شهر شعبان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أصول بلا تأصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 139 )           »          ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب (مطوية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 102 )           »          حديث: سُئِلَ ابنُ عُمرَ عن صومِ عرفةَ بعرفةَ ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 85 )           »          الرزق ليس المال فقط! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 100 )           »          صور رائعة من المسارعة إلى الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          قيمنا في العشر من ذي الحجة: قيمة تعظيم شعائر الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 101 )           »          هل مع حب لذة المعصية توبة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 90 )           »          التبصر والبصيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          الإجازة الصيفية للأبناء .. خطة لتحويل القراءة إلى متعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 79 )           »          وقفات مع حجة النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 82 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-02-2024, 05:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,878
الدولة : Egypt
افتراضي شهر شعبان

خطبة شهر شعبان
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل

الخطبة الأولى
إن الحَمْدُ لِله نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمْنْ يُضْلِل فلا هادي له، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدُهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نبينا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه صلى الله عليهِ وعلى آله وأصحابه، ومن سلف من إخوانه من المرسلين، وسار على نهجه واقتفى أثرهم إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا كثيرًا مزيدًا، أما بعدُ عباد الله:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من دينكم الإسلام بالعُروةِ الوثقى، فإن أجسادنا على النار لا تقوى، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

أيها المؤمنون!
ثبت في السُّنن [1] من حديثِ أُبيٍّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْه قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخيرِ ما فيها وخير ما أُمرت به، ونعوذُ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به»، هاجت عليكم هذه الريح الشمالية وأثارت عليكم الغبار، وإنا نسأل الله جَلَّ وَعَلَا من خيرها وخير ما فيها وخيرِ ما أُمرت به، ونعوذ به سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى من شرها وشر ما فيها وشر ما أُمرت به، وجعل الله عاقبتها السيل المُبارك والطهور الطيب الذي يُزَّكي قلوبنا وأرضنا، إنه سبحانه ولي ذلك.

عباد الله! هذا شهرُ شعبان وهذا يوم الجمعة أول أيامه إذ لم يثبُت رؤية هلالهِ ليلةَ قبل البارحة، وكان أمس الخميس هو المتمم لشره رجب، وهذا اليوم يوم الجمعة هو الأول من شهر شعبان، اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلِّغنا رمضان، وهذا الشهر يُسميه العرب بالشهر القصير الذي ما أسرعَ ما تنقضي أيامه ولياليه، وفي هذا عبرٌ وأي عبر، وتنبيهاتٌ مهمة، أولها يا عباد الله: أن يتفقد الإنسان نفسه وأهله وحريمه فيمن كان عليهِ أيامٌ من رمضان الماضي لم يصمها فليُبادر إلى صيامها في هذا الشهر، ثبت في الصحيحين من حديث عائشة أم المؤمنين رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قالت: "كان يكون عليَّ القضاءُ من رمضان فلا أصومه إلا في شعبان لمكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مني"، فانتبهوا يا رعاكم الله! وانظروا ما عليكم من أيامٍ من رمضان أو على أهليكم ونسائِكم وأولادكم، تفقدوهم وابحثوا معهم ليصوموا الأيامَ قبل مجيء رمضان، فإن جاء رمضانُ ولم يصُم الإنسانُ ما عليه أو بقي عليهِ من تسويفه وتأخيره فإنه يلزمه أمورٌ ثلاثة:
أولها: الإثم؛ لأنه أخَّر القضاء عن وقته.
وثانيها: وجوبُ القضاء ثابتًا متعلِّقًا في ذمته.
وثالثًا: يُطعِم مسكينًا عن كل يومٍ أخَّره كفارةً وعُقوبةً لتأخيرهِ حتى جاء رمضان الجديد.

في هذا الشهر يا عباد الله اعتقادٌ عتد بعض الناس أن ليلة النصف منه هي ليلةُ تقسيم الأرزاق بما ينزل من السماء، فيتأولون قول الله جَلَّ وَعَلَا: ﴿ حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾ [الدخان: 1-5]، والصحيح أن هذه الليلة التي فيها يُفرق كل أمرٍ حكيم هي ليلة القدر كما جاءت بذلك الأدلةُ الصحيحة الثابتةُ في كلام الله عَزَّ وَجَلَّ ومن حديث نبيكم محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وشهر شعبان شهرٌ يُغفلُ عنه ولهذا ثبت في الصحيحين [2]: "أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أكثر ما يصوم في شهر شعبان كان يصومه كله إلا قليلًا" كما في الصحيحين من حديث عائشة رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا، ولما سُئِل عن ذلك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «ذلك شهرٌ يُغفلُ عنه» [3]-أي قبل رمضان-، والصيام في هذا الشهرِ يا عباد الله كالراتبةِ القبليةِ للفريضة فريضةِ رمضان، كما أن الظهر وكما أن غيرها لها سُننٌ قبلية ولها سُننٌ بعدية، فاستغلوا أيامكم ولياليكم وبادروا بالعملِ الصالح فإن من صامَ يومًا في سبيلِ الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا كذا ثبت عن نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أبي سعيدٍ في الصحيحين.

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وما فيهِ من الآياتِ والذكر الحكيم، أقولُ ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه كان غفارًا.

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقهِ وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إعظامًا لشأنه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبدهُ ورسوله ذلكم الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليهِ وعلى آله وأصحابه ومن سلف من إخوانه، وسار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم رضوانه وسلَّم تسليمًا كثيرًا مزيدًا، أما بعد عباد الله:

فاتقوا الله جَلَّ وَعَلَا حق التقوى، وبادروا إلى العمل الصالح وسابقوا إلى رضوانِ ربكم، فإن أيامكم في الدنيا معدودة وأنفاسكم فيها محبوسة وأنفاسكم فيها محسوبة، بادروا بالعمل الصالح حتى تبيض بذلك وجوهكم عند ربكم وحتى تسعدوا يوم أن تلقوا ربكم، وقبل ذلك في قبوركم في برزخكم.

واعلموا عباد الله أنه ثبت في الصحيحين [4] من حديث أنسٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْه قال: بينما النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب الجمعة إذ دخل عليهِ أعرابيٌ فقال يا رسول الله! هلك المال، وجاع العيال، وانقطعت السُّبل، فادعُ الله أن يُغيثنا، فرفع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده وما زال يرفع يديهِ يستسقي، قال أنسٌ: فواللهِ ما في السماءِ من قزعة حتى ظهرت سحابةٌ من وراءِ سِلع فانتشرت فمُطرنا سبتًا لم نرى فيها الشمس ما بين مطرٍ ودي، فلما جاء الجمعةُ الأُخرى دخل الأعرابي أو غيره فقال: يا رسول الله! هلك المال وانقطعت السُّبل فادعُ الله أن يُمسِك عنا، فتبسَّم عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وقال: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر»، وأصبح يُشير بإصبعه حتى تمزَّق السحاب، قال أنسٌ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْه: فخرجنا نمشي في الشمس، ومدارُ ذلك كله يا رعاكم الله على حُسنِ الظن بالله وكمال الثقةِ به وأن العبدَ إنما يؤمِّل من ربهِ خيرًا.

ثم اعلموا عباد الله! أن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشر الأمورِ محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وعليكم عباد الله بالجماعة فإن يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار، ولا يأكل الذئب إلا من الغنم القاصية، اللهم صلِّ على محمد وعلى آلِ محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد، اللهم وارضَ عن الأربعةِ الخلفاء، وعن العشرةِ وأصحابِ الشجرة، وعن المُهاجرين والأنصار، وعن التابعِ لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم عزًا تُعز به أولياءك، وذلًا تذل به أعداءك، اللهم أبرم لهذه الأمةِ أمرًا رشدًا يُعز به أهل طاعتك، وبُهدى بهِ أهل معصيتك، ويؤمر فيهِ بالمعروف، ويُنهى فيهِ عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام، اللهم آمنا والمُسلمين في أوطاننا، اللهم أصلح أئمتنا وولاةَ أمورنا، اللهم اجعل ولايتنا والمُسلمين فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم من ضرنا وضر المؤمنين فضره، ومن مكر بنا فامكر به، ومن كاد علينا فكِد عليهِ يا خير الماكرين، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم من أراد بلادنا أو أراد أمننا أو أراد ولاتنا وعلماءنا وأراد شعبنا بسوء اللهم فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، اللهم اجعل تدبيرهُ تدميرًا عليه، اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائِلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نُغتال وأنت ولينا، اللهم كن للمُستضعفين من المُسلمين في كل مكان، كل لنا ولهم وليًا ونصيرًا وظهيرًا يا ذا الجلالِ والإكرام، اللهم ارحم المُسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم اجعل خير أعمالنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم لقاك يا ذا الجلالِ والإكرام، اللهم إنا نسألك الهدى والتُقى، والعفاف والغنى، ونسألك عزًا للإسلام وأهله وذلا للكفر وأهلهِ يا ذا الجلال والإكرام، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المُرسلين، والحمد لله رب العالمين.

[1] أخرجه أحمد (21139)، وابن ماجه (3727)، والترمذي (2252).

[2] أخرجه البخاري (1970)، ومسلم (1156).

[3] أخرجه أحمد (21753)، والنسائي (2357).

[4] أخرجه البخاري (1014)، ومسلم (897) بنحوه.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.17 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]