زوجتي سبب تعاستي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4457 - عددالزوار : 882572 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3992 - عددالزوار : 416851 )           »          رمضان شهر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          رؤية هلال رمضان .. قصص من التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 58 - عددالزوار : 5086 )           »          جمهورية القرم الإسلامية .. وتاريخ من المعاناة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          المخدرات كارثة…تهدد بنيان المجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          المسير إلى عرفة والوقوف بها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 49 )           »          الاستفادة من الأطفال في الدعوة إلى الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          معاناتي مع القولون العصبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-09-2023, 07:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,704
الدولة : Egypt
افتراضي زوجتي سبب تعاستي

زوجتي سبب تعاستي
أ. رضا الجنيدي

السؤال:

الملخص:
شاب متزوج في نزاع دائمٍ مع زوجته، لأسباب كثيرة منها اختلاف المستوى التعليمي، وأن لا توافقَ بين أمه وزوجته، وهم يعيشون في بيت عائلة، وزوجته – من ثَمَّ – تسيء معاملته، ويسأل: ما الحل معها؟

تفاصيل السؤال:
أنا شاب في التاسعة والعشرين من عمري، متزوج منذ سنتين ونصف، لديَّ بنت عندها سنة ونصف، لم أرَ السعادة قط في حياتي، فزوجتي غير متعلمة، وأنا تعليمي عالٍ، فلا يوجد بيننا تفاهم، ودائمًا نحن في نزاع وخصومات لأسباب عديدة؛ منها أن والدتي وزوجتي لا تحب أيٌّ منهما الأخرى، وأنا غير قادر على أن أوفِّقَ بينهما، فزوجتي ترى أني منحاز إلى أمي، مع العلم أن والدي ميت، ونحن نعيش في بيت عائلة لكني أعيش في شقة منعزلة عن والدتي، وزوجتي لا تريد العيش في بيت العائلة مع أنها لا تشارك والدتي في أي شيء، وأنا لا أستطيع أن أؤجر في الوقت الحاليِّ، زوجتي لا تطيعني، ولا تحسن استقبالي، وترمي كل المسؤولية عليَّ، بحجة أن تربية ابنتها تتعبها كثيرًا، وتمنعني معاشرتها أيضًا، لدي أكثر من سؤال: ماذا أصنع مع تلك الزوجة؟ وكيفية أتعامل معها؟ وما حق تلك الزوجة عليَّ؟ وما حقي على تلك الزوجة؟ وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الابن الفاضل:
أهلًا وسهلًا بك في شبكة الألوكة، نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يجعل بينك وبين زوجتك مودة ورحمة، وأن يؤلف بين قلبيكما.

بداية، اعلم - بنيَّ - أن السنوات الأولى من الزواج قد يصاحبها بعض المشكلات المتكررة بين الزوجين؛ بسبب اختلاف الطباع بينهما والتكوين النفسي لكل منهما، ولكن مع الاستعانة بالله عز وجل، ومحاولة تقرب كل طرف للآخر تستقيم الحياة بين الزوجين بإذن الله عز وجل.

واعلم - حفظك الله - أن مسؤولية السعادة الزوجية ليست في يد الزوجة وحدها، ولا في يد الزوج وحده، ولكنها في يد الطرفين، وأن أي مشكلة تعصف بالاستقرار النفسي أو الأسري حلُّها بعد عون الله عز وجل في يد الزوجين، وليس في يد طرف واحد؛ لذلك سأبدأ بك أنت بُني؛ لأنك صاحب الرسالة وطلب الاستشارة.

تقول: إنَّك حاصل على شهادة عليا، بينما زوجتك غير متعلمة، وهذا يجعل مسؤوليتك كبيرة تجاه استقرار البيت؛ فقد تكون الثقافة الزوجية لزوجتك محدودة، وتحتاج أن تتعلمها لتعرف كيف تتعامل مع زوجها بما يسعده ويسعدها، ولكن هذا التعلم يجب أن يتم برفق ومودة ورحمة، لا بشدة وهجر وخصام وغلظة؛ فاحرص على أن تقدم لزوجتك ما يزيد من ثقافتها الزوجية؛ كأن تشتري لها الكتب البسيطة إن كانت على علم بالقراءة، أما إن كانت لا تعرف القراءة، فيمكنك أن تدلها على أحد البرامج المتخصصة للثقات من أهل الخبرة في الحياة الزوجية، المنتشرة على اليوتيوب لتشاهدها وتتعلم منها، وعليك أن تفعل أنت نفس الشيء، فكثير من الرجال ينقصهم هذه الثقافة كذلك، فلا تمتنع عن التعلم؛ فهذه المهارة ستصنع فارقًا كبيرًا في علاقتكما بإذن الله عز وجل.

ليس بالضرورة أن تكون زوجتك متعلمة ليحدث توافق بينكما؛ فكثير من أمهاتنا كنَّ غير متعلمات وأميَّات، ومع ذلك نجحن في التواصل مع أزواجهن نجاحًا باهرًا، فلا تجعل الفارق العلمي حاجزًا بينكما، واحذر أن تكون أنت من تتسبب في اختلاق بعض المشكلات بمشاعرك هذه التي يتضح فيها شيء من النفور من الزوجة بسبب نقص تعليمها، وتأكد أن الزوجة لو شعرت بهذه المشاعر من ناحيتك سينتابها الضيق والتوتر، والشعور بالنقص، وربما ينعكس ذلك على تصرفاتها معك كأن تجدها عصبية أو انفعالية، أو يظهر عليها دومًا مشاعر الكآبة والحزن والهم؛ فراجِعْ نفسك، وانظر في تعاملك معها، فإن كنت تُشعرها بهذا الفارق بالأفعال، أو الكلمات، أو حتى بالنظرات، فابدأ بنفسك وصحح أسلوبك معها، وعاملها بتقدير واحترام، وأشعرها بالاهتمام، وبأنها ذات قيمة في حياتك، ووقتها ستجد سلوكها قد تغير مع الوقت بإذن الله، وستنعم معها بعلاقة دافئة وهانئة وهادئة.

أنت تقول: إن والدتك لا تحب زوجتك، وزوجتك لا تحب والدتك، وهذه المشاعر تنتشر للأسف في بيوتنا، ولكن الحق أن كثيرًا من أمهات الأزواج يتحفزن ويعاملن زوجة الابن بشكل فيه حدة وشدة وتدخل في خصوصياتهن، وخاصة إذا كان الابن هو الرجل الوحيد في الأبناء وسط مجموعة من البنات، أو الابن الوحيد بوجه عام، أو عندما يكون الأب قد توفِّي، وقامت الأم بتفريغ حياتها لهذا الابن؛ لذلك فهي قد تشعر بالغيرة من زوجة ابنها، أو تتصور أنها وحدها التي تعلم طرق سعادة ابنها، فتسعى لأن تفرض على زوجة الابن أسلوبًا معينًا في التعامل، وفي إدارة بيتها وحياتها الزوجية، وقد تكون هذه الأمور أحد أسباب سلوك زوجتك معك، فاجلس مع نفسك جلسة صادقة، وحلل المواقف التي تحدث بين أمك وزوجتك؛ لتعرف أين تكمن المشكلة.

وسواء كانت المشكلة من أمك أو من زوجتك، فكن حكيمًا ولا تتحيز لطرف على حساب الآخر، وأعطِ كل ذي حق حقه؛ فأمك حقها عليك البر والإحسان، والطاعة بالمعروف والرحمة، وأن توفر لها سبل الراحة والسعادة، ولكن دون أن يكون في ذلك ظلم لزوجتك.

وزوجتك حقها عليك أن تعيش معها بالمعروف والإحسان، وأن تعاملها بمودة ورحمة، ولكن دون أن يكون ذلك على حساب أمك، ودون أن يكون في ذلك ظلم لها.

ودعني ألفت نظرك إلى نقطة مهمة جدًّا؛ وهي أن بعض الرجال يظنون أنه من الواجب على الزوجة أن تخدم أمَّ الزوج، وأن تقيم معها معظم الوقت، وأن تعيش حياتها بالطريقة التي تناسب أم الزوج، وهذا ليس له أساس في الشرع، بالطبع على زوجتك أن تعامل أمك بالمعروف والإحسان والبر، ولكن ليس من واجباتها خدمة والدتك، وليس من حق والدتك أن تتدخل في خصوصيات بيتكما.

بخصوص طلب زوجتك الانتقال لشقة أخرى، أقول لك:
لن تطلب زوجتك مثل هذا الطلب – غالبًا - إلا إذا كانت قد ضاقت بها السبل، وشعرت بالانهاك النفسي من وجودها في بيت العائلة، وإلا لماذا تخرج من بيتٍ ملكٍ لزوجها، وتفضل الحياة في شقة إيجار تُحمِّلها هي وزوجها أعباء مادية هما في غِنًى عنها؟

إذا أردت أن تتوقف زوجتك عن هذا الطلب، وتتوقف عن عصيانك وتقابلك مقابلة جميلة كما تحب، وتتعامل معك معاملة طيبة، فابحث عن منابع المشكلة وجففها، لا تترك الأصل، وتركز مع الفرع، لا تركز مع العَرَضِ، وتنسَ أساس المرض، وإلا ستظل في نفس هذه الدوامة المؤلمة.

اجلس مع زوجتك جلسة حبٍّ دون انتقاد، ودون افتعال للمشكلات، واطلب منها أن تصارحك بما يؤلمها، واسمع منها باهتمام وتقدير لمشاعرها، دون إلقاء اللوم عليها أثناء هذه الجلسة، حاول أن تتحلى بالصبر والحلم أثناء حواركما، ثم حدثها عن ما يؤلمك دون تجريح لها ودون إشعارها بأنها سبب كل المشكلات التي بينكما.

ذكرها بمشاعركما الطيبة تجاه بعضكما البعض، وحاول أن تصنع معها لحظات طيبة من حين لآخر.

ساعدها في تربية ابنتكما؛ فهذا من واجبك كأبٍ، فأمر التربية ليس من واجبات الزوجة وحدها.

وفِّر لزوجتك وقتًا يوميًّا للجلوس معها، ولا تجعل جلوسك في المنزل يقتصر على تناول الطعام والنوم، والجلوس على الهاتف والتلفاز فقط؛ فلزوجتك عليك حق، وحين تجد الزوجة زوجها منشغلًا عنها بكل هذه الأمور، مع إشعاره لها بعدم التقدير - تشعر الزوجة مع الوقت بالابتعاد النفسي عن زوجها؛ مما يجعلها تتهرب من العلاقة الزوجية وتجدها عبئًا نفسيًّا عليها.

أما بخصوص حقوق الزوج وحقوق الزوجة، فالمقام يطول عن الحديث، ولكن أختصر ذلك بالحديث عن بعض الحقوق غير المادية:
حق الزوج على الزوجة أن تطيعه بالمعروف ولا تعصيه، ما دام أنه لا يأمرها بمعصية، أما في حال أمَرَها بمعصية، فلا طاعة له عليها في هذه الجزئية، ومن حق الزوج على الزوجة أن توفر له الراحة والهدوء، وأن تعاشره بالمعروف، وأن تحفظه في نفسها وفي ماله، وأن تعفه، وأن تستر عيبه، ولا تفشي سره.

أما حق الزوجة على الزوج أن يعاشرها بالمعروف، وأن يستوصي بها خيرًا، وأن يعفها، وأن يستر عيبها، ولا يفشي سرها، وأن يكون هينًا رحيمًا، لا يضيق عليها بكثرة التدقيق في الأمور التي من المروءة أن يتغافل عنها.

ومقام الحقوق والواجبات لكل من الزوجين يطول الحديث عنه؛ لذلك أنصحك بكثرة القراءة والاطلاع أنت وزوجتك، وأن تذكرا دومًا قول الله عز وجل: ﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 237].

أخيرًا يمكنك الرجوع إلى كتبي الخاصة بالحياة الزوجية، وبإذن الله تستفيد منها؛ فيمكنك قراءة كتاب: "ما لا يدركه الرجال وتحتاجها النساء".

وكتاب: "أسرار التواصل الفعال بين العقلاني والعاطفي".

ويمكن أن تقدم لزوجتك كتابي "زوجات في مهب الريح" سيفيدها كثيرًا بإذن الله عز وجل.

أسال الله عز وجل أن يجعلكما من أهل التقوى والفضل والإحسان، وأن يؤلف بين قلوبكما، وأن يصلح ذات بينكما.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.22 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]