رمضانيات المرأة التقية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1239 - عددالزوار : 134850 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5453 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8164 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-05-2024, 09:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,975
الدولة : Egypt
افتراضي رمضانيات المرأة التقية

رمضانيات (19)

المرأة التقيّة


الدكتور عثمان قدري مكانسي


أحاديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حافلة بذكر المرأة التقيّة التي تنأى بنفسها عن التبذُُّل ، وتلتزم بأمر الله ورسوله وتنتهي عما يُغضب الله تعالى ، وتحاول أن تتمثَّل السمات الخيّرة ، وتقواها ينعكس على البيت رحمة وسعادة ، وعلى المجتمع صفاءً ونقاءً ، وعلى الحياة صلاحاً وإصلاحاً . . ألمْ يقل الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ( الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة ؟))(1)
ألمْ يوصِ الزوج المؤمن بامرأته المؤمنة خيراً (( لا يفرَكْ مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خُلُقاً رضي منها آخر )) (2) .
وفي حجة الوداع قال : (( ألا واستوصوا بالنساء خيراً . . )) (3) .
وها أنا أقدّم صوراً من النساء التقيات في أحاديثه صلى الله عليه وسلم .
ففي الحديث الذي رواه عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما في النفر الثلاثة الذين باتوا في الغار ، فانحدرت صخرة من الجبل فسدّت عليهم الغار فتوسّلوا إلى الله تعالى أن ينجّيهم فذكروا صالح أعمالهم ، يقول الثاني منهم : (( اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحبَّ الناس إليَّ ـ وفي رواية ـ كنت أحبُّها كأشد ما يحب الرجال النساء ، فأردتُها على نفسها ، فامتنعت مني حتي ألَمَّت بها سَنةُ من السنين ، فجاءتني فأعطيتُها عشرين ومئة دينار على أن تُخلّيَ بيني وبين نفسها ، ففعلت ، حتى إذا قدرتُ عليها ـ وفي رواية ـ فلما قعدت بين رجليها قالت : اتّق الله ، ولا تفضَّ الخاتم إلا بحقه . . . )) (4) ، فقد كانت تقيّة لم تمكنه من نفسها ابتداءً فلما ضعفت لفقرها ـ وكاد الفقر أن يكون كفراً ـ اضطرت إلى ما طلب ، وذكّرَته بالله وتقواه ، وهزت فيه المشاعر الإيمانية وأن عليه ـ إن أرادها ـ أن يتزوجها حلالاً ولا يقع عليها زنا ، فارعوى وتاب إلى الله تعالى فكان لها الفضل الأكبر عليه ـ حقيقة ـ في انفراج شيء من الصخرة يوم سدَّت باب الغار .
وهذه المرأة الجُهَنيّةُ زلَّتْ فوقعت في الزنا وهي مُحصنةٌ ثم ذكرت الله فتابت وأنابت وجاءت إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تريد أن يرجمها فيطهّرها . . جاءته حبلى من الزنا ، فقالت : يا رسول الله إني أصبتُ حدّاً ، فأَقِمْه عليَّ ، فدعا النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وليَّها فقال : (( أحسِنْ إليها ، فإذا وضعَتْ فأتني )) ، ففعل فأمر بها النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فَشُدَّتْ عليها ثيابُها ، ثم أُمِرَ بها فَرُجِمت ، ثم صلّى عليها ، فقال له عمر : تصلّي عليها يا رسول الله وقد زنتْ؟! قال : (( لقد تابت توبةً ، لو قُسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجَدْتَ أفضلَ من أن جادت بنفسها لله عزّ وجلَّ ؟)) (5) .
دفعةٌ إيمانيّةُ قويّةُ دفعتها إلى التطهُّر ، واختيار الآجلة على العاجلة ، ولو لم تكن ذات إيمان قويّ ما آثرت الموت رجماً ، ولعلَّ قائلاً يقول : فلماذا زنت وهل يفعل ذلك إلا ضعيفُ الإيمان مهزوزُه ؟! ، فأقول : قد يضعف الإنسان فيقعُ في المحظور ، لأنه خُلِقَ من ضعف ، ويَزِلُّ ، لأنه خُلق من عَجَل ، ويضل لحظةً لأنه ناقص ، لكنَّ بِذرة الإيمان حين تنمو في قلبه شجرةً باسقةً وارفةََ الظلال تُظهر معدِنه الأصيلَ ، ويقينَه المتينَ ، وهذا ما جعلها تسرع إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تسأله أن يطهِّرها ، وجادت بروحها ابتغاء مرضاة الله ورحمته وغفرانه .
وما أروع ما قالته السيدة هاجر رضي الله عنها زوج إبراهيم وأم إسماعيل عليهما السلام حين تبعت زوجها ـ بعد أن وضعها وابنها في وادٍ غير ذي زرع ومضى ـ تكرر على مسامعه (( يا إبراهيم ، أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيئ ؟)) وجعل لا يلتفت إليها ، فقالت : له : (( آلله أمرك بهذا ؟ )) قال : (( نعم )) . . قالت [ والإيمان رفيقها ، والتسليم لقضاء الله غايتُها ، والاعتماد عليه سبحانه وتعالى رائدها ] : (( إذاً لا يضيِّعنا )) (6) نعم ، إنِّ الله لا يضيِّع عباده الصالحين . ألم يعوّض الله سبحانه وتعالى الرجل وزوجته في سورة الكهف بخير ممن قُتِل ( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً (81) ) ؟ !! (7) .
ألم يحفظ الله تعالى صاحب الكنز ـ الرجل الصالح ـ في ولديه حين أمر صاحبَ موسى أن يبني الجدار من جديد ، فيثبته حتى يكبر ولداه فيأخذا كنز والدهما ؟
( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ) (8) .
ومن بعض سمات المرأة التقيّة التي ذكرت في أحاديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنها :
1ـ تصبر على لأواء الدنيا وما ابتلاها به الله فيها لتدخل جنة عرضها السموات والأرض .
فقد روى عطاء بن أبي رباح قال : قال لي ابن عباس رضي الله عنهما : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ فقلتُ بلى ، قال : هذه المرأة السوداء أتت النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت : إني أُصرَع(9) ، وإني أتكشَّفُ ، فادع اللهَ تعالى لي (10) ، قال : (( إن شئتِ صبرتِ ولك الجنة ، وإن شئتِ دعوتُ الله تعالى أن يعافيكِ )) فقالت : أصبرُ . . . فقالت : إني أتكشّفُ ، فادع الله أن لا أتكشَّف ، فدعا لها(11) .
رضيتْ هذه المرأة المؤمنة التقيّة ببلاءٍ يصاحبها حياتَها الفانية على أنّ لها الجنة . . وقد ربح البيع ، فكانت من أهل الجنة ، ولكنّها أَنِفَتْ ـ وهكذا التقوى ـ أن تتكشّف فيرى الناس من عورتها ما لا يليق بالمرأة المسلمة المحتشمة التقيّة ، فماذا نقول لهؤلاء الكاسيات العاريات اللواتي يتفنَّنَّ في إبداء محاسنهنّ ويجهدن في خلع برقع الحياء ، وفي التعرّي ، إلا من ورقة التوت ، إن كان هناك ورق التوت . .
2ـ وهذه أم سلمة رضي الله عنها زوج النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ تسمعه يقول : (( مَن جرََّ ثوبه خُيَلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة )) (12) فقالت أم سلمة : فكيف تصنع النساء بذيولهنَّ ؟ قال : (( يرخين شبراً )) ، فقالت : إذاً تنكشف أقدامُهُنّ . قال : (( فيرخينه ذراعاً ولا يزدن )) (13) ... لله درّك يا أمَّ المؤمنين !! لله درّك يا أم سلمة ، لستِ من أهل الخيلاء ولا التكبُّر ، فلا يجوز إسبال الثوب إلى الأرض . . ولكنَّ نساء المسلمين حَيِِيات عفيفات ، طاهرات شريفات ، لا ينبغي أن تُرى أقدامُهُن ، وثيابهن لها ذيول يجررنها على الأرض وراءهن ، فلا يرى الرجال منها شيئاً . . ماذا يصنعن بعد أن سمعن حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟ !! تسألين رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عسى أن يجد حلاًّ لذلك ، فيسمح لَكُنَّ أن ترخين الذيل شبراً ، فترين هذا قصيراً ، وتخشين ظهور باطن القدمين ، فيقول لكي أَرْخي ذيلك ذراعاً ولا تزيدي . . . لكنَّ النساء في عصرنا ، عصرِ المدنيّة والحضارة !! يرخين الذيل إلى (( أعلى )) أقصى ما يستطعن ، خوفاً عليه من البلل وأنْ يغبَرَّ ، لو استطعن لخلعنه ، أسوة بالكوافر العواهر ، وتتعجبين !! . . فيَجِدْنَ ألفَ مبرِّر للتعرِّي والتفسُّخ ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ورجالهُنَّ ليس فيهم من الرجولة إلا الاسم ، يمشون إلى جانبهن ، يحملون قرون الاستشعار ، ولا يبالون . فقد ذهب الحياء .
يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العودُ ما بقيَ اللـحاءُ
فلا والله مـا في العيش خيـر ولا الدنيا ، إذا ذهب الحياءُ
3ـ وتلتزم المرأة بخلق الإسلام ، والمجالس بالأمانات ، وأعراض النساء أعراض الرجال .
هذا ابن مسعود رضي الله عنه يروي عن النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : (( لا تباشر المرأةُ المرأةَ ، فتصفَها لزوجها ، كأنه ينظر إليها )) (14) فإنْ فعلت فإنه هَتْكٌ لأعراض الناس ، وتحريكٌ لكوامن الشهوة عند الرجال ، وفضحٌ لأسرار البيوت إلا إن كانت تريد أن تخطب فتاةً له ، وهي لن تفعل فالضَّرَّة مُرّة . ولن تفعل الأختُ إن كانت مؤمنة تقيّة لأنها تعلم الحياة ديناً ووفاءً ، فقد توصَفُ هي الأخرى من حيث لا تدري .
4ـ وقد حدّد النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ رغبة الرجال في زواجهم من النساء في أربعة أنواع فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه ، عن النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( تُنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين ، تربت يداك )) (15) .
ولا أعلم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعا على أحد إلا في مواطن معدودة ، منها ما ورد في هذا الحديث ، وكأنه عليه الصلاة والسلام يدعو على مَنْ يختار أحد الأنواع الثلاثة الأولى دون المرأة ذات الدين أن لا يوفِّقه الله في حياته ، فينقلب كل ما يفعله هباءً لا قيمة له ، فصار كل ما يلمسه تراباً ، ولعله يدعو عليه بالفقر ـ والله أعلم ـ .
فالمرأة ذات الدين تعرف حقَّ زوجها عليها فبِيَدِه جنتُها لقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( أيُّما امرأة ماتت ، وزوجها عنها راض دخلت الجنّة )) (16) ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : (( لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها )) (17) .
ولأنَّ المرأة الصالحة تعرف حقَّ زوجها عليها فهي تعرف أن مخالفتها إياه ينتج عنه إثم كبير ، فقد قال النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه (18) فلم تأته ، فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح )) (19) .
ومن حقه عليها أن لا تؤدي النافلة إلا بإذنه لقول النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((لا يحلُّ لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه (20) ولا تأذن في بيته إلا بإذنه )) (21) .
5ـ وترغب أسماء بنت الصديق رضي الله عنهما أن تبرَّ والدتَها الكافرة ، ولكن لا بدَّ من استئذان النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، خوفَ أن يكون استقبالها لأمها وهي كافرة غير مقبول ، فيجيبها النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد أن تقول له : قدِمَت عليَّ أمي وهي راغبةٌ ، أفأصِلُ أمي ؟ قائلاً : (( نعم صِلي أمك )) (22) فَصِلةُ الأرحام أصْلٌ في المجتمع الإسلامي ، يدعو إليه الإسلام ، ويحضُّ عليه ، ويرفع الله صاحبه في عليين ، وهذا ما يصبو إليه كل مسلم تقي .
6ـ وقد عرفت المسلمات الأوائل أنَّ الصلاة صلة بين العبد وربه ، أفلح فيها الخاشعون ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) (23) .
فكنَّ يقمن الليالي متبتلات خاشعات ، وعرفن أنّ من أفضل الزاد إلى الآخرة ، والزاد الذي يعين على إيصال الدعوة إلى الناس هو الصلاة التي تهب صاحبها قوة وعزيمة على مقابلة الصعاب وتخطّي الشدائد ، وأن قيام الليل من أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى حيث يقول جلَّ وعلا مخاطباً الداعية الأول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) (24) ويمدح من قام الليل : ( كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) (25) .
وقد روى أنس رضي الله عنه أنَّ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخل المسجد ، فإذا حبل مشدود بين ساريتين من سواري المسجد فقال : (( ما هذا الحبلُ )) قالوا : هذا حبلٌ لزينب (26) إذا فترت تعلقَتْ به ، قال النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( حُلّوه ، ليُصَلِّ أحدُكم نشاطَهُ ، فإذا فتر فليقعد ))(27) إذاً فقد كانت النساء المؤمنات يشددن على أنفسهن ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وقد أمرهنّ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يكلفن أنفسهن طاقتهن ، فخير العبادة ما دام وإن قلَّ ، ونحن نعلم أن نساء العصر ملأن أوقاتهن ليلاً ونهاراً بأمور الدنيا ، فلا أقلَّ أن يركعن ركعتين في جوف الليل يغالبن فيها الشيطان ، فخير الأمور أوسطها . و (( هلك المتنطعون )) (28) قالها الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثاً .
7ـ ومن الالتزام الرائع بهدي الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما فعلته كلٌّ من أم حبيبةََ وزينبَ زوجتي النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ امتثالاً لأمر النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين مات أبو سفيان ابن حرب أبو أم حبيبة ، وعبدالله أخو زينب رضي الله عنهم جميعاً ، فماذا فعلت المرأتان العظيمتان بعد موت قريب كلَّ منهما بثلاثة أيام ؟! تقول كلٌّ منهما بعد أن دعت بالطيب ، ومَسَّتْ منه : أما واللهِ ، وما لي بالطيب من حاجة ، غير أني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول من على المنبر : (( لا يَحِلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُحِدَّ على ميت فوق ثلاث ، إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً )) (29) .
هكذا يكون الالتزام ، وهكذا تكون التقوى .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.02 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]