|
|||||||
| ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
شرح حديث دعوات المكروب أ. د. كامل صبحي صلاح الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد: فلقد كان نبينا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم يدعو الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم أجمعين، إلى فعل الخيرات والطاعات وسائر القربات، ويحذرهم من الشر، وينهاهم عنه؛ حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلِّم أصحابه رضي الله عنهم دعواتٍ عند المواقف المختلفة، وخصَّ من هذه الدعوات أدعيةً عند الهم والغم والكرب؛ حتى تزول، وهذا من حكمته وعظيم فهمه وإدراكه، ورحمته بأمته صلى الله تعالى عليه وسلم. ففي الحديث عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو؛ فلا تكِلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت، وبعضهم يزيد على صاحبه))؛ [أخرجه أبو داود (5090) مطولًا واللفظ له، وأحمد (20430) مطولًا باختلاف يسير، الألباني، صحيح أبي داود (5090)]. وفي رواية: ((كلمات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله)). شرح الحديث: قوله: (دعوات) جمع دعوة، وهي ما يُدعى به، ويُلتجأ به إلى خالق السماوات والأرض سبحانه وتعالى. وقوله: (المكروب)؛ أي: الذي أصابه كرب وشدة، كالحزن والغمِّ والهم الذي يأخذ بنفس الإنسان، فتضيق به الدنيا بما رحبت؛ وما ذاك إلا من شدة ما أصابه ووقع عليه من كربٍ وهمٍّ وحزن. وقوله: (اللهم رحمتك أرجو)؛ أي: اللهم إني أطمع في رحمتك وآمُلُها، فلا رحمة لي إلا رحمتك، فرحمتك تُغنيني عن كل رحمات الخلق. وقوله: (فلا تكلني إلى نفسي)؛ أي: لا تتركني وحيدًا، لا مُعين لي ولا ناصر، وتفوِّضني وتتركني إلى نفسي الضعيفة المسكينة، التي لا حول لها ولا قوة. وقوله: (طرفة عين)؛ أي: مقدار لحظة أو لفتة من لحظات هذه الحياة الدنيا. وقوله: (وأصلح لي شأني كله)؛ أي: وأصلح لي كل أموري وأحوالي؛ صغيرها وكبيرها، وقليلها وكثيرها. وقوله: (لا إله إلا أنت)؛ أي: لا أعبد غيرك، ولا معبود لي إلا أنت سبحانك، فأنت الإله الحق، وكل المعبودات التي من دونك باطلة. وقوله: (وبعضهم يزيد على صاحبه)؛ هذا من كلام أبي داود المصنف رحمه الله، ويقصد أن الاثنين اللذين روَيَا الحديث - وهما العباس بن عبدالعظيم ومحمد بن المثنى - بعضهم يزيد في ألفاظ الحديث على بعض، وهذا يدل على ضبط الرواية في نقل الأحاديث. ويشير الحديث إلى مشروعية واستحباب التوجه إلى الله تبارك وتعالى عند وقوع الكروب والهموم والأحزان؛ حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلِّم أصحابه رضي الله عنهم جميعًا دعواتٍ عند المواقف المختلفة، وخص من هذه الدعوات أدعيةً عند وقوع الهم والغم والكرب؛ حتى تزول الهموم والأحزان والكروب، وهذا من حكمته وعظيم فهمه وإدراكه، ورحمته بأمته، صلى الله تعالى عليه وسلم. هذا ما تم إيراده، نسأل الله العليَّ الأعلى أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن ينفع بما كُتب، وأن يجعله من العلم النافع والعمل الصالح، والحمد لله رب العالمين.
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |