أثر الزكاة في العلاقات الإنسانية وتحقيق السلم المجتمعي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13219 - عددالزوار : 350738 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 257 - عددالزوار : 47590 )           »          قيمة إسلامية حثَّ عليها القرآن الكريم والسُنَّة النبوية – الجودة الشاملة في مؤسساتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 151 )           »          التداوي من السحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 171 )           »          حكم المرابحة للآمر بالشراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 159 )           »          الوجيز في أحكام التداولات المالية المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 404 )           »          حكم الغرر في عقود التبرعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 169 )           »          الفرق بين الرجل والمرأة في التلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 124 )           »          أخطاء في التحليل والتحريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 186 )           »          حكم الصلح على الدين ببعضه حالا (ضع وتعجل) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 206 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > استراحة الشفاء , قسم الأنشطة الرياضية والترفيه > استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات
التسجيل التعليمـــات التقويم

استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-07-2024, 07:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,401
الدولة : Egypt
افتراضي أثر الزكاة في العلاقات الإنسانية وتحقيق السلم المجتمعي

أثر الزكاة في العلاقات الإنسانية وتحقيق السلم المجتمعي



  • الإسلام بتشريعه الخالد يسعى لإيجاد مجتمع متكافل يعطف فيه الغنيُّ على الفقير ويحترم الغنيُّ الفقير
  • تزيد الزكاة من العلاقات الإنسانية السويَّة وترابُط المجتمع وإرساء علاقة الوُدِّ والصفاء والحُبِّ والإخاء بين أفراده
  • الزكاة وسيلة كبرى للتعاون والتراحم والتضامن بين الناس وبها تندفع آفات خطيرة عن المجتمع كالحسد والبغضاء
فُرِضَت الزكاة في الإسلام؛ لسد ثغرات المجتمع، ولتحصينه من العيلة والضياع، والمنتظر من حصيلتها أن تستر العوار، وأن تصون الوجوه من ذُلِّ الفقر؛ فالإسلام بتشريعه الخالد يسعى لإيجاد مجتمع متكافل، يعطف فيه الغنيُّ على الفقير، ويحترم الغنيُّ الفقيرَ، وتُبنى فيه العلاقات الإنسانية على أساس المودَّة والرحمة، لا وجود فيه للأمراض الفتَّاكة، كالحسد والبغض والكراهية؛ لأن كل واحد فيه أدَّى ما يجب عليه عن طواعية ورِضا نفس.
وتزيد الزكاة من العلاقات الإنسانية السويَّة؛ فهي من العوامل القويَّة في ترابُط المجتمع، وإرساء علاقة الوُدِّ والصفاء والحُبِّ والإخاء بين أفراد المجتمع؛ حيث تعمل على تصفية النفوس وتطهيرها وزَرْع المحبَّة بين الأفراد وغرس روح المودَّة بينهم، يقول -تعالى-: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (التوبة: 103).
دور الزكاة في تحقيق السلم المجتمعي
مما لا شك فيه ومن خلال ما قدمنا من حكمة مشروعية الزكاة ثبت لنا أن لفريضة الزكاة دورا عظيما في تحقيق الأمن الشامل والسلم المجتمعي، وأن لها آثارًا إيجابية كثيرة لتحقيق السلم المجتمعي، ومن تلك الآثار ما يلي:
أولا: فيها دفع لحاجة الفقراء
الزكاة فيها دفعٌ لحاجة الفقراء الذين يشكلون الطبقة الأعم في المجتمع، وعند أداء الزكاة لهم فإن فيها إزالة للأحقاد والضغائن التي تكون في صدور الفقراء والمعوزين؛ فإن الفقراء إذا رأوا تمتع الأغنياء بالأموال وعدم انتفاعهم بشيء منها، لا بقليل ولا بكثير، فربما يحملون عداوة وحقداً على الأغنياء؛ حيث لم يراعوا لهم حقوقاً، ولم يدفعوا لهم حاجة، فإذا صرف الأغنياء لهم شيئاً من أموالهم على رأس كل حول زالت هذه الأمور وحصلت المودة والوئام.
ثانياً: الزكاة فيها تنمية للأموال وزيادة بركتها
الزكاة فيها تنمية للأموال وتكثير لبركتها وتنمية الأموال، وغنى المجتمع سبب من أسباب استقراره، ومن ثم تحقيق السلم المجتمعي، كما جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ما نقصت صدقة من مال»، أي: إن أنقصت الصدقة المال عدديا فإنها لن تنقصه بركة وزيادة في المستقبل، بل يخلف الله بدلها ويبارك له في ماله.
ثالثاً: الزكاة لون من ألوان العبادة
الزّكاة لون من ألوان العبادات الّتي فرضها الله -تعالى- ورتَّب عليها آثارًا اجتماعية كبيرة، من عطف ورحمة ومحبّة ومودّة وإخاء وتعاوُن وتآلف بين أفراد المجتمع المسلم؛ فالمسلم وهو يُخرِج زكاة ماله طواعية، يشعر بأنّه يُسَاهم في بناء المجتمع، ويعمل على إسعاد أفراده؛ لأنّه ساهَم في ضمان عوامل استقراره، وأنّ هذا المجتمع يستفيد من وجوده.
رابعًا: الزكاة تخلص العبد من الشح
الزكاة سبب في تخليص العبد من داء الشح والبخل، فالشُّح والبخل مرضان مذمومان، إذا ابتلي بهما الإنسان، صار يسعى لحبّ التملك وحب الذات وحبّ البقاء والاستكثار، وهما أصل من أصول الخطايا والذنوب، ومتى نجا المرء منهما ووقي شّح نفسه وبخلها فقد استحق الفلاح: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الحشر: 9)، فيأتي الإسلام ليعالج ذلك كله علاجاً نفسياً بالترغيب والترهيب، حتى يتم له ما يريد، فيطلب من هذه النفس الشحيحة أن تجود بما هو حبيب إليها، عزيز عليها: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (آل عمران: 92).
خامسًا: الزكاة تطهر النفس من الأثرة والأنانية
الزكاة تطهر النفس من الأثرة والأنانية وهي أيضا من الأمراض التي ابتليت فيها المجتمعات، فلما كانت الأموال محبوبة عند الناس حبا جما، كانت الزكاة والصدقات والإنفاق في سبيل الله اختباراً حقيقيا للمؤمنين وتمحيصاً لهم وتخليصاً لهم من الأثرة والأنانية والتفكير في الذات؛ فجاء الأمر المباشر من الله للمؤمنين بالإنفاق في وجوه الخير: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} (الحديد: 7).
سادسًا: الزكاة تطهر النفس من عبودية المال
الزكاة تطهر النفس من عبودية المال وتقديسه، وحب المال وتقديسه سبب مهم من أسباب العدوان والكراهية والبغضاء وبالتالي فقدان مفهوم الأمن والسلم المجتمعي، وهو ما دعا على فاعله النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتعاسة والانتكاسة فقال: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ».
سابعًا: الزكاة تحلي النفس بالفضائل
تزكية النفوس من الرذائل وتحليها بالفضائل، الصدقة سبب عظيم لتطهير النفس من الرذائل وتنقيها من الآفات، وتحليتها بالأخلاق الطيبة الحميدة، قال -تعالى-: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (التوبة: 103)، قال السعدي: أي: تطهرهم من الذنوب والأخلاق الرذيلة، {وَتُزَكِّيهِمْ} أي: تنميهم، وتزيد في أخلاقهم الحسنة، وأعمالهم الصالحة، وتزيد في ثوابهم الدنيوي والأخروي، وتنمي أموالهم.
ثامنًا: توثيق معنى الأخوة بين المسلمين
توثيق معنى الأخوة بين المسلمين وبث روح الجماعة؛ فالزكاة جزء رئيس من حلقة التكافل الاجتماعي، التي تقوم على توفير ضروريات الحياة، من مأكل، وملبس ومسكن، وسداد الديون، وإيصال المنقطعين إلى بلادهم، وفك الرّقاب، ونحو ذلك من أوجه التكافل، التي قررها الإسلام، عَنْ أَبِي مُوسَى - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ.
وسيلة كبرى للتعاون والتراحم والتضامن
من هنا فإن الزكاة وسيلة كبرى للتعاون والتراحم والتضامن بين الناس، وبها تندفع آفات خطيرة عن المجتمع، كالحسد والبغضاء، مما يمكِّن المسلمين من التعاون على البر والتقوى، وتحقيق الغاية التي خلقوا لها وهي عبادة الله، فهذه الفوائد كلها في الزكاة تدل على أن الزكاة أمر ضروري لإصلاح الفرد والمجتمع، ووسيلة من وسائله الناجحة لتحقيق التّضامن الاجتماعي والتّكافل الإجباري بين أفراده، ورحمة من رحماته -تعالى- إلى عباده المؤمنين، فالمجتمع الّذي يقوم بأداء الزّكاة مجتمع يُبارِكُه الله -عزّ وجلّ- وتشملهم رحمته. قال -تعالى-: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة: 71)؛ ولأهميتها الكبيرة، وعد الله المؤدِّين لها بالفلاح والثواب الجزيل في الدنيا والآخرة، كما جاء في سورة المؤمنون والذاريات، وقد توعّد المانعين بأشدّ أنواع العقاب، كما جاء في سورة التوبة.


اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.77 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]