الفاتحة وركائز العبودية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 253 - عددالزوار : 42654 )           »          انفعالات المراهق- عندما ننظر للمراهق على أنه إنسان.. عندها فقط نعرف ما يريد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1009 )           »          الرجولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 645 )           »          السبيل إلى معرفة التوحيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حكم حجز الأماكن في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          التأخر في أداء واجب العزاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          النبي القدوة معلما ومربيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 80 )           »          مع سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 98 )           »          السَّعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 85 )           »          اليهود كفار بالله ورسله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-04-2023, 03:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,044
الدولة : Egypt
افتراضي الفاتحة وركائز العبودية

الفاتحة وركائز العبودية

محمد بن سند الزهراني



بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فمن هدايات سورة الفاتحة أنَّ فيها إشارةً إلى أركان العبودية القلبية - الحب والخوف والرجاء - قال الله تعالى: ﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا [الإسراء:57].

فمن القواعد المهمة والمسالك المنهجية أنْ يعلم العبد أنَّ عبادة الله جَلَّ وَعَلَا لا تقوم إلا باجتماعِ هذه الأركان الثلاثة، فلا يجوز للعبدِ أنْ يتقرَّب إلى الله جَلَّ وَعَلَا عبادةً بالحب وحده دون خوفٍ ولا رجاء، أو بالخوفِ وحده دون محبةٍ ولا رجاء، أو بالرجاء وحده دون محبةٍ ولا خوف.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اَللَّهُ: (مَنْ عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومَنْ عبد الله بالخوف وحدهُ فهو حروري، ومَنْ عبد الله بالرجاء وحدهُ فهو مُرجئ، ومَنْ عبد الله بالحب والخوف والرجاء، فهو مؤمنٌ موحد).

لنرى كيف اشتملت سورة الفاتحة على الإشارة لهذه الركائز والأركان القلبية:
ففي قول الله جَلَّ وَعَلَا: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، فالحمدُ هو الثناءُ على الله مع حبهِ جَلَّ وَعَلَا، فالثناءُ مع الحبِ يُسمَّى حمدًا، وهذا هو الركن الأول.

وأمَّا الرجاء فجاءت الإشارة إليه في قول الله جَلَّ وَعَلَا: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:3]، إذا قرأ العبد هذين الاسمين العظيمين، وفهم ما دلَّ عليهِ من ثبوت الرحمة لله جَلَّ وَعَلَا، وقع في قلب العبد إنْ كان متأملًا متدبرًا رجاء رحمة الله جَلَّ وَعَلَا؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ ﴾ [الإسراء: 57].

وإذا قرأ العبدُ في الفاتحة: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:4]، واستحضر القارئ وقوفهُ بين يدي الله جَلَّ وَعَلَا للحسابِ والجزاء والميزان والصراط، وقع في قلبهِ الخوفُ مع رجاء الله جَلَّ وَعَلَا بأنْ يغفر الله جَلَّ وَعَلَا لهُ، ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى [النجم:31].

وفي قوله تعالى: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ[الفاتحة:5]، فكأنك تقول أيها العبد: إياك نعبد يا ألله بالحب اَلذِي دلّ عليهِ ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[الفاتحة:2]، وبالرجاء اَلَّذِي دلَّ عليه ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[الفاتحة:3]، وبالخوف اَلَّذِي دلَّ عليهِ ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ[الفاتحة:4].

وعلى هذافالقلبُ في سيرهِ إلى الله جَلَّ وَعَلَا بمنزلة القائد، فالمحبةُ رأسهُ والخوف والرجاءُ جناحاه، وبهذا يصلح القلب ويستقيم، ويُرجَى لهُ يوم القيامة النجاة ﴿ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89].

فإذا امتلأ قلب العبدِ حبًّا وخوفًا ورجاءً، فإنهُ يسير إلى الله جَلَّ وَعَلَا بهذا القلب السليم اَلَّذِي سلِم من كل شبهةٍ تعارض أمر الله، ومن كل شهوةٍ تعارضُ خبر الله، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد.

والحمد لله رب العالمين



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.40 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]