|
|||||||
| الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
تحريم تشبيه الله تبارك وتعالى بخلقه وضرب الأمثال له فواز بن علي بن عباس السليماني قال الله تعالى: ﴿ فَلَا تَضْرِبُوا للهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل:74]. قال الإمام الطبري في «تفسيره» (7/621): أي: فلا تمثلوا لله الأمثال، ولا تشبِّهوا له الأشباه؛ فإنه لا مثل له ولا شبه؛ اهـ. وقال الله تعالى: ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم:65]؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: هل تعلم للرب مثلًا أو شبيهًا؛ تقدَّم تخريجه؛ اهـ. وقال أبو الحسن الأشعري في «رسالة إلى أهل الثغر» (ص210): الإجماع الثاني: وأجمعوا على أنه ﻷ غير مِشْبِه لشيء من العالم، وقد نبَّه الله تعالى على ذلك بقوله: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى:11]، ويقول تعالى: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾[الإخلاص:4]. وإنما كان ذلك كذلك؛ لأنه تعالى لو كان شبيهًا لشيء من خلقه، لاقتضى من الحدث والحاجة إلى مُحدث له، ما اقتضاه ذلك الذي أشبهه، أو اقتضى ذلك قِدَم ما أشبهه من خلقه، وقد قامت الأدلة على حَدَثِ جميع الخلق، واستحالة قِدَمِه على ما بيَّناه آنفًا، وليس كونه تعالى غير مشبِه للخلق ينفي وجوده؛ لأن طريق إثباته كونه تعالى على ما اقتضته العقول من دلالة أفعاله عليه دون مشاهدته؛ اهـ. وقال شيخ الإسلام في «بيان تلبيس الجهمية» (1/558): وأما التمثيل، فقد نطق الكتاب بنفيه عن الله في غير موضع؛ كقوله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى:11]. وقوله: ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم:65]. وقوله: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص:4]. وقوله: ﴿ فَلَا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة:22]. وقوله: ﴿ فَلَا تَضْرِبُوا للهِ الْأَمْثَالَ ﴾ [النحل:74]؛ اهـ. وفي «الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد» (ص147): وهؤلاء ـ أي: المشبهة ـ شبَّهوا الله بخلقه، وجعلوا صفاته من جنس صفات المخلوقين، ولذلك سُمُّوا بالمشبهة، ولأنهم غلوا في إثبات الصفات، حتى أدخلوا في ذلك ما نفاه الله ورسوله مما لا يليق به سبحانه من صفات النقص، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا. وقد نفى الله في كتابه مشابهته لخلقه، ونهى عن ضرب الأمثال له، فقال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى:11]، ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾ [مريم:65]،﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص:4]، ﴿ فَلَا تَضْرِبُوا لِله الْأَمْثَالَ ﴾ [النحل:74]، فمن شبَّه صفات الله بصفات خلقه، لم يكن عابدًا لله في الحقيقة، وإنما يعبد وثنًا صوَّرَه له خيالُه، ونَحَتَه له فكرُه، فهو من عُبَّاد الأوثان، لا من عُبَّاد الرحمن؛ قال العلامة ابن القيم:ـ في «النونية» ـ (ص202): لسنا نُشبِّه وصفه بصفاتنا ![]() إن المشبه عابد الأوثان ![]() ![]() ![]() ومن شبه صفات الله بصفات خلقه؛ فهو مشابه للنصارى الذين يعبدون المسيح ابن مريم. قال العلامة ابن القيمـ في «النونية»ـ (ص202): من مثَّل الله العظيم بخلقه ![]() فهو النسيب لمشركٍ نصراني ![]() ![]() ![]() وقال نعيم بن حماد ـ شيخ البخاري رحمهما الله ـ: من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن نفى ما وصف به نفسَه أو وصفَه به رسولُه، فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه أو وصفَه به رسوله تشبيهٌ؛ اهـ بتصرف. وقال العلامة العثيمين في «القول المفيد» (2/122): كل ما وصف الله به نفسَه، فهو حق على حقيقته، لكن ينزَّه عن التمثيل والتكييف، أما التمثيل، فلقوله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾[الشورى:11]، وقوله: ﴿ فَلَا تَضْرِبُوا للهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل:74]؛ اهـ.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |