الحديث التاسع عشر/ شرح الأربعين النووية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 3358 )           »          مكافحة الفحش.. أسباب وحلول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أي الفريقين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 11 )           »          نكبتنا في سرقة كتبنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كيف نجيد فن التعامل مع المراهق؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الطفل والأدب.. تنمــية الذائقة الجمالية الأدبية وتربيتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ترجمة موجزة عن فضيلة العلامة الشيخ: محمد أمان بن علي الجامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          يجب احترام ولاة الأمر وتوقيرهــم وتحرم غيبتهم أو السخرية منهم أو تنــقّصهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 1185 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-10-2009, 11:09 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي الحديث التاسع عشر/ شرح الأربعين النووية

الحديث التاسع عشر



ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له، واشهد ان لااله الا الله وان محمدا عبده ورسوله بلغ الامانة وادى الرسالة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده ، اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين

أما بعد : فإن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر ألامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.





عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : " كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : ( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) . رواه الترمذي وقال :" حديث حسن صحيح ".


وفي رواية الإمام أحمد : ( احفظ الله تجده أَمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة ، واعلم أَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك ، وما أَصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أَن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسرِ يسرا ) .




تخريج الحديث


رواه الإمام الترمذيورواه الإمام أحمد وغيرهما والترمذي قال عنه حديث حسن صحيح.





عبد الله بن عباس هو ابن عم النبيصلي الله عليه وسلم وهو في حياة النبي صلي الله عليه وسلم كان صغيرا إذ ولد قبلالهجرة بسنتين أو ثلاثة ولذلك خاطبه النبي صلي الله عليهوسلم عندما كان خلفه يومارديفا له على حمار فقال يا غلام والغلام: كما هو معلوم ما كان بين ثلاث سنوات وإلي عشرسنوات وبعضهم يقول إلى الخمسة عشر سنة أي البلوغ.


هذا الحديث عظيم جدا يحتوي على قواعد كلية مهمة من أمور الدين ووصايا عظيمة ،من جوامع وصاياه صلى الله عليه وسلم، التي يجب علينا أن نتأملها ونتدبرها، وألا نضيعها، والتي لا غنى للمسلم عنها.


نقل الحافظبن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم عن بعض أهل العلم قال لقد تدبرت هذا الحديث فأدهشني فكدتأن أطيش فوا أسفاه من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه .


حرص النبي صلى الله عليه وسلم على غرس العقيدة في النفوس المؤمنة ، وأولى اهتماما خاصا للشباب ، لأنهم اللبنات القوية والسواعد الفتية التي يعوّل عليها نصرة هذا الدين ، وتحمّل أعباء الدعوة. فهذه الوصية خص بها ابن عمه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما , جمعت خيري الدنيا والآخرة؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى عبد الله بن عباس، وأمره بقوله يا غلام إني أعلمك كلمات وهذا اللفظ فيه تودد المعلم والأب والكبير إلى الصغار، وإلى من يريد أن يوجه بالألفاظ الحسنة، فهو استعمل -عليه الصلاة والسلام- لفظ التعليم: إني أعلمك كلمات وهي أوامر، فلم يقل له -عليه الصلاة والسلام-: إني آمرك بكذا وكذا، وإنما ذكر لفظ التعليم؛ لأنه من المعلوم أن العاقل يحب أن يستفيد علما .فقال له: يا غلام إني أعلمك كلمات والكلمات: جمع كلمة والمقصود بها هنا: الجمل؛ لأن الكلمة في الكتاب والسنة غير الكلمة عند النحاة، الكلمة عند النحاة: اسم أو فعل أو حرف، أما في الكتاب والسنة فالكلمة: هي الجملة، كما قال -جل وعلا-: كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَايريد بها ما جاء في الآية قبلها: رَبِّ ارْجِعُونِ .


إني أُعَلمُكَ كَلِمَاتٍ" قال ذلك من أجل أن ينتبه لها, يعني: إني أعلمك جملا ووصايا، فأرعها سمعك.


"اِحْفَظِ اللهَ يَحفَظكَ"هذا تركيب شَرطي ، تركيب طلبي جزائي ، العلاقة حتميةٌ بين المقدمة والنتيجة .


احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ) ، الفعل والجواب من صيغةٍ واحدة ، احفظ يحفظ ، اذكر يذكر : كما في قوله تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) ( سورة البقرة : من آية " 152 " )


إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ
(فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ)


وأولى الوصايا التي احتواها هذا الحديث وأول كلمة هي قوله صلى الله عليه وسلم


"اِحْفَظِ اللهَ يَحفَظكَ" هذه كلمة عظيمة جليلة ووصية جامعة ترشد المؤمن بأن يراعي حقوق الله تعالى ، فحفظ العبد ربه -جل وعلا- المراد منه: أن يحفظه في حقوقه ,يحفظ حدوده وشريعته ويلتزم بأوامره وما فرض عليه ولايتهاون به ويجتنب نواهيه، ويقف عند حدود الشرع فلا يقربها ولا يتعداها ، ويمنع جوارحه من استخدامها في غير ما خلقت له ، فإذا قام بذلك كان الجزاء من جنس العمل ، مصداقا لما أخبرنا الله تعالى في كتابه حيث قال : { وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم } ( البقرة : 40 . أمران متقابلان أن يحفظ العبد ربه جل وعلاوالمقابل لهذا أن يحفظ الله سبحانه وتعالي عبده. "اِحْفَظِ اللهَ يَحفَظكَ" فإذا حفظت الله انظر عندها كيف يحفظك في دينك وأهلك ومالك ونفسك يحفظ الله تعالى عليك دينك، ويصون عقيدتك من الزيغ، ويقيك من هواجس النفس ورجس الضلال، وكيف يحميك من شرار الخلق، ويمنعك من شياطين الإنس والجن، ويدفع عنك كل أذى لأن الله سبحانه وتعالى يجزي المحسنين بإحسانه وأن الإنسان كلما اهتدى زاده الله عزّ وجل هدى (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) (محمد:17) ، وعُلِمَ من هذا أن من لم يحفظ الله فإنه لا يستحق أن يحفظه الله عزّ وجل وفي هذا الترغيب على حفظ حدود الله عزّ وجل . فمن حفظ الله تعالى في شبابه وقوته حفظه الله تعالى حالَ كبره وضعف قوته، ومتَّعه بسمعه وبصره وعقله، وأكرم نزلَه يوم القيامة، فأظلَّه بظَّل عرشه حيثُ لا ظِلَّ إلا ظلّه، كما ثبت في الصحيحين: " سبعة يظللهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل وشابُ نشأ في عبادة الله عز وجل..".ولعل هذا هو السر في توجيهه صلى الله عليه وسلم هذه الوصية لابن عمه رضي الله عنه، وهو فتى في مقتبل العمر، ليغتنم الشباب وحيويته، والفتوة ونشاطها.


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ لَيْسَ ذَاكَ وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ)). ( الترمذي وأحمد)


الرأس وما وعى ، فالرأس فيه العين ، والأذن ، واللسان ، حفظ اللسان بقول الحق ، واجتناب ما نهى الله عنه ، وحفظ العين بغض البصر عن عورات المسلمين ، وحفظ الأذن بكفها عن سماع ما لا يرضي الله عزَّ وجل ، فإذا غض العبد البصرعن محارم الله فقد حفظ عينه ، وإذا كف عن سماع الغيبة ، والنميمة ، والمنكر ، وقول الزور ، ، والغناء ، فقد حفظ أذنه ،واذالم يتكلم بما لا يرضي رب العالمين فقد حفظ لسانه ،.


وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى ... أن يحفظ العبد قلبه من سوء الظن بالله ، من أمراض النفس ؛ من العجب ، الحقد ، الأنانية ....


فإذا حفظ العبد ربه، أي: حفظ حدود الله تبارك وتعالى وأوامره؛ فلم يجده حيث نهاه، ولم يفتقده حيث أمره؛ فإنه ينال بذلك تلك الدرجة، وهو أن يحفظه الله تبارك وتعالى، وأن يجد ربه سبحانه وتعالى معيناً له وناصراً وموفقاً ومؤيداً، كما هي سنته التي كتبها: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ[غافر:51]، فهذا وعد منه سبحانه وتعالى لا يتخلفأبداً، فمن كان مع الله؛ مقيماً لأمره، متقياً له ومراقباً؛ فإن الله سبحانه وتعالى سوف ينصره ويؤيده، ويوفقه لمزيد من الطاعة.


وإذا حفظ الله تعالى في دنياه حفظه في آخرته ، فوقاه من النار وأعدّ له جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين: تناديه الملائكة: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَانَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}[ق: 32-35]. وفاءً بما بشَّرك به الله تعالى إذ قال:{وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 112].


وحقوق الله -جل جلاله- نوعان:


حقوق واجبة، وحقوق مستحبة، فحفظ العبد ربه يعني: أن يأتي بالحقوق الواجبة، والحقوق المستحبة، فمن أتى بالواجبات والمستحبات فقد حفظ الله -جل وعلا-؛ لأنه يكون من السابقين بالخيرات، والمقتصد قد حفظ الله -جل وعلا- إذ امتثل الأمر الواجب، وانتهى عن المُحَرَّم. فأدنى درجات حفظ الله -جل وعلا- أن يحفظ الله -سبحانه وتعالى- بعد إتيانه بالتوحيد بامتثال الأمر، واجتناب النهي، والدرجة التي بعدها المستحبات، هذه يتنوع فيها الناس، وتتفاوت درجاتهم.


كيف يحفظ العبد ربه جلوعلا؟

يحفظ العبد ربه جل وعلابإيمانه به بعبادته بمعاملته بجوارحه بيديه برجليه بفمه بعينيه ببطنه بفرجه, يحفظالعبد ربه أثناء حياته كلها.


قالتعالي"﴿حَافِظُوا عَلَىالصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى[البقرة:


وفي الوضوءقال النبي صلي الله عليه وسلمولم يحافظ على الوضوء إلا مؤمن


أيضا ورد الحفظ للفروج﴿وَالَّذِينَ هُمْلِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾ (المؤمنون:5


وورد الحفظأيضا على الأيمان ﴿وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ المائدة: من الآية89يعني الحلف والقسم.


وورد الحفظ أيضابقوله صلى الله عليه وسلم( من حفظ لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له الجنة(




و الحفظ الذي وعد الله به من اتقاه يكون في الدين والدنيا والآخرة.

