|
ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic قسم يهتم بتوعية الجالية المسلمة وتثقيفهم علمياً ودعوياً مما يساعدهم في دعوة غير المسلمين الى الاسلام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أوليات العمل الدعوي في أوروبا
أوليات العمل الدعوي في أوروبا بعد هجرة كثير من المسلمين لبلاد أوروبا والاستيطان بها، تربى الجيل الثاني منهم على أنه شخص أوروبي، وصاحب لغة غير عربية، للأسف ضاع كثير من المسلمين، ولاسيما الجيل الثاني، وسط إهمال الآباء في التربية، وضعف العمل الإسلامي داخل أوروبا، وقلة المؤسسات الإسلامية العربية المتخصصة في العمل الدعوي داخل أوروبا. ولحماية المسلمين من خطر ضياع هويتهم ودينهم ولغتهم الأصلية، لابد أن نرسم أولويات العمل الدعوي، فلا شك أن هناك جهوداً مشتتة ضعيفة في الدعوة في أوروبا، تعتمد على العمل الفردي غير المستمر وغير المثمر، فغالبا ما يظهر عليه المشكلات والخسائر المادية والمعنوية والعلمية، في بعض الأحيان، ويسبب الاختلاف في العمل؛ مما جعل كثيراً ممن يعمل بالدعوة يبدأ بما بدأ به غيره، وقد يقف عند ما وقف عليه غيره. أقدم المراكز الإسلامية لا تتجاوز 40 سنة، وغالبها تبدأ أعمارها من 10 سنوات، وقد تصل إلى20 سنة، مع ذلك فقليلاً ما تجد مركزا إسلاميا مثاليا في العمل الدعوي، والعلمي التربوي والإداري والمالي، فضلا عن أن تجد مصلى للنساء في كثير من المراكز الإسلامية في أوروبا، فغالب أعمال المؤسسات منطوية على إدارة المركز، وقليلاً ما تجد حلقة قرآن للأطفال، أو درساً صغيراً بعد العصر، وأكبر ما تقوم به المراكز هو خطبة الجمعة، ورأيت مراكز عدة تغلق بعد الصلوات بنصف ساعة، فكيف لتلك المؤسسات أن تمسك زمام قضايا المسلمين؟ وهي لا تتيح للمسلمين الجلوس داخل المركز أو المسجد حتى لقراءة القرآن. وكذلك لا نجد مؤسسات دعوية في الخليج متخصصة في الدعوة في أوروبا، ولا توجد إلى الآن معايير إدارية في دعم المؤسسات الخيرية، لذلك تولدت تخبطات وخسائر كبيرة في العمل الدعوي، وتشتت الجهود، وتفرقت الجماعات، وتوقفت أنشطة دعوية كثيرة، وتكرر فتح مراكز إسلامية قريبة من بعض بسبب المشكلات الشخصية في إدارات المراكز، والدعم الخليجي غير المنضبط. لا بد أن نعلم أن هناك تحركات لإدماج المسلمين في المجتمع الأوروبي، وتغريب هوية المسلم، خصوصا الجيل الثاني، وتأتي هذه التحركات في خلو البيئة الإسلامية التي تجمع شباب المسلمين فيما يمكنه من الدراسة والعمل والحياة في هذه الدول، فهناك لجان متفرعة من الاتحاد الأوروبي تعقد موتمرات في ذلك، وتخرج في توصيات، وتسعى دول أوروبا لتطبيقها، وكذلك مؤسسات أجنبية تسعى لذلك، وكذلك بعض المؤسسات العربية مثل مركز المسبار الذي أسسه تركي الدخيل، ويسعى لطباعة الكتب التي تدعو إلى مسخ الهوية الإسلامية وقد طبع كتاب: (الإسلام الأوروبي)، وجمع فيه مقالات كثيرة تهدف إلى ذوبان المسلم في المجتمع الأوروبي، وأن يتخلى عن هويته، ويكون بذلك إسلاماً جديداً يطلق عليه الإسلام الأوروبي. وقبل أن نبدأ بالأوليات، علينا أن نحدد المشكلات، ونشخص الصعوبات التي يواجها المسلم في أوروبا، بعد ذلك نضع الحلول، وثم نبدأ بالأولى فالأولى، وعلى المؤسسات الخيرية أن تسير على هذا النمط، نحن الآن نحتاج لمعرفة فقه المرحلة. ومن خلال الاطلاع على أحوال المسلمين في أوروبا، فإني أضع هذه الأوليات التي أرجو أن تسعى المؤسسات الخيرية في الخليج، وكذلك المراكز الإسلامية في أوروبا، الاجتماع عليها لتحقيقها لنخرج في تنفيذ أي مشروع دعوي بأفضل النتائج وأحسن الأعمال: وأضع بين أيديكم الأولويات عموماً ثم أضع إيجاز عنها ببعض الكلام: توحيد صفوف المسلمين: يعيش المسلم في أوروبا وسط تفرق كبير للمسلمين؛ فالأحزاب والتكتلات والعنصرية منتشرة انتشاراً كبيراً، فتجد مساجد تسمى مساجد الصوماليين، وتجد مساجد الأتراك، ومساجد تنتمي لأحزاب مثل مساجد الأحباش، ومساجد حزب التحرير، وغيرهم من الفرق والأحزاب. وتجد مراكز بإدارة جنسيات معينة قد تنحاز كثيرا بقراراتها لقومية وطنها، وتجد أيضا تمايزاً في التعاون بسبب اختلاف الجنسية أو العرق. وتجد الخلافات الإدارية التي تسبب التفرق بين الدعاة والعاملين في المراكز الإسلامية، وتتسبب أيضا في ضياع جهود كبيرة في الدعوة، ولا أود الدخول بهذا الجانب المحزن الطويل، ولكن يجب أن نسعى لتصفية القلوب. على المؤسسات الخيرية في الخليج أن تسعى بدعمها للعاملين في أوروبا، إلى تحقيق أهداف جمع كلمة المسلمين، فكثير من المصلحين أسهم في إنشاء مسجد سبب مضايقة لغيره من المراكز الإسلامية الأخرى، وأضر كذلك بالدعوة، وبعضهم أوقف كثيراً من الأنشطة، أو تسبب في منع إقامتها، وتسبب أيضا في تفريق المصلين في المساجد التي بدأت تكثر في بعض بلاد أوروبا. على المشايخ والعاملين في المؤسسات الخيرية الجلوس أكثر والاستماع لطلبة العلم في تلك البلاد، وعدم الاكتفاء بالاستماع من جانب واحد، وحل النزاعات، ومحاولة التوفيق بين المراكز والعاملين في الدعوة بالتي هي أحسن. إيجاد بيئة مناسبة لكل شرائح المجتمع المسلم: تختلف حاجات المسلمين في أوروبا، فالطفل يحتاج لمدرسة في الصباح، ونادٍ في المساء، والكبار يحتاجون المساجد، والأسرة تحتاج لأمكنة محافظة للترفيه. فعلى المؤسسات أن تبدأ في صنع هذه البيئة، وأن تكون لنا مدارس إسلامية نموذجية، ولابد أن نسعى في إنشاء مراكز ترفيهية للشباب، ونوادٍ لتحفيط القرآن وتعليم اللغة العربية، وتعليم العلوم الأخرى، ولابد أن نفتح أسواقاً خاصة لبضائع المسلمين، وأن نكوّن بيئة صالحة تحافظ على الهوية الإسلامية، على المؤسسات أن لا تهمل هذا الجانب المهم، فكثير من المتبرعين والمؤسسات الخيرية تبحث عن شراء الكنائس والمراكز وتضع هذا الجانب بعيداً عن أولوياتها. تشجيع المسلمين على الحفاظ على هويتهم الدينية والمظهر واللغة: هذا الجانب جدا مهم، فكثير من الجيل الثاني لا يتكلم العربية، والكثير أيضا لم يزر موطنة الأصلي، وبعضهم لا يعترف أنه من أصل عربي، فنحتاج ترسيخ الدين في قلوب الشباب، وتشجيعهم بالخروج بالمظهر الإسلامي: الثوب، والطاقية، والحجاب، والعباءة، وغير ها من المظاهر، ولا بد أن تسعى المؤسسات في تعليم اللغة العربية بشكل مستمر، للأسف إنك تجد غالب المراكز الإسلامية تجعل الخطبة الثانية تكراراً للخطبة الأولى ولكن بلغة الدولة؛ لأن كثيراً من الشباب والمسلمين لا يفهم العربية، وهم من أصول عربية، وبعض المراكز للأسف ليس لها نصيب من اللغة العربية حتى في خطبة الجمعة. رسم خريطة لمساجد المسلمين في أوروبا وتقديم أولويات الدعم للأماكن الخالية من المراكز: سنكون منصفين إذا قدمنا الدعم لمن هم أولى بإنشاء مركز إسلامي في أوروبا، ليس كل من يزورنا ومعه الأوراق الرسمية في شراء مركز فهو فعلا محتاج، ولابد من وجود من يضع تلك الحاجة أو أهل البلد من المراكز القائمة، لابد أن نضع الأولويات في الأماكن المحتاجة لإنشاء مركز، وفي الحقيقة نحن نحاول الآن أن نرسم هذه الخريطة وقد تم تغطية غالب دول أوروبا، ولابد الآن أن تجتمع المؤسسات في وضع تلك الأولويات، ويكون الدعم بحسب الحاجة، فالمنطقة تعطى من الدعم بنسبة عدد الجالية وحاجتها لذلك، ويراعى كذلك عدم الإضرر بالمراكز الإسلامية الأخرى، وكذلك التقيد بشرط مناسبة المكان، وبعض المعايير التي سوف نتكلم عنها بخصوص الجانب الإداري، فهناك بعض المراكز التي تأسست في مكان غير مناسب، وسببت بذلك عائقا من حضور الناس يومياً. توفير فرص تعليمية لأئمة المساجد، ومن يقوم بأمور الدعوة وكفالتهم: إمام المسجد والداعية في أوروبا يختلف في مهامه عن إمام المسجد في دولنا؛ فهو الموثق الرسمي للزواج والطلاق والمواريث، وهو الشافع لبعض المسجونين من المسلمين في سجون أوروبا، وهو من يقرر دخول رمضان، ويحدد أيام الأعياد وغيرها من الأمور العظيمة، لذلك لابد أن توفر له فرصة لتعليم العلوم الشرعية، ومواصلة دراستة في منحة مقاعد دراسية في الجامعات التي تدرس عن بعد مثل جامعة المدينة العالمية أو جامعة المعرفة، أو يجلب للدول العربية ويحضر بعض الدورات الشرعية، فعلى المؤسسات الدعوية أن تهتم بهذا الجانب وتضعه من أولوياتها. وضع معايير إدارية تكون شرطاً لدعم المراكز الإسلامية: تختلف أنظمة أوروبا للمؤسسات الخيرية عن الدول العربية، فهناك مؤسسات خيرية تكون عليها ضرائب تصل لـ 40%، وهناك مؤسسات لا تأخذ منها الدولة ضرائب، وعلينا أن لا نغفل عن خطأ ترجمة بعض المصطلحات المختلفة إلى كلمة وقف، فكلمة الوقف عند النظام الأوروبي يختلف معناها، فليس له معنى محدد، فهي تختلف باختلاف نظام دستور المؤسسة، أو ما يسمى بالنظام الأساسي، وكذلك لابد أن نضع معايير المركز المثالي الذي يستحق الدعم، من تاريخ إنشاءه وعدد وأمنائه وأعضائه، وسلامة الانتخابات فيه، والتعيين الإداري، وكذلك معايير كتابة التقرير الإداري والمالي؛ لكي تكون مؤسسة مثالية لا يخشى من تسليمها التبرعات، وقد وضعنا تلك المعايير، ونحتاج مؤتمراً للمؤسسات الإسلامية لدراسة تلك المعايير والاتفاق عليها. • إنشاء مؤسسة أوروبية لتقييم المراكز الإسلامية الأوروبية من الجانب الدعوي والتربوي والإداري والمالي: لكي يكون كلامنا على المراكز سليما،، ونستطيع معرفة انحراف أي مؤسسة، ونستطيع كذلك معرفة حجم المؤسسة الحقيقي وقوة إدراتها؛ لابد أن نضع تقييما علميا شاملا لكل الطموحات المتطلبة من المراكز الإسلامية، ومن هنا نستطيع أن نصل، وكذلك أن نحدد ما تحتاجه المراكز من دعم سواء كان ماديا أم إداريا أم علميا. وهذا لا يتحقق إلا بمؤتمر عربي يدرس المعايير ويقدمها، ثم توصى بالنتيجه النهائية لذلك، ثم نسعى لإنشاء تلك المؤسسة، وتكون مؤسسة معترفا بها عند كل المؤسسات الخيرية في الخليج أو الوطن العربي، ولها ممثلون متخصصون في ذلك. • إنشاء مؤسسة متخصصة تعنى بوضع معايير منتج الحلال سواء كانت مواد غذائية، أم أدوية، أم مواد استهلاكية: وأختصر هذا الجانب من الاستفادة من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، فقد وضعت تلك المعايير والضوابط، ونحن نحتاج التأسيس والانطلاق في هذا الجانب المهم في حياة المسلم في أوروبا. إعطاء فرصة للشباب لقيادة المراكز الإسلامية: وأخيرا لابد أن تعطى الفرصة للشباب؛ فإدارة المراكز باتت كأنها ملك لبعض المؤسسين؛ إذ لايسمح لغيرهم بإدارة المركز، فتجد المؤسسة عمرها 20 سنة والإدارة نفسها لا تتغير، فلابد أن نشترط بدعمنا وجود على الأقل صف ثانٍ لإدراة المركز، وهذا كما هو معروف لديكم تجديد للدماء، وفتح مجال جديد للعمل، والسعي في تحقيق كثير من رغبات الشباب التي قد تتوقف أو تتعطل أو تتاخر؛ بسبب إدارات بعض المراكز الإسلامية. وختاما: هذه خطوة لتحديد الأولويات العمل الدعوي في أوروبا، كتبتها لفتح آفاق قد يغفل عنها العاملون في المجال الدعوي، وكذلك هي دعوة للاجتماع والجلوس وتحديد الأولويات، فالعمل الفردي في هذا الوقت لا يثمر، ولابد أن تجتمع الجهود والمؤسسات، ونسعي كلنا لتحقيق حفظ دين المسلمين في أوروبا وأخلاقهم ولغتهم. اعداد: عبداللطيف العثمان
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 13-05-2024 الساعة 07:29 PM. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |