زواج محفوف بالمشاكل

[ابوالوليد المسلم]

زواج محفوف بالمشاكل
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:
♦ الملخص:
امرأة متزوجة من ابن عمتها، خطَبت لأخيها الأصغر بنت عمتها الأخرى، لكن عمَّتها تلك قامت ببذر بذور التشاحن بينها وبين أهل زوجها، وهي تخشى إن استمرت خِطبة أخيه أن يكون ثمة مشاكل كثيرة في المستقبل بسبب عمَّتها تلك، وتسأل: ما الرأي؟

♦ التفاصيل:
أنا متزوجة من ابن عمتي منذ ١٧ عامًا، وخطبنا بنت عمتي الأخرى لأخي الأصغر، وهي وحيدة أمِّها؛ إذ إن عمَّتي هذه مطلَّقة منذ سنين عديدة، وأخي يتيم الأبوين، ففكرنا أن الفتاة مناسبة له، ولكن بعد خِطبتنا للفتاة قامت عمتي (أم الخطيبة) بإثارة المشاكل والفتن بيني وبين أم زوجي؛ حيث نقلت لها كلامًا على لساني لم أقُلْهُ، وعندما واجهتها وتبين كذبُها، قامت بعمل حظر لي ولإخواتي جميعًا، وقطيعتنا مستمرة منذ سنتين؛ فهي ترفض الاعتراف بخطئها الذي تسبب بمشكلة كبيرة مع أهل زوجي، وجعلهم يظنون بي ظن السوء، وأدى ذلك لبذر بذور التقاطع والتباغض بيننا، وحسبي الله ونعم الوكيل؛ فأخوات زوجي أصبحْنَ يكرهْنَنِي بسبب كلامها عني - فهي خالتهن ويصدِّقْنَها - بعد أن كنا كالأهل، ولا أدري هل نستمر في خِطبة البنت لأخي أو ننسحب؟ فالبنت ليس لها ذنب في سوء أخلاق أمِّها، نحن في حيرة من أمرنا، وأخشى إن استمر الأمر أن تسبِّب أمها لنا مشاكل في حياتنا نحن في غِنًى عنها؛ فعمَّتي صعب التعامل معها، ولا تعترف بخطئها، وتعتبر نفسها مظلومة في كل الأحوال، أرجو أن تشيروا علينا، ولكم كل الشكر والتقدير.


الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فجوابًا مختصرًا لطلبكِ الإشارة عليكم بخصوص إتمام الزواج من بنت عمتكم، أو عدم إتمامه، أقول:
إن كان ما ذكرتِهِ عنها كله صحيحًا دون كذب ولا مبالغات، فلعلكم تستخيرون مرة أخرى في الموضوع؛ لأنه تُحيط به إشكالات كثيرة، ويُخشى من متاعب كثيرة للزوجين ولكم بعد الزواج؛ بسبب أخلاق عمتكم وتدخلاتها المحتملة في الحياة الزوجية لابنتها.

وقديمًا قال الناس كلمة ذهبت حكمة؛ وهي: اسأل عن أمها قبل ما تضمها.

وصحيح أنه لا ذنب للبنت، ولكن وجود أمِّها بهذه الأخلاق يضع علامات استفهام وتعجب كثيرة، والإقدام على هذا الزواج محفوف بالمخاطر، ولعلكم ترجعون لرسالة كتبتها هنا في الألوكة بعنوان:
(تدخلات أم الزوج في الحياة الزوجية)، ففيها بعض الإشارات لمثل موضوعكم.

والاستخارة مع الاستشارة تفصل في الموضوع بإذن الله سبحانه.

حفظكم الله ودلكم على الصواب.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.