|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
لا تدعوا مع الله أحداً ...
لا تدعوا مع الله أحداً ... وفي أن أي وليّ من أولياء الله ، لا يضر ولا ينفع إلاَّ بعناية من الله وتوفيق من الله ، وإذنٍ من الله ، وتسديد منه سبحانه ، وأنه لا يجوز أن ندعو مخلوقاً من دون الله ولا أن نناديه ولا أن نناجيه ، قوله تبارك وتعالى : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا . وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا . قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا . قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا }(1) . وواضح معنى الآية الأخيرة ، قل يا محمّـد ، أنك لا تملك لهم ضَرّاً ولا نفعاً ، فالله سبحانه هو المالك لك ولهم ، بيده ناصيتك ونواصيهم . وكذلك في وجـوب أن لا يُدْعَى مخلوق من دون الله ، قوله تبارك وتعالى : { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ . إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }(2) . والتوجّه بالدعاء لعباد الله ، أو طلب النجدة ، أو المساعدة منهم ، أو قضاء الحاجات ، نجده أكثر ما يكون عند اليهود والنصارى ، ناهيك عن أصحاب الديانات الوثنية في أقطار الأرض . وللأسف أيضاً ، نجده عند كثرة من عوام المسلمين ، حيث يقدّمون على ذلك ـ على إمكانية أن يستجيب المخلوق الوليّ ، لـمن يدعوه ـ أدلة ً ، فيها من ابتلاء الله لهم ولسمّاعهم العجب العجاب . فكلما دعا داع عبداً من عباد الله ، نبيّاً كان أو إماماً أو وليّاً ، وأجيبت حاجته كان الله سبحانه وتبارك وتعالى ، هو المجيب وليس عبـده الصـالح . ويفسّـر هذه الأمـور بجلاء ، هـذه الواقعـة التي يقبـل معانيها القرآن الكريم ، إذ نحن ملزمون ، بعرض كل حديث على القرآن الكريم للتأكد من سلامته : عندما صنع السامريّ عجلاً لبني إسرائيل ، سجد له الفريق الذي طلب إلـهاً مجسّماً يعبده ، وتردّد آخرون ، فأخذ العجل يخور ، فحسم المتردّدون أمرهم وسجدوا مع الساجدين . وكان أن رجع موسى من ميعاده مع ربّه تبارك وتعالى ، ونسف العجل في البحر ، وابلغ أمر الله سبحانه بأن يقتلوا أنفسهم تكفيراً عـمّا وقعوا فيه . وبعد أن هدأ غضبه ، أخذ يفكر في الأمر من بدايته ، حتى وصل إلى أن العجل كان يخور ، فمن أين الخوار ؟! وسأل ربّه تبارك وتعالى قائلاً : يا ربِّي أما العجل ، فصنعة السامريّ وساعده بنو إسرائيل ، وأما الخوار فممن وهو الأمر الذي فتنهم أيما فتنة ؟ قال له تعالى : منِّي يا موسى لأزيد في فتنتهم وإضلالهم ، بعد الذي أبديت لهم من نعمي ورحمتي وآياتي ، فأبوا إلاَّ أن يعبدوا إلـهاً مزعوماً غيري . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة الجن ، الآيات ( 18 ـ 21 ) . (2) سورة فاطر ، الآيات ( 13 ـ 14 ) . فإذا كان بنو إسرائيل ، في ذاك الزمن ، قادهم خيالهم الفاسد ، إلى صناعة عجل معدني ، نصبوه وعبدوه ، فإن هذا الخيال بعينه ، ما زال موجوداً في هذا الزمان ، وإنما بشكل متطور ، تطورت معه كذلك نسبة الكفر ، والإقبال على ما هو مادي ومجسّم . لكأن أكثر الناس في التاريخ ، يرتـاحون إلى الكساح ، ويفضلونه على التحليق وبذل الجهد فيه ، لمعرفة الحق الأزليّ الأبدي . لذلك نجد أكثر الناس من أصحاب الـملل ، استبدلوا تماثيل بشرية ، بتلك الحيوانية . والذين ترقوا في كفرهم أكثر فأكثر ، استعاضوا عن التماثيل الحيوانية والبشرية ، بأولياء لله يعبدونهم أحياءً أو أمواتاً . ومن هنا قوله فيهم عزّ شأنه : { أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا }(1) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة الكهف ، الآية 102 . وغاية الأمر أن يكون الله من وراء القصد في أتباعهم أولياء الله ، بأن لا ينسى المتولي لعبد من عباد الله ، نبيّاً كان أو وليّاً أو إماماً ، أو عبداً صالحاً ، أو أحد والديه أو كليهما ، أنه إنما يتولّى عبد الله هذا ، لأنه منيب إلى الله ، داع إليه سبحانه . فإذا كان نبياً فلأنه يدعو إلى الله الذي لا إلـه إلاَّ هو الواحد الأحد ، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، وإن كان إماماً وصيّاً أو وليّاً فالأمر كذلك . يضاف إلى ذلك وجوب الحذر الشديد من الشرك الخفيّ . ويكون ذلك بأن يتذكر الإنسان دائماً أن الله سبحانه هو الحيّ القيوم ، السميع البصير ، وهو وَحْدَهُ على كل شيء قدير : قوله تعالى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }(1) . وقوله عزّ شأنه : { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا }(2). وبعد ، أفلا يستحي المخلوق أن يدعو غير الله ، والله أقرب إليه من حبل وريده ، أقرب إليه من دمه الجاري في أعراقه ، افلا يخجل الإنسان أن يكون الله ربّه العظيم أقرب ما يكون إليه ، ثم يصيح ويستنجد بعبد من عباد الله ، حيّاً كان أو ميتاً ، سامعاً أو غير سامع كأن يقول يا فلان أدركنا ، ويا تمثال أرزقنا ، أو يا وليّ أو يا نبيّ أو يا شفيع انصرنا واكفنا . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة ق ، الآية 16 . (2) سورة المجادلة ، الآية 7 .
__________________
سماحة العلامة الشيخ عبد الكريم آل شمس الدين لبنان - جبل عامل - عربصاليم |
#2
|
||||
|
||||
*** لا اله الا الله محمد رسول الله ***
[( جزااك الله خيراا ووفقك لعمل الخير سلمت يداك )] |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل يعلم أحداً منكم أين ولد المجاهد السوري عز الدين القسام؟؟ | fatinn | ملتقى أعلام وشخصيات | 2 | 09-03-2012 12:24 PM |
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |