اغتنموا كنوز العشر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 3112 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من الندبات بخطوات بسيطة.. من جل الصبار لزيت اللافندر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          4 نصائح لحديثى التخرج تساعدهم على اقتحام سوق العمل من غير تشتت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          5 حيل تمنع تكتل الكونسيلر أسفل العينين.. لإطلالة ناعمة من غير تجاعيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          طرق تخزين الخضراوات فى الصيف.. دليلك لحفظها بأفضل جودة لأطول وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          طريقة عمل موس الشوكولاتة بثلاثة مكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الذقن.. تخلصى من المناطق الداكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          5 أسرار للحفاظ على نضارة البشرة بعد الخمسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          4 أنواع سناكس خفيفة وصحية لأطفالك فى النادى.. بلاش فاست فود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          طريقة عمل طاجن البطاطس بالجزر وصدور الدجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-04-2022, 11:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,269
الدولة : Egypt
افتراضي اغتنموا كنوز العشر

اغتنموا كنوز العشر


فاطمة الأمير




ها هي الأيام تمضي سريعًا، بالأمس كنا نستقبل شهر الهبات والعطايا، واليوم تقارب الشهر على النهاية؛ فما بقي منه غير ثلثه أو أقل، وتراءى لنا في الأفق موعد الرحيل، فالضيف بدأ يستعد ململمًا أيامه ونفحاته للرحيل، تاركًا في قلوب البعض الحسرة والندم على ما فرطوا، وتاركا في قلوبٍ أخرى الفرحة بما اغتنموا من دقائقه.
هي عشر أيام مباركات، مضاعَفات الأجر والثواب، لكل نفس نامت في أوله عن الطاعات، وكست نفسها بثوب الغفلة والكسل، تنير طريق ما بقي من رمضان؛ فالعشر ماهي إلا سِراجٌ مُنير في عتمة قد اشتَّد ظلامها.
فها هي أقبلت مضاعفة لحسناتها؛ فلو تكلَّمت أو تحرَّكت العشر، لقامت وجذبت قلوب الغافلين، ونهرتْهم بشدة، وقالت: أنا العشر، أنا الخير، أنا الباقية لك في سباق الطاعات فلتغتنمني يا عبد الله؛ يقول ابن الجوزي: إن الخيل إذا شارفت نهاية المضمار، بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق، فلا تكن الخيل أفطنَ منك، فإنما الأعمال بالخواتيم، فإنك إذا لم تحسن الاستقبال لعلك تُحسن الوداع؛ فلنحسن فيما بقِي يُغفَر لنا ما مضى.
كثير منا يجتهد أشد الاجتهاد في أول الشهر، وعندما يأتي الثلث الأخير منه ترانا قد قلَّت هِمَّتنا وتوارت عزيمتنا، ونامت العيون عن العبادات، إنها عشر رابحات، وسباق للقلوب، وموسم للتجارة الرابحة، وبداية قلب جديد لكل من أراد أن يغتسل من التقصير، ولهذا جعل الله آخره أفضل من أوله؛ قال العلامة السعدي رحمه الله: من اجتهد أول رمضان وفَتر آخره، كان كمن بذَر حبة وسقاها ورعاها حتى إذا أوشك زمن الحصاد راح وتركها.
إذًا العشر الأواخر ليست للكسل والنوم، بل اجعل رسولك الحبيب قدوتك؛ عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: " «كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله، وشد مئزره» ".
شمِّر وانفض عن نفسك بوادرَ الفتور إذا داهمتْك، وأيقظ أهل بيتك، وقُم الليل، وأحي النهار بالطاعات، فلقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر أيقظ أهله، وكان يطرق الباب على فاطمة وعلي رضي الله عنهما قائلًا: "ألا تُصليان"، وكان عليه أفضل الصلاة والسلام يتجه إلى حجرات نسائه آمرًا فيقول: " «أيقظـوا صَواحب الحجر، فربَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة» "؛ (أخرجه البخاري).
وكان لا يترك أحدًا من أهل بيته صغيرًا كان أو كبيرًا، يطيق الصلاة إلا أيقظه؛ "فعند الطبراني من حديث علي رضي الله عنه قال: "إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان وكل صغير وكبير يطيق الصلاة".
فيا من هجرت لين الفراش، وخلوتَ بربِّك تناجيه، وسكبت منك العبرات، وخرَجت منك الآهات، ولهج لسانك بالدعاء، وتشبَّثت بركب التائبين، وتركت طريق المذنبين، وأيقنت أن النجاة مع قوافل المجاهدين، فشدَّدت من رحالك، وأقمت العشر مخافة من أن تزل قدماك بعد ثبوتهما على طريق الحق، فسلكت دربَ حبيبك المصطفى، فاعتكفت عن شواغل الحياه منقطعًا عن الخلائق، متفرغًا لعبادة الله، فلقد كان من هدي الرسول صلوات ربي وسلامه عليه أنه إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان، اعتزل فيها شواغل الحياة واعتكف عن الخلائق.
فقد كان النبي عليه أفضل الصلاة والسلام يعتكف آخر عشر أيام من كل رمضان، وفي السنة التي توفي فيها اعتكف عشرين يومًا؛ عن عائشة رضي الله عنها قالت: «إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفَّاه الله تعالى" (رواه البخاري).
وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا دخلت العشر اغتسل وتطيب؛ فقد روى عن عائشة وعلي وحذيفة بن اليمان أنه صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بين العشاءين كل ليلة، يعني في العشر الأواخر، وقد ورد ذلك عن بعض الصحابة والتـابعين جميعًا كانوا يفعلون ذلك.
كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان: إكثار العبادات، والاعتكاف، والتطيب، والاجتهاد في العبادة، وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ فكيف بحالنا نحن، كيف لنا أن نضيع كنوز العشر ونحن أشد احتياجًا لها؟
فهيَّا لنغتنم عطايا الله لنا في عشر جاءت تمحو ما مضى، فلنشد الهمة؛ حتى لا يأتي يوم الحساب، فيقال لنا فيه: كم من جائعٍ حسب نفسه صائمًا، وكم من مفلسٍ ظن أن كفه مملوء، وكم من خاسرٍ حسب أنه فائزٌ، وكم من ضالٍ حسب نفسه مهتديًا، فما أقرب الرب وما أغفل العبد!

لحظات من السكون والهدوء قبل دخول العشر تُفرغ ما بداخلك، تُزيح عن كاهلك شواغل الحياه، لتتنعم في خيرات العشر، إنها عشر النفحات، عشر العطايا والهبات، فيا عبد الله، أكرم ضيفك، فإنه أتى بالخير، فما دُمت تتنفس، فما زال هناك وقت لسجدة، ودمعة، ودعاء.
تعايش مع أوقات العشر على أنها آخر عشر لك هذا العام، واخرُج منها ومن شهر رمضان ببداية حياة جديدة لك، تتنعم فيها ما تبقَّى لك من قربٍ في طاعة.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.71 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.78%)]