خطبة اغتنام الأجر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 409 - عددالزوار : 57956 )           »          روائع قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          السلطان نور الدين والقبر النبوي الشريف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          وليمة جابر بن عبد الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          سمك العنبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الصحابي عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أو حسبت أن نيل العلا بالتمني..؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          عبادة التفكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          نحن وأطفالنا أينا أحوج إلى الآخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-11-2023, 07:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,873
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة اغتنام الأجر

خطبة اغتنام الأجر
الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل

الخطبة الأولى
الحَمْدُ للهِ، الحَمْدُ للهِ حمدًا حمدًا، والشكر له سُبْحَانَهُ شكرًا شكرًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وصفيه وخليله، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، ومن سلف من إخوانه من المرسلين، وسَارَ عَلَىٰ نَهْجِهِم، وَاقْتَفَى أَثَرَهُم إِلَىٰ يَومِ الدِّيْنِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا مزيدًا؛ أَمَّا بَعْدُ:-
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

أَيُّهَا المؤمنون! هٰذِه الأعمار تنقضي سريعًا، وَهٰذِه مواسم الخيرات ومواسم الرحمات ما أسرع ما تنقضي وتمضي، فمن أودع فيها خيرًا فيا سعده! ومن أودع غير ذلك فلا يلومن إِلَّا نفسه!

عباد الله! أنتم في العشر الأخير من رمضان، ولياليه هي أفضل ليالي العام عَلَىٰ الإطلاق، كما أنَّ أيام العشر الأولى من ذي الحجة هي أفضل أيام العام عَلَىٰ الإطلاق، أتدرون لِمَ يا رعاكم الله؟

فإنَّ الليالي العشر الأخيرة من رمضان هي أفضل الليالي لاشتمالها عَلَىٰ هٰذِه الليلة الشريفة، الليلة الفاضلة، ليلة القدر، وسُميت بهذا الاسم؛ لأنَّ الله جَلَّ وَعَلَا يُنزِل فيها مقادير السنة، ولأنَّ الله جَلَّ وَعَلَا ابتدأ إنزال القرآن فيها، فَهٰذِه ليلةٌ شريفة، من وافقها قائمًا مصليًا تاليًا عابدًا، من وافقها راجيًا رحمة الله عَزَّ وَجَلَّ إيمانًا واحتسابًا، أي: عبودية وتوحيدًا، يحتسب ثواب ذلك عَلَىٰ الله؛ كان عمله فيها خير من عمل غيره ألف شهر.

وَأَمَّا أيام العشر الأولى من ذي الحجة فهي أفضل الأيام؛ لاشتمالها عَلَىٰ يوم عرفة، وعَلَىٰ عيد النحر، الَّذِي هو أفضل الأيام.

عباد الله! جاءتكم العشر الأخير من رمضان، فما شأنك يا عبد الله فيها؟ أما زلت عَلَىٰ غيِّك ولهوك، وما زلت في غفلتك؟ سهرٌ بِاَللَّيْلِ، وتقطيع للصِّيَامِ بِالنَّهَارِ بالنوم، وغفلات عن مسابقة المسابقين، ومسارعة المسارعين؟! فَإِلَىٰ مَتَىٰ هٰذِه الغفلة يا عبد الله؟ إِلَىٰ مَتَىٰ هٰذَا الإعراض؟ إِلَىٰ مَتَىٰ هٰذَا اللهو؟ ألا تخشى أن يفجأك الموت وأنت لا تشعر؟ فأعدوا للموت عدته، واستعدوا لما بعد الموت بعملٍ صالح، تحبون وتسرون أن تلقوا ربكم عَزَّ وَجَلَّ به.

ليلة القدر يا عباد الله! ليلةٌ فاضلة، ليلة شريفة، هي في أصح أقوال العلماء ليلة متنقلة، لا تثبت في ليلة واحدة، قَالَ نَبِيُّنا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «من كان منكم متحريها؛ فليتحرَّها في العشر الأواخر من رمضان» أخرجاه في الصحيحين[1]، وهي في ليالي الأوتار آكد، ولا يعني ذلك أنها لا تكون في الأشفاع، فإنَّ الشهر قد يكون هافيًا، وقد يكون كاملًا، فمن قام العشر كلها فإنه يُرجى أنه وافقها، بشرط: أن يكون قيامه عبودية وإيمانًا بالله، واحتسابًا للأجر وزكاة العمل عنده سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ.

أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾[القدر: 1 - 3].

نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه كان غفَّارًا.

الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي أعاد مواسم الخيرات عَلَىٰ عباده تترًا، فلا ينقضي موسمٌ إِلَّا ويعقبه آخر مرةً بعد أخرى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، شهادةً نرجو بها النَّجَاة والفلاح وَالصَّلاح في هٰذِه الدنيا وفي الحياة الأخرى؛ أَمَّا بَعْدُ:
يا عباد الله! فاتقوا حق التَّقْوَى، واستمسكوا من دينكم الإسلام بالعروة الوثقى، وسارعوا إِلَىٰ رحمةٍ من ربكم، وسابقوا إِلَىٰ رضوانه، وتنافسوا مع المتنافسين في طاعته، فما هي إِلَّا أيام وليالي ما أسرع ما أن تنقضي، كنَّا في أيام ماضية يهنئ بعضنا بعضًا بقدوم رمضان، وَهٰذَا رمضان ذهب ثلثاه، فذهب معظمه، وبقي بعد ذلك أعظمه، فالله الله عباد الله! بالمسارعة وبالمثابرة، وبالاجتهاد، ومجاهدة أنفسكم عَلَىٰ طاعة الله! حافظوا عَلَىٰ فرائضه، سابقوا في النَّوافِل، كونوا مع المسارعين المسابقين في تلاوة كلامه وتدبره، وفي الصَّلَاة مع الإمام حَتَّىٰ ينقضي، وإن كان القيام يطول بعض الشَّيْء عَلَىٰ بضع الكُسالى.

جاء في الحديث عند بعض أهل السنن عن أبي ذرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قام بنا النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلةً وليلتين وثلاث من رمضان، فقلنا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لو أمتعتنا بالقيام في ليالي رمضان، وما منعه من ذلك إِلَّا مخافة أن يُفرض علينا، ولا تستطيعه أمته من شفقته ورحمته بنا صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ مبشرًا لهم ولنا ولكم يا رعاكم الله: «من قام مع الإمام حَتَّى ينصرف؛ كُتب له قيام ليلة»[2].


ثُمَّ اعلموا عباد الله! أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ عِزًّا تعزّ به الإسلام وأهله، وذِلًّا تذلّ به الكفر والبدعة وأهلها يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ آمنَّا والمسلمين في أوطاننا، اللَّهُمَّ آمنَّا في أعراضنا، اللَّهُمَّ آمنَّا في ديننا وأموالنا، اللَّهُمَّ أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولاياتنا والمسلمين فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا مجللًّا، اللَّهُمَّ ما أنزلته فيه البركة، وفيه النفع العام يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

سُبْحَانَ رَبِّك رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ
والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

[1] أخرجه البخاري (1165)، ومسلم (1165) بنحوه.

[2] أخرجه الترمذي (806)، وابن ماجه (1327)، والنسائي (1605) بنحوه.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.40 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]