غزوة خيبر: دروس وعبر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صيام يوم عاشوراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كيف نجبر ما انتقص من فريضة الصيام؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مسألة فقهية عويصة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فتوى زكاة الفطر مختصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          السنن الواردة عند نزول المطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          سنن في باب السواك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من كرر محظورا ولم يفد فدى مرة واحدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          خطبة: العج والثج في فضائل الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من فضائل عشر ذي الحجة وفضل العمل الصالح فيها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفدية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-02-2024, 05:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,493
الدولة : Egypt
افتراضي غزوة خيبر: دروس وعبر

غزوة خيبر: دروس وعبر
عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت

سلسلة السيرة النبوية من خلال الخطب المنبرية

السلسلة (4): حياة النبي صلى الله عليه وسلم من الهجرة إلى الوفاة

الجزء (3): علاقة النبي صلى الله عليه وسلم بأهل الكتاب في المدينة

الخطبة (6): غزوة خيبر (دروس وعبر)


الخطبةالأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[آل عمران: 102].

﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[النساء: 1].

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذني الله وإياكم من النار.

تحدثنا في الخطبة الماضية عن غزوة بني قريظة ورأينا غدر يهود بني قريظة للميثاق بينهم وبين النبيصلى الله عليه وسلم، وحاولوا ضرب المسلمين من الخلف، وتحالفوا مع الأحزاب، وحديثنا اليوم عن غدر طائفة أخرى وهم يهود خيبر، ففي السنة السابعة من الهجرة خرج النبي صلى الله عليه وسلمإلى خيبر (تبعد عن المدينة: 173كلم) بعد رجوعه من الحديبية، لتأمين المدينة ودرء خطر يهود خيبر خاصةً بعد أن نزل يهود بني النضير فيهم، وهم الذين حزَّبُوا الأحزاب ضد المسلمين، وأثاروا بني قريظة على الغدر والخيانة، فما هي الدروس والعبر المستفادة من هذه الغزوة؟

عباد الله، من المستفادات في هذه الغزوة ما يلي:
1- تحقق وعد الله للمسلمين في غنائم خيبر:تضمنت سورة الفتح التي نزلت بعد الحديبية وعدًا إلهيًّا بفتح خيبر وحيازة أموالها غنيمةً، قال تعالى: ﴿وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا[الفتح: 20] ﴿فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ﴾؛ أي: غنائم خيبر، ﴿وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْأيدي قريش بالصلح، ولما وصل النبي صلى الله عليه وسلمإلى خيبر، قال: "الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين"[1]، قالها ثلاثًا، وأخذوا في فتح حصونهم واحدًا تِلْوَ الآخر، وسقط حصن ناعم والصعب بن معاذ بمنطقة النطاة، والنزار بمنطقة الشق، ثم حصن القموص، ثم أسقطوا حصني الوطيح والسلالم، فغنم المسلمون أموالًا كثيرةً، وتركوا الأرض والنخل بيد اليهود مقابل النصف، وسُبيت النساء والذراري؛ منهن صفية بنت حيي بن أخطب فأعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوَّجها، واستشهد من المسلمين عشرون رجلًا، وبلغ قتلى اليهود في معارك خيبر ثلاثةً وتسعين رجلًا.


2- فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وشجاعته:واجه المسلمون مقاومةً شديدةً وصعوبة كبيرةً عند فتح بعض الحصون، منها حصن ناعم الذي استشهد تحته محمود بن مسلمة الأنصاري، حيث ألقى عليه مرحب رحًى من أعلى الحصن، والذي استغرق فتحه عشرة أيام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأعطينَّ هذه الراية رجلًا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه" قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذٍ، قال فتساورت لها رجاء أن أُدعى لها، قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، فأعطاه إياها، وقال: "امش، ولا تلتفت، حتى يفتح الله عليك"، قال: فسار علي شيئًا ثم وقف ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول الله، على ماذا أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم، إلا بحقها وحسابهم على الله"[2]، وعندما حاصر المسلمون هذا الحصن برز لهم سيدهم وبطلهم مرحب، وكان سببًا في استشهاد عامر بن الأكوع، ثم بارزه علي فقتله، مما أثر سلبيًّا في معنويات اليهود؛ ومن ثم هزيمتهم.


3- أهمية الإخلاص في العمل: كان في جيش المسلمين بخيبر وفي المسلمين رجل لا يدع من المشركين شاذةً ولا فاذةً إلا اتبعها فضربها بسيفه، فقيل: يا رسول الله، ما أجزأ أحد ما أجزأ فلان، فقال: «إنه من أهل النار»، فقالوا: أينا من أهل الجنة، إن كان هذا من أهل النار؟! فقال رجل من القوم: لأتبعنه، فإذا أسرع وأبطأ كنت معه، حتى جرح، فاستعجل الموت، فوضع نصاب سيفه بالأرض، وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنك رسول الله، فقال: «وما ذاك»، فأخبره، فقال: «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، فيما يبدو للناس، وإنه لمن أهل النار، ويعمل بعمل أهل النار، فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة»، فهل أصلحنا أحوال قلوبنا؟ وهل جعلنا أعمالنا خالصةً لوجه الله؟


فاللهم إنا نعوذ بك من الخيانة ونسألك الصدق في الإيمان، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على عبده المصطفى، وآله وصحبه ومن اقتفى.
من الدروس المستفادة من الغزوة أيضًا:
4- طبيعة اليهود في الغدر والخيانة: هناك محاولة أثيمة لقتل النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر، فبعد أن اطمأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدت له زينب بنت الحارث- امرأة سلام بن مشكم- شاةً مسمومةً، وقد سألت: أي عضو من الشاة أحَبُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقيل لها: الذراع، فأكثرت فيها من السُّمِّ ثم سمت سائر الشاة، ثم جاءت بها، فلما وضعتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، تناول الذراع، فلاك منها مضغةً، فلم يسغها، ومعه بشر بن البراء بن معرور، قد أخذ منها كما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما بشر فأساغها، وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلفظها، ثم قال: إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم، ثم دعا بها، فاعترفت، فقال: ما حملك على ذلك؟ قالت: بلغت من قومي ما لم يخف عليك، فقلت: إن كان مَلِكًا استرحت منه، وإن كان نبيًّا فسيخبر، قال: فتجاوز عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات بشر من أكلته التي أكل، ولما مات بشر قتلها، وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم يعاوده ألم السم حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى بعد أن بَلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمة، وتركها على المحجَّة البيضاء ليلها كنهارها، قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه:"يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم"[3]، وكان المسلمون ليرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات شهيدًا، مع ما أكرمه الله به من النبوَّة.


فاللهم ألحقنا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم مؤمنين متبعين شهداء، آمين؛ (تتمة الدعاء).


[1] - رواه البخاري، برقم: 371.

[2] - رواه مسلم، برقم: 2405.

[3] - رواه البخاري، رقم: 4428.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.87 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]