منشأ المنظومة الأخلاقية عند البشر معرفيا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تعريف بكتاب المدخل إلى علم السيرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام: النظائر في السير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          جوانب من عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الهوية في حالة صيرورة وتشكّل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تأملات مرتحل مسلم .. السفر محطة للإثراء الثقافي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تأملات مرتحل مسلم .. الأسرة ومدرسة السفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          كيف تتقلب النفس البشرية بين رغبة المدح وخشية النقد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الزينة في القرآن الكريم والكشف عن مفهوم الجمال الحقيقي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تفنيد دعوى وجود رواة أعاجم رووا الحديث بالمعنى فأفسدوه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حين يلتقي الجهل بالتعصب: كيف يولد التطرف الفكري؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          30 طريقة لإحلال الهدوء في فصول المرحلة الثانوية الصاخبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-08-2025, 06:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,066
الدولة : Egypt
افتراضي منشأ المنظومة الأخلاقية عند البشر معرفيا

منشأ المنظومَةِ الأخلاقيّة عند البَشَر معرفيا

غازي أحمد محمد

هل سألت نفسك يوما: لم نجد بعض الملاحدة ممن ينكر البعث والحساب محبا لفعل الخيرات؟
قد يتعجب الإنسان حين يرى بعض الملاحدة الأثرياء قد رضخ وخصّص قسما من ثروته للفقراء والمساكين أو للمنكوبين، من غير طلبٍ لسمعة ورياء أو مصلحة ظاهرة كإعفاءات ضريبية ونحو ذلك.


وقد تجد طبيبا ملحدا يسافر إلى البلاد الفقيرة ليعالج المحتاجين ويعرّض نفسه للأخطار، دون أجر أو مقابل.


وقد تجد مكافحا ملحدا يلقي بنفسه في ميادين القتال دفاعا عن المظلومين والمستضعفين، مما يثير التساؤل عند المسلم والمتديّن بعامة:
ما سر صدور أفعال الخير من إنسان ملحد لا يؤمن بالحساب بعد الموت؟


سر المسألة أنّ الله تعالى فطر الناس على ثلاث قوى:
هي القوة الشهوية والقوة الغضبية والقوة العلمية (ويقال: الناطقية والمنطقية)[1].
1- فالقوة الشهوية تحمل الإنسان على تَطلُّبِ فعل ما يستجلب لنفسه اللّذة والسعادة والراحة والطمأنينة من الشهوات الظاهرة والباطنة.


2- والقوة الغضبية تحمله على دفع ما يستجلب له الألم النفسي والحزن وتأنيب الضمير.


3- والقوة العلمية تحمله على حب الاطلاع على المعارف الجديدة واستكشاف المجهول.


وقد ذكر هذه القوى الثلاث الرازي في تفسيره[2] وابن تيمية في "مجموع الفتاوى" [3] وفصل فيها.


وفي التحليل المعرفي لمنشأ الأخلاق في النفس البشرية يقال: تحمل القوة الشهوية الإنسان الذي لم تفسد فطرته على فعل الخيرات لمساعدة المحتاجين ماليا أو طبيا، أو حتى معاونتهم في انتزاع حريتهم، وقد تحمله في بعض الأحايين القوة الغضبية لفعل الخير دفعا لتأنيب الضمير في حال ترك إعانة الآخرين.


ولذلك تجد كثيرا من الملاحدة اليوم متضامنين مع أهلنا في غزة، ويضحون في سبيل ذلك بأموالهم وراحتهم وحريتهم ولا يألون جهدًا، وليس لهم غرض أخروي إلا الراحة النفسية في الدنيا ودفع تأنيب الضمير بعد مد يد العون لهم. هكذا تفسر أخلاق الملاحدة الحسنة معرفيا (إبستمولوجيا) في ضوء القوتين الشهوية والغضبية.


وهاتان القوتان متصلتان بما يسمى في نظرية المعرفة بالوجدانيات (المشاهدات): فالمرء يدرك اللذة والألم بحواسه الباطنة، وهي من مصادر المعرفة اليقينية التي تفيد المعرفة الجزئية.


ويقول ابن تيمية في هذا الصدد: "خلق الله في أكثر النفوس محبةً للمعرفة والعلم وإدراك الحقائق، وقد يخلق فيها محبةً للصدق والعدل والوفاء بالعهد، ويخلق فيها محبة للإحسان والرحمة للناس.


فهو يفعل هذه الأمور: لا ليتقرب بها إلى أحد من الخلق، ولا يطلب مدحَ أحدٍ ولا خوفًا من ذمِّه، بل لأن هذه الإدراكات والحركات يتنعَّم ويلتذُّ بها، ويجد بها فرحًا وسرورًا، كما يلتذ بمجرد سماع الأصوات الحسنة، وبمجرد رؤية الأشياء البَهِجَة، وبمجرد الرائحة الطيبة"[4].







[1] ينظر: مجموع الفتاوى 15 / 428 - 433.
[2] ينظر: تفسير الرازي 9 / 528. وقال: "الْقُوَى الْمُدَبِّرَةَ لِبَدَنِ الْإِنْسَانِ ثَلَاثَةٌ: الْقُوَّةُ النَّاطِقَةُ، وَالْقُوَّةُ الْغَضَبِيَّةُ وَالْقُوَّةُ الشَّهْوَانِيَّةُ، فَفَسَادُ الْقُوَّةِ النَّاطِقَةِ هُوَ الْكُفْرُ وَالْبِدْعَةُ وَمَا يُشْبِهُهُمَا، وَفَسَادُ الْقُوَّةِ الْغَضَبِيَّةِ هُوَ الْقَتْلُ وَالْغَضَبُ وَمَا يُشْبِهُهُمَا، وَفَسَادُ الْقُوَّةِ الشَّهْوَانِيَّةِ هُوَ الزِّنَا وَاللِّوَاطُ وَالسَّحْقُ وَمَا أَشْبَهَهَا".
[3] ينظر: مجموع الفتاوى 15 / 428 – 433.
[4] جامع المسائل لابن تيمية – عزيز شمس، 5 / 191.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.28 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]