عقيده اهل السنه والجماعه مناقشه علميه مستفيضه

[أبو جهاد المصري]

السلام عليكم اخي المبارك
تأخرت اخي في طرح مصادر الاستدلال والتلقي عند الوهابيه
اريد من حضرتكم طرحا ملخصا ونافعا لنا ولغيرنا
جزاكم الله خيرا

[أبو سلمان عبد الغني]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو مالك الطيب

السلام عليكم اخي المبارك
تأخرت اخي في طرح مصادر الاستدلال والتلقي عند الوهابيه
اريد من حضرتكم طرحا ملخصا ونافعا لنا ولغيرنا
جزاكم الله خيرا

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي
وجزاكم الله خيرا مثله أخي

ولنبدأ في الركن الأول كما طلبت :
مصادر ومناهج التلقي والاستدلال عند أهل السنة والجماعة ـ الوهابيون كما تسمونهم ـ:

1 ـ الوحي:

ودليل ذلك روح الشريعة ومعاشرة التشريع
فسائر الأدلة على إثبات هذا الأصل الأصيل أي وجوب الرد إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا إلى الآراء العقلية ولا الأهواء الشخصية
فشرعنا وديننا كامل ولله الحمد ومنزلة العقل فيه أنه كاشف غير ناشئ

ودليل ذلك قوله تعالى:

"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"

فحيث ما ظهر التعارض بين العقل البشري وبين الوحيين وجب تقديم النقل الصحيح لا كما ينتهج الكثير من المبتدعة ومن وافقهم من العلمانيين والعقلانيين في عصرنا ـ المعطلة الجدد ـ

كما ينبغي علينا أن نبين هنا إلى نقطة هامة ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وألف فيها كتابا مستقلا
ألا وهي أنه يستحيل التعارض بين النقل الصحيح والعقل غير الفاسد

2ـ كما أن السنة الثابتة الصحيحة تحقيقا عند الحفاظ من أئمة الحديث يجب الأخذ بها والعمل بها في الأحكام والعقائد حتى ولو كانت خبر الآحاد خلافا لما استقر عليه أهل البدع ومن وافقهم
كما نبين أن هذا المنهج هو الراجح ان شاء الله ذلك لما قد عُلم من تظافر الأدلة منها على سبيل المثال لا الحصر:

أ ـ قوله تعالى: "إنا نحن زلنا الذكر وإنا له لحافظون"
فشرعنا محفوظ ولله الحمد وبالتالي متى ما صحت نسبة الحديث إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم وجب العمل به
علاوة على ذلك

ب ـ شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتضي التصديق بكل ما صح عنه والعمل به ذلك أنه أتقى وأخوف وأخشى العباد إلى ربهم وربنا عز وجل أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بإبلاغ الرسالة فقال عز وجل :
"يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته..."

ومما ينبه عليه في هذه المسألة أن التعارض الواقع بين نصوص الكتاب والسنة فهو ما ظاهره التعارض وليس بتعارض حقيقي إنما سبب ذلك عدم إدراك العقل له
ويُتعامل مع هذا التعارض كما وقت علماؤنا في كتبهم :بالجمع فالنسخ فالترجيح فالتوقف مع رد المحكم إلى المتشابه

3 ـ وما قد ذُكر منهج سلفنا الصالح ومن سار على نهجهم من الهداة المهديين

وخيرهم صحابة المصطفى صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم أجمعين الذين هم أعلم الناس بأصول العقيدة وفروع الأحكام
لا كما ادعى من قد ضلوا من الروافض عليهم من الله ما يستحقون حيث قالوا أن الصحابة قدارتدوا إلا ثلاثة كلا والله
فهم الذين نقلوا لنا الأمانة وهم من عاشروا التشريع ونزول الوحي وأخذوا الإسلام من أصوله وأحسنوا تطبيقه بشهادة الكتاب والسنة

فهم الذين أخذوا الدين من أصوله فقالوا "سمعنا وأطعنا" وبلغوا ذلك أحسن تبليغ لا كما نرى من كثير ممن حكموا عقولهم وهواهم ;تأولوا نصوص الشريعة على وفق مرادهم

4 ـ هذا ومما علم من منهج سلفنا الجمع بين كل الأدلة في المسألة الواحدة

لا كما ينتهج المبتدعة في الأخذ ببعض الأدلة والإعراض عن الأخرى مع بتر النصوص فالله المستعان

كما أن أهل السنة والجماعة ابتعدوا عن الخوض في علم الكلام بل ذموا من يخوض فيه وأقوالُهم في ذلك مشتهرة مستفيضة بل وأنكروا بشدة على مخالف الهدي الصحيح
وكان منهجا لهم الولاء والبراء القائم على الإنصاف والعدل فيحبون أهل الإيمان ويبغضون أهل الكفر كما يحبون أهل الطاعات ويبغضون أهل العصيان وهكذا حب في الله وبغض في الله

5 ـ كما اعتمد أهل السنة والجماعة على فهم السلف ومنهجهم في الأخذ من النصوص فوُفقوا إلى صحة الفهم بينما خالف من خالف فأخطأ الحق وجانب الصواب

6 ـ ومما ينبغي مراعاته في هذا المقام معرفة لغة العرب ومعرفة العلوم الموصلة إليها مع إدراك سائر علوم الآلة والعلوم الشرعية المساعدة على فهم النصوص فهما صحيحا

7 ـ كما يُؤَكد على ضرورية الوقوف عند إجماع السلف وعدم مخالفته

هذا ما تيسر ذكره باختصار
وأسأل الله أن هدينا إلى سواء السبيل

[أبو جهاد المصري]

بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذا هديتنا انك انت الواحد القهار

كلامك اخي كلام جميل وكلام مسند ولا خلاف بيني وبينك اخي الكريم في طرحك
ولكن كلامك يحتاج لأدله وبراهين علي صحه اثبات تلك الاستدلالات الي الوهابيه كمنهج

وسأختلف معكم مؤقتا في الاخذ باحاديث الاحاد
وساتناقش معكم فيه بعد تأصيل مفهوم البدعه عند الوهابيه
فالوهابيه يقولون عن البدعه هذا القول

في نفي ان هناك بدعه حسنه وبدعه سيئه
لأن ذلك مخالف لقول الرسول صلى الله عليه وسلم فان كل بدعه ضلاله
لان الرسول صلى الله عليه وسلم حكم على البدع كلها بأنها ضلالة ونفي حسب كلام الوهابيه بأن هناك بدعه حسنه

هذا بالطبع دون الابحار في كتب الوهابيه العقديه والتي تحاكي هذا الامر

والجواب علي ذلك امر يسير اخي

أن هذه الأمور لها أصل في الشرع فليست محدثه


ولابد من التفريق بين البدعة اللغوية والبدعه الشرعيه
طبقا لقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ونعمت البدعه هي

فما كان له أصل في الشرع يرجع اليه اذا قيل أنه بدعة فهو بدعة لغة لا شرعا لأن البدعة شرعا ماليس له أصل في الشرع يرجع اليه وجمع القران في كتاب واحد له أصل في الشرع

لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة القران لكن كان مكتوبا متفرقا فجمعه الصحابة رضي الله عنهم في مصحف واحد حفظا له

والتراويح قد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالي وتخلف عنهم في الأخيرة خشية أن تفرض عليهم واستمر الصحابة رضي الله عنهميصلونها أوزاعا متفرقين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته

الى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على امام واحد كما كانوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم
وليس هذا بدعه في الدين

وكتابة الحديث أيضا لها أصل في الشرع فقد أمر النبي صلى
الله عليه وسلم بكتابة بعض الأحاديث لبعض الصحابه لما طلب منه ذلك

وكان المحذور من كتابته بصفه عامه في عهده صلى الله عليه وسلم خشية أن يختلط بالقران ما ليس منه
فلما توفي صلى الله عليه وسلم انتقى هذا المحذور لأن القران قد تكامل وضبط قبل وفاته صلى الله عليه وسلم فدون المسلمون الحديث بعد ذلك حفظا له من الضياع

فما هو التعريف العام للبدعه من طرفكم في هذا الموقف؟



اما بالنسبه لكلمه كل فهي في اللغة العربية تأتي ويراد بها الجزء إذا غلب كما في قوله تعالى عن الريح التي أرسلها إلى قوم عاد لعذابهم: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ}

وفي امكان الدكتور وليد نوح ان يفتينا في ذلك فهو اعلم مني ومنك في هذا الامر علي ما اعتقد

والريح لم تدمر كل شيء مطلقا بل غالب الاشياء فصح في اللغة ان نقول ان الريح دمرت كل شيء

كذلك في الحديث كل بدعة معناه أغلب البدع لا تكون موافقة لدين الله فأطلقت كل وكان المراد منها الغالب

تحياتنا وانتظرك اخانا الحبيب