سلفيتنا لم تضيق واسعًا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فقه الْحَج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 15 )           »          ما يقول الحاج والمعتمر إذا استوى على راحلته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من قام الليل هو وزوجته أصابته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          مفهوم الأثر عند المحدثين وبعض معاني الأثر في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الصحيحان: موازنة ومقاربة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأسه وأذنيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الكفاءة والخيار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حديث: العرب بعضهم أكفاء بعض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          علة حديث: (نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تخريج حديث: أنه توضأ للناس كما رأى النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-08-2021, 10:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,446
الدولة : Egypt
افتراضي سلفيتنا لم تضيق واسعًا

سلفيتنا لم تضيق واسعًا

د. محمد بن إبراهيم السعيدي




في إحدى الحوارات المعتادة عن السلفية مع بعض الإخوة من كبار المثقفين، كتب لي أحدهم -وهو من الذين لهم سابقة في الخير والدعوة- «أخي الحبيب د.محمد حفظك الله ورعاك: لا أظنه يغيب عن علمك أنني من أكثر المدافعين عن السلفية الحقة، ومع ذلك فإنني أعتقد أن سلفيتنا المتأخرة ضيقت واسعًا، واحتكرت ما تعتقد أنه الحقيقة المطلقة، ولا سيما في كثير من مسائل الاعتقاد، مع أن الجميع مجتهدون وكلهم مصيبون ومخطئون، وما لم نصحح هذا الجانب فلن يستمع لنا إلا القلة، وسنستعدي كثيرين مع الأسف الشديد».

وقد صاغ الأخ هذا الإشكال بطريقة لطيفة استحسنتُ أن يكون ردي عليها في مقال وليس كلمة عابرة محدودة الفائدة؛ إذ مضمون ما كتب من الأسئلة الملحة التي تُطرح من زمن ليس قريباً، ويزيد إلحاحها كلما واجه السلفيون تحديا حضاريا جديداً.

جانب واحد من جوانب السلفية

هناك كثيرون مثل الأخ الكريم دافعوا عن جانب واحد ومهم من جوانب السلفية، فيما هم يقفون في صف المناوئين لها من جوانب أُخَر، فيسعون في إحراقها متوهمين أنهم ينصرونها، ومدافعة الأخ وكثيرين ممن يرون رأيه إنما هي عن توحيد الألوهية في مواجهة أهل الخرافات الذين يدعون مع الله مالا يضرهم ولا ينفعهم، وفي مواجهة الكُهان والمشعوذين، ويُدافعون أيضا عن توحيد الربوبية في مواجهة الوثنيين والملحدين، وهذان القسمان من أقسام التوحيد هما أعظم ما جاءت به الرسل، وهما حق الله -تعالى- على عبيده، لكنهما ليسا كل الإسلام، وليسا كل ما يختص به أتباع المنهج السلفي، وكثير ممن يصفون أنفسهم بالعقلانيين -ممن لا ينتسبون للسلفية وربما يُعادونها- يشاركون السلفيين القناعة بإفراد الله -تعالى- بالعبادة ونبذ الخرافة، من منطلق عقلاني محض وليس من منطلق شرعي، وإن ساقوا له ما يخدمهم من الأدلة الشرعية أحيانا، إذًا فمشاركتهم في الدفاع عن هذا الجانب محمودة، وهي مما اختص به السلفيون عن سائر المدارس الإسلامية، بل إن أوائل دعاة المدرسة الإسلامية العقلية المعاصرة كالشيخ محمد عبده وتلاميذه ماهم إلا نتاج تأثر بالدعوة السلفية المعاصرة، ومع ذلك لم يصبحوا سلفيين وإن كانوا من هذه الجهة قريبين من السلفية ونحسب لهم ذلك.

السلفية منهج متكامل

لكن السلفية منهج متكامل في فهم الإسلام؛ من حيث التصور للخالق وللكون والحياة والعلاقة مع الله -تعالى- والعلاقة مع عباده، ومصادر التلقي وأصول الفهم وطرائق الاستنباط والاستدلال، فمن وافق منهج السلف في كل ذلك فهو السلفي، ومن خالفهم في شيء من ذلك مما ليس من أصول الاعتقاد فلديه من السلفية بقدر ما وافق فيه السلف.

السلفية هي الإسلام الحق

السلفية هي الإسلام الحق، كما جاء به الرسول، وكما فهمه وبَلَّغَه عنه إلينا صحابته الكرام وتابِعوهم، لكن ليس كل المسلمين سلفيين، لأنه ليس كل المسلمين يتبعون منهج السلف في عقائدهم وأخلاقهم وعباداتهم ومعاملاتهم؛ لذلك كان لقب السلفية صادقاً على بعض المسلمين ممن قدوتهم الصحابةُ والتابعون في فهم الإسلام وتطبيقه، كما أن الأشعرية لقب لمن يقلدون الأشعريَّ في عقيدته، والصوفية لقب لمن يقلدون مشايخ الطُّرُق في عقيدتهم وعباداتهم وأخلاقهم.

ادعاء الانتساب إلى السلفية

ومما تبتلى به السلفية اليوم من يحسبون أنفسهم على السلفية لمجرد موافقتهم لها في التوحيد مع مخالفتهم لها في قضايا شديدة الأهمية، ومنها إنكار خبر الواحد، فمن أنكره فليس سلفياً، ولا يُمكن أن يتراخى السلفيون مع قوله؛ لأنه خالف السلف -رضي الله عنهم- الذين قبلوا خبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل، ثم عن الله -عز وجل-، لأنهم علموا أنه صادق، فلم يكن ليصدُقَهم في أمور دنياهم، ويكذب على ربهم! وقد آمنوا به قبل أن يروا المعجزات، فلما جاءتهم زادتهم إيماناً وتثبيتا، وكانت الأحاديث تأتي السلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حياته وبعد مماته آحاداً، ولم يكن أحد منهم يشترط فيها التواتر كي يعمل بها، وإنما يبادرون إلى العمل بها فور ما يتحقق لهم صِدق ناقلها، وبقي الأمر كذلك في التابعين وتابعيهم، ونشأ بينهم علم الجرح والتعديل لصيانة الأسانيد وحفظ سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

عدم قبول خبر الواحد العدل

ومنهم من لا يقبل خبر الواحد العدل الثبت إلا إذا وافق عقلَه أو هواه، وهؤلاء لا يُمكن أن يكونوا سلفيين، أو يتراخى معهم السلفيون؛ لأنهم جعلوا عقولهم أو أهواءهم حاكمة على الشريعة، مثل من ردوا أخبار الآحاد في نعيم القبر وعذابه وسؤال منكر ونكير، وأهوال يوم القيامة وبعض صفات الله -تعالى-؛ لأنها خالفت مقتضى عقولهم، مع أن السلف من الصحابة ومَن بعدهم رووا هذه الأخبار، وصدقوها ودعوا إليها.

الرد من أجل الهوى

ومن ردَّ أخبار لزوم الطاعة ووجوب الجماعة لمخالفتها هواه السياسي، ومن رد أحاديث تحريم المعازف وتصوير ذوات الأرواح لمخالفتها نزعته إلى الفن، ومن رد أحاديث النهي عن اختلاط الرجال بالنساء والسفر دون محرم لنزعته نحو الحرية والمساواة؛ فالسلفيون الذين يقفون دون أن يكون العقل حاكما على النصوص لا يتغاضون عمن يجعل الهوى هو الحاكم عليها، وقد قال -تعالى-: {يا داوودُ إِنّا جَعَلناكَ خَليفَةً فِي الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النّاسِ بِالحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الهَوى فَيُضِلَّكَ عَن سَبيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذينَ يَضِلّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ لَهُم عَذابٌ شَديدٌ بِما نَسوا يَومَ الحِسابِ} (ص: ٢٦).

ليسوا سلفيين

فليس كل من دافع في مجال الاعتقاد يُعد مدافعاً عن السلفية؛ بل إن منكري السنة أو منكري الآحادية منها، أو من يتخيرون ما يوافق أهواءهم وعقولهم منها، لا يقلون خطراً على السلفية من كثير ممن يخالفونها في بعض مسائل الاعتقاد، وأعجب ممن يدافع عن توحيد العبادة ثم يُحَكِّم هواه في أخبار الآحاد، وهو يعلم أن ذلك خلل في الاستعباد لله،ولن يستقيم توحيد العبادة إلا بتمحيض الاستعباد، وهؤلاء وغيرهم كثير، ممن ينكر الإجماع أو يسخر من تراث الأمة الفقهي أو الحديثي ويرميه بالنقائص أو من يُقَدِّم الحرية على الشريعة.

السلفية لم تضيق واسعاً

- أما قول الأخ بأن السلفية ضيقت واسعاً فيما اعْتَقَدَتْ أنه الحق لاسيما في مسائل الاعتقاد!

- فالجواب: أن الأمرَ في الاعتقادات موكول إلى النصوص؛ فهي التي تُوَسِّع وهي التي تُضَيِّق، فكل اعتقاد يخالف النص المُحكَم لا يمكن قبوله ولا يقبل السلفيون تأويله، أو العمل به على غير ما دل عليه ظاهره، أما النصوص المجملة فإنه لا وُجود لها في مسائل الاعتقاد، إلا نادراً، وما وُجد منها فهو إما مُعَارَض بنصوصٍ محكمة كقوله -تعالى- {وهو معكم أينما كنتم}؛ إذ يستدل به بعض المبتدعة على معية الله -تعالى- للعباد بذاته، وهو استدلال خطأ؛ لأنه مُعَارَض بالنصوص المحكمة الدالة على أن الله -تعالى- على العرش {ثم استوى على العرش} {الرحمن على العرش استوى}، وإما نصوص يأتيها الإجمال من بعض رواياتها، فإذا جُمِعَت طُرُقُها تبينت دلالتها الصحيحة، وما كان من هذا النوع من الأدلة فإن السلفيين يعذرون في الخلاف في دلالتها، ومثالها حديث الأعمى الذي جاء إلى النبي ليدعو له بالشفاء؛ حيث يستدل به بعضهم على جواز التوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو رواية عند الحنابلة.

الحقيقة المطلقة في مسائل الاعتقاد

والسلفيون يعتقدون أنهم في مسائل الاعتقاد يمتلكون الحقيقة المطلقة، وهذا حق، ويعتقدون أن كل مخالفيهم في مسائل الاعتقاد أهل بدعة فيما خالفوهم فيه، ولو اعتقد السلفية خلاف هذا لضلوا؛ لأنهم يلزمهم من ذلك أن يعتقدوا أن أصول الدين ليست ثابتة، بل متغيرة؛ والحق فيها قد يكون معك وقد يكون مع غيرك، مثلُها مثل المسائل الخلافية في الفروع، كالوضوء من أكل لحوم الإبل، فمن العلماء من يقول بوجوبه ومنهم من يراه مستحبا، وكلا الفريقين يُرَجِّح مذهبه، مع قوله باحتمال خطئه وصواب مخالفه؛ فمن يعتقد أن مسائل العقيدة محل اجتهاد، وأن الحق فيها ليس مجزوماً به، فهو مُضَيِّع لاعتقاده، مفرط في دينه متزعزع في عقيدته.

مطلب عجيب

ولا أعلم كيف يُطلب من السلفيين وحدهم ألا يروا اليقين في اعتقادهم مع أن الفرق المخالفة للسلفية تقطع بأن ما هي عليه هو الحق؟ ويُكَفِّرون مخالفيهم في بعض المسائل ويستحلون دماءهم، كما كفَّر المعتزلةُ أحمد بن حنبل، وأفتوا بقتله، وكفروا محمد بن نصر وقتلوه وصلبوه؛ لأنه قال: القرآن كلام الله؛ وكفر الأشاعرةُ ابنَ تيمية وأفتوا بقتله؛ لأنه قال بأن الله مستوٍ على عرشه، وأفتى علماء الصوفية بقتال الدولة السعودية الأولى لقولهم بأن من دعا صاحب قبر أو وثن من دون الله فقد أشرك، فلماذا يُطلب من السلفيين وحدهم أن يلينوا في عقائدهم وفقههم؟!


الاستعداء على السلفية

وأما قول الأخ: «وما لم نصحح هذا الجانب فلن يستمع لنا إلا القلة وسنستعدي كثيرين مع الأسف الشديد»، فإني أفهم عبارته هكذا: ومالم تتضعضع قناعتنا في عقيدتنا، ومالم نرَ احتمالية خطئنا فيها واردة، ومالم نُضَيع أصول فقهنا، فلن يستمع إلينا أحد، هذا ما أفهمه وهو كلام غير صحيح؛ لأننا أهل دعوة ومنهج قويم، والدعوة السلفية ليست نظرية يتطرق إليها الاحتمال، ولا فلسفة ننافس على نشرها بجعلها تتوافق مع الأهواء، وإنما تحتاج دعوتنا إلى صدق حاملها وقناعته بها وإن لم يبق عليها إلا هو وحده؛ والرسول - صلى الله عليه وسلم - قَدَّم الإسلام في عالم مغاير لما دعا به تماماً، ونهاه الله عن تقديم أي تنازل في الاعتقاد أو الأحكام وقال له: {واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك} ثم كانت النتيجة أن خفق المَشْرقان بدعوته - صلى الله عليه وسلم .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.29 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (2.87%)]