الأول : حفظ الله للعبد في دينه ،بأن يسلم له دينه بإخلاء القلب من تأثير الشبهات فيه، وإخلاء الجوارح من تأثير الشهوات فيها، وأن يكون القلب معلقا بالرب -جل وعلا-، وأن يكون أُنسه بالله، ورغبه في الله، وإنابته إليه، وخلوته بالله -جل جلاله-. فيحميه من مضلات الفتن ، وأمواج الشهوات ، ولعل خير ما نستحضره في هذا المقام : حفظ الله تعالى لدين يوسف عليه السلام ، على الرغم من الفتنة العظيمة التي أحاطت به وكادت له ، يقول الله تعالى في ذلك : { كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين } ( يوسف : 24 ) ، وتستمر هذه الرعاية للعبد حتى يلقى ربّه مؤمنا موحدا .







الثاني حفظ الله سبحانه وتعالى لعبده في دنياه ، فيحفظه في بدنه بأن يصحه,يحفظ له مصالحه,وماله بأن يعطيه حاجته، أو أن يوسع عليه في رزقه،وأهله بأن يحفظ له أهله وولده،، و يحفظه من المهالك و من اعتداء المعتدين على أهله وماله, وكل ما للعبد فيه مصلحة في الدنيا فإنه موعود بأن تحفظ له إذا حفظ الله -جل وعلا- بأداء حقوق الله -جل جلاله- والاجتناب عن المحرمات ,يوكّل له من الملائكة من يتولون حفظه ورعايته ، كما قال تعالى : { له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } ( الرعد : 11 ) أي : بأمره ، قال ابن عباس : " هم الملائكة يحفظونه بأمر الله " وهو عين ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم كل صباح ومساء : ( اللهم إني أسألك العفو والعافية ، في ديني ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ) رواه أبو داوود و ابن ماجة ، وبهذا الحفظ أنقذ الله سبحانه وتعالى إبراهيم عليه السلام من النار ، وأخرج يوسف عليه السلام من الجبّ ، وحمى موسى عليه السلام من الغرق وهو رضيع ، وتتسع حدود هذا الحفظ لتشمل حفظ المرء في ذريّته بعد موته ، كما قال سعيد بن المسيب لولده : " لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أُحفظ فيك " ، وتلا قوله تعالى : { وكان أبوهما صالحا } ( الكهف : 82 ) .


وحفظ الله يخلص من المصائبوالمهلكات, كما نعلم من قصة الثلاثة الذين ذهبوا في الصحراء فجاءت الأمطار والرياح والشدة فآووا إلي غارفلما جلسوا في الغار مع الأمطار الشديدة نزلت صخرة فسدت باب الغار,لا يستطيعالثلاثة ولا غيرهم يزيح هذه الصخرة تشاوروا فيما بينهم فما كان منهم إلاسؤال الله جل وعلا بخالص أعمالهم سأل الله الأول ببره بأبويه وسأل الثاني لتركهللمعصية وهو قادر عليها والثالث سأل ربه بصالح عمله وبأمانته فلما دعا الأول انفرجتالصخرة شيئا قليلا ، لما دعا الثاني انفرجت كذلك فلما دعا الثالث انفرجت الصخرة إذنحفظ الله خلصهم من المصيبة والمشكلة التي كادت أن تهلكهم .



من القوانين الثابتة أنه : " من حفظ الله في صباه وقوته حفظه الله في حال كبره وضعف قوته ، ومتعه بسمعه وبصره ، وحوله وقوته ، وعقله.


كان بعض العلماء قد تجاوز المئة ، وهو ممتع بقوته وعقله ، فوثب يوماً وثبةً شديدة ، فتعجب الحاضرون من قوته ! فقال هذا العالم : هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر، من عاش تقياً عاش قوياً .



ويحفظه في الآخرة: يحفظه عند الموتويحفظه في ما بعدالقبر يوم الحشر والنشر وعند المرور على الصراط الذي هو أدق من الشعر وأحد من السيف من يضمن له هذا المرور حتىيصل إلي الجنة أو النار و العياذ بالله. ويجعله مع الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.


الكلمة الثانية"احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تجَاهَكَ" يعني: أي أمامك تجد الله عزّ وجل أمامك يدلك على كل خير ويقربك إليه ويهديك إليه ويذود عنك كل شر ولا سيما إذا حفظت الله بالاستعانة به فإن الإنسان إذا استعان بالله عزّ وجل وتوكل عليه كان الله حسبه ولا يحتاج إلى أحد بعد الله قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (الأنفال:64)


أي حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين فإذا كان الله حسب الإنسان فإنه لن يناله سوء ولهذا قال: "احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تجَاهَكَ" .


احفظ الله تجده دائما قريبا منك، يعطيك ما سألت، كما جاء في الحديث القدسي ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه . وقد نص الله تعالى في كتابه: أن العمل الصالح ينفع في الشدة وينجي فاعله ، وأن عمل المصائب يؤدي بصاحبه إلى الشدة ، قال الله تعالى حكاية عن يونس عليه الصلاة والسلام : {فلو لا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } [الصافات ولما قال فرعون : {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل } قال جلا وعلا: {الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين } [يونس :90-91].


ولهذا كان -عليه الصلاة والسلام- يدعو الله كثيرا أن يُحفَظَ من الفتن وأن يحفظه الله -جل وعلا- من تقليب القلب، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك


ولكن الفوز بهذا الحفظ الموعود العظيم يتطلب من المسلم إقبالا حقيقيا على الدين ، واجتهادا في التقرب إلى الله عزوجل ، ودوام الاتصال به في الخلوات ، وهذا هو المقصود من قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الثانية لهذا الحديث : ( تعرّف إلى الله في الرخاء ، يعرِفك فـي الشدة ) ، فمن اتقى ربه حال الرخاء ، وقاه الله حال الشدّة والبلاء .


الكلمة الثالثة( إذا سأَلت فاسأَل الله ) السائل دائماً مفتقر وذليل ، و يشعر بالضعف ، والمسؤول دائماً قوي وغني ، ودائماً مسيطر ، والعبودية لله عزَّ وجل تقتضي ألا يقف العبد موقفاً ذليلاً إلا لله عزَّ وجلفمهما مرَّغ العبد جبهتك في أعتاب الله ، ومهما ألح عليه في الدعاء وفي السجود، فهو شرفٌ و عزٌ له ، و رفعةٌ له ، أما الذل أن يقف موقف السائل أمام إنسان قد يجيبه أو لا يجيبه ، قد يشفق عليه وقد يشمت به ، قد يحبه ويتمنى أن يعطيه ، ولكنه لا يملك .


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((سَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ)) .(رواه الترمذي )


وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((مَنْ لَا يَسْأَلْهُ يَغْضَبْ عَلَيْهِ)) .(أحمد)


اذن العبد لا ينبغي له أن يتعلق بغير الله ، بل يتوكل عليه في سائر أموره ، فإن كانت الحاجة التي يسألها لم تجر على أيدي خلقه : كطلب الهداية ، وشفاء المرض ، وحصول العافية من بلاء الدنيا وعذاب الآخرة ، سأل ربه ذلك . وإن كانت الحاجة التي يسألها جرت العادة أن الله سبحانه وتعالى يجريها على أيدي خلقه ، كالحاجات المتعلقة بأصحاب الحرف والصنائع وولاة الأمور ، سأل الله تعالى أن يعطف عليه قلوبهم فيقول : اللهم حنن علينا قلوب عبادك وإمائك ، و ما أشبه ذلك ، ولا يدعو الله تعالى باستغنائه عن الخلق لأنه صلى الله عليه وسلم سمع علياً يقول : اللهم اغننا عن خلقك فقال : (( لا تقل هكذا فإن الخلق يحتاج بعضهم إلى بعض ، ولكن قل : اللهم اغننا عن شرار خلقك )) وأما سؤال الخلق والاعتماد عليهم فمذموم ، ويروى عن الله تعالى في الكتب المنزلة : أيقرع بالخواطر باب غيري وبابي مفتوح ؟ أم هل يؤمل للشدائد سواي وأنا الملك القادر ؟ لأكسونَّ من أمل غيري ثوب المذلة بين الناس .


عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حَتَّى يَسْأَلَ شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ)) .


( من سنن الترمذي)


وورد في الأثر عن رسول الله : (( ليسأل الله أحدكم ملح عجينه وعلف دابته)) .



قوله صلى الله عليه وسلم إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله مأخوذ من قول الله -جل وعلاإِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وفيه إفراد الله -جل وعلا- بالاستعانة وبالسؤال، وهذه على مرتبتين:-


الأولى: واجبة، وهي التوحيد بأن يستعين بالله -جل جلاله- وحده دون ما سواه فيما لا يقدر عليه إلا الله -جل وعلا-، فهذا واجب أن يُفرد الله -جل وعلا- بالاستعانة، وكذلك أن يسأل الله -جل وعلا- وحده فيما لا يقدر عليه إلا الله -جل وعلا-، هذا هو المعروف في التوحيد فصرف الدعاء لغير الله -جل وعلا- شرك، وكذلك في الاستعانة التي يكون صرفها لغير الله -جل وعلا- شركا.


المرتبة الثانية: المستحبة، وهو أنه إذا أمكن العبد أن يقوم بالعمل، فإنه لا يسأل أحدا من الناس شيئا، وقد بايع النبي صلى الله عليه وسلم رهطا من أصحابه على ترك سؤال الناس ، وكان منهم أبوبكر الصديق و أبو ذر الغفاري و ثوبان رضي الله عنهم أجمعين ، فامتثلوا لذلك جميعا ، حتى إن أحدهم إذا سقط منه سوطه أو خطام ناقته لا يسأل أحدا أن يأتي به .قال الراوي: فكان أحدهم يسقط سوطه فلا يسأل أحدا أن يناوله إياه وهذا من المراتب التي يتفاوت فيها الناس.


وصدق أبو العتاهية إذ قال :

لا تسألن بني آدم حاجـة وسل الذي أبوابه لا تُحجب


فاجعل سؤالك للإله فإنمـا في فضل نعمة ربنـا تتقلب




فالله تعالى هو وحده المدعو والمرجو، والمبتغى المطلوب بالعبادة، وهو أيضاً وحده المستعان، وعليه التكلان لتحقيق ما نريد، وقد أثنى الله على عباده المتعففين فقال : { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا } البقرة : 273


وهذا الثناء على المتعفّفين إنما هو متوجه لمن تعفّف عن سؤال الناس فيما يقدرون عليه ، وما يملكون فعله ، أما ما يفعله بعض الجهلة من اللجوء إلى الأولياء والصالحين الأحياء منهم أو الأموات ، ليسألونهم ويطلبون منهم أعمالاً خارجةً عن نطاق قدرتهم ، فهذا صرفٌ للعبادة لغير الله عزوجل ، وبالتالي فهو داخل تحت طائلة الشرك .


فتعلق القلب بالخلق مذموم، والذي ينبغي على العبد أن يتوكل على الله، وأن يعلق قلبه بالله -جل وعلا-، وألا يتعلق بالخلق، بل فينظر إليهم على أنهم أسباب، والنافع والذي يجعل السبب سببا، وينفع به هو الله -جل وعلا-.

يتبع
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-10-2009, 11:12 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: الحديث التاسع عشر/ شرح الأربعين النووية

الكلمة الرابعةوَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ"أمر بطلب العون من الله تعالى دون غيره ، فإذا أردت العون وطلبت العون من أحد فلا تطلب العون إلا من الله عزّ وجل لأن العبد من شأنه الحاجة إلى من يعينه في أمور معاشه ومعاده ، ومصالح دنياه وآخرته ، وليس يقدر على ذلك إلا الحي القيوم ، الذي بيده خزائن السموات والأرض ,فطلب العون منالله وسؤال الله تعالى والتوجه إليه بالدعاء من أبرز مظاهر العبوديّة والافتقار إليه ، بل هو العبادة كلها كما جاء في الحديث : ( الدعاء هو العبادة ) ، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين في كتابه العزيز فقال : { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين } ( الأنبياء : 90 ).، فمن أعانه الله فلا خاذل له ، ومن خذله الله فلن تجد له معينا ونصيرا ، قال تعالى : { إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده } ( آل عمران : 160 ) ، ولهذا المعنى كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من قول : ( اللهم أعني ولا تعن علي) ، وأمر معاذا رضي الله عنه ، ألا يدع في دبر كل صلاة أن يقول ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواه النسائي وأبو داود .


ولأن الله هو الذي بيده ملكوت السموات والأرض، وهو يعين العبد إذا شاء إذا أخلص الاستعانة بالله وتوكل عليه ، وإذا استعان العبد بمخلوق فيما يقدر عليه فليعتقد أنه سبب، وأن الله هو الذي سخره له. وسؤال غير الله دليل على نقص التوحيد ,ولهذا تكره المسألة لغير الله عزّ وجل في قليل أو كثير، والله سبحانه وتعالى إذا أراد عون العبد يسر له العون ,وقد يعينه الله على يد أحد من الخلق يسخره له ويذلِّله له حتى يعينه، ولكن مع ذلك لا يجوز له إذا أعانه الله على يد أحد أن ينسى المسبب وهو الله عزّ وجل.


وإذا قويت استعانة العبد بربّه ، فإن من شأنها أن تعمّق إيمانه بقضاء الله وقدره ، والاعتماد عليه في كل شؤونه وأحواله ، وعندها لا يبالي بما يكيد له أعداؤه ، ويوقن أن الخلق كلهم لن ينفعوه بشيء لم يكتبه الله له ، ولن يستطيعوا أن يضرّوه بشيء لم يُقدّر عليه ، ولم يُكتب في علم الله ، كما قال سبحانه : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير } ( الحديد : 22
الكلمة الخامسةوَاعْلَم أَنَّ الأُمّة لو اجْتَمَعَت عَلَى أن يَنفَعُوكَ بِشيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ لَك" الأمة كلها من أولها إلى آخرها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, وعلى هذا فإن نفع الخلق الذي يأتي للإنسان فهو من الله في الحقيقة لأنه هو الذي كتبه له وهذا حث لنا على أن نعتمد على الله عزّ وجل ونعلم أن الأمة لا يجلبون لنا خيراً إلا بإذن الله عزّ وجل.



وفي هذا بيان القدر الثابت، وأن العباد لن يغيروا من قدر الله -جل وعلا- الماضي شيئا، وأما مَن عظم توكله بالله -جل وعلا-، فإنه لن يضره الخلق، ولو اجتمعوا عليه، كما قال -جل وعلا- لنبيه -عليه الصلاة والسلام-: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ .


والتوكل على الله -سبحانه وتعالى- من أعظم مقامات الإيمان، بل هو مقام الأنبياء والمرسلين في تحقيق عبوديتهم العظيمة للرب -جل وعلا


والتوكل على الله معناه: أن يفعل العبد السبب الذي أُمر به، ثم يفوض أمره إلى الله -جل وعلا- في الانتفاع بالأسباب، وإذا كان ما لديه من الأمر لا يملك أن يفعل له سببا فإنه يفوض أمره إلى الله -جل وعلا- كما قال سبحانه في ذكر مؤمن آل فرعون: وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ وهذا التفويض إلى الله -جل وعلا- عمل القلب خاصة، يعني: أن يلتجئ بقلبه، وأن يعتمد بقلبه على الله -جل وعلا- في تحصيل مراده، أو دفع الشر الذي يخشاه، والعباد إذا تعامل معهم فإنما يتعامل معهم على أنهم أسباب، والسبب قد ينفع، وقد لا ينفع.



الكلمة السادسة : "وإِن اِجْتَمَعوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشيءٍ لَمْ يَضروك إلا بشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ" وعلى هذا فإن نالك ضرر من أحد فاعلم أن الله قد كتبه عليك فارض بقضاء الله وبقدره، ولا حرج أن تحاول أن تدفع الضر عنك،لأن الله تعالى يقول(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا )(الشورى: الآية40) . {وإن يمسسك الله بُضرٍ فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله }[يونس:107]


الكلمة السابعة: "رُفعَت الأَقْلامُ، وَجَفّت الصُّحُفُ" يعني أن ما كتبه الله عزّ وجل قد مضى و انتهى أي أن القدر ماض، والعبد يمضي فيما قدره الله فالأقلام رفعت والصحف جفت ولا تبديل لكلمات الله . برفعالأقلام وجفاف الصحف قدرت المقادير وانتهت وكتبت في اللوح المحفوظ.


وفي رواية غير الترمذي: احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك .


"اِحفظِ اللهَ تَجدهُ أَمَامَكَ" وهذا بمعنى "احْفَظِ اللهَ تَجِدهُ تُجَاهَكَ، تَعَرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يَعرِفُكَ في الشّدةِ" تعرُّف العبد إلى ربه هو: علمه بما يستحقه -جل وعلا, تَعَرَّفْ إلى اللهِ تعلم ما يستحقه -جل وعلا- عليك، وما يستحقه منك؛ توحيده في ربوبيته، وإلهيته، وفي أسمائه وصفاته، ما يستحقه -جل وعلا- من طاعته في أوامره، وطاعته فيما نهى عنه باجتناب المنهيات، وما يستحقه -جل وعلا- من إقبال القلب عليه، وإنابة القلب إليه، والتوكل عليه، والرغب فيما عنده، واتباع ما يحب ويرضى من أعمال القلوب إذا كنت في رخاء من أمرك. يعني قم بحق الله عزّ وجل في حال الرخاء وفي حال الصحة وفي حال الغنى فإن هذا من أفضل الأعمال الصالحة، بل هو لب الدين وعماده .يعرفك في الشدة .إذا حصل منك التعرف إلى الله، والتعرف على الله -جل وعلا- عرفك الله في الشدة. إذا زالت عنك الصحة وزال عنك الغنى واشتدت حاجتك عرفك بما سبق لك فعل الخير الذي تعرفت به إلى الله عزّ وجل.


وكلمة: "يعرفك" هذه جاءت على جهة الفعل، ومعلوم في باب الصفات أن باب الأفعال أوسع من باب الأسماء، وباب الإخبار أوسع من باب الصفات.


التعرف إلى الله في الشدة يشترك فيه المؤمنون والكافرون، كما قصّ الله تبارك وتعالى علينا حالهم؛ أنهم إذا ركبوا في الفلك واشتدت بهم الريح في اليوم العاصف؛ فإنهم يدعون الله مخلصين له الدين؛ قال تعالى: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ[العنكبوت:65]، فإذا نجوا عادوا إلى ما كانوا عليه من العصيان.


ومعرفة العبد لربه معرفتانفماهما؟
-1 معرفة عامةيعلم أن الله سبحانه وتعالي هو الله جل وعلا وهو المعبود .
-2معرفة الخاصةيعني أن يطيع أوامره ويجتنب نواهيه , والمقصود بتعرفعلى الله يعني المعرفة الخاصة ولا تكفي هنا المعرفة العامة وإلا الكفار فهم يعرفونالله سبحانه وتعالي لكن لم يعرفوه المعرفة الخاصة المعرفة الدقيقة بفعل الأوامرواجتناب النواهي.



."وَاعْلَم أَنَّ مَا أَخطَأَكَ لَمْ يَكُن ليُصيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَم يَكُن ليُخطِئُكَ" وهذا في القدر ماتجاوز الإنسان لغيره من المقادير والأعمال ’ لم يكنليصيبك من أي شيء من حسن أو سيئ أي ما وقع عليك فلن يمكن دفعه، وما لم يحصل لك فلا يمكن جلبه، ويحتمل أن المعنى، يعني أن ما قدر الله عزّ وجل أن يصيبك فإنه لا يخطئك، بل لابد أن يقع لأن الله قدره. وما أصابك لم يكنليخطئك ما قدر علي الإنسان لم يكن ليذهب لغيرك ,فإذا أصابك مكروه فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا، لما حصل لي ذلك، ولو لم يكتب الله ذلك منذ الأزل، لما كان من ذلك شيء، ثم مهما كانت الأسباب والاحتياطات، فلابد أن يقع المكتوب.. وهذا يوافق معنى قوله تعالى:قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا[التوبة:51]، وهكذا هم المؤمنون؛ يعلمون أن ما أصابهم من خير أو شر، فهو مما كتبه الله سبحانه وتعالى لهم أو عليهم .


روى أحمد وغيره، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لكل شيءٍ حقيقة، وما بلغَ عبدٌ حقيقةَ الإيمان حتى يعلمَ أنَّ ما أصابَه لم يكنْ ليخطَئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبَه".


" فما موقفنا منالقدر؟
قبلوقوع القدر: الاستعانة بالله وبذلالأسباب .
بعد وقوعالقدر: التسليم لقضاء الله وقدره



درجات التسليملقضاء الله و قدره؟
1 - الصبر على المقدور



2- عدم الجزع سواء باللسان أو بالجوارح , كذلك الصياح الشديد, أما البكاء والتباكيالخفيف والحزن هذا مندوب, النبي صلي الله عليه وسلم حزن لموت ابنه ولموت خديجة رضياللهعنها ولموت عمه أبي طالب فحزن لما أصابته هذه المصائب؟


3 الرضا فيرضى على ما أصابه من قدر الله.
4-الشكر, بمعني أنه يجعل المحنة التي أصابته والمصيبة التيأصابته منحة من الله عز وجل لماذا لأنه وصل عنده الشعور إلي أن يتصور أن هذه المحنةفيها أجر وفيها تكفير سيئات وفيها رفع الدرجات وفيها رفعة في الدنيا ورفعة فيالآخرة فيفرح, فحين إذنأصبحت عنده المحنة منحة من الله عز وجل كما كان أنبياء الله ورسله .



ثم قال: قال: واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا


"وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ"جعل الله سبحانه وتعالى النصر منوطاً بالصبر، وإلا فلا نصر. ولم يكن النصر بدخول المعركة فقط، فالحياة كلها معركة معركة الناس مع أنفسهم، ومع الناس ومع المال، ومع كل شيء ، لكن الذي سوف ينتصر هو المؤمن الذي يدعو إلى الله، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ[لقمان:17].


فهذه الجملة فيها الحث على الصبر، لأنه إذا كان النصر مع الصبر فإن الإنسان يصبر من أجل أن ينال النصر، والصبر هنا يشمل الصبر على طاعة الله وعن معصيته وعلى أقداره المؤلمة، لأن العدو يصيب الإنسان من كل جهة فقد يشعر الإنسان أنه لن يطيق عدوه فيتحسر ويدع الجهاد، وقد يشرع في الجهاد ولكن إذا أصابه الأذى استحسر وتوقف، وقد يستمر ولكنه يصيبه الألم من عدوه فهذا أيضاً يجب أن يصبر، قال الله تعالى: (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ)(آل عمران: الآية140) وقال الله تعالى: (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء:104) فإذا صبر الإنسان وصابر ورابط فإن الله سبحانه ينصره. النصر في كل ماتطلبه ليس المقصود فقط تجاه مقابلة الأعداء في معركة من المعارك وإنما في كل أمر منالأمور.


والنصر مطلوب، فصار الصبر مطلوبا، والصبر مرتبة واجبة، وإذا حصل كرب ومصيبة، فإن الصبر واجب يعني: الصبر أمر الله به، وهو واجب على كل أحد، ومعنى الصبر الواجب: أن يحبس اللسان عن الشكوى، ويحبس القلب عن التسخط، ويحبس الجوارح عن التصرف في غير ما يرضي الله -جل وعلا كالنياحة أوأ للطم،أو شق الجيوب وأشباه ذلك من الأفعال ,ولهذا أمر الله نبيه أن يصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل، فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ .


قيل للإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: هذا رجل ظلمه السلطان فأخذ يدعو عليه، قال أحمد: هذا خلاف الصبر الذي أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- مع السلطان، لا يدعى عليه.


ولما جاء أحد الصحابة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وذكر له ما يلقى من المشركين من الشدة غضب النبي -عليه الصلاة والسلام- لأجل أنهم لم يصبروا، وقال: إنه كان من كان قبلكم يؤتى بالرجل فينشر بالمنشار نصفين ما بين جلده وعظمه لا يرده ذلك عن دينه، فوالله ليتمن الله هذا الأمر. .. فدل هذا على أن الصبر واجب في جميع الحالات.


قال صلى عليه وسلم ( لا تتمنوا لقاء العدو ، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا ولا تفروا ، فإن الله مع الصابرين).. وكذلك الصبر على الأذى في موطن يعقبه النصر.
يتبع
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15-10-2009, 11:12 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: الحديث التاسع عشر/ شرح الأربعين النووية

"وَاعْلَمْ أَن الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ"لو تأملنا هذه البلاغة النبوية لوجدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قرن الفرج مع الكرب والنصر مع الصبرا، فمن يريد النصر فهو مع الصبر، ومن يريد الفرج فهو مع الكرب، فلا يمكن أن نحصل على الفرج دون أن يأتي الكرب، فالكرب إذا حصل فصبرنا، فإن الفرج آت لا محالة.ولو نظرنا لواقع الناس لرأينا أنهم يطلبون دائما النصر والفرج والخير كله بلا كرب ولا متاعب ولكن الحبيب المصطفى قرنهما فمن أراد النصر عليه الصبر ومن أراد الفرج فهو مع الكرب.


والكرب هو شدة البلاء ، والضيق الذي يحصلللإنسان سواء كان في نفسه أو في ماله أو في آله . فإذا اشتد البلاء أعقبه الله تعالى الفرج كما قيل :


اشـتدي أزمة تنفرجي .......... قد آذن ليلك بالبلج


والفرج انكشاف الشدة والكرب، فكلما اكتربت الأمور فإن الفرج قريب، وهذا فيه الأمر بالصبر لأن الله عزّ وجل يقول في كتابه: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوء)(النمل: الآية62) فكل يسر بعد عسر بل إن العسر محفوف بيسرين، يسر سابق ويسر لاحق قال الله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) [الشرح:5-6] ، قال ابن عباس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال"لَن يَغلُبَ عسرٌ يُسرَين" .


وذلك أن الله تعالى ذكر العسر مرتين وذكر اليسر مرتين ،


من سنن الله الكونية التقابل بين الشدة والرخاء ,الحياة لا تكون على صفة واحدة إذن لا تأتي شدة إلا ويأتيمعها فرج لا تأتي مشكلة إلا ويأتي لها حل لا يأتي عسر إلا وله يسر.
س" متى تكون هذه السنةالكونية؟
عندما يكون العبد مع اللهسبحانه وتعالي, إن أصابه عسر فله بعده يسران إن أصابه شدة وكرب فله بعده فرج إن أصابه انهزام فله بعده نصر فلنكن مع الله بخط واحد, ولوكان الفردكذلك ولو كان المجتمع كذلك ولو كانت الأمة كذلك لن تتخلف هذه السنة الكونية .
س" ماهي أهمالعوامل للوصول إلي النصر ؟
الصبر, لأن النصر مع الصبر, ومفهوم النصر مفهوم عام النصرعلى المعاصي على الشهوات على الشبهات على ألأعداء النصر على الشيطان, نصرالأمة على أعدائها نصر المسلمين على غير المسلمين لا يكون إلا بالتعامل مع الله ثمبالصبر لذلك النتيجة من هذا لا يصيبنا يأس ولا قنوط ونبقي دائما متفائلين مستبشرينما دمنا مع الله سبحانه وتعالي فلا يأس لا قنوط من رحمة الله, وقد يتأخر النصر ففي هذه الحالة يرجع العبد الى نفسه ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْأَيْدِيكُمْ﴾(الشورى ,يرجع إلي ذنوب ويحاسب نفسه.



من فوائد الحديث :


في هذا الحديث نجد فوائد للمربينوالمعلمين مما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم فيقواعد ووسائل التربية.


1- اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بتوجيه الأمة، وتنشئة الجيل المؤمن المثالي.


2- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على غرس العقيدة في النفوس المؤمنة ، وأولى اهتماما خاصا للشباب.


3- استغلال الفرصفالنبي صلي الله عليه وسلم أردف بن عمه عبد الله بن عباسرضي الله عنهما على دابته فالنبي صلي الله عليه استغل هذه الفرصة مع هذاالغلام وأعطاه توجيها له وللأمة من بعده إلي يوم القيامة


4- ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم لمن هو دونه حيث قال: "يَا غُلام إني أُعَلِمُكَ كَلِماتٍ".


5- أنه ينبغي لمن ألقي كلاماً ذا أهمية أن يقدم له ما يوجب لفت الانتباه، حيث قال: "يَا غُلاَمُ إني أُعَلِمُكَ كَلِماتٍ". فعلى المعلمين والمعلمات والمربين أن ينتقوا الألفاظ المحببة للطلابوالطالبات ، واستخدام الأسلوب ألتشويقي.كما علمنا الحبيب المصطفى في هذا الحديث .


6- أن من حفظ الله حفظه الله لقوله: "احفَظ الله يَحفَظكَ". من حفظ الله تعالى كان معه، يعينه وينصره، ويحميه ويؤيده، ويوفقه ويسدده ويهديه ويدله على مافيه الخير ويمنع عنه الشر.


7- أن من أضاع الله - أي أضاع دين الله - فإن الله يضيعه ولا يحفظه،قال تعالى: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (الحشر: 19)


8- التوجه إلى الله تعالى وحده بالدعاء والسؤال والأستعانة أي أن الإنسان إذا احتاج إلى معونة فليستعن بالله، ولكن لا مانع أن يستعين بغير الله ممن يمكنه أن يعينه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وتُعينَ الرجُلَ في دَابَّتِهِ فَتَحمِلَهُ عَليها أَو تَرْفَعَ لَهُ عَليها مَتَاعَهُ صَدَقَة".


9- من كمال التوحيد ترك سؤال الناس، وأن يطلب المسلم من الله وحده في كل شأن من الشؤون، لأنه سبحانه هو الذي طلب من عباده أن يسألوه، قال تعالى:{وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} [ النساء: 32].


وروى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سَلُوا الله من فضله، فإن الله يُحبُّ أن يُسأل". وهو سبحانه الذي لا يمل سؤالاً ولا طلباً، لأن خزائنه ملأى لا تنفذ: {مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [ النحل:96].


10- أن الأمة لن تستطيع أن تنفع أحداً إلا إذا كان الله قد كتبه له، ولن يستطيعوا أن يضروا أحداً إلا أن يكون الله تعالى قد كتب ذلك عليه لقوله صلى الله عليه وسلم "وَاعْلَم أَنَّ الأُمّة لو اجْتَمَعَت عَلَى أن يَنفَعُوكَ بِشيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ لَك"فمن كان على حق ودعا إليه، أو أمر بالمعروف، أو نهى عن المنكر، فإنه لا يضره كيد الظالمين ولا مكر أعداء الله المبطلين. فعلى المرء أن يكون معلقاً رجاءه بالله عزّ وجل وأن لايلتفت إلى المخلوقين، فإن المخلوقين لا يملكون له ضراً ولا نفعاً.


11- كل شيء مكتوب منتهٍ منه، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عزّ وجل كتب مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة..


12- أن الإنسان إذا تعرف إلى الله عزّ وجل بطاعته في الصحة والرخاء عرفه الله تعالى في حال الشدة فلطف به وأعانه وأزال شدته.


13- أن الإنسان إذا كان قد كتب الله عليه شيئاً فإنه لا يخطئه، وأن الله عزّ وجل إذا لم يكتب عليه شيئاً فإنه لا يصيبه.لقوله صلى الله عليه وسلم ."وَاعْلَم أَنَّ مَا أَخطَأَكَ لَمْ يَكُن ليُصيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَم يَكُن ليُخطِئُكَ"


14في الحديث البشارة العظيمة للصابرين، وأن النصر مقارن للصبر. - النصر مع الصبر {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}.


15- فيه البشارة بأن تفريج الكربات وإزالة الشدائد مقرون بالكرب.


16- أن الإنسان إذا أصابه العسر فلينتظر اليسر، وقد ذكر الله تعالى ذلك في القرآن الكريم، فقال تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) [الشرح:5-6] .


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


إن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وإن أصبت فمن فضل الله وحده



اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.



سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لااله الا أنت نستغفرك ونتوب اليك
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 135.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 132.43 كيلو بايت... تم توفير 2.83 كيلو بايت...بمعدل (2.09%)]