رمضان والتفاعل مع القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ماذا يأكل المسلمون حول العالم؟ استكشف سفرة عيد الأضحى من مصر إلى كينيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 94 )           »          طريقة عمل الفتة بخطوات سريعة.. الطبق الرسمى على سفرة عيد الأضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          مقاصد الحج (ليشهدوا منافع لهم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 90 )           »          آللَّهِ ما أَجْلَسَكُمْ إلَّا ذَاكَ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          أحكام وفضائل يوم النحر وأيام التشريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 91 )           »          أحكام الأضحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 85 )           »          يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 100 )           »          الحوار آدابه وضوابطه في ضوء الكتاب والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 97 )           »          خطبة الأضحى 1445 هـ: الكلمة مغنم أو مغرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 92 )           »          خطبة عيد الأضحى: { ولا تتبعوا خطوات الشيطان } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 113 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-04-2024, 01:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,519
الدولة : Egypt
افتراضي رمضان والتفاعل مع القرآن

خطبة: رمضان والتفاعل مع القرآن

يحيى سليمان العقيلي

الحمد لله الذي أكْرَمَ الأمة بشهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدًى للناس، وبينات من الهدى والفرقان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فتح في رمضان أبواب الجنان، وغلق أبواب النيران، وصفَّد الشياطين ومَرَدَة الجانِّ، سبحانه وتعالى وعد الصائمين بالرحمة والغفران، وبشَّر المتقين بالجنة والرضوان، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، وصفوته من خلقه وخليله، إمام المتقين، وسيد الأنبياء والمرسلين، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله الطاهرين، وصحبه الطيبين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فأوصيكم - عباد الله - ونفسي بتقوى الله وطاعته، ونحن ننعم بشهر رمضان، مدرسة التقوى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

معاشر المؤمنين:
هذا شهر رمضان الذي أكرمه الله تعالى بنزول القرآن؛ قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].

والقرآن - عباد الله - كلام الله جل وعلا المنزَّل على رسوله صلى الله عليه وسلم، وكتابه المتلو آناء الليل، وأطراف النهار، من عباد الله الصالحين، أنزله الله تعالى نورًا وهداية للعالمين، وموعظةً وتذكرةً للمتقين، ليدبروا آياته، ويعملوا بأحكامه، ويتَّعظوا بمواعظه؛ قال تعالى عن كتابه: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]؛ ولذلك كان دأبَ الصالحين في هذه الأمة الإقبالُ عليه تلاوةً وحفظًا، لا سيما في هذا الشهر المبارك، كما تعاهدوا التدبُّر والتفاعل مع آيات القران؛ لأنهم تلقَّوها رسائل من ربهم تخاطبهم وتعِظهم، وتأمرهم وتنهاهم؛ استجابةً لأمر الله تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأنعام: 155].

فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه لما أقسم ألَّا ينفق على مِسْطح، وهو ابن خالته، عندما خاض في عِرْضِ عائشة رضي الله عنها مع من خاض، وكان ينفق عليه قبل ذلك؛ فنزل قوله تعالى: ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22]، فقال أبو بكر: والله إني لَأُحِبُّ أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح نفقتَه التي كان ينفق عليه، وقال: والله لا أنـزعها منه أبدًا.

دخل عُيَيْنَةُ بن حصن على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بعد أن استأذن له ابن أخيه الحر بن قيس، فلما دخل قال: يا بنَ الخطاب، والله ما تعطينا الجَزْلَ، وما تحكم بيننا بالعدل، فغضِب عمر، حتى همَّ بأن يقع به، فقال الحر: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، وإن هذا من الجاهلين، فوالله ما جاوزها عُمَرُ حين تلاها عليه، وكان وقَّافًا عند كتاب الله؛ [البخاري ومسلم].

عن أنس رضي الله عنه، أن أبا طلحة رضي الله عنه قرأ سورة براءة، فأتى على هذه الآية: ﴿ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 41]، فقال: ألَا أرى ربي يستنفرني شابًّا وشيخًا، جهزوني، فقال له بنوه: قد غزوتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قُبِضَ، وغزوتَ مع أبي بكر حتى مات، وغزوت مع عمر، فنحن نغزو عنك، فقال: جهِّزوني، فجهَّزوه وركب البحر فمات، فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام، فلم يتغير.

هكذا تفاعلت نفوس الصحابة رضوان الله عليهم مع آيات كتاب الله، لا سيما في الإنفاق والجهاد في سبيل الله، كما يتفاعل الشعب الصابر في فلسطين، وطليعته المجاهدة اليوم في غزة، يستشعرون آيات الله في جهادهم، ويرددونها وهم ينكِّلون بجنود الصهاينة، إيمانًا وتدبرًا ومعايشةً لكتاب الله، يستنزلون بذلك النصر والتمكين من العزيز الحكيم.

وفَّقنا الله وإياكم للبر والتقوى، وأعاننا على العمل الذي يرضى، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله على نِعَمِه وإحسانه، والشكر له على كرمه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في حكمه وسلطانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بشَّر الصالحين بمغفرة الله ورضوانه، ووعد المتقين بنعيم الله وجنانه، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله الطاهرين، وصحبه الطيبين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الوفادة عليه ولُقيانه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد معاشر المؤمنين:

فيتحقق ذلك التفاعل المنشود مع كتاب الله عز وجل بتحقيق الإيمان بأنه خطاب الله تعالى لعباده المؤمنين، هو خطاب هداية وإرشاد وتكليف، فيه عصمة من الزَّلَلِ، ووقاية من الضلال، يخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراط مستقيم؛ قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: "إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائلَ من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار".

ويتحقق ذلك التفاعل المحمود مع كتاب الله - عباد الله - بتدبر آياته وفهمها، ومن أراد التدبر والخشوع والانتفاع بالقرآن، فعليه بثلاثية التدبر والانتفاع التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37]، عقل حاضر، وسمع متدبِّر، وشهود قلب مستحضر.

كما يتحقق ذلك التفاعل المأمول بالتلاوة الدائمة للقرآن، وتحقيق معانيها ومقاصدها؛ كما قال عز وجل: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [البقرة: 121]، قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "والذي نفسي بيده، إن حق تلاوته أن يُحلَّ حلاله ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنـزله الله، ولا يحرِّف الكلم عن مواضعه، ولا يتأوَّل منه شيئًا على غير تأويله".

نعم عباد الله، من يتلُ كتاب الله حق تلاوته، لا يتجرأ على حرمات الله، ولا يتعدَّ على حقوق عباده، ولا يخُضْ مع الخائضين، ولا يركن للظلم والظالمين، بل ينصر المظلومين، ويدعم المرابطين، ويؤازر المجاهدين، وهو بذلك يتنعم بأخلاق المؤمنين، وبخِصال المتقين، وبأعمال المحسنين؛ ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.82 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]