْيَةً وَرُؤْيَا، فَلَمَّا ذَكَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنَّاسِ أَنْكَرَ بَعْضُهُمْ ذَلِكَ، وَكَذَّبُوا فكان فِتْنَةً لِلنَّاسِ، وَقَالَ قَوْمٌ: أُسْرِيَ بِرُوحِهِ دُونَ بَدَنِهِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كان له معراجان: معراج رُؤْيَةٍ بِالْعَيْنِ، وَمِعْرَاجُ رُؤْيَا بِالْقَلْبِ، وَقَالَ قَوْمٌ: أَرَادَ بِهَذِهِ الرُّؤْيَا مَا رَأَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ أَنَّهُ دَخَلَ مكة هو وأصحابه، فجعل السَّيْرَ إِلَى مَكَّةَ قَبْلَ الْأَجَلِ، فَصَدَّهُ الْمُشْرِكُونَ، فَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ رُجُوعُهُ فِي ذَلِكَ الْعَامِ بعد ما أَخْبَرَ أَنَّهُ يَدْخُلُهَا فِتْنَةً لِبَعْضِهِمْ، حَتَّى دَخَلَهَا فِي الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ï´؟لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّï´¾ [الْفَتْحِ: 27]، ï´؟ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ï´¾؛ يَعْنِي: شَجَرَةَ الزَّقُّومِ، مَجَازُهُ: وَالشَّجَرَةُ الْمَلْعُونَةُ الْمَذْكُورَةُ فِي الْقُرْآنِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ طَعَامٍ كَرِيهٍ: طَعَامٌ مَلْعُونٌ، وقيل: معناه الملعون أكلها، وَنصب الشَّجَرَة عَطْفًا عَلَى الرُّؤْيَا، أَيْ: وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ، فَكَانَتِ الْفِتْنَةُ فِي الرُّؤْيَا مَا ذَكَرْنَا. وَالْفِتْنَةُ فِي الشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ مِنْ وَجْهَيْنِ؛ أَحَدُهُمَا: أَنَّ أَبَا جَهْلٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ أَبِي كَبْشَةَ يُوعِدُكُمْ بِنَارٍ تُحْرِقُ الْحِجَارَةَ، ثُمَّ يَزْعُمُ أَنَّهُ يَنْبُتُ فِيهَا شَجَرَةٌ، وَتَعْلَمُونَ أَنَّ النَّارَ تحرق الشجرة. وَالثَّانِي: أَنَّ عَبْدَاللَّهِ بْنَ الزبَعْرَى قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا يُخَوِّفُنَا بِالزَّقُّومِ، وَلَا نَعْرِفُ الزَّقُّومَ إِلَّا الزُّبْدَ وَالتَّمْرَ، وَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يَا جَارِيَةُ تَعَالِي فَزَقِّمِينَا، فَأَتَتْ بِالتَّمْرِ وَالزُّبْدِ، فَقَالَ: يَا قَوْمُ تَزَقَّمُوا فَإِنَّ هَذَا مَا يُخَوِّفُكُمْ بِهِ مُحَمَّدٌ، فَوَصَفَهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي الصَّافَّاتِ [62]، وَقِيلَ: الشَّجَرَةُ الْمَلْعُونَةُ هِيَ الَّتِي تَلْتَوِي عَلَى الشَّجَرِ فتُجفِّفه، يَعْنِي الْكَشُوثَ، ï´؟وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْï´¾، التَّخْوِيفُ، ï´؟ إِلَّا طُغْيانًا كَبِيرًا ï´¾؛ أَيْ: تمردًا وعُتوًّا عظيمًا. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا) ♦ الآية: ï´؟ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (61). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ï´¾. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ï´¾؛ أي: خلَقتَه من طينٍ أنا جِئْتُ به، وذلك ما رُوِي عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ عن ابنِ عبَّاسٍ: أنَّ اللَّهَ تعالى بعث إبليسَ حتَّى أخذ كفًّا من تُرابِ الأرض من عذبها ومالحها، فخلق منه آدمَ، فمَن خلقه من العذب، فهو سعيدٌ وإن كان ابنَ كافرين، ومن خلقه من المالح فهو شقيٌّ وإن كان ابنَ نبيين. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا) ♦ الآية: ï´؟ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (62). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ قال ï´¾ يعني: إبليس ï´؟ أرأيتك ï´¾؛ أَيْ: أرأيت والكاف توكيدٌ للمخاطبة، ï´؟ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّï´¾ فضَّلته يعني: آدم عليه السَّلام، ï´؟ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُï´¾ لأستأصلنَّهم بالإغواء ولأستولينَّ عليهم، ï´؟ إلَّا قليلًا ï´¾ يعني: ممَّن عصمه الله تعالى. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ قالَ ï´¾ يَعْنِي: إِبْلِيس، ï´؟ أَرَأَيْتَكَ ï´¾؛ أَيْ: أَخْبِرْنِي، وَالْكَافُ لِتَأْكِيدِ الْمُخَاطَبَةِ، ï´؟هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ ï´¾؛ أَيْ: فَضَّلْتَهُ عَلَيَّ، ï´؟ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ ï´¾ أَمْهَلْتَنِي ï´؟ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُï´¾؛ أَيْ: لَأَسْتَأْصِلَنَّهُمْ بِالْإِضْلَالِ، يُقَالُ: احْتَنَكَ الْجَرَادُ الزَّرْعَ: إِذَا أَكَلَهُ كُلَّهُ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ قَوْلِ الْعَرَبِ: حَنَّكَ الدَّابَّةَ يُحَنِّكُهَاك إِذَا شَدَّ فِي حنكها الأسفل حبلًا يقودها؛ أَيْ: لَأَقُودَنَّهُمْ كَيْفَ شِئْتُ، وَقِيلَ: لَأَسْتَوْلِيَنَّ عَلَيْهِمْ بِالْإِغْوَاءِ، ï´؟ إِلَّا قَلِيلًا ï´¾ يَعْنِي: الْمَعْصُومِينَ الَّذِينَ اسْتَثْنَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَوْلِهِ: ï´؟ إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌï´¾ [الْحِجْرِ: 42]. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا) ♦ الآية: ï´؟ قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (63). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ قَالَ ï´¾ الله: ï´؟ اذْهَبْ ï´¾ إنِّي أنظرتك إلى يوم القيامة، ï´؟فَمَنْ تَبِعَكَ ï´¾: أطاعَك ï´؟ مِنْهُمْ ï´¾ من ذُرِّيَّتِهِ ï´؟ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا ï´¾ وافرًا. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ï´؟ قالَ ï´¾ اللَّهُ: ï´؟ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ ï´¾؛ أي: جزاؤك وَجَزَاءُ أَتْبَاعِكَ، ï´؟ جَزاءً مَوْفُورًا ï´¾، وَافِرًا مكملًا، تقول: وفرته أوفره وفرًا. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد) ♦ الآية: ï´؟ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (64). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ ï´¾؛ أَيْ: أزعِجْه واستَخِفَّه إلى إجابتك ï´؟ بِصَوْتِكَ ï´¾ وهو الغناء والمزامير ï´؟ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ ï´¾ وصحْ ï´؟ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ ï´¾ واحثُثهم عليهم بالإِغواء، وخيلُه: كلُّ راكبٍ في معصية الله سبحانه وتعالى، وَرَجِلُه: كلُّ ماشٍ على رجليه في معصية الله تعالى ï´؟ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ ï´¾ وهو كلُّ ما أُخذ بغير حقٍّ ï´؟ وَالْأَوْلَادِ ï´¾ وهو كلُّ ولد زنا ï´؟ وَعِدْهُمْ ï´¾ أن لا جنَّة ولا نار، ولا بعث ولا حساب، وهذه الأنواع من الأمر كلُّها أمر تهديد، قال الله تعالى: ï´؟ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا ï´¾. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": وقوله: ï´؟ وَاسْتَفْزِزْï´¾؛ أي: استخفِفْ وَاسْتَجْهِدْ ï´؟ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ ï´¾؛ أَيْ: مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ، ï´؟ بِصَوْتِكَ ï´¾، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ: بِدُعَائِكَ إِلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَكُلُّ دَاعٍ إِلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَهُوَ مِنْ جُنْدِ إِبْلِيسَ، قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: مَعْنَاهُ ادْعُهُمْ دعاءً تستفزهم به إلى جانبك؛ أَيْ: تَسْتَخِفُّهُمْ، وَقَالَ مُجَاهِد: بِالْغِنَاءِ وَالْمَزَامِيرِ، ï´؟ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ ï´¾، قِيلَ: اجْمَعْ عَلَيْهِمْ مَكَايِدَكَ وَخَيْلَكَ، يقال: أجلبوا وجلبوا: إِذَا صَاحُوا، يَقُولُ: صِحْ بِخَيْلِكَ ورجلك وحثَّهم عليه بالإغواء، وقَالَ مُقَاتِل: اسْتَعِنْ عَلَيْهِمْ بِرُكْبَانِ جُنْدِكَ وَمُشَاتِهِمْ، وَالْخَيْلُ: الرُّكْبَانِ، وَالرَّجِلُ: الْمُشَاةُ. قَالَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ: كُلُّ رَاكِبٍ وَمَاشٍ فِي مَعَاصِي اللَّهِ فَهُوَ مِنْ جُنْدِ إِبْلِيسَ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ: إِنَّ لَهُ خَيْلًا وَرَجِلًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَهُوَ كُلُّ مَنْ يُقَاتِلُ فِي الْمَعْصِيَةِ، وَالرَّجْلُ وَالرَّجَّالَةُ وَالرَّاجِلَةُ: وَاحِدٌ، يُقَالُ: رَاجِلٌ وَرَجْلٌ مِثْلُ تَاجِرٍ وَتَجْر، وراكب وركْب، وَقَرَأَ حَفْصٌ وَرَجِلِكَ بِكَسْرِ الْجِيمِ، وَهُمَا لُغَتَانِ، ï´؟ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ï´¾، فَالْمُشَارَكَةُ فِي الْأَمْوَالِ كُلُّ مَا أُصِيبَ مِنْ حَرَامٍ، أَوْ أُنْفِقَ فِي حَرَامٍ، هَذَا قَوْلُ مُجَاهِدٍ وَالْحُسْنِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَقَالَ عَطَاءٌ: هُوَ الرِّبَا، وَقَالَ قَتَادَةُ: هُوَ مَا كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحَرِّمُونَهُ مِنَ الْأَنْعَامِ؛ كَالْبَحِيرَةِ وَالسَّائِبَةِ، وَالْوَصِيلَةِ وَالْحَامِ، وَقَالَ الضَّحَاكُ: هُوَ مَا كَانُوا يَذْبَحُونَهُ لِآلِهَتِهِمْ، وَأَمَّا المشاركة فِي الْأَوْلَادِ، رُوِيَ عَنِ ابْنِ عباس أنها الموؤودة، وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَالضَّحَاكُ: هُمْ أَوْلَادُ الزِّنَا، وَقَالَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ: هُوَ أَنَّهُمْ هَوَّدُوا أَوْلَادَهُمْ وَنَصَّرُوهُمْ وَمَجَّسُوهُمْ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ أُخْرَى: هُوَ تَسْمِيَتُهُمُ الْأَوْلَادَ عَبْدَالْحَارِثِ وَعَبْدَشَمْسٍ وَعَبْدَالْعُزَّى وَعَبْدَالدَّارِ وَنَحْوَهَا، وَرُوِيَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ الشَّيْطَانَ يَقْعُدُ عَلَى ذَكَرِ الرَّجُلِ فَإِذَا لَمْ يَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، أَصَابَ مَعَهُ امْرَأَتَهُ وَأَنْزَلَ فِي فَرْجِهَا كَمَا يُنْزِلُ الرَّجُلُ، وَرُوِيَ فِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ: «إِنَّ فِيكُمْ مُغربِينَ»، قِيلَ: وَمَا الْمُغْربُونَ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يُشَارِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ»، وَرُوِيَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ امْرَأَتِي اسْتَيْقَظَتْ وَفِي فَرْجِهَا شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ، قَالَ: ذَلِكَ مِنْ وَطْءِ الْجِنِّ، وَفِي الْآثَارِ: أَنَّ إِبْلِيسَ لَمَّا أُخْرِجَ إِلَى الْأَرْضِ، قَالَ: يَا رَبِّ أَخْرَجْتَنِي مِنَ الْجَنَّةِ لِأَجْلِ آدَمَ، فَسَلِّطْنِي عَلَيْهِ وَعَلَى ذُرِّيَّتِهِ، قَالَ: أَنْتَ مُسَلَّطٌ، فَقَالَ: لَا أَسْتَطِيعُهُ إِلَّا بِكَ فَزِدْنِي، قَالَ: وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ، الْآيَةَ، فَقَالَ آدَمُ: يَا رَبِّ سَلَّطْتَ إِبْلِيسَ عَلَيَّ وَعَلَى ذُرِّيَّتِي، وَإِنِّي لَا أَسْتَطِيعُهُ إِلَّا بِكَ، قَالَ: لَا يُولَدُ لَكَ وَلَدٌ إِلَّا وَكَّلْتُ بِهِ مَن يحفظه، فقال: زِدْنِي، قَالَ: الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا، قَالَ: زِدْنِي، قَالَ: التَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ مَا دَامَ الرُّوحُ فِي الْجَسَدِ، فَقَالَ: زِدْنِي، قَالَ: ï´؟ يَا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ ï´¾ [الزمر: 53] الآية، وَفِي الْخَبَرِ: أَنَّ إِبْلِيسَ قَالَ: يَا رَبِّ بَعَثْتَ أَنْبِيَاءَ وَأَنْزَلْتَ كتبًا، فما قراءتي؟ قال: الشِّعْرُ، قَالَ: فَمَا كِتَابِي؟ قَالَ: الْوَشْمُ، قَالَ: وَمَنْ رُسُلِي؟ قَالَ: الْكَهَنَةُ، قَالَ: وَأَيْنَ مَسْكَنِي؟ قَالَ: الْحَمَّامَاتُ، قَالَ: وَأَيْنَ مَجْلِسِي؟ قَالَ: الأسواق، قال: اي شيء مَطْعَمِي؟ قَالَ: مَا لَمْ يُذْكَرْ عليه اسمي، قال: ما شرابي؟ قَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ، قَالَ: ومَا حِبَالِي؟ قَالَ: النِّسَاءُ، قَالَ: وَمَا أَذَانِي؟ قَالَ: الْمَزَامِيرُ، قَوْلُهُ عَزَّ وجلّ: ï´؟ وَعِدْهُمْ ï´¾؛ أي: مَنِّهِمُ الْجَمِيلَ فِي طَاعَتِكَ، وَقِيلَ: قُلْ لَهُمْ: لَا جَنَّةَ وَلَا نَارَ وَلَا بَعْثَ، ï´؟ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُورًا ï´¾، وَالْغُرُورُ: تَزْيِينُ الْبَاطِلِ بِمَا يُظَنُّ أَنَّهُ الحق، فإن قيل: كيف ذكر اللَّهُ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ وَهُوَ يَقُولُ: ï´؟ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ ï´¾ [الْأَعْرَافِ: 28]؟ قِيلَ: هَذَا عَلَى طَرِيقِ التهديد؛ كقوله تَعَالَى: ï´؟ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ï´¾ [فُصِّلَتْ: 40]، وَكَقَوْلِ الْقَائِلِ: افْعَلْ مَا شِئْتَ فسترى. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا) ♦ الآية: ï´؟ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ï´¾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (65). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ إنَّ عِبَادِي ï´¾ يعني: المؤمنين ï´؟ لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ï´¾ حجَّةٌ في الشِّرك، ï´؟ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ï´¾ لأوليائه يَعصِمُهم من القبول مِن إبليس. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ: ï´؟ إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ï´¾؛ أَيْ: حَافِظًا بمن يُوكِلُ الْأَمْرَ إِلَيْهِ. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |