|
ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic قسم يهتم بتوعية الجالية المسلمة وتثقيفهم علمياً ودعوياً مما يساعدهم في دعوة غير المسلمين الى الاسلام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الإسلام سبق في تقديم الأقليات
الإسلام سبق في تقديم الأقليات - ينبهر بعض الناس من تقديم الغرب لأفراد من الأقليات في تقلد المناصب العليا؛ فيصبح هذا رئيسا على البلاد، وآخر رئيسا للوزراء، وذاك وزير وهكذا؛ فيتأسفون لحال المسلمين، وكأن لسان حالهم يقول: انظروا إلى ما يفعل الغرب؛ فهو يساوي بين الأصيل من جهة، وبين الوافد الغريب! أما نحن فإن الغريب يعيش عيشة الانكسار والظلم وعدم إعطائه الفرصة. - ولكن الواقع الإسلامي يختلف اختلافا كبيرا عن هذا المفهوم، فميزانه التقوى في تقديم الناس، وليس الحسب والنسب قال -تعالى-: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، والإسلام لم يعرف التمييز العنصري، ولا التمايز من ناحية الجنس أو اللون أو العرق؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «يا أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، ليس لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أبيض، ولا لأبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى». - إن بناء المجتمع الإنساني يقوم على قبول الآخر الذي سماه الإسلام التعارف في ظلال من التقوى والإيمان ، وأنَّ رسولَ اللَّهِ - صلىالله عليه وسلم - خطبَ النَّاسَ يومَ فتحِ مَكَّةَ، فقالَ: «يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ قد أذهبَ عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليَّةِ وتعاظمَها بآبائِها؛ فالنَّاسُ رجلانِ: برٌّ تقيٌّ كريمٌ على اللَّهِ، وفاجرٌ شقيٌّ هيِّنٌ على اللَّهِ، والنَّاسُ بنو آدمَ، وخلقَ اللَّهُ آدمَ من الترابِ، قالَ اللَّهُ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}». - إن اندماج المسلمين -بغض النظر عن أصولهم وأنسابهم وألوانهم- في مجتمع متكاتف متآخٍ لهو تجربة فريدة ورائدة، سبقت كل الدعوات للمساواة والحرية في المجتمعات اللاحقة بل والسابقة؛ فقد كانت بعض الحضارات القديمة، يسودها تقسيم الناس إلى طبقات اجتماعية؛ من حيث الجنس واللون، والغنى والفقر، والقوة والضعف، والحرية والعبودية. - ورغم كل أنواع الفخر والتباهي التي سادت المجتمعات الجاهلية، إلا أن بلال الحبشي - رضي الله عنه - أصبح مؤذن الرسول - صلى الله عليه وسلم . - وكان عمار بن ياسر - رضي الله عنه - من المستضعفين في مكة، ومن الذين عذبوا هو وأمه وأبوه على يد المشركين، يقول عنه خالد بن الوليد - رضي الله عنه -: «كان بيْني وبيْن عَمَّارِ بنِ ياسرٍ كلامٌ، فأَغلَظْتُ له في القَولِ، فانطلَقَ عَمَّارٌ يَشْكوني إلى النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم -، فجاء خالدٌ وهو يَشْكوه إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. قال: فجَعَل يُغْلِظُ له، ولا يَزيدُه إلَّا غِلظةً، والنَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ساكِتٌ لا يَتكلَّمُ، فبَكى عمَّارٌ، وقال: يا رسولَ اللهِ، ألَا تَراهُ؟ فرَفَع رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رأسَه، قال: «مَن عادى عمَّارًا، عاداهُ اللهُ، ومَن أَبغَضَ عمَّارًا، أَبغضَهُ اللهُ». قال خالدٌ: فخرَجْتُ، فما كان شَيءٌ أحَبَّ إليَّ مِن رضَا عمَّارٍ، فلَقيتُه، فرَضيَ. انظر إلى هذه المنزلة التي رفع بها الإسلام عمارا. - وسلمان الفارسي - رضي الله عنه - يأتي من فارس يطلب الحق؛ فيجد التقدير والمكانة العالية في الإسلام. - إن التسوية بين البشر في المفهوم الإسلامي تعني التسوية بينهم في حقوق الكيان الإنساني، الذي يتساوى فيه كل الناس. قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ}. فالناس كلهم من نفس واحدة. - لقد ركز الإسلام على معيار التقوى في التفاضل، وهدم المعايير الزائفة، وأنكر على أصحابها، وذلك في قوله -تعالى-: {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ}. وأما نوح -عليه السلام-فقال: {وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ}. - لقد سبق الإسلام كل الحضارات السابقة واللاحقة؛ حيث اعتمد مبدأ الكفاءة في تولي الأمور العظيمة، فعن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله، ألا تستعملني؟ فضرب بيده على منكبي، ثم قال: «يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها». سالم الناشي
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |