شخصية تجلد ذاتها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         عرض كتاب "مباحث المفاضلة في العقيدة" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          كراهة الإحرام قبل الميقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          إنه موسمنا الأكبر! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          من أخطائنا في عشر ذي الحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أزمة الهوية الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          صدمة غزة وحال الأمة الإسلامية .. نحو استراتيجية جديدة لمواجهة التحديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          شفاء لما في الصدور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          وليال عشر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          في كل بقعة من أرض الله جراح تنزف ودماء تسيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          فضل الدعاء بعد عصر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-08-2023, 05:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,105
الدولة : Egypt
افتراضي شخصية تجلد ذاتها

شخصية تجلد ذاتها
أ. أحمد بن عبيد الحربي


السؤال:

الملخص:
فتاة ترى نفسها تفتقد القدرة على التصرف الصحيح، والقدرة على التواصل مع المجتمع المحيط بها، فهي مشوَّشة دائمًا، ولا تتقن أي مهارة، ولا تجيد الحديث والنقاش، حتى إنها تخشى التواصل مع أقربائها لأجل ذلك، وتسأل: ما النصيحة؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.


أنا في السابعة عشرة من عمري، لا أريد الإطالة ولا أعرف كيف أشرح لكم مشكلتي، فأنا كسولة جدًّا، ونكدية، كما أنني أتجنب الناس حتى لو كانوا قريبين مني، فأخاف أن أشعر بالإحراج عندما يسألونني ولا أعرف الإجابة، وأشعر بالخجل الشديد، والإحراج من تصرفاتي؛ لأني مشتتة الذهن طوال الوقت، أيضًا أنا لا أعرف الكثير من المهارات، ولا أتقن الكثير من الأشياء، فقط أقضي كل وقتي على الجوال، وأتكاسل عن القيام ببعض الهوايات، لا أريد أن أحيا هكذا؛ فأهلي لا يحبون تصرفاتي هذه، ولا يرون فيَّ إلا طاقة سلبية، ولا أستطيع التأقلم مع بيئات العمل الجديدة، ففي المدرسة مثلًا أشعر بالارتياح في التعليم عن بُعْدٍ؛ لأنني لا أريد الشعور بالإحراج، أو أن يسخر أحد من أفعالي، أحب أقاربي وأود أن أكون واصلة للرحم، لكن أخشى أن أزورهم؛ دفعًا للحرج عن نفسي؛ لأنني شخصية لا تستطيع الاعتماد على نفسها، فأعتمد على غيري، ولا بد أن يكون معي شخص آخر كي أشعر بالأمان، وهم يشعرون - مثلي - بالحرج من تصرفاتي، فيُحسَّون مني بالازورار، أيضًا أنا لا أجيد النقاشات، وأبدو منعزلة في المناسبات الاجتماعية، أنا مندفعة ومتهورة أحيانًا، ومن الشخصيات التي يمكن أن تُستغَلَّ بسهولة ويُسْرٍ، فمثلًا إذا ذهبت وحدي لأشتري لنفسي، فلا أستطيع إلا أن تأتي لي العاملة لتقول لي: اشتري كذا وكذا، فلا أملك أن أقول لها: لا، أو أن أبديَ رأيي فيما قالت، فأشتري ما تشير عليَّ حتى ولو لم أرغب فيه، أتمنى أنكم فهمتم من وصفي؛ لأني أشعر أنني لم أوصل لكم الفكرة بالشكل الكافي، ماذا أفعل؟ آخر شيء أود أن أقوله هو أني شخصية لا يُعتمد عليها، ولا أعرف كيف أتصرف أو أُناقش، وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فمرحبًا أختي الكريمة، ونشكركِ على الثقة بهذا الموقع.

أيتها الفاضِلة:
كل قسوة تهون عند قسوة الإنسان على نَفسِه!

لماذا تجلدين ذاتكِ بأنواع السياط (كسولة جدًّا، نكدية، أتجنب الناس حتى لو كانوا قريبين مني، أشعر بالخجل الشديد والإحراج من تصرفاتي، طول الوقت مشتتة الذهن، أخاف أن أشعر بالإحراج عندما يسألونني ولا أعرف الإجابة، لا أعرف الكثير من المهارات، لا أُتقن الكثير من الأشياء، فقط أقضي كل وقتي على الجوال، وأتكاسل عند القيام ببعض الهوايات)؟ لُطفك يا ألله! لم أستَطِعْ مواصلة عدِّ السلبيات.

لماذا - يا أختي - النظر إلى الذات من هذه النافذة سوداء اللون؟ لماذا لا تنظرين من النافذة الأخرى المُشرِقة والمُطِلَّة على تميزكِ وإبداعكِ؟

وكأني بكِ تقولين: أي تميز، وأي إبداع؟! إن كنتِ لم تلاحظيه، فأنا قد لاحظته من خلال هذه الأسطر، ولعلي أسأل القارئ الكريم: ما رأيكِ بهذا السرد المتناسق، وهذه العبارات التي يتضح من خلالها قدرة الشخص الذي سَطَّرَها على البَوحِ بما في خاطره والتعبير، بل الوصف الدقيق لِما يُعانيه؟! ثم تقولين في نهاية السؤال:
(أتمنى أنكم فهمتم من وصفي؛ لأني أشعر بأني لم أوصل لكم الفكرة بالشكل الكافي)؛ فأجيبك: نعم، فهمتكِ، وشعوركِ هذا غير صحيح.

نعم، هو مجرَّد شعور، لكنه لم يستند على شواهد من الواقع، بل إن مصدره هو النظرة الدونية للنفس واحتقار الذات.

أختي الكريمة:
إن انخفاض مستوى تقدير الذات هو أكثر البواعث على الكسل والتخاذل.

إن ديننا الحنيف حريصٌ على اعتزاز المسلم بذاته وشعوره بكرامته، بل إن النصوص الشرعية تحث المسلم على الارتقاء بنظرته لِذَاتِهِ، ومن ثَمَّ تحثُّه على الارتقاء بسلوكياته، وتأمره بمكارم الأخلاق والبُعد عن سيِّئها.

إن هذا التكريم الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في قولِه: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70]، هو أساس اعتزاز الإنسان بِذاتِهِ.

الله سبحانه وتعالى كَرَّم الإنسان وفضَّلَه على سائر المخلوقات، وأنزل الكتب، وأرسل الرسل؛ لتقويم سلوك الإنسان، وتوجيهه التوجيه الصحيح في عبادة الله وطاعته.

وبالمناسَبَة: إن احتقار الإنسان لذاته يُدخِلُه في دوَّامة من الأسى والحزن، كما حصل معكِ أيتها الفاضلة، فنظرتكِ إلى ذاتكِ تُحدِّد نظرة الآخرين إليك، فكيف لهم أن يحترموا نفسًا احتقرها صاحبها؟

ودعيني أتَّجِه - بعد هذا التشخيص الذي أعانني عليه سَردُكِ الدقيق ووصفكِ العميق - إلى العلاج من خلال الإجابة عن هذا السؤال:
كيف أرفع من مستوى تقديري لِذَاتي؟


الأمر بسيط، كل ما عليكِ هو علاج هذه النقطة: (آخر شيء أود أن أقوله هو أني شخصية لا يُعتمد عليها، ولا أعرف كيف أتصرف أو أُناقش)، فقط أريدكِ أن تسلكي الخطوات التي تنقلكِ من شخص لا يُعتمد عليه، ولا يعرف أن يتصرف أو يناقش بشكل جيد، إلى شخص واثق من ذاته يستطيع أن يعتمد على نفسه في كل أمور حياته، وهذا يرجع إلى التعلم الجيد، والممارسة الجيدة، وإزالة العقبات التي تحول بينكِ وبين الإنجاز.

ولا يَسَعُني هنا تفصيل خطوات رفع الثقة بالذات، وتطوير المهارات الشخصية ومهارات التعامل مع الآخرين، ويُمكِنُكِ الاطلاع حول هذه المواضيع عبر الكُتب والمُؤلَّفَات، أو حضور الدورات، وكذلك هي متاحة في مواقع التواصل.

وانظري إلى مواطن النقص على أنها مشروع تطوير لقدراتك، لا أنها أسباب للانطواء والعُزلة.

واستعيني بالله على ذلك، وفي حال لم تستطيعي التغيير، توجَّهي إلى المختص النفسي؛ فدوره الوقوف معكِ وإعداد جلسات العلاج المعرفي السلوكي.

سائلًا الله لكِ التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.24 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]