شروط شهادة أن لا إله إلا الله عز وجل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4475 - عددالزوار : 966762 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4011 - عددالزوار : 484910 )           »          فوائد الثوم للبشرة.. يخلصك من حب الشباب ويقضي على الشيخوخة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 90 )           »          4 خطوات بسيطة لتجديد شكل دواليب المطبخ.. هترجع زي الجديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          طريقة عمل الدجاج الكرسبي بوصفة صحية في منزلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 78 )           »          وصفات طبيعية لتضييق المسام.. للحصول على بشرة خالية من الحفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          6 وجبات مختلفة يمكن اصطحابها إلى الشاطئ.. لو بتستعد للمصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          طريقة عمل طاسة السجق بالبيض بطعم كرسبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          5 زيوت مهمة لترطيب البشرة.. أبرزها زيت الزيتون والأفوكادو (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          جددى شكل بيتك قبل العيد بلمسات بسيطة وغير مكلفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 85 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-01-2022, 07:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,353
الدولة : Egypt
افتراضي شروط شهادة أن لا إله إلا الله عز وجل

شروط شهادة أن لا إله إلا الله عز وجل
روضة محمد شويب



بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، أما بعد:

فشهد الله لنفسه بهذا التوحيد وشهدت له به الملائكة وأنبياءه ورسله: قال تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [آل عمران: 18، 19].





تضمنت هذه الآية الكريمة إثبات حقيقة التوحيد والرد على جميع طوائف الضلال، فتضمنت أحب شهادة وأعظمها وأعدلها وأصدقها، من أجلِّ شاهد لأجلِّ شهود.





وعبارات السلف في (شَهِدَ) تدور على الحكم والقضاء والإعلام والبيان والإخبار، وهذه الأقوال كلها حق لا تنافيَ بينها، فإن الشهادة:



تتضمن كلام الشاهد وخبره، وتتضمن اعلامه واخباره وبيانه فلها أربع مراتب:

فأول مراتبها: علم ومعرفة واعتقاد لصحة المشهود وثبوته.



وثانيها: تكلمه بذلك وإن لم يعلم به غيره، بل يتكلم بها مع نفسه ويذكرها وينطق بها أو يكتبها.



وثالثها: أن يُعلم غيره بها بما يشهد به ويخبره به ويبينه له.



ورابعها: أن يلزمه بمضمونها ويأمره به.





فشهادة الله سبحانه لنفسه بالوحدانية والقيام بالقسط تضمنت هذه المراتب الأربع:

1- علمه سبحانه بذلك.

2- وتكلمه به.

3- وإعلامه.

4- وإخباره لخلقه به وأمرهم وإلزامهم به.





وفي حديث الشفاعة: ثم قال: ثم أعود الرابعة، فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدًا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل تسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: يا ربي أتأذن فيمن قال لا إله إلا الله؟ فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي، لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله"[1].





شروط الانتفاع بهذه الشهادة العظيمة:

النطق بالشهادتين:

إن النطق بالشهادتين لا يصح إسلام المرء بدونه، إلا إذا عجز عن ذلك لعذر كالأخرس، وذلك لما ورد في كثير من الأحاديث مما يدل على وجوب النطق بهما، ومنها ما رواه البخاري عن معاذ بن جبل أن النبي صلي الله عليه وسلم قال له حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب، فإذا جئتهم، فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .... الحديث.





وكذا رواه النسائي والدارمي، وفي رواية مسلم: فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله .... وكذا رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن أبي شيبة[2].





والمراد به أن المرء لا ينتفع بالشهادة حتى ينطق بها بلسانه، فان كان كافرًا لا بد له من النطق بالشهادة ليتثبت له وصف الإسلام، فمن لم ينطق بها مع القدرة عليها لا يكون مسلمًا بالإجماع [3].





ومن كان مسلمًا فلا بد أن ينطق بها بلسانه لينال الفضل المترتب عليها؛ لأنها نوع من الذكر اللساني بل هي أعظمه، وكل أنواع الذكر اللساني لا يثبت إلا بالنطق والكلام.





وفي بيان هذا الشرط يقول النووي: "اتفق أهل السنة من المحدثين والفقهاء والمتكلمين على أن المؤمن الذي يحكم بأنه من أهل القبلة ولا يخلد في النار، لا يكون إلا من اعتقد بقلبه دين الإسلام اعتقادًا جازمًا خاليًا من الشكوك، ونطق بالشهادتين، فإن اقتصر على إحداهما لم يكن من أهل القبلة أصلًا، إلا إذا عجز عن النطق لخلل في لسانه، أو لعدم التمكن منه لمعاجلة المنية أو لغير ذلك، فإنه يكون مؤمنًا"؛ شرح صحيح مسلم (١ /١٤٩).





يقول ابن تيمية: "أما الشهادتان إذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين"؛ مجموع الفتاوي (٧ / ٦٠٩).





ويدل على هذا الشرط جميع النصوص الشرعية التي فيها تعليق الانتفاع بالشهادة على القول، ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿ قولوا آمَنّا بِاللَّهِ وَما أُنزِلَ إِلَينا وَما أُنزِلَ إِلى إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ وَإِسحاقَ وَيَعقوبَ وَالأَسباطِ وَما أوتِيَ موسى وَعيسى وَما أوتِيَ النَّبِيّونَ مِن رَبِّهِم لا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِنهُم وَنَحنُ لَهُ مُسلِمونَ [البقرة: ١٣٦].





وقوله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله"؛ البخاري ١٣٩٩ ومسلم ٣٠.





ويناقض هذا الشرط عدم النطق بالشهادة عند دخول الإسلام مع القدرة على ذلك، أو التفريط في الإكثار من نطقها باللسان، فالأول يناقض أصلها والثاني يناقض كمالها، وأول متعلق بالكافر الأصلي والثاني متعلق بالمسلم.





العلم بالشهادة:

قال تعالى ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ [سورة محمد: الآية 19].



وفي الصحيح: (مَن ماتَ وهو يَعْلَمُ أنَّه لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، دَخَلَ الجَنَّةَ).





العلم بها، والمراد به أن يكون المرء عالِمًا بالمعنى الذي تدل عليه الشهادة نفيًا وإثباتًا، والعلم بمدلول الشهادة على مراتب[4]:

المرتبة الأولى: العلم الإجمالي، وذلك بأن يعلم العبد بأن الله تعالى هو وحده المستحق للعبادة، وأن كل ما سواه من المخلوقات لا يستحق شيئًا منها، وهذا شرط أساسي داخل في حقيقة الشهادة من لا لم يأت به لا يعد مسلمًا، ولو كان جاهلًا متأولًا.









المرتبة الثانية: العلم التفصيلي الواجب، وهو العلم بتفاصيل ما يدخل في العبادة التي يستحقها الله وبتفاصيل الشرك المحرم، فهذا ليس ركنًا في الشهادة، وإنما هو واجب من واجباتها، ومن خالف فيه بعد العلم يحكم عليه بالكفر أو بما يناسبه من الأحكام بناءً على دلالات النصوص الشرعية.





المرتبة الثالثة: العلم التفصيلي المستحب، وهو العلم بتفاصيل ما يتعلق بكمالات الله وآياته الكونية والشرعية الدالة على عظمته وجلاله وجبروته، وهذه المرتبة مع السابقة يتفاضل فيها الناس تفاضلًا عظيمًا.





وفي التنبيه على الفرق بين أحكام هذه المراتب يقول المعلمي: "إذا قلنا: إنه يكفي للدخول في الإسلام كل ما يؤدي معنى التزامه فذاك، وإن قلنا: لا بد من الإتيان بالشهادتين مع معرفة معناهما، فقد عرفت أن المراد معرفته في الجملة، والعادة مستمرة إلى الآن أن الكافر إذا أراد الدخول في الإسلام يلقنه الناس الشهادتين، ويفسرون له معناهما، فيعرفه في الجملة، يعرف أنه لا مدبر بقوته الذاتية إلا الله ولا معبود بحق إلا الله، ويعرف من العبادة الصلاة والصيام، فيعرف أنه لا يستحق أن يصلى ويصام له إلا الله، وأن تعظيم الأوثان والسجود لها أو للشمس أو القمر أو الصليب، عبادة لغير الله، إلى غير ذلك، مع التزامه للإسلام جملة، وهذا كاف للدخول في الإسلام وثبوت حكمه"[5].





يقول المعلمي: "فالذي أسلم هو نفسه، قد ثبت له حكم الإسلام، فإذا قلنا: إنه يكفي للدخول في الإسلام كل ما يؤدي معنى التزامه فذاك، وإن قلنا: لا بد من الإتيان بالشهادتين مع معرفة معناهما، فقد عرفت أن المراد معرفته في الجملة" [6].





ويناقض هذا الشرك أمور متعددة:

منها الجهل بما تدل عليه الشهادة في معناها المتعلق بالنفي والإثبات، ومنها الجهل بما يندرج ضمنها من واجبات التوحيد وأركانه، ومنها: الجهل بما يناقضها من الأمور الموجبة لنقض التوحيد أو نقصه، ومنها قصور العلم بكمال الله تعالى وعظمته وجلاله؛ المسلك الرشيد في شرح كتاب التوحيد.





التصديق الجازم بمضمونها:

﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [سورة الحجرات: الآية 15].






(أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله، وَأَنِّي رَسُولُ اللّهِ، لاَ يَلْقَى الله بِهِمَا عَبْدٌ، غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا، إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ)؛ (رواه البخاري).





والمراد به أن يجزم العبد ويطمئن قلبه في أن ما تتضمنه الشهادة صدق وحق، فيوقن ويطمئن بأنه لا يستحق العبادة إلا الله، وأن كل ما سواه من المخلوقات ليس لهم شيء منها، وهذا الشرط له مراتب متعددة [7]:

المرتبة الأولى: أصل الجزم المنافي للشك، وهذا القدر ركن في الشهادة لا تقبل الشهادة إلا به، ومتى ما انتفى عن العبد بطلت شهادته.





المرتبة الثانية: ما زاد على الحد الأدنى من اليقين، وهذا القدر درجات وطبقات، والناس يتفاوتون فيهاتفاوتًا عظيمًا.





ويناقض هذا الشر التكذيب بما دلت عليه الشهادة من معنى، أو الشك والتردد فيه، أو بما يؤدي إلىفقدان الدرجات العالية من التصديق القلبي.





المحبة لها ولمضمونها:



قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دونِ اللَّهِ أَندادًا يُحِبّونَهُم كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذينَ آمَنوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ [البقرة: ١٦٥].





والمراد به أن المسلم إذا نطق بالشهادة، وعلم المراد منها، وصدق به، فإنه يجب أن يحب ما تضمنته من معان، فيحب المسلم الله تعالى ويحب توحيده والتذلل له، ويحب كل من شاركه في عبوديته لربه، فإن الحب هو القاعدة التي يقوم عليها الانقياد الظاهر والباطن، فهو أساس التحرك إلى الأعمال والقوة الدافعة إليها[8].





وهذا الشرط على مراتب متعددة:

منها ما هو واجب لا بد منه في ثبوت الدين، ومنها هو من الكمال، والناس يتفاوتون فيها تفاوتًا عظيمًا، ويناقض هذا الشرط أمور متعددة منها:



بغض الله تعالى أو بغض شيء من دينه، ومنها: النفاق، فالنفاق في الحقيقة قائم على فقدان الحب للشهادة وما تضمنته من معان.





الانقياد والتسليم لمضمونها:



قوله تعالى: ﴿ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لا يَجِدوا في أَنفُسِهِم حَرَجًا مِمّا قَضَيتَ وَيُسَلِّموا تَسليمًا [النساء: ٦٥].





قوله تعالى: ﴿ إِنَّما كانَ قَولَ المُؤمِنينَ إِذا دُعوا إِلَى اللَّهِ وَرَسولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُم أَن يَقولوا سَمِعنا وَأَطَعنا وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ [النور: ٥١].





الانقياد والتسليم لمضمونها، والمراد به أن يلتزم المسلم بعمل ما تقتضيه شهادة أن لا إله إلا الله فعلًا وتركًا، ويسلم بذلك ويدعم له بإذنه وظاهره إلى أن يوافيه الموت، فإذا جمع المسلم التلفظ بالشهادة مع العلم





بمعناها، والتصديق الجازم به والحب لها، فإنه لا بد أن ينقاد بما تتضمنه، بل انقياده حينئذ سيكون حاصلًا لا محالة[9].





ومعنى الانقياد عام يشمل الأعمال الظاهرة والباطنة؛ كالخوف والرجاء والتوكل وغيرها، وهذا يدل على أن شرط الانقياد شامل لمعنى القبول والصدق وشرط الموافقة معًا، وهذا الشرط على مراتب كما هو الحال في الشروط السابقة، مرتبة الواجب، ومرتبة الكمال والناس يتفاضلون في الانقياد للشهادة تفاوتًا عظيمًا، ويدل عليه جميع النصوص التي تدل على ضرورة القيام بالأعمال الظاهرة في ثبوت حقيقة الإيمان، وكذلك يدل عليه إجماع أئمة السلف على أن جنس العمل الظاهر داخل في حقيقة الإيمان، ويناقض شرك الانقياد والتسليم عدد من الأمور، منها:

الأول: الاعتراض على حكم الله ورسوله،

والثاني: النفاق، فإن المنافق أخلف بحقيقة الانقياد لله تعالى،

والثالث: الإعراض على الدين علمًا وتعلمًا.





الإخلاص في الأخذ بمضمونها:

قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[ سورة البينة: الآية 5].



وفي الصحيح: (أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ، مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِن قَلْبِهِ، أوْ نَفْسِهِ).






والمراد به أن يصفي المرء نيته وقصده لا يدخل في الإسلام إلا لأجل مرضاة الله، ولا يعلم أي عمل من العبادات إلا طلبًا لرضاه والقرب منه، فينقي المسلم قلبه في كل الأحوال عن التوجه لغير الله أو الالتفات إلى ما سواه[10].










وهذا الشرط على مراتب كما هو الحال في سائر الشروط، ومنه ما هو واجب لازم، ومنه ما هو من الكمال الذي يتفاوت الناس فيه تفاوتًا عظيمًا، ويناقض هذا الشرط أمور متعددة، منها:

النفاق، فالمنافقون في الحقيقة لم يخلصوا في شهادتهم لله تعالى بالتوحيد، وإنما قالوا لأجل مصالح دنيوية، وكذلك الرياء في الأعمال الصالحة.






الابتعاد عن نواقضها:

﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [سورة البقرة: الآية 256].






﴿ إِنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ استَقاموا تَتَنَزَّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ أَلّا تَخافوا وَلا تَحزَنوا وَأَبشِروا بِالجَنَّةِ الَّتي كُنتُم توعَدونَ [فصلت: ٣٠].





قول تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا [فصلت: 30]، قال الحافظ أبو يعلى الموصلي: حدثنا الجراح، حدثنا سلم بن قتيبة أبو قتيبة الشعيري، حدثنا سهيل بن أبي حزم، حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال: قرأ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا [فصلت: 30]، قد قالها ناس ثم كفر أكثرهم، فمن قالها حتى يموت فقد استقام عليها[11].





ترك نواقضها، والمراد به أن المرء كما يجب عليه أن يقر بأن الله تعالى هو المعبود وأنه لا أحد يستحق العبادة سواه، ويجب عليه أن ينقاد لمدلولها مخلصًا لله تعالى بعدما علمه وصدقه وأحبه، فإنه يجب عليه أن يترك ما ينقض مدلولها، ويلتزم اعتقادًا وعلمًا بترك كل الأمور الموجبة للشرك وغيره [12].





فكما أن المرء لا ينتفع بشيء من إيمانه إذا كان واقعًا في شيء من المحفزات، فكذلك لا ينتفع بشيء من توحيده إذا كان واقعًا في شيء من الشركيات.





الخاتمة:

يقول ابن تيمية: "اعلم أن فقر العبد إلى الله أن يعبد الله لا يشرك به شيئًا، ليس له نظير فيقاس به؛ لكن يشبه من بعض الوجوه حاجة الجسد إلى الطعام والشراب، وبينهما فروق كثيرة، فإن حقيقة العبد قلبه وروحه، وهي لا صلاح لها إلا بإلهها الله الذي لا إله إلا هو: فلا تطمئن في الدنيا إلا بذكره، وهي كادحة إليه كدحًا فملاقيته، ولا بد لها من لقائه، ولا صلاح لها إلا بلقائه، ولو حصل للعبد لذات أو سرور بغير الله، فلا يدوم ذلك، بل ينتقل من نوع إلى نوع، ومن شخص إلى شخص، ويتنعم بهذا في وقت وفي بعض الأحوال، وتارة أخرى يكون ذلك الذي يتنعم به والتذَّ غير منعم له ولا ملتذ له، بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عنده، ويضره ذلك. وأما إلهه فلا بد له منه في كل حال وكل وقت، وأينما كان فهو معه.





[1] تفسير البغوي ص ١١٩ انظر أخرجه البخاري في التوحيد باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الانبياء ١٣/٤٧٣ ومسلم في الايمان باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها برقم ( ١٩٣): ١ /١٨٣-١٨٤.




[2] رقم الفتوى: 17454.

[3] المسلك الرشيد لشرح كتاب التوحيد ص ٦١-٦٢ انظر الى مجموع الفتاوي ( ٧ / ٦٠٩) وانظر الى البخاري ١٣٩٩ ومسلم ٣٠.




[4] المسلك الرشيد إلى شرح كتاب التوحيد، وانظر إلى رفع الاشتباه عن معنى الإله ضمن الآثار( ٢/١٥٧) وانظر إلى رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله؛ المعلمي ضمن آثاره ( ٢ /١٧٥) وانظر ٢ /١٥٠).





[5]المسلك الرشيد لشرح كتاب التوحيد د. سلطان العميري ص٦٣.




[6] المسلك الرشيد لشرح كتاب التوحيد د. سلطان العميري ص ٦٥.




[7] المسلك الرشيد لشرح كتاب التوحيد د. سلطان العميري ص ٦٦.




[8] المسلك الرشيد في شرح كتاب التوحيد د. سلطان العميري ص٦٧.




[9] المسلك الرشيد في شرح كتاب التوحيد د. سلطان العميري ص٦٧.




[10] المسلك الرشيد لشرح كتاب التوحيد د. سلطان العميري ص ٦٧-٦٨.




[11] تفسير بن كثير، ج٧ ص١٧٦ تحقيق سامي بن محمد سلامة.




[12] المسلك الرشيد لشرح كتاب التوحيد د. سلطان العميري ص ٦٧-٦٨











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.87 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]