كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد - الصفحة 57 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5084 - عددالزوار : 2325762 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4669 - عددالزوار : 1617999 )           »          تفسير(لَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          قصة مع شيخ من أهل القرآن ! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          منعشات الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          حكم المزاح بالكلام البذيء والقذف جاهلا بالحكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          Translation of the meanings of Surat AL ANBYAA' (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          كيف يؤدي الأخرس تلبية الحج ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          Is he sinning if he sees an evil action and does not denounce it? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          ما هي الآثار الجانبية لاستعمال خل التفاح للمصاب بالقولون العصبي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-10-2024, 03:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء الثلاثون
سورة النبأ

الحلقة (564)
من صــ211 الى صـ 225



الجزء الثلاثون
سورة النبأ
آياتها 40 آية

[سورة النبإ (78) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عَمَّ يَتَساءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)

الإعراب:
(عمّ) متعلّق ب (يتساءلون) ، (عن النبأ) متعلّق بفعل محذوف تقديره يتساءلون (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت ثان للنبأ (فيه) متعلّق ب (مختلفون) .
جملة: «يتساءلون ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: « (يتساءلون) عن النبأ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هم فيه مختلفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
الفوائد:
- (ما) الاستفهامية:
ومعناها: (أيّ شيء) كقوله تعالى (ما هِيَ) (ما لَوْنُها) (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) ، ويجب حذف ألف (ما) الاستفهامية إذا جرّت، وإبقاء الفتحة دليلا عليها، نحو: فيم، إلام، علام، بم. وقال الكميت بن زيد:
فتلك ولاة السوء قد طال مكثهم ... فحتام حتام العناء المطوّل
الشاهد فيه دخول حتى على ما الاستفهامية فحذفت ألفها. وكذلك قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) .
وأما قول حسان:
على ما قام يشتمني ليئم ... كخنزير تمرغ في رماد
فهذا ضرورة شعرية لا يقاس عليها.
وإذا ركّبت (ما) الاستفهامية مع (ذا) لم تحذف ألفها نحو (لماذا جئت) لأن ألفها قد صارت حشوا.
[سورة النبإ (78) : الآيات 4 الى 5]
كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (5)

الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر في الموضعين عن التساؤل (السين) للاستقبال (ثمّ) للعطف جملة: «سيعلمون (الأولى) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سيعلمون (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة لزيادة الوعيد والتهديد.
[سورة النبإ (78) : الآيات 6 الى 16]
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (6) وَالْجِبالَ أَوْتاداً (7) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (8) وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً (10)
وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (11) وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً (12) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (13) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً (15)
وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً (16)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ (مهادا) مفعول به ثان منصوب (الجبال أوتادا) مثل الأرض مهادا ومعطوف عليه.
جملة: «نجعل الأرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
8- 11 (الواو) عاطفة (أزواجا) حال منصوبة من ضمير المفعول في (خلقناكم) ، (سباتا) مفعول به ثان منصوب وكذلك (لباسا، معاشا) .
وجملة: «خلقناكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل.
وجملة: «جعلنا (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل.
وجملة: «جعلنا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل.
وجملة: «جعلنا (الثالثة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل.
12- (فوقكم) ظرف منصوب متعلّق ب (بنينا) بتضمينه معنى رفعنا (سبعا) مفعول به منصوب- وهو نعت عن منعوت محذوف أي سموات سبعا- وجملة: «بنينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل ...
13- (سراجا) مفعول به منصوب عامله جعلنا بتضمينه معنى خلقنا «1» .
وجملة: «جعلنا (الرابعة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل ...
14- 16 (من المعصرات) متعلّق ب (أنزلنا) ، (اللام) للتعليل (نخرج) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.
والمصدر المؤول (أن نخرج..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلنا) وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل..
وجملة: «نخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
الصرف:
(11) معاشا: مصدر ميميّ بمعنى المعيشة، وقصد به ظرف الزمان إذ لم يثبت مجيئه في اللغة اسم زمان فيجب تقدير مضاف محذوف أي وقت معاش، كقولنا آتيك طلوع الفجر أي وقت طلوع الفجر. وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وفيه إعلال بالقلب والأصل معيش- بفتح الياء- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(13) وهّاجا، صفة مشبّهة باسم الفاعل من الثلاثيّ وهج يوهج باب فتح أو وهج يهج باب ضرب وزنه فعّال بفتح الفاء وتشديد العين، وقد يقصد به المبالغة.
(14) المعصرات: جمع المعصرة مؤنّث المعصر، اسم للسحابة التي حان وقت إمطارها، وزنه مفعلات بضمّ الميم وكسر العين.
(ثجّاجا) ، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ ثجّ- المتعدّي أو اللازم- باب ضرب وزنه فعّال بالفتح.
(15) حبّا، اسم جمع واحدته حبّة، وزنه فعل بفتح فسكون.
(16) ألفافا: جمع لفيف زنة فعيل كشريف وأشراف، أو بمعنى ملتفّة لا واحد له، أو جمع لفّ بكسر اللام كسّر وأسرار، ووزن ألفاف أفعال.
البلاغة
التشبيه: في قوله تعالى «أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً وَالْجِبالَ أَوْتاداً» .
شبه الجبال بأوتاد الخيام التي تمنعها من الاضطراب، كما تمنع الجبال الأرض أن تميد بأهلها.
التشبيه البليغ: في قوله تعالى «وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً» .
ووجه الشبه الستر، لأن كلا من اللباس والليل يستر المتلبس به. والمعنى جعلناه ساترا لكم عن العيون، إذا أردتم هربا من عدو، أو بياتا له، أو خفاء ما لا تحبون الاطلاع عليه من كثير من الأمور.

[سورة النبإ (78) : الآيات 17 الى 20]
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (18) وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً (20)

الإعراب:
(يوم) الثاني بدل من (ميقاتا) «2» ، (في الصور) نائب الفاعل (أفواجا) حال منصوبة من الفاعل..
جملة: «إنّ يوم الفصل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان ميقاتا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ينفخ في الصور ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تأتون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينفخ «3» .
19- 20 (الواو) عاطفة في الموضعين، وكذلك (الفاء) في الموضعين..
وجملة: «فتحت السماء ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تأتون «4» .
وجملة: «كانت أبوابا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة فتحت.
وجملة: «سيّرت الجبال» في محلّ جرّ معطوفة على جملة تأتون «5» .
وجملة: «كانت سرابا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة سيّرت.
الصرف:
(19) أبوابا: جمع باب، اسم جامد، والألف منقلبة عن واو كما يرى في الجمع، وزنه فعل بفتحتين، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
البلاغة
التشبيه البليغ: في قوله تعالى «وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً» .
حيث شبه الجبال بالسراب، وحذف الأداة ووجه الشبه، والجامع أن كلا من الجبال والسراب يرى على شكل شيء وليس هو بذلك الشيء.

[سورة النبإ (78) : الآيات 21 الى 30]
إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً (21) لِلطَّاغِينَ مَآباً (22) لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (23) لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (24) إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25)
جَزاءً وِفاقاً (26) إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً (27) وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذاباً (30)

الإعراب:
(للطاغين) متعلّق ب (مرصادا) ، (مآبا) خبر كانت ثان (لابثين) حال منصوبة من الطاغين (فيها) متعلّق ب (لابثين) ، (أحقابا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لابثين) ، (لا) نافية والثانية زائدة لتأكيد النفي (فيها) متعلّق بحال من فاعل يذوقون «6» ، (شرابا) معطوف بالواو على (بردا) منصوب (إلّا) للاستثناء (حميما) بدل من (شرابا) «7» ، (جزاء) مفعول مطلق لفعل محذوف «8» ، (وفاقا) نعت ل (جزاء) منصوب..
جملة: «إنّ جهنّم كانت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كانت مرصادا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا يذوقون ... » في محلّ نصب حال من ضمير لابثين.
25- 29 (لا) نافية (الواو) عاطفة في الموضعين (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا) ، (كذّابا) مفعول مطلق منصوب (كلّ) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال أي أحصينا كلّ ... (كتابا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «9» .
وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا يرجون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة: «كذّبوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا «10» .
وجملة: « (أحصينا) كلّ شيء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أحصيناه ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
30- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الفاء) تعليليّة (إلّا) للحصر ...
(عذابا) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كذّبتم في الدنيا فذوقوا العذاب في الآخرة.. وجملة الشرط المقدّرة مقول القول لقول مقدّر ...
وجملة: «لن نزيدكم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(21) مرصادا: اسم بمعنى الطريق جاء على وزن صيغة المبالغة من الثلاثيّ رصد بمعنى رقب، أي هي راصدة الكافرين تترقّبهم، أو هي مرصدة لهم ومعدّة لتعذيبهم.
(23) لابثين جمع لابث اسم فاعل من الثلاثيّ لبث، وزنه فاعل، (أحقابا) ، جمع حقب بضمّ فسكون.. انظر الآية (60) من سورة الكهف.
(24) بردا: قد يكون اسما بمعنى النوم، وقد سمّي النوم بردا لأنه يبرد صاحبه وهو لغة هذيل.. وانظر الآية (69) من سورة الأنبياء.
(26) وفاقا: مصدر سماعيّ للرباعيّ وافق، وزنه فعال بكسر الفاء، واستعمل في موضع الصفة مبالغة.
(28) كذّابا: مصدر سماعيّ للرباعيّ كذّب، وزنه فعّال بكسر الفاء وتشديد العين المفتوحة.
(29) كتابا: مصدر بمعنى الكتابة أو بمعنى الإحصاء، وزنه فعال بكسر الفاء.

[سورة النبإ (78) : الآيات 31 الى 37]
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (31) حَدائِقَ وَأَعْناباً (32) وَكَواعِبَ أَتْراباً (33) وَكَأْساً دِهاقاً (34) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً (35)
جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً (36) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً (37)

الإعراب:
(للمتّقين) متعلّق بخبر إنّ (حدائق) بدل من (مفازا) منصوب مثله، ومنع من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع، ومثله (كواعب) المعطوف، (أترابا) نعت لكواعب منصوب ...
جملة: «إنّ للمتّقين مفازا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
35- 37 (لا) نافية والثانية زائدة لتأكيد النفي (فيها) متعلّق بحال من فاعل يسمعون «11» ، (جزاء) مرّ إعرابه «12» ، (عطاء) بدل من جزاء منصوب «13» (حسابا) نعت لعطاء «14» ... (ربّ) بدل من ربّك مجرور (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف بالواو على السموات (الرحمن) نعت لربّ الثاني (لا) نافية (منه) متعلّق ب (يملكون) بتضمينه معنى ينالون.
وجملة: «لا يسمعون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «15» .
وجملة: «لا يملكون ... » في محلّ نصب حال من الرحمن.
الصرف:
(31) مفازا: مصدر ميميّ من الثلاثيّ فاز، وزنه مفعل بفتح الميم والعين ففيه إعلال بالقلب، أصله مفوز تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا ... ويجوز أن يكون اسم مكان.
(33) كواعب: جمع كاعب، اسم فاعل من الثلاثيّ كعبت الجارية باب نصر، بدا ثديها للنهود، وزنه فاعل، والجمع فواعل.
(34) دهاقا: صفة مشبّهة من دهق الكأس ملأها، باب فتح،- أو أفرغها- من الأضداد، والكأس الدهاق الممتلئة، وزنه فعال بكسر الفاء.
[سورة النبإ (78) : آية 38]
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً (38)

الإعراب:
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يملكون) «16» المنفيّ (صفّا) مفعول مطلق لفعل محذوف «17» (لا) نافية (إلّا) للاستثناء (من) موصول في محلّ رفع بدل من فاعل يتكلّمون «18» ، (له) متعلّق ب (أذن) ، (صوابا) مفعول به منصوب، وهو نعت عن منعوت محذوف أي قال كلاما صوابا.
جملة: «يقوم الروح ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا يتكلّمون ... » في محلّ نصب حال من الروح والملائكة.
وجملة: «أذن له الرحمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أذن له الرحمن.
الصرف:
(صواب) اسم مصدر من الرباعيّ أصاب، وزنه فعال بفتح الفاء.
[سورة النبإ (78) : آية 39]
ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً (39)

الإعراب:
(اليوم) بدل من الإشارة مرفوع- أو عطف بيان عليه- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل يعود على من (اتّخذ) مثل شاء جواب الشرط (إلى ربّه) متعلّق بحال من (مآبا) وهو المفعول الثاني منصوب.. والمفعول الأول محذوف أي اتّخذ الإيمان ...
جملة: «ذلك اليوم الحقّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من شاء ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عرفتم أمر ذلك اليوم فمن شاء ...
وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «19» .
وجملة: «اتّخذ ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

[سورة النبإ (78) : آية 40]
إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً (40)

الإعراب:
(عذابا) مفعول به ثان منصوب (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (عذابا) ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به بتضمين ينظر معنى يرى (يا) للتنبيه..
جملة: «إنّا أنذرناكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنذرناكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ينظر المرء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قدّمت يداه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يقول الكافر ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينظر المرء.
وجملة: «ليتني كنت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنت ترابا ... » في محلّ رفع خبر ليت.
الفوائد:
- حذف نون المثنى وجمع المذكر السالم عند الإضافة:
ورد في هذه الآية قوله تعالىَ وْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً)
. الملاحظ في كلمة (يداه) أن النون حذفت منها لإضافتها إلى الضمير (الهاء) . وهذه قاعدة مطردة في المثنى وجمع المذكر السالم. وفي جمع المذكر السالم كقولنا (جاء عاملو المحطة) . وكذلك الاسم المفرد يحذف منه التنوين إذا أضيف كقولنا (هذا فتى الفتيان) . ومن هنا جاء قولهم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

__________
(1) يجوز أن يكون (سراجا) مفعولا ثانيا.. والمفعول الأول محذوف أي جعلنا الشمس سراجا.
(2) أو بدل من اسم إنّ.. أو متعلّق ب (تأتون) .
(3) وإذا تعلّق الظرف (يوم) ب (تأتون) كانت الجملة معطوفة على الاستئنافيّة.
(4) أو معطوفة على جملة ينفخ.
(5) أو معطوفة على جملة ينفخ.
(6) أو متعلّق ب (يذوقون) .
(7) جعله بعضهم منصوبا على الاستثناء المنقطع.
(8) أو مفعول لأجله منصوب.
(9) إمّا لأن الكتابة إحصاء، أو لأنّ أحصيناه بمعنى كتبناه ... ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال بمعنى مكتوبا.
(10) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.
(11) أو متعلّق ب (يسمعون) . [.....]
(12) في الآية (26) من السورة.. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي مجازين.
(13) أو مفعول مطلق لفعل محذوف.. أو مصدر في موضع الحال من فاعل يسمعون.
(14) أو مفعول مطلق لفعل محذوف.
(15) أو في محلّ نصب نعت لحدائق.
(16) في الآية السابقة (37) .
(17) والجملة المقدّرة حال من الروح والملائكة. أو هو مصدر في موضع الحال أي مصطفّين.
(18) أو في محلّ نصب على الاستثناء.
(19) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-01-2025, 09:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء الثلاثون
سورة الاعلى

الحلقة (571)
من صــ311 الى صـ 318


سورة الغاشية
آياتها 26 آية

[سورة الغاشية (88) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (1)

الإعراب:
(هل) حرف استفهام للتشويق «1» ، والجملة لا محلّ لها ابتدائيّة.
[سورة الغاشية (88) : الآيات 2 الى 7]
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (2) عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (3) تَصْلى ناراً حامِيَةً (4) تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ (6)
لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7)
الإعراب:
(وجوه) مبتدأ مرفوع خبره جملة تصلى «2» ، (يومئذ) ظرف مضاف إلى اسم ظرفيّ، منصوب- أو مبنيّ- متعلّق ب (خاشعة) ، (خاشعة، عاملة، ناصبة) نعوت لوجوه مرفوعة (من عين) متعلّق ب (تسقى) ..
جملة: «وجوه ... تصلى» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تصلى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (وجوه) .
وجملة: «تسقى ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (وجوه) .
6- 7 (لهم) متعلّق بخبر ليس (إلّا) للحصر «3» ، (من ضريع) متعلّق بنعت ل (طعام) ، (لا) نافية في الموضعين (جوع) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به بتضمين الفعل معنى يدفع.
جملة: «ليس لهم طعام ... » في محلّ رفع خبر ثالث..، والضمير في (لهم) لأصحاب الوجوه.
وجملة: «لا يسمن ... » في محلّ جرّ نعت لضريع.
وجملة: «لا يغني ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يسمن.
الصرف:
(3) ناصبة: جمع ناصب.. اسم فاعل من الثلاثيّ نصب بمعنى تعب، وزنه فاعل.
(4) حامية: مؤنّث الحامي، اسم فاعل من الثلاثيّ حمي، وزنه فاعل.
(6) ضريع: اسم لنوع من الشوك يقال هو الشبرق حال اخضراره فإذا يبس كان ضريعا لا تأكله دابّة..
البلاغة
الكناية: في قوله تعالى «لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ» .
ففي الكلام مجاز أو كناية، أريد به طعام مكروه للإبل وغيرها من الحيوانات التي تلتذ رعي الشوك، فلا ينافي كونه زقوما أو غسلينا. وقيل: إنه أريد أن لا طعام لهم أصلا، لأن الضريع ليس بطعام للبهائم، فضلا عن الناس، كما يقال: ليس لفلان ظل إلا الشمس، أي لا ظل له. وعليه يحمل قوله تعالى «وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ» .
فن التتميم: في قوله تعالى «لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» .
فقوله «وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» جملة لا يمكن طرحها من الكلام لأنه لما قال «لا يُسْمِنُ» ساغ لمتوهم أن يتوهم أن هذا طعام، الذي ليس من جنس طعام البشر، انتفت عنه صفة الاسمان، ولكن بقيت له صفة الإغناء فجاءت جملة «وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» تتميما للمعنى المراد، وهو أن هذا الطعام انتفت عنه صفة إفادة السمن والقوة، كما انتفت عنه صفة إماطة الجوع وإزالته.
[سورة الغاشية (88) : الآيات 8 الى 16]
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (8) لِسَعْيِها راضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (10) لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً (11) فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ (12)
فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)

الإعراب:
(وجوه يومئذ ناعمة) مثل وجوه يومئذ خاشعة «4» ، (لسعيها) متعلّق ب (راضية) خبر المبتدأ (وجوه) ، (في جنة) متعلّق بمحذوف خبر ثان لوجوه «5» ، (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (تسمع) «6» ، (فيها) الثاني متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عين) ، و (فيها) الثالث خبر للمبتدأ (سرر) عطف عليه (أكواب، نمارق، زرابيّ) مرفوعة مثله.
جملة: «وجوه ... راضية» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «لا تسمع ... » في محلّ جرّ نعت ثان لجنّة.
وجملة: «فيها عين جارية ... » في محلّ جرّ نعت ثالث لجنّة.
وجملة: «فيها سرر ... » في محلّ جرّ نعت رابع.
الصرف:
(8) ناعمة: مؤنّث ناعم، اسم فاعل من الثلاثيّ نعم، وزنه فاعل.
(11) لاغية: مؤنّث لاغ، اسم فاعل من (لغا يلغو) ، ولاغية فيه إعلال بالقلب أصله لاغوة، قلبت الواو ياء لتحرّكها بعد كسر، وزنه فاعلة، ووزن لاغ فاع.. وقيل إنّ (لاغية) مصدر مثل العافية.
(14) موضوعة: مؤنّث موضوع، اسم مفعول من الثلاثيّ وضع، وزنه مفعول.
(15) نمارق: جمع نمرقة، اسم بمعنى وسادة، وزنه فعللة بضمّ الفاء واللام الأولى، وقد يكسران لغة، ووزن نمارق فعالل بفتح الفاء وكسر اللام الأولى.
(16) زرابيّ: جمع زربيّة، اسم جامد لنوع من البسط والطنافس، وقيل جمع زربيّ بضمّ الزاي وكسرها- كما في القاموس- وتشديد الياء، وقيل بتثليث الزاي فيهما.. وزنه فعليل أو فعليلة، وزن زرابيّ فعاليل بفتح الفاء.
(مبثوثة) ، مؤنّث مبثوث، اسم مفعول من الثلاثيّ بثّ، وزنه مفعول.

[سورة الغاشية (88) : الآيات 17 الى 20]
أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية (إلى الإبل) متعلّق ب (ينظرون) ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله الفعل الذي يتلوه (إلى السماء) متعلّق ب (ينظرون) ، وكذلك (إلى الجبال، إلى الأرض) ، (كيف) مثل الأول في الموضعين.
جملة: «ينظرون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أينكرون فلا ينظرون..
وجملة: «خلقت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال من الإبل أي ينظرون إلى خلق الإبل «1» أو إلى كيفية خلقها.
وجملة: «رفعت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال من السماء.
وجملة: «نصبت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال من الجبال.
وجملة: «سطحت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال الأرض.

الفوائد:
- وقوع الجملة بدلا من مفرد:
ورد في هذه الآية (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) وقوع جملة (كَيْفَ خُلِقَتْ) بدلا من الإبل، وبناء على ذلك قرر النحاة قاعدة مفادها (الجملة تقع بدلا من المفرد) . وإليك ما أورده ابن هشام في المغني بهذا الصدد: قوله تعالى (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) لا يصح أن تكون (كيف) بدلا من الإبل، لأن دخول الجار على كيف شاذ، على أنه لم يسمع في إلى، بل في على ولأن إلى متعلقة بما قبلها، فيلزم أن يعمل في الاستفهام فعل متقدم عليه ولأن الجملة التي بعدها تصير حينئذ غير مرتبطة، وإنما هي منصوبة بما بعدها على الحال، وفعل النظر معلق، وهي وما بعدها بدل من الإبل بدل اشتمال، والمعنى إلى الإبل كيفية خلقها ومثله قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ) ومثلهما من إبدال جملة فيها كيف من اسم مفرد قول الفرزدق:
إلى الله أشكو بالمدينة حاجة ... وبالشام أخرى كيف يلتقيان
أي أشكو هاتين الحاجتين تعذر التقائهما.
[سورة الغاشية (88) : الآيات 21 الى 26]
فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (25)
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (26)

الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (إنّما) كافّة ومكفوفة (عليهم) متعلّق بمسيطر (مسيطر) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس (إلّا)للاستثناء «8» ، (من) موصول في محلّ نصب على الاستثناء «9» ، (الفاء) عاطفة (العذاب) مفعول مطلق منصوب (إلينا) متعلّق بخبر إنّ وكذلك (علينا) خبر إنّ الثاني.
جملة: «ذكّر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن لم يتّعظ الكفّار بدلائل قدرة الله فذكّرهم بها.
وجملة: «إنّما أنت مذكّر ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «لست عليهم بمسيطر» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «كفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّى.
وجملة: «يعذّبه الله» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: يحبسه فيعذّبه.
وجملة: «إنّ إلينا إيابهم ... » لا محلّ لها تعليل للمحاسبة.
وجملة: «إنّ علينا حسابهم» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
الصرف:
(21) مذكّر: اسم فاعل من الرباعيّ ذكّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.
(25) إيابهم: مصدر سماعيّ للثلاثيّ آب يئوب باب نصر، وله مصدر آخر هو أوبة زنة فعلة بفتح فسكون، ووزن إياب فعال بكسر الفاء.. وفيه إبدال بالقلب أصله إواب، كسر ما قبل الواو قلبت ياء ...

البلاغة
السرّ في تقديم الظرف: في قوله تعالى «إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ» .
معناه التشديد في الوعيد، وأن إيابهم ليس إلا إلى الجبار المقتدر على الانتقام، وأن حسابهم ليس بواجب إلا عليه، وهو الذي يحاسب على النقير والقطمير.
الفوائد
الجملة المستثناة:
يقول ابن هشام في المغني: إن النحاة قد ذكروا بأن الجمل التي لها محلّ من الإعراب سبع. والحق أنها تسع. والذي أهملوه الجملة المستثناة، والجملة المسند إليها.
أما المستثناة: كقوله تعالى (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ) قال ابن خروف: من مبتدأ، و (فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ) الخبر، والجملة في موضع نصب على الاستثناء المنقطع وقال الفراء في قراءة بعضهم (فشربوا منه إلا قليل منهم) إن (قليل) مبتدأ حذف خبره أي لم يشربوا، وقال جماعة في (إلا امرأتك) بالرفع إنه مبتدأ والجملة بعده خبر. وليس من الجمل المستثناة قولنا:
(ما مررت بأحد إلا زيد خير منه) لأن الجملة هنا حال من أحد باتفاق، أو صفة له عند الأخفش وفي نحو (ما علمت زيدا إلا يفعل الخير) فإنها مفعول به.
انتهت سورة «الغاشية» ويليها سورة «الفجر»

__________
(1) أو بمعنى قد للإخبار.
(2) جاز الابتداء بالنكرة لأنها وصفت.

(3) أو للاستثناء، و (من ضريع) نعت للمستثنى المقدّر أو للبدل المقدّر أي إلّا طعاما- أو طعام بالرفع- من ضريع.
(4) في الآية (2) من هذه السورة.
(5) أو هو الخبر و (راضية) نعت ثان. [.....]
(6) أو متعلّق بحال من لاغية أي جماعة لاغية فيها.

(7) وفي حاشية الجمل: «ينظرون تعدّى إلى الإبل ب (إلى) وتعدّى إلى (كيف خلقت..)
على سبيل التعليق، وقد تبدل الجملة وفيها الاستفهام من الاسم قبلها وإن لم يكن فيه استفهام.. وإذا علق العامل عمّا فيه استفهام لم يبق الاستفهام على حقيقته ... » اه.

(8) المنقطع من الضمير في (عليهم) ، أو المتّصل من مفعول ذكّر المقدّر أي ذكر عبادي.
(9) أو بمعنى لكن، ف (من) مبتدأ خبره جملة يعذّبه على زيادة الفاء، والجملة مستأنفة أو في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع على رأي ابن خروف.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14-01-2025, 03:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء الثلاثون
سورة التين
الحلقة (575)
من صــ351 الى صـ 363



سورة الضحى
آياتها 11 آية
[سورة الضحى (93) : الآيات 1 الى 3]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالضُّحى (1) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (2) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (3)

الإعراب:
(والضحى) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط متعلّق بفعل أقسم (ما) نافية في الموضعين..
جملة: « (أقسم) بالضحى ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «سجي ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ما ودّعك ربّك ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «ما قلى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
الصرف:
(2) سجي: فيه إعلال بالقلب، أصله سجو- مضارعه يسجو- بمعنى سكن باب نصر، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وكان حقّه أن يرسم بالألف الطويلة (سجا) ولكنّ رسم المصحف جاء بالياء غير المنقوطة (سجي) ليناسب قراءة الإمالة..
(3) قلى: فيه إعلال بالقلب، أصله قلو- مضارعه يقلو- باب نصر، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا وعلّة رسمه بالألف القصيرة كعلّة سجي..
وجاء في المصباح: قليت الرجل أقليه باب ضرب إذا أبغضته، ومن باب تعب لغة، فالألف واويّة وائيّة بآن معا.
البلاغة
الاسناد المجازي: في قوله تعالى «وَاللَّيْلِ إِذا سَجى» .
أي سكن أهله، على أنه من السجو وهو السكون مطلقا، والاسناد مجازي حيث أسند السكون إلى الليل وهو لأهله.
الفوائد:
- سبب نزول السورة:

اختلف العلماء في سبب نزول هذه السورة على ثلاثة أقوال:
1-
عن جندب بن سفيان البجلي قال: اشتكى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، فلم يقم ليلتين أو ثلاثا، فجاءت امرأة فقالت: يا محمد، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك ليلتين أو ثلاثا فأنزل الله عز وجل (والضحى والليل إذا سجي) . وأخرجه الترمذي عن جندب قال كنت مع النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في غار، فدميت أصبعه، فقال النبي (صلّى الله عليه وسلّم) :
هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت
قال: فأبطأ عليه جبريل، فقال المشركون: قد ودّع محمد، فأنزل الله عز وجل (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) .
وقيل: إن المرأة المذكورة في الحديث المتفق عليه، هي أم جميل، امرأة أبي لهب.
2-
قال المفسرون: سألت اليهود رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عن الروح، وعن ذي القرنين وأصحاب الكهف، فقال: سأخبركم غدا، ولم يقل: إن شاء الله، فاحتبس الوحي عليه ثم نزل.

3-
قال زيد بن أسلم: كان سبب احتباس الوحي، أن جروا كان في بيته، فلما نزل عليه عاتبه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) على إبطائه، فقال: إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة.
واختلفوا في مدة احتباس الوحي عنه، فقيل: اثنا عشر يوما. وواضح أن الرواية الأولى أقوى في سبب النزول، وتتفق مع الواقع أكثر.
[سورة الضحى (93) : الآيات 4 الى 5]
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (5)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (اللام) لام القسم في الموضعين (لك) متعلّق ب (خير) ، (من الأولى) متعلّق ب (خير) ..
جملة: «للآخرة خير ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم المتقدّم «1» .
وجملة: «سوف يعطيك ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم المتقدّم وجملة: «ترضى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعطيك.
[سورة الضحى (93) : الآيات 6 الى 8]
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (6) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (7) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (8)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ (يتيما) مفعول به ثان منصوب (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة، ومفعول (آوى) مقدّر، وكذلك مفعولا (هدى، أغنى) ...

جملة: «لم يجدك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آوى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «وجدك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هدى» لا محلّ لها معطوفة على جملة وجدك.
وجملة: «وجدك (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أغنى» لا محلّ لها معطوفة على جملة وجدك (الثانية) .
الصرف:
(8) عائلا: اسم فاعل من عال يعيل باب ضرب وزنه فاعل، وفيه قلب حرف العلّة همزة بعد ألف فاعل، أصله عايل أي فقير..
البلاغة:
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى» .
حيث شبه الشريعة بالهدي، وعدم وجودها بالضلال، وحذف المشبه وأبقى المشبه به وهو الضلال.
[سورة الضحى (93) : الآيات 9 الى 11]
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)

الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أمّا) حرف شرط وتفصيل (اليتيم) مفعول به مقدّم عامله (تقهر) ، (الفاء) رابطة لجواب أمّا (لا) ناهية جازمة (الواو) عاطفة في الموضعين (أمّا السائل فلا تنهر) مثل أمّا اليتيم فلا تقهر، (بنعمة) متعلّق ب (حدّث) ولا تمنع الفاء ذلك «2» ..
جملة: «جملة الشرط أمّا وجوابه» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان حالك كذلك يتما وضلالا وفقرا فمهما يكن الأمر فلا تقهر اليتيم ...
وجملتا الشرط وجواباهما التاليتان معطوفتان على الجملة الأولى.
وجملة: «تقهر ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «تنهر ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «حدّث ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الفوائد:
الإحسان إلى اليتيم والسائل:
في هاتين الآيتين توجيه رفيع، وخلق كريم، فهما تحضان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) إلى ملاطفة اليتيم، وعدم زجر السائل. وهذا الخطاب ليس لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فحسب، وإنما هو لكل مؤمن.
روى البغوي بسنده، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال: خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشرّ بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه، ثم قال: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، ويشير بأصبعيه.
وعن سهل ابن سعد قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة الوسطى وفرج بينهما.
وأما عدم زجر السائل، فتتحقق فيه أعلى معاني الإنسانية، قال إبراهيم النخعي: السائل يريدنا إلى الآخرة، يجيء إلى باب أحدكم فيقول: هو توجهون إلى أهليكم بشيء؟ وقيل: السائل هو طالب العلم، فيجب إكرامه وإسعافه بمطلوبه، ولا يعبس في وجهه، ولا ينهر ولا يلقى بمكروه وعلى كل حال، فالسائل مهما كان نوع سؤاله، سواء سأل المال أم أي حاجة، أو سأل أن تدله على مكان، فإما أن تحقق له سؤاله إن أمكن، وإلا فقول معروف واعتذار.
انتهت سورة «الضحى» ويليها سورة «الإنشراح»

سورة الانشراح
آياتها 8 آيات
[سورة الشرح (94) : الآيات 1 الى 4]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (4)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ (لك) متعلّق ب (نشرح) ، (عنك) متعلّق ب (وضعنا) ، (الذي) موصول في محلّ نصب نعت لوزرك (لك) متعلّق ب (رفعنا) .
جملة: «ألم نشرح ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «وضعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: «أنقض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «رفعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.

البلاغة:
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ» .
حيث شبه حاله (صلّى الله عليه وسلّم) وهو ينوء تحت ما يتخيله وزرا- وليس بوزر- بحال من أتعبه الحمل الثقيل، وبرح به الجهد والحر اللافح، فهو يمشي مجهودا مكدورا، يكاد يسقط من ثقل ما ينوء بحمله. ووضع الوزر كناية عن عصمته (صلّى الله عليه وسلّم) عن الذنوب وتطهيره من الأدناس. عبّر عن ذلك بالوضع على سبيل المبالغة في انتفاء ذلك، كما يقول القائل: رفعت عنك مشقة الزيارة، لمن لم يصدر منه زيارة، على طريق المبالغة في انتفاء الزيارة منه.
[سورة الشرح (94) : الآيات 5 الى 6]
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر إنّ في الموضعين..
جملة: «إنّ مع العسر يسرا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ مع العسر يسرا (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة «3» .
الفوائد:
- لن يغلب عسر يسرين:
تكرر اليسر لتأكيد الوعد وتعظيم الرجاء،
قال الحسن: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : أبشروا فقد جاءكم اليسر، لن يغلب عسر يسرين وقال ابن مسعود: لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر، حتى يدخل عليه ويخرجه. إنه لن يغلب عسر يسرين.
قال المفسرون، في معنى قوله: لن يغلب عسر يسرين: إن الله تعالى كرر لفظ العسر، وذكره بلفظ المعرفة، وكرر اليسر بلفظ النكرة. ومن عادة العرب، إذا ذكرت اسما معرفا، ثم أعادته، كان الثاني هو الأول وإذا ذكرت اسما نكرة، ثم أعادته، كان الثاني غير الأول. وقال بعضهم، إن مع العسر الذي في الدنيا للمؤمن يسرا في الآخرة. وربما اجتمع اليسران: يسر الدنيا وهو ما ذكره في الآية الأولى، ويسر الآخرة وهو ما ذكره في الآية الثانية. فقوله: لن يغلب عسر يسرين، أي إن عسر الدنيا لن يغلب اليسر الذي وعده الله المؤمنين في الدنيا واليسر الذي وعدهم في الآخرة، وإنما يغلب أحدهما، وهو يسر الدنيا. فأما يسر الآخرة، فدائم أبدا غير زائل. قال القشيري كنت يوما في البادية، بحالة من الغم، فألقي في روعي بيت شعر فقلت:
أرى الموت لمن أصب---- ... ح مغموما له أروح
فلما جنّ الليل سمعت هاتفا يهتف في الهواء:
ألا يا أيها المرء ... الذي الهمّ به برّح وقد أنشد بيتا لم
يزل في فكره يسنح إذا اشتد بك العسر ... ففكر في ألم نشرح فعسر بين يسرين
إذا أبصرته فافرح
قال: فحفظت الأبيات ففرج الله عني.

[سورة الشرح (94) : الآيات 7 الى 8]
فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة (الفاء) الثانية رابطة لجواب الشرط (الواو) عاطفة (إلى ربّك) متعلّق ب (ارغب) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر.

جملة: «فرغت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «انصب ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ارغب ... » جواب شرط مقدّر أي: إن دعتك الحاجة إلى مسألة فارغب إلى ربّك فيها.
انتهت سورة «الشرح» ويليها سورة «التين»

سورة التّين
آياتها 8 آيات
[سورة التين (95) : الآيات 1 الى 5]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)
ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (5)

الإعراب:
(والتين) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (هذا) اسم إشارة في محلّ جرّ معطوف على التين، (البلد) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان عليه- مجرور (اللام) لام القسم (قد) حرف تحقيق (في أحسن) متعلّق بحال من الإنسان (ثم) للعطف (أسفل) حال منصوبة من ضمير الغائب (في رددناه) «4» ..

جملة: « (أقسم) بالتين ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «رددناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
الصرف:
(1) التين: اسم علم لجبل بعينه في الشام، أو اسم الفاكهة المعروفة اسم جنس، وزنه فعل بكسر فسكون.
(الزيتون) ، اسم علم لجبل بعينه في الشام، أو اسم الفاكهة المعروفة اسم جنس، وزنه فعلون بفتح فسكون.
(2) سينين: اسم علم لجبل بعينه في مصر، قيل معناه المبارك، وزنه فعليل بكسر الفاء وسكون العين.
(4) تقويم: مصدر قياسيّ للرباعيّ قوّم، وزنه تفعيل، معناه التعديل والاستقامة.
[سورة التين (95) : آية 6]
إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6)

الإعراب:
(إلّا) للاستثناء «5» ، (الذين) موصول في محلّ نصب مستثنى«6»»
، (الفاء) زائدة (لهم) متعلّق بخبر مقدم للمبتدأ (أجر) ، (غير) نعت لأجر مرفوع.
جملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «لهم أجر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

[سورة التين (95) : آية 7]
فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (ما) اسم استفهام للإنكار في محلّ رفع مبتدأ (بعد) ظرف مبني على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (يكذّبك) «7» ، (بالدين) متعلّق ب (يكذّبك) .
جملة: «ما يكذّبك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة
الالتفات: في قوله تعالى «فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ» .
خطاب للإنسان على طريقة الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، لتشديد التوبيخ والتبكيت، أي فما يجعلك كاذبا بسبب الجزاء وإنكاره بعد هذا الدليل.

[سورة التين (95) : آية 8]
أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ (8)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ (أحكم) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس.
جملة: «أليس الله بأحكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(أحكم) ، اسم التفضيل من الثلاثيّ حكم بمعنى قضى، وزنه أفعل.

الفوائد:
- ذكر ما لا يتعلق من حروف الجر:
يستثني من قولنا: «لا بد لحرف الجر من متعلق» الحرف الزائد كالباء ومن في قوله تعالى (وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً) (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ) ، وذلك لأن معنى التعلق الارتباط المعنوي، والأصل أن أفعالا قصرت عن الوصول إلى الأسماء فأعينت على ذلك بحروف الجر. والزائد إنما دخل في الكلام تقوية له وتوكيدا، ولم يدخل للربط. وقول الحوفي إن الباء في قوله تعالى (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) متعلقة وهم، نعم يصح في اللام المقوية أن يقال إنها متعلقة بالعامل المقوّي، كقوله تعالى (مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) و (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) و (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) لأن التحقيق أنها ليست زائدة محضة، لما تخيل في العامل من الضعف الذي نزله منزلة القاصر، ولا معدية محضة لاطراد صحة إسقاطها، فلها منزلة بين المنزلتين.
انتهت سورة «التين» ويليها سورة «العلق»

__________
(1) في الآية (3) من السورة وأتي باللام لأنّ الكلام مثبت بعد منفيّ.

(2) لأن الفاء في حكم الزائدة، أو لأنها متأخرة من تقدّم. [.....]
(3) إنّ خلوّ (يسرا) الثاني من الضمير أو (ال) يجعله مغايرا ل (يسرا) الأول، ومن هنا جاء مفهوم الاستئناف.
(4) أو هو ظرف منصوب متعلّق ب (رددناه) بحذف موصوف أي مكانا أسفل.
(5) أو بمعنى لكن.
(6) والنصب على الاستثناء المتّصل أو المنقطع بحسب الآراء المختلفة في تفسير الآية الكريمة.. وهو مبتدأ إن كان (إلّا) بمعنى لكن خبره جملة لهم أجر بزيادة الفاء.

(7) انقطع الظرف عن الإضافة لفظا لا معنى فبني على الضمّ، وأصل الكلام: ما يكذّبك بعد ذكر خلق الإنسان وردّه ...

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20-08-2024, 08:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء التاسع والعشرون
سورة القيامة
الحلقة (562)
من صــ181 الى صـ 196






سورة الإنسان
آياتها 31 آية

[سورة الإنسان (76) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1)

الإعراب:
(هل) حرف استفهام للتقرير «1» ، (على الإنسان) متعلّق ب (أتى) ، (حين) فاعل أتى مرفوع.
جملة: «أتى ... حين» لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «لم يكن ... » في محلّ نصب حال من الإنسان «2» .
الصرف:
(حين) ، اسم بمعنى المدّة غير المحدودة الكثيرة أو القليلة، وزنه فعل بكسر فسكون.
(الدهر) ، اسم للزمان الممتدّ غير المحدود، وزنه فعل بفتح فسكون.
(مذكور) ، اسم مفعول من الثلاثيّ ذكر، وزنه مفعول.

[سورة الإنسان (76) : آية 2]
إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً (2)

الإعراب:
(من نطفة) متعلّق ب (خلقنا) ، (أمشاج) نعت ل (نطفة) «3» مجرور (الفاء) عاطفة (سميعا) حال منصوبة من المفعول بتضمين الفعل معنى خلقناه (بصيرا) حال ثانية منصوبة..
جملة: «إنّا خلقنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «خلقنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «نبتليه ... » في محلّ نصب حال من فاعل خلقنا أو من المفعول «4» .
وجملة: «جعلناه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقنا..
الصرف:
(أمشاج) ، جمع مشج زنة فعل بفتحتين أو بفتح فسكون بمعنى خليط.
[سورة الإنسان (76) : آية 3]
إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)

الإعراب:
(إمّا) حرف لتفصيل الأحوال (شاكرا) حال من مفعول هديناه منصوبة (الواو) عاطفة..
جملة: «إنّا هديناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هديناه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
البلاغة
في قوله تعالى «إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ... » .
فعند ما كان الشكر قليلا من يتصف به قال «شاكرا ... » ، فعبّر عنه باسم الفاعل، للدلالة على قلته، وأما إيراد الكفور بصيغة المبالغة، لمراعاة الفواصل، والإشعار بأن الإنسان قلما يخلو من كفران ما، فهو كثير من يتصف به، ويكثر وقوعه من الإنسان.
الفوائد:
- (إمّا) :
وهي حرف شرط وتفصيل، ولها خمسة معان:
1- الشك نحو: (جاءني إما حسن وإما حسين) إذا لم تعلم الجائي منهما.
1- الشك نحو: (جاءني إما حسن وإما حسين) إذا لم تعلم الجائي منهما.
2- الإبهام، كقوله تعالى: «وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ... » .
3- التخيير، كقوله تعالى (إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى) .
4- الإباحة، نحو (جالس إما الحسن وإما ابن سيرين) 5- التفصيل، كقوله تعالى: (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) .
و (إما) يبنى الكلام معها- من أول الأمر- على ما جيء بها لأجله، من شك وغيره، لذلك وجب تكرارها في غير ندور، و (أو) يفتتح الكلام معها على الجزم، ثم يطرأ الشك أو غيره، ولهذا لم تتكرر.

[سورة الإنسان (76) : آية 4]
إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً (4)

الإعراب:
(للكافرين) متعلّق ب (أعتدنا) ، ومنع (سلاسل) من التنوين لأنه جمع على صيغة منتهى الجموع.
جملة: «إنّا أعتدنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أعتدنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

[سورة الإنسان (76) : الآيات 5 الى 10]
إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (5) عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً (9)
إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10)

الإعراب:
(من كأس) متعلّق ب (يشربون) ، (عينا) بدل من (كافورا) منصوب «5» ، (بها) متعلّق ب (يشرب) بتضمينه معنى يلتذّ أو يرتوي «6» ، (تفجيرا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: «إنّ الأبرار يشربون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشربون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «كان مزاجها كافورا ... » في محلّ جرّ نعت لكأس.
وجملة: «يشرب بها ... » في محلّ نصب نعت ل عينا «7» وجملة: «يفجّرونها ... » في محلّ نصب حال من فاعل يشرب.
7- (بالنذر) متعلّق ب (يوفون) ، (يوما) مفعول به منصوب..
وجملة: «يوفون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل لما سبق- وجملة: «يخافون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفون.
وجملة: «كان شرّه مستطيرا ... » في محلّ نصب نعت ل (يوما) .
8- (الواو) عاطفة (على حبّه) حال من الفاعل أو المفعول..
وجملة: «يطعمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفون.
9- (إنّما) كافّة ومكفوفة (لوجه) متعلّق بحال من فاعل نطعم «8» ، (لا) نافية (منكم) متعلّق ب (نريد) (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي (شكورا) معطوف على (جزاء) منصوب مثله.
وجملة: «نطعمكم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو حال من فاعل يطعمون أي: يطعمون الطعام قائلين إنّما نطعمكم..
وجملة: «لا نريد ... » في محلّ نصب حال من فاعل نطعمكم.
10- (من ربّنا) متعلّق ب (نخاف) «9» ..
وجملة: «إنّا نخاف ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «نخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(5) مزاجها: اسم لما يمزج به، وزنه فعال بكسر الفاء.
(كافورا) ، اسم للمادّة المعروفة ذات اللون الأبيض والرائحة الطيّبة، وقد يكون علما لعين ماء في الجنّة، وزنه فاعول مشتقّ من الكفر وهو الستر، قيل لأنه يغطّي الأشياء برائحته.
(7) يوفون: فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يوفيون..
استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى الفاء قبلها، ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع الواو.. وزنه يفعون.. وفيه أيضا حذف الهمزة من أوّله حذفا قياسيّا فهو مضارع أوفى مثل أكرم فحذفت الهمزة من المضارع كما حذفت من (يكرم) .
(مستطيرا) ، اسم فاعل من السداسيّ استطار بمعنى انتشر، مشتقّ من الطيران، وقال الفرّاء: المستطير المستطيل، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالتسكين أي تسكين الياء.
(10) عبوسا: صيغة مبالغة- أو صفة مشبّهة- من الثلاثيّ عبس، وزنه فعول بفتح الفاء.
(قمطريرا) ، اسم بمعنى الشديد من الأيام أو الشرّ، وزنه فعلليل.
البلاغة
المجاز: في قوله تعالى «يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً ... » .
وصف اليوم بالعبوس، مجاز على طريقين: أن يوصف بصفة أهله من الأشقياء، كقولهم: نهارك صائم- وأن يشبه في شدته وضرره بالأسد العبوس أو الشجاع الباسل.

[سورة الإنسان (76) : الآيات 11 الى 19]
فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12) مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (13) وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً (14) وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا (15)
قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً (16) وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً (17) عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً (19)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (شرّ) مفعول به ثان منصوب وكذلك (نضرة) ..
جملة: «وقاهم الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفون.. «10» .
وجملة: «لقّاهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وقاهم الله..
12- (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ (جنّة) مفعول به ثان منصوب..
وجملة: «جزاهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وقاهم الله.
وجملة: «صبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
والمصدر المؤوّل (ما صبروا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزاهم) و (الباء) سببيّة.
13- (متّكئين) حال منصوبة من ضمير المفعول في (جزاهم) ، (فيها) متعلّق بحال من الضمير في متّكئين، فهي متداخلة (على الأرائك) متعلّق ب (متّكئين) (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (يرون) ، (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي.
وجملة: «لا يرون ... » في محلّ نصب حال ثانية من ضمير جزاهم.
14- (الواو) عاطفة في الموضعين (دانية) معطوفة على متّكئين (عليهم) متعلّق ب (دانية) بمعنى مائلة (ظلالها) فاعل اسم الفاعل دانية مرفوع (تذليلا) مفعول مطلق منصوب..
وجملة: «ذلّلت قطوفها ... » في محلّ نصب معطوفة على دانية «11» .
15- (الواو) عاطفة في الموضعين (عليهم) متعلّق ب (يطاف) ، (بآنية) نائب الفاعل لفعل يطاف (من فضّة) متعلّق بنعت ل (آنية) ، (قوارير) الثاني بدل من الأول منصوب (من فضّة) متعلّق بنعت ل (قوارير) ، (تقديرا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «يطاف.. بآنية ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جزاهم..
وجملة: «كانت قواريرا ... » في محلّ جرّ نعت لأكواب.
وجملة: «قدّروها ... » في محلّ نصب نعت لقوارير الثاني «12» .
17- (الواو) عاطفة (فيها) متعلّق بحال من ضمير يسقون (عينا) بدل من (زنجبيلا) «13» ، (فيها) متعلّق بنعت ل (عينا) .
وجملة: «يسقون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يطاف..
وجملة: «كان مزاجها زنجبيلا ... » في محلّ نصب نعت ل (كأسا) .
وجملة: «تسمّى ... » في محلّ نصب نعت ل (عينا) الثاني.
19- (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (يطوف) ، (لؤلؤا) مفعول به ثان منصوب..
وجملة: «يطوف عليهم ولدان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يسقون.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع نعت لولدان ثان.
وجملة: «رأيتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «حسبتهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(11) وقاهم: فيه إعلال بالقلب، أصله وقيهم، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(لقّاهم) ، فيه إعلال بالقلب، أصله لقّيهم، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(11) (نضرة) : مصدر الثلاثيّ نضر باب نصر وباب فرح وباب كرم، وزنه فعلة بفتح فسكون بمعنى الحسن.
(سرورا) ، مصدر الثلاثيّ سرّ باب نصر، وزنه فعول بضمّ الفاء، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي سرّ بضمّ السين، وسرّى بضم السين وفتح الراء المشدّدة، ومسرّة بفتح فكسر، ومسرّة- مصدر ميميّ- بفتحتين.
(12) جزاهم: فيه إعلال بالقلب، أصله جزيهم، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(13) زمهريرا: اسم بمعنى شدّة البرد- قيل هو القمر على لغة طيء- وزنه فعلليل.
(14) تذليلا: مصدر قياسيّ للرباعيّ ذلّل، وزنه تفعيل.
(15) يطاف: فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، جاء ما قبل الواو مفتوحا فقلبت ألفا.
(آنية) ، جمع إناء، اسم للوعاء وزنه فعال بكسر الفاء، والهمزة فيه منقلبة عن ياء لتطرّفها بعد ألف ساكنة، وزن آنية فاعلة، والمدّة فيه أصلها همزة وألف (أأنية) .
(17) يسقون: فيه إعلال بالحذف أصله يسقاون، التقى ساكنان فحذفت الألف وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الحرف المحذوف، وزنه يفعون بضمّ الياء وفتح العين.
(زنجبيلا) ، اسم للنبات المعروف- وليس كزنجبيل الدنيا- وزنه فعلليل.
(18) سلسبيلا: إمّا اسم علم لماء في الجنّة، أو صفة مشبّهة للماء الذي هو في غاية السلاسة، قيل زيدت فيه الباء مبالغة فوزنه فعلبيل، أو بدون زيادته فوزنه فعلليل.

[سورة الإنسان (76) : الآيات 20 الى 22]
وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (20) عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً (21) إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً
(22)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ثمّ) ظرف مكان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (رأيت) الأول..
جملة: «رأيت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «رأيت (الثانية) ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
21- (عاليهم) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «14» للمبتدأ (ثياب) ، (خضر) نعت لثياب مرفوع (إستبرق) معطوف بالواو على ثياب مرفوع، و (الواو) في (حلّوا) نائب الفاعل (من فضّة) متعلّق بنعت ل (أساور) ، (شرابا) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: «عاليهم ثياب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «حلّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عاليهم ثياب «15» .
وجملة: «سقاهم ربّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حلّوا ...
22- (لكم) متعلّق بحال من جزاء (الواو) عاطفة..
وجملة: «إنّ هذا كان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «كان لكم جزاء ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «كان سعيكم مشكورا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان (الأولى) .
الصرف:
(21) عاليهم: إمّا اسم فاعل من (علا) «16» ، أو هو ظرف على وزن اسم الفاعل كداخل الشيء وخارجه.
(حلّوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف.. أصله حلّيوا- بياء مضمومة قبل الواو- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى اللام قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لاجتماعها ساكنة مع واو الجماعة- إعلال بالحذف-، وزنه فعّوا بضمّ الفاء والعين المشدّدة.
(سقاهم) ، فيه إعلال بالقلب ... أصله سقيهم- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
الفوائد:
ثمّ اسم يشار به إلى المكان البعيد كقوله تعالى: (وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ) وهو ظرف لا يتصرف، ولذلك غلط من أعربه مفعولا لرأيت في قوله تعالى: (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً)
، ولا يتقدمه حرف التنبيه، ولا يتأخر عنه كاف الخطاب.

[سورة الإنسان (76) : الآيات 23 الى 26]
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (26)

الإعراب:
(نحن) ضمير في محلّ نصب مستعار لتوكيد الضمير اسم إنّ «17» ، (عليك) متعلّق ب (نزّلنا) ، (تنزيلا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: «إنّا ... نزّلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نزّلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ 24- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لحكم) متعلّق ب (اصبر) بتضمينه معنى أذعن (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (منهم) متعلّق بحال من (آثما) ، (أو) حرف عطف للإباحة..
وجملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاء قدر الله فاصبر.
وجملة: «لا تطع ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة الجواب.
25- (الواو) عاطفة (بكرة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اذكر) .
وجملة: «اذكر ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة الجواب.
26- (الواو) عاطفة في الموضعين (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (له) متعلّق ب (اسجد) ، (ليلا) ظرف منصوب متعلّق ب (سبّحه) .
وجملة: «اسجد ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي مهما حصل فاسجد والشرط المقدّر معطوف على الشرط المقدّر السابق.
وجملة: «سبّحه ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اسجد.

[سورة الإنسان (76) : آية 27]
إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (27)

الإعراب:
(وراءهم) ظرف مكان منصوب متعلّق بحال من (يوما) «18» .
(يوما) مفعول به منصوب.
جملة: «إنّ هؤلاء يحبّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحبّون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يذرون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يحبّون.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «يَوْماً ثَقِيلًا ... » : وصف اليوم بالثقيل لتشبيه شدته وهوله بثقل شيء قادح باهظ لحامله، بطريق الاستعارة.
[سورة الإنسان (76) : آية 28]
نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً (28)

الإعراب:
(تبديلا) مفعول مطلق منصوب..
جملة: «نحن خلقناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقناهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن) .
وجملة: «شددنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقناهم.
وجملة: «شئنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «بدّلنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(أسرهم) ، اسم بمعنى المفاصل والأعضاء، وفي القاموس:
الأسر الشدّة والغضب وشدّة الخلق وشددنا أسرهم أي مفاصلهم. وفي المختار: أسره الله أي خلقه، وشددنا أسرهم أي خلقهم، وزنه فعل بالفتح.

[سورة الإنسان (76) : الآيات 29 الى 31]
إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (29) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (31)

الإعراب:
الإشارة في (هذه) إلى السورة (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، وكذلك جواب الشرط (اتّخذ) ، (إلى ربّه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اتّخذ.
جملة: «إنّ هذه تذكرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من شاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «19» .
وجملة: «اتّخذ ... » لا محلّ لها جواب الشرط الجازم غير مقترنة بالفاء.
30- (الواو) عاطفة (ما) نافية، ومفعول (تشاؤون) محذوف أي الطاعة (إلّا) للحصر «20» ، (أن) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (أن يشاء الله) في محلّ نصب ظرف زمان بحذف مضاف أي إلا وقت مشيئة الله «21» .
وجملة: «تشاؤون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من شاء.
وجملة: «يشاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «إنّ الله كان ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كان عليما ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
31- (في رحمته) متعلّق ب (يدخل) ، (الواو) عاطفة (الظالمين) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره ما بعده أي أوعد أو عاقب (لهم) متعلّق ب (أعدّ) ..
وجملة: «يدخل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: « (أوعد) الظالمين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يدخل.
وجملة: «أعدّ لهم ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
__________
(1) أو بمعنى قد.
(2) أو في محلّ رفع نعت لحين بتقدير الرابط فيه.
(3) جاء النعت جمعا لأن النطفة في معنى الجمع، أو لأنّ كلّ جزء من النطفة نطفة.
(4) يجوز أن تكون الجملة مستأنفة فلا محلّ لها.
(5) أو مفعول به عامله يشربون المتقدّم بحذف مضاف أي ماء عين.. أو هو مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال بحذف مضاف أيضا، والجملة بعده تفسيريّة.
(6) أو من غير تضمين إذا كان الضمير يعود على الكأس.. أو هو متعلّق بحال من عينا إذا كانت علما بذاتها.. وبعض المفسّرين جعلوا الباء زائدة أي يشربها، مستدلّين بإحدى القراءات بتعدية الفعل إلى الضمير بنفسه.
(7) وإذا كان الضمير في (بها) يعود على الكأس فالجملة نعت ثان للكأس في محلّ جرّ.
(8) أو متعلّق- (نطعمكم) واللام سببيّة. [.....]
(9) أو متعلّق بحال من (يوما) - نعت تقدّم على المنعوت-
(10) في الآية (7) من السورة.
(11) أو معطوفة على جملة لا يرون.
(12) أو حال من قوارير لتخصّصه بالوصف.
(13) أو من (كأسا) منصوب مثله.
(14) أو هو حال من (نعيما) بتقدير مضاف أي: أهل نعيم وملك كبير و (ثياب) فاعل لاسم الفاعل عاليهم.
(15) أو في محلّ نصب معطوفة على الحال (عاليهم) إذا أعرب حالا.
(16) انظر الآية (83) من سورة يونس.
(17) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره جملة نزّلنا، والجملة الاسميّة خبر إنّ.
(18) وهو بمعنى أمامهم.. أو هو بمعنى وراء أي لا يعبؤون به فيجوز تعليقه ب (يذرون) .
(19) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(20) أو للاستثناء.
(21) أو في محلّ نصب مستثنى من أعمّ الأحوال بحذف مضاف أي ما تشاؤون الطاعة في كلّ حال إلّا في حال مشيئة الله.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20-08-2024, 08:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء التاسع والعشرون
سورة المرسلات
الحلقة (563)
من صــ197 الى صـ 210



سورة المرسلات
آياتها 50 آية

[سورة المرسلات (77) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (1) فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً (2) وَالنَّاشِراتِ نَشْراً (3) فَالْفارِقاتِ فَرْقاً (4)
فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً (5) عُذْراً أَوْ نُذْراً (6) إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ (7)

الإعراب:
(الواو) واو القسم، وما بعده حروف عطف، والجارّ والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم، و (المرسلات) نعت ناب عن منعوته، وكذلك الصفات التالية «1» ، (عرفا) مصدر في موضع الحال أي متتابعة «2» ، (العاصفات) معطوف على المرسلات مجرور مثله (عصفا) مفعول مطلق منصوب (الناشرات، الفارقات، الملقيات) أسماء معطوفة على المرسلات مجرورة مثله (نشرا، فرقا) مفعول مطلق منصوب (ذكرا) مفعول به لاسم الفاعل الملقيات منصوب (عذرا) مفعول لأجله منصوب عامله الملقيات «3» ، (أو) حرف عطف (ما) موصول في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة للتوكيد.
جملة: « (أقسم) بالمرسلات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «إنّ ما توعدون لواقع ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «توعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(1) المرسلات: جمع المرسل، اسم مفعول من الرباعيّ أرسل، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين، والمرسلات هي الرياح أو الملائكة أو آيات القرآن الكريم.
(عرفا) ، اسم لشعر الفرس فوق الرقبة، وزنه فعل بضمّ فسكون.. أو هو مصدر بمعنى ضدّ النكر أو بمعنى التتابع، يقال: جاء القوم عرفا أي بعضهم وراء بعض، وللكلمة بضمّ الفاء معان كثيرة أخرى..
(2) العاصفات: جمع العاصفة مؤنّث العاصف.. انظر الآية (22) من سورة يونس.
(عصفا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ عصف، وزنه فعل بفتح فسكون.
(3) الناشرات: جمع الناشرة مؤنّث الناشر.. اسم فاعل من الثلاثيّ نشر وزنه فاعل.
(نشرا) ، مصدر سماعيّ لثلاثيّ نشر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(4) الفارقات: جمع الفارقة مؤنّث الفارق.. اسم فاعل من الثلاثيّ فرق، وزنه فاعل.
(فرقا) ، مصدر الثلاثيّ فرق، وزنه فعل بفتح فسكون.
(5) الملقيات: جمع الملقية مؤنّث الملقي، اسم فاعل من الرباعيّ ألقى، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(6) نذرا: جمع النذير بمعنى الإنذار، أي هو مصدر، أو اسم بمعنى المنذر أي على معنى اسم الفاعل، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(7) إنّما: رسمت في المصحف متّصلة وحقّها أن تكون منفصلة لأن (ما) اسم موصول وليس حرفا مصدريا ولا كافّة.

[سورة المرسلات (77) : الآيات 8 الى 13]
فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12)

لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (إذا) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالجواب المقدّر (النجوم) فاعل لفعل محذوف يفسّره فعل طمست أي غابت أو زالت، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على النجوم (إذا السماء) مثل إذا النجوم، وتقدير الفعل المحذوف تشقّقت أو انشقّت «4» ، (إذا الجبال) مثل إذا النجوم، وتقدير الفعل المحذوف تفتّتت (إذا الرسل) مثل إذا النجوم، وتقدير الفعل المحذوف اجتمعت في الوقت المحدّد (لأيّ) متعلّق ب (أجّلت) ، (ليوم) متعلّق بفعل محذوف تقديره أجّلت..
جملة: « (غابت) النجوم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب إذا وما عطف عليه محذوف تقديره: فصل بين الخلائق أو بان الأمر.
وجملة: «طمست ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: « (تشقّقت) السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «فرجت ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: « (تفتّتت) الجبال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «نسفت ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: « (اجتمعت) الرسل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أقّتت ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «أجّلت ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر «5»
الصرف:
(11) أقّتت: قلبت فيه الواو همزة، أصله وقّتت، فلمّا ضمّت الواو قلبت إلى الهمزة لحمل الحركة.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 14 الى 15]
وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام مبتدأ في محلّ رفع «6» في الموضعين (ويل) مبتدأ مرفوع «7» (يومئذ) ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- مضاف إلى اسم ظرفيّ مبنيّ، والتنوين فيه عوض من جملة مقدّرة أي يوم إذا يفصل بين الخلائق (للمكذّبين) متعلّق بخبر المبتدأ (ويل) .
جملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «ما يوم ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي أدراك. المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة المرسلات (77) : الآيات 16 الى 19]
أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (17) كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ، وحرّك (نهلك) بالكسر لالتقاء الساكنين (ثمّ) حرف عطف «8» ..
جملة: «نهلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نتبعهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نفعل (بالمجرمين) متعلّق ب (نفعل) ، (ويل.. للمكذّبين) مثل الأول «9» .
وجملة: «نفعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة للتوكيد.

[سورة المرسلات (77) : الآيات 20 الى 24]
أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ (21) إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (24)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ «10» ، (من ماء) متعلّق ب (نخلقكم) ، (في قرار) متعلّق ب (جعلناه) بتضمينه معنى وضعناه (إلى قدر) متعلّق بمحذوف حال من الهاء في (جعلناه) أي مؤخّرا إلى قدر..
جملة: «نخلقكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
(الفاء) عاطفة في الموضعين، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره نحن (ويل.. للمكذّبين) مثل الأولى.
جملة: «قدرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة- أو جعلناه- وجملة: «نعم القادرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قدرنا.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة للتوكيد..

[سورة المرسلات (77) : الآيات 25 الى 28]
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً (25) أَحْياءً وَأَمْواتاً (26) وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً (27) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28)

الإعراب:
(كفاتا) مفعول به ثان منصوب (أحياء) مفعول به ل (كفاتا) «11» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (فيها) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (ماء) مفعول به ثان منصوب (ويل.. للمكذّبين) مثل الأولى.
جملة: «نجعل الأرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أسقيناكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(كفاتا) ، اسم فاعل جمع كافت، أو هو مصدر الثلاثيّ كفت كحساب، أو اسم للموضع يكفت فيه الشيء أي يضمّ.. وزنه فعال بكسر الفاء.
(شامخات) ، جمع شامخة مؤنّث شامخ. اسم فاعل من الثلاثيّ شمخ بمعنى علا وارتفع وزنه فاعل.
البلاغة
1- التنكير: في قوله تعالى «أَحْياءً وَأَمْواتاً» .
قيل أحياء وأمواتا على التنكير، وهي كفات الأحياء والأموات جميعا، وذلك للتفخيم، كأنه قيل: تكفت أحياء لا يعدون، وأمواتا لا يحصرون، على أنّ أحياء الإنس وأمواتهم ليسوا بجميع الأحياء والأموات.
2- التنكير: في قوله تعالى «رَواسِيَ شامِخاتٍ» و «ماءً فُراتاً» .
فائدة التنكير هو إفادة التبعيض، لأن في السماء جبالا، قال الله تعالى «وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ» وفيها ماء فرات أيضا، بل هي منبعه ومصبه - ويحتمل أن يكون للتفخيم.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 29 الى 34]
انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (30) لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ (33)
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34)

الإعراب:
(إلى ما) متعلّق ب (انطلقوا) ، (به) متعلّق ب (تكذّبون) ، (إلى ظلّ) متعلّق ب (انطلقوا) الثاني (ذي) نعت لظلّ مجرور وعلامة الجرّ الياء (لا) نافية (ظليل) نعت لظلّ مجرور (لا) الثانية نافية (من اللهب) متعلّق بنعت لمفعول مقدّر أي لا يدفع شيئا من اللهب، والضمير في (إنّها) يعود على النار (بشرر) متعلّق ب (ترمي) ، (كالقصر) متعلّق بنعت ل (شرر) ، (ويل..
للمكذّبين) مثل الأولى.
جملة: «انطلقوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر..
وجملة: «كنتم به تكذّبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تكذّبون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
وجملة: «انطلقوا (الثانية) » في محلّ نصب بدل من جملة انطلقوا الأولى.
وجملة: «لا يغني ... » في محلّ جرّ معطوفة على النعت ظليل.
وجملة: «إنّها ترمي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ترمي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «كأنّه جمالة ... » في محلّ جرّ نعت ثان لشرر «12» .
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(30) شعب: جمع شعبة، اسم بمعنى الفرقة، وزنه فعلة بضمّ فسكون، والجمع فعل بضمّ ففتح.
(31) اللهب: اسم للسان النار وزنه فعل بفتحتين.
(32) شرر: اسم جمع لما يتطاير من النار وزنه فعل بفتحتين، والواحدة شرارة زنة فعالة بالفتح.
(33) جمالة: إمّا جمع جمل كحجر وحجارة زنة فعالة بكسر الفاء.. أو هو اسم جمع..
البلاغة
التشبيه المرسل: في قوله تعالى «إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ» .
فقد شبه الشرر، حين ينفصل من النار، في عظمته، بالقصر وحين يأخذ في الارتفاع والانبساط، لانشقاقه عن أعداد غير محصورة، بالجمال، لتصور الانشقاق والكثرة والصفرة والحركة المخصوصة. وقد روعي الترتيب في التشبيه، والقصور والجمال يشبّه بعضها ببعض فالتشبيه الثاني بيان للتشبيه الأول، على معنى أن التشبيه بالقصر كان المتبادر منه إلى الفهم العظم فحسب.

[سورة المرسلات (77) : الآيات 35 الى 37]
هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ (35) وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37)

الإعراب:
(لا) نافية في الموضعين (لهم) نائب الفاعل (الفاء)
عاطفة «13» ، (ويل.. للمكذّبين) مثل الأولى، جملة: «هذا يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ينطقون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يؤذن لهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينطقون.
وجملة: «يعتذرون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يؤذن لهم.
وجملة: «ويل.. للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد:
- تفصيل وبيان:
في قوله تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها) قرأ عيسى بن عمر: (فيموتون) عطفا على يقضى، وأجاز ابن خروف فيه الاستئناف على معنى السببية، وقرأ السبعة (لا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) ، وقد كان النصب ممكنا، مثله في (فيموتوا) ، ولكن عدل عنه لتناسب الفواصل، والمشهور أنه لم يقصد إلى معنى السببية، بل إلى مجرد العطف على الفعل وإدخاله معه في سلك النفي، لأن المراد ب (لا يُؤْذَنُ لَهُمْ) نفي الإذن في الاعتذار، وقد نهوا عنه في قوله تعالى (لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ) ، فلا يتأتى العذر منهم بعد ذلك. وذكر ابن مالك بدر الدين أنه مستأنف بتقدير (فهم يعتذرون) ، وهو مشكل على مذهب الجماعة، لاقتضائه ثبوت الاعتذار مع انتفاء الإذن، كما في قولك (ما تؤذينا فنحبك) بالرفع وقد أجاب أبو البقاء عن الوجه الثاني- أي الاستئناف- بقوله: أي (فهم يعتذرون) فيكون المعنى أنهم لا ينطقون نطقا ينفعهم، أي لا ينطقون في بعض المواقف، وينطقون في بعضها، وليس بجواب النفي، إذ لو كان كذلك لحذف النون.

[سورة المرسلات (77) : الآيات 38 الى 40]
هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (الأوّلين) معطوف على ضمير الخطاب في (جمعناكم) منصوب (الفاء) عاطفة (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (لكم) متعلّق بخبر كان (الفاء) رابطة لجواب الشرط، و (النون) في (كيدون) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية (ويل..
للمكذّبين) مثل الأولى.
جملة: «هذا يوم الفصل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جمعناكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «14» .
وجملة: «كان لكم كيد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هذا يوم..
وجملة: «كيدون ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.

[سورة المرسلات (77) : الآيات 41 الى 45]
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (45)

الإعراب:
(في ظلال) متعلّق بخبر إنّ (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (فواكه) معطوف على ظلال مجرور، ومنع من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع (ممّا) متعلّق بنعت ل (فواكه) ..
جملة: «إنّ المتّقين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشتهون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(هنيئا) حال منصوبة من فاعل كلوا واشربوا (ما) حرف مصدريّ «15» ..
والمصدر المؤوّل (ما كنتم..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (هنيئا) ، و (الباء) سببيّة.
(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي «16» ، (ويل..
للمكذّبين) مثل الأولى.
وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يقول الله لهم أو الملائكة كلوا..
وجملة: «اشربوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كلوا وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تعملون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
وجملة: «إنّا ... نجزي» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «نجزى ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(42) يشتهون: فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يشتهيون- بياء مضمومة قبل الواو استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الهاء- إعلال بالتسكين-، التقى ساكنان الياء والواو حذفت الياء- إعلال بالحذف- وزنه يفتعون.
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ» .
مجاز مرسل علاقته المحلية، وهي الجنة، لأن الظلال تمتد، والعيون تجري، والفواكه تكون فيها ناضجة.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 46 الى 47]
كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47)

الإعراب:
(قليلا) مفعول فيه نائب عن الظرف لأنه صفته أي زمنا قليلا «17» ، (ويل.. للمكذّبين) مثل الأول.
جملة: «كلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة، والخطاب للكافرين في الدنيا.
وجملة: «تمتّعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إنّكم مجرمون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

[سورة المرسلات (77) : الآيات 48 الى 49]
وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (لا) نافية (ويل..للمكذّبين) مثل الأولى.
جملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اركعوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «18» .
وجملة: «لا يركعون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
[سورة المرسلات (77) : آية 50]
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)

الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بأيّ) متعلّق ب (يؤمنون) ، (بعده) ، ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (حديث) .
جملة: «يؤمنون ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إن لم يؤمنوا بالقرآن فبأيّ حديث بعده يؤمنون.
الفوائد:
- (أيّ) اسم معرب، وتأتي على خمسة أوجه:
1- شرطا: كقوله تعالى: «أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى» (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ) 2- استفهاما: كقوله تعالى (أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً) وقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) .
3- وموصولا: كقوله تعالى ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا أي الذي هو أشد وهي هنا مبنية مع كونها مضافة، ولا ضير في ذلك.
4- أن تدل على معنى الكمال فتقع صفة للنكره نحو (زيد رجل أيّ رجل) أي كامل في صفات الرجال، وحالا للمعرفة ك (مررت بعبد الله أيّ رجل) .
5- أن تكون وصلة الى نداء ما فيه (ال) نحو (يا أيها الرجل) .
انتهى الجزء التاسع والعشرون ويليه الجزء الثلاثون
__________
(1) المرسلات أي الرياح المرسلات على الأرجح، وكذلك العاصفات والناشرات، والفارقات آيات القرآن الكريم، والملقيات الملائكة.. [.....]
(2) يجوز أن يكون مفعولا لأجله إن كان العرف ضدّ النكر، فالمرسلات يعني الملائكة.
(3) أو هو بدل من (ذكرا) منصوب.
(4) كقوله تعالى في سورة الفرقان: «ويوم تشقّق السماء ... » وفي سورة الانشقاق «إذا السماء انشقّت ... » .
(5) وهذا القول المقدّر حال من ضمير أقّتت.. أو هو جواب الشرط (إذا) الأول أي: إذا النجوم طمست.. يقال.
(6) الاستفهام الأول للاستبعاد والثاني للتهويل.
(7) سوّغ الابتداء بالنكرة لكون اللفظ دعاء.
(8) أو استئناف.. انظر الآية (19) من سورة العنكبوت.
(9) والجملة قد تكون للتوكيد أو لتقييد الويل هنا بعذاب الدنيا وهناك بعذاب الآخرة- كذا فسّره البيضاوي-
(10) أي للتقرير.. أو هو للتوبيخ.
(11) و (كفات) هو مصدر كفت، أو هو اسم فاعل جمع كافت كصائم وصيام.. أو هو مفعول لفعل محذوف تقديره تضمّ إذا كان (كفاتا) اسم مكان أو اسم للوعاء الذي يكفت فيه.
(12) أو في محلّ نصب حال من الشرر لأنه تخصّص بالوصف.
(13) هي عاطفة فقط وليست سببيّة، فالنفي متوجّه إلى الإذن والاعتذار.. ولو كانت سببيّة لنصب الفعل بعدها. هذا ويجوز حمل المعنى على الاستئناف أي هم يعتذرون في بعض حالات نطقهم.
(14) أو في محلّ نصب حال من يوم الفصل، والرابط مقدّر، والعامل فيها الإشارة أي جمعناكم فيه.
(15) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف، والجملة بعده صلة. [.....]
(16) لأنّ الإشارة إلى الجزاء أي إنّا نجزي المحسنين جزاء كذلك الجزاء المذكور.
(17) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر أي تمتّعا قليلا.
(18) هي مقول القول في الأصل.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26-10-2024, 03:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء الثلاثون
سورة النازعات

الحلقة (565)
من صــ226 الى صـ 236






سورة النازعات
آياتها 46 آية
[سورة النازعات (79) : الآيات 1 الى 5]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً (1) وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً (2) وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً (3) فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً (4)
فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً (5)

الإعراب:
(الواو) واو القسم، والجارّ والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (غرقا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين وكذلك (الفاء) في الموضعين (أمرا) مفعول به لاسم الفاعل على المدبّرات.
جملة: « (أقسم) بالنازعات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة ... وجواب القسم محذوف تقديره لتبعثنّ أيّها الكافرون.
الصرف:
(النازعات) ، جمع النازعة مؤنّث النازع، اسم فاعل من الثلاثيّ نزع، وزنه فاعل، والنازعات الملائكة.
(الناشطات) ، جمع الناشطة مؤنّث الناشط، اسم فاعل من الثلاثيّ نشط، وزنه فاعل، والناشطات الملائكة.
(السابحات) ، جمع السابحة مؤنّث السابح، اسم فاعل من الثلاثيّ سبح، وزنه فاعل، والسابحات الملائكة.
(السابقات) ، جمع السابقة مؤنّث السابق، اسم فاعل من الثلاثيّ سبق، وزنه فاعل، والسابقات الملائكة.
(المدبّرات) ، جمع المدبّرة مؤنّث المدبّر، اسم فاعل من الرباعي دبّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
(غرقا) ، مصدر سماعيّ لفعل غرق باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون..
أو هو اسم مصدر من (أغرق) .
(نشطا) ، مصدر سماعيّ لفعل نشط باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون..
(سبقا) ، مصدر سماعيّ لفعل سبق باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون..
[سورة النازعات (79) : الآيات 6 الى 11]
يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ (8) أَبْصارُها خاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ (10)
أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً (11)

الإعراب:
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالفعل المقدّر لتبعثنّ (قلوب) مبتدأ مرفوع خبره جملة أبصارها خاشعة (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ على الفتح لأنه أضيف إلى المبنيّ إذ- متعلّق ب (واجفة) «2» ، (واجفة) نعت لقلوب «3» مرفوع (أبصارها) مبتدأ ثان مرفوع بحذف مضاف أي أبصار أصحابها.. خبره (خاشعة) ..
جملة: «ترجف الراجفة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تتبعها الرادفة ... » في محلّ نصب حال من الراجفة.
وجملة: «قلوب ... أبصارها خاشعة» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أبصارها خاشعة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (قلوب) .
10- 11 (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (اللام) للتوكيد وهي المزحلقة (في الحافرة) متعلّق ب (مردودون) ، (الهمزة) مثل الأولى (إذا) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب..
وجملة: «يقولون ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم..
والجملة الاسميّة حال من أصحاب القلوب الواجفة «4» .
وجملة: «إنّا لمردودون ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنّا عظاما ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف تقديره فهل نبعث من جديد.
الصرف:
(6) الراجفة: مؤنّث الراجف، اسم فاعل من الثلاثيّ رجف وزنه فاعل.
(7) الرادفة: مؤنّث الرادف، اسم فاعل من الثلاثيّ ردف وزنه فاعل.
(8) واجفة: مؤنّث واجف، اسم فاعل من الثلاثيّ وجف وزنه فاعل.
(10) الحافرة: اسم للطريق التي يرجع الإنسان فيها من حيث جاء ويعبّر به عن الرجوع في الأحوال من آخر الأمر إلى أوّله.. وهو على وزن فاعل بمعنى مفعول، والمراد بها هنا الأرض.
(11) نخرة: مؤنّث نخر، صفة مشبّهة من الثلاثيّ نخر العظم باب فرح إذا بلي، وزنه فعل بفتح فكسر.
البلاغة
الإسناد المجازي: في قوله تعالى «يوم ترجف الراجفة» .
الإسناد إليها مجازي، لأنها سبب الرّجف.
الفوائد:
- حذف جواب القسم:
يجب حذفه إذا تقدم عليه، أو اكتنفه، ما يدل على الجواب، نحو (زيد قائم والله) .
ومنه (إن جاءني زيد والله أكرمته) . هذه أمثلة تقدم فيها الجواب فحذف، كذلك يحذف الجواب إذا اكتنفه ما يدل على الجواب، مثل: «زيد والله قائم» فإن قلت:
(زيد والله إنه قائم) احتمل كون المتأخر عنه خبرا عن المتقدم عليه، واحتمل كونه جوابا، وجملة القسم وجوابه الخبر. ويجوز في غير ذلك، كما في قوله تعالى في السورة التي نحن بصددها (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً. وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً) وجواب القسم محذوف تقديره (لتبعثن) بدليل ما بعده، وهذا المقدر هو العامل في قوله تعالى (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) أو عامله (اذكر) المحذوف. ومثله (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) والجواب تقديره (ليهلكن) بدليل (كَمْ أَهْلَكْنا) . ومثله (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) أي (إنه لمعجز) .
[سورة النازعات (79) : آية 12]
قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ (12)

الإعراب:
(إذا) بالتنوين- حرف جواب لا محلّ له «5» .
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد لجملة يقولون السابقة.
وجملة: «تلك ... كرّة ... » في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(خاسرة) ، مؤنّث خاسر، اسم فاعل من الثلاثيّ خسر باب فرح، وزنه فاعل.
البلاغة
الاسناد المجازي: في قوله تعالى «تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ» .
فقد أسند الخسارة للكرة، والمراد أصحابها. والمعنى إن كان رجوعنا إلى القيامة حقا فتلك الرجعة رجعة خاسرة.
[سورة النازعات (79) : الآيات 13 الى 14]
فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ (13) فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (إنّما) كافّة ومكفوفة (الفاء) الثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (إذا) فجائيّة (بالساهرة) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (هم) جملة: «هي زجرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة «6» .
وجملة: «هم بالساهرة ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا نفخ في الصور فإذا هم ...
الصرف:
(13) زجرة: مصدر مرّة من الثلاثيّ زجر، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(واحدة) ، مؤنّث واحد، اسم للعدد الأول من الأرقام الحسابيّة، وزنه فاعل.
(14) الساهرة: مؤنّث الساهر، وهو صفة للأرض أو الفلاة لأنّ سالكها لا ينام من الخوف، وزنه فاعل.

[سورة النازعات (79) : الآيات 15 الى 26]
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (15) إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (16) اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى (19)
فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى (20) فَكَذَّبَ وَعَصى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى (22) فَحَشَرَ فَنادى (23) فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى (24)
فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى (25) إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى (26)

الإعراب:
(هل) حرف استفهام (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (حديث) ، (بالواد) متعلّق بحال من ضمير الغائب في (ناداه) «7» ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة قراءة الوصل لالتقاء الساكنين (طوى) عطف بيان على الوادي- أو بدل منه- مجرور..
جملة: «أتاك حديث ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ناداه ربّه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اذهب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّه طغى ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «طغى ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
18- 19 (الفاء) عاطفة (هل) حرف استفهام (لك) خبر مقدّم لمبتدأ مقدّر أي رغبة أو سبيل (أن) حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤول (أن تزكّى) في محلّ جرّ ب (إلى) متعلّق بالمبتدأ المقدّر أي ميل إلى أن تتزكّى.
(الواو) عاطفة (أهديك) مضارع منصوب معطوف على (تزكّى) ، (إلى ربّك) متعلّق ب (أهديك) بحذف مضاف أي إلى معرفة ربّك (الفاء) تعليليّة (تخشى) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذهب.
وجملة: «هل لك (ميل ... ) » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تزكّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أهديك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تزكّى.
وجملة: «تخشى ... » لا محلّ لها تعليل للمعرفة.
20- 26 (الفاء) عاطفة في المواضع الخمسة (الآية) مفعول به ثان منصوب (الواو، ثمّ) عاطفان (نكال) مفعول مطلق نائب عن المصدر لفعل محذوف «8» ،(الآخرة) مضاف إليه مجرور- وهو نعت عن منعوت محذوف أي الكلمة الآخرة- وكذلك الأولى (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (لمن) متعلّق بنعت ل (عبرة) ..
وجملة: «أراه ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فذهب إلى فرعون فأراه.
وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أراه.
وجملة: «عصى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب.
وجملة: «أدبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب.
وجملة: «يسعى ... » في محلّ نصب حال من فاعل أدبر.
وجملة: «حشر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدبر.
وجملة: «نادى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حشر.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادى.
وجملة: «أنا ربّكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أخذه الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.
وجملة: «إنّ في ذلك لعبرة ... » لا محلّ لها تعليل للأخذ «9» .
وجملة: «يخشى» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
الصرف:
(16) الواد: رسم في المصحف بغير ياء مراعاة لحذفها من القراءة بسبب التقاء الساكنين.
(18) تزكّى: مضارع حذفت منه إحدى التاءين.. والمذكور في سورة طه ماض، وفيه قلب الياء ألفا لتحركها وفتح ما قبلها.
(20) أراه: الهمزة الأولى من أحرف الزيادة في الفعل فهي همزة أفعل، والألف قبل الهاء هي لام الفعل، أمّا عينه- وهي الهمزة، مجرّده رأى- فقد حذفت للتخفيف بعد نقل حركتها إلى الراء، والأصل أرآه (أرأاه) - بهمزة ثمّ ألف بعدها- وزنه أفله «10» .
(24) الأعلى: على وزن اسم التفضيل ولم يقصد به التفضيل بل الوصف وزنه أفعل، ولام الكلمة منقلبة عن ياء- هي رابعة- وأصلها واو من العلوّ.. تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.

[سورة النازعات (79) : الآيات 27 الى 29]
أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها (27) رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها (29)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (خلقا) تمييز منصوب (السماء) معطوف على الضمير المبتدأ (أنتم) بحرف العطف، وفاعل (بناها) ضمير يعود على الله وقد فهم من السياق ...
جملة: «أنتم أشدّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «بناها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «رفع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «سوّاها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع.
وجملة: «أغطش ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع.
وجملة: «أخرج ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع.
الصرف:
(أشدّ) ، اسم تفضيل من الثلاثيّ شدّ، وزنه أفعل وعينه ولامه من حرف واحد.
(خلقا) ، مصدر خلق الثلاثيّ وزنه فعل بفتح فسكون.
(سمكها) ، مصدر سمك أي أغلظ وثخن.. وزنه فعل بفتح فسكون.
(سوّاها) ، فيه إعلال بالقلب قياسه مثل (بناها) ، تحرّكت الياء- لام الكلمة- بعد فتح قلبت ألفا.
(ضحاها) ، اسم للوقت بين الشمس والظهر، وزنه فعل بضمّ ففتح..
وانظر الآية (98) من الأعراف.

[سورة النازعات (79) : الآيات 30 الى 33]
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (30) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها (31) وَالْجِبالَ أَرْساها (32) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (33)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (الأرض) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره ما بعده أي دحى.. (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (دحى) المقدّر (منها) متعلّق ب (أخرج) ، (الجبال) مثل الأرض أي أرسى الجبال (متاعا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي متّعكم بذلك متاعا «11» فهو نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق (لكم) متعلّق ب (متاعا) ومثله لأنعامكم فهو معطوف عليه.
جملة: « (دحى) الأرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «دحاها» لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «أخرج ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: « (أرسى) الجبال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (دحى) الأرض «12» .
وجملة: «أرساها ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
الصرف:
(30) دحاها: فيه إعلال بالقلب مثل سوّاها «13» ، والألف أصلها واو أو ياء.
(31) مرعاها: هو في الأصل اسم مكان، ثمّ استعمل مجازا مرسلا للشجر والعشب وما يأكله الإنسان.. فيه إعلال بالقلب، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.. وزنه مفعل بفتح الميم والعين.
(32) أرساها: فيه إعلال بالقلب، والألف أصلها ياء في المزيد، وواو في المجرّد، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها» .
حيث استعمل المرعى في مطلق المأكول للإنسان وغيره، ويجوز أن يكون استعارة تصريحية، لأن الكلام مع منكري الحشر بشهادة «أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً» . كأنه قيل:
أيها المعاندون المقرونون مع البهائم في التمتع بالدنيا والذهول عن الآخرة.

[سورة النازعات (79) : الآيات 34 الى 36]
فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى (36)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره يحاسب «14» ، (ما) حرف مصدري (لمن) متعلّق ب (برّزت) .
والمصدر المؤوّل (ما سعى) في محلّ نصب مفعول به.
جملة: «جاءت الطامّة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. والجواب مقدّر أي يبعث الناس.
وجملة: «يتذكّر الإنسان ... » في محلّ جرّ مضاف إليه..
وجملة: «سعى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «برّزت الجحيم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يتذكّر.
وجملة: «يرى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
الصرف:
(34) الطامّة: اسم للداهية، جاء على وزن اسم الفاعل من الثلاثيّ طمّ أي علا وغلب والتاء زائدة للمبالغة كتاء الداهية، وزنه فاعلة، وعينه ولامه من حرف واحد.
[سورة النازعات (79) : الآيات 37 الى 41]
فَأَمَّا مَنْ طَغى (37) وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (39) وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (41)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط غير جازم (من) موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره عذّب (الفاء) الثانية تعليليّة (هي) ضمير فصل..
جملة: «من طغى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف «15» .
وجملة: «طغى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «آثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة طغى.
وجملة: «إنّ الجحيم ... المأوى» لا محلّ لها تعليل للخبر المحذوف..
وجواب الشرط مقدّر دلّ عليه الخبر.
40- 41 (الواو) عاطفة في الموضعين (أمّا من خاف ... ) مثل أمّا من طغى «16» (عن الهوى) متعلّق ب (نهى) ، (الفاء) تعليليّة (إنّ الجنّة هي المأوى) مثل إنّ الجحيم هي المأوى «17» .
وجملة: «من خاف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من طغى.
وجملة: «نهى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خاف صلة من.
وجملة: «إنّ الجنّة ... المأوى» لا محلّ لها تعليل للخبر المحذوف..
والجواب مقدّر دلّ عليه الخبر وهو: دخل الجنّة.
الصرف:
(37) طغى: فيه إعلال بالقلب، أصله طغي مصدره طغيان، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(آثر) : المدّة مكوّنة من همزتين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة (أأثر) ، وزنه أفعل مضارعه يؤثر كأكرم يكرم.
(39) المأوى: اسم مكان من الثلاثيّ أوى، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، فهو لفيف مقرون.
البلاغة
فن المقابلة: في هذه الآيات الكريمات، حيث تعدد الطباق، وتعدد الطباق كما هو معروف في علم البلاغة يطلق عليه المقابلة.
[سورة النازعات (79) : الآيات 42 الى 46]
يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (43) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها (44) إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (46)

الإعراب:
(عن الساعة) متعلّق ب (يسألونك) ، (أيّان) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر للمبتدأ (مرساها) ، (فيم) حرف جرّ واسم استفهام في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ أنت (من ذكراها) متعلّق بالخبر المقدّر (إلى ربّك) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (منتهاها) ..
جملة: «يسألونك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أيّان مرساها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «فيم أنت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «إلى ربّك منتهاها ... » لا محلّ لها تعليل للاستفهام المتضمّن معنى الإنكار.
45- 46 (إنّما) كافّة ومكفوفة (من) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بحال من فاعل (يلبثوا) المنفيّ (إلّا) للحصر (عشيّة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يلبثوا) ، (أو) حرف عطف.. (ضحاها) معطوف على عشيّة «18» .
وجملة: «أنت منذر ... » لا محلّ لها تعليل آخر.
وجملة: «يخشاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «كأنّهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرونها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لم يلبثوا ... » في محلّ رفع خبر كأنّ.
الصرف:
(عشيّة) ، اسم بمعنى الأمسية وزنه فعيلة، وياء فعيلة ولام الكلمة من حرف واحد.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «أَيَّانَ مُرْساها» .
في الكلام استعارة تصريحية، حيث استعار الإرساء، وهو لا يستعمل إلا فيما له ثقل.
انتهت سورة «النازعات» ويليها سورة «عبس»
__________
(1) قال أبو البقاء: «النازع هو المغرق في نزع السهم أو الروح، وهو مصدر محذوف الزيادة أي إغراقا. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال بحذف مضاف أي ذوات إغراق.
(2) أو هو بدل من يوم ترجف.
(3) جاز فصل النعت عن المنعوت بفاصل لأنه ظرف.
(4) يجوز أن تكون جملة يقولون استئنافا بيانيّا.
(5) إذا- بالتنوين- تعبّر عن شرط مقدّر أيّ: إن رددنا إلى الحافرة وصحّ ذلك فهي كرّة خاسرة.
(6) أو هي تعليل لمقدّر مقول لقول مقدّر أي قال تعالى: ليس ذلك صعبا لأنها زجرة واحدة. [.....]
(7) أو متعلّق ب (ناداه) .
(8) فهو اسم مصدر أي نكّل به نكال.. وقد يكون نائبا عن المصدر لملاقاة فعله بالمعنى فأخذ الله هو نكال.. ويجوز أن يكون مفعولا لأجله.
(9) جعل بعض المفسّرين هذه الجملة جوابا للقسم الذي بدأت به السورة..
(10) وانظر أيضا الآية (55) من سورة البقرة.
(11) يجوز أن يكون مفعولا لأجله عامله محذوف أي فعل ذلك متاعا ...
(12) يجوز أن تكون اعتراضيّة إذا كان عامل (متاعا) فعل أخرج.
(13) في الآية (27) من السورة.
(14) يجوز أن يكون بدلا من (إذا) فيتعلّق بالجواب.
(15) في الآية (34) من السورة، وهي مكوّنة من الشرط وفعله وجوابه.
(16) في الآية (37) من هذه السورة.
(17) في الآية (39) السابقة.
(18) إضافة الضحا لضمير العشيّة لكونهما من يوم واحد، فالملابسة بينهما تسمح بإضافة أحدهما إلى الآخر.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26-10-2024, 03:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء الثلاثون
سورة عبس

الحلقة (566)
من صــ237 الى صـ 251






سورة عبس
آياتها 42 آية

[سورة عبس (80) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (2) وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى (4)

الإعراب:
(أن) حرف مصدريّ (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة يدريك..
والمصدر المؤول (أن جاءه الأعمى) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو (اللام) متعلّق ب (عبس وتولّى) أي لأن جاءه.
جملة: «عبس ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: «جاءه الأعمى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ما يدريك ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة «1» .
وجملة: «يدريك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «لعلّه يزّكّى ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل يدريك.
وجملة: «يزّكّى ... » في محلّ رفع خبر لعنّ.
4- (أو) حرف عطف (الفاء) فاء السببيّة (تنفعه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء.
والمصدر المؤوّل (أن تنفعه..) في محلّ رفع معطوف على مصدر منتزع من الترجّي المتقدّم أي عسى لديك تزكية أو تذكير فنفع من ذكرى..
وجملة: «يذّكّر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يزّكّى.
وجملة: «تنفعه الذكرى» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
الصرف:
(1) تولّى: فيه إعلال بالقلب أصله تولّي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(3) يزّكّى: فيه إبدال تاء التفعّل زايا للمجانسة، أصله يتزكّى، ثم أدغمت مع فاء الكلمة بعد تسكينها وزنه يتفعّل.. وفيه إعلال بالقلب أصله يتزكّي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(4) يذّكّر: فيه إبدال تاء التفعّل ذالا للمجانسة قياسه كقياس يزّكّى.
الفوائد:
- توجيه وعتاب:
سبب نزول الآيات هو أن عبد الله بن أم مكتوم، واسمه عمرو، وقيل: عبد الله ابن شريح بن مالك بن ربيعة. وقيل: عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم بن أهرة بن رواحة القرشي الفهري، من بني عامر بن لؤي، واسم أمه عاتكة بنت عبد الله المخزومية، وهو ابن خالة خديجة بنت خويلد أسلم قديما بمكة، وذلك
أنه أتى النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل وعمه العباس وأبي بن خلف وأخاه أمية، ويدعوهم إلى الإسلام، يرجو إيمانهم، فقال ابن أم مكتوم: يا رسول الله أقرئني وعلمني مما علمك الله، وجعل يناديه ويكرر النداء، وهو لا يدري أنه مقبل على غيره، حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لقطعه كلامه، وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد: إنما اتبعه الصبيان والعبيد، فعبس وجهه، وأعرض عنه، وأقبل على القوم الذين كان يكلمهم فأنزل الله هذه الآيات، معاتبة لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) . فكان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بعد ذلك يكرمه إذا رآه ويقول: مرحبا بمن عاتبني فيه ربي، ويقول له: هل لك من حاجة. واستخلفه على المدينة مرتين.
وكان من المهاجرين الأولين، وقيل: قتل شهيدا بالقادسية.
- (لعلّ) :
هي حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر ولها معان:
1- التوقع: وهو ترجّي المحبوب والإشفاق من المكروه، نحو: (لعل الحبيب واصل) و (لعل الرقيب حاصل) وتختص بالممكن.
2- التعليل: كقوله تعالى: (فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) .
3- الاستفهام: أثبته الكوفيون، ولهذا علق بها الفعل في نحو قوله تعالى (لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً) (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) .
ويقترن خبرها (بأن) كثيرا، حملا على (عسى) ، كقول متمم بن نويرة:
لعلك يوما أن تلمّ ملمة ... عليك من اللائي يدعنك أجدعا
[سورة عبس (80) : الآيات 5 الى 10]
أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَما عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (8) وَهُوَ يَخْشى (9)
فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)

الإعراب:
(أمّا) حرف شرط وتفصيل (من) موصول في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب أمّا (له) متعلّق ب (تصدّى) (الواو) حاليّة (ما) نافية «2» ، (عليك) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ألّا) حرف مصدريّ ونصب وحرف نفي..
والمصدر المؤوّل (ألّا يزّكّى..) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر «3» .
جملة: «من استغنى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «استغنى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «أنت له تصدّى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «تصدّى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت) .
وجملة: «ما عليك ألّا يزّكّى» في محلّ نصب حال من فاعل تصدّى.
وجملة: «يزّكّى» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
8- 10 (الواو) عاطفة (أمّا من جاءك) مثل أمّا من استغنى (الواو) حاليّة (الفاء) رابطة للجواب (عنه) متعلّق ب (تلهّى) .
وجملة: «من جاءك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «جاءك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يسعى ... » في محلّ نصب حال من فاعل جاءك.
وجملة: «هو يخشى ... » في محلّ نصب حال من فاعل يسعى.
وجملة: «يخشى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
وجملة: «أنت عنه تلهّى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «تلهّى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت) .
الصرف:
(5) استغنى: فيه إعلال بالقلب أصله استغني، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا وزنه استفعل.
(6) تصدّى: حذفت منه إحدى التاءين تخفيفا، وفيه إعلال بالقلب قياسه كقياس استغنى.
(8) يسعى: فيه إعلال بالقلب شأنه شأن استغنى.
(9) يخشى: فيه إعلال بالقلب شأنه شأن استغنى.
(10) تلهّى: فيه إعلال بالقلب شأنه شأن استغنى، وفيه حذف إحدى التاءين تخفيفا.
[سورة عبس (80) : الآيات 11 الى 16]
كَلاَّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15)
كِرامٍ بَرَرَةٍ (16)

الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، ومثله جواب الشرط (ذكره) ، (في صحف) متعلّق بحال من ضمير الغائب في (ذكره) «4» ، (بأيدي) متعلّق ب (مرفوعة) ..
جملة: «إنّها تذكرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من شاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «5» .
وجملة: «ذكره ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
الصرف:
(11) تذكرة: مصدر سماعيّ للرباعيّ ذكّر، وزنه تفعلة بفتح التاء وكسر العين.
(13) مكرّمة: مؤنّث مكرّم، اسم مفعول من الرباعيّ كرّم، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
(15) سفرة: جمع سافر بمعنى كاتب، اسم فاعل من الثلاثيّ سفر باب ضرب، ووزن سفرة فعلة بثلاث فتحات.
(16) بررة: جمع بارّ بمعنى مطيع، اسم فاعل من الثلاثيّ برّ باب ضرب وباب فتح وزنه فعلة كسفرة.

[سورة عبس (80) : الآيات 17 الى 22]
قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21)
ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (22)

الإعراب:
(ما) تعجبيّة نكرة تامة بمعنى شيء في محلّ رفع مبتدأ «6» ، (من أيّ) متعلّق ب (خلقه) ، (من نطفة) متعلّق ب (خلقه) الثاني (الفاء) عاطفة وكذلك (ثمّ) في المواضع الثلاثة (السبيل) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره المذكور بعده..
جملة: «قتل الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما أكفره ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أكفره ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) التعجّبيّة.
وجملة: «خلقه (الأولى) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقه (الثانية) » لا محلّ لها بدل من جملة خلق الأولى.
وجملة: «قدّره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقه الثانية.
وجملة: « (يسّره) السبيل» لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّره.
وجملة: «يسّره ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «أماته ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة المقدّرة.
وجملة: «أقبره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أماته.
وجملة: «شاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أنشره» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(21) أماته: فيه إعلال بالقلب بعد الإعلال بالتسكين، أصله أموته، سكّنت الواو ونقلت حركتها إلى الميم.. ثمّ قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها وتحركها في الأصل، وزنه أفعله بفتح الهمزة والعين بينهما فاء ساكنة.
[سورة عبس (80) : آية 23]
كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ (23)

الإعراب:
(كلّا) ردع وزجر عمّا في الإنسان من تكبّر وإصرار على إنكار التوحيد (لمّا) حرف نفي وقلب وجزم (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي: ما أمره به.
جملة: «يقض ... » لا محلّ لها استئناف فيه معنى التعليل.
وجملة: «أمره ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(يقض) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع.

[سورة عبس (80) : الآيات 24 الى 32]
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (27) وَعِنَباً وَقَضْباً (28)
وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (29) وَحَدائِقَ غُلْباً (30) وَفاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (32)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة «7» ، (اللام) لام الأمر (إلى طعامه) متعلّق ب (ينظر) ، (صبّا) مفعول مطلق منصوب.
والمصدر المؤوّل (أنّا صببنا..) في محلّ جرّ بدل اشتمال من طعامه.
جملة: «لينظر الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة «8» .
وجملة: «صببنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
26- 32 (ثمّ) حرف عطف وكذلك (الفاء) و (الواو) في المواضع الأربعة (شقّا) مفعول مطلق منصوب (فيها) متعلّق ب (أنبتنا) ، ومنع (حدائق) من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع (متاعا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي متّعكم بذلك متاعا «9» ، (لكم) متعلّق ب (متاعا) وكذلك (لأنعامكم) ..
وجملة: «شققنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة صببنا.
وجملة: «أنبتنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة شققنا.
الصرف:
(25) صبّا: مصدر سماعيّ للثلاثيّ صبّ وزنه فعل بفتح فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد.
(26) شقّا: مصدر سماعيّ للثلاثي شقّ وزنه فعل بفتح فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد.
(28) قضبا: اسم للعشب الطريّ، وزنه فعل بفتح فسكون.
(30) غلبا: اسم للشجر الغليظ الملتفّ، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(31) أبّا: اسم للعشب اليابس وقيل هو التبن، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
الاسناد المجازي: في قوله تعالى «ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا» .
إسناده إلى ضميره تعالى مجاز من باب الإسناد إلى السبب، وإن كان الله عز وجل هو الموجد حقيقة، ويكون إسناد الفعل حقيقة لمن قام به، لا من صدر عنه إيجادا.

[سورة عبس (80) : الآيات 33 الى 37]
فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة، وجواب إذا مقدّر (يوم) ظرف زمان منصوب بدل من (إذا) ، (من أخيه) متعلّق ب (يفرّ) ، (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (لكلّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (شأن) ، (منهم) متعلّق بنعت لكلّ امرئ (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبني- مضاف إلى ظرف مبنيّ متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به لكلّ..
جملة: «جاءت الصاخّة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط مقدّر أي يشغل كلّ بنفسه.
وجملة: «يفرّ المرء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لكلّ امرئ منهم شأنه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يغنيه ... » في محلّ رفع نعت لشأن.
الصرف:
(33) الصاخّة: اسم بمعنى الداهية التي تصخّ الخلائق لها أي يستمعون إليها وهي النفخة الثانية، وفي المختار: الصاخّة الصيحة تصمّ بشدّتها، وهي على وزن اسم الفاعل، والتاء للمبالغة.
(36) صاحبته: مؤنّث صاحب، اسم فاعل من الثلاثيّ صحب، وزنه فاعل.

[سورة عبس (80) : الآيات 38 الى 42]
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ (41) أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)

الإعراب:
(وجوه) مبتدأ مرفوع «10» ، (يومئذ) مرّ إعرابه «11» متعلّق بالخبر (ضاحكة) ، (مسفرة) نعت لوجوه مرفوع.
جملة: «وجوه ... ضاحكة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
40- 42 (الواو) عاطفة (وجوه يومئذ..) مثل الأولى (عليها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (غبرة) (هم) ضمير فصل..
وجملة: «وجوه ... عليها غبرة» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «عليها غبرة» في محلّ رفع نعت لوجوه.
وجملة: «ترهقها قترة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (وجوه) .
وجملة: «أولئك ... الكفرة» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(38) مسفرة: مؤنّث مسفر، اسم فاعل من الرباعيّ أسفر بمعنى أضاء، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(39) مستبشرة: مؤنّث مستبشر، اسم فاعل من السداسيّ استبشر، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(40) غبرة: اسم للتراب أو ما دقّ منه، وزنه فعلة بثلاث فتحات.
(41) قترة: اسم للظلمة والسواد، أو لما ارتفع من الغبار إلى السماء وزنه فعلة بثلاث فتحات.
(42) الفجرة: جمع فاجر اسم فاعل من الثلاثي فجر وزنه فاعل والجمع فعلة بثلاث فتحات.
انتهت سورة «عبس» ويليها سورة «التكوير»
__________
(1) في الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب.
(2) أو اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (عليك) . [.....]
(3) أو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بخبر ما الاستفهاميّة أي: ما عليك في عدم التزكّي؟
(4) أو متعلّق بنعت لتذكرة ... أو متعلّق بخبر إنّ ثان وما بينهما اعتراض.
(5) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(6) أو هي استفهاميّة مبتدأ خبره جملة أكفره ...
(7) أو رابطة لجواب شرط مقدّر.
(8) أو هي جواب شرط مقدّر أي: إن أردتهم معرفة قدرة الله وتدبيره فلينظر الإنسان ...
(9) انظر (33) من سورة النازعات.
(10) وصفت النكرة فجاز إعرابها مبتدأ..
(11) في الآية السابقة (37) .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26-10-2024, 04:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء الثلاثون
سورة الانفطار

الحلقة (567)
من صــ252 الى صـ 266



سورة التّكوير
آياتها 29 آية

[سورة التكوير (81) : الآيات 1 الى 14]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ (4)
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)
وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (14)

الإعراب:
(إذا) ظرف للمستقبل في محلّ نصب متعلّق بالجواب علمت، وكذا بقية الظروف المعطوفة (الشمس) فاعل لفعل محذوف يفسّره ما بعده
تقديره انطوت، وكذلك تعرب الأسماء بعد الظروف التالية (الجبال) فاعل لفعل محذوف تقديره انتثرت (العشار) فاعل لفعل محذوف تقديره سرحت وحدها (الوحوش) فاعل لفعل محذوف تقديره اجتمعت (البحار) فاعل لفعل محذوف تقديره اختلطت أو امتلأت (النفوس) فاعل لفعل محذوف تقديره اقترنت (الموؤدة) فاعل لفعل محذوف تقديره تظلّمت (بأيّ) متعلّق ب (قتلت) و (الباء) سببيّة (الصحف) فاعل لفعل محذوف تقديره ظهرت (السماء) فاعل لفعل محذوف تقديره زالت (الجحيم) فاعل لفعل محذوف تقديره اشتعلت (الجنّة) فاعل لفعل محذوف تقديره قربت «1» ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف..
جملة: « (انطوت) الشمس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة الشرط وفعله وجوابه.. لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «كوّرت ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجمل: «الشرط وفعله وجوابه الإحدى عشرة التالية ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
والجمل: «المقدّرة بعد (إذا) ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
والجمل: «المذكورة بالبناء للمجهول ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «قتلت ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام بتقدير حرف الجرّ عن.
وجملة: «علمت نفس ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أحضرت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(4) العشار: جمع عشراء، اسم للناقة الحامل وزنه فعلاء بضمّ ففتح، والجمع فعال بكسر الفاء.
(5) الوحوش: جمع وحش، اسم لدابة الأرض وزنه فعل بفتح فسكون، والجمع فعول بضمّ الفاء.
(8) الموؤدة: اسم للجارية تدفن حيّة، وهو اسم مفعول من الثلاثيّ وأد، وزنه مفعول.
البلاغة
التنكير: في قوله تعالى «عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ» .
تنكير النفس المفيد لثبوت العلم المذكور لفرد من النفوس، أو لبعض منها، للإيذان بأن ثبوته لجميع أفرادها قاطبة، من الظهور والوضوح، بحيث لا يكاد يحوم حوله شائبة اشتباه قطعا، يعرفه كل أحد، إذا هذا التنكير يفيد العموم.

[سورة التكوير (81) : الآيات 15 الى 22]
فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19)
ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لا) زائدة (بالخنّس) متعلّق ب (أقسم) ، (الجوار) بدل من الخنّس مجرور وعلامة الجر الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لقراءة الوصل (الكنّس) نعت للجواري مجرور (الواو) عاطفة في الموضعين (الليل) معطوف على الخنّس مجرور (إذا) ظرف في محلّ نصب جرّد من الشرط متعلّق ب (أقسم) ، (الصبح إذا تنفّس) مثل الليل إذا عسعس (اللام) في موضع لام القسم للتوكيد عوض من المزحلقة (ذي) نعت لرسول مجرور (عند) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (مكين) «2» وهو نعت لرسول مجرور (ثمّ) ظرف مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (مطاع) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (مجنون) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
جملة: «أقسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عسعس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تنفّس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «إنّه لقول ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «ما صاحبكم بمجنون ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
الصرف:
(15) الخنّس: جمع خانس، اسم فاعل من الثلاثيّ خنس باب نصر بمعنى تأخّر وتنحّى، وهو اسم للكوكب السيار ما عدا القمر، وزنه فاعل، والجمع فعّل بضمّ الفاء وفتح العين المشدّدة.
(16) الكنّس: اشتقاقه كاشتقاق الخنّس وبمعناه من الثلاثيّ كنس باب ضرب بمعنى غاب في موضعه.
(21) مطاع: اسم مفعول من الرباعيّ أطاع، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين، وفيه إعلال بالقلب أصله مطوع، تحرّكت الطاء بالفتح بنقل حركة الواو، ثمّ قلبت الواو ألفا لأنّ ما قبلها مفتوح.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ» .
لما كان النفس ريحا خاصا، يفرج عن القلب، انبساطا وانقباضا، شبه ذلك النسيم بالنفس، وأطلق عليه اسم الاستعارة. وجعل الصبح متنفسا لمقارنته له. ويجوز أن يكون بعد الاستعارة كناية عن الإضاءة. ويجوز أن يكون هناك مكنية وتخييلية، بأن يشبه الصبح بماش وآت من مسافة بعيدة، ويثبت له التنفس المراد به هبوب نسيمه، مجازا على طريق التخييل.

[سورة التكوير (81) : الآيات 23 الى 26]
وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (اللام) لام القسم (قد) حرف تحقيق (بالأفق) متعلّق بحال من الهاء في (رآه) «3» .
وجملة: «قد رآه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما صاحبكم بمجنون «4» .
24- (الواو) عاطفة- أو حالية- (ما) نافية عاملة عمل ليس (هو) أي الرسول عليه السلام (على الغيب) متعلّق ب (ضنين) ، (ضنين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
وجملة: «ما هو ... بضنين» لا محلّ لها معطوفة على جملة رآه «5» .
25- (الواو) عاطفة (ما هو بقول) مثل ما هو بضنين، وضمير الغائب يعود على القرآن الكريم.
وجملة: «ما هو بقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما هو بضنين.
26- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أين) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (تذهبون) بتقدير حرف جرّ إلى.
وجملة: «تذهبون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تبيّن لكم أمر محمد والقرآن فأين تذهبون ...
الصرف:
(24) ضنين: صفة مشبهة من الثلاثي ضنّ باب ضرب بمعنى بخل بالشيء وزنه فعيل.
الفوائد:
- إعراب أسماء الشرط والاستفهام ونحوها، وجميعها مبنية، ما عدا (أي) فهي معربة. ومحلها من الإعراب: إن دخل عليها جار أو مضاف فمحلها الجر كقوله تعالى (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) وقولنا (صبيحة أيّ يوم سفرك؟) و (غلام من جاءك؟) .
وإن وقعت على زمان فهي ظرف زمان كقوله تعالى (أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) ، أو مكان فهي في محل نصب على الظرفية المكانية كقوله تعالى: (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) ، أو حدث فهي نائب مفعول مطلق كقوله تعالى (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) ، فإن وقع بعدها اسم نكرة نحو (من أب لك؟) فهي مبتدأ، أو اسم معرفة نحو (من أبوك) فهي خبر أو مبتدأ، ولا يقع هذان النوعان في أسماء الشرط لاختصاصها بالأفعال، وإلا فإن وقع بعدها فعل لازم فهي مبتدأ نحو (من قام) ونحو (من يقم أقم معه) ، والأصح كما يقول ابن هشام أن الخبر فعل الشرط لا فعل الجواب، وبعضهم يرى أن فعلي الشرط والجواب معا هما الخبر، وإن وقع بعدها فعل متعد، فإن كان واقعا عليها فهي مفعول به كقوله تعالىَ أَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ)
و (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) و (مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ) ، وإن كان واقعا على ضميرها نحو (من رأيته) أو متعلقها نحو (من رأيت أخاه؟) فهي مبتدأ أو منصوبة بمحذوف مقدر بعدها يفسره المذكور.
- تنبيه:
إذا وقع اسم الشرط مبتدأ، فهل خبره فعل الشرط وحده لأنه اسم تام وفعل الشرط مشتمل على ضميره، فقولك (من يقم) لو لم يكن فيه معنى الشرط لكان بمنزلة قولك (كل من الناس يقوم) ؟ أو فعل الجواب لأن الفائدة به تمت، ولالتزامهم عود ضمير منه إليه على الأصح، ولأن نظيره هو الخبر في قولك (الذي يأتيني فله درهم) ، أو مجموعهما لأن قولك (من يقم أقم معه) بمنزلة قولك «كل من الناس إن يقم أقم معه» . والصحيح الأول، وإنما توقفت الفائدة على الجواب من حيث التعلق فقط، لا من حيث الخبرية. هذا ما أورده ابن هشام في المغني.

[سورة التكوير (81) : الآيات 27 الى 29]
إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (27) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (29)

الإعراب:
(إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (لمن) بدل من العالمين بإعادة الجارّ (منكم) متعلّق بحال من فاعل شاء (أن) حرف مصدريّ ونصب (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (إلّا) للحصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (ربّ) نعت للفظ الجلالة.
والمصدر المؤوّل (أن يستقيم) في محلّ نصب مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن يشاء..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف وهو الباء متعلّق ب (تشاؤون) «6» .
جملة: «إن هو إلّا ذكر ... » لا محلّ لها تعليلية لمضمون النفي المتقدّم.
وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يستقيم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ما تشاؤون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
انتهت سورة «التكوير» ويليها سورة «الإنفطار»
سورة الانفطار
آياتها 19 آية

[سورة الانفطار (82) : الآيات 1 الى 5]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4)
عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)

الإعراب:
(السماء) فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده، ومثله (الكواكب) ، (البحار) فاعل لفعل محذوف تقديره ثارت (القبور) فاعل لفعل محذوف تقديره تبعثرت (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف.
جملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: « (انفطرت) السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه «8» .
وجملة: «انفطرت (المذكورة) » لا محلّ لها تفسيريّة «9» .
وجملة: «علمت نفس ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «قدّمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «أخّرت» لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّمت.

[سورة الانفطار (82) : الآيات 6 الى 8]
يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (8)

الإعراب:
(أيها) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الإنسان) بدل من أي- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة غرّك (بربّك) متعلّق ب (غرّك) ، (الذي) موصول في محلّ نعت ثان لربّك (الفاء) عاطفة في الموضعين (في أيّ) متعلّق ب (ركّبك) «10» ، و (أيّ) اسم شرط جازم «11» ، معرب (ما) زائدة «12» ، (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، وكذلك الجواب ركّبك..
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما غرّك ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «غرّك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «خلقك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «سوّاك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «عدلك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سوّاك.
وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ركّبك ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

[سورة الانفطار (82) : الآيات 9 الى 12]
كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (10) كِراماً كاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ (12)

الإعراب:
(كلّا) للردع والزجر (بل) للإضراب الانتقاليّ (بالدين) متعلّق ب (تكذّبون) ، (الواو) حاليّة- أو استئنافيّة- (عليكم) متعلّق بخبر مقدّم (اللام) للتوكيد (حافظين) اسم إنّ منصوب (ما) حرف مصدريّ «13» ..
والمصدر المؤوّل (ما تفعلون) في محلّ نصب مفعول به.
جملة: «تكذّبون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ عليكم لحافظين ... » في محلّ نصب حال من ضمير تكذّبون «14» .
وجملة: «يعلمون ... » في محلّ نصب نعت آخر لحافظين «15» .
وجملة: «تفعلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
الفوائد:
- أعمالك مسجلة عليك: أفادت هذه الآيات أن الإنسان موكل به رقباء من الملائكة، يسجلون عليه أعماله الحسنة أو السيئة، وهم مطلعون عليه في جميع أحواله. وقد ورد ذلك في سورة (ق) في قوله تعالى: (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) أي ما يتكلم من كلام يخرج من فيه إلا اطلع عليه ملك حافظ وملك حاضر أينما كان، فهما لا يفارقانه إلا وقت الغائط، وعند جماعه، وعند انكشاف عورته المغلّظة، فإنّهما يتأخران عنه، فلا يجوز للإنسان أن يتكلم في هاتين الحالتين حتى لا يؤذي الملائكة بدنوهما منه ليكتبا ما يقول. قيل: إنهما يكتبان عليه كل شيء يتكلم به حتى أنينه في مرضه، وقيل: لا يكتبان إلا ما له أجر أو ثواب أو عقاب.
روى البغوي بإسناد الثعلبي عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : كاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات، فإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشرا، وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: دعه سبع ساعات، لعله يسبح أو يستغفر.
وجدير بالذكر، أن الله عز وجل غني عن توكيل ملائكة بالعباد، فهو مطلع على كل شيء، لقوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) ، ولكن كتابة أعمال الإنسان وأقواله تكون حجة عليه يوم القيامة، كما أن شعوره بملازمة الملائكة له تزيده رهبة وخشية وقربا من الله عز وجل.
[سورة الانفطار (82) : الآيات 13 الى 16]
إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ (15) وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ (16)

الإعراب:
(اللام) المزحلقة للتوكيد (في نعيم) متعلّق بخبر إنّ، ومثله لفي جحيم.. (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يصلونها) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (عنها) متعلّق ب (غائبين) ، (غائبين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما..
جملة: «إنّ الأبرار لفي نعيم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الفجّار لفي جحيم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يصلونها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «16» .
وجملة: «ما هم عنها بغائبين» لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلونها.
البلاغة
الوصل: في قوله تعالى «إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجّار لفي جحيم» .
في الكلام- من مقتضيات الوصل- اتفاق الجملتين في الخبرية والإنشائية مع الاتصال، أي الجامع بينهما هنا التضاد.
[سورة الانفطار (82) : الآيات 17 الى 19]
وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في المواضع الأربعة (يوم) خبر المبتدأ ما الثاني والرابع (يوم) الثالث متعلّق بفعل محذوف تقديره يجازون «17» ، (لا) نافية (لنفس) متعلّق ب (تملك) بتضمينه معنى تقدّم (الواو) حاليّة (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ- بدل من يوم الأخير (لله) خبر المبتدأ (الأمر) .
جملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «ما يوم ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك.
وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أدراك (الثانية) » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) الثالث.
وجملة: «ما يوم الدين.. (الثانية) » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك (الثاني) .
وجملة: «لا تملك نفس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «الأمر ... لله» في محلّ نصب حال من فاعل تملك والرابط مقدّر «18» .
انتهت سورة «الإنفطار» ويليها سورة «المطففين»
__________
(1) هذا، وأجاز بعض المفسّرين إعراب الأسماء المذكورة كلّ منها نائب فاعل لفعل محذوف من جنس الفعل المبني للمجهول الوارد بعدها ...
(2) أو بحال من مكين.
(3) أو متعلّق ب (رآه) والباء للظرف.
(4) في الآية (22) السابقة.
(5) يجوز أن تكون الجملة في محلّ نصب حال من فاعل رآه. [.....]
(7) يجوز أن يكون المصدر في محلّ نصب على الظرفيّة بحذف مضاف أي: إلّا وقت مشيئة الله.. ومفعول (تشاؤون) ، و (يشاء الله) محذوف تقديره الاستقامة على الحقّ.
(8) وكذلك الجمل المقدّرة الباقية.
(9) وكذلك الجمل المذكورة بعد إذا.
(10) أو متعلّق بمحذوف حال من ضمير الخطاب في ركّبك.
(11) أو هي الكمالية، وجملة شاء استئناف بيانيّ، أو اسم استفهام فيه معنى التأنيب والعتاب بعدم التبصّر، وجملة شاء نعت لصورة بتقدير الرابط وجملة ركّبك بيان.
(12) أو اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدم.
(13) أو اسم موصول في محلّ نصب، والعائد محذوف.
(14) أو استئنافيّة لا محلّ لها.
(15) أو حال من الضمير في كاتبين والعامل فيها معنى التوكيد.
(16) أو في محلّ جرّ نعت لجحيم.
(17) يجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره أعني.
(18) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26-10-2024, 07:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء الثلاثون
سورة المطففين

الحلقة (568)
من صــ267 الى صـ 278






سورة المطفّفين
آياتها 36 آية

[سورة المطففين (83) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)

الإعراب:
(ويل) مبتدأ مرفوع «1» ، (للمطفّفين) متعلّق بخبر المبتدأ (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت للمطففين «2» ، (على الناس) متعلّق ب (اكتالوا) «3» ، (أو) للعطف..
جملة: «ويل للمطفّفين ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «اكتالوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يستوفون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «الشرط الثاني وفعله وجوابه» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط الأولى.
وجملة: «كالوهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «وزنوهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة كالوهم.
وجملة: «يخسرون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(المطفّفون) ، جمع المطفّف، اسم فاعل من الرباعيّ طفّف، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
(2) اكتالوا: فيه إعلال بالقلب، قلب عين الفعل ألفا، تحرّكت بعد فتح، وزنه افتعلوا.
(يستوفون) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يستوفيون- بياء بعد الفاء- نقلت حركة الياء إلى الفاء للثقل، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه يستفعون.
(3) كالوهم: فيه إعلال بالقلب قياسه كما في اكتالوا..
البلاغة:
المقابلة: في قوله تعالى «الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ» .
وذلك أن المعنى: إذا أخذوا من الناس استوفوا، وإذا أعطوهم أخسروا.
الفوائد:
ولا تنقصوا الناس أشياءهم: أفادت هذه الآيات الوعيد الشديد، والعذاب الأليم في الآخرة للذين، ينقصون الكيل والميزان، ويبخسون الناس حقوقهم، وإن كان لهم حق استوفوه كاملا. ويتناول هذا الوعيد القليل والكثير من بخس الحق، وهذا الذنب كبيرة من الكبائر، فمن لم يتب منه خشي عليه من سوء الخاتمة، أما إن تاب ورد الحقوق إلى أهلها قبلت توبته، ومن أصر على ذلك كان مصرّا على كبيرة من الكبائر، وذلك لأن عامة الخلق يحتاجون إلى المعاملات، وهي مبنية على أمر الكيل والوزن والذرع، فلهذا السبب عظم الله عز وجل أمر الكيل والوزن. قال نافع: كان ابن عمر يمر بالبائع فيقول له: اتق الله، أوف الكيل والوزن، فإن المطففين يوقفون يوم القيامة حتى يلجمهم العرق. وقال قتادة: أوف يا ابن آدم كما تحب أن يوفى لك، واعدل كما تحب أن يعدل لك، وقال الفضيل: بخس الميزان سواد يوم القيامة.

[سورة المطففين (83) : الآيات 4 الى 6]
أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (6)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التوبيخيّ (لا) نافية (ليوم) متعلّق ب (مبعوثون) ..
والمصدر المؤوّل (أنّهم مبعوثون) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يظنّ.
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره يبعثون (لربّ) متعلّق ب (يقوم) .
جملة: «يظنّ أولئك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقوم الناس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.

[سورة المطففين (83) : الآيات 7 الى 9]
كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (8) كِتابٌ مَرْقُومٌ (9)

الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر عمّا كانوا عليه من التطفيف والغفلة عن البعث (اللام) المزحلقة للتوكيد (في سجين) متعلّق بخبر إنّ (الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة أدراك (ما) مثل الأول خبره (سجّين) ، (كتاب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو..
جملة: «إنّ كتاب الفجّار لفي سجّين» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» .
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «ما سجّين ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك.
وجملة: « (هو) كتاب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(سجّين) ، اسم علم إمّا لكتاب جمعت فيه أعمال الشياطين والكفرة والفسقة.. أو اسم علم لمكان بعينه، وزنه فعّيل بكسر الفاء والعين المشدّدة، مأخوذ من السجن، وقيل النون عوض من اللام والأصل سجّيل وهو مشتّق من السجلّ وهو الكتاب.
(مرقوم) ، اسم مفعول من الثلاثيّ رقم، وزنه مفعول.

[سورة المطففين (83) : الآيات 10 الى 13]
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13)

الإعراب:
(ويل ... للمكذّبين) مثل ويل للمطفّفين «5» ، (يومئذ) بدل من (يوم يقوم) «6» ، (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت للمكذّبين «7» ، (بيوم) متعلّق ب (يكذّبون) ، (الواو) حالية- أو استئنافيّة- (ما) نافية (به) متعلّق ب (يكذّب) ، (إلّا) للحصر (كلّ) فاعل (يكذّب) مرفوع (عليه) متعلّق ب (تتلى) ...
جملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يكذّبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ما يكذب به إلّا كلّ ... » في محلّ نصب حال من يوم الدين «8» .
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع نعت لكلّ معتد.
وجملة: «تتلى عليه آياتنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: « (هي) أساطير ... » في محلّ نصب مقول القول.
[سورة المطففين (83) : آية 14]
كَلاَّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (14)

الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (على قلوبهم) متعلّق ب (ران) ،(ما) موصول في محلّ رفع فاعل، والعائد محذوف.
جملة: «ران على قلوبهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كانوا يكسبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يكسبون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(ران) ، فيه إعلال بالقلب، أصله رين- مضارعه يرين- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.

[سورة المطففين (83) : الآيات 15 الى 17]
كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)

الإعراب:
(عن ربّهم) جار ومجرور متعلّق ب (محجوبون) وهو بحذف مضاف أي عن رؤية ربّهم، وكذلك الظرف (يومئذ) ، والتنوين عوض من جملة أي يوم إذ يقوم الناس (اللام) المزحلقة للتوكيد في الموضعين (ثمّ) للعطف في الموضعين (الذي) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (هذا) ، (به) متعلّق ب (تكذّبون) .
جملة: «إنّهم ... لمحجوبون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّهم لصالوا الجحيم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يقال ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هذا الذي ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «9» .
وجملة: «كنتم به تكذّبون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «تكذّبون» في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(محجوبون) ، جمع محجوب، اسم مفعول من الثلاثيّ حجب، وزنه مفعول.
البلاغة
التمثيل: في قوله تعالى «كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ» .
من أنكر رؤيته تعالى كالمعتزلة قال: إن الكلام تمثيل للاستخفاف بهم وإهانتهم، لأنه لا يؤذن على الملوك إلا للوجهاء المكرمين لديهم، ولا يحجب عنهم إلا الأدنياء المهانون عندهم.
[سورة المطففين (83) : الآيات 18 الى 21]
كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ (19) كِتابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)

الإعراب:
(كلّها إنّ ... كتاب مرقوم) مثل الآية كلّا إنّ ... كتاب مرقوم «10» ... مفردات وجملا.
وجملة: «يشهده المقرّبون ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ المقدّر (هو) .
الصرف:
(علّيّون) ، جمع علّيّ، صفة مشتّقة وزنه فعّيل بكسر الفاء والعين المشددة، أو هو مفرد على صيغة الجمع لا واحد له من لفظه معناه الكتاب الجامع لأعمال الخير.
الفوائد:
- كلّا:
وهي حرف معناه الردع والزّجر، وأجاز النحاة الوقف عليها والابتداء بما بعدها. وقال جماعة: متى سمعت (كلّا) في سورة فاحكم بأنها مكيّة، لأن فيها معنى التهديد والوعيد، وأكثر ما نزل ذلك بمكة، لأن أكثر العتوّ كان بها، وهذا كلام فيه نظر، لأن كلا أحيانا لا تحمل معنى الزجر كقوله تعالى (ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون، ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين. كلا إن كتاب الفجار لفي سجّين) .
ورأى الكسائي وأبو حاتم ومن وافقهما أن معنى الردع والزجر ليس مستمرا فيها، فزاد فيها معنى ثانيا يصح عليه أن يوقف دونها ويبتدأ بها، ثم اختلفوا من تعيين ذلك المعنى على ثلاثة أقوال:
1- قال الكسائي ومتابعوه: تكون معنى حقا.
2- قال أبو حاتم ومتابعوه: تكون بمعنى (ألا) الاستفتاحية.
3- قال النضر بن شميل والفراء ومن وافقهما: تكون حرف جواب بمنزلة (إي) و (نعم) وحملوا عليه قوله تعالى: (كلا والقمر) فقالوا معناه: إي والقمر.
وقول أبي حاتم أولى من قولهما، لأنه أكثر اطرادا، لأن أنّ تكسر بعد (ألا) الاستفتاحية ولا تكسر بعد حقا، ولأن تفسير حرف بحرف أولى من تفسير حرف باسم. وقد تحمل (كلا) أحيانا معنى الردع ومعنى الاستفتاح، كقوله تعالى: (رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) لأنها لو كانت بمعنى حقا لما كسرت همزة إن بعدها، ولو كانت بمعنى نعم لكانت للوعد بالرجوع، لأنها بعد الطلب، كما يقال (أكرم فلانا) فتقول:
(نعم) .
[سورة المطففين (83) : الآيات 22 الى 28]
إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ (26)
وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)

الإعراب:
(اللام) المزحلقة للتوكيد (في نعيم) متعلّق بخبر إنّ (على الأرائك) متعلّق بحال من فاعل ينظرون (في وجوههم) متعلّق ب (تعرف) ، (من رحيق) متعلّق ب (يسقون) ، (الواو) اعتراضيّة (في ذلك) متعلّق بفعل (يتنافس) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (الواو) عاطفة (من تسنيم) متعلّق بخبر المبتدأ (مزاج) ، (عينا) مفعول به لفعل محذوف تقديره أعني، أو أمدح، أو يسقون (بها) متعلّق ب (يشرب) بتضمينه معنى يرتوي أو يلتذّ.
جملة: «إنّ الأبرار لفي نعيم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ينظرون ... » في محلّ رفع خبر ثان «11» .
وجملة: «تعرف ... » في محلّ رفع خبر ثالث «12» .
وجملة: «يسقون ... » في محلّ رفع خبر رابع «13» .
وجملة: «ختامه مسك ... » في محلّ جرّ نعت ثان لرحيق.
وجملة: «ليتنافس المتنافسون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن تمّ التنافس في الأشياء فليتنافس المتنافسون في ذلك.. وجملة الشرط المقدّرة اعتراضيّة لا محلّ لها.
وجملة: «مزاجه من تسنيم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ختامه مسك.
وجملة: «يشرب بها المقرّبون ... » في محلّ نصب نعت ل (عينا) .
الصرف:
(25) رحيق: اسم للخمرة الخالصة، وزنه فعيل.
(مختوم) ، اسم مفعول من الثلاثيّ ختم، وزنه مفعول.
(26) ختامه: إمّا اسم للشيء الذي يختم به، أو هو مصدر بمعنى الخلط والمزج أو بمعنى الختم بفتح الخاء وزنه فعال بكسر الفاء.
(مسك) ، اسم للرائحة الطيّبة وهو جامد، وزنه فعل بكسر فسكون.
(المتنافسون) ، جمع المتنافس، اسم فاعل من الخماسيّ تنافس، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
(27) تسنيم: قيل هو علم لعين بعينها في الجنّة. وهو في الأصل مصدر قياسيّ للرباعيّ سنّم، بمعنى رفع، أو مستعمل على أنه مصدر مفسّر ب (عينا) ، وزنه تفعيل.
[سورة المطففين (83) : الآيات 29 الى 32]
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ (32)

الإعراب:
(من الذين) متعلّق ب (يضحكون) ، (بهم) متعلّق ب (مرّوا) ، (إلى أهلهم) متعلّق ب (انقلبوا) ، (فكهين) حال منصوبة من فاعل انقلبوا (اللام) المزحلقة للتوكيد..
جملة: «إنّ الذين أجرموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أجرموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «يضحكون ... » في محلّ نصب خبر كانوا..
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يضحكون «14» .
وجملة: «مرّوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يتغامزون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «الشرط الثاني وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يضحكون «15» .
وجملة: «انقلبوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «انقلبوا (الثانية) ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إذا رأوهم قالوا ... » في محلّ نصب- أو رفع- معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه السابقة.
وجملة: «رأوهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّ هؤلاء لضالّون ... » في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(31) فكهين: جمع فكه.. صفة مشبّهة من الثلاثيّ فكه باب فرح، وزنه فعل بفتح فكسر.
[سورة المطففين (83) : آية 33]
وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ (33)

الإعراب:
(الواو) حاليّة (ما) نافيّة (عليهم) متعلّق ب (حافظين) «16» ، (حافظين) حال منصوبة من الواو في (أرسلوا) .
جملة: «ما أرسلوا ... » في محلّ نصب حال من فاعل قالوا.

[سورة المطففين (83) : الآيات 34 الى 36]
فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (36)

الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اليوم) ظرف زمان متعلّق ب (يضحكون) الآتي، (من الكفار) متعلّق ب (يضحكون) بعده، (على الأرائك) متعلّق بحال من فاعل ينظرون «17» ، (هل) حرف استفهام (ما) حرف مصدريّ «18» ..
والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ نصب بنزع الخافض أي: ممّا كانوا ...
جملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «الذين آمنوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان الذين أجرموا يضحكون من الذين آمنوا في الدنيا فالذين آمنوا يضحكون اليوم من الكافرين.
وجملة: «يضحكون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «ينظرون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يضحكون.
وجملة: «ثوّب الكفّار ... » لا محلّ لها استئنافيّة «19» .
__________
(1) الذي سوّغ الابتداء به دلالته على الدعاء.
(2) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة استئناف بيانيّ. [.....]
(3) قال الزمخشريّ: لمّا كان اكتيالهم اكتيالا يتحامل فيه عليهم أبدل (على) مكان (من) للدلالة على ذلك، ويجوز أن يتعلّق ب (يستوفون) .
(4) أو اعتراضية بين كتاب الاول والجملة البيانية المبينة له
(5) في الآية (1) من السورة.
(6) في الآية (6) من هذه السورة.
(7) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة استئناف بيانيّ.
(8) أو لا محلّ لها استئنافيّة.
(9) هي في الأصل جملة مقول القول.
(10) في الآية (7) من هذه السورة وما يليها.
(11، 12، 13) أو في محلّ نصب حال من ضمير خبر إنّ، والعامل فيها التوكيد.. ويجوز أن تكون استئنافا بيانيّا فلا محلّ لها.
(14) أو على جملة خبر انّ: (كانوا ... )
(15) أو في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا.. أو معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه الأولى.
(16) الضمير في (عليهم) يعود على المؤمنين.
(17) وانظر الآية (23) من هذه السورة.
(18) أو اسم موصول في محلّ نصب بنزع الخافض.. والعائد محذوف. [.....]
(19) أو هي في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام بتقدير حرف الجرّ.. وقيل هي في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: يقول المؤمنون لبعضهم: هل ثوّب الكفّار ...

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 26-10-2024, 07:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء الثلاثون
سورة البروج

الحلقة (569)
من صــ279 الى صـ 294





سورة الإنشقاق
آياتها 25 آية

[سورة الانشقاق (84) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ (4)

وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (5)
الإعراب:
الظرف (إذا) متعلّق بالجواب المقدّر أي علمت النفوس أعمالها «1» ، (السماء) فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده (لربّها) متعلّق ب (أذنت) «2» ، ونائب الفاعل للمجهول (حقّت) ضمير يعود على السماء وذلك بحذف مضاف أي حقّ سمعها وطاعتها «3» ، (الأرض) فاعل لفعل محذوف تقديره انبسطت (فيها) متعلّق بمحذوف صلة ما، والضمير في (حقّت) الثاني يعود على الأرض.
جملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: « (انشقّت) السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «انشقّت (المذكورة) » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «أذنت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فعل الشرط.
وجملة: «حقّت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فعل الشرط.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الابتداء.
وجملة: « (انبسطت) الأرض ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «مدّت ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «ألقت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة انبسطت.
وجملة: «تخلّت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ألقت.
وجملة: «أذنت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تخلّت.
وجملة: «حقّت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أذنت.
الصرف:
(ألقت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، حذفت لام الفعل قبل تاء التأنيث وزنه أفعت.
(تخلّت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، حذفت لام الفعل قبل تاء التأنيث وزنه تفعّت.
البلاغة
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ ... » .
حيث شبه حال الأرض بحال المرأة الحامل، تلقي ما في بطنها عند الشدة والهول، ثم حذف المشبه به، واستعار لفظ الإلقاء.
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ... » .
حيث شبّهت حال السماء في انقيادها لتأثير قدرة الله تعالى حيث أراد، بانقياد المستمع المطيع للأمر، ثم حذف المشبه به، وأستعير لفظ الإذن والاستماع المستعمل في غايته.
[سورة الانشقاق (84) : الآيات 6 الى 15]
يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (8) وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ (10)
فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً (11) وَيَصْلى سَعِيراً (12) إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً (15)

الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الإنسان) بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا (إلى ربّك) متعلّق ب (كادح) بحذف مضاف أي إلى لقاء ربّك (كدحا) مفعول مطلق منصوب (الفاء) عاطفة (ملاقيه) معطوف على كادح مرفوع «4» .
جملة: «النداء: أيّها الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّك كادح ... » لا محلّ لها جواب النداء.
7- 9 (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (كتابه) مفعول به منصوب (بيمينه) متعلّق ب (أوتي) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (سوف) حرف استقبال (حسابا) مفعول مطلق منصوب (إلى أهله) متعلّق ب (ينقلب) ، (مسرورا) حال منصوبة من فاعل ينقلب وجملة: «من أوتي ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «أوتي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «5» .
وجملة: «يحاسب ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ينقلب ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة يحاسب.
10- 15 (الواو) عاطفة (من أوتي كتابه) مثل الأولى (وراء) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أوتي) ، (ثبورا) مفعول به منصوب ومثله (سعيرا) ، (في أهله) متعلّق ب (مسرورا) ، (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمها محذوف أي أنّه.
والمصدر المؤوّل (أن لن يحور..) معطوفة على سدّ مسدّ مفعولي ظنّ.
(بلى) حرف جواب لإيجاب المنفيّ (به) متعلّق ب (بصيرا) .
وجملة: «من أوتي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من أوتي (الأولى) .
وجملة: «أوتي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «6» .
وجملة: «سوف يدعو ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يصلى ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة يدعو.
وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كان في أهله ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «إنّه ظنّ ... » لا محلّ لها تعليل آخر ...
وجملة: «ظنّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) .
وجملة: «لن يحور ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
وجملة: «إنّ ربّه كان ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر بعد بلى، أي بلى يرجع إلى الله لأن ربّه كان به بصيرا.
وجملة: «كان به بصيرا ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثالث) .
الصرف:
(6) كادح: اسم فاعل من الثلاثيّ كدح، وزنه فاعل.
(كدحا) ، مصدر سماعيّ لفعل كدح باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.
(8) مسرورا: اسم مفعول من الثلاثيّ سرّ، وزنه مفعول.
(11) يصلى: فهي إعلال بالقلب، أصله يصلي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة الانشقاق (84) : الآيات 16 الى 19]
فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (19)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لا) زائدة (بالشفق) متعلّق ب (أقسم) ،(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة، (ما) مصدرية «7» ، (إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط متعلّق ب (أقسم) ، (اللام) لام القسم (تركبنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (عن طبق) متعلّق بنعت ل (طبقا) ..
والمصدر المؤوّل (ما وسق) في محلّ جرّ معطوف على الشفق.
جملة: «لا أقسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «وسق ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) «8» .
وجملة: «اتسق ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تركبنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم.
الصرف:
(16) الشفق: اسم لاختلاط ضوء النهار بسواد الليل بعد الغروب، أو اسم للحمرة التي ترى في الأفق بعيد المغرب.
(18) اتّسق: فيه إبدال الواو- فاء الكلمة- تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال، والأصل اوتسق، وزنه افتعل.
(19) طبقا: اسم بمعنى الحال وزنه فعل بفتحتين.
الفوائد:
- عن:
وترد على ثلاثة أوجه:
1- أحدها: أن تكون حرفا جارا، وجميع ما ذكر لها عشرة معان:
1- المجاوزة: مثل: (سافرت عن البلد) و (رميت السهم عن القوس)2- البدل: كقوله تعالى (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) ، وفي الحديث (صومي عن أمك) .
3- الاستعلاء: كقوله تعالى (فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ) .
4- التعليل: كقوله تعالى (وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ) .
5- مرادفة (بعد) نحو قوله تعالى (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) وقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) .
6- الظرفية: كقول الأعشى ميمون بن قيس:
وآس سراة الحي حيث لقيتهم ... ولا تك عن حمل الرباعة وانيا
الرباعة: نجوم الحمالة، قيل إن ونى لا يتعدى إلا (بفي) بدليل قوله تعالى (وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي) .
7- مرادفة (من) كقوله تعالى (هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ) 8- الاستعانة: مثل (رميت عن القوس) لأنه يقال (رميت القوس) .
9- أن تكون زائدة للتعويض عن أخرى محذوفة، كقول الشاعر:
أتجزع أن نفس أتاها حمامها ... فهلا التي عن بين جنبيك تدفع
قال ابن جني: أراد فهلا تدفع عن التي بين جنبيك، فحذفت عن من أول الموصول وزيدت بعده.
10- أن تكون بمعنى الباء، نحو قوله تعالى: (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) أي: بالهوى 2- الوجه الثاني: أن تكون حرفا مصدريا، وذلك أن بني تميم يقولون في نحو أعجبني أن تفعل: (عن تفعل) 3- الوجه الثالث: أن تكون أسماء بمعنى جانب، كقول قطري بن الفجاءة:
فلقد أراني للرماح دريئة ... من عن يميني مرة وأمامي
[سورة الانشقاق (84) : الآيات 20 الى 21]
فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (21)

الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لهم) متعلّق بخبر ما (لا) نافية (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (قرئ) ، (لا) مثل الأولى..
جملة: «ما لهم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان هذا أمرهم يوم القيام فما لهم لا يؤمنون..
وجملة: «لا يؤمنون ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (لهم) .
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يؤمنون.
وجملة: «قرئ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا يسجدون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.

[سورة الانشقاق (84) : الآيات 22 الى 25]
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (24) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)

الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (ما) حرف مصدريّ «9» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بعذاب) متعلّق ب (بشّرهم) ، (إلّا) للاستثناء (الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (أجر) ، (غير) نعت لأجر مرفوع..
والمصدر المؤوّل (ما يوعون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) بمعنى عالم.
جملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يكذّبون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «الله أعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «10» .
وجملة: «يوعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) «11» .
وجملة: «بشّرهم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن استمرّوا في كذبهم فبشّرهم ...
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: «لهم أجر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «12» .
الصرف:
(23) يوعون: ماضيه أوعى الشيء أي وضعه في الوعاء وهنا بمعنى يضمرون، وفي الفعل إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف أصله يوعيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى العين قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة- إعلال بالحذف- وزنه يفعون بضمّ الياء والعين.
انتهت سورة «الانشقاق» ويليها سورة «البروج»
سورة البروج
آياتها 22 آية

[سورة البروج (85) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ (4)
النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)

الإعراب:
(الواو) واو القسم (السماء) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (النار) بدل اشتمال من الأخدود «13» ، (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق ب (قتل) ، (ما) حرف مصدريّ «15» ، (بالمؤمنين) متعلّق ب (يفعلون) .
والمصدر المؤوّل (ما يفعلون..) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (شهود) .
جملة: « (أقسم) بالسماء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.. وجواب القسم محذوف تقديره: إنّ الجزاء لحقّ أو لواقع على الكافرين ...
وجملة: «قتل أصحاب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «14» .
وجملة: «هم عليها قعود» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «هم ... شهود» في محلّ جرّ معطوفة على جملة «هم عليها قعود» .
وجملة: «يفعلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
الصرف:
(2) الموعود: اسم مفعول من الثلاثيّ وعد، وزنه مفعول وهو يوم القيامة.
(4) الأخدود: اسم للشقّ في الأرض، وزنه أفعول بضمّ الهمزة وسكون الفاء والجمع أفاعيل.
الفوائد:
- أصحاب الأخدود:
روي عن صهيب، أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: كان ملك فيمن كان قبلكم، كان له ساحر، فلما كبر قال للملك: ابعث لي غلاما أعلمه السحر. وكان في طريق الغلام راهب، فقعد إليه فأعجبه كلامه. وكان يتأخر في الذهاب عن الساحر وفي الإياب عن أهله، فشكا ذلك للراهب، فقال له: قل للساحر: حبسني أهلي، وقل لأهلك:
حبسني الساحر، فبينما الغلام كذلك، إذ عرضت دابة قطعت الطريق، فأخذ الغلام حجرا وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك فاقتل هذه الدابة، فماتت الدابة.
فقص ذلك على الراهب، فبشره بخير، وقال له: لقد أصبحت أفضل مني، وإنك ستبتلى، فلا تدلّ علي وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله، ويداوي أمراض الناس، وكان جليس للملك أعمى، فجاءه بهدايا وقال له: هذه جميعها لك إن شفيتني فقال الغلام إنما يشفيك الله، فآمن به، فآمن جليس الملك، فدعا له فبرئ، فسأله الملك كيف شفي من مرضه، فقص عليه وقال له: شفاني الله. قال الملك: وهل لك رب غيري، قال الجليس: ربي وربك الله، فلم يزل يعذبه الملك حتى دله على الغلام، ولم يزل يعذب الملك الغلام حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب، فطلب منه الرجوع عن دينه فأبى، فنشره من مفرقه حتى وقع شقّاه، ثم فعل بالجليس كذلك.
ثم دفع الملك الغلام إلى نفر، ووكلهم بطرحه من شاهق جبل فقال الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت وكيف شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك.
فقال له: ما فعل أصحابك، فقال: كفانيهم الله فدفعه إلى نفر فقال: اجعلوه في قرقور فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه، وإلا فألقوه في اليم. فقال: اللهم اكفينهم بما شئت وكيف شئت، فانكفأت بهم السفينة، فغرقوا. وجاء الغلام يمشي، فسأله الملك عن أصحابه، فقال: كفانيهم الله عز وجل. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. فقال: ما هو؟ قال: تجعل الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع نخل، ثم خذ سهما من كنانتي وقل باسم الله رب الغلام، ثم ارمني به، فعند ذلك تقتلني، ففعل الملك ذلك وضربه بالسهم قائلا: باسم الله رب الغلام، فوقع السهم في صدغه، فوضع الغلام يده مكان وقوع السهم، ثم مات. فقال الناس: آمنا برب الغلام. فقيل للملك: أرأيت ما كنت تحذره قد والله نزل بك، فأمر الملك بشق أخدود أضرمت فيه النيران، فمن لم يرجع عن دينه ألقي في النار، فأتي بامرأة معها صبي لها، فتقاعست، فقال لها الغلام: يا أماه اصبري فإنك على الحق. هذا الحديث صحيح أخرجه مسلم.
قال ابن عباس: كان بنجران ملك من ملوك حمير، يقال له يوسف ذو نواس ابن شرحبيل بن شراحيل، في الفترة قبل مولد النبي (صلّى الله عليه وسلّم) بسبعين سنة، وكان في بلاده غلام يقال له: عبد الله بن تامر، وكان أبوه يسلمه إلى معلم يعلمه السحر، وساق نفس الحديث السابق الذي رواه صهيب.
- حذف قد:
ذكر البصريون أن الفعل الماضي الواقع حالا لا بد معه من (قد) ظاهرة، كقوله تعالى (وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ) أو مضمرة كقوله تعالى (أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) أي (وقد اتبعك) (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) أي قد حصرت. وقال الجميع: حقّ الماضي المثبت المجاب به القسم أن يقرن باللام وقد، كقوله تعالى (تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا) . وقيل في قوله تعالى: (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) في الآية التي نحن بصددها، إنه جواب القسم على إضمار اللام وقد جميعا أي (لقد قتل) .
[سورة البروج (85) : الآيات 8 الى 9]
وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (ما) نافية (منهم) متعلّق ب (نقموا) بتضمينه معنى عابوا (إلّا) للحصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (بالله) متعلّق ب (يؤمنوا) ، (الحميد) نعت ثان للفظ الجلالة.
جملة: «ما نقموا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة هم.. شهود «16» .
وجملة: «يؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يؤمنوا) في محلّ نصب مفعول به لفعل نقموا «17» .
9- (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت ثالث للفظ الجلالة «18» ، (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملك) ، (الواو) استئنافيّة (على كلّ) متعلّق ب (شهيد) ..
وجملة: «له ملك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «الله ... شهيد» لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة
فن تأكيد المدح بما يشبه الذم: في قوله تعالى «وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ» .
استثناء مفصح عن براءتهم عما يعاب وينكر بالكلية، على منهاج قوله:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
فقد استثنى من صفة ذم منفية صفة مدح، وهذا ما يسمى تأكيد المدح بما يشبه الذم.
[سورة البروج (85) : آية 10]
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ (10)

الإعراب:
(الفاء) زائدة لمشابهة الموصول للشرط (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) في الموضعين.
جملة: «إنّ الذين فتنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «فتنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لم يتوبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فتنوا.
وجملة: «لهم عذاب» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لهم عذاب (الثانية) » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
الصرف:
(الحريق) ، اسم لحالة شبوب النار واشتعالها، واستعمل في الآية بمعنى الإحراق- أي إحراق الكافرين للمؤمنين «19» - فهو اسم مصدر وزنه فعيل.
__________
(1) أو ما في معناه، وقيل: الجواب هو فملاقيه أي فأنت ملاقيه، في الآية (6) من هذه السورة.
(2) أذنت لربّها: استمعت وأطاعت.
(3) أو أن السماء جعلت حقيقة بالاستماع والانقياد فلا حاجة لتقدير مضاف.
(4) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره أنت، والجملة لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء إنّك كادح.
(5) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.. ويجوز أن تكون الجملة صلة (من) إذا أعرب موصولا، وجملة سوف يحاسب هي الخبر بزيادة الفاء لمشابهة المبتدأ للشرط.
(6) راجع الصفحة السابقة حاشية رقم (2) .
(7) أو اسم موصول، أو نكرة موصوفة، في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي وسقه..
(8) أو صلة الموصول الاسميّ، أو في محلّ جرّ نعت للنكرة الموصوفة (ما) .
(9) أو اسم موصول، أو نكرة موصوفة في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي يوعونه.
(10) أو في محلّ نصب حال.
(11) أو صلة الموصول الاسميّ.. أو في محلّ جرّ نعت للنكرة، والعائد فيهما محذوف أي يوعونه.
(12) إذا أعربت (إلّا) بمعنى لكن فالموصول مبتدأ وجملة لهم أجر خبره.
(13) والضمير العائد على المبدل منه محذوف أي: النار فيه. [.....]
(14) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف.
(15) إذا كانت الجملة خبريّة- لا إنشائيّة دعائيّة- كانت هي جواب القسم بتقدير اللام وقد.
(16) في الآية السابقة (7) .
(17) يجوز أن يكون بدلا من المفعول المقدّر و (إلّا) للاستثناء أي ما نقموا شيئا إلّا إيمانهم، أو هو منصوب على الاستثناء.
(18) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو والجملة استئناف بيانيّ.
(19) أي لهم العذاب بسبب الحريق.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 416.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 410.68 كيلو بايت... تم توفير 5.88 كيلو بايت...بمعدل (1.41%)]