|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الدرس الثالث والعشرون: لماذا نكره الموت عفان بن الشيخ صديق السرگتي الحياة فرصة لا تعوض يُبنى عليها حياة أبدية: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ، فَكُلُّنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ، قَالَ: لَيْسَ كَذَلِكِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ، أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ فَأَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللهِ وَسَخَطِهِ، كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ[1]. الحديث دقيق، الإنسان ما دام حيًّا، قلبه ينبض، يكره الموت؛ لأن الله عز وجل ركَّب في أعماقنا حبَّ الحياة، هذا كلام حقيقي، وواقعي، ما من واحد على وجه الأرض يتمنَّى الموت إلا أن المؤمن يكره الموت، ويحب الحياة، ليزداد عمله الصالح، الحياة فرصة لا تعوَّض، هذه الفرصة سوف يُبنى عليها حياة أبدية، سيُبنى على هذه الحياة المحدودة، الأيام المعدودة حياةً أبدية. طالب الحقيقة لا يداري ولا يماري: فلما قال: (مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ، اللهِ أَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ، فَكُلُّنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ). أول ملاحظة: طالب الحقيقة صريح، طالب الحقيقة لا يداري ولا يماري، ولو كان مع رسول الله السيدة عائشة مع رسول الله. الصادق يسأل ويناقش ويرفض المجاملة والمحاباة: أنا قصدتُ من هنا: الصادق يسأل، والصادق يناقش، والصادق واقعي، والصادق لا يقبل شيئًا ما قبله طالبُ حقيقة، القضية ليست قضية تجمع مصلحي، مجاملة، المصالح محققة في هذا التجمع، يتكلم كما يريد، ونحن نُرضيه، أمورنا ميسرة، لا، هذا كلام مرفوض. عمل المؤمن الطيب يجعله يحب لقاء الله عز وجل: أقول لكم هذا الكلام: سمعت عن بعض الصالحات والصالحين وهم على فراش الموت، قال لها ابنها: شفاك الله لنا، قالت له: يكفي هذا، لا أريد الدنيا، مللتُ منها، أريد الله، هذا شيء ثابت، فالإنسان إذا كان عمله طيبًا مستقيمًا، تَمنَّى لقاء الله عز وجل. عمله الطيب جعله يحب لقاء الله عز وجل، هذه هي النقطة أن يكون لك عمل: لو قيل لك: تعالَ معنا، أهلًا وسهلًا، أنا منتظر هذه الساعة، فالمقياس ليس أثناء الحياة تحب الموت، لا، هذا الكلام ليس واقعيًّا، الشيء الواقعي أن كلَّ واحد منا يحب الحياة، بل إن المؤمن يحب الحياة أضعاف ما يُحبها غير المؤمن، لماذا؟ لأن الله عز وجل أقامه بعمل صالح، والعمل يزداد، في تقدم، فكل إنسان يحب الحياة، وهذا الشيء الواقعي، لكن وهو على فراش الموت، وهو في النزع الأخير، رأى مقامه في الجنة، فقال: مرحبًا بلقاء الله. المؤمن يرحِّب بلقاء الله عز وجل عندما يشعر أن الموت قريب: لذلك: اقرؤوا سِيَر الصحابة وانظروا، القاسم المشترك عند كل الصحابة أن كلَّ واحد منهم كان في أسعد لحظات حياته ساعة لقاء الله، ما هذا؟ واكربتاه يا أبتِ؟ ما هذا الكلام؟ قال لها: لا كرب على أبيك بعد اليوم، غدًا نلقى الأحبة محمدًا وصحْبه. الإنسان أحيانًا يوهِمه الله أن أجله انتهى، ويكون ذلك اختبارًا وتربية، وتكون الحقيقة أنَّه سيعيش ثلاثين سنة أخرى، لكن يُلقي في رُوعه أن عمره انتهى يصير خطأً في التشخيص، مرض عادي، لكن أخذ نتيجة غيره، فيشعره أن الأجل انتهى، ما ردَّ الفعل عند المؤمن؟ المؤمن يرحب بلقاء الله عز وجل. المعاصي والآثام تجعل الإنسان يكره لقاء الله عز وجل: بالمقابل: إذا كانت حياة الإنسان معاصيَ، وآثامًا، ومالًا حرامًا، وفسقًا، وفجورًا، وجاء ملك الموت يكره لقاء الله. الحالة واضحة، إنسان أحبَّ لقاء الله، وهو على فراش الموت، رأى مقامه في الجنة، بشِّر بالجنة، فأحبَّ لقاء الله، وإنسان آخر عمله سيئ، عندما عرَف مكانه في النار، صرخ خوفًا وذعرًا، فالكافر وهو على فراش الموت حينما يرى مكانه في النار، يصيح صيحة لو سمعها أهل الأرض لصُعِقوا. الإنسان يكره لقاء الله بسبب المعاصي والآثام، ويحب لقاء الله بسبب الأعمال الصالحة: قال: (إذا أحبَّ لقائي أحببت لقاءه، وإذا كرِه لقائي كرهت لقاءه)[2]. والحقيقة الإنسان يَكره لقاء الله بسبب المعاصي والآثام، ويحب لقاء الله بسبب الأعمال الصالحة والطاعات. ملخص الدرس: اعمل عملًا إذا جاء ملك الموت تُحب لقاء الله به، وإياك من عملٍ إذا جاء ملك الموت تَكره لقاء الله به. [1] رواه مسلم. [2] أخرجه البخاري ومسلم والنسائي ومالك في الموطأ عن أبي هريرة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |