|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
التنازع في النحو
التنازع في النحو الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي يتحقق التنازع في الكلام الذي يتقدم فيه عاملان فأكثر، ويتأخر عنهما معمول واحد فأكثر، ويكون كل متقدم طالبًا لذلك المتأخر، واتفق النحاة على أنه يجوز إعمال العامل الأول كما يجوز إعمال غيره[1]، فإذا أعملنا الأول وجبَ أن نُضمِرَ في الثاني كلَّ ما يحتاجه من مرفوع ومنصوب ومجرور، وإذا أعملنا الثاني لم نُضمِر في الأول إلا المرفوع، أما المنصوب والمجرور فيُحذَفان. تقول في إعمال العامل الأول: قام وقعدا أخَواك، فأخواك فاعل للفعل الأول، وأضمرنا الألفَ فاعلًا للفعل الثاني، فكأننا قلنا: قام أخواك وقعدا. وتقول: قام وأكرمتُهما أخواك، فأخواك فاعل للفعل الأول، وأضمرنا التاء فاعلًا والهاء مفعولًا للفعل الثاني، فكأننا قلنا: قام أخواك وأكرمتهما. وتقـول: قـام ومررت بهما أخـواك، فأخـواك فاعـل للفعل الأول، وأضمرنا الجـار والمجرور للفعـل الثاني، فكأننا قلنا: قـام أخـواك ومررت بهما. وتقول في إعمال الثاني: قاما وقعد أخواك، فأخواك فاعل للفعل الثاني، وأضمرنا الألفَ فاعلًا للفعل الأول. وتقول: ضربتُ وضَرَبني أخواك، فأخواك فاعل للفعل الثاني، ولم نضمر مفعولًا للفعل الأول بل حذفناه، فلا يجوز أن تقول: ضربتُهما وضربني أخواك؛ إذ سبق عدم إضمار غير المرفوع للأول. وتقول: مررتُ ومرَّ بي أخواك، فأخواك فاعل للفعل الثاني، ولم نضمر المجرور للأول، فلا يجوز أن تقول: مررت بهما ومرَّ بي أخواك. ومن أمثلة تقـدُّم أكثر من عامـلين على معـمـول واحد قـولنا: كما صليتَ وباركتَ وترحَّمتَ على إبراهيم، ومن أمثلة تقدم أكثر من عامـلين على أكثر من معمول قـول النبي صلى الله عليه وسلم: «تُسبِّحون وتحمدون وتكبِّرون دُبُرَ كلِّ صـلاةٍ ثلاثًا وثـلاثين»[2]، والمعمولان هما الظرف (دُبُرَ)، والعـدد النائب عن المفعـول المطلق. وقد اعتاد كثير من النحاة (ومنهم صاحب القطر) أن يُوردوا هنا قولَ امرئ القيس: ولو أنَّ ما أسعى لأدنى معيشةٍ *** كفاني ولم أطلب قليلٌ من المال[3] ولكنما أسعى لمجدٍ مؤثَّلٍ *** وقد يُدرِكُ المجدَ المؤثّلَ أمثالي[4] المصدر كتاب: توضيح قطر الندى تأليف: الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي، بعناية: الدكتور عبدالحكيم الأنيس [1] لكن رجح الكوفيون إعمال الأول لأنه سابق، ورجح البصريون إعمالَ الثاني لقربـه مـن المعـمول. ومن أمثلة إعمال الثاني قوله تعالى على لسان ذي القرنين: ﴿آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴾ [الكهف: 96] فالاسم المتأخر مفعول للفعل الثاني ، والمفعول الثاني للفعل الأول محذوف. ومنه قول الشاعر: جَفَوني ولم أجف الأخـلاءَ..، فالأخلاء مفعول للفعل الثاني، وأضمرنا الواو فاعلاً للأول. قلتُ: قائل البيت رجل من طيء. انظر: معالم الاهتدا ص 47. ع. [2] رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه [برقم 807]، وأخرجـه عنه مسلم أيضًا [برقم 595]، فهو متفق عليه. [3] البيت لامرئ القيس؛ انظر: معالم الاهتدا ص 48. ع. [4] يقـال: أثّـلَ الرجـلُ مالَه نَمَّاه، وأثَّل مجــده عظَّـمـه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |