|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
علاج ظاهرة التبرج والسفور
علاج ظاهرة التبرج والسفور حماده إسماعيل فوده مما لا شك فيه أن التبرج الآن أصبح ظاهرة مُنتشرة في شتى بقاع العالم الإسلامي، وعليه؛ يجب أن نبذل أقصى ما عندنا لنعود من هذه الظاهرة القبيحة إلى ما يُرضي الله تعالى من نبذ التبرج، وارتداء الحجاب الشرعي الصحيح، ولن يكون ذلك إلا إذا صدقنا في الاستعانة بالله تعالى فما لا يكون بالله لا يكون. والخطوة الرئيسة التي يجب القيام بها لعلاج هذه الظاهرة هي أن تُربَّى المرأة المسلمة تربيةً حقيقية منذ الصغر، لتنشأ نشأةً طيبة، وتربيتها بإبعادها عن كل ما يأباه الدين الحنيف، وتعليمها ما يجب عليها من أحكام دينها، وبيان الآثار السلبية على تبرجها، وإحاطتها علمًا بما يريده أعداء الإسلام من خروجها؛ والقضاء على عفتها متى كانت قادرة على فهم ذلك واستيعابه. وثمة أمور لابد من التنبيه عليها، والتذكير بها: 1- لا ينبغي أن نعلل عدم التربية في الصغر على اللباس الإسلامي وغيره بعدم التكليف؛ لأن وليها مكلف ومطالب بإبعادها عن المحرم -كما ذكره الفقهاء -، والصغير يصعب تقويمه بعد الكبر إذا اعتاد شيئًا في صغره، فليحذر المسلم من التساهل في لباس بناته الصغيرات بألبسةٍ متبرجة، لما في ذلك من الإلف للتبرج، وكسر حاجز النفرة منه، وزوال الحياء. إِذَنْ: يجب تربية البنت على الحجاب الشرعي منذ الصغر. ولكي يكون الحجاب شرعيًّا ثمة شروط لابد أن تتوفر فيه: الأول: ستر جميع بدن المرأة على الراجح. الثاني: أن لا يكون الحجاب زينة في نفسه بحيث لا يلفت أنظار الرجال إلى مَن تلبسه. الثالث: أن يكون ثخينًا لا يشف حتى يستر المرأة، فالشفاف يزيد المرأة فتنة للرجال. الرابع: أن يكون فضفاضًا واسعًا غير ضيق؛ لأن الضيق يصف حجم الجسم أو بعضه، ويزينه في أعين الناظر إليه. الخامس: أن لا يكون مُبَخَّرًا أو مُطيَّبًا؛ لما مرَّ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك. السادس: أن لا يشبه ملابس الكافرات؛ لحرمة التشبه بهم. السابع: أن لا يشبه ملابس الرجال؛لورود عدد من الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في لعن المرأة التي تتشبه بالرجل في اللباس أو غيره. الثامن: أن لا يُقصد به الشهرة بين الناس. 2- أن يركز العلماء والخطباء والمحاضرون على الأحكام المتعلقة بالمرأة، لتكون هناك وقفة جادة ضد الدعوات الهدامة التي تظهر بين حين وآخر وتحاول جذب المرأة إلى صفها. 3- لا بد من إبراز مسؤولية ولي المرأة وعظم الدور الذي يطالب به، حيث يجب على ولي المرأة أن يقوم بواجب الولاية والرعاية، وأن يعلم يقينًا أنه مسؤول عن أسرته من زوجة وأولاد، قال الله سبحانه وتعالى:﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34]. وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ "[1]، وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ حَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَهُ حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ"[2]. قال العَيْنِي رحمه الله: "والراعي هو الحافظ المؤتمن، الملتزم صلاح ما قام عليه وهو ما تحت نظره، فكل مَن كان تحت نظره شيء فهو مطلوب بالعدل فيه، والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته، فإن وفَّى ما عليه من الرعاية حصل له الحظ الأوفى والجزاء الأكبر، وإن كان غير ذلك طالبه كل أحد من رعيته بحقه"[3]. فعلى الولي أن يقوم على مَن تحت يده بالتأديب والتربية، وكما أنه لا يألو جهدًا في النفقة، فيجب ألا يقصر في الرعاية والتربية، وعليه أن يراقب لباس بناته وزينتهن، ولا يدع ذلك لتصرف زوجته لأنها تتأثر بكل جديد، وترغب أن تظهر بناتها بمثل ما يظهر غيرهن، وكثير من الأولياء لا يفهم الرعاية والولاية إلا أنها توفير الطعام والشراب واللباس والمسكن ونحو ذلك، وهذا فهم سقيم، فإن الرعاية والقوامة كما تتضمن ما ذكر، تتضمن أيضًا التقويم والحمل على طاعة الله تعالى بفعل المأمور واجتناب المحظور. 4- على ولاة أمور المسلمين أن يكون لهم دور فعال في موضوع تبرج المرأة، وإنكار هذا المُنكر، والغلظة والشدة على مَن تساهل في ذلك. يقول ابن القيم رحمه الله: "ويجب عليه - أي ولي الأمر - منع النساء من الخروج متزينات متجملات، ومنعهن من الثياب التي يَكُنَّ بها كاسيات عاريات كالثياب الواسعة الرقاقة، ومنعهن من حديث الرجال في الطرقات، ومنع الرجال من ذلك". ويقول أيضًا: "ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة"[4]. 5- أن تتمسك الأخت المسلمة بآداب المرأة وتتحلى بها: والقول الجامع في آداب المرأة: أن تكون قاعدة في قعر بيتها، لازمة لمنزلها، لا يكثر خروجها إلا لضرورة، قليلة الكلام لجيرانها، لا تدخل عليهم في حال لا يوجب الدخول، تحفظ بعلها في غيبته، وتطلب مسرته في جميع أمورها، ولا تخونه في نفسها وماله، ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن خرجت بإذنه فمختفية في هيئة رثة، تطلب المواضع الخالية دون الشوارع والأسواق، محترزة من أن يسمع غريب صوتها، أو يعرفها بشخصها، لا تتعرف إلى صديق بعلها في حاجاتها، بل تنكر على من تظن أنه يعرفها أو تعرفه، همها صلاح شأنها، وتدبير بيتها، مقبلة على صلاتها وصيامها، وإذا استأذن صديق لبعلها على الباب وليس البعل حاضرًا لم تستفهم ولم تعاوده في الكلام غيرة على نفسها وبعلها، وتكون قانعة من زوجها بما رزق الله، وتقدم حقه على حق نفسها، وحق سائر أقاربها، متنظفة في نفسها، مستعدة في الأحوال كلها للتمتع بها إن شاء، مشفقة على أولادها، حافظة للستر عليهم، وكبيرة اللسان عن سب الأولاد ومراجعة الزوج[5]. وإذا تمسكت الأخت المسلمة بهذه الآداب سيكون العلاج إن شاء الله. 6- وأخيرًا أختاه عليك بتقوى الله عز وجل والرجوع إليه، وأن تذكري ما للمرأة المسلمة من نعيم وثواب في الجنة. وعليك بقراءة سِيَر الصحابيات وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن والاقتداء بهن. وعليك أن تتعلمي وتُعلمي بناتك سورة النور وما فيها من أحكام، ولا بد أن تقتنعي وأن تكوني على يقين أن حجابك هو تاجك، وهو عزتك التي تتباهين بها بين الأمم. [1] جزء من حديث رواه البخاري (7138) ومسلم (1829). [2] رواه أبو نعيم في الحلية (9 /234)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1774). [3] عمدة القاري (5 /273). [4] الطرق الحكيمة، لابن القيم (ص:287)، وانظر:مجموع رسائل في الحجاب والسفور (ص:64). [5] المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية (ص:530).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |