كافة موضوعات الباحث ( بهاء الدين شلبي ) الإطلاع للمتخصصين فقط - الصفحة 18 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كيف تشحن أيفون 16 بسرعة؟.. خطوات بسيطة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          واتساب يتيح تغيير لون ونمط سمة الدردشة.. إليك الطريقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          مزايا "زر الكاميرا" الجديد بهاتف iPhone 16 .. كل ما تحتاج معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كيفية فتح ملفات jpg في نظام تشغيل ويندوز.. اعرف الخطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          كيفية حذف محادثات Microsoft Teams على آيفون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          4 طرق لبث ألعاب الفيديو من الكمبيوتر إلى التليفزيون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          لو موبايلك اتسرق.. خطوة بخطوة إزاى ترجعه من تانى لهواتف الأيفون والأندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          خطوة بخطوة.. إزاى تبدل الأيفون القديم بـ iPhone 16 بدون تسريب بياناتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          كيف تصلي صلاة الكسوف والخسوف ؟ || فضيلة الشيخ د. محمد حسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ماذا تعرف عن صلاة الكسوف و صلاة الخسوف ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الفتاوى والرقى الشرعية وتفسير الأحلام > ملتقى الرقية الشرعية > قسم الأبحاث العلمية والحوارات
التسجيل التعليمـــات التقويم

قسم الأبحاث العلمية والحوارات قسم يختص بالابحاث العلمية وما يتعلق بالرقى الشرعية والحوارات العامة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #171  
قديم 24-04-2006, 12:23 AM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي


تم لقط هالزبيدية يوم الثلاثاء 20/1/1426 في الشرقية

وهي ذات حجم كبير ,اكبر من كف اليد ورائحتها تجيب العافية وهي الزبيدية الوحيدة التي تم التقاطها في المنطقة


حصاد يوم من ايام النعيرية لعام1426


فقع لقط ساعتين على أطراف حرة الحره



فقعه زبيدية كبيرة الحجم جميله نظيفة لذيذة تم لقطها في الشرقية









فقع معد للطهي




.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)

التعديل الأخير تم بواسطة جند الله ; 24-04-2006 الساعة 12:28 AM.
  #172  
قديم 24-04-2006, 12:49 AM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

41 الف دولار ثمن أكبر حبة كمأة



روما، ايطاليا (CNN) -- دفع صاحب مطعم نيويوركي فخم مبلغ 41 ألف دولار ثمنا لأكبر كمأة إيطالية بيضاء، بلغت قرابة نصف كيلوغرام كانت معروضة في مزاد علني، وسجل هذا السعر رقما قياسيا لم يبلغه من قبل.

وربح الإيطالي البالغ من العمر 85 عاما المزاد، بعد منافسه شديدة مع رجل روسي لم يعرف اسمه.

والرجل ثري يدعى فرانشسكو غيامبيللي وهو يملك سلسلة مطاعم غيامبيللي في الضاحية الشرقية من مدينة نيويورك.

وقال مدير المزاد دافيد باوليني لوكالة الأسوشيتد برسن "كان المزاد عنيفا، فلم يدفع أحد من قبل 41 الف دولارا لحبة كمأة."

وكان عقد المزاد في قصر شمال غرب ايطاليا، شارك فيه أصحاب مطاعم من نيويورك وموسكو عبر الأقمار الاصطناعية.

ويقام المزاد للسنة السادسة على التوالي، إلا أنها المرة الأولى التي تشارك فيها مطاعم من موسكو، وكانت شاركت في السنوات الماضية مطاعم في اليابان ولوس انجلوس.

وبيع في المزاد 19 حبة كمأة من الأحجام الكبيرة، بلغ إجمالي أسعارها قرابة 135 ألف دولار.

نذكر أن الكمأة تنبت تحت الأرض عند جذور الأشجار، وتستعمل الكلاب للعثور عليها ونبشها.

وهي لذيذة جدا تؤكل بأشكال عدة ويبرشها الايطاليون على طبق البيتزا. ومنها نوعين الأبيض الايطالي والأسود الفرنسي











.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)

التعديل الأخير تم بواسطة جند الله ; 24-04-2006 الساعة 12:59 AM.
  #173  
قديم 24-04-2006, 12:56 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

أعراض السحر



بعض أعراض السحر أثناء اليقظة:

1_ تقلصات في المعدة مع الشعور بغثيان، أي ميل إلى القيء على فترات متفاوتة.

2_ الشعور بألم وتقلصات شديدة في المعدة خاصة وقت الرقية .

3_ الشعور بحرارة في جوفه بل في بدنه عامة خصوصاً وقت الرقية.

4_ تقيؤ سائل شفاف خفيف اللزوجة ومصحوبا ببعض الرغاوي.

5_ تغير مفاجئ في طباع المسحور، وميلها للطباع الشيطانية.

6_ المسحور يكون في الغالب سريع الغضب والانفعال.

7_ حدوث نزيف شديد، ويسمى (الاستحاضة).

8_ بكاء لا إرادي أو القشعريرة والتأثر عند سماع آيات السحر.

9_ غالبًا لا يحضر الجني عند القراءة بسرعة كما في المس.

10_ الشعور بضيق في التنفس، ويسمع له أحيانا (شهقة).

11_ الإجهاض المتكرر خاصة بعد فترة زمنية متماثلة من أشهر الحمل.

12_ الخمول وثقل في البدن خصوصاً على الأكتاف.

13_ الشعور بالتعب من بعد غروب الشمس إلى شروقها.

14_ يتكرر التعب مع أيام متشابهة من الشهر العربي.

15_ النفور من البيت أو الزوجة.

16_ قد يزوم أو ينفخ أو يثفل أو يتمتم بطلاسم معجمة.

17_ الضعف المستمر في الصحة والامتناع عن الطعام.

18_ النفور من رائحة إلية الضأن عند طهيها.

18_ النفور من رائحة السمك، خاصة (القرموط).

19_ يشعر المريض وكأن جسده فيه أشواك، وفي أماكن محددة.

20_ الشعور بصداع شديد في الرأس.

21_ يشعر المريض بألم في الكبد أو الكلية ومع استمرار الشعور الألم يشعر بصداع شديد.

22_ يرى أحد الزوجين وجه زوجه في صورة قبيحة منفرة.

23_ شغف الرجل بامرأة ما، مع شراهة جماعها، وطاعتها طاعة عمياء.

24_ رائحة كريهة تخرج من المعدة (عن طريق الفم) أو من جسد المسحور عموما، وهذه الرائحة يشمها المريض وغيره وليس في كل الحالات، وتزداد وقت الرقية.

25_ سواد الوجـه وكآبة المنظر خاصة حين الرقية فإذا استفرغ السحر أشرق لونه واستنار وجهه.

26_ انقطاع الحيض لفترة طويلة، ويسمى (احتباس الحيض)، ومع جلسة العلاج يدر الطمث، وقد يستمر الطمث لفترة عشرين يومًا.

.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
  #174  
قديم 24-04-2006, 12:57 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

بعض أعراض السحر أثناء النوم:

1_رؤية أنه يسير أو الركض في طريق طويل مظلم مليء بالطين أو بالحصى والحجارة.

2_ رؤية جيوش أو أشخاص سود أو عرايا، وقد يراهم يمارسون الفاحشة.

3_ تكرار كابوس ما عدة مرات.

4_ يشعر وكأنه يسحب أو ينزل تحت الأرض.

5_ رؤية جماجم أو عظام.

6_ رؤية مقابر ومدافن وبعض الموتى.

7_ رؤية السماء والنجوم والكواكب بكثرة.

8_ رؤية شجرة تعصف بها الريح.

9_ رؤية البحر والغوص فيه، ورؤية الأسماك خاصة سمك (القرموط).

10_ رؤية أنبوبة وأشخاص ينظرون من خلالها.

11_ رؤية أشخاص معروفين للمريض، سواء أمواتًا أوعراة، فيقومون بتخويفه وترويعه.

12_ رؤية مطاردات وأشباح مخيفة.

13_ يرى المريض من يهاجمه ويضربه.

14_ رؤية أشخاص وأشباح تتغير ملامحهم من شكل لآخر.

15_ رؤية أشخاص تتغير أشكالهم من إنسان إلى حيوان، أو من حيوان إلى شكل حيوان آخر.

16_ إذا كانت مريضة تصاب بإجهاض متكرر، قد ترى ثعبان يلتف حول خصرها ويعتصرها، ثم يسقط الجنين بعد عدة أيام.


.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
  #175  
قديم 24-04-2006, 01:14 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
Arrow النقاهة Convalescence

النقاهة Convalescence


فترة النقاهة وأهميتها في حياة المريض بعد مرحلة العلاج والاستشفاء:
إن فترة النقاهة هي من أهم وأخطر مراحل العلاج، وإن الإهمال خلالها قد يعرض المريض إلى (انتكاس Relapse)، ويكبده مشاق معاودة العلاج مرة أخرى، أو التنقيب عن علاج بلا نقاهة! والأخطر في الأمر أن الانتكاسة قد تكون خفية الأعراض غير ظاهرة، فيبدو المريض بعافية وصحة جيدة، ومع إجراء جميع الاختبارات تأتي النتائج سلبية، وقد يتم إغلاق الجسد على هذا النحو، ورغم ذلك قد لا تظهر أعراض الانتكاس أحيانًا، وهذا أمر خطير خلاف إذا ما ظهرت بعض المؤشرات التحذيرية، أو العلامات الواضحة ذات الدلالة القطعية على عودة المريض إلى سابق عهده بالمرض، بل في بعض الأحيان تكون الانتكاسة أشد ضراوة من المرض نفسه، بسبب أهداف الانتقام من المعالج في شخص المريض، والتي قد لا تظهر أعراضها في أثر إغلاق الجسد، وربما ظهرت بعد ذلك بفترة زمنية طويلة، يكون المريض فيها قد اطمأن على سلامته، واستكانت نفسه واطمأنت بالشفاء الوهمي، ولا يدري أن إهمال فترة النقاهة قد خلف وراءه كارثة أشد ضراوة من علته السابقة.

يظن الكثيرين أن وصولهم إلى مرحلة الاختبارات سلبية النتائج هو نهاية المطاف، وأن هذا علامة على الشفاء، وأن الأمر قد انتهى عند هذا الحد، وفي واقع الأمر أن الاختبارات سلبية النتائج ليست مؤشرًا يدل على سلامة جسد المريض من وجود الجن، بقدر ما يدعونا ذلك للحذر، والبحث بتؤدة عن مسلك خفي للشيطان يتحرك من خلاله، ففترة الهدوء والسكينة ما بعد العلاج، هي فترة ترقب حذر وتربص من الشيطان، فإن كان قد مات أو قتل، فإن أعوانه ومن حرضوه على فعلته من أسياده خارج الجسد، لا يزالون على قيد الحياة، في انتظار فرصة جديدة للانقضاض على الجسد، فسلسلة الشياطين لن تنتهي، خاصة وأن فيهم المنظرين إلى قيام الساعة، والحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع أنه ليس هناك ثمة شفاء كامل من المس، لأن الإنسان بطبيعته ممسوس بصفة دائمة، (الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من العروق)، وهذا لحكمة الاختبار والابتلاء، ولكن الفارق هو السلامة من تخبط الشيطان وعبثه بجسد ابن آدم، والتخلص من هذا التخبط هو الهدف الرئيسي من العلاج، فلا يعاود الشيطان الكرة على المريض مرة أخرى بالتخبط، وإن كان يتنقل في جسده من موضع إلى الآخر، وهذا حال جميع الناس بلا استثناء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن)، وعليه فلا نستطيع إنكار وجود الشيطان في جسد كل منا، ولكن الفارق بين السليم والسقيم منا هو وجود التلبس والتخبط الظاهر، وهذا ما يستدعي تدخل الطب الروحي لتخليص المريض من شكواه.

غالبا ما يتعرض المريض في أثر معتقده الخاطئ لمفهوم العلاج لانتكاسة، ويتغافل عن أن الشيطان كائن خفي عاقل، ليضع أسباب انتكاسته على عاتق المعالج وحده، ويزعم جهلاً أن المعالج لم يقم بدوره المنوط به على أكمل وجه، وأنه خدعه، والحقيقة أن المريض قد خدع نفسه بنفسه، فما إن يتم إغلاق جسد حتى يتفلت من زمام الالتزام بالورد القرآني، ويتخلص من كلفة التحصين وترديد الأذكار، وكأن مصلحته من الله تعالى قد قضيت بشفائه، وشكره على هذا ببعض الكلمات قد كافئ نعمة الشفاء، ولا شيء عليه بعد ذلك إلا الاستمتاع بالصحة والعافية، وهذا في حقيقة الأمر هزل، إن ظن المريض ذلك، بل إن مسئوليته في أثر الشفاء أشد أهمية من أثناء مكابدة المرض، لأن الشيطان يتربص به الدوائر، فإذا ما غفل عن ذكر الله تعالى، أو ظهر منه بادرة تقصير، انقض عليه الشيطان ونال منه ما لم يناله من ذي قبل، وإن كان على لمعالج المتمرس المخلص في عمله، واجب تتبع ثغرات المريض، وعدم المهادنة مع المريض على حساب مصلحته، فيجب على المعالج تتبع عيوب وثغرات المريض، ومن ثم إعادة توجيه ونصحه، وتغيير استراتيجية العلاج حسب المستجدات التي قد لا يلتفت إليها المريض، فمن الممكن من خلال كشف بصري منامي، أو رؤية أن يكتشف المعالج أدنى هفوة من المريض، سواء أثناء فترة العلاج أو فترة النقاهة.

في بعض الأحيان يفر من الجسد أشد وأقوى المجموعات العاملة فيه من الشياطين، وبكل تأكيد يتم ذلك الانسحاب المدروس تحت مظلة من الأسحار، كحصانة تحميهم من أية مخاطر قد تحدق بهم لحظة الفرار، مستغلين في سبيل ذلك أدنى هفوة من المريض ربما فاتت عليه أو لم ينتبه إليها المعالج، ولأنهم لا زالوا في خضم قوتهم، فالفرصة متاحة لديهم للفرار الآمن، ولمعاودة الكرة مرة ثانية عند الشعور بالأمان، لذلك فهم يتحينون الفرصة لمثل هذه المباغتة، فهناك أسيادهم في انتظارهم لمحاكمتهم محاكمة ظالمة جزاء ردتهم، وإنزال أقصى عقاب بهم يفوق ما اقترفوه من الردة تحت تأثير العذاب الشديد الذي لحق بهم جراء العلاج، ولنا في هذا سند من قصة سحرة فرعون، فكان جزاء ردتهم أن قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف وصلبوا، قال تعالى: (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ * قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) (الأعراف: 120: 124).

وفي مقابل العفو عنهم يمنحهم أسيادهم من الجن فرصة ثانية لإصلاح أخطاءهم، والثأر من غريمهم المعالج بالطبع قبل المريض، فيستغلون جهل الناس بطباع الشياطين وعاداتهم وخصائص قدراتهم والقوانين التي تحكم عالمهم، فيخيلون إليهم أن المريض لا يزال على حاله فلم يشفى بعد، وذلك بظهور أعراض مرضية أشد من ذي قبل، فيبدو الأمر وكأن حالته قد ازدادت سوءًا في أثر العلاج، فيجعلون مسؤولية ما يعدونه فشلاً لا انتكاسة على عاتق المعالج، وكأن المريض الحمل الوديع الذي وقع بين براثن المعالج الجاهل والشيطان الرجيم! وليس السب هو إهمال المريض وجهله، وكل المرضى ليسوا على هذا النحو من السفاهة، بل هناك من يقدر معالجه، ويمتثل لنصائحه في غيابه، وهؤلاء يجتازون فترة النقاهة بسلام وأمان وبلا أدنى منغصات، لذلك يجب أن نفرق بين مفهوم فشل العلاج وإخفاق المعالج في التعامل مع الحالة، وبين انتكاسة المريض ربما عن إهمال من المريض نفسه، أو تقصير من المعالج في تتبع أخبار المريض.

ولأن معاودة اختراق الجسد، ودخوله مرة ثانية ليس بالأمر الهين على الشيطان، فهناك فارق جوهري بين الدخول والمكث في الجسد تحت طائلة سحر ذاتي يمكن للشيطان من الجسد، بحيث تتفرع عنه أسحارا خدمية، وبين مجرد الدخول لغرض مؤقت وعابر، فلا يدوم مكثه كثيرًا، فالشيطان يستغل أدنى هفوة من المريض ليقتحم جسده بسلام، لذلك فلا بد من المتابعة وموالاة الطاعات والعبادات، بل ربما أكثر من فترة العلاج، وذلك لتعويض أدنى هفوة قد تبدر من المريض أثناء فترة النقاهة، والتي قد تتيح الفرصة لمعاودة الشيطان مرة ثانية، على الأقل على سبيل الشكر لله تعالى، وحمده على نعمة الشفاء، وهذا يدعم إغلاق الجسد، ويعزز الحصانة ويشددها على المريض تمامًا.

عمومًا وعلى كل حال أرى أن فترة ثلاث أشهر هي فترة متواضعة للنقاهة، خاصة وأن مخططات الشياطين وشراكهم يتم تنفيذها على مدار سنوات طويلة، فلا بأس من مواصلة نفس منهج العلاج طيلة ثلاثة أشهر، ولكن بلا عقد جلسات، على أن تكون بتواصل وبغير تقطع، وإلا بدأ المريض هذه الفترة من جديد، خشية أن يكون قد اعتراه شيئًا خلال فترة الانقطاع، ولو دام الانقطاع يومًا، وعلى المريض أن يقضي هذا اليوم إن مر عليه بسلام، وعمومًا فتكثيف جرعة القرآن في فترة النقاهة ضرورة ملحة، فلا بأس من أن يضاعف الورد في اليوم التالي، ولا مانع من إجراء كشف دوري للاطمئنان على السلامة من الانتكاس ولو مرة كل شهر طوال فترة النقاهة.

ويجب أن يراعى أن يكون التوقف عن الورد القرآني تدريجيًا، فمن الخطأ أن يتم ذلك دفعة واحدة، ولكن أنصح بالتحول التدريجي من أداء الورد القرآني حسب تحديد المعالج المختص، إلى الورد القرآني الشخصي بنظام ختم المصحف الشريف من أوله إلى آخره، فكأنك فتحت بذلك بابًا بينك وبين الله تعالى، ثم تركته مفتوحًا للشيطان يلج منه وقتما شاء، ولكن حول الباب المفتوح بينك وبين الله تعالى من باب تلاوة ورد علاجي محدد، إلى باب تلاوة ورد مفتوح لختم المصحف الشريف، والفارق بينهما أن الأول مقيد بكم محدد من سور معينة لا تتغير، والآخر ورد متغير حسب ترتيب المصحف الشريف، بحيث تستطيع ختمه قي فترة من ثلاثة أيام إلى شهر إن شئت.

إن عبور مرحلة النقاهة بسلام ليس ضمانًا لعدم تعرض المريض لسحر آخر في مرحلة ما بعد النقاهة، ولكنها عبورها بسلام يعد ضمانًا لنجاح العلاج بصورة نهائية، فمن الممكن إذا تعرض المريض بعد شفاءه لأسباب المس عاد إليه الداء، ربما أشد مما سبق، وهذا ما يجب أن يضعه المريض في اعتباره، خاصة وأنه صار هدفًا للشياطين، وعرضة لتجديد الأسحار إذا علم المسحور لأجله أن المريض قد شفي بفضل الله تعالى، إذًا فالشفاء لا يعد حصانة ضد الإصابة بالمس مرة أخرى، فإن كانت التحصينات تفيد بشكل أو آخر في تعويذ الشخص المعافى من معاودة الإصابة مرة أخرى، إلا أن التحصينات لا تشكل ضمانًا ضد الإصابة، إذا ما تم اختراقها بأحد نواقض مقتضياتها، وهذا هو ما يجب أن يحافظ عليه المريض طيلة فترة النقاهة، وكذلك فيما بعدها، وإن المعالج لا يملك أن يقدم للمريض ضمانات على غيبيات تدرك ظنيًا لا حسيًا، لذلك فلا نملك مطلقًا أن نطالب المعالج بأية ضمانات، بقدر ما نحن مطالبين بالالتزام بنصحه واتباع توجيهاته في ضوء خبرته.

وهناك حكمة بالغة الأهمية ترجى من فترة النقاهة، وهي استرجاع ما فر من الشياطين لقتلهم داخل الجسد، وللتخلص من أسحارهم المتعلقة والمرتبطة بجسد المريض، فتعرض المريض إلى ما يبدو أنه انتكاسة، ربما يكون مؤشرًا إلى أن الحالة لم يستكمل شفاؤها بعد، وهذا ليس عن تقصير من المريض، أو إهمال المعالج، ولكنها ضرورة تحتمها مراوغة الشيطان، واستدراكًا لمخططاته وألاعيبه التي لا حصر لها، فالشياطين الذين فروا تحت حماية أسحارهم، قد يتعسر على الجن المسلمين اقتيادهم للمحاكمة الشرعية على ما اقترفوه من جرائم، ولكن يمكن محاصرتهم باستمرار مواظبة المريض على الورد القرآني، وتضييق الخناق عليهم حتى يرتدوا إلى جسد المريض، وهناك يسهل التخلص منهم على يد المعالج، أو على يد الجن المسلم، فهناك من الشياطين من لا يصح تقديمهم للمحاكمة، وهذا لعظم خطورتهم على الإنس أو الجن المسلمين، ووجوب سرعة القضاء عليهم، والتخلص منهم نهائيًا، فليس كل شيطان يصلح لأن يقدم إلى محاكمة شرعية، لذلك تكون هذه الانتكاسة عارضة وليست بصفة دائمة، فلا داعي للقلق على سلامة المريض.

ولأن القرين هو الوسيط بين الإنس والجن، وبدونه لا يستطيع الشيطان دخول جسد الإنسان والتحكم فيه، فإن القرين الكافر في بعض الحالات يعتريه حالة من التمرد على مقرونه، ويستبد به لأبعد الحدود، وبهدف إيصاله إلى حد اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى، ورغم ما يتعرض له القرين الكافر من مهانات ومذلة على أيدي الشياطين طيلة فترة المس، إلا أنه يهوى تعذيب مقرونه على تحمله للعذاب على أيديهم، فهو لا يكل ولا يمل من تحمل العذاب، ولكن السبيل الوحيد للتخلص من التمرد، هو مضاعفة الجهد القرآني المتواصل، وامتداد فترة النقاهة أطول فترة ممكنة، لضمان كبح جماح هذا العربيد، فهناك بعض الحالات كان يحضر القرين ويتكلم على لسان المريض، وهذا ندركه بحدسنا وخبرتنا كمعالجين، ومن العسير شرح تفاصيل حضور القرين كتابة بدون تجربة عملية، لذلك ففترة النقاهة هامة جدًا لإعادة التوازن بين القرين ومقرونه، سواء ظهرت مظاهر هذا التمرد أو تختفت، لأن القرين الكافر في حالة تمرد دائم على مقرونه، ولكن الفارق هو حجب هذا الظهور ومنعه، لتتوافر للمريض حالة من الهدوء والسكينة بلا منغصات من حضور القرين ونطقه على لسان المقرون، أو السماح لشياطين جدد بدخول الجسد وإيذاء صاحبه، وفي حالات تمرد القرين الكافر ينصح المريض بإضافة تلاوة سورة (ق) إلى الورد القرآني، لما لها من تأثير طيب في رد القرين عن تمرده، وبالتالي إضعافه عن هذه الفوضى التي يحدثها بجسد مقرونه.

يجب دائمًا أن نتوقع حدوث انتكاسة، فلا نستخف بظهور علامات ولو كانت طفيفة، ولا مانع من وجود علامات صارخة تعبر عن انتكاسة صريحة، فيجب أن لا نفجع حتى ولو بدا الأمر وكأن الحالة لم تشفى على الإطلاق، فمن المفترض أن لا يتكرر هذا الأمر بعد عقد جلسة علاج فورية، وهذا تبعًا لقدر تفريط المريض، ووفقًا لسرعة التعامل مع الحالة، والأمر بحاجة إلى ضبط الأعصاب، والتريث في اكتشاف ردود الأفعال ودراستها، والهدف من ذلك تحديد ما إذا كانت الحالة لم تشفى بالفعل، أم أنها مجرد انتكاسة لا تخرج عن نطاق الانتكاسات الاعتيادية كم أسلفنا الذكر، وبالتالي ستختلف طريقة تناول المعالج لهذه المظاهر والعلامات، وكشف العلاقة بينها وبين ما ورد من مظاهر مختلفة أثناء فترة العلاج، ربما وجد تفسيرًا لما قد جد أمامك من علامات، وهذا سيجعلك تقيم الانتكاسة بصورة مقاربة إلى الواقع بحد كبير، مما سوف سيقلص من حجم المواجهة ضد الشيطان، أما في حالة اكتشاف عدم شفاء الحالة، فالأمر بحاجة إلى إعادة بناء تقييم الحالة المرضية، وكذلك تقييم منهج العلاج الملائم.

وفي بعض الأحيان يتخلف عن الشياطين المندحرة لفيف منهم، متسترين تحت حماية أسحار خفية غير منظورة، وبالتالي لا يستطيع الجن المسلم الكشف عن وجودهم والتصدي لهم، وهذا بحاجة لبعض الوقت حتى تضعف هذه الأسحار، ويظهر كل ما كان خفيًا، وهذه الأسحار الخفية يتم إخفاؤها بشياطين شديدة القوة والبأس، وذلك بحاجة إلى بعض الوقت من مواصلة الورد القرآني، ولكي يتحقق لنا إضعاف هذه الأسحار، والتصدي لكل المستفيدين منها، وذلك يعني ضمنيًا؛ أن فترة النقاهة تعد ازدواجية المفعول، من جهة التحصين والتنقية، أي من كل ما قد تخلف عن المعارك التي دامت طيلة فترة العلاج، سواء كانت ثغورًا مكن اختراقها، أو مخلفات حرب تعد نواة لتجديد الإصابة الانتقامية.

في حالة التعرض للانتكاسة يجب تتبع الثغور سواء المتعلقة بالجسد أو بتصرفات المريض، أو المتعلقة بأسلوب العلاج هذا من جهة المعالج، ففي كثير من الأحيان يكون هناك قصور في منهج العلاج، والسبب سعة رقعة التعامل مع الجن والشياطين، في مقابل محدودية المعلومات، وقصور المناهج العلمية المدروسة عن عالم الجن والشياطين، خاصة أنه لا يوجد سبق معلن إلى هذا الفرع من العلوم الهامة حتى عصرنا الحالي، حيث كان ولا يزال سرًا قاصرًا تداوله على السحرة، وشيوعه بين من تروج عليهم الخرافات والخزعبلات من السفهاء الذين لا يقدرون قيمة ما بين أيديهم من معلومات خطيرة، حيث يتعاملون معها على جانب كبير من الرهبة والجزع، بدون أن يكون للعقل دور في فرز هذه المعلومات وتمحيصها، لذلك يجب أن لا نستهين بما لديهم من معلومات وأساطير، فلا يوجد دخان بلا نار، بل يجب إخضاعها للبحث المنهجي العلمي، والدراسة الشرعية الحصيفة.


هذا ما أعلم والله تعالى أجل وأعلى وأعلم


.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
  #176  
قديم 24-04-2006, 01:18 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

الاستدراج وشراك الشيطان:

لقد قرن الله تبارك وتعالى بين الخوف والحزن في آيات كثيرة، وهما من أشد أدواء النفس فتكًا بالإنسان وتأثيرًا عليه، ثم جعل النجاة منهما في اتباع هديه قال تعالى: (فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة: 38]. وبموالاته تبارك وتعالى، قال تعالى: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [يونس: 62]. وبالإسلام له عز وجل، قال تعالى: بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 112]. وبالاستقامة على منهجه وشرعه قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأحقاف: 13]. فمن حاد عن أسباب النجاة هذه وقع في شباك الخوف والحزن فهلك، ومن تمسك بها عصم نفسه من تأثير الخوف الحزن فنجا. وما حدث أن الناس فزعوا إلى الأسطوريين سواء من الجن أو الإنس، فاستعاذوا بهم للنجاة والتخلص من الحزن والخوف، قال تعالى: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) [الجن: 6]. وبهذا غالى الناس في الرجل الأسطورة بغير وجه ونسوا الله فأنساهم أنفسهم، فعميت أبصارهم عن رؤية هؤلاء الخلق على حقيقتهم.

وإن الخوف والحزن هما من شراك الشيطان التي يحرص على الإيقاع بفرائسه فيها، سواء وقعوا فيها في الدنيا أو الآخرة وهي الاختيار الأولى والأجدر بتوصيل فريسته إليه، والوقوع في الخوف والحزن في الآخرة هما من وسائل سيطرة الشيطان واستحواذه على العباد، قال تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: 175]. فباتباعهم خطوات الشيطان تسلط على أجسادهم وعقولهم، واستفزز انفعالاتهم النفسية، فأصابهم بالحزن، فهيجهم بعضهم على بعض، قال تعالى: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [المجادلة: 10]، فالشيطان يوقع الناس في النجوى، ثم ينهض إلى المؤمنين يوسوس إليهم ليصيبهم بالحزن والاكتئاب، لكن توكلهم على الله يمنع وقوع هذا الضرر بهم.

أما مع المتواكلين فقد وجه ردود أفعالهم في اتجاه مصالحه، إلى أن صاروا ألعوبة طيعة بين يديه، قابلة للتشكيل، يحركها كيف يشاء، فأصابهم الشيطان بوابل من الأمراض النفسية، وعلى رأسها الاكتئاب مرض العصر الخطير، فزعم الرجال الأسطوريون من الأطباء قدرتهم على علاج هذا الداء بالطب النفسي العلماني وبالعقاقير المهدئة، والسبب كما تبين علاجه ديني صرف.

فبدأ الشيطان يحشد جنده ليبث وحيه في التحريش بين الناس بالوسوسة في صدورهم، مثيرًا لمشاعر الحسد والبغضاء بينهم، عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم)، () كما أدخل الحسد بين ابني آدم، حتى وقع في الإثم فقتل أخاه، ولم يكن ليقدم على ذلك إلا بوحي من الشيطان، فقد استفزه الشيطان وحرك انفعالات نفسه فنزع إلى الشر. فكانت هذه هي بداية خضم الصراع المتنامي بين البشر، حتى فزع كل منهم للنبش عن أسباب القوة والغلبة، والتي قام الشيطان بتوفيرها، ولكن بمقابل باهظ يفوقها ثمنها بكثير، فكان السحر والفوائق على أيدي رجال أسطوريين، قال تعالى: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ) [البقرة: 102]، فمن الناس من استعاذ بالله عز وجل فأمده بخوارقه فزادهم هدى، ومنهم من استعاذ بالشيطان فأمد بفوائقه فزادهم رهقًا.

فتدبرنا للقصص القرآني يعيبه تجاهل دور الشيطان في سياقها، وبهذا نخرج الشيطان من دائرة المسؤولية عن الفوائق التي تظهر على أيدي البعض، وكأن الإنسان فطر وجبل على المعصية، ولا دور للشيطان وراء هذا، فتنبه إلى أن صرفنا عن هذا التدبر هو من عمل الشيطان وأهدافه، حتى لا نقف على نقاط ضعفه. وهذا العبث هو من جراء التهوين من شأن تسلطه، وتجاهل التحصن من كيده بالعلم. فإذا كان كيد الشيطان ضعيفًا، قال تعالى: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) [النساء: 76]، فإن انحرافنا عن المنهج الصحيح يجعلنا في موقف أشد ضعفًا من الشيطان وكيده، قال تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) [الحجر: 42]، فتبعية الشيطان توقع المتبع تحت تسلطه، قال تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ) [النور: 98: 100]، أي أن الاستعاذة من الشيطان تتجاوز مجرد ترديد ألفاظها، لتشمل الالتزام بمقتضياتها، بالتوكل على الله بالأخذ بأسباب رفع سلطانه، بالتبرؤ منه ومن موالاته، ومخالفة أمره ومعصيته، والرجوع عن اتباع خطواته، وإشراكه في عبادة الله. فكل ذلك مناط تسلطه علينا بفوائق تعجز عقولنا عن استيعابها، فتنسب جهلاً إلى الخوارق والمعجزات، فقبولنا الخاطئ لحقيقتها يضعنا تحت تسلطه.

إذًا فلا يقع الناس في عبادة الشيطان دفعة واحدة، ولكنهم ينحدرون في تتدرج على مراحل وخطوات مقبولة ومستساغة بما يوافق أهواء الناس، والتي لها الحظوة والتأثير الفعال في أنفسهم. فينتقل الشيطان بالإنسان تدريجيًا من طريق الإيمان، وإفراد الله بالعبودية، حتى يصل به ليس إلى مجرد الشرك فقط، ولكن إلى حد الكفر بالله تعالى والإلحاد، وبالتالي عبادة الشيطان من دون الله، قال تعالى: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ) [يس: 60، 62]. وأول مسوغ يفضي إلى عبادة الشيطان هو الاعتقاد الوثني، وأقرب الأوثان تجسدًا هم البشر أنفسهم، فمشاهدة قدراتهم الفائقة، هو الأكثر قبولاً في أنفسهم المريضة.


تابع الجزء الثالث


.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
  #177  
قديم 24-04-2006, 01:30 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
Arrow مسيرة السحر المأكول والمشروب داخل الجسم

مسيرة السحر المأكول والمشروب داخل الجسم




أمر التكليف المأكول والمشروب:
إن صناعة أمر تكليف لأي سحر من الأسحار بطريقة المأكول أو المشروب، هو من أكثر أنواع أمور التكليف التي سيقابلها المعالج طيلة ممارسته للعلاج، فعادة ما يجب على المعالج أن يقوم بالتخلص منها عند عقد أول جلسة العلاج، وفي بعض الحالات الحرجة يتم التخلص منها عند بداية عقد كل جلسة، رغم أن هذا النوع من أمور التكليف هو من أقل أساليب صناعة انتشارًا بين السحرة، خاصة وأنه من أنواع أمور التكليف التي يتم اكتشاف أعراضها من أول وهلة، وعلامته هي ما يصيب المريض من حالة غثيان وقيء، والتي يمكن التغلب عليه بسهولة ويسر أكثر من غيره من الأساليب الأكثر تعقيدًا، ورغم تعذر توصيل المادة السحرية إلى المسحور له، والسبب في هذا أن وصوله إلى المريض له أسلوبان، فإما أن يقوم المسحور لأجله بوضع المادة السحرية بنفسه في طعام المسحور له أو شرابه، وهذا غير مضمون تحقيقه في أغلب الأحيان، وإما أن يوكل الساحر الإنسي الشياطين بوضع السحر بأنفسهم في طعام المسحور له وشرابه، والأسلوب الأخير هو أكثر أساليب توصيل أمر التكليف المأكول والمشروب شيوعًا، فتخفي الجن أمر التكليف عن الأنظار بسحر إخفاء، ثم تضعه للمسحور له في الوجبة التي سيتناولها.

إلا أن أمر التكليف المأكول والمشروب لا يخلو منه جوف أي مصاب بالمس، سواء كان ملبوس أو مسحور له أو معيون، وليس شرطًا أن يصنع من مواد إنسية، فقد يصنع السحر على مواد من عالم الجن، خاصة أنه يدخل في تكوينه الزئبق السام بلونيه الأحمر والأزرق، والذي لا يخلو منه تركيب أي مادة سحرية، فالشياطين داخل الجسد يتطفلون على كل ما يدخل إلى جوف المريض من مواد نافعة أو ضارة، سواء كانت موادًا غذائية نافعة، أو ما قد يتخلف عنها من فضلات، وذلك بعد أن تحولت من مواد نافعة إلى مواد ضارة، وكذلك يعيد الشيطان استخدام ما قد يصل إلى جوف الإنسان من مواد مختلفة، فيقوم الشيطان داخل الجسد بتجميع الدماء بمشتقاته من دماء الحيض والمني والشحوم، واللعاب، وقلامات الأظافر، والشعر، والجلد، واستخدام الشيطان لهذه المواد ليس بهدف التعيش عليها مدة إقامتهم داخل الجسد، فهذا أمر يمكن التغلب عليه بسهولة، ولا يؤرقهم بتاتًا أن يضحوا بأحدهم، ثم يقتاتوا من جثته، ولكنهم يتطفلوا على هذه المواد ليصنعوا منها ما قد يلزمهم من أسحار خدمية تمكنهم من السيطرة على الجسد.

وإن الفضلات المتخلفة عن الجسد تحمل جزءًا من مكوناته الرئيسية كالدماء والشحوم، وهي تعد من مصادر الآثار العالقة بالمتعلقات الشخصية للمسحور له، وهذا يجعل لها الأولوية على الآثار الشخصية، والتي يحرص السحرة على جمعها لصناعة أمر التكليف، وبالتالي فهي أشد تأثيرًا في المسحور من غيرها من المواد الغريبة عن جسده، وأكثر علوقًا به من أي نوع أمر تكليف آخر، ولأن المعدة بيت الداء، فهي مستودع كل شر قد يستفيد منه الشيطان للإضرار بالإنسان، فعن مقدام بن معدي كرب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما ملأ آدمي وعاء شرًا من بطن ..)،( ) والسحر جزء من جملة الشرور التي تحويها المعدة، فكل ما زاد عن حاجة الجسم استخدمه الشيطان ضده، وهذا هو سر تواجد أمر التكليف داخل المعدة عند أغلب المصابين بالمس، إن لم يكن كلهم فجلهم، فنجد أن شخصًا ملبوسًا يشكو من معدته، وتظهر عليه أعراض كالغثيان والقيء، رغم أنه لم يسحر له أحد من الإنس، والحقيقة أنها أسحار جنية وسحرة الإنس غير مسؤولين عنها.

مسيرة المادة السحرية داخل الجسم:
قبل التعامل مع أمر التكليف المأكول أو المشروب، يجب أولاً التعرف على رحلة المادة السحرية داخل جسم المريض، وأن ندرس كيفية استغلال الجن لوظيفة الجهاز الهضمي لتحيق أهدافه المنشودة من السيطرة على الجسد، وبث السموم السحرية في الدم، لتصل من المعدة قاعدة الانطلاق إلى جميع أنحاء الجسد، وهذا سيسهل علينا مواجهة الشيطان إلى حد كبير، ووضع الأساليب المناسبة للعلاج تبعًا لكل مرحلة من هذه المراحل، وهذا قياسًا على مسيرة الطعام داخل الجسد، والذي يمر بأربعة مراحل منذ تناوله وحتى خروجه، وهي على التوالي مرحلة الهضم، مرحلة الامتصاص، مرحلة التمثيل الغذائي، ثم مرحلة الإخراج، وهذه المراحل هي كالآتي:

مرحلة الهضم:
ويتم في عملية الهضم سحق المواد الصلبة، وتفتيت الكبيرة منها، وهذا تقوم به الأسنان والضروس، وتحويل المواد غير القابلة للذوبان في الماء إلى مواد صغيرة سائلة سهلة الذوبان في الماء، بترطيبها بواسطة اللعاب الذي تفرزه الغدد اللعابية، لتتحول اللقمة الممضوغة إلى كتلة لزجة، (وعدد هذه الغدد ست؛ اثنتان تحت اللسان، واحدة في كل خد أمام الأذن، وواحدة في كل جانب من الفك السفلي)،( ) وفي واقع الأمر أن أهمية اللعاب كونه أثر يفرزه جسد المسحور له، يعد مادة مضافة لا إراديًا إلى مكونات أمر التكليف، لذلك فالمواد الصلبة غالبًا لا تدخل ضمن مكونات أمر التكليف المأكول، فيختار السحرة عادة مواد سائلة غير صلبة يمكن مزجها باللعاب، لتكتسب قوة من اثر المريض، ثم يتم بعد ذلك هضم اللقمة بواسطة العصارة المعدية التي تفرزها المعدة لتتحول إلى حالة سائلة، وفي بعض محاولات استفراغ أمر التكليف المأكول أو المشروب يشعر المريض بمرارة العصارة المعدية، ووجود هذه المرارة يعني أن مرحلة تقيؤ أمر التكليف لم تأتي بعد، وأهم مكان تستقر فيه المادة السحرية بعد بلعها سواء المأكولة أو المشروبة هي (المعدة Stomach) (وهي تقع في الجزء الأيسر العلوي من البطن، ويختفي جزء منها خلف الكبد والحجاب الحاجز، وهو تحت حماية الضلوع( ).. وهي تتلقى الطعام عن طريق المريء، ثم تمرره مهضومًا جزئيًا قدمًا إلى الإثني عشر، وهي بالطبيعة أكثر عضو قابل للتمدد في الجسم تتضخم إلى حجم كبير عند تناول وجبة وفيرة أو عندما تطلق عمليات التخمر التي تحدث في الطعام كمية من الغازات، وعندما تفرغ المعدة يقلل توتر جدرها العضلية حجمها ثانية، وتنقبض المعدة إلى شكل أنبوبي تقريبًا عندما تكون خاوية)،( )

(والتي تبلغ سعتها 1200سم مكعب، وعدد غددها يبلغ 7 ملايين غدة، تفرز العصير المعدي، وهو سائل حمضي عمله هضم المواد الزلالية كالبيض واللحم، وتتصل بالأمعاء الدقيقة بواسطة فتحة صغيرة تدعى الفتحة البوابية)،( ) ومهمة الشيطان (حارس أمر التكليف) الحيلولة دون تبديد المادة السحرية، فلا تهضم ولا تمتصها الأمعاء، فعملية الهضم من العمليات التي تؤرق الشيطان ولا يرغب فيها، وتعد معوقًا يؤثر في الحفاظ على المادة السحرية.

و(الفتحة البوابية (Pyloric orifice للشيطان عمل واختصاص فيها، ففي بعض حالات انتفاخ البطن، تقوم مجموعة من الشياطين بسد (قناة الشرج Anal canal)، ويقوم شيطان آخر بالنفخ في الفتحة البوابية، فتنتفخ (الأحشاء Viscera) لتصبح البطن كالبالون المنتفخ، والأكثر سوءًا في حالة ما إذا كان المستهدف مصابًا بالقرحة، أو التهاب في جدار المعدة، فينفخ الشيطان في المعدة عند نهاية البلعوم، فتهيج الأحماض والعصارة المعدية على جدار المعدة ، ليشتعل جوف المريض عليه نارًا، حتى يكاد يطيش عقله من هول ما يجد من ألم، والنتيجة أن المعدة المنتفخة بالغازات تضغط على الحجاب الحاجز، الذي يضغط بالتالي على الرئتين، فيشعر المريض بضيق في الصدر وصعوبة في التنفس، وينتقل الإحساس بالألم إلى الظهر من خلف المعدة تمامًا، نتيجة للضغط على أعصاب العمود الفقري، فلا يستطيع أن ينصب جسده، فيستلقي المريض ممددًا على ظهره.

ويجب الإسراع في علاجه، وإلا سيصاب المريض (بالإمساك Constipation)، وإلا تضاعف الإحساس بالألم، فلا تتمكن الأمعاء من تأدية حركتها بعدد مرات كافية تمكنها من تفريغ محتوياتها، حيث تختلف عدد مرات الإفراغ بين شخص وآخر، فهناك من يفرغ أمعاءه مرة واحدة في اليوم، في حين قد يفرغ البعض أمعاءهم كل يومين، ومن أعراض الإمساك الصداع وامتقاع اللون واصفرار الوجه، اكتساء اللسان بطبقة لها طعم كريه، وهناك حالات أخرى أشد قلقًا تزداد فيها معدلات (البولينا Uric acid) في الدم، وينتفخ الجسم بصورة ملحوظة، مع احتباس البول والبراز، أو شح الفضلات المتخلفة عن الجسد، هذا إذا تمكن المريض من التبول أو التبرز، ولا تجدي معه مدرات البول أو الملينات، أو مضادات الأملاح، والحقيقة أن المريض في مثل هذه الحالة يستعد ليقضي نحبه، وأن الهدف من هذا السحر هو القتل، وليس مجرد الإصابة بالمرض.

ولا تجدي مع مثل هذه الحالات تناول الملينات ومضادات الغازات، أو العلاج الطبيعي بتدليك البطن، وأقصى ما يحدث خروج شيء من الغازات بواسطة الجشاء، ومع ذلك لا يشعر المريض بأية تحسن، ويستمر الحال كما هو، لأن الغازات لا زالت متجمعة في الأمعاء حتى فتحة الشرج، وحتى إن كان الشيطان ينفخ عند نهاية البلعوم فلن تجدي مثل هذه الحلول، لأن الشيطان يمكنه بسهولة فصل هذه العقاقير داخل المعدة والتخلص من تأثيرها، وبعض المعالجين يقوم بحقن المريض بحقنة شرجية، تحتوي على بعض أصناف الأعشاب والعطارة باهظة الثمن، قد يصل ثمن محتوياتها إلى ألف جنيه، بغرض تنفير الشياطين من قناة الشرج عنوة، وإن كانت تجدي في إسعاف المريض، لكنها ليست علاجًا شافيًا، لأن الشيطان يمكن أن يعاود نفس فعلته بعد نفاذ تأثير الحقنة الشرجية، هذا بخلاف أنها طريقة مكلفة وغير عملية بالمرة، خاصة وأننا نجهل مكونات هذه الأعشاب، ومدى نفعها وضررها وأعراضها الجانبية، ويا حبذا لو تم إسعاف المريض بشرب عصير الكمأة، والأفضل أن نلجأ إلى الدعاء الموظف علميًا للسيطرة على الشياطين الموكلة بهذا السحر، وأنصح في مثل هذه الحالات بتناول أطعمة سهلة الهضم، عظيمة القيمة الغذائية، وهذا يجتمع في العجوة واللبن، مع تناول الكمأة بكميات وفيرة، حتى لا يعاود الشيطان إلى تكرار هذه المحاولة مرة ثانية، وهذا إجراء مؤقت إلى أن يتم شفاؤه تمامًا، ومن علامات الشفاء خروج الغازات على هيئة ضراط شديد، وجشاء متتابع، أما البراز فيخرج غليظًا متماسكًا تبعًا لسرعة إسعاف المصاب.

ورغم أن المعدة قادرة على التعامل مع جميع أنواع المواد الصلبة، إلا أن بعضها كالعظام الآدمية والحيوانية يقوم السحرة بحرقها حتى تتفحم، ثم يتم سحقها، وإدخالها ضمن مكونات المادة السحرية، فلو تركت على حالها لاكتشف المسحور له وجودها، لتعذر قضمها بأسنانه، وبالتأكيد سيرفض تناول الطعام أو الشراب المقدم له، وسيفضح أمر المسحور لأجله، لذلك يراعي السحرة أن تكون المكونات السحرية من المواد التي يتم ابتلاعها وهضمها بسهولة ويسر، كدماء الحيض والنفاس والمني، أو تحويلها من مواد كبيرة وصلبة إلى مساحيق ناعمة، ليتم بعد ذلك خلطها ومزجها بالطعام أو الشراب المقدم إلى المسحور له، بغرض التمويه وخداعه حتى يتناول المادة السحرية في غفلة عن حقيقة ما يقدم له، وهذا يجزم أن من صنع السحر المأكول والمشروب ليس غريبًا عن المسحور لأجلهن، فلا أحد يقبل أن يتناول طعامًا من شخص غريب.

أما في داخل المعدة فلا تبقى المادة السحرية على حالتها التي دخلت بها، حيث يقوم الجن بعملية بالغة التعقيد، فيقوموا باستخلاص المواد السحرية من بين عصارة الطعام المهضوم، ثم يقوموا بالتحفظ عليها داخل المعدة، بعد نقلها من عالم الإنس إلى عالم الجن، وإخفائها تمامًا عن الأنظار بواسطة (سحر الإخفاء)، فهي موجودة داخل المعدة، ويشكو المريض من أثر وجودها، لذلك يشعر بآلام في المعدة، مع الإحساس بوجود كتلة صلبة فيما يسمى (القاع) وهو أعلى جزء في المعدة، (ويرتفع القاع إلى نقطة تحت مستوى الحلمة اليسرى، بقليل تجاه الضلع الخامس)، ( ) وأكثر ما يشكو منه المرضى تكرار الشعور (بالغثيان Nausea) من وقت لآخر، فيشعر بجيشان النفس والرغبة في التقيؤ، ويكون مصحوباً بإعياء شديد وكثرة اللعاب، وأحيانًا يتقيأ المريض سائل زلالي لزج وشفاف، فيبزقه على هيئة دفعات، وقد ينساب من فمه على هيئة خيط لزج شفاف، وهذا نتيجة أن المعدة ترفض استمرار بقاء هذه المواد داخلها، وأنصح المريض بعدم الاستسلام للغثيان، وأن يرده ما استطاع، والامتناع عن التقيؤ المتعمد، فلن يجدي ذلك كله في خروج المادة السحرية، لأن الجني مسيطر عليها تمامًا، ولن يفرط فيها بهذه السهولة.

فلا يمكن رؤية المادة السحرية بالمناظير الدقيقة، أو تصويرها بأشعة جاما (X ray)، إلا أنه في تقديري من الممكن اكتشاف وجودها بواسطة الموجات فوق الصوتية Ultrasonic، لأن المادة السحرية موجودة بالفعل ككتلة، فرغم اختفائها عن الأنظار، إلا أن المريض يشعر بوجودها، فمن الممكن أن تنفذ من خلالها الأشعة، ولا ترى بالميكروسكوبات المتطورة، مهما بلغت دقتها وكفاءتها، ولكن من الممكن في هذه الحالة أن تصطدم بها الموجات فوق الصوتية، وتكشف عن وجودها، وهذه أطروحة قابلة للتجريب والبحث العلمي، والله تعالى أعلى وأعلم.

مرحلة الامتصاص:
أي امتصاص عصارة الغذاء المهضوم من خلال الغشاء المخاطي للأمعاء الدقيقة إلى الدورة الدموية، الأمعاء الدقيقة Small intestine (للأمعاء الدقيقة مثل المعدة أربع طبقات، طبقة مصلية، وطبقة عضلية، وطبقة تحت مخاطية، وطبقة مخاطية .. والطبقة تحت المخاطية هي طبقة من النسيج الخلوي، تربط الطبقتين العضلية والمخاطية معًا، وتتفرع فيها الأوعية الدموية والأعصاب. والطبقة المخاطية هي الغشاء المبطن للأمعاء، وأعمق جزء منها طبقة رقيقة من العضل البسيط، تكون الرقاقة العضلية المخاطية. ويبطن الابثليوم: 1_ يبطن غددًا أنبوبية بسيطة وتسمى بالغدد المعوية، وهي موضوعة جنبًا إلى جنب، وممسوكة معًا بنسيج خلوي دقيق للغاية، بحيث تفتح فوهتها على السطح الطليق من الغشاء. 2_ ويغطي زوائد دقيقة تسمى بالخمل المعوي Villi، موضوعة بين فوهات الغدد في زمر كثيرة جدًا ،حتى أنها تعطي للسطح منظرًا مخمليًا (كالقطيفة)، وتنفصل الغدد في أماكن كثيرة بعقيدات من النسيج الليمفاوي (الحويصلات الليمفاوية) تقع جزئيًا في الطبقة تحت المخاطية كذلك وفي أنحاء جزء كبير من الأمعاء الدقيقة تقذف الطبقة المخاطية في طيات دائرية تزيد السطح الذي يقوم بالإفراز والامتصاص حوالي خمسة أضعاف، والخمل هو وسيلة الامتصاص ويحتوي كل واحد منه على وعاء ليمفي (لبني) في وسطه وعلى أوعية دموية صغيرة.( ).. ويبلغ الخمل المعوي أكثر بقليل من نصف ملليمتر في الطول، ويوجد في جميع أجزاء الأمعاء الدقيقة، من بداية الإثني عشر إلى نهاية اللفائفي، حيث يتوقف فجأة عند الفتحة اللفائفية الأعورية ileo-coecal orifice .. ).( )

فمن الممكن أن ينقل الجن المادة السحرية من المعدة إلى أي مكان آخر في الجسد، عن طريق امتصاصها في الأمعاء الدقيقة، ثم تسريبها في الدم إلى حيث يشاء، وأخطر مكان يمكن أن يتشجع وينقله إليه هو المخ، وهذا في حالات نادرة، لذلك يجب أن يكون المعالج على حذر شديد، ووعي كامل بمدى إمكان أن يقدم الشيطان على مثل هذه الخطوة الخطيرة، لذلك لا تسرف في محاولة استخراج المادة السحرية عنوة، مع اختيار التوقيت المناسب لذلك، فربما تقيأ المريض المادة السحرية، أو تم خروجها على هيئة بول أو براز، على أية حال فهذا لن يتم إلا في حالة موت حارس أمر التكليف، وهذا هو الأجدر بالتعامل معه من إهدار الوقت مع المادة السحرية، بالإضافة إلى خادم السحر، سواء كان تشخيص الحالة سحرًا، أو أنها أسحار خدمية في مثل حالات اللبس.

مرحلة التمثيل الغذائي:
وهو بناء الغذاء المهضوم بما يفي باحتياجات الجسم، واستعماله عن طريق الخلايا المختلفة، ولأن المادة السحرية تحتوي على مواد سمية ضارة بالجسم، فلا ينتفع بها، لذلك فالجسم سيلفظ هذه المواد الغريبة عنه، وسيعمل على طردها وإخراجها منه، وسبحان الله وكأن مضغة الجسد تعقل أن هذه المواد السحرية محتوية على كفريات بالله تعالى، فبمجرد إبطال سحرها يتخلص منها الجسد تلقائيًا، وهذا من آيات الله عز وجل، وهو ما لا يريده الشيطان، ويحرص على عدم تبديد هذه المادة السحرية بالتمثيل الغذائي، لذلك يحتل التمثيل الغذائي دورًا ثانويًا بالنسبة للمادة السحرية، ولكن يبقى للشيطان دور في عملية التمثيل الغذائي، فقد يفسدها أو يعطلها فلا يحصل الجسم على كامل غذائه، ليصاب بالعلل المختلفة.

مرحلة الإخراج:
أي خروج المواد غير القابلة للامتصاص، والفضلات المتخلفة عن عملية الهضم والامتصاص والتمثيل الغذائي، وهي على أربعة أحوال صلبة، وسائلة، وغازية، أو على هيئة سعرات حرارية وطاقة، فتخرج من الجسد إما عن طريق تبرز المواد الصلبة من فتحة الشرج، أو عن طريق التبول من الإحليل للمواد السائلة، أو عن طريق التقيؤ من الفم، أو عن طريق عملية النتح بإفراز العرق من الجلد، أم في الحالة المواد الغازية فتخرج عن طريق الضراط، والجشاء، والزفير، لذلك تتغير رائحة عرق المسحور له وزفيره وتصير كريهة ومنفرة، أو عن طريق استنزاف الدم كما يتم بالفصد والحجامة الرطبة، ومهمة خادم السحر هو الحفاظ على أمر التكليف دون تعرضه للمرور بهذه المراحل السابق ذكرها، فلا تهضمه المعدة ولا تمتصه الأمعاء الدقيقة، هذا بخلاف احتوائه على مواد ضارة لا ينتفع بها الجسم، فهي غير قابلة لعملية التمثيل الغذائي، باعتبارها فضلات متخلفة عنه، لذلك تعمل كل أجهزة على محاولة طرد هذه المواد الدخيلة عليها، عن طريق عمليات الإخراج المختلفة.

عمل الشيطان مع المادة السحرية:
وعلى ما سبق بيانه؛ فأمر التكليف المأكول أو المشروب يستقر في المعدة لمدد زمنية طويلة، قد تدوم عدة سنوات، وهذه قدرات تفوق إمكانيات أجهزة الجسم البشري، وخلاف المتعارف عليه، لأن كتلة الطعام داخل المعدة تستغرق زمنًا (يتراوح عادة بين ساعتين أو خمس ساعات، فالمواد الصلبة تظل في المعدة حوالي خمس ساعات، والمواد النصف صلبة مثل الجيلي والزبادي حوالي ساعتين، أما السائلة فتظل بالمعدة من نصف ساعة إلى ساعة، وقد تبقى هناك مدة أطول من ذلك في بعض الأحيان مثل حالات الصدمة والولادة)،( ) (إلا أن الدهنيات تبقى مدة طويلة تتراوح بين الـ6 أو 8 ساعات، هذا ما يفسر الشعور بالثقل والتخمة أثناء تناول طعام غني بالمواد الدهنية).( )

إذًا فأقصى مدة يمكن أن يبقى فيها الطعام داخل المعدة هي ثماني ساعات، (فتقوم المعدة بطحن ما لم يتم مضغه في الفم، وتفرز الغدد المعدية عليه العصارة المعدية التي تقدر في خلال 24 ساعة بليترين أو أربع ليترات، والتي تحتوي على حامض الهيدروكلوريك لتطهير الطعام من الجراثيم والميكروبات الآتية عن طريق البلع، وعلى المخمرات كالبنسلين والبرازير لهضم ما فيه من مواد زلالية ودهنية)،( ) فخادم السحر لا يستطيع أن يتعامل مباشرة مع السحر المأكول والمشروب في هذه الظروف بالغة الصعوبة داخل المعدة، إلا ما قد يتسرب إليها من جزيئات يسيرة، فيتم امتصاصها وتسريبها إلى الشعيرات الدموية، بحيث لا يخرج منها النذر اليسير مع الفضلات أو العرق، وما هي إلا مجرد فضلات ومخلفات فائضة عن حاجة الجن.

ورغم ذلك فالشياطين يحافظون على المادة السحرية داخل تجويف المعدة، فلا تخضع لعملية الهضم والامتصاص طوال مدة استقرارها في المعدة، ويتم ذلك بأساليب خاصة تتناسب وخصائص الجن، وليس وفق فهم ومعايير الإنس، حيث يقوم خادم السحر بتحويل المادة السحرية داخل المعدة من عالم الإنس إلى عالم الجن، فيقوم الجن بصناعة عدة أسحار فرعية وخدمية، وتتوكل بها جيوش لا حصر لها، ولا صلة لهذه الشياطين بالمعركة الدائرة بين خادم السحر والمعالج، إلا انهم يتأثرون بما يتأثر به خادم اسحر أو الجن الصارع في حالة المس، فمن هذه الأسحار (سحر إخفاء) للمادة السحرية، فيتحول السحر المأكول أو المشروب من (سحر ظاهر) إلى (سحر خفي)، وهذه مهمة موكل بها (حارس أمر التكليف)، وذلك بالسيطرة على مقرون المادة السحرية الإنسي عن طريق التحكم في قرينها الجني، والذي يخضع للخواص الطبيعية للجن، فإذا تناول المريض شربة ملح وتقيأ يخرج كل ما في جوفه من طعام وشراب، ولا تخرج المادة السحرية مطلقًا، لأنها لا زالت عالقة بداخل المعدة مسيطرًا عليها في عالم الجن، وهذه هي الخدعة التي تخفى على جل المعالجين إن لم يكن كلهم، لذلك يجب التعامل مع هذه الخدعة أولاً.

ثم يعمل الشيطان على زيادة كمية المادة السحرية، وإلا نفذت تدريجيًا نتيجة لتسرب أجزاء منها، فيقوم إثرائها طيلة فترة بقائها في حوزته، من خلال ما يفد إلى المعدة من محرمات وما لم يذكر اسم الله عليه، لذلك فعندما يتقيأ المريض المادة السحرية نلاحظ خروج كميات غزيرة من القيء، وبسؤال المريض نكتشف أنه لم يتناول أية كميات من الأطعمة توازي ما تقيئه، وربما تكاد معدته تكون خاوية لعدة أيام، لأن الجن يحتفظ بالمادة السحرية متقلصة داخل المعدة، وذلك بإخضاعها لخاصية التكبير والتصغير، التي يتمتع بها القرين الجني، فإذا انتقلت المادة السحرية من عالم الجن إلى عالم الإنس، ظهرت بحجمها الطبيعي الذي آلت إليه، لذلك فطيلة بقائها مخفية يستمر شعور المريض بالغثيان، وبوجود شيء ثقيل في معدته.

ففي حالة الأسحار الفرعية والخدمية يقوم الجن بتجميع المكونات السحرية التي يرغب فيها من كل ما قد يدخل إلى المعدة، فهناك من يأكل من سحت وربا، ومن الناس من يأكل ولا يسمي الله، وقد لا تنفعه التسمية ورزقه من حرام، ومنهم من يتناول المحرمات كالميتة والدم ولحم الخنزير والخمر والنبيذ، ناهيك عن خضم الأطعمة الملوثة بأصناف السموم والمبيدات، حتى مياه الشرب صارت مشبعة بأهم عنصر حيوي بالنسبة للجن وهو الزئبق، وإن كان زئبقًا إنسيًا ولا شغف للجن به، لكن مجرد تواجده في الجسد يثير الجن ويحفزهم، ولما له من تأثيره السمي فالزئبق (شديد السمية حيث يسبب الموت، كما أنه يسبب عيوبًا خلقية للأطفال الذين تتسمم أمهاتهم بالزئبق، كما أنه يسبب حدة الطباع والسلوك والاختلال العقلي، كما أن أنواع الزئبق غير السامة تستخدم في علاج مرض الزهري)،( ) وإن كانت سمية الزئبق مما يهتم به الشيطان، إلا أنه يعتمد أكثر على نقل الزئبق الجني الأحمر والأزرق إلى داخل المعدة والدم، وهذا تأثيره أسرع في القتل.

ولن يتم خروج المادة السحرية بأية ملينات أو مدرات للبول أو مقيئات، لأن استخدام أي من هذه الوسائل يعني أنك تتعامل مع المادة السحرية بإخضاعها للقوانين الطبيعية الإنسية، وهذا خطأ كبير ولن يجدي أبدًا، لأن المادة السحرية موجودة في عالم الجن، وصارت خاضعة لخصائصهم لا للخصائص الإنسية، ولن تنجح هذه الأساليب الإنسية أبدًا، إلا في حالة نقل المادة السحرية من عالم الجن إلى عالم الإنس، إذًا فالمطلوب من المعالج إما أن يدعو الله تعالى ببطلان سحر الإخفاء للمادة السحرية، فتظهر بنقلها من عالم الجن إلى عالم الإنس، ثم يقوم بإخراجها بأساليب الإخراج المعروفة، وإما أن يدعو الله بإخراجها وتدميرها في عالم الجن مباشرة، وبدون الحاجة إلى مراحل نقلها إلى عالم الإنس، ثم تحميل المريض مشاق التقيؤ والتبرز والتبول، واختيار الأسلوب الأمثل لا يخضع لمشيئة المعالج وإرادته، ولكن وفقًا لظروف كل حالة.

.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
  #178  
قديم 24-04-2006, 01:34 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
Arrow حالات خروج المكونات السحرية من الجسم

حالات خروج المكونات السحرية من الجسم



ويخرج القيء والبراز على ثلاثة ألوان الأصفر والأحمر والأسود، وقد يتقيأ المريض أو يتبرز دمًا خالصًا، فإذا كان لون البراز أو القيء أصفر فهذا علامة تدل على أن المريض صنع له سحر مرض، بغض النظر عن نوع المرض الذي أصابه، أما اللون الأحمر فعلامة تدل على أن المريض صنع له أسحار مرتبطة بالمزاج العصبي والهياج والجنون، ومرتبط بالدماء وتأثيرها في انفعالات المريض، أما ذو اللون الأسود فهذا علامة تدل على أن المريض صنع له سحر قتلن بغض النظر عن أسلوب الذي سيتم به قتله، سواء بواسطة مرض عضال، أو بالخنق، أو بالغرق، أو بإلقائه من مكان مرتفع، فوسائل القتل بواسطة الجن أكثر من أن يتم حصرها، خاصة وأنها تتم بأسلوب طبيعي لا يفضح حقيقة أن القتل تم بواسطة الجن.

القيء Vomit:
ويخرج القيء عادة على هيئة سائل غليظ، وبألوان الأصفر أو الأحمر أو الأسود، وقد تكون كميته القيء في أغلب الأحوال أكثر مما قد تناوله المريض من أطعمة ومشروبات، لأن المادة السحرية لا صلة لها بما تناوله الإنسان، وهذا من أهم العلامات أنه سحر، ويخرج عادة على هيئة دفعات متدفقة لا إراديًا، أو بطريقة مفتعلة كإعطاء المريض شربة ملح إنجليزي، وإن كانت هذه الطرق المفتعلة تساعد على سهولة التقيؤ، إلا أنها لا تجدي في تقيؤ المادة السحرية عنوة، لأن المادة السحرية يطردها الجسم تلقائيًا في حالة بطلان السحر، وبدون الحاجة إلى مثل هذه الأساليب المرهقة للمريض، فلو أن المادة السحرية لم تبطل فاعليتها فلن تخرج بأية طريقة مفتعلة، مهما كررنا المحاولة أو استخدمنا المقيئات أو الملينات، وهناك بعض حالات القيء المتعمد من المريض، وهذا يكون من أعراض سحر الهلاك، فبعد تناول وجبة الطعام يتقيأ المريض بإثارة نفسه، وهذا القي هو ما تم تناوله من طعام، وهذا لا صلة بالسحر المأكول أو المشروب، وفي بعض الأحوال قد يتقيأ المريض دمًا خالصًا، وهذا الدم ليس غريبًا عن جسد المريض، ولكن خادم السحر يقوم بإحداث نزيف داخلي، بغرض استخدام الدم المستنزف في تقوية المادة السحرية، فإن لم يخرج شيء منه عن طريق البول أو البراز خرج مع القيء.

البراز Feces:
وأما بالنسبة لقوام البراز المحتوي على مواد سحرية فه مظاهر عديدة، تختلف حسب نوع السحر المصنوع، فعادة في الشخص السليم ما يكون برازه ذو لون بني بدرجاته المختلفة فاتحة اللون، كما يجب أن يكون خفيفاً إلى حد أنه قد يطفو فوق سطح الماء، لكن لون البراز وسيولته وغلاظته تختلف في هذه الحالة، فالمادة السحرية إذا تم خروجها من الجسد فهي تظهر في لون البراز على ثلاثة ألوان أصفر وأحمر وأسود، وتكون صفة كل منها على النحو التالي:

البراز الأصفر:
وفي هذه الحالة يصاب المريض بالإسهال (المشاء( ) Diarrhea) المتكرر، ويكون مصحوبًا بمغص وتقلصات معوية شديدة، مع وجود احتقان شديد في فتحة الشرج، جراء تكرار عملة الإخراج عدة مرات يوميًا، وقد يستمر يومًا أو أكثر، حسب الكمية الخارجة، ووفقًا لجدوى العلاج، فيكون قوامه سائلاً، وكأنه ماء مصبوغ باللون الأصفر، لدرجة أنه قد يصبغ الملابس إن أصابها شيء منه، وهذا النوع يغلب على مكوناته المني، حيث أن المني رمز للخصوبة والعافية وإهداره رمز لإهدار الصحة والعافية، وغالبًا لا يحتوي على مركبات دموية، لأن الدموية ضد المرض والعلل، حتى لو كانت دماء دخيلة على الجسد، وهذا هو هدف هذا النوع من المركبات.

البراز الأحمر:
وفي هذه الحالة يكون قوام البراز مائعًا، وأكثر تماسكًا من قوام البراز الأصفر السائل، ويكون أصفر اللون مائلاً إلى الاحمرار، مصحوبًا بمغص وتقلصات معوية شديدة، وتكرر حاجة المريض لدخول الحمام عدة مرات يوميًا، ولا تدوم هذه الحالة أكثر من يوم، ومثل هذا النوع من السحر يكون مزيجًا من مواد سحرية مضاف إليها بعض المركبات الدموية، كدماء الحيض والنفاس، وربما يتم تسريب بعضًا من دماء المريض داخل جسده، فتساعد على زيادة فاعلية السحر، لذلك نجد في بعض الحالات أن المريض قد يختلط برازه بالدم، أو يتقيأ دمًا، وهذا يساعد على تقوية انفعالات المريض وحدة ثورته عند الغضب والجنون.

البراز الأسود:
وفي هذه الحالة يصاب المريض بالإمساك، فيكون البراز متماسكًا على خلاف الحالات السابقة، فتنزلق كتلة البراز خارجة على هيئة قضيب متماسك ومرن، بحيث تكون كتلة البراز مكسوة بطبقة رقيقة لزجة، فتنزلق دفعة واحدة خارج فتحة الشرج، وبدون الحاجة لإجهاد العضلات العاصرة للحوض في عملية الإخراج، على خلاف حالات الإمساك المعتادة، وغالبًا ما يصنع على مسحوق العظام المحروقة، لذلك يكون لونه أسود مائل إلى الاخضرار، وهذا النوع من السحر يكون متعلقا بأسحار القتل.

البول Urine:
ونادرًا ما يخرج مع البول مواد سحرية بشكل ملحوظ، وذلك لاختلاط مكوناتها بالبول ممى يبدد أي معالم تشير إلى خروج سحر ما، ولكن من الممكن ظهور بعض المخلفات التي تعكر صفاء البول ولونه، وهي مخلفات الشياطين التي تعمل ليل نهار داخل الجسد، ومع نجاح الجلسات يخرج مع البول أحيانًا فتات في حجم حبة السمسم، وهذا نتيجة لنجاح الجلسات في تفتيت بعض مكونات البنية الخاصة بالشياطين، والتي قاموا بإنشائها داخل الجسم، وقد تتسرب بعض الدماء مع البول فيخرج معرقًا بشعيرات دموية، أو يخرج لونه بني في لون منقوع الشاي، أو شديد الصفرة، ولا تجدي مدرات البول في التخلص من هذه النفايات والمخلفات لأنها في الغالب تبدأ رحلتها من منشأها حتى تتجمع في المثانة، وربما يدوم تخلص الجسم منها زمنًا طويلاً لعدة شهور، كلما تفتت منها شيء خرج مع البول.

الدماء Blood:
في بعض حالات السحر مثل (سحر المرض) أو (سحر القتل)، تتجمع المادة السحرية داخل دم المريض، وفي حالة شفاء المريض يبدأ الجسم في لفظ هذه الدماء الملوثة يبدأ المريض في تقيؤ هذه الدماء، فلا قلق مطلقًا من جراء هذا، فهو أشبه ما يكون بتأثير الحجامة، وينصح بعدها بتناول عسل النحل وزيت حبة البركة، فهذا سيساعد على سرعة التآم المعدة واستقرارها.

وفي حالات مثل (سحر العقم) أو أية أسحار متعلقة بالرحم، يعقد الشيطان عدة عقد سحرية على الرحم الومبيضين، فيحتبس في هذه العقد بعض من دماء الحيض، وتمكث هذه الدماء طوال فترة الإصابة بالسحر، وفي حالة شفاء المريضة ينزل منها قطع من الدماء سوداء اللون، وهذه علامة إبطال السحر وشفائها، وفي حالات مثل (سحر احتباس الحيض) ينزل من المرأة دماء الحيض بعد انقطاع دام عدة أشهر، فتستمر فترة تخلص الرحم من هذه الدماء مدة أطول من المعتاد، وقد تصل إلى عشرين يومًا.

الجشاء (التكرع):
يحدث أن مقدارا من الغازات يتراكم في المعدة أو في الأمعاء بسبب أكل الأغذية المحتوية على كثير من الحمض الكربون أو القابلة للتخمر أو الأغذية الكثيرة النشاء والسكر، فيطرد الجسم هذه الغازات من طريق الفم بالجشاء، ومن طرق الأمعاء من أسفل، فإن لم تخرج سببت رياحا في البطن، والأحشاء فأضرت بالصحة. علاجها الغذاء المعتدل السهل الهضم مع المضغ جيدا، والأفضل أن تكون الأغذية جافة ولا يجوز الشرب في أثناء الطعام ولا بعده مباشرة. ويمكن أن يقطع الإنسان الجشاء مؤقتا بأخذ جرعة ماء باردة أو فنجان من مغلي « اليانسون».


.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
  #179  
قديم 24-04-2006, 01:41 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

الدم والجهاز الليمفـاوي


النخـاع العـظمي:
النخاع العظمي هو النسيج الإسفنجي اللين، والمسمى بالنخاع الأحمر، والمتواجد داخل جزء العظام المعروف بالعظم الإسفنجي، والذي تتمثل وظيفته الأساسية في إنتاج خلايا الدم، و يتكون من شبكة متكاملة من الأوعية الدموية والأنسجة المحاطة بالدهون وخلايا المنشأ ( Stem cells ) التي تتحول لكريات الدم المختلفة في مراحل نضجها النهائية، إذ تنقسم لتكوّن خلايا منشأ جديدة، أو تنمو وتكبر بعملية تناسقية طبيعية محسوبة لتكوّن خلايا الدم، من كريات الدم الحمراء ( التي تحمل الأكسجين وبعض المواد الحيوية إلى كافة خـلايا الجسم )، وكريات الدم البيضاء ( التي تدافع عن الجسم ضد الأجسام الغريبة و تكافح العـدوى )، والصفائح الدموية ( التي تتجلط لتمنع نزف الدم عند الجروح أو القطوع )، و يتواجد النخاع العظمي في كل العظام تقريبا عند الأطفال الرُضّع، بينما وقبيل سن البلوغ يتواجد غالبا في العـظام المسطحة، مثل عظم الجمجمة وعظم الأكتاف والضلوع وعظام الحوض والمؤخرة.

الـدم:
يتركب الدم من البلازما وأنواع مختلفة من الخلايا، وتتكون البلازما بدرجة كبيرة من الماء ومركبات كيميائية متعددة، مثل البروتينيات والهرمونات والمعادن المختلفة والفيتامينات، بينما تشمل خلايا الدم كريات الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية.



كريات الدم الحمراء:
وهي التي تعطى الدم لونه الأحمر وتكوّن تقريبا نصف حجمه و تحتوي علي بروتين الهيموغلوبين الذي يحمل الأكسجين من الرئة إلى مختلف أنسجة الجسم ويحمل ثاني أكسيد الكربون بالمقابل، ونقص الكريات الحمراء أو الهيموغلوبين يؤدي إلى نشوء فقر الدم ( الأنيميا ).



كريات الدم البيضاء:
وهي الأداة الأساسية في الجهاز المناعي بالجسم، إذ تدافع عن الجسم وتكافح العدوى، بمهاجمة الأجسام الغريبة، مثل البكتيريا أو الفطريات أو الفيروسات أو الجراثيم المختلفة، أو أية أجسام غريبة تدخل الجسم إضافة إلى الخلايا المتسرطنة، وثمة عدة أنواع وتصانيف من كريات الدم البيضاء، والأنواع الرئيسية الثلاث هي:

الخـلايا الليمفـاوية: ( lymphocytes )
وتنقسم إلى ثلاثة أنواع: الخلايا البائية ( B lymphocytes )، الخلايا التائية ( T lymphocytes )، والخلايا المُبيدة بطبعها ( Natural Killer cells NK )، و هي تتكامل معاً كجزء مهم جدا في الرد المناعي، فالخلايا البائية تساعد في مكافحة البكتيريا وبعض الكائنات الغريبة، وذلك بإنتاج ضدّيات الجسيمات الغريبة ( antibodies ) أو الأضداد، والتي بدورها تعمل كدليل أو سِمة للكائنات المستهدفة، إذ تلتصق ببروتينات معينة تتواجد على سطوحها تُسمى بمولدات المضادات ( antigens ) فتسِمها و تُعلّمها مما يجذب نحوها الأنواع الملتهمة من خلايا الجهاز المناعي، التي تقوم بابتلاعها، كما تجذب نوعا من بروتينات الدم التي تدمر هذه البكتيريا بإحداث ثقوب في جدار خلاياها.

بينما تساعد الخلايا الليمفاوية التائية في الحماية من الفيروسات، حيث يمكنها تمييز مواد كيماوية معينة، تتواجد على السطح الخارجي للخلايا المصابة بعدوى فيروسية، فتقوم بتدميرها بأن تفرز مواداً خاصة تذيب الغشاء الخارجي لهذه الخلايا، كما أنها تفرز مواداً تنظم ردود فعل الجهاز المناعي تسمى المثيرات الخلوية ( cytokines )، تستنهض أنواعا أخرى من خلايا كريات الدم البيضاء لتهاجم الخلايا المصابة، و يعتقد أن الخلايا التائية تقوم بمهاجمة و تدمير بعض أنواع الخلايا السرطانية بنفس الطريقة، إضافة إلى مهاجمتها لخلايا الأنسجة المزروعة بالجسم، ( لذلك يتلقى المرضى ممن أجريت لهم عمليات زراعة الأعضاء، أدوية خاصة لإحباط رد فعل الخلايا التائية ).

الخـلايا الحُبيبية: ( granulocytes )
وهي تنقسم إلى ثلاثة أنواع فرعية، الخلايا القاعدية ( Basophils ) والخلايا الحَمِضة ( Eosinophils ) والخلايا المتعادلة وتسمى أيضا بالعَدلات ( النيتروفيل neutrophils )، و يتم التمييز بينها من حجمها ولون الحُبيبـات الظاهرة بداخلها تحت المجهر، وهذه الحبيبات تقوم بدور رئيسي في تفتيت كيميائيات خلايا الكائنات المهاجمة للجسم، وبطبيعة الحال تمر الخلايا الحبيبية بعدّة أطـوار لتنمو و تنضج من خلايا نخاعية أوليّـة إلى خلايا بالغة قادرة على المدافعة، وهي تكـافح خصوصا العـدوى البكتيـرية والالتهابات وأعراض التحسس، وتبقى بالدورة الدموية لفترة قصيرة نسبيا تتراوح بين عدة ساعات إلى عدة أيام.

الخـلايا الأحـادية: ( monocytes )
وهي تحطم الأجسام الغريبة وتتحول إلى خلايا ملتهمة عند الحاجة، والتي بدورها تلتهم الكائنات الغريبة وتساعد الخلايا الليمفاوية في تمييزها وإنتاج ضدّيات الجسيمات الغريبة.

الصفـائح الدمـوية:
وهي في الواقع تتكون من جزيئات تشبه الخلايا ناتجة عن تفتت نوع من خـلايا النخاع العظمي تُعرف بالخلايا النقبية الضخمة ( megakaryocyte )، والتي تتحول إلى صفائح وتصنف عادة ضمن خلايا الـدم، وتكمن أهميتها في وظيفتها كجزء من آليات الحماية بالدم، ولدورها الرئيسي في تكوين التجلطات وحماية الأنسجة المختلفة من النزف، برتـقها وإغلاقها لمواضع الجروح أو القطوع بالجسم.


لاحظ تجمعات الغدد والعقد الليمفاوية عند مفاصل الجسم
وعلاقتها ببؤر التجمعات السحرية في الجسم


الجهاز الليمفـاوي:
ويتركب الجهاز الليمفاوي من الأوعية الليمفاوية التي تشبه الأوردة الدموية، وتتفرع إلى كل أجزاء الجسم و يمرّ عبرها السـائل الليمفاوي، وهو سـائل عديم اللـون يحمل إفرازات الخـلايا الزائدة و مخلفاتها و خلايا جهاز المناعة، وشبكة الأوعية الليمفاوية تتجمع في غدد عضوية صغيرة تسمى الغدد الليمفـاوية، التي بدورها تتواجد بمجموعات في مناطق مختلفة من الجسم، مثل الإبطين و الرقـبة و التجويف البطني، ( كما يعتبر الطحال واللوزتين والغدة الصعترية ضمن غدد الجهاز الليمفاوي المهمة )، وهذه الغدد تخزن الخلايا الليمفاوية ( Lymphocytes ) التي تعتبر الخلايا الرئيسية في النسيج الليمفاوي.


.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)

التعديل الأخير تم بواسطة جند الله ; 24-04-2006 الساعة 01:45 PM.
  #180  
قديم 24-04-2006, 03:24 PM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

سيطرة الجن على الجسد والتحكم في وظائفه:
لكي يستطيع المعالج التعامل مع المس، لا بد له أن يعلم كيفية سيطرة الجن على الجسد من خلال التحكم في وظائفه، وهذا لن يتم إلا علىأساس دراسة (علم التشريح Anatomy)، ودراسة (علم وظائف الأعضاء Physiology)، لذلك يجب أن نضع في الاعتبار، أن أساليب الجن في التعامل مع الجسد وأعضاءه تختلف من جن إلى الآخر، ومن مهمة إلى الأخرى، فهناك توافق بين العضو وبين وظيفته، لكن عمل الشيطان لا يتعارض وطبيعة وظائف أعضاء الجسد، وإن كان في قدرته تمزيق أحشاء أي إنسان، لولا أن قيض الله لنا حفظة وكلهم بنا منذ أن كنا أجنة في أرحام أمهاتنا، قال تعالى: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ)[الرعد: 11]، عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله وكل في الرحم ملكًا فيقول: يا رب نطفة؟ يا رب علقة؟ يا رب مضغة؟ فإذا أراد أن يخلقها قال: يا رب أذكر؟ يا رب أنثى؟ يا رب شقي أم سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه)،( ) وإنما يستغل الجن علمه بطبيعة وظائف الجسد ويسخرها لتحقيق أهدافه، والتي يعلمها بقدر يفوق علم البشر بمراحل شاسعة، لذلك فكلما كان المعالج على دراية بهذه العلوم، كلما اقترب من فهم وظيفة الشيطان وعمله، وصار قادرًا على التشخيص السليم، وبالتالي يستطيع مراوغة الجني، وتعطيل وظيفته الموكل بها، من خلال اختيار منهج العلاج الملائم لكل حالة، ومع طول الممارسة وسعة الخبرة، تتطور منهجية المعالج وتترقى.

ثبات الشخصية:
فالشيطان يتعامل مع من لم يبلغ الحلم بطريقة خاصة، فيدخل إلى جسد الطفل من خلال أقرب جسد شخص بالغ إليه، ودائمًا ما تكون الأم هي قاعدة انطلاقه، من خلال جميع أساليب توصيل العناصر الغذائية، سواء من خلال اللبن الذي تفرزه الغدد اللبنية مرورًا بالقنوات اللبنية، إلى أن يخرج من حلمة الثدي إلى فم الرضيع، ولأن الشيطان لا يستطيع دخول الرحم أثناء فترة الحمل، بسبب وجود الملك الموكل بالرحم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله وكل في الرحم ملكًا..)، فإنه يستطيع أن يسمم الدم المتجمع في المشيمة بالأسحار فتتسرب من المشيمة مرورًا بالحبل السري إلى جسد الطفل، فيولد الطفل معدًا إعدادًا مسبقًا لتسلط الشيطان عليه، فإذا أصيب طفل بالمس عالجناه بمعالجة أمه، ليس لكونه مرفوع عنه القلم، فهناك من البالغين النائم والمجنون مرفوع عنهما القلم، ومع ذلك يصابوا بالمس مباشرة، لما صح عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة؛ عن النائم حتى يستيقظ، وعن الغلام حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق)،( ) ولكن لأن أعضاء جسده لا زالت في طور النمو، فلم تكتمل وظائف أعضاءه بعد، لذلك فوظائف الأعضاء تفتقد إلى الاستقرار، فخلاياه العصبية لم تنضج على النحو الذي يؤهله لضبط تصرفاته.

(ثبت في الطب الحديث؛ أن خلايا الإنسان في الجلد والعضلات والعظام والعيون، كلها تتجدد كل سبع سنوات مرة واحدة، ما عدا الخلايا العصبية، فإنها تتوقف عن النمو للإنسان عند السنة السابعة تقريبًا، حيث إن 9 /10 من المخ ينمو في تلك الفترة، وإلاّ فلو تغيرت الخلايا العصبية لتغيرت شخصية الإنسان، ولكان له عدة تصرفات في يوم واحد، وهذا من بديع صنع الله ورحمته، إذ إن الله سبحانه رفع التكليف عن غير البالغ، وهو الذي لم يكتمل نموه بعد .. فإذا كبر الصبي ثبتت شخصيته من خلال ثبات خلاياه العصبية التي لا تزيد ولا تنقص بسبب تلف أو مرض وإلاّ لتعطلت وظائفه عن الحركة ..).( )

فردود فعل الصبي تتسم بالتناقض وعدم الاتزان، بسبب عدم اكتمال نمو الجهاز العصبي، وبالتالي فالشيطان معرض ليس لمجرد لسفاهات الطفل فقط، ولكن لعدم استجابة الجهاز العصبي، وفقد قدرته على القيام بالدور المطلوب تحقيقه، كالوظائف الجنسية والتناسلية ووظائف المخ كالتعلم والتذكر والتفكر، وكلها وظائف يعتمد عليها الشيطان لبسط سيطرته على الإنسان المكلف، لذلك يرتبط الشيطان في عمله داخل جسم الطفل بجسد شخص بالغ يمتلك هذه المقومات، والتي تحقق له الملاذ الآمن، وسرعة العودة إلى قواعده سالمًا، تخلصًا من التعرض لهذه السفاهات، وهذه أمور تخضع لدراسة خصائص الجن وقدراتهم، ولأصول وقواعد علوم السحر وفنونه، فالجهاز العصبي هو أهم جهاز يسيطر عليه الشيطان، فمن خلال حركة سريانه في الأوعية الدموية، يتمكن من إحكام سيطرته وهيمنته على جميع أعضاء الجسم ووظائفه، وبذلك تتحقق أهدافه من الشخص الممسوس، وهذا يعني أن مهمة الجن داخل جسم الطفل خاضعة لتغيرات وظائف أعضاءه الآخذة في التطور والنمو، وهذا يتعارض والاستقرار المطلوب للسيطرة عليه، مما يؤكد ما نحن بصدده من تأكيد أهمية الدراسة التشريحية والوظيفية لأعضاء الجسم البشري.

الوعي والإرادة:
فكان عثمان ابن أبي العاص رضي الله عنه يعرض له الشيطان يوسوس له ويشغله في صلاته حتى ما يدري ما يصلي، فعن عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدرى ما أصلى، فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ابن أبى العاص؟) قلت: نعم يا رسول الله قال: (ما جاء بك؟) قلت: يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدرى ما أصلى، قال: (ذاك الشيطان، ادنه؟)..( ) وهذا نموذج من أبسط نماذج المس، والتي تثبت قدرة الجن على التحكم في وظائف أحد أعضاء الجسد وهو المخ، فيلبس على المصلي صلاته، وهذا يدل على عمل الشيطان داخل مركز الانتباه في المخ.

ونموذج آخر لأشد ما يكون من حالات تحكم الجن في الجسد، فالشيطان كان يتحكم في جسد الصحابية أم زفر رضي الله عنها، حتى كانت تصرع، وتتكشف فلا تستطيع ستر نفسها، فقد أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: (إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك)، فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها،( ) وتكشفها هذا لم يكن مجرد رد فعل للصرع، بل كان الشيطان يتعمد إتيان حركات تجردها من ثيابها فتتكشف، فيتلوى بجسدها، فتبدو ملامح جسدها، ويركل بقدميها فتنكشف سوئتها، لذلك ننصح المريضة بارتداء سروال حتى لا يكشف الشيطان شيئًا من جسدها، خاصة أثناء جلسات العلاج، فعندها يكون أشد الصرع، ومما يؤكد أن الشيطان يتعمد تجريدها، ما ذكره البزار من وجه آخر أنها قالت: (إني أخاف الخبيث أن يجردني، فدعا لها، فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتى أستار الكعبة فتتعلق بها)،( ) وهذا يدل على أن حضور الشيطان كان على كامل جسدها، فيجردها من إرادتها تمامًا، ليتحكم في حركة جسدها بحركة جسده تبعًا لإرادته لا إرادتها.

النشاط والكسل:
عن سليمان بن صرد قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، فقام إلى الرجل رجل ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتدري ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا؟ قال: (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، فقال له الرجل: أمجنونًا تراني؟!.( )

عن أبو وائل صنعاني مرادي قال: كنا جلوسا عند عروة بن محمد قال: إذ أدخل عليه رجل فكلمه بكلام أغضبه، قال: فلما أن غضب قام، ثم عاد إلينا وقد توضأ، فقال: حدثني أبي عن جدي عطية، وقد كانت له صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ).( )

فللشيطان دور في تحريك النفس، وإثارة الغضب فيها، وهذا لايتم إلا بتدخله في عمل المخ بزيادة تدفق الدم إليه، فيصعد قوة المريض ليطيش عقله فينال ممن حوله، لذلك ينتفخ وجه الغاضب ويحمر لونه، وفي حالة المس والسحر يتغير دور الشيطان وأسلوب عمله، فقد يحضر الشيطان على جسد المريض لتظهر عليه نفس علامات الغضب، وهي نفسها علامات حضور الجن على جسد المريض، وعندها يصير المريض خطرًا على المحيطين به، فعن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم أقبل راجعًا من عنده، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد فقال أهله: إنا حدثنا أن صاحبكم هذا قد جاء بخير، فهل عندك شيء تداويه؟ فرقيته بفاتحة الكتاب فبرأ، فأعطوني مائة شاة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: (هل إلا هذا؟) وقال مسدد في موضع آخر: (هل قلت غير هذا؟) قلت: لا، قال: (خذها فلعمري لمن أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق).( )

وكذلك يعقد الشيطان على قافية رأس النائم ثلاثة عقد، ليصيبه بخباثة النفس والكسل، وإن النشاط والكسل من أهم وظائف المخ، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان).( ) وهذا أقرب ما يكون بالعقد السحرية لقوله تعالى: (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدْ) [الفلق: 4]، أي أن الشيطان يمارس السحر على الإنس، وليس الإنس على الإنس فقط، وهذا نوع من (سحر التبلد)، فتخفض هذه العقد السحرية من تدفق الدم إلى المخ فيصاب الإنسان بالخمول والكسل، مع الرغبة في معاودة النوم، والهدف الأول هو تثبيط النائم عن قيام الليل، والشاهد ما ورد عن عبد الله رضي الله عنه قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليله حتى أصبح قال: (ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه)، أو قال: (في أذنه)،( ) وهذا يثبت أن السحر طاقة غيبية مؤثرة غير منظورة، وليس مجرد حيل وخدع أو شعوذة، وهذا مما سيساعدنا على فهم كيفية تأثير النظرة والتي يحضر بها الشيطان.

عن زيد بن أسلم أنه قال: عرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بطريق مكة، ووكل بلالا أن يوقظهم للصلاة، فرقد بلال ورقدوا حتى استيقظوا وقد طلعت عليهم الشمس، فاستيقظ القوم وقد فزعوا، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يركبوا حتى يخرجوا من ذلك الوادي، وقال: (إن هذا واد به شيطان)، فركبوا حتى خرجوا من ذلك الوادي، ثم أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزلوا وأن يتوضئوا، وأمر بلالا أن ينادي بالصلاة، أو يقيم، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، ثم انصرف إليهم وقد رأى من فزعهم، فقال: (يا أيها الناس إن الله قبض أرواحنا، ولو شاء لردها إلينا في حين غير هذا، فإذا رقد أحدكم عن الصلاة، أو نسيها، ثم فزع إليها، فليصلها كما كان يصليها في وقتها)، ثم التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر، فقال: (إن الشيطان أتى بلالا وهو قائم يصلي فأضجعه، فلم يزل يهدئه كما يهدأ الصبي حتى نام)، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً، فأخبر بلال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر، فقال أبو بكر: أشهد أنك رسول الله.( )

وهكذا يهدئ الشيطان المصلي والعابد والذاكر لله تعالى وتالي القرآن، ليتقاعس ويتكاسل عن العبادة حتى يدركه النعاس والنوم، وهذا يحدث لأكثرنا، وعلاجه تغيير مجلسك الذي أدركك فيه النعاس، لقول راوي الحديث (فاستيقظ القوم وقد فزعوا، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يركبوا حتى يخرجوا من ذلك الوادي)، وذكر الله والوضوء والصلاة. لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (.. فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان).( )

التذكر والنسيان:
وإن للشيطان عمل في مركز الذاكرة في المخ، فيخطر بين المرء ونفسه، فيذكره ما لم يكن يذكر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (..يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى)،( ) وعلى العكس من ذلك فقد ينسيه كثيرًا مما يهمه تذكره، تفويتًا علينا انتهاز فرص الخير والبركة، قال تعالى: (وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [الأنعام: 68]، قال تعالى: (فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ)[الكهف: 63]، قال تعالى: (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ)[يوسف: 42].

إذًا فمن أهم ما يقوم به الشيطان هو نسيان ذكر الله، ‌ومن ذلك تلبيس القراءة ونسيانها، فعثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم يشكوه أن شيئًا عرض له فحال بينيه وبين صلاته وقراءته يلبسها عليه، فلا يدري ما يصلي فينسى عدد الركعات، وينسى ما سيقرأه من كتاب الله، وهذا يؤكد تحكم الشيطان بمركز الذاكرة في المخ.

.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العلاج بالماء د / أحمد محمد باذيب ملتقى الطب البديل والحجامة 16 03-04-2011 01:04 PM


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 208.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 202.30 كيلو بايت... تم توفير 5.96 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]