أنت بطل التغيير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 128313 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4761 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مسيرة الجيش إلى تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-04-2022, 02:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي أنت بطل التغيير

أنت بطل التغيير


خالد بن سعود الحليبي



أخي الصائم:
أعجبتني كلمةُ أحدهم: "الإنسان هو بطل التغيير الاجتماعي في الإسلام"، ومصدر إعجابي بهذه المقولة هو إسباغ صفة البطولة على الإنسان القادر على التغيير، فما أكثر ما نفكر في التغيير الإيجابي ونتمناه، ولكنَّنا نجبن حتى عن تغيير ما نكرهه في ذواتنا، فضلاً عن محاولة تغيير ما حولنا مما نعتقد خطأه مهما كان ذلك في إمكاننا.

منذ أن يهل رمضان ومنادي الله ينادي: يا باغي الخير أقبلْ! ويا باغي الشر أقصرْ! إنه نداء خاص بشهر رمضان، يخاطب كل مَن شهده خطابًا منفردًا وكأنه موجه له، وهو خطاب مزدوج الطلب، ينادي في المرء جانبَ الخير: أنْ أقبلْ؛ فهذا موسمك الذهبي، كل بذرة تضعها اليوم ستحصدها سبعين ضعفًا ويزيد، وينادي جانبَ الشر فيه: أنْ أقصرْ؛ فكل أعوانك قد صُفِّدوا، ولن يَخلُصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه مِن قبلُ.


إنَّ هذا التَّغيير مطلوب في كل الشهور، ولكنَّه ميزة هذا الشهر، الذي يمثل لمن يدخل جامعته المبجلة دورةً تدريبية متخصصة في قضية من أهمّ قضاياه، وهي التعامل مع حياته بشجاعة تؤهله أن يُحدِث فيها التغييرَ المناسب؛ لتطويرها في الوقت المناسب، فالنمطية والرتابة تجمد الشخصية، وتَفتِك بخلايا المخ وتُعيقُه عن التفكير التطويري.


كلّ ابْنِ آدم خطَّاء، وليس مِن الشَّجاعة بمكانٍ الثباتُ على الخطأ والإصرار على التشبث به؛ فإنَّ ذلك ليس علامة رجولة، ولا ذكاء، ولا أريحيَّة؛ بل هو عكس ذلك كله تمامًا، إنه زيادة طغيان، واسترسال في الطريق المهلك.


لقد هبَّت نفحاتُ رمضان على قلوبنا كالنسائم الطريَّة فأنعشتها، وأحدثت فيها تغييرًا سريعًا، لم نستطع أن نتعرَّف سِرَّه، ولكنَّنا نعيش نعيمه، أحسَسْنَا بقُربنا من الله أكثر من ذي قبل بِمجرَّد أن هلَّ الهلال، وشعرنا بالنّداء الحبيب يُحَرِّك قلوبنَا الساكنة، يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.


وتَلفَّتنا مِن حوْلِنا فوجدنا مُجتمعَ الخير يستقبل ضيفَه بكلّ حفاوة وإكرام في كل المظاهر العبادية والاجتماعية والدراسية والوظيفيَّة، كلّ شيء تغيَّر من أجل رمضان، ولكن السؤال يصارحنا: هل هذا التغيير يمثل استجابةَ الحياءِ المؤقتة؛ للظرف الطارئِ الماضي عن قريب؟ أم استجابة المُخبِت الذي دخل الشهرُ أجواءَ روحه، فاكتسح ما في داخلها من لغط الأيام، وسفه الشباب، وعناد الشيوخ، وبدلها كما تبدل الثياب للصلاة؟!


إنَّ التغيير قضية هائلة، بعيدة الغور، واسعة الأفق، ولكنها تبدأ من الإنسان ذاته، يقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]؛ ففي رمضان فرصة لإخضاع سلطة العادة لسلطة الإرادة، فالتغيير فيه شامل لكل المظاهر الحياتية، ويشترك فيه كل المجتمع، وسريع يقع بين عشية وضحاها، وواقعيٌّ يكشف للنفس التي كانت تتمسك بِمحبوباتها السيئة، متعلِّلةً بأنها لا تستطيع الاستغناء عنها - أنها أقوى من ذلك، وأنها قادرة حقًّا على هجرها مدة من الزمن ليست يسيرة، فإذا كانت جادة في التغيير الإيجابي نجحتْ في الاستمرار على هذا الهجر الجميل.


أخي الصائم:

هل عرضتَ عددًا من عاداتك التي كنتَ تتمنى التخلص منها على آلة التغيير العجيبة في شهر رمضان؟!

جرِّب فقد تكون نهايتها التي تترقبها منذ أمد طويل، ولكن وصيتي لك أن تكون قويًّا في وجه العادة، هادئًا في التعامل مع عنادها؛ لتضمن - بإذن الله - دوام الإقلاع عنها، لا أريد أن أحدد لك عادة معينة؛ بل يكفيني أن تمتلك الشجاعة الكافية على امتلاك آلية التغيير التي يمنحها لك رمضان، يا صائم رمضان.











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.72 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]