فقه الْحَج - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 125 )           »          لماذا سقطت.. الأندلس؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 126 )           »          العدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 145 )           »          من أساليب التربية في القرآن الكريم ، الحكمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 134 )           »          في الحاجة إلى تعليم التفكير الإبداعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 156 )           »          الدعاة ودورهم في النهوض ببيئة المجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 230 )           »          المصطلحات الدالة على الأقوال من حيث الاعتماد وعدمه(الشافعى) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 195 )           »          القرآن سكينة القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 210 )           »          الوصية بـ (أحسن إلى جارك تكن مؤمنا) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 219 )           »          منطق المستهزئين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 291 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-05-2024, 02:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,160
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فقه الْحَج

فقه الحج (2)

(صفة حج التمتع)

عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت

الخطبةالأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أعاذني الله وإياكم من النار.

عباد الله، رأينا في الخطبة الماضية: تعريف الحج، وحكمه وشروطه وأركانه، وخلصنا إلى أنه يجب المبادرة بالحج لمن توفرت فيه الشروط وانتفت الموانع، ورأينا أن غالبية الناس اليوم يدخلون بالعمرة أولًا، ثم يحلون منها، فيحرمون ثانية بالحج؛ لأنها صفة ميسرة، وترفع عنهم الكثير من الحرج، وتُسمى بحج التمتع، وهذه الصفة موضوع خطبتنا اليوم.

السؤال الخامس: ما صفة حج التمتع؟
إذا وصل الحاجُّ إلى الميقات المكاني اغتسل وتطَهَّر وتطيَّب على البدن دون اللباس- والتطيُّب للرجال دون النساء- ثم يلبس لباس الإحرام؛ وهو عبارة عن إزار ورداء، ويستحب أن يكونا أبيضين نظيفين، أما المرأة فتلبس لباسها المعتاد في غير زينة، وتتجنب لبس النقاب والقُفَّازين، وهذه الأمور متعذرة لمن قصد مكة مباشرةً عبر الطائرة، فيفعل هذا في بيته، ويلبس فوق الإحرام لباسه، فإذا حاذى الميقات (ولكل بلد ميقاته، ويحرم المغاربة من الجحفة، وتبعد عن مكة: 186 كلم) - وربابنة الطائرة يعلمونهم بذلك – فينزع الرجال ثيابهم إلا ثوب الإحرام، ويهلُّون بالعمرة. وإذا قاموا بزيارة المدينة أولًا؛ فإن الميقات المكاني هو أبيار علي (يبعد عن المدينة 13 كلم، وعن مكة 408 كلم) فيفعلون فيه ما سبق معنا.

ويصلي الحاجُّ ركعتي الوضوء أو بعد فريضة- إن حضرت- ثم يهلُّ بعدها بالعمرة قائلًا: "لبيك اللهم عمرةً"، ويسن للمريض والخائف من عدم إتمام حجه أن يشترط قائلًا: "اللهمَّ محلي حيث حبستني"، وفائدة هذا الاشتراط أنه ليس عليه شيء من ذبح وهدي إذا لم يتمكن من إتمام حجه، ثم يشرع في التلبية بمفرده جاهرًا بها، قائلًا: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"[1]، أما المرأة فتلبي سرًّا.

ومعنى لبيك: إقامة على طاعتك وإجابة لدعواتك، ولفظه لفظ المثنى، ومعناه الكثرة.

ومن فاتته سنن الإحرام فاتته الفضيلة، وحجُّه صحيح؛ وإنما الركن هو نية الدخول في النُّسُك لا ينبغي أن يفوته، فالأعمال بالنيات.

فإذا دخل مكة وترك متاعه في الفندق خرج للطواف [2]؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ [الحج: 29]، محترمًا آداب المسجد، فإذا رأى الكعبة قطع التلبية، فيبدأ طوافه عند الحجر الأسود مقبلًا ومستلمًا إياه- إذا كان بالإمكان -فإن لم يستطع التقبيل استلمه وقَبَّل يده، فإن لم يستطع أشار إليه بيده دون تقبيل، يفعل ذلك في كل شوط، مضطبعًا- أي كاشفًا عاتقه الأيمن- قائلًا: بسم الله والله أكبر. ويطوف سبعة أشواط، يرمل فيها- أي يسرع الخطى- في الأشواط الثلاثة الأولى، ويستلم الركن اليماني دون تقبيله، ولا تقبيل اليد، ولا تكبير ولا تشرع الإشارة إليه، داعيًا بما يشاء، مكثرًا من ذكر ربه وحمده أو قارئًا للقرآن، قائلًا بين الركنين اليماني والحجر الأسود:﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: 201]، ويغطي كتفه بعد انتهاء الطواف، ثم ينطلق إلى مقام إبراهيم ويقرأ: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [البقرة: 125]، فيصلي ركعتين فيه، فإن لم يجد مكانًا صلَّى في أي مكان، يقرأ فيهما بسورة الكافرون والإخلاص، ثم يذهب لشرب ماء زمزم في أي مكان وجده، ويصب على رأسه ويدعو بما شاء، فهو كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنها مباركة، وهي طعام طعم، وشفاء سقم"[3].

ثم يتوجه إلى المسعى للسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "اسعوا، فإن الله عز وجل كتب عليكم السعي"[4]، قائلًا في بداية كل شوط: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 158]، وقل: نبدأ بما بدأ الله به، واستقبل القبلة مكبِّرًا وموحِّدًا وداعيًا، تفعل ذلك على الصفا وعلى المروة، قائلًا:"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده"[5]. ويسرع الرجال بين العلمين الأخضرين، ثم يذهب لحلق رأسه أو تقصيره، فإن كان الحج قريبًا فالتقصير أفضل لترك الحلق للحج، والمرأة تجمع شعرها وتأخذ منه قدر رأس الأصبع في بيتها لا أمام الناس، وبهذا تنتهي العمرة وحصل التحلل، وأبيح له كل ما حرم عليه بالإحرام.

فاللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.


الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على عبده المصطفى، وآله وصحبه، ومن لآثارهم اقتفى، أما بعد:
فإذا كان يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، أحرم الحاج بالحج قائلًا: لبيك اللهم حجةً، فيتوجه إلى مِنى قبل زوال الشمس أو بعد الزوال، فيصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر مقصرًا الرباعية من غير جَمْع، وفي اليوم التاسع يتوجَّه إلى عرفة للوقوف بها إلى زوال الشمس، وعرفة كلها موقف، ويصلي فيها الظهر والعصر جَمْعًا وقَصْرًا، ويتفرغ للذكر والدعاء في هذا اليوم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"[6].

ويتجنب اللغو والخصام، وليحرص الحاجُّ كل الحرص ألا يفوته الوقوف بعرفة، فإذا تأكَّد غروب الشمس أفاض إلى المزدلفة، وحال وصوله صلى بها المغرب والعشاء جَمْعًا وقَصْرًا جَمْع تأخير، فيبيت بها إلى أن يصلي الفجر ثم يقف عند المشعر الحرام؛ لقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ ﴾ [البقرة: 198]، ومزدلفة كلها موقف. ثم يأخذ الحصى من أي مكان لرمي الجمرة الكبرى، وفي اليوم العاشر يوم النحر يقوم بأربعة أشياء بالترتيب:
الأول: يرمي جمرة العقبة بسبع حصوات قائلًا مع كل حصاة: الله أكبر. ويبدأ الرمي من طلوع الشمس إلى غروبها.

الثاني: ينحر هَدْيَه[7].

الثالث: يحلق رأسه أو يقصر، والحلق أفضل، وبالنحر أو الحلق يكون قد تحلَّل التحلُّل الأول، فيباح له كل شيء إلا النساء.

الرابع: يطوف طواف الإفاضة، وهذا الطواف ليس فيه اضطباع ولا رمل، ثم يسعى لحجه بعد الطواف، ولا حرج عليه إذا لم يحترم هذا الترتيب، فإذا طاف وسعى حل له كل شيء حتى النساء.

وفي أيام التشريق الثلاثة يرمي الجمرات الثلاث كل يوم: الصغرى، ثم الوسطى، ثم الكبرى، يبدأ الرمي من زوال الشمس إلى غروبها، كل واحدة بسبع حصيات، يكبر مع كل واحدة، ويكثر من الدعاء مستقبِلًا القبلة، رافعًا يديه، وبعد رمي الكبرى لا يقف ولا يدعو. وبهذا تم حجُّه، وما دام في مكة يحرص على الصلوات الخمس في المسجد الحرام، مُكثِرًا من ذكر ربه، قال تعالى: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾ [البقرة: 200]، فإذا أراد العودة إلى بلده طاف طواف الوداع.

فاللهم ارزقنا الحج إلى بيتك الحرام، آمين. (تتمة الدعاء).

[1] رواه البخاري، رقم: 1549. ومسلم، رقم: 1184.

[2] بالنسبة للمتمتع يندرج طواف القدوم في طواف العمرة.

[3] رواه أبو داود الطيالسي في مسنده، رقم: 459.

[4] رواه ابن خزيمة في صحيحه، رقم: 2764.

[5] رواه مسلم، برقم: 1218.

[6] رواه الترمذي، رقم: 3585.

[7] وهناك الآن جهات موكلة بهذا الأمر.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.42 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]