خطبة عن الغيبة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أنواع الذهان: ماذا تعرف عنها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الوقاية من بلع اللسان: 5 نصائح ضرورية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          7 مشروبات لعلاج الإمساك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ما هي أسباب الإسهال المستمر بعد الأكل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          بخاخ النيكوتين: ما عليك معرفته للإقلاع عن التدخين! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أفضل وأسوأ الأطعمة للمرضعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          هل تظهر عليك علامات سوء التغذية؟ اكتشف الأعراض بسرعة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أعراض تليف الكبد: لا تتجاهل هذه العلامات! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أخطر أنواع السرطان حول العالم، ولماذا يصعب علاجها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          فواصل للمواضيع . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 95 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-02-2023, 02:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,657
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عن الغيبة

خطبة عن الغيبة
رافع العنزي


فاتقوا الله عباد الله، وتحفظوا من ألسنتكم، وزِنُوا كلامَكم؛ فإن الكلام يُحصى عليكم، ويُكتَب في صحائفكم ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، ﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾ [الزخرف: 80].

يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: ((إذا أصبَح ابنُ آدَم، فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تُكفِّرُ اللِّسانَ فتقولُ: اتَّقِ اللَّهَ فينا، فإنَّما نحنُ بِك، فإن استقمتَ استقمنا، وإن اعوججْتَ اعوجَجْنا))، والمعنى: أن سائر أعضاء البدن تَذِلُّ وتخضع للِّسان، فهي تابعة له؛ ولهذا تقول إذا أصبح: ((اتقِ الله فِينَا فإنَّما نحن بِك...)) فاللِّسان أشدُّ الجوارح خطرًا على صاحبها، فإن استقام استقامت سائرُ جوارِحه، وصلحت بقية أعماله، وإذا مال اللِّسان مَاَلت سائر جوارحه وفسدت بقية أعماله؛ فعن أنس رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يستقيم إيمانُ عَبْدٍ حتى يستقيمَ قلبُه، ولا يستقيم قلبُه حتى يستقيم لسانُه..)).

إخوة الإيمان، إن الأمر عظيم وخطير، فاللِّسان قد يوصل إلى أدنى دركات النار؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلانَة يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلاتِهَا وَصَدَقَتِهَا، وكَانَتْ تَقُومُ اللَّيْلَ، وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَها بِلِسَانِهَا، قَالَ: ((هِيَ فِي النَّارِ))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ)).

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ: ((إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ)).

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ: ((إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ)).

وإن من الأمور التي انتشرت عند الناس، ويحسبونه هيِّنًا وهو عند الله عظيم، ألا وهي الغيبة والنميمة، والنميمةُ والغيبةُ خطرانِ عظيمانِ تُهدِّدانِ الفرد والمجتمع، فالنميمة هي نقل الكلام بين الناس بقصد الإفساد، أو بدون قصد، كم هدمت من بيت، وأسقطت من أسرة، وأورثت حقدًا وضغينة، وأفسدت من محبَّةٍ! والنميمة تحرِم من دخول الجنة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخُلُ الجنَّةَ نمَّامٌ))؛ متفق عليه.

والنميمةُ من أسباب عذاب القبر وشدة الحساب، فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ: ((إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِير، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ)).

وأمَّا الغيبة: فقد فسَّرها النبي صلى الله عليه وسلم تفسيرًا جليًّا؛ فعن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((أتدرون ما الغيبة؟))، قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: ((ذِكْرُك أخاك بما يكره))، قيل: أفرأيْتَ إن كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول، فقد اغتَبْتَه، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه)).

وما أكثرَها في مجالس الناس اليوم! وما أسْهَلَها على الناس! وهي عظيمةٌ عند الله، ولعظم الغيبة؛ فقد حُرِّمت بالكِتاب والسُّنَّة وإجماع الأُمَّة؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ مِن أكبر الكبائر استطالةَ المَرْء في عرض رجل مسلم بغيرِ حَقٍّ)).

وهي من أسباب عذاب القبر؛ فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ)).

وقال عليه الصلاة والسلام: ((يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُل الْإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ)).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنَّبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفيَّة كذا وكذا، فقال صلى الله عليه وسلم: ((لقد قلتِ كلمةً لو مُزِجَتْ بماء البَحْر لمزجته)).

مزجتْه: خالطَتْه مخالطةً يتغيَّر بها طعمُه، أو ريحُه؛ لشدَّة نتنِها، وقبحها، قال النووي: هذا الحديث من أعظم الزواجر عن الغِيبة أو أعظمها، وما أعلم شيئًا من الأحاديث بلغ في ذمِّها هذا المبلغ.

إخوة الدين، إن المستمع للغِيبة أو النميمة هو مشارك في المعصية ولو لم يتكلم؛ قال تعالى: ﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ﴾ [النساء: 140]، قال الطبري: في هذه الآية الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع، وقال القرطبي: فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوِزْر... فإن لم يقدر على النكير عليهم، فينبغي أن يقوم عنهم؛ حتى لا يكون من أهل هذه الآية.

ومَن ردَّ عن أخيه الغِيبة وذبَّ عن عرضه، فله أجرٌ عظيمٌ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).

الخطبة الثانية
عباد الله، بابُ التوبة مفتوحٌ من جميع الذنوب، ومنها الغيبة والنميمة، فيعزم على ترك الغيبة والنميمة والندم على ما فات والإقلاع عنهما، وهما من حقوق العباد التي يجب مع التوبة منها عفوُ أصحابها عنها ومغفرتهم لها، دليل ذلك في سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم حين يقول: ((مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَلَّا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ))؛ رواه البخاري (2449).

وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين: إذا اغتاب شخصٌ شخصًا آخر، ولم يستطع التحلُّل منه، فهل يكفي الاستغفار والدعاء له؟
فقال رحمه الله: "الصحيح فيمن اغتاب أحدًا من الناس أنه لا يمكن أن يكون فيه من حل حتى يستحله شخصيًّا، إذا كان هذا الذي اغتِيب قد علم بالغيبة، فإن كان لم يعلم بذلك، فإنه يكفي أن يستغفر له، ويذكره بالخير في المجالس التي اغتابه فيها؛ وذلك لأن الغيبة من كبائر الذنوب، وهو ذكرك أخاك بما يكره؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين سُئل عن الغيبة: ((الغِيبةُ ذكرُكَ أخاكَ بما يكره))، وقد نَصَّ الإمام أحمد رحمه الله على أن الغِيبة من كبائر الذنوب التي لا تُغْفَر إلَّا بتوبة، فلا تُكفِّرها الصلاةُ ولا الصَّدَقة، ولا الصيام ولا الحج؛ بل لا بُدَّ فيها من توبة".
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.26 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]