(اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )
أخواتى و اخوانى فى الله أردت أن أروى لكم قصة حقيقية سمعتها من أحد الدعاة الى الله:
*فى زمن مضى كان هناك ملك من الملوك .خرج ذات يوم مع حاشيته و جنوده و طبيبه الى مجاهل افريقية. ومرض هذا الملك ذات يوم. و اصيب بمرض فى اصبعه. و ما كان من الطبيب الا أن أمر بقطع اصبعه. و عندما أفاق الملك و رأى ما حدث باصبعه أمر بسجن الطبيب. لم يحزن الطبيب لأنه كان يعلم أن ما يصيبه من محن أو مصائب أو ابتلاء فهو قضاء الله و لابد الصبر عليه لأنه هو الخير له. و ذات يوم ذهب الملك للصيد فأسره أشخاص من المجاهل الافريقية من آكلى لحوم البشر. و أشعلوا النيران بالفعل و بدأوا بتجهيز الوليمة. و فى اللحظة الأخيرة قبل تقطيعه اربا رأوا اصبعه المقطوع . لذا فروا جميعا و لم يكملوا تلك الطقوس و كان السبب هو أنهم يعتقدوا أن الاصبع المقطوع يجلب عليهم اللعنة. و هكذا فر الملك و عاد الى مخيمه سالما. و أراد الملك أن يخرج طبيبه من السجن لأنه لولا قطع اصبعه لكان فى عداد الأموات. و بعدها روى الملك لطبيبه ما حدث معه وقال للطبيب علمت أنك كنت تحمد الله كثيرا فى سجنك فعلام ذلك. فقال الطبيب للملك:أنا أؤمن أن ما يصيبنى الله به هو الخير دائما . فأنت يا مليكى تعلم كم أحبك و كم أنا مخلص لك حتى لو دخلت جحر ضب لدخلت وراءك. فلو أنك لم تسجننى بعد أن قطعت اصبعك لكنت معك حينما أسرك آكلى لحوم البشر و لكانوا تركوك تذهب حتى لاتحل عليهم اللعنة بسبب اصبعك المقطوع و لكانوا قطعونى أنا اربا . فرأيت كيف أن السجن أفضل من التقطيع اربا. فتعلم الملك حينها أن كل ما يصيب المؤمن خير فاذا أصابته ضراء صبر فكان خيرا له و اذا أصابته سراء شكر فكان خيرا له.
*و هكذا اخوانى أريدكم أن تصبروا و تشكروا فان هذا هو سلوك المؤمن بحق. و لو تعلمون أن أمر الله نافذ نافذ فاذا صبرتم نلتم الثواب و أمر الله نافذ و اذا قنطتم من رحمة الله نلتم السيئات و أمر الله نافذ أيضا . فانظروا ماذا تفعلون.
*أخوانى لو أن هناك أستاذ فى الجامعة و أراد أن يقيم تلاميذه كل حسب مستواه العلمى (و هو قد درسهم لمدة عام كامل و يعرف مستوى كل واحد منهم بدقة)أيستطيع أن يضع درجات لهم تقيم مستواهم بدون عمل امتحان؟ نعم يستطيع ذلك لكن سيأتى اليه طالب من الطلاب و سيقول له: انك ظلمتنى فلو كنت عملت لنا امتحان لكنت أخذت الدرجة النهائية. ثم يقوم الأستاذ بعمل امتحان للتلاميذ و يأخذون نفس الدرجات التى كان الأستاذ قد وضعها لهم من قبل و هكذا يأتى نفس التلميذ للأستاذ و يقول الأستاذ له أرأيت أنا لم أظلمك اقرأ اجابتك بنفسك. و لله المثل الأعلى فانه يبتلى عباده بالفتن (و أصل كلمة فتن فى اللغة هو ادخال المعادن فى النار لتمييز المعادن النقية عن المعادن التى بها شوائب) و هكذا يريد الله معرفة الصالحين من عباده و يوم القيامة سيقف كل واحد منا أمام الله عزوجل و سيقرأ كل واحد منا كتابه و الدليل على ايمانه . قال تعالى( افرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) صدق الله العظيم