عندما يجتمع الطلاق مع الغربة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4457 - عددالزوار : 882591 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3992 - عددالزوار : 416860 )           »          رمضان شهر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          رؤية هلال رمضان .. قصص من التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 58 - عددالزوار : 5089 )           »          جمهورية القرم الإسلامية .. وتاريخ من المعاناة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          المخدرات كارثة…تهدد بنيان المجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          المسير إلى عرفة والوقوف بها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 53 )           »          الاستفادة من الأطفال في الدعوة إلى الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          معاناتي مع القولون العصبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-09-2023, 07:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,704
الدولة : Egypt
افتراضي عندما يجتمع الطلاق مع الغربة

عندما يجتمع الطلاق مع الغربة
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:

الملخص:
فتاة ترثي لحال خالتها التي سافرت مع زوجها، وطلبت الطلاق هناك، فحكمت المحكمة بطلاقها، لكن زوجها بقي معها في نفس البيت، ويتهجم عليها، وتسأل: كيف تتعامل خالتها مع تلك الأوضاع؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا فتاة في الرابعة عشرة من عمري من اليمن (عدن)، لي خالة وحيدة تعيش حاليًّا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد سافرت إلى هناك برفقة أولادها الخمسة في أثناء الحرب في 2015؛ حيث يقطن زوجها هناك، وبعد سفرها بدأت المشاكل تتوالى؛ إذ لم يكن زوجها يقدم لهم كامل حقوقهم، حتى إنه ترك أبناءه الخمسة في البيت ولم يُلحِقْهم بالمدارس، رغم قدرته؛ إذ كان يختلق الأعذار الواهية التي تدور حول سبب وحيد؛ وهو أنه لا يريدهم معه في الإمارات، ولا يريد أن يتحمل أي مسؤولية، ومن ثَمَّ كان يُضيِّق عليهم لإرجاعهم إلى اليمن، وكما يعلم الكثير الأوضاع التي تعيشها اليمن، فكيف يمكن لأولاده أن يرجعوا إليها؟ المهم خالتي ضاقت بالوضع ذرعًا؛ فقد صبرت أربع سنوات، وزوجها لم يُلحِقِ الأولاد بالمدارس، وعندما علمت بأنه كان قادرًا على إدخالهم، غضِبت، وطلبت الطلاق من المحكمة، وبعد سنة طلقتها المحكمة، أما الآن - وبعد الطلاق - ألحقت ثلاثة من أبنائها بالمدارس انتسابًا، والبنت الصغرى بالمدرسة، وبقيت فتاة في الثانية عشرة من عمرها بلا مدرسة، وبعد الطلاق أمرت المحكمة طليقها بأن يغادر البيت، أو يوفر لها ولأبنائها بيتًا خاصًّا بهم، ولكنه للأسف لم يفعل أيًّا من هذا، بل بقي في نفس البيت الذي يسكنون فيه، فحبست خالتي نفسها في غرفة، وأصبح طليقها بين الفينة والأخرى يتهجم عليها في غرفتها، ويطرق الباب بقوة حتى يكاد يكسِرُهُ، وبعد أن حكمت لها المحكمة، أصبحت خالتي تشتري الطعام بنفسها، لكن المشكلة الآن في بقائه بالبيت وتهجُّمِهِ عليها ومضايقتها، كما أنه يقول بأنه سيبيع بيتهم في اليمن، وليس له حق في ذلك؛ فالنقود المدفوعة لشراء البيت كان نصفها لخالتي، وإن باع البيت، فلن يمنعه أحد؛ فالوضع في اليمن ليس جيدًا، والآن سأوجه سؤالي: كيف يتم التعامل بطريقة مناسبة مع هذه الأوضاع؟ فقلبي حزين جدًّا على خالتي الغالية وأبنائها، وعذرًا للإطالة، وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فمشكلة خالتكِ تتلخص في الآتي:
زوجها لا يرغب في بقائها معه في الإمارات.

لا يرغب في الإنفاق عليهم، بل يقتر تقتيرًا شديدًا.
منع أبناءه وبناته من الدراسة.
كثير المشاكل معها.

يضغط عليهم للعودة لليمن، ويهددهم إن لم يرجعوا ببيع بيتهم في اليمن.

لهذه الأسباب طلبت الطلاق، وتم لها ذلك.

وقررت المحكمة بأن عليه توفير سكنٍ مستقلٍّ لها مع أبنائه، ورفض ذلك.

وبعد الطلاق يضايقها كثيرًا، ويتهجم عليها، ثم تسألين عن حل لمشكلتها، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: إن كان كل ما ذكرتِهِ صحيحًا، فهو ظالم لزوجته وأبنائه، ودعاء المظلوم مستجاب؛ فلْتَلْجَأ لأعظم سببٍ لتفريج الكرب، وردع الظالم؛ وهو الدعاء، فتدعو بصدق ويقين بتفريج كُربتها، وصرف أذى والد أولادها عنها، وعن الأبناء؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

ثانيًا: تكثر من الاستغفار من الذنوب؛ لأن المعاصي سبب عظيم للكرب، ولتسلط الغير؛ قال سبحانه: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165].

ثالثًا: تُكثِر من الاسترجاع؛ وهو قول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي، وأخْلِفْ لي خيرًا منها، فلها أثر عظيم جدًّا في تفريج الكرب؛ قال سبحانه: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].

رابعًا: تحافظ على الصلوات في أوقاتها، مع تلاوة القرآن، مع أذكار الصباح والمساء؛ ففيها جميعًا تقوية للإيمان والصبر، وتطييب للقلب، وحماية من شر الأشرار، ودفع لأذاهم.

خامسًا: لها الحق أن تطالب المحكمة بإلزام طليقها بتنفيذ قراراتها السابقة، وبكفِّ شرِّه عنها، وبإنفاقه على الأبناء.

سادسًا: توجد جهات مختصة في معظم الدول للإصلاح الأسري، ولمكافحة العنف الأسري، وبإمكانها تقديم شكوى لهم ليقوموا بمناصحته وإلزامه.

سابعًا: يُخوَّف بالله سبحانه، ومن عاقبة الظلم، وذلك من قِبل عقلاء عائلته، أو من الجيران، أو من خطيب الجامع؛ ويُذكَّر بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أُحرِّج حقَّ الضعيفين: اليتيم، والمرأة))؛ [رواه ابن ماجه، وأحمد، والنسائي].

ثامنًا: مما يُسلِّي خالتكِ أن تُذكَّر بأن كل ما حصل لها ابتلاءٌ كتبه الله عليها؛ لتكفير خطاياها، ولمغفرة ذنوبها، ورفع درجاتها في الجنة؛ لقوله سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، وقوله عز وجل: ﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [آل عمران: 186]، وقوله سبحانه: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].

حفظ الله خالتكِ، وفرج الله كربتها، وهدى الله زوجها السابق، وأعانه على حسن الخلق، والقيام بحقوق أبنائه، والإحسان لهم ولوالدتهم، وكف شره عنهم.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.57 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]