تفسير سورة الأنعام الآيات (12 - 15) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بعض حقوق المرأة في الاسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 55 - عددالزوار : 11977 )           »          فتح الجيش العثماني بقيادة سنان باشا الحصن الإسباني الأخير في حلق الوادي بتونس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 51 - عددالزوار : 12714 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 1828 )           »          محبة الإخوان في الله تورث حبَّ الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          العلامة المؤرخ الأديب الشاعر محمد أمين المحبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          مقولات معبرة للعلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الإسلام في أفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 514 )           »          عودة إلى ينابيع الهدى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-02-2024, 09:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,585
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير سورة الأنعام الآيات (12 - 15)

تفسير سورة الأنعام الآيات (12 - 15)
يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف


قال تعالى: ﴿ قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [الأنعام: 12 - 15]


﴿ قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ [سُورَة الْأَنْعَام:12].

﴿ قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ خَلْقًا ومُلْكًا وَتَدْبِيرًا [1].

﴿ قُلْ لِلَّهِ ﴾ تَقْرِيرٌ لَهُمْ، أيْ: هُو لِلَّهِ، لَا خِلافَ بَيْنِي وبَيْنَكُمْ[2]، واللَّهُ تَعَالَى أَمَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسُّؤالِ أَوَّلًا ثُمَّ بِالْجَوابِ ثانِيًا؛ لِتَعَيُّنِ هَذَا الْجَوَابِ اتْفَاقًا[3].

﴿ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ أَوْجَبَ عَلى نَفْسِهِ ﴿ الرَّحْمَةَ ﴾ تَفْضُّلًا مِنهُ وَكَرَمًا عَلَى عِبَادِهِ [4].

وَقَد أَخْرَج الشَّيْخَانِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ كَتَبَ فِي كتابٍ، فَهو عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي»[5]. وفِي البُخارِيِّ: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي، فَهُوَ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ، فَهو العَرْشُ»[6].

﴿ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ [النساء: 87] لِيُجازِيَكُمْ بِأَعْمالِكُمْ[7]، فَيُجَازِي الَّذِينَ ﴿ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾ [سُورَة النَّجْم:31].

﴿ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ شَكَّ ﴿ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ ﴾ بِكُفْرِهِم بِاَللَّهِ تَعَالَى[8] ﴿ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾.
﴿ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [سُورَة الْأَنْعَام:13].

﴿ وَلَهُ ﴾ تَعَالَى ﴿ مَا سَكَنَ ﴾ أَي: هَدَأَ وَاسْتَقَرَّ، والْمُرَادُ مَا سَكَنَ وَمَا تَحَرَّكَ، واكْتَفى بِأحَدِ الضِدَّيْنِ عَنِ الآخَرِ لِلْعِلْم بِه كَقَوْلِهِ: ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ ﴾ [سُورَة النَّحْل:81] أيِ: الحَرُّ والبَرْدُ[9] ﴿ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ أيْ: كُلُّ شَيْءٍ فَهُوَ رَبُّهُ وَخَالِقُهُ وَمَالِكُهُ[10].

﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ ﴾ لِأَقْوَالِ عِبَادِهِ[11] ﴿ الْعَلِيمُ ﴾ بِأَفْعَالِهِمْ.
﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [سُورَة الْأَنْعَام:14].

﴿ قُلْ ﴾ لَهُمْ: ﴿ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا ﴾ نَاصِرًا وَمَعْبُودًا[12] ﴿ فَاطِرِ ﴾ مُبْدِعٍ وَخَالِقٍ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَابِقٍ[13] ﴿ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .

﴿ وَهُوَ يُطْعِمُ ﴾ يَرْزُقُ خَلْقَهُ[14] ﴿ وَلَا يُطْعَمُ ﴾ يُرْزَقُ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ﴾ [سُورَة الذَّارِيَات:57][15].

﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ﴾ أَي: اسْتَسْلَمَ لِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ الَّتِي أُرْسِلْتُ إِلَيْهَا[16].

﴿ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ وَقَدِ امْتَثَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ فَقَالَ كَمَا فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [سورة الأنعام:162-163].
﴿ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [سورة الْأَنْعَام:١٥].

﴿ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي ﴾ بِالْإِشْرَاكِ بِهِ وَعَدَمِ الِاسْتِسْلَامِ لَهُ[17] ﴿ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ هُوَ يَوْمُ الْقِيامَةِ[18].
[1] ينظر: تفسير القاسمي (4/ 321)، تفسير السعدي (ص251).

[2] ينظر: تفسير الزمخشري (2/ 8).

[3] ينظر: تفسير البيضاوي (2/ 155)، تفسير أبي السعود (3/ 115).

[4] ينظر: تفسير القرطبي (6/ 395)، تفسير البيضاوي (2/ 155).

[5] صحيح البخاري برقم (7404)، صحيح مسلم برقم (2751).

[6] صحيح البخاري برقم (7554).

[7] ينظر: تفسير الجلالين (ص164).

[8] ينظر: تفسير النسفي (1/ 493).

[9] ينظر: تفسير البغوي (3/ 131)، تفسير القاسمي (4/ 324).

[10] ينظر: معاني القرآن للزجاج (2/ 232).

[11] ينظر: تفسير ابن كثير (3/ 243).

[12] ينظر: تفسير النسفي (1/ 494).

[13] ينظر: تفسير البغوي (3/ 132).

[14] ينظر: تفسير الطبري (9/ 176).

[15] ينظر: تفسير البغوي (3/ 132)، تفسير القرطبي (6/ 397)، تفسير ابن كثير (3/ 243).

[16] ينظر: تفسير ابن عطية (2/ 273)، تفسير القرطبي (6/ 397).

[17] ينظر: تفسير الجلالين (ص164).

[18] ينظر: تفسير البغوي (3/ 132).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.04 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]