|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
هل هذا شذوذ أو ازدواج في التوجه؟
هل هذا شذوذ أو ازدواج في التوجه؟ أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: فتاة في منتصف العشرينيات، بلغت في سن متأخرة، بسبب مرض عضوي، وقد تعرضت لحوادث تحرُّش من الفتيات؛ ما جعلها تنجذب للفتيات بصورة أكبر من الشباب، وهي تسأل: هل هذا شذوذ أو ازدواج في التوجه؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم. أنا فتاة في منتصف عشرينيات العمر، وقد بلغتُ الحُلُم في سن متأخرة في الـ١٧ من عمري؛ وذلك بسبب مرض عضوي يؤثر على النمو والوزن، طوال سنين المدرسة كنت أشعر بالاختلاف عن الفتيات، وكنت وحيدة، وأشعر بحالةٍ من الاسترجال داخل نفسي، تحسَّن الوضع في الجامعة قليلًا، ولكني كنت أتعرض لملاطفات غير بريئة من إحدى الفتيات؛ ما خلق بداخلي حالة من التشوش في الميول، ودخلتُ في علاقات مع الشباب؛ كي أثبت لنفسي أني لست شاذة، ولكنها لم تكن تتعدى الصداقة، فأنا بالأساس لم أكن مُنجَذِبة لمن تعرفت عليهم، ولكني كنت أنجذب فقط جنسيًّا للفتيات، ووصل الأمر معي إلى أن قصصت شعري مثل الشباب، فبدأت الفتيات يلتَفِتْنَ إليَّ، وللأسف كنت أتعرض لمحاولات تحرش من الفتيات، وآخرها كانت في السنة الأخيرة؛ حيث حدث الأمر بطريقة خبيثة؛ إذ بدأت إحدى الفتيات حينما كنتُ متكئة على إحدى الطاولات بالوقوف خلفي، فأحسست بيديها تتحسسني من الخلف، ولكن لم يَرَها أحد، فخِفتُ أن أنهرها؛ فتتنبَّه الفتيات من حولي، فيُفتضح أمري، فسكت، شعرت بمزيج من الإذلال والعجز، والغريب في الأمر أنني أصبحت أُثار من الفتيات، وعندما أتذكر أحداث التحرش أشعر بالإثارة، وحتى عندما أشتهي الرجال، أسترجع ذكريات التحرش من الفتيات، وقد أمارس العادة، وأنا أتخيل الرجال، وقد عرفوا أنني تعرضت للتحرش من الفتيات؛ إذ تعجبني فكرة أنني ضحية تحرش، وأصبحت أنجذب للجنسين، وقد أنجذب بعض الأحيان للفتيات أكثر، علمًا بأنني قد أرى رجلًا، وأنجذب إليه، ولكن بمجرد أن أرى صورة له دون قميص، أتقزَّز من منظر جسده، وأشمئز من رؤية العضو الذكري، في حين أنني إذا نظرت إلى فتاة وانجذبت إليها، فقد أتخيلها عارية، ولا أشمئز من ذلك، سؤالي: هل أنا شاذة أم مزدوجة التوجه، مع افتراض عدم تعرضي للتحرش من الفتيات؟ ولأي درجة قد يكون التحرش ترك في ذاكرتي آثارًا؟ علمًا بأنني أراجع طبيبة نفسية لذلك، وما الحل في أمري؟ وقد أخبرت أختي بالأمر، وعما تعرضتُ له، وعن انجذابي للفتيات، فأخبرتني أن هذا شيء غير طبيعي، وأنا أعلم ذلك، ولكنه أصبح طبيعيًّا بالنسبة لي، فماذا أفعل؟ الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فاستشارتكِ لطبيبة نفسية يعني أنكِ في الطريق الصحيح، فأنتِ مدركة أن هناك خطبًا في سلوككِ، وأن ميولكِ غير سَوِيَّةٍ، وأنكِ تحتاجين إلى المساعدة والعلاج. السلوك والميل الجنسي الطبيعي معروف، ولا يوجد له إلا شكل واحد، يكون بين الذكر والأنثى، فأي ميول أخرى مثل: ميل الذكر للذكر، والأنثى للأنثى، فهذه ميول شاذة ورغبات شيطانية، وليست أمراضًا تُعفي صاحبها من المسؤولية، أو تسوِّغ له ما يفعل، أو تبرئ ساحته أمام المجتمع، ولا هي حُجَّة تُنجِّيه من غضب الله، فالله عز وجل أهلك قوم سيدنا لوط؛ لأنهم كانوا يأتون تلك الفاحشة، ويفعل الرجال بالرجال؛ ﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾ [الأعراف: 80، 81]، ونتيجةً لمعاندة قوم لوط له، وإصرارهم على الفواحش التي يرتكبونها؛ أنزل الله تعالى عليهم عقابًا شديدًا عظيمًا من جنس ذنبهم العظيم الذي كانوا عليه، فأرسل الله تعالى عليهم صَيحةً قلبت القرية، وجعلت عاليها أسفلها، وأمطرت السماء عليهم حجارةً من سجيل فهلكوا؛ كما قال الله تعالى في عقوبتهم: ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ﴾ [الحجر: 73، 74]. إذًا فالميول الجنسية الشاذة هي رغبات نفسية تالفة وفطرة فاسدة، يؤدي التعود الدور الأكبر فيها، فمن عوَّد نفسه على العادة السرية، فلن يجد اللذة التي يتوقعها في معاشرته لزوجته، وكذلك حال المرأة التي تمارس العادة، فلن يُشبعَها زوجها. ومن يُطْلِقِ النظر للنساء ويَرَ الأفلام الإباحية، فلن يمتعه النظر إلى زوجته، هكذا الحرام يحرم صاحبه من لذة الحلال، فجزاء السيئة سيئةٌ مثلها. الإنسان سواء كان ذكرًا أو أنثى قد يجد اللذة والمتعة الجنسية بأكثر من طريقة، وهذا ليس علامة على الشذوذ المرضي، فهو يبحث عن اللذة في طريقها الطبيعي، فإن لم يتيسر له الزواج، فلربما لجأ إلى طريق آخر، الإنسان الشاذ فعليًّا هو من بدأ حياته الجنسية كما تقتضي الطبيعة فتزوج، ولكنه أعرض عن هذا الحلال الطيب، وترك الممارسة الطبيعية، وهجرها إلى ممارسات شاذة أخرى بعد ذلك، أما من يأتي بعض الممارسات الشاذة كالعادة السرية، فليس بالضرورة أن يكون شاذًّا، وغالبًا يمارس حياته الجنسية بشكل طبيعي عندما يتزوج، وربما ترك العادة القبيحة وربما بقيت معه. واضح تمامًا من رسالتكِ أنكِ بعيدة إلى حدٍّ كبير عن الالتزام، والعبادة والطاعة، فأنتِ تذكرين أنكِ دخلتِ في علاقات مع الشباب، تقولين علاقات وليست علاقة، وأن الفتيات التفتن إليكِ عندما قصرتِ شعركِ؛ أي: إنكِ لا ترتدين الحجاب، كما أنكِ تشاهدين صورًا عارية تمامًا للرجال والنساء، فتتقززين من منظر الرجال العراة، وتنجذبين لصور النساء العاريات. كما يبدو واضحًا أن شعوركِ بالاسترجال عائد إلى تأخر بلوغكِ، وظهور علامات الأنوثة عليكِ متأخرة، ردة فعلٍ مفهومة للغاية، الأنوثة لم تأتِ، حسنًا إذًا فهي الرجولة، ولكن ها هي الأنوثة ظهرت أخيرًا، ولكن بعد أن تشوَّشت أفكاركِ، ووجد الشيطان في قلبكِ مدخلًا، فولج منه، فلم يجد قلبكِ محصنًا بالتقوى ولا الخشية من الله، وكان من الطبيعي أن تنسَي تلك الفكرة مع مرور الوقت، ولكن ضعف الإيمان واستسلامكِ لوساوس الشيطان حاد بكِ عن جادة الطريق. وكونكِ تشعرين باستثارة من تحرش الفتيات بكِ، فهذا لأنهن حركوا الغرائز الجنسية في قلبكِ، في حين أنكِ افتقدتِ هذا في علاقاتكِ مع الشباب، فمن رسالتكِ واضحٌ أن علاقاتكِ مع الشباب لم تتجاوز الصداقة، مع تحفظنا على مصطلح الصداقة بين الرجل والمرأة، فليس هناك ما يسمى بالصداقة بين الجنسين، والرجل دائمًا ينظر للفتاة نظرة جنسية بالفطرة. والحمد لله أن نجاكِ من هذه العلاقات، ولم تتطور إلى ما لا يُحمَد عقباه، وخاصة أن قلبكِ خالٍ، والأفكار الجنسية مسيطرة على عقلكِ وحياتكِ بلا وازع ديني يكبح جماحكِ ويهذب سلوككِ. وهذه نعمة من الله، ولكن أخشى أن يكون رد فعلكِ عليها غيرُ سَوِيٍّ، فتظنين أن الشباب غير مهتم بكِ، ولا راغب فيكِ، ويقودكِ شيطانكِ لتفسير هذا بأن ميولكِ للفتيات هو السبب، وهو الذي جعلكِ تتحفظين في علاقتكِ معهم، فلم تتطور كما كنتِ تريدين في البداية، مع أن السبب الحقيقي قد يكون رحمة من الله بكِ. عزيزتي، احفظي قلبكِ لمن كتبه لكِ ربكِ، وصوني نفسكِ وعقلكِ وعفتكِ، الطريق والله يسير، ولكن الإنسان هو من يصعِّب على نفسه طريق النجاة. اجلسي مع نفسكِ وفكري: 1- هل أنتِ مداومة على الصلاة في أوقاتها؟ 2- كم تحفظين من كتاب الله؟ 3- هل أنت ملتزمة بالحجاب؟ 4- هل تقرئين الأذكار في الصباح والمساء؟ 5- هل تغضِّين بصركِ عن النظر للحرام؟ 6- هل صحبتكِ صالحة، يذكرونكِ بالصلاة والعبادات، ويدعونكِ للطاعات؟ 7- ما مقدار علمكِ الشرعي؟ هل سمعتِ أو قرأتِ شيئًا في العقيدة، أو السيرة، أو الفقه، أو كتب تزكية النفس؟ 8- هل عندكِ وقت فراغ كبير تقضينه مع تلك الأفكار الشيطانية والخيالات المريضة، أو أن وقتكِ مشغول بالدارسة والطاعات؟ هذه أسئلة للتفكير، فكري فيها جيدًا لتعرفي حقيقة مشكلتكِ. إذا أردتِ علاجًا شافيًا لحالتكِ، فاذهبي إلى الله عز وجل نادمة تائبة معترفة بذنوبكِ، وعازمة على أن تهجريها، فمن دون الفهم الحقيقي لسبب مشكلتكِ لن تجدي الحل، ولن ينفعكِ كثيرًا العلاج النفسي، هذه المُعالجة النفسية سوف تساعدكِ إن أنتِ قررتِ مساعدة نفسكِ. يسَّر الله لكِ الخير حيث كان، وهداكِ إلى طريق الإيمان، وأذهب عنكِ كيد الشيطان.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |