الحديث الثالث والعشرون / الأربعين النووية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 855273 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 390092 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-06-2010, 03:22 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي الحديث الثالث والعشرون / الأربعين النووية

إنْ الحمدَ للهِ نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ , ونَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيئَاتِ أَعْمالِنَا, مَنْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ وَمَنْ يُضْلل فَلا هادي لهُ ،وأشْهَدُ أَنْ لا إله إِلا الله وَحَدهُ لا شَرِيكَ له , وأشْهَدُ أنَّ مُحَمداً عَبدُه وَرَسُولهُ , اللهم صلِّ وسَلِمْ وبَارِكْ عليهِ وعلى آلهِ وأصحابهِ , ومَنْ تَبِعَهمْ بإحسان إلى يومِ الدينِ .



أما بعدُ , فإنَّ أصدقَ الحديث ِكتابُ الله , وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله ُعليه وسلم , وشرَّ الأمورمحدثاتهُا , وكلَّ محدثة بدعة , وكلَّ بدعة ضلالة , وكلَّ ضلالة فى النار.





الحديث الثالث والعشرون


جوامع الخير



عَنْ أَبِي مَالِكٍ الحَارِثِ بنِ عَاصِم الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: )الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيْمَانِ، والحَمْدُ للهِ تَمْلأ ُالميزانَ، وسُبْحَانَ اللهِ والحَمْدُ للهِ تَمْلآنِ - أَو تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ، وَالصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُضِيَاءٌ، وَالقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَو عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَو مُوبِقُهَا( [157]رواه مسلم.



في هذا الحديث نتناول أحد جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم.
اشتمل الحديث على العديد من التوجيهات الرائعة ، والعظات السامية ، تدعوا كل من آمن بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، أن يتمسك بها ، ويعمل بمقتضاها .

ابتدأ صلى الله عليه وسلم وصيّته بالطهور ، والطهور شرط الصلاة ، ومفتاح من مفاتيح أبواب الجنان .فقال عليه الصلاة والسلام :
الطُّهُورُ : الطهور بضم الطاء الفعل وهو فعلٌ يترتب عليه رفع حَدَث - كالوضوء والغسل، أو إزالة نجس، كتطهير الثوب والبدن والمكان، أو المراد الوضوء فقط.



و الطهور بالفتح الماء ، والمراد به الوضوء ، سمي طهوراً لأنه يطهر الأعضاء.


وقد اختلف العلماء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم : (الطُّهُورُشَطْرُ الإِيْمَانِ: ) على أقوال ، منها :


أن الإيمان الحقيقي يشمل طهارة الباطن والظاهر ، والوضوء يطهّر الظاهر ، وهذا يدل على أن الوضوء شطر الإيمان ، واستشهدوا بالحديث الذي رواه مسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من توضأ فأحسن الوضوء ، خرجت خطاياه من جسده ، حتى تخرج من تحت أظفاره )رواه مسلم .


وقيل الطهارة هي شطر الصلاة ؛ لأن الصلاة لا تصح إلا بطهور .فالإيمان المراد به الصلاة كما قال تعالى ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) وقيل : المراد به الوضوء المعروف.


الطُّهُورُشَطْرُ الإِيْمَانِ يعني الطهارة أي نصفه، وذلك أن الإيمان تخلية وتحلية .


التخلية: بالطهور، التخلي عن الإشراك لأن الشرك بالله نجاسة كما قال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَس)(التوبة: الآية28) فلهذا كان الطهور شطر الإيمان.


وقيل: إن معناه أن الطهور للصلاة شطرالإيمان، لأن الصلاة إيمان ولا تتم إلا بطهور، لكن المعنى الأول أحسن وأعمّ.


والتحلية: بفعل الطاعات.
وقد بَيَّن صلى الله عليه وسلم أن أجر الطهارة، من وضوء وغيره، يتضاعف عند الله تعالى حتى يبلغ نصف أجر الإيمان، وذلك لأن الإيمان يمحو ما سبقه من الخطايا الكبيرة والصغيرة، والطهارة - وخاصة الوضوء - تمحو ما سبقها من خطايا صغيرة، فكانت كنصف الإيمان.



الوضوء من خصال الإيمان الخفية، التي لا يُحافظ عليها إلا المؤمن، قال عليه الصلاة والسلام: "لن يُحافظَ على الوضوء إلا مؤمن" رواه ابن ماجه والحاكم. لأنه أمر غير ظاهر، إلى جانب ما فيه من المكاره، ولذا كان المحافظ عليه أسبق إلى دخول الجنة.
روى ابن خزيمة في صحيحه: أن رسول الله أصبحَ يوماً فدعا بلالاً فقال: "يا بلال ، بم سبقتني إلى الجنة ؟ إني دخلت البارحة الجنة، فسمعت خشخشتك أمامي" فقال بلال : يارسول الله، ما أذَّنْتُ قط إلا صَلَّيْتُ ركعتين، ولا أصابني حدث قط إلا توضأت عنده. فقال: "لهذا.



والإيمان تنظيف للباطن من الأدران المعنوية، كالشرك بالله تعالى والنفاق وما أشبه ذلك، والطُّهور تنظيف للظاهر من الأدران الحسية.
فسر الغزالي الطهور : بطهارة القلب من الغل والحسد والحقد وسائر أمراض القلب . وذلك أن الإيمان الكامل إنما يتم بذلك ، فمن أتى بالشهادتين حصل له الشطر ، ومن طهر قلبه من بقية الأمراض كمل إيمانه، ومن لم يطهر قلبه فقد نقص إيمانه .



وقال بعض أهل العلم : ومن طهر قلبه وتوضأ واغتسل وصلى ، فقد دخل الصلاة بالطهارتين جميعاً، ومن دخل في الصلاة بطهارة الأعضاء خاصة فقد دخل بإحدى الطهارتين، والله سبحانه وتعالى لا ينظر إلا إلى طهارة القلب لقوله صلى الله عليه وسلم :ـ " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم رواه مسلم"


وَالحَمْدُ للهِ تَمْلأُ المِيزَانَ" الحمد لله تعني: وصف الله تعالى بالمحامد والكمالات الذاتية والفعلية، والثناء الحسن على الله تعالى لما أعطى من نِعَم.


تملأ الميزان : أي ميزان الأعمال الذي توزن به الأعمال لأنها عظيمة عند الله عزوجل ولهذا قال النبي: (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم و كما قال الله عزّ وجل: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء:47
"وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمدُ للهِ تَمْلآنِ - أو تَمْلأُ –" (أو) هذه شك من الراوي، يعني هل قال: تملآن ما بين السماء والأرض، أو قال:تملأ ما بين السماء والأرض. والمعنى لا يختلف، ولكن لحرص الرواة على تحرّي الألفاظ يأتون بمثل هذا.



وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل هذه الكلمات :


قال صلى الله عليه وسلم: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله العظيم ، سبحان الله وبحمده ) متفق عليه .


وقال : لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ) رواه مسلم.


وقال: (أحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا يضرك بأيهــن بدأت ) رواه أحمد .


وفي مسند أحمد رحمه الله تعالى، عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله اصطفى من الكلام أربعاً : سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فمن قال: سبحان الله كُتبت له عشرون حسنة وحُطَّتْ عنه عشرون سيئة، ومن قال : الله أكبر مثل ذلك، ومن قال: لا إله إلا الله مثل ذلك، ومن قال : الحمد لله مثل ذلك، ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كُتبت له ثلاثون حسنة، وحُطَّت عنه ثلاثون سيئة".


وروى الترمذي في جامعه من حديث ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر(أخرجه الترمذي في "سننه" كتاب الدعوات.


"سبحان الله والحمد لله" يعني الجمع بينهما وذلك لعظمهما ولاشتمالهما على تنزيه الله تعالى عن كل نقص، وعلى إثبات الكمال لله عزوجل فسبحان الله والحمد لله فيها نفي وإثبات.


النفي في قوله: "سُبْحَانَ اللهِ" أي تنزيهاً لله عزّ وجل عن كل نقص وعن كل ما لايليق به.


والذي ينزه الله تعالى عنه ثلاثة أشياء:
الأول: صفات النقص، فلا يمكن أن يتصف بصفة نقص. قال تعالى ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) (الفرقان:58 فنفى عنه الموت لأنه نقص، وقوله: (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ) البقرة: الآية255) فنفى عنه السِّنَة والنوم لأنهما نقص.
الثاني: النقص في كماله، فكماله لايمكن أن يكون فيه نقص.قال تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) قّ:38 فخلق هذه المخلوقات العظيمة قد يوهم أن يكون بعدها نقص أي تعب وإعياء فقال ( وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ).
الثالث: مشابهة المخلوق..قال تعالى( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَالسَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى: الآية11) فالله تعالى لا يماثله.
وَالحَمْدُ للهِ الحمد يكون على صفات الكمال، فالحمد هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم، فتكون هذه الجملة"سُبْحَانَ اللهِ،والحَمْدُ للهِ" فيها: نفي النقص عن الله جلا وعلا بالأنواع الثلاثة، وإثبات الكمال له سبحانه وتعالى.



"تَملآنِ - أَو تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ" والذي بين السماء والأرض مسافة لايعلمها إلا الله عزّ وجل.


وقد اختلف في معنى ( تملأ الميزان)


فقيل : أنه ضرب مثل ، والمعنى لو كان الحمد جسماً لملأ الميزان .


وقيل : بل الله عز وجل يمثل أعمال بني آدم وأقوالهم صوراً ترى يوم القيامة وتوزن والله تعالى أعلى وأعلم.


فمن عبر عما سبق بلسانه، معتقداً بما تلفظ بملء قلبه ونفسه، مستحضراً لمعانيها بفكره وعقله، فإنه ينال جزاءً عظيماً، لو كان يقاس بالمساحات ويقدر بالأحجام لَسَدَّ ما بين السماوات والأرض، وكان له سُلَّماً يصعد عليه إلى درجات العلى.
"وَالصَّلاةُ نورٌ" أي صلاة الفريضة والنافلة نورأي ثوابها نور فهي نور معنوي يستضاء به في طرق الهداية والحق، كما يُستضاء بالضياء المادي إلى الطريق القويم والسلوك السليم، وهي تكسب المسلم الهيبة والبهاء في الدنيا، كما تشع النور على وجهه يوم القيامة.



الصلاة صلة العبد بربه، ومناجاته لخالقه، ولهذا كانت قرة عين المتقين، يجدون فيها الراحة والسكينة والأمن، وكان إذا حَزَبَه -أمر أي: أصابه- قال: "يا بلال أقم الصلاة، وأرحنا بها" رواه أبو داود.


جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الصحيح قال: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) نور في القلب، ونور في الوجه، إذا استنار القلب استنار الوجه , ونور في القبر، ونور في الحشر، وهي كذلك نور يوم القيامة قال تعالى:يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ) ... الحديد:12.


إذا صلّى العبد الصلاة الحقيقية التي يحضر بها قلبه وتخشع جوارحه يحس بأن قلبه استنار يشعر بلذة العبادة ولذة الطاعة والقرب من الله ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :"جُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ"1


"والصَّدَقَةُ" برهان: البرهان هو الشعاع الذي يلي وجه الشمس، ومنه سميت الحجة القاطعة برهاناً لوضوح دلالتها على ما دلت عليه.


الصدقة: بذل المال للمحتاج تقرّباً إلى الله عزّوجل .وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الصدقة برهاناً لأنها دليل على صدق صاحبها، وأنه يحب التقرب إلى الله وذلك لأن المال محبوب إلى النفوس ولا يصرف المحبوب إلا في محبوب أشد منه حباً , وكل إنسان يبذل مايحبه من أجل حصوله على الثواب,والأجر الكبيرفبذله هذا برهان على صحة إيمانه وقوة يقينه .. فبُرْهَانٌ" دليل على صدق إيمان المتصدّق.


وإذا كانت الصلاة من مظاهر العبودية البدنية ، فإن الصدقة تعد عبادة مالية ، يزكّي بها المسلم ماله ، ويطهّر بها روحه من بخلها وحرصها على المال ، لاسيما وأن النفوس قد جبلت على محبّة المال والحرص على جمعه ، كما قال الله عزوجل في كتابه : ( وتحبون المال حبا جما ) ( الفجر : 20


وللصدقة فضائل كثيرة منها :


أولاً : أنها برهان على صحة الإيمان .


ثانياً : أنها تطهير للنفس . قال تعالى ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم ) .


ثالثاً : أنها مضاعفة للحسنات . قال تعالى : مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء.


رابعاً : أنها تغفر الذنوب . قال عليه الصلاة والسلام: ( الصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار ) رواه الترمذي .


خامساً : درجة الجنة لا تنال إلا بالإنفاق .قال تعالى ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبــــون ).


سادساً : أنها أمان من الخوف يوم الفزع الأكبر .قال تعالى ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراُ وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنـــون ).


سابعاً : صاحب الصدقة موعود بالأجر الكبير . قال تعالى ( فالذين آمنوا وأنفقوا لهم أجر كبير ).


ثامناً : أن الله يخلف الصدقة .قال تعالى ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفــه).


تاسعاً : أن الصدقة تزيد المال .قال صلى الله عليه وسلم: ما نقصت صدقة من مال رواه مسلم.


عاشراً : أنها تظلل صاحبها يوم القيامة .قال صلى الله عليه وسلم: العبد في ظل صدقته يوم القيامة ) رواه أحمد.


وَالصَّبرُ ضِيَاءٌ الصبر: حبس النفس عما تتمنى وعما يجب الصبر عنه وعليه، وتحملها ما يشق عليها، وثباتها على الحق رغم المصائب.


نلاحظ هنا دقة التعبير النبوي وروعته ، فإنه صلى الله عليه وسلم قد وصف الصبر بالضياء والضياء هو النور الذي يحصل فيه نوع حرارة وإحراق، كضياء الشمس، بخلاف القمر فإنه نور محض فيه إشراق بغير إحراق، وكان الصبر ضياء لأنه شاق على النفوس، يحتاج إلى مجاهدة النفس وحبسها وكفها عما تهواه .

قال أهل العلم: والصبر ثلاثةأنواع:
الأول: صبرعن معصية الله: بمعنى أن يحبس العبد نفسه عن فعل المحرّم حتى مع وجود السبب. كرجل حدثته نفسه أن يزني - والعياذ بالله - فمنع نفسه،فنقول: هذا صبر عن معصية الله. وكما جرى ليوسف عليه السلام مع امرأة العزيز،فإن امرأة العزيز دعته إلى نفسها - والعياذ بالله - في حال هي أقوى ما يكون للإجابة، لأنها غلّقت الأبواب وقالت: هيت لك، أي تدعوه إلى نفسها، فقال: إنه ربي - أي سيدي _ أحسن مثواي إنه لايفلح الظالمون، يعني فإن خنته في أهله فأنا ظالم، ومن شدّة الإلحاح همَّ بها كما قال الله عزّ وجل:(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ) يوسف: الآية24) ولم يفعل مع قوة الداعي وانتفاء الموانع، فهذا صبر عن معصية الله .
وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلّهم الله في ظله يوم لاظلّ إلا ظله، وذكر منهم: "رَجُلاً دَعَتْهُ امرأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ"



الثاني: صبر على طاعة الله: بأن يحبس الإنسان نفسه على الطاعة كرجل أرادأن يصلي فدعته نفسه إلى الكسل، أو إلى الفراش، أو إلى الطعام الذي ليس بحاجة إليه، ولكنه ألزم نفسه بالقيام للصلاة، فهذا صبر على طاعةالله.
الثالث: صبر على أقدار الله: فإن الله تعالى يقدر للعبد ما يلائم الطبيعة وما لايلائم، والذي لايلائم يحتاج إلى صبر، بأن يحبس نفسه عن التسخّط القلبي أو القولي أو الفعلي إذا نزلت به مصيبة.
فإذا نزل بالعبد مصيبة فإنه يحبس قلبه عن التسخط القلبي.



والتسخط اللساني: بأن لايدعو بالويل والثبور كما يفعل أهل الجاهلية.
والتسخط الفعلي: بأن لايشق الجيوب، ولايلطم الخدود، وما أشبه ذلك
فهذا نسميه صبرعلى أقدار الله مع أنه كره أن يقع هذا الحادث.
وهناك مرتبة فوق الصبر وهي الرضا بأقدار الله، والرضا بأقدار الله أكمل حالاً من الصبر على أقدارالله.
والفرق: أن الصابر قد تألّم قلبه وحزن وانكسر، لكن منع نفسه من الحرام.
والراضي: قلبه تابع لقضاء الله وقدره، فيرضى ما اختاره الله له ولايهمّه، فهومتماشٍّ مع القضاء والقدر إيجاباً ونفياً.
ولهذا قال أهل العلم: إن الرضا أعلى حالاً من الصبر، وقالوا: إن الصبر واجب والرضا مستحب.
وافضل أنواع الصبر هو الصبرعلى الطاعة، لأن الطاعة فيها حبس النفس، وإتعاب البدن.
ثم الصبر عن المعصية،لأن فيه كفُّ النفس عن المعصية.



ثم الصبر على الأقدار، لأن الأقدار لاحيلة لنا فيها.
أما من حيث الصابر: فأحياناً تكون معاناة الصبر عن المعصية أشد من معاناة الصبر على الطاعة.
فلو أن رجلاً هُيئَ له شرب الخمر مثلاً، بل ودعي إلى ذلك وهو يشتهيه، ويجد معاناة من عدم الشرب، فهو أشد عليه من أن يصلي ركعتين لاشك.
كذلك لو كان شابّاً ودعته امرأة إلى نفسها، وهي جميلة، والمكان خالٍ،والشروط متوفرة، فأبى، فهذا فيه صعوبة أصعب مما لو صلى عشرين ركعة، فهنا قد نقول: ثواب الصبر عن المعصية هنا أعظم من ثواب الصبر على الطاعة لما يجده هذا الإنسان من المعاناة . فيؤجر بحسب ماحصل له من المشقّة.
"وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ" ولم يقل: إنه نور، والصلاة قال: إنها نور. وذلك لأن الضياء فيه حرارة،كما قال الله عزّ وجل:....جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً)يونس: الآية5) الشمس فيها النور والحرارة، والصبر كذلك لأنه شاق على النفس ففيه حرارة ومرارة،، ولهذا جعل الصلاة نوراً، وجعل الصبر ضياءً لما يلابسه من المشقة والمعاناة.



قال ابن رجب : ” ولما كان الصبر شاقاً على النفوس ، يحتاج إلى مجاهدة النفس ، وحبسها وكفها عما تهواه ، كان ضيــــاء ، فلا نجاح في الدنيا ولا فلاح في الآخــرة إلا بالصبر .


قال الغزالي : " فلنسمِ هذه الصفة التي بها فارق الإنسانَ البهائم في قمع الشهوات وقهرها [ باعثاً دينياً ] ولنسمِ مطالبة الشهوات بمقتضياتها [ باعث الهوى ] وليفهم أن القتال قائم بين باعث الدين وباعث الهوى ، والحرب بينهما سجال ، ومعركــة هذا القتال قلب العبد ، ومدد باعث الدين من الملائكة الناصرين لحزب الله تعالى ، ومدد باعث الشهوات من الشياطين الناصرين لأعداء الله تعالى ، فالصبر عبارة عن ثبات باعث الدين في مقابلة باعث الشهوة ، فإن ثبت حتى قهره واستمرعلى مخالفة الشهوة فقد نصر حزب الله ، والتحق بالصابرين ، وإن تخاذل وضعف حتى غلبتـــه الشهوة ولم يصبر في دفعها التحـــق بأتباع الشياطين ".


"والقُرآنُ حُجَّةٌ لَكَ اَو عَلَيْكَ" القرآن هو كلام الله عزّ وجل الذي نزل به جبريل الأمين القوي على قلب النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى .وهذاالقرآن الكريم له فضائل عظيمة،وممن كتب في فضائله ابن كثير - رحمه الله – رسالة سماها فضائل القرآن، والمسلم منهاجه القرآن، وإمامه كتاب الله تعالى: يهتدي بهديه، ويأتمر بأمره، وينتهي بنهيه، ويتخلق بأخلاقه، فمن فعل ذلك انتفع بالقرآن إذا تلاه، وكان دليلاً له يدله على النجاة في الدنيا وبرهاناً يدافع عنه يوم القيامة، ومن ضل الطريق وانحرف عن تعاليم القرآن، كان القرآن خصمه يوم القيامة.


فالنبي صلى الله عليه وسلم قسم الناس بالنسبة للقرآن إلى من يكون القرآن حجة له، ومن يكون حجة عليه وذكرأيضا أن العمل قد يكون للإنسان وقد يكون عليه, فيكون للإنسان إذا كان عملاً صالحاً،ويكون عليه إذا كان عملاً سيئاً.


قال ابن مسعود : " القرآن شافع ومشفع ، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره قاده إلى النار ".
"القُرآنُ حُجَّةٌ لكَ أي عند الله عزوجل أَو عَليكَ ، يكون حجة لك إذا عملت به ونصحت له ,وقد سبق في حديث تميم الداري رضي الله عنه النصيحة لله ولكتابه. ويكون حجة علينا إذا لم ننصح له وأعرضنا عنه - نسأل الله أن يجعل القرآن حجة لنا لاعلينا.



"كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو" أي كل إنسان يخرج مبكراً في الغدوة في الصباح يذهبون إلي أعمالهم وهذا من باب ضرب المثل.
"فَبَائِعٌ نَفْسَهُ" أي الغادي يبيع نفسه، ومعنى يبيع نفسه أنه يكلفها بالعمل، لأنه إذا كلفها بالعمل أتعب النفس فباعها. فكل إنسان يسعى لنفسه ، فمنهم من يبيعها لله بطاعته فيعتقها من العذاب ، ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما ((فيوبقها )) أي يهلكها، قال عليه الصلاة والسلام : من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وأنبياءك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ،وأن محمداً عبدك ونبيك، أعتق الله ربعه من النار ، فإن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار ، فإن قالها ثلاثاُ أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار ، فإن قالها أربعاً أعتق الله كله من النار.
فينقسم هؤلاء الباعة إلى قسمين: معتق و موبق،ولهذا قال صلى الله عليه وسلم.
"فَمُعْتِقُهَا أَو مُوبِقُهَا" إما ساعٍ في هلاك نفسه أو فكاكها فيكون بيعه لنفسه إعتاقاً إذا قام بطاعة الله كما قال الله عزّ وجل:وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ) البقرة: الآية207) يشري نفسه أي يبيع نفسه ابتغاء مرضاة الله عزّ وجل، فهذا الذي سعى في طاعة الله باع نفسه ابتغاء مرضاة الله قد أعتقها من العذاب والنار.



ومن سعى في معصية الله تعالى فقد باع نفسه بالهوان وأوقعها بالآثام الموجبة لغضب الله عز وجل وعقابه فهذا موبق لها أي مهلك لها. قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} الشمس: 7 - 10. والمعنى: قد أفلح من زكى نفسه بطاعة الله، وخاب من زجها في المعاصي.


فقوله "كُلُّ النَّاس ِيَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ" يتبين لنا أن الإنسان لابد أن يعمل إما خيراً وإماشراً.


قال الحسن : " المؤمن في الدنيا كالأسير يسعى في فكاك رقبته ، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله ".


وقال : "ابن آدم ! إنك تغدو وتروح في طلب الأرباح ، فليكن همك نفسك ، فإنك لن تربح مثلها أبداً".


وقال أبو بكر بن عياش : " قال لي رجل مرة وأنا شاب : خلّص رقبتك ما استطعت في الدنيا من رق الآخـــــــــــــرة ، فإن أسير الآخــرة غير مفكوك أبداً ، قال : فوالله ما نسيتها بعد "


وكان بعض السلف يبكي ويقول : " ليس لي نفسان ، إنما لي نفس واحدة ، إذا ذهبت لم أجد أخرى "

من فوائد هذا الحديث:
1- الحث على الطهور الحسي والمعنوي، وبيان منزلته من الدين حيث قال:"الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيْمَانِ".



2- الحث على حمد الله وتسبيحه، وأن ذلك يملأ الميزان، وأن الجمع بين التسبيح والحمد يملأ ما بين السماء والأرض.
3- أن الإيمان يتبعض، فبعضه فعل وبعضه ترك.
4- إثبات الميزان و هو ميزان حقيقي له كفتـــان . وقد جاء ذكره في القرآن عدة مرات، جاء ذكره مجموعاً وذكره مفرداً فقال الله عزّ وجل: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) الأنبياء:47وقال تعالى: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ) القارعة:6 وجاء ذكره في السنة صريحاً في قوله صلى الله عليه وسلم:"كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلى اللِسانِ، ثَقِيلَتَانِفي المِيزَانِ، حَبيبَتَانِ إلى الرَّحمَنِ: سُبحَانَ الله وَ بِحَمدِهِ سُبحَانَالله العَظيم"(2) وكذلك في هذا الحديث.
هل الميزان المذكور حسي أومعنوي؟
قالت المعتزلة: إنه معنوي ، وهو كناية عن إقامة العدل.
والقول الصحيح: إنه حسي، له كفتان وله لسان،توزن به الأعمال الصالحة والسيئة.
فكيف يوزن العمل وهو ليس بجسم، وكيف الحمد تملأ الميزان وهي ليست بجسم؟


قال أهل العلم أن الله عزّ وجل قادر على أن يجعل الأعمال أجساماً والمعاني أجساماً، فإنه على كل شيء قدير ألم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر أن الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ.عن أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا ) رواه مسلم (3 وهما عمل لكن الله على كل شي ءقدير.
وكذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الموت يؤتى به يوم القيامة على صورة كبش فيوقف بين الجنة والنار ويقال: يا أهل الجنة فيطلعون ويشرئبُّون، فيقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، يقال: يا أهل النار،فيطلعون ويشرئبون، ويقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون:نعم، هذا الموت ، ثم يذبح بين الجنة والنار ويقال: ياأهل الجنة خلود ولا موت، ياأهل النار خلود ولا موت ( 4) والموت معنوي.
فالمهم أن نقول: إن الميزان يوم القيامة حسي، حقيقي، توزن به الأعمال، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فقد خسروا أنفسهم.



ما الذي يوزن ؟


وردت نصوص تدل على أن الأعمال توزن، ولها خفة وثقل، دل على ذلك نصوص الكتاب والسنة، وعليه إجماع الأمة. كحديثنا هذا (والحمد الله تملأ الميزان).


وحديث ( كلمتان ثقيلتان في الميزان ).


ووردت نصوص تدل على أن الذي يوزن هو العامل.


كقوله صلى الله عليه وسلم في ابن مسعود ( إن ساقيه أثقل من جبل أحد في الميزان ) رواه أحمد.


وقوله صلى الله عليه وسلم(إنه ليأتي الرجل السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ) متفق عليه .


وورد أن الذي يوزن هي الصحائف :


كحديث البطاقة عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله سيخلِّص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئاً؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات! فقال: إنك لا تُظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة؛ فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء. رواه الترمذي .


والراجح أن الذي يوزن العمل ، وقد يوزن معه الصحف أو العامل .


قال القرطبي : " قال العلماء : إذا انقضى الحساب كان بعده وزن الأعمال ، لأن الوزن للجزاء ، فينبغي أن يكون بعد المحاسبـــة ، فإن المحاسبة لتقرير الأعمال ، والوزن لإظهار مقاديره ليكون الجزاء بحسبها .


5- فضيلة الجمع بين سبحان الله والحمد لله لقوله "سُبحَانَ الله وَ الحَمدُ لِلهِ تَملآنِ مَا بَينَ السَمَاءِ وَ الأَرضِ" ووجه ذلك أن الجمع بينهما جمع بين نفي العيوب والنقائص وإثبات الكمالات.


ففي "سُبحَانَ الله" نفي العيوب والنقائص، وفي "الحَمدُ لِلهِ" إثبات الكمالات.


6- أ الحث على الصلاة، وأنها نور قال تعالى( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).


فهي نور في الدنيا كما قال تعالى ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ).


وهي نور يوم القيامة ، ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي (صلى الله عليه وسلم )، أنه ذكر الصلاة يوماً فقال: "مَن حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومَن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف"رواه أبو داود .إسناده صحيح مسند أحمد.


وقال ابن القيم في شرح هذا الحديث الشريف: تارك الحفاظ على الصلاة إما أن يشغله ماله أو ملكه أو رياسته أو تجارته، فمَن شغله عنها ماله فهو مع قارون، ومَن شغله عنها ملكه فهو مع فرعون، ومَن شغله عنها رياسته ووزارته فهو مع هامان، ومَن شغله تجارته فهو مع أبي بن خلف.


7- الحث على الصدقة، لقوله"الصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ" وأن بذل المحبوب يدل على صدق الباذل، والمحبوب الذي يُبذَل في الصدقة هو المال.


8- الحث على الصبر وأنه ضياء وإن كان فيه شيء من الحرارة،لكنه ضياء ونور لقوله: "وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ".


9- أن حامل القرآن إما غانم وإما غارم، وليس هناك مرتبة لا له ولا عليه، إما للعبد وإما عليه، فعليه أن يحاسب الإنسان نفسه هل عمل بالقرآن فيكون حجة له،أو لا،فيكون حجة عليه .
10- عظمة القرآن وأنه لن يضيع هكذا سدىً، بل إما للإنسان وإما على الإنسان.



11- بيان حال الناس وأن كل الناس يعملون من الصباح، وأنهم يبيعون أنفسهم، فمن باعها بعمل صالح فقد أعتقها، ومن باعها بعمل سيء فقد أوبقها.


12- أن حقيقة الحرية هي القيام بطاعة الله عزّ وجل، وليس إطلاق الإنسان نفسه ليعمل كل سيء أراده، قال ابن القيم - رحمه الله – في النونية:


هربوا من الرق الذي خلقوا له وبلوا برق النفس والشيطان


فكل إنسان يفر من عبادة الله فإنه سيبقى في رق الشيطان ويكون عابدا للشيطان.


نسأل الله أن يجعلنا ممن يبيع نفسه لله وفي ابتغاء مرضاته


ومعتقها من رق الشيطان وهواه.



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


سبحانك الله وبحمدك نشهد أن لاإله إلا أنت نستغفرك ونتوب اليك


إن أصبت فمن فضل الله وحده
وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان



والحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات



اللهم اجعل عملي خالصا لوجهك الكريم
ولاتجعل لأحد شيئا منه سواك





1-أخرجه النسائي في المجتبى كتاب: عشرة النساء، باب: حب النساء، (3940)زوالإمام أحمد- في مسند المكثرين عن أنس بن مالك، ج3/ص199، (13088)، والحاكم فيالمستدرك (2/160) والبيهقي في سننه الكبرى (7/78) وابن عدي في الكامل (3/305) وقالالحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 3124)



2-أخرجه البخاري كتاب: الدعوات، باب: فضل التسبيح، (6406). ومسلم- كتاب: الذكروالدعاء، باب: فضل التهليل والدعاء، (2694)، (31 )


3-أخرجه مسلم كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: فضل قراءة القرآن وسورة البقرة، (804)،(252)


4-أخرجه البخاري كتاب: التفسير، باب: تفسير سورة مريم، (4730). ومسلم- كتاب: الجنة،باب: النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، (2849)، (40


__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 77.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.02 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.44%)]