|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الخليفة الراشد عمر بن الخطاب
الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (1) كيفية تولي عمر بن الخطاب الخلافة عبد الفتاح فتحي مضت سنتا خلافة الصديق عامرتين بالجد والعمل، والجھاد في سبيل الله ولم يشأ الرجل أن يترك الامة دون خليفة من بعده؛ لقد كان يحمل ھم الامة التي تقف جيوشھا تخوض أعتى المعارك بفارس والروم، فرأى أن يبرئ ساحته بين يدي خالقه، وأن يختار للامة بعد أن يستشير كبراءھا، وذوي الرأي والحكمة منھم، وأن يطرح أمامھم اسم عمر ابن الخطاب، مرشحا للخلافة من بعده؛ كي لا يفترق المسلمون؛ لانه أولى الناس بالخلافة من بين صحابة رسول الله الموجودين، وأمر بكتابة عھد بذلك، كتبه له عثمان بن عفان. وكان تخوف الناس من عمر ينحصر في غلظته وشدته، فكان الصديق يبين للمتوجسين سر موقف عمر أنه يرى الصديق رقيقا، ويتوقع أنه لو أفضى إليه الامر، لترك كثيرا مما ھو عليه، وكان لعثمان رأي في عمر مفاده أن علمه به أن سريرته خير من علانيته، وليس في الصحابة مثله. ورد الصديق بحزم وقوة على طلحة بن عبيد الله عندما قال للصديق: استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف به إذا خلا بھم؟! وأنت لاق ربك فسائلك عن رعيتك، فقال: أجلسوني، ثم قال لطلحة: أبا تفرقني (تخوفني)!؟ إذا لقيت الله ربي، فساءلني، قلت: ُ استخلفت على أھلك خير أھلك. وھكذا ضرب الصديق المثل في التقوى والورع وھو في نھاية حياته، حيث اجتھد رأيه، واستشار، ولم يُول ذا قرابة، ورأى عمر خير من يحكم المسلمين من بعده.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: الخليفة الراشد عمر بن الخطاب
الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (2) المبادئ العامة التي تحكم سياسة عمر بن الخطاب عبد الفتاح فتحي 1- يرى الفاروق عمر أن اعتلاءه منصب الخلافة ليس أمرا ھينا، وإنما ھو ابتلاء ومحنة منالله له كخليفة للمسلمين مسئول عن جميع أفراد رعيته مسئولية كاملة ومباشرة بين يدي الله يوم القيامة، فإما أن ينجيه العدل، أو يھلكه الجور. وابتلى –في الوقت نفسه- رب العزة الرعية بالفاروق؛ لينظر كيف يعملون. فھم محاسبون – ً أيضا- إن لم يقوموا بطاعته في المعروف، ومساندته وتأييده في الحق والخير، ونصحه وتقويمه إن حاد عن الجادة. 2- أن التذكير بالايمان باالله وباليوم الاخر ھو أس كل إصلاح ولبه في ھذه الحياة الدنيا، وكل سعادة ورضوان ونعيم مقيم في الاخرة، وبدونھمالا ننتظر إصلاحا للراعي، ولا خيرا في صفوف الرعية. 3- أن استخلاف أبي بكر عمر بن الخطاب، وموافقة الامة على خلافته، يستند إلى ما يغلب على الظن من أن ابن الخطاب أكثر الامة تحملا للعبء والمسئولية، وأقدرھم على مواجھة الاخطار الجسام، التي تواجه الامة، ولولا أن ذلك مما يُعرف عنه على سبيل التحقيق، لكفاه غيره ھذه المسئولية العصيبة، التي يحاسبه الله عليھا حسابا عسيرا. إنه –باختصار- مسئول عن وضع كل الامور في نصابھا، والسير بالامة فيالطريق القويم؛ ومن ھنا فإن الفاروق يتبرأ من كل حول وقوة ومعونة،ويلجأ إلى الله راجيا السداد والتوفيق، وكذلك رأى عمر أن ھذا الامر لا يصلح إلا بشدة في غير تجبر، ولين في غير وھن، وينضاف –إلىذلك- قوة في الدين، وقوة في الايمان، وقوة في العقل والتدبير والتخطيط، وقوة في المتابعة والتنفيذ، وبذل وتضحية وجُود بالوقتوالجھد والعرق والدم لا حدود له. 4- التمسك بمبادئ العدالة والمساواة بين جميع أفراد الرعية، دون تحيز ولا مجاملة لاحد من الناس. وعلى أصحاب الحوائج والمظالم رفع مايريدون إلى الخليفة مباشرة؛ ليعطي كل ذي حق حقه. ويتعھد عمر أن يظل على أخلاقه الطيبة التي يعرفھا له الناس، فلا يغيره منصب، ولاَ يُحو له سلطان. 5- مسئولية عمر عن مباشرة شئون الحكم بنفسه دون أن يكلھا إلىغيره من أعوانه، وذلك فيما حضره من الامور، وما اقترب من الاماكن. َ أما ما بعُدَ من الولايات؛ فإنه يوليھا الاكفاء الامناء الثقات منأصحابه ومستشاريه، ثم يراقب سياساتھم وتصرفاتھم، ورأي رعيتھم فيھم، فمن أحسن منھم، أجزل له الثواب، ومن أساء نكل به؛ كي يكون عبرة لغيره. المؤلف/ عبد الفتاح فتحي المصدر/ كتاب الخلفاء الراشدين
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
رد: الخليفة الراشد عمر بن الخطاب
الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (3) المهمات المسندة إلى الولاة عبد الفتاح فتحي تتضح تلك التكاليف من خلال الكتب والوصايا، التي يتقدم به الخليفة عمر ابن الخطاب رضى الله عنه إلى ولاته وعماله، ومن ذلك قوله لابي موسى الاشعري »: أما بعد، فإن أسعد الرعاة عند الله من سعدت به رعيته، وإن أشقى الرعاة عند الله من شقيت به رعيته. وإياك أن تزيغ، فتزيغ عمالك، فيكون مثلك عند الله مثل البھيمة، نظرت إلى خضرة من الارض، فرتعت فيھا تبتغي السمن، وإنما حتفھا في سمنھا. وھكذا اتضح أن المھمة الاولى للولاة العمل الدءوب على راحة الناس وسعادتھم وھناءتھم، ولا شك أن ذلك لا يكون حقيقيا إلا في طاعة الله عز وجل، ثم ھو يحذر كل وال تحذيرا شديدا أن يحيد عن الحق والشرع، فيزيغ ويضل معاونوه، فيكون في ذلك ھلاكه وھلاكھم جميعا. كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يأمر عماله أن يوافوه بالموسم. وعند الاجتماع يخاطب الرعية مبينا واجبات الولاة نحوھم، فيقول: إني لم أبعث عمالي عليكم؛ ليصيبوا من أبشاركم، ولا من أموالكم. إنما بعثتھم ليحجزوا بينكم، وليقسموا فيئكم بينكم. وفي رواية أخرى: اللھم، إني أشھدك على أمراء الامصار، فإني إنما بعثتھم؛ ليعلموا الناس دينھم، وسنة نبيھم، فمن أشكل عليه شيء رفعه إلي. تذكر المصادر أن عمر رضى الله عنه إذا استعمل رجلا أشھد عليه قوما من الانصار وغيرھم، واشترط عليه أربعا: لا يركب برذونا، ولا يلبس ثوبا رقيقا، ولا يأكل نقيا، ولا يغلق بابا دون حوائج الناس. ومن تعھدات عمر بن الخطاب رضى الله عنه أمام الناس فيما يختص بشئون المال، التي ھي في الوقت ذاته توجيھات وتكليفات منه لاصحاب الخراج قوله: إني لا أجد المال يُصلحه إلا خلال ثلاث: أن يُؤخذ بالحق، ويُعطى في الحق، ويُمنع من الباطل، وإنما أنا ومالكم كولي اليتيم، إن استغنيت استعففت، وإن افتقرت أكلت بالمعروف، ولست أدع أحدا، يظلم أحدا، ولا يعتدي عليه، حتى أضع خده على الارض، وأضع قدمي على الخد الاخر، حتى يُذعن للحق. ووعدھم أن يزيد أعطياتھم وأرزاقھم، ويأمر ولاته –كذلك- بسد ثغورھم، وعدم إلقائھا في المھالك، وعدم تجميرھم (حبسھم في ثغورھم) أماكن مرابطة الجيوش، ثم شدد على الولاة أنه لم يبعثھم أمراء ولا جبارين، ولكن أئمة للھدى يھتدي بھم الناس، وأمرھم أن يمنحوهم حقوقھم، ولا يضربوھم فيُذلوھم، ولا يحمدوھم فيفتنوھم، وألا يغلقوا الابواب دونھم، فيأكل قويھم ضعيفھم، ولا يستأثروا عليھم فيظلموھم، ولا يجھلوا عليھم. وإذا قاتلوا بھم الكفار، قاتلوھم حسب طاقتھم، فإذا رأوا بھم كلالة، كفوا عن ذلك، فإن ذلك أبلغ في جھاد عدوھم. وأخيرا، فإن الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان يتخير أصلح رجالاتالبلدان والاقاليم لولاية الخراج، وكان يرسل إلى أھل الاقليم أن يبعثوا إليه واحدا من خيارھم وصالحيھم، وھو بذلك يحقق أكثر من ھدف؛ الاول: أنه يجعل اختيار صاحب ھذا المنصب الحساس خاضعا لمشيئة أھل البلد، فھم أعرف بصالحيھم. والثاني: حتى لا يحتجوا عليه بتعسف صاحب الخراج، فھم الذيناختاروا بأنفسھم فيتحملوا نتيجة اختيارھم. والثالث: أن يضمن عمر تنفيذ توجيھاته لھم بدقة وأمانة، فيعم العدل، ويشيع الاستقرار، ويدلك على استخدام ھذا المنھج العمري لضمان تنفيذ المھام المسندة لصاحب الخراج ما يرويه الشعبي بقوله: كتب عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى أھل الكوفة أن يبعثوا رجلا من أخيرھم، وأصلحھم، وكذا أرسل إلى أھل البصرة، وأھل الشام، فبعث الكوفيون إليه عثمان بن فرقد ،وأھل البصرة الحجاج بن علاط، وأھل الشام معن بن يزيد كلھم سُلميون، فاستعمل كل واحد منھم على خراج أرضه.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
رد: الخليفة الراشد عمر بن الخطاب
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
رد: الخليفة الراشد عمر بن الخطاب
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
رد: الخليفة الراشد عمر بن الخطاب
الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (6) كيفية التصرف في الأراضي المفتوحة عبد الفتاح فتحي عقب فتح العراق والشام كتب كل من: سعد بن أبي وقاص، وأبي عبيدة ابن الجراح يخبران عمر أن الجند يريدون تقسيم مغانمھم. وما أفاء الله به عليھم. وعلى رأس المغانم المدن وأھلھا، والاراضي وما فيھا من شجر وزرع، كما قسم الرسول أرض خيبر، لكن عمر كان له رأي خاص في الاراضي وسكانھا بالذات، فرأى ألا يُسترق ھؤلاء، فھم كثيرون يقدرون بالآلاف بل بالملايين، فرأى الاكتفاء بعرض الاسلام أو الجزية عليھم، أما الارض، فرأى أن من مصلحة المسلمين ألا تقسم، بل الاولى أن تبقى في أيدي المزارعين يزرعونھا ويفرض عليھم الخراج، الذي تستفيد منه الدولة الاسلامية في دفع العطاء والمرتبات، والانفاق على مصالح المسلمين، وتسيير الجيوش، وحشد الحصون والثغور بالسلاح والمقاتلين. وكان عمر يخشى إن قسمت ھذه الاراضي الشاسعة، وما حولھا من أنھار أن يركن المسلمون للراحة، ويخلدوا إلى نعيم الدنيا، ويدعوا الجھاد، وكذلك خشى أن يتنازعوا فيما بينھم فيقع الشقاق والخلاف. وقد اقتنع عدد من الصحابة برأي عمر، مثل: علي، وعثمان، وطلحة، ومعاذ، وعارضه بلال، وابن عوف، والزبير. وقد حاول إقناعھم بأن ھذه الاراضي لو قسمت لم يبق لمن يأتي بعدنا شيء وسيجدونھا امتلكت وورثت، وحيزت للسابقين، فمن يكون لذرية الجند وزوجاتھم والارامل واليتامى من بعد؟! لكن الاخرون اعترضوا وقالوا: أفاء الله علينا ھذه الاراضي بسيوفنا، فيكف نحرص على إعطائھا لمن بعدنا ممن لم يحضروا ولم يشھدوا، نعطيھا لابنائھم وأحفادھم؟! فاحتكم الفريقان إلى عشرة من الانصار (مناصفة بينالاوس والخزرج). وقام عمر بعرض الامر عليھم؛ ليشيروا برأيھم، ويشاركوه أمانته ومسئوليته، فعلى الارض الخراج وعلى الرجال الجزية، ويظل دخل الارض فيئاً للمسلمين ولمن بعدھم. واستدل عمر رضى الله عنه استدلالا ذكيا دقيقا بآيات القرآن في سورة الحشر: {مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىظ° رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىظ° فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىظ° وَالْيَتَامَىظ° وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ غڑ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا غڑ وَاتَّقُوا اللَّهَ غ– إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } وضح عمر أن ھذه الاية عامة. ثم ت لاقوله تعالى: { لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ غڑ أُولَظ°ئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}، وھذه خاصة بالمھاجرين ثم قال: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىظ° أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ غڑ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَظ°ئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} خاصة بالانصار، ثم قال: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} وھذه آية خاصة بمن يجيء بعد ذلك. ومقتضى ھذا الفھم أن لھؤلاء جميعا حقا في الفيء، فكيف يأخذه بعضھم ويحرم منه اخرون؟! فوافق الانصار على رأيه، وقالوا: نعم ما رأيت، وما قلت.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
رد: الخليفة الراشد عمر بن الخطاب
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |